١ صموئيل ١٣
عصيان شاول
أولًا. تهديد فلسطينيّ
أ ) الآيات (١-٢): يجمع شاول أول جيش دائم لإسرائيل.
١كَانَ شَاوُلُ ٱبْنَ سَنَةٍ فِي مُلْكِهِ، وَمَلَكَ سَنَتَيْنِ عَلَى إِسْرَائِيلَ. ٢وَٱخْتَارَ شَاوُلُ لِنَفْسِهِ ثَلَاثَةَ آلَافٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَكَانَ أَلْفَانِ مَعَ شَاوُلَ فِي مِخْمَاسَ وَفِي جَبَلِ بَيْتِ إِيلَ، وَأَلْفٌ كَانَ مَعَ يُونَاثَانَ فِي جِبْعَةِ بَنْيَامِينَ. وَأَمَّا بَقِيَّةُ ٱلشَّعْبِ فَأَرْسَلَهُمْ كُلَّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ.
١. وَٱخْتَارَ شَاوُلُ لِنَفْسِهِ ثَلَاثَةَ آلَافٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ: كان هذا أول جيش ’نظامي‘ دائم لإسرائيل. ففي الماضي لم يكن لديها إلا ميليشيا تتجمع في أوقات التهديد الوطني. والآن صار لإسرائيل جيش محترف.
٢. وَأَلْفٌ كَانَ مَعَ يُونَاثَانَ: هذا أول ذِكر ليوناثان بن شاول. وسيكون له دور بارز في صموئيل الأول.
وَأَلْفٌ كَانَ مَعَ يُونَاثَانَ: “هذا أول مكان يظهر فيه هذا الرجل الباسل المتميز. وهو رجل يحمل إحدى أفضل السمات في المعدن الأخلاقي في الكتاب المقدس.” كلارك (Clarke)
ب) الآيات (٣-٤): يبادر يوناثان إلى صراع مع الفلسطيين.
٣وَضَرَبَ يُونَاثَانُ نُصْبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ ٱلَّذِي فِي جِبْعَ، فَسَمِعَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ. وَضَرَبَ شَاوُلُ بِٱلْبُوقِ فِي جَمِيعِ ٱلْأَرْضِ قَائِلًا: «لِيَسْمَعِ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ». ٤فَسَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ قَوْلًا: «قَدْ ضَرَبَ شَاوُلُ نُصْبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَأَيْضًا قَدْ أَنْتَنَ إِسْرَائِيلُ لَدَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ». فَٱجْتَمَعَ ٱلشَّعْبُ وَرَاءَ شَاوُلَ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ.
١. وَضَرَبَ يُونَاثَانُ نُصْبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ: ٱلَّذِي كان يوناثان قائدًا عسكريًّا فذًّا أظهر مرارًا القدرة على شن هجوم ناجح. غير أن هذا الهجوم أدى إلى إيقاظ الفلسطيين. وسبق أن تمتعت إسرائيل ’بسلام‘ الشعب الخاضع، حيث كان كل شيء على ما يرام ما دامت تلعب دور الخاضع. ومن خلال هذا الهجوم، أعلن يوناثان: ’لن نستسلم للفلسطيين بعد اليوم.‘
يقول هذا الهجوم: قَدْ أَنْتَنَ إِسْرَائِيلُ لَدَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. فما دامت إسرائيل في مكانها المهزوم الضعيف، اعتقد الفلسطيون أن الإسرائيليين رائعون. وحالما أبدت إسرائيل بسالة وشجاعة ضد أعداء الرب، عدّها الفلسطيون شيئًا كريهًا – “قَدْ أَنْتَنَ إِسْرَائِيلُ لَدَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ”.
ينطبق الأمر نفسه على حياتنا روحيًّا. نحن لا نحارب جيوش الفلسطيين. “فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ ٱلرُّؤَسَاءِ، مَعَ ٱلسَّلَاطِينِ، مَعَ وُلَاةِ ٱلْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا ٱلدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ ٱلشَّرِّ ٱلرُّوحِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ” (أفسس ٦: ١٢). لكن لأعدائنا الروحيين نفس موقف الفلسطيين. فما دمنا ضعفاء وخاضعين لأعدائنا الروحيين، فإنهم لا يعترضون علينا على الإطلاق. بل ربما يُعجبون بنا. لكن حالما نُظهر بعض الجسارة والشجاعة ضد أعداء الرب، فإن أعداءنا الروحيين يعُدّوننا مكرهة. وإذا كان السلام مع إبليس أهم لديك من الانتصار مع الرب، فغالبًا ما ستُهزَم وتُذَل.
