رؤيا يوحنا – الإصحاح ٢١
سماء جديدة وأرض جديدة وأورشليم جديدة
أولًا. هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا
أ ) الآية (١): السماء الجديدة والأرض الجديدة.
١ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ.
- ثُمَّ رَأَيْتُ: يمكننا القول إن الأصحاح ٢١ من سفر الرؤيا يبدأ جزءًا جديدًا من سفر الرؤيا:
- يسوع رب الكنائس (رؤيا يوحنا ١:١ إلى ٢٢:٣).
- يسوع الأسد المتسيد على الأمم (رؤيا يوحنا ١:٤ إلى ١٥:٢٠).
- يسوع الخروف بين المؤمنين (رؤيا يوحنا ١:٢١ إلى ٢١:٢٢).
- سنرى في هذا القسم الأخير منظورًا جديدًا مجيدًا. “فبعد الدخان والألم والنار نعبر إلى صباح صافٍ مشرق أبدي عابق بحلاوة نسيم السماء ومدينة الله المشرقة المتلألئة بحضوره.” موفات (Moffatt)
- سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً: فكرة الأرض الجديدة والسماء الجديدة سبق وتكررت في الكتاب المقدس. فقد تكلم أنبياء كثيرون في العهدين القديم والجديد عن السماء الجديدة والأرض الجديدة.
- لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَال. بَلِ افْرَحُوا وَابْتَهِجُوا إِلَى الأَبَدِ فِي مَا أَنَا خَالِقٌ، لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ أُورُشَلِيمَ بَهْجَةً وَشَعْبَهَا فَرَحًا. (إشعياء ١٧:٦٥-١٩)
- مِنْ قِدَمٍ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَأَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، كَرِدَاءٍ تُغَيِّرُهُنَّ فَتَتَغَيَّرُ. وَأَنْتَ هُوَ وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِيَ. (مزمور ٢٥:١٠٢-٢٧)
- مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ. وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ. (بطرس الثانية ١٢:٣-١٣)
- من الجدير بالذكر أن السماء الجديدة المشار إليها هنا لا تعني سماء عرش الله، إذ يستخدم الكتاب المقدس كلمة السماء بثلاثة معان مختلفة. فالسماء الأولى هي الغلاف الجوي للأرض، أي السماء الزرقاء. والسماء الثانية هي الفضاء الخارجي، أي سماء الليل والنجوم. والسماء الثالثة هي مكان سكنى الله في المجد. وعندما يذكر الكتاب المقدس سماءً جديدة فهو يتحدث عن “سماء زرقاء” جديدة و”سماء ليل” جديدة، وليس سماء الله.
- سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً: الكلمة اليونانية القديمة المستخدمة هنا هي (kaine) وتعني تجدد الخواص وتجدد الحال، ولا تعني أن الشي حديث العهد. فتلك ليست سماء المستقبل وأرض المستقبل فقط، لكنهما سماء أفضل وأرض أفضل ستحلان محل القديم (لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا).
- على الرغم من أن البعض لا يتفقون مع سييس (Seiss) الذي يصر بأن هذه الأرض لن يتم تدميرها أبدًا، إلا أن علينا أن نفهم أن هاتان ستكونان أرضًا جديدة وسماء جديدة، وليست أرضًا “مجددة” وسماء مجددة. ونحن نعلم هذا لأن يسوع قال إن السماء والأرض ستزولان لكن كلامه لن يزول (لوقا ٣٣:٢١). وفي سفر إشعياء ١٧:٦٥ تقول النبوة إن الله سيخلق سماء وأرضا جديدة، وكانت الكلمة العبرية القديمة المستخدمة هي (bara) والتي تعني “الخلق من العدم” لا إعادة تشكيل ما هو موجود.
- يرى البعض أن هذه الخليقة الجديدة ستكون مجرد تغيير روحي وأخلاقي، لكننا نرى أن هناك تحولًا ماديًا حقيقيًا: وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ.
- سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً: هل هذه هي السماء الجديدة والأرض الجديدة التي ذكرت في سفر الرؤيا الأصحاح ٢٠، أم أنها أبعد من ذلك؟ يبدو بالتأكيد أنها أرض ما بعد الحكم الألفي. فهذا ما نفهمه عند ذكر السماء والأبدية.
- “نرى في هذا الأصحاح أن تاريخ زماننا قد انتهى، وأن تاريخ الأبدية على وشك أن يبدأ.” بارنهاوس (Barnhouse)
- “الحالة الأبدية تفهم بوضوح من غياب البحر، لأن ذكر البحر يتكرر في النصوص التي تشير للحكم الألفي (راجع مزمور ٨:٧٢؛ إشعياء ٩:١١، ١١؛ حزقيال ١٠:٤٧، ١٥، ١٧، ١٨، ٢٠؛ ٢٨:٤٨؛ زكريا ١٠:٩؛ ٨:١٤). فالنص في رؤيا يوحنا ١:٢١ واضح للغاية ومعظم المفسرين لا يشكون في أن الحديث هنا هو عن الحالة الأبدية.” والفورد (Walvoord)
- وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ: كان البحر في الفكر اليهودي رمزًا للانعزال والشر، وفي سفر الرؤيا كان مكان خروج الوحش الشيطاني (رؤيا يوحنا ١:١٣) ومكان الموتى (رؤيا يوحنا ١٣:٢٠).
- في مقاطع أخرى من الكتاب المقدس ارتبط البحر بالأمم (إشعياء ٢٠:٥٧) وبمعنى أشمل بإعداء الله الذين يجب سحقهم (مزمور ٩:٨٩).
ب) الآيات (٢-٤): نزول أورشليم الجديدة من السماء.
٢وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. ٣وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ. ٤وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».
- الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ: هذه هي أورشليم السماوية (عبرانيين ٢٢:١٢)، أورشليم العُليا (غلاطية ٢٦:٤)، موطننا السماوي (فيلبي ٢٠:٣).
- كلمتا الْمُقَدَّسَةَ والْجَدِيدَةَ تميزان هذه المدينة. فلأنها مقدسة وجديدة فهي تختلف عن أي مدينة أرضية. واسم أُورُشَلِيم يجعلها استمرارًا لأورشليم الأرضية مكان فدائنا.
- من المهم أن نلاحظ تسمية هذا المكان المجيد الذي لسكنى لله وشعبه بالمدينة المقدسة. فالبشر أو الناس يعيشون في المدن ويتفاعلون مع بعضهم البعض، فهي إذًا ليست عزلة بل مجتمع مثالي لشعب الله.
- يختلف المفهوم المسيحي للسماء كمدينة فيها حياة ونشاط اختلافًا كبيرًا عن المفهوم الهندوسي لما بعد الموت ’النيرفانا.‘ “الرجاء المسيحي الأسمى يتحقق باجتماع المؤمنين، وليس انتقالًا من الوحدة إلى حالة وحدة أسمى، لكنها الحياة في مجتمع المُخلصين في السماء.” هنتر (Hunter)
- لم يعرف الإنسان قط مجتمعًا لا تشوبه الخطية. فآدم وحواء كان مجتمعهما محدودًا، والمجتمع الأكبر لم يتشكل إلا بعد فترة طويلة من السقوط. أما هنا في أورشليم الجديدة فلدينا شيء فريد من نوعه: مجتمع نقي خال من الخطية ويسوده البر، في مدينة مقدسة.
- هناك سوء فهم في توقع المؤمنين مجتمعًا من هذا النوع الآن، إذ يفشل هؤلاء في إدراك أن مجتمع كهذا هو النازل مِنَ السَّمَاءِ فقط. فمدينة كهذه ليست ولن تكون أبدًا إنجازًا بشريًا، بل عطية من الله.
- مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا: استخدم يوحنا هنا الصورة الأكثر جمالًا التي كان له أن يتخيلها. فأجمل شيء يمكن للرجل أن يراه هو عروسه المقبلة إلى لقائه. ويوحنا يشبه هذا بجمال أورشليم الجديدة.
- هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ: كانت خيمة الاجتماع التي شيدها موسى تمثل مسكن الله على الأرض. وهذا كان التشبيه القديم لسكنى الله على الأرض، أما مَسْكَنُ اللهِ هذا فهو حضوره الحقيقي.
- وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا: تشير هذا العبارة ضمنيًا إلى رغبة الله والغرض من الإنسان. فرغبة الله ببساطة هي في حياة الشركة مع الإنسان، والهدف من وجود الإنسان هو أن يكون شعبًا لله.
- هذا هو المجد الأسمى في السماء وأعظم استعادة لما خسرنا في السقوط. “لا أعتقد أن مجد جنة عدن كان يكمن في مساحاتها الخضراء أو في الأغصان المتدلية بالفاكهة الشهية، لكن مجدها كان يكمن في كون ’الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ،‘ فعلاقة الشركة التي كانت لآدم مع الله العلي كانت أعظم امتياز له.” سبيرجن (Spurgeon)
- لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ: تتميز أورشليم الجديدة بخلوها من هذه الأمور، فلا دموع ولا حزن ولا موت ولا ألم. ولاحقًا سنرى أن أورشليم الجديدة ليس فيها هيكل أو ذبائح، ولا شمس أو قمر ولا ظلمة ولا خطية أو نجاسة.
- “يأتي الإنسان إلى العالم باكيًا؛ ويخرج منه بأنين، وما بين الاثنين تسود التأوهات، لكن مجدًا لأجل هذا العالم الجديد الذي سيخمد أصوات الأنين إلى الأبد.” سييس (Seiss)
- وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ: “كل دمعة، لأنه سيكون هناك الكثير من الدموع؛ دموع بكاء مريم ومرثا وأرملة نايين؛ ودموع الرحمة والحزن مع الآخرين كما بكى إرميا ويسوع على خطايا أورشليم وخرابها؛ ودموع البراءة المنتهكة، ودموع الندم على جرائمنا واحتقارنا لخير وعظمة السماء؛ ودموع خيبة الأمل؛ ودموع الاشتياق لما فقدناه. كل هذه الدموع التي جرت وستجري على وجه المفديين، ستجف إلى الأبد.” سييس (Seiss)
- فكرة اختفاء الدموع في السماء يجب ألا تُستخدم أبدًا للتلاعب بمشاعرنا على هذه الأرض. “فليس هناك ما يشير إلى أن القديسين في السماء سيذرفون الدموع ندمًا على حياتهم السابقة على الأرض. فالتركيز هنا هو على تعزية الله وليس على ندم القديسين.” والفورد (Walvoord)
ج ) الآية (٥): أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!
٥وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا! وَقَالَ لِيَ: اكْتُبْ: فَإِنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ.
- وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: هذا إعلان رسمي بسلطان من عرش الله. فهذه واحدة من المرات القليلة في سفر الرؤيا التي نرى فيها الله يتحدث مباشرة من عرشه.
- هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا: الكلام هنا بصيغة المضارع، وكأنه يقول إن هذا استكمال لعمل الله في التجديد والفداء الذي بدأ هنا في عصرنا الحالي.
- رأى بولس هذا التحول في هذا الجانب من العالم: “لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا”… لهذا “إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.” (كورنثوس الثانية ١٦:٤، ١٧:٥)
- كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا: هذه نظرة خاطفة إلى خطة الله الأبدية بالسماح بالخطية ودمارها لكي يجعل كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا. وفي هذه النقطة من خطته، اكتملت الخطة وأضحى كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا.
- تقودنا غريزتنا إلى الاعتقاد بأن البراءة هي طبيعة الإنسان ونتمنى لو أن آدم لم يفعل ما فعله. لكننا نفشل في أن ندرك أن الإنسان المفدي والمخلص أعظم من الإنسان البريء وأن ما لنا في المسيح أعظم جدًا مما خسرناه في آدم. وحالة الجدة المشار لها هنا هي نتيجة الفداء وليس البراءة.
