أمثال 28
البركات وشجاعة الحكمة
أمثال 28: 1
1اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلَا طَارِدَ، أَمَّا ٱلصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْلٍ ثَبِيتٍ.
1. اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلَا طَارِدَ: يشير هذا إلى الارتباك والخوف اللذين يصيبان الأشرار، وليس الأتقياء والحكماء، لأنهم تحت غضب الله أو استيائه، ولأنهم أيضًا يفتقرون إلى القوة والشجاعة اللتين يعطيهما الروح القدس.
“يوحي هذا المثل بأن الأشرار – مدفوعين بضمير مثقل بالذنب أو بخوف من الدينونة – يصبحون خوّافين ومتشككين في الجميع.” روس (Ross)
يرسل الله غِشية في قلوب الأشرار، حتى إن صوت أوراق الشجر يخيفهم. ومن ناحية حسابية، لا شيء يأتي عليهم، لكنهم يخافون عندما لا يكون هنالك داعٍ للخوف. تراب (Trapp)
2. أَمَّا ٱلصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْلٍ ثَبِيتٍ: سيصمد صدّيقو الله عندما يتعرضون للهجوم، وهم بقوة الله جسورون كالشبل.
الصدّيقون: “الصدّيق رجل مستقيم. وهو مثل الأسد لا يحتاج إلى التلفُّت إلى الوراء (خوفًا). وليس ما في أعقابه ماضيه (أي لا يطارده ماضيه) (عدد 32: 23)، لكن ما وراءه هو الحرس الخلفي له، وهو صلاح الله ورحمته (مزمور 23: 6).” كيدنر (Kidner)
“لم يعرف آدم أي خوف إلى أن أصبح مخلوقًا مذنبًا. لكن إذا كان الشعور بالذنب يجلب الخوف، فإن إزالة الذنب تمنح الثقة.” بريدجز (Bridges)
“يرتكز علم النفس على هذه الحقيقة الموضوعية. ويضمن الله أمان الأبرار وسلامتهم، ويحكم على الأشرار بالعقاب والكارثة.” والتكي (Waltke)
أمثال 28: 2
2مَعْصِيَةِ أَرْضٍ تَكْثُرُ رُؤَسَاؤُهَا، لَكِنْ بِذِي فَهْمٍ وَمَعْرِفَةٍ تَدُومُ.
1. مَعْصِيَةِ أَرْضٍ تَكْثُرُ رُؤَسَاؤُهَا: لا ينظر المثل إلى كثرة الرؤساء (الحكام والمسؤولين) كبركة. وهو يشير إلى حكومة واسعة، معقّدة، متعددة الطبقات يمكن أن تكون لعنة مرسَلة من الله بسبب تعديات الأرض.
“نتيجة للقطيعة الكلية للأرض مع الرب، يحتاج الناس إلى بيروقراطية واسعة لكي يراقبوا بعضهم بعضًا، ولا ينجو منهم أحد (انظر 1ملوك 6: 8-28؛ 2 ملوك 15: 8-15). تقول لعنة عربية: ‘كثَّر الله شيوخكم!’ والتكي (Waltke)
2. لَكِنْ بِذِي فَهْمٍ وَمَعْرِفَةٍ تَدُومُ: بدلًا من رؤساء كثيرين، يبارك الله أرضًا برجل ذي فهم ومعرفة. إذ يمكن أن يكون قادة أتقياء عظماء بركة رائعة للأمة.
أمثال 28: 3
3اَلرَّجُلُ ٱلْفَقِيرُ ٱلَّذِي يَظْلِمُ فُقَرَاءَ، هُوَ مَطَرٌ جَارِفٌ لَا يُبْقِي طَعَامًا.
- اَلرَّجُلُ ٱلْفَقِيرُ ٱلَّذِي يَظْلِمُ فُقَرَاءَ: ربما يعتقد المرء أن فقيرًا يمكن أن يتعاطف كثبرًا مع فقراء آخرين. لكن ليس هذا هو الحال دائمًا. إذ هنالك فقراء يقمعون فقراء آخرين.
“يوضح الرب هذا المثل بشكل جميل في مثل المدينين في متى 18: 23 فصاعدًا. إذ نجد هنا أن فقيرًا يقمع رفيقه الفقير. فماذا كانت العاقبة؟ لقد سُلِّم الفقير الظالم إلى معذِبين، وتمّت إعادة الدَّين الذي سبق أن سُومح به إلى حسابه، لأنه لم يُظهر رحمة. وغالبًا ما يكون الفقراء غير متعاطفين وغير متساهلين بشكل صادم مع الفقراء الحقيقيين.” كلارك (Clarke)
2. هُوَ مَطَرٌ جَارِفٌ لَا يُبْقِي طَعَامًا: يترك المطر المدمر الناس جائعين وبلا أمل. وكذلك هو تأثير الفقير الذي يقمع الفقراء.
“ضع شخصًا مبذّرًا بلا ضمير في السلطة، وسيكون مثل طوفان مدمر.” بريدجز (Bridges)
أمثال 28: 4
4تَارِكُو ٱلشَّرِيعَةِ يَمْدَحُونَ ٱلْأَشْرَارَ، وَحَافِظُو ٱلشَّرِيعَةِ يُخَاصِمُونَهُمْ.
1. تَارِكُو ٱلشَّرِيعَةِ يَمْدَحُونَ ٱلْأَشْرَارَ: عندما يتم التخلي عن المبادئ الأساسية للعدالة، فإن هذا لا يفيد الأبرار. بل يفيد الأشرار ويمدحهم.
تاركو الشريعة: “من دون وحي إلهي، سرعان ما يصبح كل شيء نسبيًّا. ومع النسبية الأخلاقية، لا يوجد ما يستحق الهجوم. فعلى سبيل المثال، يُقْبل الطاغية لأنه ينجز الأمور. ويُقْبل المنحرف لأنه حالة مثيرة للاهتمام.” كيدنر (Kidner)
يمدحون الأشرار: “يمكن أن يعني امتداح الأشرار أننا نصفهم بأنهم صالحون، ما يعني أننا لا نعود قادرين على تمييز الخير من الشر.” روس (Ross) “كما امتدح ميكافيل قيصر بورجيا قائلًا إنه نموذج لكل الرؤساء المسيحيين.” تراب (Trapp)
“إنه لأمر مخيف أن نخطئ، وما هو أكثر مدعاة إلى الخوف هو أن نستلذ بالخطية، وأسوأ من هذا هو أن ندافع عن الخطية.” بريدجز (Bridges)، نقلًا عن الأسقف هول (Bishop Hall).
