أمثال 12
كلمات، وأعمال، ومصير
أمثال 12: 1
1مَنْ يُحِبُّ ٱلتَّأْدِيبَ يُحِبُّ ٱلْمَعْرِفَةَ، وَمَنْ يُبْغِضُ ٱلتَّوْبِيخَ فَهُوَ بَلِيدٌ.
1. مَنْ يُحِبُّ ٱلتَّأْدِيبَ يُحِبُّ ٱلْمَعْرِفَةَ: تطلب منا الحكمة أن نواصل التعلم وأن نحب الإرشاد والتعليم (التأديب) والمعرفة. فالاستعداد المتواضع للتعلم يبيّن محبة حقيقية للمعرفة.
“إذا وجدنا أننا نغضب عندما يشير أحدهم إلى أخطائنا، فإن هذا يبيّن أننا لا نفتقر إلى النعمة والكياسة فحسب، بل إلى الفهم أيضًا. ونحن نتصرف بهذا كما لو أننا أغبياء. ليت لنا روحًا قابلة للتعلم لنجلس عند قدمي سيدنا الإله ونتعلم منه.” بريدجز (Bridges)
2. وَمَنْ يُبْغِضُ ٱلتَّوْبِيخَ فَهُوَ بَلِيدٌ (غبي): يكشف الرجل (المرأة) المتكبر غير الراغب في تلقّي التقويم والتوبيخ رفْضه للمعرفة.
وَمَنْ يُبْغِضُ ٱلتَّوْبِيخَ: “رفض نابال الأحمق أن يسمع شيئًا. فلم يكن هنالك مجال للتحدث إليه أو التعامل معه. إذ كان ’كَفَرَسٍ أَوْ بَغْلٍ بِلَا فَهْمٍ‘ [مزمور 32: 9].” تراب (Trapp)
بَلِيدٌ (غبي): “يكتشف أنه مخلوق أحمق وغبي للغاية، لأنه عدو نفسه وعدو سعادته.” بولي (Poole)
أمثال 12: 2
2ٱلصَّالِحُ يَنَالُ رِضًى مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ، أَمَّا رَجُلُ ٱلْمَكَايِدِ فَيَحْكُمُ عَلَيْهِ.
1. ٱلصَّالِحُ يَنَالُ رِضًى مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ: تؤدي طاعة الله إلى علاقة أعمق به (1 يوحنا 1: 6-7). وكان هذا المبدأ صحيحًا على نحو خاص تحت العهد القديم بوعوده للبركات كمكافأة على الطاعة، وللعنات كعقاب على العصيان (تثنية 27-28).
كتب جون تراب (John Trapp) حول الآية 2 في ما يتعلق بمارتن لوثر (Martin Luther): “في وقت الصلاة من أجل تعافي رجل تقي، صلى لوثر بقوة وجرأة: ’لتكن إرادتي، يا رب.‘ ثم قال بنغمة لطيفة حلوة: لتكن إرادتي، يا رب، لأنها هي إرادتك!”
2. أَمَّا رَجُلُ ٱلْمَكَايِدِ (ذو النيّات الشريرة) فَيَحْكُمُ عَلَيْهِ: يرى الله القلب، ويرى النيّات الشريرة قبل أن تؤدي إلى عمل، وحتى لو لم تؤدِّ إلى عمل.
أمثال 12: 3
3لَا يُثَبَّتُ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ، أَمَّا أَصْلُ ٱلصِّدِّيقِينَ فَلَا يَتَقَلْقَلُ.
1. لَا يُثَبَّتُ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ: يسعى كثيرون إلى التقدم وترسيخ أنفسهم من خلال معاملته للآخرين معاملة سيئة. والكذب والغش والخداع أمور شائعة عندما يسعى أحدهم إلى التقدم وإثبات الذات. وليست هذه هي طريقة الله، ولا يمكن أن يكتسب المرء بركة إلهية إذا اختارها.
“الشر متغير دائمًا. إذ ليس له مبدأ ثابت إلا الجذر الموجود في قلب الإنسان. وحتى هناك، فإنه يتخذ أشكالًا جديدة. ولا شيء يدوم غير الخير. وهو لا يتغير لأنه ينبع من الله.” كلارك (Clarke)
2. أَمَّا أَصْلُ ٱلصِّدِّيقِينَ فَلَا يَتَقَلْقَلُ: يرسّخ الله أبراره (ٱلصِّدِّيقِينَ) بطريقة دائمة. فجذورهم عميقة وثابتة بقوة.