٢. فِي جِبْعَ: وجد علماء الآثار هذه القلعة الفلسطية في جبع (وتُكتب ’جبعة‘ أيضًا). وتبيّن الأدلة الأثرية أنه قد تمّ تدميرها، لكن شاول أعاد بناءها فيما بعد، فأصبحت قصره وقلعته.
٣. فَسَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ قَوْلًا: “قَدْ ضَرَبَ شَاوُلُ نُصْبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ”: من الواضح أن شاول نسب فضل الهجوم الجسور الذي شنه يوناثان على الحامية الفلسطية إلى نفسه. فكانت هذه علامة سيئة على قلب شاول ومعدنه الأخلاقي. فلن يسمح إحساسه بعدم الأمان لأيٍّ من شركائه (حتى ابنه) بالحصول على الفضل والمديح. فقد احتاج إلى أن يشرب الثناء كما يشرب الرجال العِطاش الماء.
ج) الآيات (٥-٧): الفلسطيون يُعِدّون جيشهم.
٥وَتَجَمَّعَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ، ثَلَاثُونَ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ، وَسِتَّةُ آلَافِ فَارِسٍ، وَشَعْبٌ كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ فِي ٱلْكَثْرَةِ. وَصَعِدُوا وَنَزَلُوا فِي مِخْمَاسَ شَرْقِيَّ بَيْتِ آوِنَ. ٦وَلَمَّا رَأَى رِجَالُ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمْ فِي ضَنْكٍ، لِأَنَّ ٱلشَّعْبَ تَضَايَقَ، ٱخْتَبَأَ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلْمَغَايِرِ وَٱلْغِيَاضِ وَٱلصُّخُورِ وَٱلصُّرُوحِ وَٱلْآبَارِ. ٧وَبَعْضُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ عَبَرُوا ٱلْأُرْدُنَّ إِلَى أَرْضِ جَادَ وَجِلْعَادَ. وَكَانَ شَاوُلُ بَعْدُ فِي ٱلْجِلْجَالِ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ ٱرْتَعَدَ وَرَاءَهُ.
١. ثَلَاثُونَ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ، وَسِتَّةُ آلَافِ فَارِسٍ، وَشَعْبٌ كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ فِي ٱلْكَثْرَةِ: قام الفلسطيون، بعد أن أغضبهم الإسرائيليون، بحشد جيش هائل من أجل سحق إسرائيل.
إن ثلاثين ألف عربة عدد هائل. ويشكك بعضهم في دقّة هذا الرقم. “يبدو هذا الرقم غير قابل للتصديق بالنسبة لغير المؤمنين بالكتاب المقدس. وقد يكفي الرد بالقول أنه من المنطقي جدًا الاعتراف بخطأ وقع في نسخ النص المقدس في مثل هذه النصوص الرقمية أو التاريخية، حيث لا يتعلق الأمر بعقيدة الإيمان والحياة الصالحة ولا يسمح بالتشكيك في صحة الكتاب المقدس وأصله الإلهي، وهو أمر تمّ إثباته بشكل وافٍ وإظهاره بوضوح. وليس الخطأ كبيرًا في النص العبري، من ثلائة إلى ثلاثين. وبالفعل، فإن هنالك ترجمات سريانية وعربية قامت بترجمة النص على أساس أن النص العبري يشير إلى ’ثلاثة آلاف.‘” بوله (Poole)
٢. وَلَمَّا رَأَى رِجَالُ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمْ فِي ضَنْكٍ: كان يوناثان جسورًا بما يكفي لشن هجوم أولي على الفلسطيين، لكن رجال إسرائيل لم يكونوا جسورين بما يكفي للوقوف بثبات أمام عدوّهم. فاختبأوا فِي ٱلْمَغَايِرِ وَٱلْغِيَاضِ وَٱلصُّخُورِ وَٱلصُّرُوحِ وَٱلْآبَارِ. وَبَعْضُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ عَبَرُوا ٱلْأُرْدُنَّ إِلَى أَرْضِ جَادَ وَجِلْعَادَ. فكانت روحهم المعنوية منخفضة للغاية.