2. وَحَافِظُو ٱلشَّرِيعَةِ يُخَاصِمُونَهُمْ: من الطبيعي أن يقوم الذين يكرمون سيادة القانون ويعززونه بمقاومة الأشرار. وهم يفهمون المبدأ الذي سيشرحه الرسول بولس لاحقًا في رومية 13: 1-7، وهو أن أحد الأسباب التي دعت الله إلى إعطاء الشريعة هو كبح جماح الأشرار ومقاومتهم.
يقدّم هذا المثل طريقين لا ثالث لهما – حفظ الشريعة أو تركها. “ليس الخط الفاصل بين البشر عِرقيًّا، أو سياسيًّا، أو حتى دينيًّا، بل روحي. ويمر هذا الخط عبر كل إنسان.” والتكي (Waltke)
استخدم جون تراب (John Trapp) عبارة ‘يخاصمونهم’ في تَذَكُّر طبيعة مارتن لوثر (Martin Luther) القتالية. ” لقد كان خطاب المبارك لوثر – الذي كان جادًّأ للغاية في الاشتراك في المائدة المقدمة بكلا العنصرين، على نقيض عقيدة روما وعادتها – لكنه يقول: لو أمرني البابا بصفته البابا أن أتناولها بكلا العنصرين، سأشترك في عنصر واحد فقط، حيث إن قبول ما يأمر به البابا هو بمثابة قبول علامة الوحش.”
أمثال 28: 5
5اَلنَّاسُ ٱلْأَشْرَارُ لَا يَفْهَمُونَ ٱلْحَقَّ، وَطَالِبُو ٱلرَّبِّ يَفْهَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ.
1. اَلنَّاسُ ٱلْأَشْرَارُ لَا يَفْهَمُونَ ٱلْحَقَّ: هنالك أشخاص في الأساس أشرار أو آثمون. وهم ببساطة لا يفهمون العدالة (الحق). لا يفهمون مبادئ العدالة وكيف تنطبق عليهم.
لَا يَفْهَمُونَ ٱلْحَقَّ: “لأن عقولهم عمياء بطبيعتها، وبتحاملاتهم، ورغباتهم الجامحة. أعماهم إله هذا العالم الذي يحكم داخلهم ويحكمهم.” بولي (Poole)
“هنالك دائمًا أشخاص يعتقدون أن العدالة هي ما يفيدهم، وإلاّ فإنها ليست عدالة.” روس (Ross)
2. وَطَالِبُو ٱلرَّبِّ يَفْهَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ: يفهم الأتقياء العدالة، وما هو أكثر منها بكثير. فهم يطلبون الرب، ويخافونه، ويمتلكون حكمته.
“هنالك أشياء كثيرة مظلمة بالنسبة للعقل البشري يمكن تبسيطها بالتواضع.” بريدجز (Bridges)
أمثال 28: 6
6اَلْفَقِيرُ ٱلسَّالِكُ بِٱسْتِقَامَتِهِ، خَيْرٌ مِنْ مُعْوَجِّ ٱلطُّرُقِ وَهُوَ غَنِيٌّ.
1. اَلْفَقِيرُ ٱلسَّالِكُ بِٱسْتِقَامَتِهِ: هنالك أشياء أسوأ من الفقر. فأن تكون إنسانًا شريرًا لا تعيش باستقامة أسوأ من الفقر. وهذا تشجيع للفقراء الذين غالبًا ما يُحتقَرون.
“تقابل هذه الآية بين الرجل الفقير المستقيم والغني المنحرف فقط (انظر أمثال 19: 1) – إذ هنالك أغنياء مستقيمون، بينما هنالك فقراء منحرفون.” روس (Ross)
2. خَيْرٌ مِنْ مُعْوَجِّ ٱلطُّرُقِ وَهُوَ غَنِيٌّ: الإنسان المعوّج في حياته أمام الله أو الناس أسوأ حالًا من الإنسان الفقير التقي. إذ يتم تحديدنا وفق معدننا الأخلاقي أكثر مما يتم تحديدنا برصيدنا المصرفي أو حالتنا المالية.
معوّج الطرق: “يقول النص العبري ‘في طريقين،’ أي يعرج بين طريقين؛ يتظاهر بالفضيلة لكن يمارس الرذيلة، أو يغطي طرقه الشريرة بمظاهر جميلة، أو يخطئ أحيانًا من ناحية، وأحيانًا من ناحية أخرى، كما يفعل الأشرار عادة.” بولي (Poole)
“يخدع الغني بمكره الفقراء والوضعاء، ثم يغطي إثمه بالتظاهر بالصلاح.” والتكي (Waltke)
“سيتمنى كثيرون لو أنهم عاشوا وماتوا فقراء مغمورين بدلًا من أن يؤتمنوا على غنى جعلهم يخطئون بجسارة وتعالٍ ضد الله وضد أنفسهم.” بريدجز (Bridges)
أمثال 28: 7
7اَلْحَافِظُ ٱلشَّرِيعَةَ هُوَ ٱبْنٌ فَهِيمٌ، وَصَاحِبُ ٱلْمُسْرِفِينَ يُخْجِلُ أَبَاهُ.
1. اَلْحَافِظُ ٱلشَّرِيعَةَ هُوَ ٱبْنٌ فَهِيمٌ: الطاعة دليل على الحكمة. أما الذين يدّعون أنهم يتمتعون بالقدرة على التمييز والحكمة بينما يعيشون في عصيان كبير، فإنما يُظهرون حماقتهم.
2. وَصَاحِبُ ٱلْمُسْرِفِينَ (الشّرِهين) يُخْجِلُ أَبَاهُ: لا يتعيّن على المرء أن يستسلم لشهواته (شهيّته) المدمرة ليكون عارًا على عائلته. إذ يكفي أن يكون رفيقًا لمثل هؤلاء الشّرهين ليمثّل إحراجًا لعائلته.