فَلَا يَتَقَلْقَلُ: “تتكرر هذه الفكرة كثيرًا في كلمة الله. ’الله صخرتي… لا أتزعزع كثيرًا‘ (مزمور 62: 2)، ’لأنه عن يميني فلا أتزعزع‘ (أمثال 12: 6)، ’وأبواب الجحيم لا تقوى عليها‘ (متى 16: 18)، ’ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي.‘ (يوحنا 10: 28)، ’جعلتُ عونًا على قوي‘ (مزمور 89: 10).” تراب (Trapp)
أمثال 12: 4
4الْمَرْأَةُ ٱلْفَاضِلَةُ تَاجٌ لِبَعْلِهَا، أَمَّا ٱلْمُخْزِيَةُ فَكَنَخْرٍ فِي عِظَامِهِ.
1. الْمَرْأَةُ ٱلْفَاضِلَةُ تَاجٌ لِبَعْلِهَا: قد يحقق الرجل نجاحًا في نواحٍ كثيرة، لكن ما لم تكن هنالك سعادة في البيت، فإن الإنجازات الأخرى فارغة. وعندما تكون لديك زوجة فاضلة مع كل السعادة التي تجلبها، فإن هذا تاج حقيقي للنجاح.
“استخدام ترجمة ’الزوجة الفاضلة‘ أو ’الزوجة الممتازة‘ غير منصف للنص العبري. إذ يحمل جذر الكلمة معنى القوة والقيمة والاستحقاق. وتعبّر الصياغة الحديثة، ’لديها الكثير فيها،‘ عن شيء من المعنى المقصود.” كيدنر (Kidner)
2. أَمَّا ٱلْمُخْزِيَةُ فَكَنَخْرٍ فِي عِظَامِهِ: تبدو الزوجة التي تجلب الخزي لزوجها وعائلتها وكأنها تنتزع الحياة والسعادة بدلًا من أن تجلبها.
“تستنزف الزوجة الحقيرة قوة الزوج وحيويته وتفككه من الداخل.” والتكي (Waltke)
“التاج رمز للكرامة والصيت، لكن الجانب السلبي الذي يتمثل في ’كَنَخْرٍ فِي عِظَامِهِ‘ هو أن الخزي سيأكل قوة الرجل ويقضي على سعادته.” روس (Ross)
أمثال 12: 5
5أَفْكَارُ ٱلصِّدِّيقِينَ عَدْلٌ. تَدَابِيرُ ٱلْأَشْرَارِ غِشٌّ.
1. أَفْكَارُ ٱلصِّدِّيقِينَ عَدْلٌ (مستقيمة): ليس الصِّدِّيقون مستقيمين في أعمالهم وتصرفاتهم فحسب، لكن في أفكارهم أيضًا. وهم يعرفون شيئًا عما يعنيه التحول بتجديد الذهن (رومية 12: 1-2).
2. تَدَابِيرُ ٱلْأَشْرَارِ غِشٌّ: أما بالنسبة للأشرار، فليست أعمالهم وتصرفاتهم مخادعة فحسب، فتدابيرهم (مشوراتهم، تفكيرهم، أفكارهم) كلها ممتلئة بالخداع والخطأ أيضًا.
تَدَابِيرُ ٱلْأَشْرَارِ: “ليست هذه أفكارًا متهورة فحسب، لكنها أفكار تتعمد التحايل على الآخرين أو إخفاء شرّهم.” تراب (Trapp)
أمثال 12: 6
6كَلَامُ ٱلْأَشْرَارِ كُمُونٌ لِلدَّمِ، أَمَّا فَمُ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ فَيُنَجِّيهِمْ.
1. كَلَامُ ٱلْأَشْرَارِ كُمُونٌ لِلدَّمِ: يخطط الأشرار للعنف، وهم مستعدون لنصب كمين للآخرين من أجل تحقيق مكاسب غير مشروعة.
- توحي الصورة النابضة بالحياة ’يكمنون في انتظار الدم‘ بأن الأشرار ينصبون فخًّا باتّهاماتهم الباطلة.” روس (Ross)
2. فَمُ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ فَيُنَجِّيهِمْ: يجد الإنسان المستقيم إنقاذه في الكلمات التي يتكلم بها.
أمثال 12: 7
7تَنْقَلِبُ ٱلْأَشْرَارُ وَلَا يَكُونُونَ، أَمَّا بَيْتُ ٱلصِّدِّيقِينَ فَيَثْبُتُ.