- عندما يكمل الله هذا عمله في جعل كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا، فسيبقى كل شيء جديدًا. “هذا لا يعني فقط أن كل شيء سيصبح جديدًا ولكنه سيبقى جديدًا أيضًا، ولن يتقادم شيء أو يتلاشى أو يتحلل.” موريس (H. Morris)
- اكْتُبْ: فَإِنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ: يبدو أن يوحنا كان مذهولًا من وقع هذه الكلمات عليه حتى أنه نسي أن يكتبها ووجب تذكيره بأن يكتب.
د ) الآيات (٦-٨): الدعوة والتحذير.
٦ثُمَّ قَالَ لِي: «قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا. ٧مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. ٨وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي».
- قَدْ تَمَّ! خطة الله الأبدية في يسوع قد تحققت واكتملت الآن. وتم تحقيق الآية في أفسس ١٠:١ “لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ.” وعند تلك النقطة من الزمان سيكون كل هذا قد تحقق في شخص يسوع المسيح!
- أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا: الشرب والعطش تشبيه متكرر لمعونة الله وحاجة الإنسان الروحية. فالشرب هو فعل تلقي، مثل الإيمان. فأنت تفعل شيئًا لتستقبل أمرًا لم تكسبه باستحقاق منك.
- “ماذا يفعل الإنسان للتخلص من عطشه؟ يشرب. وربما ليس هناك تشبيه للإيمان في كل كلمة الله أفضل من هذا. فالشرب لا يتطلب إلا قبول كأس الماء. فقد يكون وجه الإنسان متسخًا، لكنه يستطيع أن يشرب؛ وقد يكون شخصًا لا يستحق، لكن كأس الماء سيرويه. فالشرب أمر بسيط وأسهل من تناول الطعام.” سبيرجن (Spurgeon)
- مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ: من يغلب، بالإيمان بيسوع، كما في يوحنا الأولى ٥:٥، سيتمتع بعلاقة خاصة مع الله (وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا).
- وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ: أولئك من يرفضون يسوع سيمنعون بشكل خاص من دخول أورشليم الجديدة.
- الْخَائِفُونَ: هل يكفي الخوف لإرسال شخص إلى الجحيم؟ “يوحنا لا يتكلم هنا عن الخوف الطبيعي، بل عن الجبن الذي يدفع الإنسان لأن يضع الذات وأمان النفس قبل المسيح.” موريس (L. Morris). وهؤلاء يصفهم تراب (Trapp) قائلًا: “الجبناء الذين يخشون كل أمر في الحياة ويخافون من كل خطوة جديدة.”
ثانيًا. طبيعة أورشليم الجديدة
أ ) الآيات (٩-١٠): الملاك يُري يوحنا تفاصيل المدينة.
٩ثُمَّ جَاءَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ الْمَمْلُوَّةِ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلاً: «هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ». ١٠وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَل عَظِيمٍ عَال، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ.
- هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ… وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ: هذا النص يجعلنا نتساءل عما إذا كانت أورشليم الجديدة مكانًا حرفيًا. والبعض يرى أن المدينة هنا في الحقيقة مجرد رمز للكنيسة، عروس المسيح.
- فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ: هذه المدينة السماوية مدينة حقيقية حرفية، لكنها تسمى هنا الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ لأنها المكان الذي يجتمع فيه كل شعب الله. وكأن أورشليم الجديدة أضحت هي العروس. ولكن هذا الارتباط لا يقلل من الحقيقة الكامنة التي وراء التشبيه. فالمدينة ترتبط بالعروس لكي تبهرنا بروعة جمالها.
ب) الآيات (١١-١٤): تألق المدينة، سورها، بواباتها، وأساساتها.
١١لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ. ١٢وَكَانَ لَهَا سُورٌ عَظِيمٌ وَعَال، وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَابًا، وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاَكًا، وَأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَةٌ هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. ١٣مِنَ الشَّرْقِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْجَنُوبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْغَرْبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ. ١٤وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ.
- وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ: أعجب يوحنا بداية بمجد هذه المدينة التي لَهَا مَجْدُ اللهِ، والذي يوصف هنا بالنور المُشعّ.
- وَكَانَ لَهَا سُورٌ عَظِيمٌ وَعَال: هذا السور ليس للحماية إذ لم يعد هناك أعداء. ولكن هذا السور العظيم والمرتفع يحدد أطراف المدينة ليبين أن البعض لن تشملهم من المدينة وأن الأبرار هم فقط من يدخلوها.
- وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَابًا، وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاَكًا، وَأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَةٌ هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ: تشير أسماء الأسباط التي على الأبواب إلى ارتباط شعب الله بإسرائيل. فالله لن ينسى أبدًا أسباط إسرائيل في الأبدية.
- مِنَ الشَّرْقِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ: يرى البعض أن ترتيب الأبواب هنا يشير إلى نسق محلة شعب إسرائيل في ارتحالهم بعد خروجهم من مصر (سفر العدد ٢).
- وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ: هذه الأساسات هي شهادة اعتراف أبدية بالرسل ودورهم ومكانتهم في خطة الله. فإن لم يكن شعب الله قائمًا على الأساسات التي وضعها الرسل فأساساته ليس صحيحة.
- أورشليم الجديدة والكنيسة أساساتها الرسل (أفسس ٢٠:٢).
ج ) الآيات (١٥-١٧): أبعاد المدينة.
١٥وَالَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي كَانَ مَعَهُ قَصَبَةٌ مِنْ ذَهَبٍ لِكَيْ يَقِيسَ الْمَدِينَةَ وَأَبْوَابَهَا وَسُورَهَا. ١٦وَالْمَدِينَةُ كَانَتْ مَوْضُوعَةً مُرَبَّعَةً، طُولُهَا بِقَدْرِ الْعَرْضِ. فَقَاسَ الْمَدِينَةَ بِالْقَصَبَةِ مَسَافَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ غَلْوَةٍ. الطُّولُ وَالْعَرْضُ وَالارْتِفَاعُ مُتَسَاوِيَةٌ. ١٧وَقَاسَ سُورَهَا: مِئَةً وَأَرْبَعًا وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، ذِرَاعَ إِنْسَانٍ أَيِ الْمَلاَكُ.
- وَالْمَدِينَةُ كَانَتْ مَوْضُوعَةً مُرَبَّعَةً: طول أورشليم الجديدة وعرضها متساويان. وهذا يعني أنها على شكل مكعب أو هرم. والمكعب يذكرنا بالقدس الذي في خيمة الاجتماع، مما يوحي بأن المدينة بأكملها هي قُدس خيمة الاجتماع.
- فَقَاسَ الْمَدِينَةَ بِالْقَصَبَةِ: حجم أورشليم الجديدة هائل. فمسافة اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ غَلْوَةٍ تساوي ١٥٠٠ ميل (٢٤٠٠ كيلومتر). أي المسافة من ولاية ماين إلى فلوريدا، والمساحة المربعة لهذا تساوي مساحة سطح القمر.
- “يصعب تخيل مدينة بهذا الحجم. لكن يوحنا يصور لنا أيضًا عظمة هذه المدينة، وأنها ستتسع للجميع.” موريس (L. Morris)
- قدّر هنري موريس (Henry Morris) عدد أفراد الجنس البشري عبر التاريخ بنحو ١٠٠ مليار شخص، وأن نحو ٢٠ ٪ منهم سينالون الخلاص، وبهذا ستكون المساحة المخصصة لكل شخص نحو ٧٥ فدانًا. وهذا ليس إلا تخيلًا، لكنه يرينا بأن هناك مساحة كبيرة في أورشليم الجديدة.
- ذِرَاعَ إِنْسَانٍ أَيِ الْمَلاَكُ: مقياس ذراع الإنسان في هذه الحالة هو نفس قياس ذراع الملاك.
د ) الآيات (١٨-٢١): جمال بنائها.