وَكَانَ شَاوُلُ بَعْدُ فِي ٱلْجِلْجَالِ: يرجَّح أن كثيرين كانوا يفكّرون: ’إن ما نحتاج إليه ملك. فالملك سيحل مشكلاتنا.‘ والآن صار لديهم ملك، وما زالت المشكلات موجودة. كثيرًا ما نعتقد أن أشياء ’ستحل‘ المشكلات بينما لا يحدث هذا على الإطلاق. “وبهذا قصد الله أن يعلّمهم بطلان كل ثقة جسدية بالبشر، وبأنهم محتاجون إلى عون الله ونعمته أكثر من أي وقت مضى عندما كان لديهم ملك.” بوله (Poole)
٣. وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ ٱرْتَعَدَ وَرَاءَهُ: تَثَبّتت مكانة شاول كملك في الجلجال (١ صموئيل ١١: ١٥). وكان ما زال هناك بعد شهور كثيرة (١ صموئيل ١٣: ١). ربما أراد شاول أن يواصل أن يعيش مرة أخرى ذلك اليوم المجيد الذي اعترف فيه صموئيل به وثبّته ملكًا أمام الأمة. والآن، عندما صار ملكًا، توقَّع منه رجل إسرائيل أشياء أعظم.
٤. وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ ٱرْتَعَدَ وَرَاءَهُ: ما زالوا يكرمون شاول كملك، لكنهم كانوا مرتعدين. لا بد أنه أفضل أن يكون هنالك أتباع مرتعدون من أن لا يكون هنالك أتباع على الإطلاق. لكن كم كان أفضل لو أن إسرائيل اتكلت على الرب حقًّا هنا.
ثانيًا. ذبيحة شاول غير المشروعة
أ ) الآيات (٨-٩): يقدّم شاول المحرقة.
٨فَمَكَثَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ حَسَبَ مِيعَادِ صَمُوئِيلَ، وَلَمْ يَأْتِ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ، وَٱلشَّعْبُ تَفَرَّقَ عَنْهُ. ٩فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدِّمُوا إِلَيَّ ٱلْمُحْرَقَةَ وَذَبَائِحَ ٱلسَّلَامَةِ». فَأَصْعَدَ ٱلْمُحْرَقَةَ.
١. فَمَكَثَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ: بقي شاول في الجلجال شهورًا كثيرة. وتحت ضغط الأزمة الحالية، بدا أن كل يوم أكثر أهمية. فقد عرف أن الفلسطيين يحشدون جيشًا هائلًا ضده، وأنهم كانوا منظمين، وأن التغلب عليهم سيكون أكثر صعوبة. وربما شعر بأن الاستجابة السريعة ستعطيهم أفضل فرصة لكسب المعركة.
٢. حَسَبَ مِيعَادِ صَمُوئِيلَ: طلب صموئيل من شاول أن ينتظره في الجلجال. وعندما يأتي، سيشرف على تقديم الذبيحة، وستكون إسرائيل مستعدة للمعركة.
٣. وَلَمْ يَأْتِ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ، وَٱلشَّعْبُ تَفَرَّقَ عَنْهُ: زاد هذا من اضطراب شاول. أولًا، كان انتظاره لصموئيل مرهقًا نفسيًّا، لأنه اعتقد أن الوقت هو عدوه. ثانيًا، تفرّق الشعب عنه، حيث شعروا بأن المعركة لا يمكن أن تحارَب، وأن الخطة لن تنجح.
ربما نتخيل أن شاول في بداية الأسبوع شرح لقوّاته تفكيره في خطاب حماسي: “أيها الرجال، سنخوض معركة ضد الفلسطيين. هم يفوقوننا عددًا وعُدَّةً. إذ لديهم مركبات وخيول أكثر، وسيوف أفضل، ورماح أوفر مما لدينا. ولهذا يتوجب علينا أن نتكل على الله ونقوم بهجوم مباغت قبل أن ينظموا صفوفهم. وسينضم صموئيل إلينا ليقودنا في تقديم الذبائح للرب. وعندئذٍ، سننطلق ونجلد الفلسطيين!” لكن لم يحدث الأمر هكذا. إذ مرت الأيام ولم يأتِ صموئيل. وكانت القوّات تفقد ثقتها بشاول كقائد، وراحت تتفرّق عنه. فأحس شاول أنه في ورطة كبيرة.