1. تَنْقَلِبُ ٱلْأَشْرَارُ (يُطاحون، يسقطون) وَلَا يَكُونُونَ: ليس لدى الأشرار أصل في البر، ولهذا لا يستطيعون أن يصمدوا. إذ سيسقطون يومًا ويهلكون.
2. أَمَّا بَيْتُ ٱلصِّدِّيقِينَ فَيَثْبُتُ: سيحفظ الله صِدِّيقيه، وسيصمدون ويثبُتون أمام ما يمكن أن يُسقِط بيت الأشرار.
أمثال 12: 8
8بِحَسَبِ فِطْنَتِهِ يُحْمَدُ ٱلْإِنْسَانُ، أَمَّا ٱلْمُلْتَوِي ٱلْقَلْبِ فَيَكُونُ لِلْهَوَانِ.
1. بِحَسَبِ فِطْنَتِهِ يُحْمَدُ ٱلْإِنْسَانُ: يُعترَف بالإنسان ويُكرَم على حكمته. وكلما ازداد حكمة، زاد ثناؤه. وغالبًا ما يصح هذا في هذا العالم، لكنه صحيح دائمًا في العالم الآتي.
2. أَمَّا ٱلْمُلْتَوِي ٱلْقَلْبِ فَيَكُونُ لِلْهَوَانِ: لن ينال القلب الملتوي مديحًا، بل سيُحتقر (فَيَكُونُ لِلْهَوَانِ). وغالبًا ما يبيّن هذا الدهر الحالي صحة هذا الأمر، لكن من المؤكد أن الدهر التالي (الأبدية) سيبيّن صحّته.”
أمثال 12: 9
9اَلْحَقِيرُ وَلَهُ عَبْدٌ خَيْرٌ مِنَ ٱلْمُتَمَجِّدِ وَيُعْوِزُهُ ٱلْخُبْزُ.
- اَلْحَقِيرُ وَلَهُ عَبْدٌ خَيْرٌ: ليس أمرًا لطيفًا على الإطلاق أن يتلقّى المرء إهانة أو تحقيرًا، لكن الحكمة ترى أنه إذا كان للمرء ما يكفيه ليكون عنده عبد، فلا ينبغي أن يكون متكبّرًا أو متمجّدًا بحيث توصله الإهانة أو التحقير إلى اليأس.
لَهُ عَبْدٌ: “ليس لديه إلا عبد واحد، أو بالأحرى هو عبد نفسه أو ليس لديه من يخدمه إلا نفسه، ذاك الذي يجلب خبزًا (طعامًا) بعرق جبينه.” بولي (Poole)
- مِنَ ٱلْمُتَمَجِّدِ وَيُعْوِزُهُ ٱلْخُبْزُ: لا يستطيع الرجل المتكبر أو المتمجِّد الذي يروّج لكرامته أن يأكل من تمجيده للذات. وليس تكريم الذات هو الطريق الصحيح إلى الرخاء والسعادة.
“لا يوجد شيء جدير بالازدراء مثل أن يكون المرء فخورًا عندما لا يكون هنالك ما يدعو إلى الافتخار.” بريدجز (Bridges)
اقترح كيدنر (Kidner) ترجمة بديلة. “تقول الترجمة الإنجليزية القياسية، تابعة للترجمتين السبعينية والسريانية: ‘إنه خير لرجل في مكانة متواضعة أن يعمل لحساب نفسه من أن يلعب دور الرجل العظيم الذي يفتقر إلى الخبز.’ وهذه ترجمة أقوى، وهي تعطي مزيدًا من المحتوى لكلمة ’خير.‘”
أمثال 12: 10
10ٱلصِّدِّيقُ يُرَاعِي نَفْسَ بَهِيمَتِهِ، أَمَّا مَرَاحِمُ ٱلْأَشْرَارِ فَقَاسِيَةٌ.
- ٱلصِّدِّيقُ يُرَاعِي نَفْسَ بَهِيمَتِهِ: الله يهتم لأمر البهائم (متى 10: 29؛ مزمور 104: 27). ويُبدي الصِّدِّيق أو التقيّ اهتمامًا ورأفة تجاه بهيمته. وهنالك معنى حقيقي بموجبه تكون البهيمة بهيمته، حيث إن الله أعطاه سلطانًا على الحيوانات. لكن عليه أن يمارس هذا السلطان باهتمام ورأفة.