- “عندما يربط المرء نفسه بأولئك الذين يبذّرون كل ما هو ثمين – الحياة، الطعام، الإرشاد، التعليم – فإنه يبيّن أنه أحمق فيجلب خزيًا (انظر 25: 8) علنيًّا على أبيه. والتكي (Waltke)
أمثال 28: 8
8اَلْمُكْثِرُ مَالَهُ بِٱلرِّبَا وَٱلْمُرَابَحَةِ، فَلِمَنْ يَرْحَمُ ٱلْفُقَرَاءَ يَجْمَعُهُ.
1. اَلْمُكْثِرُ مَالَهُ بِٱلرِّبَا وَٱلْمُرَابَحَةِ (الابتزاز): يثرى أشخاص من خلال العنف الاقتصادي. إذ يفرضون فائدة مالية عالية وغير منصفة (ربا)، أو يستخدمون قوّتهم في الغش والسرقة والابتزاز.
“ترد كلمة Nesek (ربا) عشر مرات في الكتاب المقدس. وهي تشير إلى تكلفة المال المقترض والتي كانت تصل أحيانًا إلى حوالي 30% من المبلغ المقترض.” والتكي (Waltke)
“الربا أو الفائدة: تبيّن شريعة موسى أن مشروعية الفائدة تعتمد على سياقها. فما كان ملائمًا تمامًا من الناحية الاقتصادية (تثنية 23: 19) تمّ إعلانه غير ملائم من منظور الرعاية العائلية (تثنية 23: 19).” كيدنر (Kidner)
أعلن آدم كلارك (Adam Clarke) لعنة صارخة على أولئك الذين يستغلون احتياج إخوتهم بالربا والابتزاز. “ليت تُنشر في كل تقاطع طرق في أسواقنا أسماء جميع الأنذال، فاقدي الحس، متقسّي القلوب في الأمة، والذين يستغلون احتياجات أقربائهم لكي يثروا. وبعد ذلك، ليت يُرسَل هؤلاء المجرمون المنبوذون إلى إخوتهم المتوحشين في نيوزيلندا. وسيكون هذا خلاصًا سعيدًا لبلدنا.”
2. فَلِمَنْ يَرْحَمُ ٱلْفُقَرَاءَ يَجْمَعُهُ: لن يسمح الله للمجرمين الظالمين بأن تكون لهم الكلمة الأخيرة. ففي دينونة الله، تُجمع ثروة الأشرار للذين يحبون الفقراء ويشفقون عليهم.
أمثال 28: 9
9مَنْ يُحَوِّلُ أُذْنَهُ عَنْ سَمَاعِ ٱلشَّرِيعَةِ، فَصَلَاتُهُ أَيْضًا مَكْرَهَةٌ.
1. مَنْ يُحَوِّلُ أُذْنَهُ عَنْ سَمَاعِ ٱلشَّرِيعَةِ: يريد الله أن تكون لنا آذان مفتوحة منتبهة لكلامه. أمّا عدم الجوع إلى كلمة الله أو عدم الاكتراث بها فهذه علامة على مرض روحي في ابن من أبناء الله.
“يفترض كثيرون أنهم إذا لم يكونوا يعرفون واجبهم، فلن يُحاسبوا على تعدياتهم، ولهذا فإنهم يتجنبون كل ما هو محسوب لتنويرهم. لكن هذا التظاهر لن يفيدهم بشيء. فالذي كان بمقدوره أن يعرف إرادة سيده، لكنه اختار ألاّ يعرفها، سيعامَل على أنه عرفها بالفعل وعصاها.” كلارك (Clarke)
2. فَصَلَاتُهُ أَيْضًا مَكْرَهَةٌ: ليس الله ملزمًا بسماع شخص والاستجابة لصلواته بعد أن أهمل كلمته. فقبل أن نتكلم إلى الله في الصلاة، يتوجب علينا أن نستمع إلى كلمته بتواضع وانتباه، وإلا فستكون صلواتنا مكرهة متعجرفة.
“لن تكون الصلاة صلاة صحيحة. فمن يرفض أن يطيع الله، فإنه لا يصلي حسب إرادته. بل يصلي من أجل شيء مادي، وربما يطالب الله به.” روس (Ross)
أمثال 28: 10
10مَنْ يُضِلُّ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ فِي طَرِيقٍ رَدِيئَةٍ فَفِي حُفْرَتِهِ يَسْقُطُ هُوَ، أَمَّا ٱلْكَمَلَةُ فَيَمْتَلِكُونَ خَيْرًا.
1. مَنْ يُضِلُّ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ فِي طَرِيقٍ رَدِيئَةٍ: هنالك أشخاص يجدون لذة في تضليل الأتقياء. إذ يُشعِرهم هذا بأنهم أفضل، وربما بأنهم متفوقون على المستقيمين.
مَنْ يُضِلُّ … فِي طَرِيقٍ رَدِيئَةٍ: “اجتذب هذا المثل بعض أقوى كلمات المسيح. انظر متى 5: 19؛ 18: 6؛ 23: 15.” كيدنر (Kidner)
2. فَفِي حُفْرَتِهِ يَسْقُطُ هُوَ: لدى الله طريقة لحماية المستقيمين، حتى لو بدا أنهم يضلّون لفترة. ويعرف الله كيف يضع الأشرار في مكانهم (حفرتهم)، وهو يتأكد من أن يرث الكملة (غير الملومين) خيرًا. فلا يترك الله الكلمة الأخيرة للإنسان الشرير وخططه.
“من يسعى إلى تضليل شخص اهتدى إلى الله حقًّا، في محاولة لسكب الاحتقار على الدين، سيسقط في ذلك الجحيم الذي سعى إلى قيادة الآخر نحوه.” كلارك (Clarke)
“يُظهر هذا الخط أن الأشرار سيَعْلقون بمكائدهم. لكنه يبيّن أيضًا أن الأبرار عرضة للفساد. إذ يمكن أن يساقوا إلى سلوك سيئ أخلاقيًّا.” روس (Ross)
أمثال 28: 11
11اَلرَّجُلُ ٱلْغَنِيُّ حَكِيمٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ، وَٱلْفَقِيرُ ٱلْفَهِيمُ يَفْحَصُهُ.
1. اَلرَّجُلُ ٱلْغَنِيُّ حَكِيمٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ: ليس من غير المعتاد أن يكون الغني متكبرًا، وأن يتوهم نفسه حكيمًا. وتشرح أمثال أخرى أن الحكمة غالبًا ما تؤدي إلى الغنى. لكن ليس كل رجل غني ربح ثروته بالحكمة.