٤. فَأَصْعَدَ ٱلْمُحْرَقَةَ: من الواضح أن هذا كان خطية. إذ عصى شاول صموئيل. ثانيًا، كان شاول ملكًا، لا كاهنًا، والكهنة وحدهم هم المخوَّلون بتقديم الذبائح للرب. فما كان ينبغي لشاول أن يقحم نفسه في أمور تخص الكهنة وحدهم.
يُظهر التاريخ مدى خطورة الجمع بين السلطتين الدينية والمدنية. ولن يسمح الله لملوك إسرائيل بأن يكونوا كهنة، ولا الكهنة ملوكًا. وفي ٢ أخبار ٢٦، حاول الملك عزّيّا أن يقوم بعمل الكاهن، فضربه الله بالبرص.
بدافع من الخوف، وبدافع من الذعر، وبدافع من الجهل بما ينبغي عمله، فعل شاول شيئًا من الواضح أنه آثم. “إن كان شاول بين الأنبياء، فكيف يمكن أن يكون بين الكهنة الآن؟ هل يمكن أن يكون هنالك تكريس في عصيان؟ يا للرجل المغرور الباطل! فكيف تنفع ذبيحة لله وهي ضد الله.” تراب (Trapp)
ب) الآيات (١٠-١٢): وصول صموئيل وقيام شاول بشرح ما فعله.
١٠وَكَانَ لَمَّا ٱنْتَهَى مِنْ إِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَةِ إِذَا صَمُوئِيلُ مُقْبِلٌ، فَخَرَجَ شَاوُلُ لِلِقَائِهِ لِيُبَارِكَهُ. ١١فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟» فَقَالَ شَاوُلُ: “لِأَنِّي رَأَيْتُ أَنَّ ٱلشَّعْبَ قَدْ تَفَرَّقَ عَنِّي، وَأَنْتَ لَمْ تَأْتِ فِي أَيَّامِ ٱلْمِيعَادِ، وَٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ مُتَجَمِّعُونَ فِي مِخْمَاسَ، ١٢فَقُلْتُ: ٱلْآنَ يَنْزِلُ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ إِلَيَّ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ وَلَمْ أَتَضَرَّعْ إِلَى وَجْهِ ٱلرَّبِّ، فَتَجَلَّدْتُ وَأَصْعَدْتُ ٱلْمُحْرَقَةَ.”
١. وَكَانَ لَمَّا ٱنْتَهَى مِنْ إِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَةِ: قدّم شاول الذبيحة قبل ما يقل عن ساعة من وصول صموئيل. فلو أنه وثق بالرب وانتظر ساعة واحدة، لتغيّرت الأمور بشكل جذري. وعادة ما تكون آخر لحظات الانتظار الأكثر صعوبة، وهي تجرّبنا بقوة بأن نتولّى الأمور بأيدينا.
٢. فَخَرَجَ شَاوُلُ لِلِقَائِهِ لِيُبَارِكَهُ (ليحيّيه): بهذا تجاوز شاول حدوده فعلًا. يوحي النص العبري بأن شاول أراد أن يبارك صموئيل كما يبارك الكاهن الشعب. فقد نظر شاول الآن إلى نفسه ككاهن، أولًا مقدِّمًا الذبيحة، وثانيًا معطيًا بركته.
ربما يحاول شاول في رغبته في تقديم البركة لصموئيل أن يُظهر له مدى روحانيته. وهو بهذا مثل طفل أمسكته أمه متلبّسًا في سرقة شيء ما، فيقول لها: ’دعنا نصلِّ!‘
٣. فَقَالَ صَمُوئِيلُ: ’مَاذَا فَعَلْتَ؟‘: عرف صموئيل أن شاول فعل شيئًا خطأ. ويرجّح أنه اشتمّ رائحة الذبيحة في الهواء. لكن صموئيل لم يكن يبحث عن أسباب أو أعذار مشروعة. فكل ما أراد أن يسمعه صموئيل هو الاعتراف والتوبة.
٤. فَقَالَ شَاوُلُ: كانت استجابة شاول مثالًا تقليديًّا لخلق أعذار وعدم الثقة بالله. ومع كل عذر يقدّمه، كانت خطيته تسوء.