“تعلّم الآية 10 أن الصِّدِّيق يهتم لأمر الذين يعولهم، حتى ولو كانوا مجرد حيوانات. وأما الأشرار فيستغلون فحسب.” جاريت (Garrett)
“صدفتُ في رحلاتي عبارة بالعبرية على لوحة إعلانات في فندق تقول: ٱلصِّدِّيقُ يُرَاعِي نَفْسَ بَهِيمَتِهِ.” فكانت هذه ملائمة جدًّا لي، حيث ذكرتني بأنّ علىّ أنْ أُطعم حصاني.” كلارك (Clarke)
- أَمَّا مَرَاحِمُ ٱلْأَشْرَارِ فَقَاسِيَةٌ: حتى مراحم الأشرار المفترضة تحمل مصلحة ذاتية قاسية في الذهن. والصِّدِّيق لطيف حتى مع حيواناته، وأما الشرير فلا يستطيع إلا أن يكون قاسيًا حتى في لطفه.
“لا يستطيع الأشرار، بتأثير إبليس، أن يُظهِروا أي ميل غير ذاك الموجود في سيّدهم. فإذا بدوا أنهم رحماء في أي وقت، فإنما هذا غطاء يوظّفونه لتغطية مقاصدهم القاسية.” كلارك (Clarke)
أمثال 12: 11
11مَنْ يَشْتَغِلْ بِحَقْلِهِ يَشْبَعْ خُبْزًا، أَمَّا تَابِعُ ٱلْبَطَّالِينَ فَهُوَ عَدِيمُ ٱلْفَهْمِ.
- مَنْ يَشْتَغِلْ بِحَقْلِهِ يَشْبَعْ خُبْزًا: من يكد في عمل الفلاحة يشبع خبزًا. فببركة الله يتمتع بثمار عمله.
- أَمَّا تَابِعُ ٱلْبَطَّالِين (الرعونة، الطيش) فَهُوَ عَدِيمُ ٱلْفَهْم:ِ من يعيش من أجل الحياة الباطلة والسطحية يفتقر إلى ما هو أسوأ من الخبز. فهو يفتقر إلى الفهم (فَهُوَ عَدِيمُ ٱلْفَهْم).
“الشخص المتكبر عرش إبليس، والرجل المتبطِّل وسادته. وهو يجلس في الأول، وينام بهدوء على الثاني.” بريدجز (Bridges) نقلًا عن سوينوك (Swinnock)
أمثال 12: 12
12اِشْتَهَى ٱلشِّرِّيرُ صَيْدَ ٱلْأَشْرَارِ، وَأَصْلُ ٱلصِّدِّيقِينَ يُجْدِي.
- اِشْتَهَى ٱلشِّرِّيرُ صَيْدَ ٱلْأَشْرَارِ: من طبع الأشرار أن يشتهوا ما لدى الآخرين، حتى لو كان هذا صيد الأشرار مثلهم. وبهذا يخطئون باشتهاء ما كسبه الأشرار ظلمًا والطمع فيه.
2. وَأَصْلُ ٱلصِّدِّيقِينَ يُجْدِي (يُثمر): لا يلزم أن يشتهي الصِّدِّيقون صيد الأشرار، لأنهم مثل الأشجار المثمرة. ويأتي هذا من أصلهم، من طبيعتهم.
أمثال 12: 13
13فِي مَعْصِيَةِ ٱلشَّفَتَيْنِ شَرَكُ ٱلشِّرِّيرِ، أَمَّا ٱلصِّدِّيقُ فَيَخْرُجُ مِنَ ٱلضِّيقِ.
- فِي مَعْصِيَةِ ٱلشَّفَتَيْنِ شَرَكُ ٱلشِّرِّيرِ: ما يقوله الشرير (معصية الشفتين) سيوقعه في نهاية المطاف في متاعب. وسيكون كلامه شركًا يقع فيه.
“سيتم افتضاح المتعامل بالكذب واليمين الكاذبة عاجلًا أم آجلًا، ما سيؤدي إلى خرابه. ويوجد مثلٌ آخر صحيح: يحتاج الكاذب إلى ذاكرة جيدة.” وهذا صحيح لأن الحق ليس فيه. فهو يقول ويُنكر، وغالبًا ما يناقض نفسه.” كلارك (Clarke)
- أَمَّا ٱلصِّدِّيقُ فَيَخْرُجُ مِنَ ٱلضِّيقِ: من المؤكد أن الصّدّيق سيمر بمتاعب، لكنه سينجو منها. فكما قال يسوع: “فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ” (يوحنا 16: 33).