“رغم أن الغنى لا يجلب حكمة، إلا أن الغني غالبًا ما يتظاهر بأنه يمتلكها. وهو ينسب نجاحه إلى حكمته الخاصة، رغم أنه قد يكون واضحًا أنه جاهل أحمق.” بريدجز (Bridges)
2. وَٱلْفَقِيرُ ٱلْفَهِيمُ يَفْحَصُهُ: يمتاز الفقير الحكيم على الغني الأحمق المتكبر. وقد يفحص هذا الفقير الحكيم الرجل الغني، وليس العكس.
الفهيم: هنالك دروس لا يعلّمها إلا الفقر. ولا ينبغي للمرء أن ينسى تلك الدروس، حتى لو صار غنيًّا.
“غير أن الكون كله لا يمتلك معدنًا أخلاقيًّا أكثر تبجيلًا من الفقير الذي يمتلك القدرة على التمييز. ألم يكرّم الرب المتجسد هذا الموقف بأن تبنّاه؟ والسير على خطاه، بروحه، حكمة وكرامة وسعادة بلا حدود تتجاوز ما يستطيع عالَم الغرور الفقير أن يقدمه.” بريدجز (Bridges)
يفحصه: “يعرفه أكثر مما يعرف نفسه. ومن خلال النظر إلى أُبّهته ومظاهره الباطلة، يراه على حقيقته، إنسانًا أحمق بائسًا، رغم كل غناه، وهو يكتشف حماقة كلامه وأفعاله.” بولي (Poole)
أمثال 28: 12
12إِذَا فَرِحَ ٱلصِّدِّيقُونَ عَظُمَ ٱلْفَخْرُ، وَعِنْدَ قِيَامِ ٱلْأَشْرَارِ تَخْتَفِي ٱلنَّاسُ.
1. إِذَا فَرِحَ ٱلصِّدِّيقُونَ عَظُمَ ٱلْفَخْرُ: عندما يفرح الذين يعيشون بالحكمة والبر بسبب حالة مجتمعهم، فإن هذا حسن للكل. وهو مجد عظيم.
- وَعِنْدَ قِيَامِ ٱلْأَشْرَارِ تَخْتَفِي ٱلنَّاسُ: حتى الأشرار لا يريدون أن يحكمهم أشرار آخرون. ربما تعيش ثقافة على ميراث جيل بار سابق، لكن عندما يقوم الأشرار، فإن المزايا والحريات التي يجلبها البر ستتضاءل ببطء.
“وهكذا هرب الرجل موسى واختبأ من فرعون، وداود من شاول، وإيليا من آخاب، ورجال عوبديا من إيزابل، وإرميا من يهوياقيم، ويوسف والطفل يسوع من هيرودس.” تراب (Trapp)
تختفي: “حالة تلك الأمة مخزية وخطرة للغاية حتى إن الأشخاص الحكماء، الذين يستحقون بالفعل اسم الرجال، ينسحبون أو يركضون إلى زوايا وأماكن مغمورة، جزئيًّا بسبب الحزن والخجل عند رؤية الشر الذي يُرتكب علانية وبوقاحة، وجزئيًّا لتجنُّب غضب الأشرار الظالمين وأذاهم.” بولي (Poole)
فرح الصديقون … قيام الأشرار: “كانت الحالة الأولى في هذا البلد في أيام إدوارد السادس، والثانية في أيام خليفته، ماري الأولى. إذ كادت البابوية والقسوة والخداع، تحت حكمها، تدمر الكنيسة والدولة في هذه الجزر.” كلارك (Clarke)
أمثال 28: 13
13مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لَا يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ.
1. مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لَا يَنْجَحُ: تقودنا الغريزة البشرية، منذ أيام آدم وحواء، إلى تغطية خطايانا. إذ يجعلنا ضميرنا نخجل من خطيتنا، ولا نريد من الآخرين أن يروها. بل نظن أننا نستطيع أن نكتمها عن الله. غير أن هذه الغريزة الطبيعية لتغطية الخطية لا تفيدنا. بل تمنعنا من أن نكون صادقين بشأن حالتنا أمام الله.
في عظة حول هذه الآية، ذكر تشارلز سبيرجن (Charles Spurgeon) بعض الطرق التي يحاول بها الناس إخفاء خطيتهم – وهي كلها بلا طائل.
ü الأعذار والمبررات
ü السرية
ü الأكاذيب
ü مخططات للتهرب من المسؤولية
ü الوقت
ü الدموع
ü الطقوس والأسرار المقدسة
من يكتم خطاياه: “بدافع من كبريائه الآثمة، يتظاهر أمام الله والإنسان أنه لا يحتاج إلى الاعتراف. وبدلًا من ذلك، يسعى إلى الخداع.” والتكي (Waltke)
“دخلت الخطية والمراوغة إلى العالم معًا. والخطية وإبليس متشابهان في هذا. فلا يمكنهما أن يبقيا في لونهما الخاص.” تراب (Trapp)
“يخفي كل من الله والإنسان الخطية – يخفيها الله بنعمة حرة غير محدودة، بينما يخفيها الإنسان في عار ونفاق.” بريدجز (Bridges)
2. وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ: الطريق إلى الحصول على رحمة الله هي أن تعترف بخطيتك وتتوب عنها (تتركها). هذا هو السبيل إلى الازدهار الروحي والحياة بشكل عام.. أن ننال رحمة.
- “يعني الاعتراف هو أن نقف إلى جانب الله ضد الخطية. إنه إخراج كل خطية تلو الأخرى من القلب والحياة ووضع الخطية أمام الله مع الإقرار بأن هذا هو خطؤنا الفادح.” ماير (Meyer)
يمكن للممارسة الكتابية للاعتراف بالخطية أن تحررنا من الأعباء الثقيلة الروحية والجسمية، كما في يعقوب 5: 16 من الخطية غير المعترف بها. ويمكنها أن تزيل العوائق أمام عمل الروح القدس. وإنها لمأساة أن يُهمل الاعتراف بالخطية بين المؤمنين. إذ يتسبب هذا في ضعف روحي كبير ونفاق.