رَأَيْتُ أَنَّ ٱلشَّعْبَ قَدْ تَفَرَّقَ عَنِّي: “كان عليّ أن أفعل شيئًا لأثير إعجاب الشعب وأسترد دعمهم.” لكن لو أطاع شاول الله ووثق به، لنصَره الله على الفلسطيين بوجود الشعب أو بغيابهم. ربما أظهر إسرائيليون كثيرون إعجابهم بشاول على تقديمه للذبيحة قائلين: “يا لهذا الرجل العملي الذي يُنجز الأمور! لم أفهم قط سبب تميُّز الكهنة الكبير على أية حال.” ربما كان بمقدور شاول أن يقدم استجابة إيجابية في بيانات الاستطلاع، لكن إن لم يكن الله معه، فسيتداعى كل شيء. فكان عليه أن يكون اهتمامًا بإرضاء الله أكثر منه بإرضاء الشعب.
وَأَنْتَ لَمْ تَأْتِ فِي أَيَّامِ ٱلْمِيعَادِ: “ألا ترى، يا صموئيل، أن الخطأ كان خطأك أنت؟ فلو جئت في وقت أبكر، لما فعلتُ هذا.” لكن لو أطاع شاول الله ووثق به، لاهتم الله بصموئيل وتوقيته. فحتى لو كان صموئيل مخطئًا بشكل كلي، فإن هذا لا يبرر خطية شاول. وغالبًا ما نميل إلى لوم شخص آخر على خطيّتنا.
فَقُلْتُ: ٱلْآنَ يَنْزِلُ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ إِلَيَّ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ: “لقد احتجْنا عونًا حقًّا من الله ضد الفلسطيين، وقد احتجناه فورًا، ولهذا كان عليَّ أن أتصرف.” لكن لو أطاع شاول الله ووثق به، لتكفَّل الله بالفلسطيين. وكان بإمكان شاول أن يقدم تضراعات بطرق كثيرة. فكان بمقدوره أن يصرخ إلى الرب من أجل الأمة بقلب متواضع. وبدلًا من ذلك، فعل الشيء الوحيد الذي لا يتوجب فِعله، وهو تقديم محرقة.
فَتَجَلَّدْتُ (كنت مجبرًا): “كنت مضطرًّا إلى فعل هذا. وبدا لي أن هذا هو الشيء الصواب. لم أستطع الانتظار أكثر من ذلك.” رغم أن شاول أحسّ بأنه كان مضطرًّا إلى التصرف. لم يكن مفترضًا أن تحكمه مشاعره. فلم يكن مضطرًّا إلى أن يخطئ رغم ميله إلى ذلك.
توضح طريقة شاول في تفسير هذا الأمر أنه لم يكن سوء فهم. لم يقل لصموئيل: “هل فعلتُ شيئًا خطأ؟” لقد عرف تمامًا ما كان يفعله. وربما فكّر في الأعذار سلفًا.
ج) الآيات (١٣-١٤): يعلن صموئيل دينونة الله على بيت شاول.
١٣فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «قَدِ ٱنْحَمَقْتَ! لَمْ تَحْفَظْ وَصِيَّةَ ٱلرَّبِّ إِلَهِكَ ٱلَّتِي أَمَرَكَ بِهَا، لِأَنَّهُ ٱلْآنَ كَانَ ٱلرَّبُّ قَدْ ثَبَّتَ مَمْلَكَتَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. ١٤وَأَمَّا ٱلْآنَ فَمَمْلَكَتُكَ لَا تَقُومُ. قَدِ ٱنْتَخَبَ ٱلرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلًا حَسَبَ قَلْبِهِ، وَأَمَرَهُ ٱلرَّبُّ أَنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ. لِأَنَّكَ لَمْ تَحْفَظْ مَا أَمَرَكَ بِهِ ٱلرَّبُّ.
١. قَدِ ٱنْحَمَقْتَ: هذه عبارة أقوى مما يمكن أن تعتقد. فلم يقصد صموئيل أن شاول كان غير ذكي أو غبيًّا. فالكتاب المقدس يتحدث عن الأحمق بصفته شخًا ناقصًا أخلاقيًّا وروحيًّا.
٢. لَمْ تَحْفَظْ وَصِيَّةَ ٱلرَّبِّ إِلَهِكَ ٱلَّتِي أَمَرَكَ بِهَا: رغم كل الأعذار، والمبررات، والأسباب، وإلقاء اللوم على الآخرين، فإن بيت القصيد ما زال بيت القصيد. فقد عبّر صموئيل عن الفكرة ببساطة. “لَمْ تَحْفَظْ وَصِيَّةَ ٱلرَّبِّ إِلَهِكَ ٱلَّتِي أَمَرَكَ بِهَا.” فقد أمره الله بأن يفعل شيئًا، لكنه فعل نقيض ذلك.