أمثال 12: 14
14ٱلْإِنْسَانُ يَشْبَعُ خَيْرًا مِنْ ثَمَرِ فَمِهِ، وَمُكَافَأَةُ يَدَيِ ٱلْإِنْسَانِ تُرَدُّ لَهُ.
- ٱلْإِنْسَانُ يَشْبَعُ خَيْرًا: يجد الرجل البار أن البركة تأتي إلى حياته بفضل ما يقوله (ثَمَرِ فَمِهِ). فالكلمات الطيبة، واللطيفة، والمشجعة تجلب الحياة له وللآخرين.
2. وَمُكَافَأَةُ يَدَيِ ٱلْإِنْسَانِ تُرَدُّ لَهُ: سيحصل الإنسان على ما قد عمل من أجله، سواء أكان للخير أم للشر. وأحكام الله صحيحة وملائمة.
أمثال 12: 15
15طَرِيقُ ٱلْجَاهِلِ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيْهِ، أَمَّا سَامِعُ ٱلْمَشُورَةِ فَهُوَ حَكِيمٌ.
- طَرِيقُ ٱلْجَاهِلِ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيْهِ: يعتقد الحمقى دائمًا تقريبًا أنهم يسيرون على الطريق الصحيح. ويصعُب عليهم أن يفكروا بعناية ودقة حول مسار حياتهم.
2. أَمَّا سَامِعُ ٱلْمَشُورَةِ فَهُوَ حَكِيمٌ: يفهم الإنسان الحكيم قيمة المشورة، ولا ينظر إلى ما هو صواب في عينيه. وهو يفهم أنه مفيد له أن تكون مجموعة أخرى من ‘العيون’ موضوعة على طريقه.
أمثال 12: 16
16غَضَبُ ٱلْجَاهِلِ يُعْرَفُ فِي يَوْمِهِ، أَمَّا سَاتِرُ ٱلْهَوَانِ فَهُوَ ذَكِيٌّ.
- غَضَبُ ٱلْجَاهِلِ يُعْرَفُ فِي يَوْمِهِ (فورًا): ليس لدى الأحمق ضبط النفس اللازم للانتظار وترْك الغضب الفوري يمر قبل أن يستجيب. فالأحمق يفعل معظم الأشياء باندفاع من دون تفكير.
- أَمَّا سَاتِرُ ٱلْهَوَانِ فَهُوَ ذَكِيٌّ (حصيف): يعرف الرجل الحكيم الحصيف أن هنالك أوقاتًا كثيرة يكون فيها الصواب أن يخفي العار (سَاتِرُ ٱلْهَوَانِ). إذ يستجيب بشكل مدروس للمواقف بدلًا من الرد الفوري باندفاع.
“ليس الأمر أن الرجل الحكيم يكبح الغضب أو المشاعر، لكنه أكثر ذكاء في التعامل معها.” روس (Ross)
أمثال 12: 17
17مَنْ يَتَفَوَّهْ بِٱلْحَقِّ يُظْهِرِ ٱلْعَدْلَ، وَٱلشَّاهِدُ ٱلْكَاذِبُ يُظْهِرُ غِشًّا.
- مَنْ يَتَفَوَّهْ بِٱلْحَقِّ يُظْهِرِ ٱلْعَدْلَ: تمتلئ كلمات الحكيم بالحق، وهي لهذا تعكس بر الله.
- وَٱلشَّاهِدُ ٱلْكَاذِبُ يُظْهِرُ غِشًّا: لا يتكلم الشاهد الكاذب بالحق، بل يعزز الغش بدلًا من البِرّ.
أمثال 12: 18
18يُوجَدُ مَنْ يَهْذُرُ مِثْلَ طَعْنِ ٱلسَّيْفِ، أَمَّا لِسَانُ ٱلْحُكَمَاءِ فَشِفَاءٌ.
- يُوجَدُ مَنْ يَهْذُرُ مِثْلَ طَعْنِ ٱلسَّيْف: لدى بعضهم القدرة على التكلم بكلمات تطعن الآخرين وتقطّعهم إلى أشلاء. فكلماتهم مثل ضرب السيوف وقطْعها، جالبة الأذى بدلًا من الشفاء.