“اعترف بالدَّين، وسيشطب الله حسابك. سيرسم خطوطًا حُمرًا من دم المسيح على السطور السوداء من خطايانا، ويلغي خط اليد (الصك) الذي كان ضدنا.” تراب (Trapp)
وصف موفات في تفسيره لرسالة يعقوب كيف كان يمارس هذا الاعتراف في الكنيسة الأولى: “كان يتمّ هذا في الكنيسة الأولى كقاعدة بشكل علني أمام جماعة من المؤمنين. وينص أول دليل لممارسة الكنيسة الأولى أمام جماعة المؤمنين. وينص أول دليل لممارسة الكنيسة الأولى على ما يلي: ‘يتوجب أن تعترف بخطاياك في الكنيسة، ولا تلجأ إلى الصلاة بضمير غير صالح.’ موفات (Moffatt)
يقول موفات ((Moffatt إن كتاب الصلاة الإنجليزي يوجه الراعي إلى تقديم هذه الدعوة قبل خدمة المائدة المقدسة: ‘تعال إليّ أو إلى خادم آخر كتوم متعلّم من كلمة الله، وافتح حزنك. وبخدمة كلمة الله المقدسة، ستنال فائدة الغفران.’ يمكن أن تكون هنالك قيمة عظيمة لفتح المرء حزنه.
التبكيت الشديد على الخطية والاعتراف اللاحق بالخطية شائع أثناء اليقظة الروحية. وقد حثّ تشارلز فني على الاعتراف بالخطية ووصف كيفية ذلك. ففي انتعاشات شمال الصين بقيادة جوناثان جوفورث (Jonathan Goforth)، كان الاعتراف دائمًا تقريبًا مقدمة للبركة. ووصف أحد الكُتّاب الانتعاشات الكورية المهمة المرتبطة بجوفورث قائلًا: ‘قد تكون لدينا نظرياتنا حول ما نرغب فيه وما لا نرغب فيه حول الاعتراف العلني بالخطية. وقد كانت لديّ نظريتي أيضًا، لكني أعرف أنه عندما يحل روح الله على النفوس المذنبة، سيكون هنالك اعتراف، ولا توجد قوة يمكن أن توقف ذلك.’ (من كتاب ‘الدعوة إلى التذكر’ من تأليف ويليام نيوتون بلير (William Newton Blair).
ينطوي الاعتراف العلني بالخطية على إمكانية لخير عظيم أو شر عظيم. ويمكن لبعض المبادئ التوجيهية أن تساعد في الأمر.
ü يجب توجيه الاعتراف إلى الشخص المُساء إليه. “يُظهر معظم المؤمنين بالمسيح تفضيلًا للاعتراف سرًّا أمام الله، حتى في ما يخص الأمور المتعلقة بالآخرين. ويبدو أن الاعتراف إلى الله أسهل طريقة للخروج من المعضلة. إن كان المسيئون واعين حقًّا لحضور الله، يمكن أن يكون حتى للاعتراف السري بالخطية الخاصة تأثير جيد. ومن المؤسف أن معظم المسيئين يتواصلون مع أنفسهم بدلًا من الاتصال بالله الذي يرفض صلواتهم تحت ظروف معيّنة. وحسب قول ربنا، فإن من الواضح أن الخطية التي تتضمن شخصًا آخر ينبغي الاعتراف بها لهذا الشخص.” جي. إدوين أور (J. Edwin Orr)
ü غالبًا ما ينبغي أن يكون الاعتراف علنيًّا. وتوضح يعقوب 5: 16 هذا المبدأ. يقول أ. ت. روبرتسون (A.T. Robertson)، عالم اللغة اليونانية العظيم، إن الفعل ’يعترف‘ في
يعقوب 5: 16 يوحي باعتراف جماعي أكثر منه اعترافًا خاصًّا. فهو ’اعتراف للآخرين، لا من واحد إلى آخر.‘”
- يتوجب أن يكون الاعتراف العلني كتومًا. وغالبًا ما لا يحتاج الاعتراف إلى أكثر مما هو ضروري من الذين يصلّون من أجله. ويمكن أن يكون كافيًا أن تقول علنًا: ’صلّوا من أجلي. أنا محتاج إلى الانتصار على خطية تحاصرني.‘ وسيكون من الخطأ الخوض في مزيد من التفاصيل، لكن قول هذا الكلام المختصر مهم. فهو يمنعنا من التظاهر بأن كل شيء يسير على ما يرام بينما هو ليس كذلك. “كل التعديات الجنسية تقريبًا إما سرية أو خاصة، وينبغي الاعتراف بها وفق ذلك. ويمكن مشاركة عبء ثقيل مع راعٍ أو طبيب أو صديق من نفس نوع الجنس. وتطلب منا كلمة الله أن نتجنب حتى تسمية الانحلال الخلقي بين المؤمنين، وتعلن أن من العار حتى التحدث عن أمور حدثت سرًّا من قِبل المنحلين أخلاقيًّا.” أور (Orr)
ü ميِّز الخطايا السرية من تلك التي تؤثر في الآخرين بشكل مباشر. ويقدم أور مبدأ جيدًا: “إن كنت تخطئ سرّا، فاعترف سرّا، معلنًا أنك تحتاج إلى انتصار، لكن احتفظ بالتفاصيل لنفسك. وإذا أخطأت علنًا، فاعترف علنًا لكي تزيل العثرات أمام الذين عثرتهم. وإذا أخطأت روحيًّا (عدم الصلاة، عدم المحبة، عدم الإيمان، النقد، إلخ)، اعترف للكنيسة أنك كنت عائقًا.” جي. إدوين أور (J. Edwin Orr)
ü غالبًا ما يقدَّم الاعتراف إلى الناس لكن أمام الله. وفي الوقت نفسه، نلاحظ أن يعقوب 5: 16 تقول: ’اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات.‘ ومن الأشياء المثيرة للاهتمام حول الاعتراف بالخطية، كما لاحظنا في كتابات جي. إلدوين أور (J. Edwin Orr)، أن الاعترافات تكون موجهة إلى الناس، لا إلى الله. ولا يعني هذا أنك تعترف بخطيتك لله لكي يسمعها آخرون فقط. بل تعترف بخطيتك أمام الآخرين وتطلب منهم أن يصلّوا من أجلك لكي تصلح علاقتك بالله.