٣. لِأَنَّهُ ٱلْآنَ كَانَ ٱلرَّبُّ قَدْ ثَبَّتَ مَمْلَكَتَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْأَبَدِ: كانت الفكرة وراء كون شخص ملكًا هو ترسيخ سلالته، حيث يجلس أبناؤه على العرش بعده. وقد قال الله لشاول إن ذريته لن تملك بعده. فرغم أنه كان ملكًا، إلا أنه لن يرسخ الملكية في إسرائيل.
٤. وَأَمَّا ٱلْآنَ فَمَمْلَكَتُكَ لَا تَقُومُ، وَأَمَرَهُ ٱلرَّبُّ أَنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ: من هذه الكلمات نتوقع أن يُجرح شاول، حيث طُعِن في جدارته كملك بشكل مباشر. لكنه سيملك مدة عشرين سنة أخرى. وسيبقى ملكًا على العرش. لكن الأمور ستختلف تمامًا، لأن نهاية مملكته مؤكدة.
لم تكن هذه خطية صغيرة. “إن عصيان الله في أصغر أمر خطية بما يكفي. لكن لا يمكن أن تكون هنالك خطية صغيرة، لأنه لا يوجد إله صغير لنخطئ إليه.” تراب (Trapp)
لأن الدينونة الفعلية على هذه الخطية كانت بعيد جدًّا في المستقبل، لهذا ينبغي أن نعد إعلان صموئيل لهذه الدينونة دعوة إلى التوبة. ففي أحيان كثيرة عندما يعلن الله دينونته، فإنه يَلِيْن إذا تاب شعبه. “رغم أن الله هدد شاول بفقدان مملكته بسبب هذه الخطية، إلا أنه ليس مستحيلًا أن يكون هنالك شرط ضمني هنا، كما هو الحال في مثل هذه الحالات.” بوله (Poole)
٥. قَدِ ٱنْتَخَبَ ٱلرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلًا حَسَبَ قَلْبِهِ: رغم أن الله رفض شاول، إلا أنه لم يرفض إسرائيل. ولأنه يحبها، فإنه سيقيم ملكًا عليها رَجُلًا حَسَبَ قَلْبِهِ.
كان شاول رجلًا حسب قلب إسرائيل. إذ كانت لديه الصورة والهيبة والأشياء التي يتطلع إليها الناس. لكن الله سيعطي إسرائيل رَجُلًا حَسَبَ قَلْبِهِ، وسيجعله الملك التالي.
من السهل أن يقال إن المملكة انتُزعت من شاول لأنه أخطأ. وهذا صحيح على صعيد واحد. لكن الأمر أكثر من ذلك. فقد أخطأ داود، غير أن الله لم ينتزع المملكة منه أو من نسله. فكانت القضية أكبر من حادثة خطية. إذ كانت القضية كون المرء رَجُلًا حَسَبَ قَلْبِهِ.
٦. رَجُلًا حَسَبَ قَلْبِهِ: ماذا يعني هذا؟ نحن نكتشف هذا بالنظر إلى الرجل الذي لم يكن رَجُلًا حَسَبَ قَلْبِهِ (شاول)، وبمقارنته مع الرجل الذي قيل عنه إنه كان رَجُلًا حَسَبَ قَلْبِهِ (داود).
الرجل الذي حسب الرب يكرم الرب. وكان شاول أكثر اهتمامًا بإرادته من إرادة الرب. وعرف داود أن إرادة الرب ذات أهمية قصوى. وحتى عندما لم يفعل داود إرادة الله، فإنه عرف أنها أكثر أهمية. وكل خطية هي استخفاف بالله، لكن داود أخطأ بسبب ضعفه، بينما أخطأ شاول بسبب عدم اكتراثه بالرب.
القلب الذي حسب الله هو الذي يتوّج الله ملكًا عليه. فبالنسبة لشاول، كان الملك. وبالنسبة لداود، كان الرب هو الملك. لقد عرف كل من شاول وداود أن الذبيحة عند المعركة كانت مهمة. نظر إليها داود على أنها مهمة لأنها ترضي الله وتكرمه، بينما نظر إليها شاول على أنها مهمة لأنها ستساعده في المعركة. فاعتقد شاول أن الله سيساعده على ربح المعركة، بينما اعتقد داود أن الرب هو هدفه.