كم عانى خدام الله بحدة من هذا السيف! يتلفظ كثيرون خناجر من دون تأنيب الضمير ومن دون خوف.” بريدجز (Bridges)
2. أَمَّا لِسَانُ ٱلْحُكَمَاءِ فَشِفَاءٌ: يقدر الرجال والنساء الحكماء على جلب الصحة والشفاء من الكلمات التي يستخدمونها.
أمثال 12: 19
19شَفَةُ ٱلصِّدْقِ تَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلِسَانُ ٱلْكَذِبِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى طَرْفَةِ ٱلْعَيْنِ.
- شَفَةُ ٱلصِّدْقِ تَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ: يرعى الله الذين يحبون الحق ويتكلمونه. وعلى أساس هذه البركة، سيَثْبُتون إلى الأبد.
- وَلِسَانُ ٱلْكَذِبِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى طَرْفَةِ ٱلْعَيْنِ: غالبًا ما يبدو أن اللسان الكاذب ينجح في إقناع الآخرين بوجهة نظره، وأنه أقوى من الشفة الصادقة. وستبيّن أحكام إله الحق كيف أن نجاح اللسان الكاذب وقتيّ.
إِلَى طَرْفَةِ ٱلْعَيْنِ (للحظة): “قد يستمر اللسان الكاذب في إطلاق الزيف والباطل مدة سنوات طويلة حسب تقويم البشر. لكن عندما تضع تلك السنوات بجانب دهور الله، فإنها كلحظة، طرفة عين، لا أكثر.” مورجان (Morgan)
“يَثْبت الحق إلى الأبد، لأن أساسه غير قابل للتدمير. لكن سيتم الكشف عن الباطل سريعًا. ورغم أنه يكتسب مصداقية لفترة، فإنه اكتسبها لأنه افتُرِض أنه الحقيقة.” كلارك (Clarke)
“إنها الحقيقة التي تَثْبُت. ولا بد أن تموت الكذبة. وفي عالم تسيطر الأكاذيب عليه، من الصعب أن تصدَّق الحقيقة أحيانًا. غير أن مراجعة تاريخ الجنس البشري تقدم لنا الدليل. فالأكاذيب تموت دائمًا.” مورجان (Morgan)
أمثال 12: 20
20اَلْغِشُّ فِي قَلْبِ ٱلَّذِينَ يُفَكِّرُونَ فِي ٱلشَّرِّ، أَمَّا ٱلْمُشِيرُونَ بِٱلسَّلَامِ فَلَهُمْ فَرَحٌ.
- اَلْغِشُّ فِي قَلْبِ ٱلَّذِينَ يُفَكِّرُونَ فِي ٱلشَّرِّ: أولئك الذين يبتكرون الشر ويمارسونه أشخاص كان الغش في قلوبهم قبل وقت طويل من أن يصبح واضحًا في أعمالهم وتصرفاتهم. فهنالك شيء فاسد في جوهرهم يجد تعبيرًا خارجيًّا له.
- أَمَّا ٱلْمُشِيرُونَ بِٱلسَّلَامِ فَلَهُمْ فَرَحٌ: هنالك سعادة ورضا (فرح) يأتيان إلى الذين يتكلمون بكلام السلام. وهذا الشالوم موجود داخل مشيري السلام. ولهذا، فإنهم قادرون على إعطائه للآخرين.
“وإنه لأمر ذو دلالة أن سفر الأمثال يقدم المشيرين دائمًا في مجموعة (أمثال 11: 14؛ 15: 22؛ 24: 6). والتكي (Waltke)
أمثال 12: 21
21لَا يُصِيبُ ٱلصِّدِّيقَ شَرٌّ، أَمَّا ٱلْأَشْرَارُ فَيَمْتَلِئُونَ سُوءًا.
- لَا يُصِيبُ ٱلصِّدِّيقَ شَرّ (خطير): من المؤكد أن الصدِّيقين والصّدّيقات سيمرون بمتاعب (سوء). غير أن الرب وعد بأن يتحكم في درجة الضيق، وديمومته، وعمقه. وبشكل خاص في ضوء الأبدية، فلن يصيب الصدّيقين شر خطير.
2. أَمَّا ٱلْأَشْرَارُ فَيَمْتَلِئُونَ سُوءًا: وبالمقابلة،سيتلقى الأشرار نتيجة إثمهم وشرّهم. فلن يُنقَذوا من ضيقهم. ولأنهم سعوا إلى الشر، سيمتلئون شرًّا.