١٨وَكَانَ بِنَاءُ سُورِهَا مِنْ يَشْبٍ، وَالْمَدِينَةُ ذَهَبٌ نَقِيٌّ شِبْهُ زُجَاجٍ نَقِيٍّ. ١٩وَأَسَاسَاتُ سُورِ الْمَدِينَةِ مُزَيَّنَةٌ بِكُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ. الأَسَاسُ الأَوَّلُ يَشْبٌ. الثَّانِي يَاقُوتٌ أَزْرَقُ. الثَّالِثُ عَقِيقٌ أَبْيَضُ. الرَّابِعُ زُمُرُّدٌ ذُبَابِيٌّ ٢٠الْخَامِسُ جَزَعٌ عَقِيقِيٌّ. السَّادِسُ عَقِيقٌ أَحْمَرُ. السَّابِعُ زَبَرْجَدٌ. الثَّامِنُ زُمُرُّدٌ سِلْقِيٌّ. التَّاسِعُ يَاقُوتٌ أَصْفَرُ. الْعَاشِرُ عَقِيقٌ أَخْضَرُ. الْحَادِي عَشَرَ أَسْمَانْجُونِيٌّ. الثَّانِي عَشَرَ جَمَشْتٌ. ٢١وَالاثْنَا عَشَرَ بَابًا اثْنَتَا عَشَرَةَ لُؤْلُؤَةً، كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الأَبْوَابِ كَانَ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ. وَسُوقُ الْمَدِينَةِ ذَهَبٌ نَقِيٌّ كَزُجَاجٍ شَفَّافٍ.
- وَكَانَ بِنَاءُ سُورِهَا مِنْ يَشْبٍ: عندما نقرأ عن يَشْبٍ وذَهَبٌ نَقِيٌّ وكل هذه الحجارة الكريمة علينا أن نفهم هذه الإشارات كما هي مع إدراكنا أنها تعبر عن حقائق من عالم آخر. فيمكننا أن نتخيل لبرهة ما رآه يوحنا، لكن لن نراه بكامل رونقه وبهائه حتى نراه بأعيننا.
- “وصف يوحنا للكنوز في سرده هو أسلوبه في إبراز عظمة وغنى ما أعده الله لشعبه.” موريس (L. Morris)
- يَشْبٍ… يَاقُوتٌ… عَقِيقٌ أَبْيَضُ: من الصعب أن نحدد بدقة التسميات الحديثة لهذه الأحجار الكريمة، لكن الصورة التي نخرج بها عنها هو الجمال المبهر الأخاذ.
- “الرمزية المستخدمة هنا ليس المقصود منها أن تعطي انطباعًا بالثروة والرفاهية، لكنها للإشارة إلى مجد الله وقداسته.” جونسون (Johnson)
- إذا كانت هناك أي إشارة في الكتاب المقدس لتنوع كهذا في الأحجار الكريمة، فهو على الأغلب صدرية رئيس الكهنة في خروج ١٥:٢٨-٢١.
- شِبْهُ زُجَاجٍ نَقِيٍّ… كَزُجَاجٍ شَفَّافٍ: “الإشارة المتكررة للشفافية تشير إلى أن المدينة مصممة لتعكس مجد الله في شكل نور مرسل عوائق.” والفورد (Walvoord)
- إن بدت الأبعاد والأوصاف مربكة أو مستحيلة فهناك مبدأان رئيسيان يجب مراعاتهما. أولًا، علينا أن نفهم المقصود من كلمات المجد والجمال والروعة، وما إلى ذلك. ثانيًا، علينا أن نفهم أن هذه المدينة صانعها وبارئها الله (عبرانيين ١٠:١١). وعلينا أن نتوقع أن تكون أوصافها عصية على فهمنا.
ثالثًا. هيكل أورشليم الجديدة
أ ) الآيات (٢٢-٢٣): الله هو الكل في أورشليم الجديدة.
٢٢وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلاً، لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا. ٢٣وَالْمَدِينَةُ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى الشَّمْسِ وَلاَ إِلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا.
- وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلًا: في العالم القديم لم يكن من الممكن أن توجد مدينة عظيمة دون العديد من المعابد المختلفة. وكأنك تقول اليوم “رأيت مدينة رائعة لكنني لم أرَ فيها بنكًا” أو “رأيت مدينة رائعة ولكن لم أر فيها أي مركز للتسوق.” ولكن مع هذا، فليس في هذه المدينة هيكل.
- لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا: الهيكل لم يختفِ لكنه توسع. فكل شيء مقدس وكل مكان مقدس في مسكن الله.
- قبل يسوع كان الهيكل عبارة عن نبوءة. وفي زمن المسيحية شعب الله هم هيكله. وفي الحكم الألفي سيكون الهيكل مجرد نصب تذكاري. أما هنا فالهيكل في كل مكان.
- “لا يحتاج السكان هنا إلى مكان للعبادة أو للذبيحة، فهدف ومركز العبادة موجود هناك، والذبيحة العظمة هناك أيضًا.” الفورد (Alford)
- وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلًا… لاَ تَحْتَاجُ إِلَى الشَّمْسِ وَلاَ إِلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا: يذكرنا هذا بأن السماء ستكون مكانًا للعبادة النقية. فالأمور التي نستخدمها في العبادة غالبًا ما تؤدي إلى تشتيت انتباهنا خلال العبادة (مثل المباني وأجهزة الموسيقى وعادات العبادة، وما إلى ذلك) وهذه لن تسبب هذا ثانية، إذ سيكون تركيزنا منصبًا على الذي نعبده، الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ.
- في السماء، لن يعتمد فرحنا أو جمالنا أو معرفتنا على الأشياء المخلوقة، ولكن على الخالق فقط. ويمكن بالإيمان أن يكون لك هذا الآن. إذ يمكنك أن تضع كل ثقتك بالله عالمًا بأن فرحك، وكل جمال، وكل معرفة هي في يسوع وليس في أي شيء مخلوق.
- وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا: النور يشير إلى الفرح، إذ في الكتاب المقدس يرتبط النور بالفرح. والنور يشير للجمال لأنه دون النور يختفي الجمال. والنور يشير إلى المعرفة، إذ في السماء سنعرفه جميعًا كما عرفنا هو.
ب) الآيات (٢٤-٢٧): دخول المدينة.
٢٤وَتَمْشِي شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ بِنُورِهَا، وَمُلُوكُ الأَرْضِ يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا. ٢٥وَأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ نَهَارًا، لأَنَّ لَيْلاً لاَ يَكُونُ هُنَاكَ. ٢٦وَيَجِيئُونَ بِمَجْدِ الأُمَمِ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا. ٢٧وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إِّلاَّ الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ.
- وَمُلُوكُ الأَرْضِ يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا: من هم مُلُوكُ الأَرْضِ هؤلاء؟ هذا نص يصعب تفسيره، واختلفت فيه آراء المفسرين.
- “من المشجع أن نعلم أنه لم يهلك الجميع حين اجتمعت الأمم لمحاربة أورشليم والله. فسيكون هناك إذًا ملوك أرضيين في الدولة الأبدية.” هوكينج (Hocking)
- “هذا من بين ألغاز السماء الجديدة والأرض الجديدة الموضوعة أمامنا. إذ إلى جانب الكنيسة الممجدة ستكون هناك أمم تسكن هذه الأرض الجديدة يشرف عليها ملوك وتم الإبقاء عليها بفضل هذه المدينة السماوية.” الفورد (Alford)
- وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا: هل يعني هذا أن مثل هؤلاء قد يشكلون خطرًا على المدينة؟ من المستبعد أن يكون هذا هو المقصود لأن كل الخطاة والموت قد طرحوا في بحيرة النار (رؤيا يوحنا ١١:٢٠-١٥). ولكن هذا النص الموجه للقراء الحاليين يشدد على أن الوسيلة الوحيدة لتكون جزءًا من هذه المدينة المستقبلية هو أن يكون ولاءك للخروف الآن.” جونسون (Johnson)