الرجل الذي حسب قلب الرب له قلب رقيق توّاب. عندما وُوجه شاول بخطيته، قدّم أعذارًا. وعندما وُوجِه داود بخطيته، اعترف بها وتاب (٢ صموئيل ١٢: ١٣).
الرجل الذي حسب قلب الرب يحب الآخرين. ازداد شاول مرارة تجاه الناس، وعاش لنفسه أكثر فأكثر. وعندما كان داود مُعْدَمًا، كان ما زال يحب المُعْدَمين (١ صموئيل ٢٢: ١-٢).
٧. قَدِ ٱنْتَخَبَ ٱلرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلًا حَسَبَ قَلْبِهِ: كان الله يبحث عن مثل هذا الرجل، ووجده في مكان غير متوقع. وفي واقع الأمر، لم يكن رجلًا على الإطلاق في ذلك الوقت. وما زال الله يبحث عن رجال ونساء حسب قلبه.
ما دام كان لداود بعض من خطايانا، فإنه يمكننا أن نمتلك قلبًا مثل قلبه. ويمكننا أن نحب الله ونطلبه بنفس التركيز والشغف اللذين كانا لدى داود.
ثالثًا. التهديد الفلسطي
أ ) الآيات (١٥-١٨): الفلسطيون يبدأون غاراتهم.
١٥وَقَامَ صَمُوئِيلُ وَصَعِدَ مِنَ ٱلْجِلْجَالِ إِلَى جِبْعَةِ بَنْيَامِينَ. وَعَدَّ شَاوُلُ ٱلشَّعْبَ ٱلْمَوْجُودَ مَعَهُ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ. ١٦وَكَانَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ٱبْنُهُ وَٱلشَّعْبُ ٱلْمَوْجُودُ مَعَهُمَا مُقِيمِينَ فِي جِبْعِ بَنْيَامِينَ، وَٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ نَزَلُوا فِي مِخْمَاسَ. ١٧فَخَرَجَ ٱلْمُخَرِّبُونَ مِنْ مَحَلَّةِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي ثَلَاثِ فِرَقٍ. ٱلْفِرْقَةُ ٱلْوَاحِدَةُ تَوَجَّهَتْ فِي طَرِيقِ عَفْرَةَ إِلَى أَرْضِ شُوعَالَ، ١٨وَٱلْفِرْقَةُ ٱلْأُخْرَى تَوَجَّهَتْ فِي طَرِيقِ بَيْتِ حُورُونَ، وَٱلْفِرْقَةُ ٱلْأُخْرَى تَوَجَّهَتْ فِي طَرِيقِ ٱلتُّخْمِ ٱلْمُشْرِفِ عَلَى وَادِي صَبُوعِيمَ نَحْوَ ٱلْبَرِّيَّةِ.
١. وَقَامَ صَمُوئِيلُ: ربما غادر صموئيل عالمًا أن إعلان الدينونة كان دعوة إلى التوبة، وأن شاول لن يتوب.
٢. نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ: في وقت سابق، كان لدى شاول في جيشه النظامي ثلاثة آلاف جندي (١ صموئيل ١٣: ٢). والآن انخفض إلى ست مئة رجل، لأن رجالًا كثيرين تفرّقوا بينما كان شاول ينتظر صموئيل (١صموئيل ١٣: ٨). ويرجَّح أن فقدان هذا العدد الكبير من الرجال هو الذي دفع شاول إلى تقديم الذبيحة من دون صموئيل. فأظهر بهذا قلبًا عاصيًا لا يثق بالله.
حسب ١ صموئيل ١٣: ٥، كان للفلسطيين جيش ضخم يتفوق بسهولة على رجال شاول الثلاثة آلاف. وقد سمح الله بهذا ليختبر إيمان شاول، ليرى إن كان شاول يؤمن بأن الله عظيم بما يكفي لإنقاذ إسرائيل بهذا العدد القليل جدًّا.
٣. فَخَرَجَ ٱلْمُخَرِّبُونَ (المُغِيْرون) مِنْ مَحَلَّةِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ: مع هذا العدد الهائل من القوات، كان بإمكان الفلسطيين أن يُغيروا كيفما شاءوا. فكانوا جيشًا شجاعًا مخيفًا ضد شاول وإسرائيل.