أمثال 12: 22
22كَرَاهَةُ ٱلرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ، أَمَّا ٱلْعَامِلُونَ بِٱلصِّدْقِ فَرِضَاهُ.
- كَرَاهَةُ ٱلرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ: من الطبيعي أن إله الحق سيحب الحق، ويَعُدّ الشفا التي تنشر الأكاذيب مقيتة، مَكرَهة.
2. أَمَّا ٱلْعَامِلُونَ بِٱلصِّدْقِ فَرِضَاهُ: إن نفس الإله الذي يَعُدّ الأكاذيب مكرهة يلتذ بالذين يثمّنون الحق ويتكلمون به. فدرس الحكمة واضح: توقفْ عن الكذب، وابدأ بقول الصدق.
أمثال 12: 23
23اَلرَّجُلُ ٱلذَّكِيُّ يَسْتُرُ ٱلْمَعْرِفَةَ، وَقَلْبُ ٱلْجَاهِلِ يُنَادِي بِٱلْحَمَقِ.
- اَلرَّجُلُ ٱلذَّكِيُّ يَسْتُرُ ٱلْمَعْرِفَةَ: من علامات الحكمة والحصافة أن لا تكشف كل ما تعرفه، ولاسيما إذا كان يمكن أن يؤذي أشخاصًا أو يخزيهم.
“من يتوخى الحذر في ما يقوله حريص بنفس المقدار حول من يستأمنه على أسراره.” جاريت (Garrett)
2. وَقَلْبُ ٱلْجَاهِلِ يُنَادِي بِٱلْحَمَقِ: يعرف الحكيم كيف يكبح نفسه، لكن الأحمق لا يعرف هذا. فمن طبع الحمقى أن ينادوا بحماقتهم في كل مكان. إنهم جازمون في حججهم، بينما الأشخاص الأكثر حكمة أكثر حذرًا. وهم يعلِّمون بينما ينبغي أن يتعلموا.” بريدجز (Bridges)
أمثال 12: 24
24يَدُ ٱلْمُجْتَهِدِينَ تَسُودُ، أَمَّا ٱلرَّخْوَةُ فَتَكُونُ تَحْتَ ٱلْجِزْيَةِ.
- يَدُ ٱلْمُجْتَهِدِينَ تَسُودُ: يحدث هذا حسب بركة الله (الذي يكافئ المجتهدين) وطبيعة العالم والمجتمع. ويحقق المجتهدون إنجازات ويصلون إلى مراكز القيادة.
“فكونوا مجتهدين، أيها المؤمنون بالمسيح. أَنفِقوا أنفسكم وأُنفَقوا في خدمة المسيح. وستتوسع امتيازاتكم، وسيُكرَم الله بهذا. وسيكون إكليلكم آمِنًا.” بريدجز (Bridges)
- أَمَّا ٱلرَّخْوَةُ فَتَكُونُ تَحْتَ ٱلْجِزْيَةِ: لأن الكسول غير صالح ليحكم الآخرين أو حتى يحكم نفسه، فسيكون تحت حكم آخرين.
يحدد الاجتهاد في العمل النجاح والتقدم. وبعبارة صريحة، فإن المجتهد يصعد إلى أعلى، بينما يغرق الكسول إلى القاع.” روس (Ross)
ٱلرَّخْوَةُ: “بالعبرية ‘المخادعة’ أو الغشاشة. هكذا يُدعى الكسول، لأن الخداع والكسل (التبطُّل عن العمل) رفيقان في العادة. ويسعى مثل هؤلاء، عن طريق الاحتيال، إلى كسب ما لا يستطيعون أن يحصلوا عليه من خلال العمل المخْلص.” بولي (Poole)
أمثال 12: 25
25ٱلْغَمُّ فِي قَلْبِ ٱلرَّجُلِ يُحْنِيهِ، وَٱلْكَلِمَةُ ٱلطَّيِّبَةُ تُفَرِّحُهُ.
- ٱلْغَمُّ فِي قَلْبِ ٱلرَّجُلِ يُحْنِيهِ: يضع سليمان في اعتباره سببًا داخليًّا للاكتئاب (الغم). فقد يأتي من الخوف أو القلق في قلب الإنسان. ولهذا السبب، كثيرًا ما يطلب منا الله ألّا نهتم بشيء (فيلبي 4: 6) وأن نصلي من أجل كل شيء.