ü ينبغي أن يكون الاعتراف بالخطية محددًا بشكل ملائم. عندما يكون الاعتراف المفتوح بالخطية أمرًا ملائمًا أكثر من التصريح العلني بالحاجة الروحية، بل الاعتراف المفتوح بالخطية، أو بخطية ضد الكنيسة، يتوجب أن يكون محددًأ. فالقول ’إن كنتُ قد ارتكبتُ أية أخطاء، فإني أعتذر‘ ليس اعترافًا على الإطلاق. فإذا أخطأت على نحو محدد، فاعترف على نحو محدد. ولا يكلّف عضو الكنيسة شيئًا عندما يقول: ’لست ما ينبغي أن أكون عليه‘ أو ’ينبغي أن أكون مؤمنًا أفضل.‘ لكن سيكلفه الأمر شيئًا عندما يقول: “كنت مثيرًا للمتاعب في هذه الكنيسة.” وسيكلفه الأمر شيئًا عندما يقول: “لديّ مرارة قلب تجاه بعض القادة الذين أدين لهم بالاعتذار.” أور (Orr) من كتابه “استسلام كامل.”
ü ينبغي أن يكون الاعتراف وافيًا. “بعض الاعترافات غير وافية. فهي عامة بشكل زائد. وهي ليست مقدمة للشخص المعني. وهي تتجاهل تمامًا التعويض الضروري، أو لا تقدّم تدبيرًا لمسار مختلف من السلوك يتم فيه التخلي عن الخطية. فهي محاولات للحصول على راحة نفسية.” أور (Orr)
ü يتوجب أن يتصف الاعتراف بالصدق والنزاهة. فإذا اعترفنا من دون نية حقيقية لمحاربة الخطية، فلن يكون اعترافنا وافيًا، ونحن بهذا نهزأ بالله. تروى قصة عن رجل إيرلندي اعترف إلى كاهنه بأنه سرق كيسين من البطاطا. وكان الكاهن قد سمع أقاويل عن هذا الأمر. فردّ الكاهن على الرجل الإيرلندي: ’يا مايك، سمعتُ أن كيسًا واحدًا سُرِق في السوق.‘ فقال الإيرلندي: ‘صحيح أيها الأب الجليل. لكن الأمر كان سهلًا جدًّا حتى إني أنوي أن آخذ كيسًا ثانيًا الليلة.’ تجنّب الاعتراف الزائف بكل وسيلة – الاعتراف الخالي من الانكسار الحقيقي أو الندم. فإذا لم يكن الاعتراف حقيقيًّا، فلن يفيد شيئًا.
ü لا داعي للخوف من خروج الاعتراف العلني عن دائرة السيطرة. يخبرنا أور عن وقت كانت فيه امرأة تعاني من حزن عميق على خطيتها، فصارت هستيرية. فرأى الخطر فورًا، فقال لها: ‘يا أخت، حوِّلي عينيك إلى يسوع.’ ففعلت هذا، فتمّ تجنُّب خطر الانفعال الجديد.
ü يتحمل الذين يسمعون الاعتراف بالخطية مسؤولية عظيمة. إذ ينبغي أن يقدموا استجابة ملائمة، وهي الصلاة التشفعية المُحِبة، لا حكمة بشرية، أو نقل الأخبار، أو ‘مشاركة’ الاحتياج مع الآخرين.
كان الاعتراف الحقيقي العميق بالخطية سمة من سمات كل يقظة روحية على مدى المئتين والخمسين سنة الماضية. لكن هذا ليس شيئًا جديدًا كما يبيّنه الانتعاش في أفسس في أعمال الرسل 19: 17-20، حيث نقرأ ’وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ.‘ كانت تلك طريقة المؤمنين في إصلاح علاقتهم بالله، وكان الاعتراف العلني جزءًا من هذا.
- “الاعتراف هو قيء النفس. ومن يمارسونه لا يحسون براحة الضمير فحسب، بل يختبرون أيضًا استعادة تعزيات الله لهم.” تراب (Trapp)
أمثال 28: 14
14طُوبَى لِلْإِنْسَانِ ٱلْمُتَّقِي دَائِمًا، أَمَّا ٱلْمُقَسِّي قَلْبَهُ فَيَسْقُطُ فِي ٱلشَّرِّ.
1. طُوبَى لِلْإِنْسَانِ ٱلْمُتَّقِي دَائِمًا: من المؤسف أن التقوى والطوباوية (السعادة) لا يرتبطان معًا عادة عند الناس. إذ يُعتقد غالبًا أن التقي كريه وغير لطيف. ومع ذلك، فإن المرء يمكن أن يكون سعيدًا بقدر ما يكون تقيًّا.
المتقي دائمًا: “في كل وقت، وفي كل صُحبة، وفي كل ظرف، لا في وقت الضيق العظيم فحسب، عندما يخاف حتى المنافقون أن يخطئوا بطريقة ما، لكن في أوقات السلام والازدهار الخارجي أيضًا.” بولي (Poole)
2. أَمَّا ٱلْمُقَسِّي قَلْبَهُ فَيَسْقُطُ فِي ٱلشَّرِّ: يوضع التقي والمقسّي قلبه هنا كضدّين. فلا يمكن أن يكون المقسّي قلبه تقيًّا. لكنه سيسقط في كارثة (الشرّ) في هذه الحياة أو الحياة الأخرى.
المقسّي قلبه: عندما يقسّي المرء قلبه، لا تعود نفسه قادرة على الإحساس والتجاوب واختيار اتجاه جديد. فالقلب المتقسّي مثبّت في عدم الإيمان والتحدي الصارم لله (خروج 7: 3؛ مزمور 95: 8). وهو لا يدرك الإنذار والتوبيخ، ولا يستطيع أن يُنقَل إلى مجال من السلوك.” والتكي (Waltke)
“عندما يكون الخوف غائبًا، تكون الشجاعة مجرد تقسٍّ في القلب وتهور وطيش. فليس شجاعًا ذلك الإنسان الذي يغلق نفسه عن الله، ويشدد نفسه في هذا، ويتقدم بيأس. إنه أحمق. ومن دون استثناء، سيهبط عاجلًا أم آجلًا على ظروف تحطمه. وسيجلب على الذين حوله معاناة وكوارث.” مورجان (Morgan)
أمثال 28: 15-16
15أَسَدٌ زَائِرٌ وَدُبٌّ ثَائِرٌ، ٱلْمُتَسَلِّطُ ٱلشِّرِّيرُ عَلَى شَعْبٍ فَقِيرٍ. 16رَئِيسٌ نَاقِصُ ٱلْفَهْمِ وَكَثِيرُ ٱلْمَظَالِمِ. مُبْغِضُ ٱلرَّشْوَةِ تَطُولُ أَيَّامُهُ.