ب) الآيات (١٩-٢٣): التفوق التِّقني للفلسطيين.
١٩وَلَمْ يُوجَدْ صَانِعٌ فِي كُلِّ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لِأَنَّ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ قَالُوا: «لِئَلَّا يَعْمَلَ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ سَيْفًا أَوْ رُمْحًا». ٢٠بَلْ كَانَ يَنْزِلُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ لِكَيْ يُحَدِّدَ كُلُّ وَاحِدٍ سِكَّتَهُ وَمِنْجَلَهُ وَفَأْسَهُ وَمِعْوَلَهُ ٢١عِنْدَمَا كَلَّتْ حُدُودُ ٱلسِّكَكِ وَٱلْمَنَاجِلِ وَٱلْمُثَلَّثَاتِ ٱلْأَسْنَانِ وَٱلْفُؤُوسِ وَلِتَرْوِيسِ ٱلْمَنَاسِيسِ. ٢٢وَكَانَ فِي يَوْمِ ٱلْحَرْبِ أَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ سَيْفٌ وَلَا رُمْحٌ بِيَدِ جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَ شَاوُلَ وَمَعَ يُونَاثَانَ. عَلَى أَنَّهُ وُجِدَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ٱبْنِهِ. ٢٣وَخَرَجَ حَفَظَةُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَى مَعْبَرِ مِخْمَاسَ.
١. وَلَمْ يُوجَدْ صَانِعٌ (حدّاد) فِي كُلِّ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ: كان لدى الفلسطيين تفوُّق عسكري تِقَني، وأرادوا أن يبقوا الوضع على هذا النحو. فبما أنهم كانوا بحّارة، كانوا يتاجرون مع الثقافات المتطورة تقنيًّا في الغرب ولاسيما مع الإغريق. فكانوا يستوردون الأسلحة والمعرفة من تلك الأراضي البعيدة.
“على مدى قرون من العمل، استخرج علماء الآثار الذين نقّبوا في مواقع كثيرة مختلفة مصنوعات حديدية بعدد هائل وأشكال متنوعة تعود إلى الفترة التي شهدت أعظم قوة للفلسطيين. وكان هنالك إجماع على أن الفلسطيين أدخلوا المعدن إلى كنعان على الأقل من أجل صنع الأسلحة، والأدوات الزراعية، والمجوهرات.” يونغبلود (Youngblood)
٢. كَانَ يَنْزِلُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ لِكَيْ يُحَدِّدَ كُلُّ وَاحِدٍ سِكَّتَهُ وَمِنْجَلَهُ وَفَأْسَهُ وَمِعْوَلَهُ: من خلال حراسة الفلسطيين لتقنيتهم العسكرية، أبقوا الإسرائيليين في موقع الخضوع.
يمكننا أن نتخيل أن الحدادين الفلسطيين الذين كانوا يتقاضون أجورًا على شحذ أي شيء يجلبه الإسرائيليون، لم يكونوا يفعلون هذا بإخلاص وإتقان. أولًا، كانت هذه الأدوات الزراعية الأسلحة الوحيدة لدى الإسرائيليين. فلماذا يصقلونها؟ ثانيًا، إذا شحذوها بشكل جيد، فلن يمر وقت طويل إلى أن يرجع الفلسطيون ليطلبوا شحذ فؤوسهم أيضًا.
٣. لَمْ يُوجَدْ سَيْفٌ وَلَا رُمْحٌ بِيَدِ جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَ شَاوُلَ وَمَعَ يُونَاثَانَ. عَلَى أَنَّهُ وُجِدَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ٱبْنِهِ: كانت الأسلحة الحديدية نادرة في إسرائيل بحيث لم تمتلكها إلا العائلة المالكة. وأمّا بقية إسرائيل فكانت تقاتل بأية وسيلة تجدها متاحة.
كان أمرًا سيّئًا بما يكفي أن يكون الفلسطيون متفوّقين على الإسرائيليين عددًا. والآن، سمح الله للفلسطيين بأن يتمتعوا بميزة تقنية هائلة على إسرائيل. فكانت الطريقة الوحيدة التي يمكن بها أن يفوز الإسرائيليون هي أن يضعوا ثقتهم في الرب.