- وَٱلْكَلِمَةُ ٱلطَّيِّبَةُ تُفَرِّحُهُ: يمكن أن يساعَد القلب المضطرب أو القلِق بكلمة طيبة بسيطة. ولا يكلّف التشجيع صاحبه الكثير، لكنه يمكن أن يفعل الكثير من الخير للذي يتلقّاه.
“ربما تتضمن ٱلْكَلِمَةُ ٱلطَّيِّبَةُ التشجيع واللطف والبصيرة، فتقول ما يحتاج إليه الشخص من منظور صحيح ينبغي أن يكتسبه، وتجديد للرجاء والثقة.” روس (Ross)
فكِّرْ في المرّات الكثيرة التي قال فيها يسوع كلمة طيّبة فأَفْرَح بها آخرين.
ü “ثِقْ يا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ” (متى 9: 2).
ü “مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ” (لوقا 7: 48).
ü “ثِقِي يَا ٱبْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اِذْهَبِي بِسَلَامٍ” (لوقا 8: 48).
ü “وَلَا أَنَا أَدِينُكِ. ٱذْهَبِي وَلَا تُخْطِئِي أَيْضًا” (يوحنا 8: 11).
يمكن لكلماتنا التشجيعية أن تشجع وتوجّه فوق كل ما يمكن أن نتخيله. “إن كلمة طيبة مواتية كافية لإزالة القنوط.” كلارك (Clarke)
أمثال 12: 26
26ٱلصِّدِّيقُ يَهْدِي صَاحِبَهُ، أَمَّا طَرِيقُ ٱلْأَشْرَارِ فَتُضِلُّهُمْ.
- ٱلصِّدِّيقُ يَهْدِي صَاحِبَهُ: هذه نصيحة جيدة للأبرار ولمن لديهم الحكمة للسعي وراء البر. فقد قيل: أرني أصدقاءك، وسأريك مستقبلك.
2. أَمَّا طَرِيقُ ٱلْأَشْرَارِ فَتُضِلُّهُمْ: يمكن أن يترك أصدقاء السوء تأثيرًا كبيرًا في مجال الشر. فقد ضل كثيرون في اتّجاه طريق الأشرار بسبب صداقاتهم غير الحكيمة التي أقاموها بلا تمييز.
أمثال 12: 27
27ٱلرَّخَاوَةُ لَا تَمْسِكُ صَيْدًا، أَمَّا ثَرْوَةُ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْكَرِيمَةُ فَهِيَ الِٱجْتِهَادُ.
- ٱلرَّخَاوَةُ لَا تَمْسِكُ صَيْدًا (الكسول لا يشوي ما أمسك به في الصيد): استخدم سليمان مثلًا توضيحيًّا فكاهيًّأ ليبيّن أن الكسول لا يكمل عمله. فقد بذل جهده للصيد، وأسر فريسته، لكنه لم يتمتع بثمر عمله لأنه تكاسل عن إكماله.
“كما يصطاد أحدهم ولا يطهو ما يصطاده، كذلك الكسول لا يكمل أي مشروع بدأه.” روس (Ross)
2. أَمَّا ثَرْوَةُ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْكَرِيمَةُ فَهِيَ الِٱجْتِهَادُ: هنالك أشياء ثمينة يمكن أن يمتلكها الإنسان، لكن الاجتهاد هو قريب من أعلى بنود القائمة. فلقد أُنجزت أشياء عظيمة بموهبة قليلة لكن باجتهاد عظيم.
أمثال 12: 28
28فِي سَبِيلِ ٱلْبِرِّ حَيَاةٌ، وَفِي طَرِيقِ مَسْلِكِهِ لَا مَوْتَ.
- فِي سَبِيلِ ٱلْبِرِّ حَيَاةٌ: هنالك اعتقاد شائع أن طريق البر ممل وغير سار. وهذا خداع من العالم والجسد وإبليس. والحقيقة هي أن طريق البر حياة.
- وَفِي طَرِيقِ مَسْلِكِهِ لَا مَوْتَ: ليست الحياة التي يجلبها البر هي للحاضر فحسب، بل للأبدية أيضًا. أولئك الذين يسلكون فِي سَبِيلِ ٱلْبِرِّ سينالون الحياة الأبدية وسيعرفونها، ابتداءً من الآن إلى الأبد.
“ستؤدي ممارسة العدل والبر والتقوى – رغم أن هذه قد تعرّض المرء إلى أخطار ومضايقات في هذا العالم – إلى حياة وسعادة بشكل مؤكد، في حين أن مسارات الأشرار موت ودمار.” بولي (Poole)