1. أَسَدٌ زَائِرٌ وَدُبٌّ ثَائِرٌ: وصف سليمان بهذه الصور الحية تأثير الحاكم الشرير على شعب فقير. فالحاكم الشرير يعامل الأشخاص ذوي المكانة المتدنية (الفقراء) بشراسة لا يمكن التنبؤ بها أو السيطرة عليها. فهو خطر عليهم.
“انظر كيف يخيف الأسد الوحوش المسكينة بزئيره حتى لا تبقى فيها قوة للحركة، ثم يفترسها بأسنانه. وكما ينهش الدب فريسته من طرف إلى طرف، كذلك يتعامل الطغاة مع رعاياهم الفقراء.” تراب (Trapp)
“لأن الطغاة هكذا، تُستخدم صور حيوانية في دانيال 7: 1-8 للإشارة إلى سلسلة من حكام العالم القساة. وينهار الفقراء تحت مثل هؤلاء الطغاة لأنهم لا يستطيعون تلبية مطالبهم.” روس (Ross)
2. رَئِيسٌ نَاقِصُ ٱلْفَهْمِ وَكَثِيرُ ٱلْمَظَالِمِ: يقمع الحاكم الأحمق (ناقص الفهم) شعبه. وسيكون حُكمه تعيسًا وغير آمن بسبب الطريقة التي يقود بها شعبه.
إن طغيان الحاكم أو ظلمه – رغم أن بعضهم قد يَعُده حكمة – هو في واقع الأمر عمل واضح وعلامة على حمق كبير، لأن هذا ينفّر منه شعبه الذي يفترض أنه كرامته وأمانه وغناه.” بولي (Poole)
“ما من عاطفة شفقة تليّن قلبه، ولا مبدأ عدالة ينظم سلوكه. ولا تدفعه الشكوى إلاّ إلى مزيد من الاغتصاب. وتضرم المقاومة قلبه الميت في غضب وحشي. والشعب الذي وضعه الغضب الإلهي تحت حكمه السيئ عاجز وبائس حقًّا.” بريدجز (Bridges)، نقلًا عن باكستون (Paxton).
3. مُبْغِضُ ٱلرَّشْوَةِ (الحسد) تَطُولُ أَيَّامُهُ: إن كان الإنسان حكيمًا بما يكفي ليبغض الحسد، فإن من المرجح أنه حكيم في مسؤوليات أخرى كحاكم. ومن المرجح أن تطول أيامه كبركة من الله.
أمثال 28: 17
17اَلرَّجُلُ ٱلْمُثَقَّلُ بِدَمِ نَفْسٍ، يَهْرُبُ إِلَى ٱلْجُبِّ. لَا يُمْسِكَنَّهُ أَحَدٌ.
1. اَلرَّجُلُ ٱلْمُثَقَّلُ بِدَمِ نَفْسٍ، يَهْرُبُ إِلَى ٱلْجُبِّ: يمكننا أن نفترض أن هذا قد يحدث لأن عقل هذا الشخص مثقل بالشعور بالذنب الذي يضبب ويشوّش تفكيره. وهو ينتهي به إلى حفرة. أو قد يحدث هذا لأن لعنة الله هي على الرجل المثقل بسفك الدم.
“يقول هذا المثل إن المسيء (مثل عزريا المضروب – 2 أخبار 26: 20) يُسرع إلى عقابه حالما يستيقظ ضميره.” كيدنر (Kidner)
يَهْرُبُ إِلَى ٱلْجُبِّ: “سيُقضى عليه سريعًا لأن الانتقام الإلهي، وأهوال ضميره، والمنتقمين للدم تلاحقه.” بولي (Poole)
2. لَا يُمْسِكَنَّهُ (يساعدْه) أَحَدٌ: بما أن الرجل مذنب في سفك الدم، سيقع في عواقب أفعاله. فلا تدعوا أحدًا يساعده. فغالبًا ما يكون الأفضل أن نترك الناس يعانون من عواقب خطاياهم.
لَا يُمْسِكَنَّهُ (يساعدْه) أَحَدٌ: “قد يجلب قاتل البريء والهارب للاختباء الدمار على نفسه. لكن لا ينبغي لأحد أن يعطيه حماية. فالشريعة تطالب بحياته لأنه قاتل. ولا ينبغي لأحد أن يحرم العدالة من مطالبها.” كلارك (Clarke)
“تسمَّى الاحتجاجات على كل عقوبات الإعدام خطأً حُبًا للبشر والخير. فهل يتظاهر الإنسان بأنه أكثر رحمة من الله؟ فالشفقة هنا ليست في محلها. ولهذا، فإن القاتل، أي قاتل أخيه، هو قاتل نفسه. فدعوا شريعة الله تأخذ مجراها.” بريدجز (Bridges)
حرص تشارلز بريدجز (Charles Bridges) على إضافة ما يلي: “ومع ذلك، لا يجب أن ننبذ روحه. فزيارة المُدانين في السجون ممارسة خاصة للرحمة. وبينما ننحني لعدالة المشرّع العظيم الصارمة، فإنه أمر مفرح أن يُجلب للخاطئ تحت الشريعة الغفران المجاني بموجب رسالة الإنجيل، لا كإبطال لخطيته، بل كإظهار لكثرة نعمة الله فوق كثرة الخطية.”
أمثال 28: 18
18اَلسَّالِكُ بِٱلْكَمَالِ يَخْلُصُ، وَٱلْمُلْتَوِي فِي طَرِيقَيْنِ يَسْقُطُ فِي إِحْدَاهُمَا.
1. اَلسَّالِكُ بِٱلْكَمَالِ يَخْلُصُ: من المرجح أن هذا المثل لا يضع في اعتباره الخلاص الأبدي. لكن فكرة الخلاص أو الإنقاذ مرتبطة بالكوارث والضيقات هنا. ففي ظل العهد القديم على نحو خاص، كانت بركة الله وحمايته على الذين يسلكون بلا لوم.
2. وَٱلْمُلْتَوِي فِي طَرِيقَيْنِ يَسْقُطُ فِي إِحْدَاهُمَا: لا يسع الملتوي والمعوج في معاملاته أن يتوقع من الله بركة وحماية. بل ينبغي أن يتوقع السقوط ذات يوم.
أمثال 28: 19
19اَلْمُشْتَغِلُ بِأَرْضِهِ يَشْبَعُ خُبْزًا، وَتَابِعُ ٱلْبَطَّالِينَ يَشْبَعُ فَقْرًا.
1. اَلْمُشْتَغِلُ بِأَرْضِهِ يَشْبَعُ خُبْزًا: مكافأة العمل هو الحصاد. فمن يحرث أرضه سيتمتع بالحصاد الآتي، وبالتالي سيكون لديه طعام (خبز) وفير.
“إذا كان علينا أن لا نتكاسل في العمل، بل أن نكون حاريّن في الروح، في هذا العالم واهتماماته، فكم بالأحرى نحتاج إلى أن نكون هكذا في ما يخص الاهتمامات الأبدية!” بريجز (Bridges)
2. وَتَابِعُ ٱلْبَطَّالِينَ يَشْبَعُ فَقْرًا (الرعونة، الطيش): من يتجاهل عمله ليقضي وقتًا ممتعًا (تابع الرعونة) لن يتمتع بثمر الحصاد، على نقيض الإنسان المجتهد. وبدلًا من الحصول على خبز وفير، فإن الإنسان الأرعن سيحصل على فقر وفير! ونجد مثلًا لهذا في الابن الضال (لوقا 15: 13-17).
“نجد هنا تكرارًا ذا مغزى: فالشخص المجتهد سيشبع Yisba خبزًا، وسيشبع Yisba الأرعن فقرًا.” روس (Ross)
أمثال 28: 20
20اَلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ كَثِيرُ ٱلْبَرَكَاتِ، وَٱلْمُسْتَعْجِلُ إِلَى ٱلْغِنَى لَا يُبْرَأُ.
1. اَلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ كَثِيرُ ٱلْبَرَكَاتِ: هذا صحيح كمبدأ عام. فالأمانة والطاعة لشريعة الله تجلب البركات. وكان هذا صحيحًا بموجب العهد القديم، حيث وعد الله المطيعين بالبركات، والعصاة باللعنات (تثنية 27-28).
اَلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ كَثِيرُ ٱلْبَرَكَاتِ: “سيكافأ من يجعل الإخلاص المبدأ الأساسي. أما الذي يجعل تكديس الغنى شغفه الأساسي فسيعاقَب.” مورجان (Morgan)
2. وَٱلْمُسْتَعْجِلُ إِلَى ٱلْغِنَى لَا يُبْرَأُ: ٱلْمُسْتَعْجِلُ إِلَى ٱلْغِنَى مستعد دائمًا تقريبًا إلى الغش أو المساومة للحصول على الغنى. ويَعِد الله بأن يعاقب مثل هذا الشخص، إما في هذه الحياة أو الأخرى.
وَٱلْمُسْتَعْجِلُ إِلَى ٱلْغِنَى لَا يُبْرَأُ: “مع عدم إدانة سفر الأمثال للممتلكات في حد ذاتها، إلا أنه يرفض الجشع. وهو يقابل بين الحكمة المالية والاجتهاد والكرم من جهة، والرغبة في المال السريع السهل، من جهة أخرى.” جاريت (Garrett)
“حتى لو لم يلجأ إلى الوسائل الإجرامية، إلا أن رغبته المفرطة، ومثابرته في كل مسار من مسارات مامون (رب المال) كلها تثبت أن قلبه وثني، ولن يمر من دون عقاب.” بريدجز (Bridges)
أمثال 28: 21
21مُحَابَاةُ ٱلْوُجُوهِ لَيْسَتْ صَالِحَةً، فَيُذْنِبُ ٱلْإِنْسَانُ لِأَجْلِ كِسْرَةِ خُبْزٍ.
1. مُحَابَاةُ ٱلْوُجُوهِ لَيْسَتْ صَالِحَةً: لا ينبغي أن نمارس التحيز (محاباة الوجوه) في المحاكم وفي المعاملات اليومية مع الناس. ولا ينبغي أن نكون بين الذين يفضّلون أو يدينون آخرين بناءً على عِرقهم، أو طبقتهم، أو جنسيتهم، أو تأثيرهم.
2. فَيُذْنِبُ ٱلْإِنْسَانُ لِأَجْلِ كِسْرَةِ خُبْزٍ: لأنه يمكن شراء العدالة ورأي الآخرين بسهولة، ينبغي أن نصمم على أننا لن نتلقى رشوة لكي نتحيّز. وينبغي أن نعي أن آخرين يمكن أن يُشتروا بسهولة.
لأجل كسرة خبز: سيتعدّى من أجل شيء تافه، وسيبيع نفسه رخيصةً لأجل قرش أو أقل.” تراب (Trapp)
“يمكن أن ينخفض السعر عن هذا، إلى القدر الذي توافق عليه الشخصية الأقوى. والواعظ (حزقيال 13: 19) ضعيف مثل القاضي.” كيدنر (Kidner)
أمثال 28: 22
22ذُو ٱلْعَيْنِ ٱلشِّرِّيرَةِ يَعْجَلُ إِلَى ٱلْغِنَى، وَلَا يَعْلَمُ أَنَّ ٱلْفَقْرَ يَأْتِيهِ.
1. ذُو ٱلْعَيْنِ ٱلشِّرِّيرَةِ يَعْجَلُ إِلَى ٱلْغِنَى: يسعى البخيل إلى الغنى بنفس الطاقة التي يبذلها في التشبّث الأناني بما لديه.
2. وَلَا يَعْلَمُ أَنَّ ٱلْفَقْرَ يَأْتِيهِ: لأن بركة الله لا تحل على البخيل، سيأتيه الفقر. وهذا أمر لا يخطر بباله ولا يتوقعه.
سيضمن الرب أن الأشخاص ذوي الضمائر الحية والرحومين هم فقط الذين سيمتلكون الغنى في ملكوته.” والتكي (Waltke)
أمثال 28: 23
23مَنْ يُوَبِّخُ إِنْسَانًا يَجِدُ أَخِيرًا نِعْمَةً أَكْثَرَ مِنَ ٱلْمُطْرِي بِٱللِّسَانِ.
1. مَنْ يُوَبِّخُ إِنْسَانًا يَجِدُ أَخِيرًا (فيما بعد) نِعْمَةً: ربما يكون ضروريًّا توبيخ إنسان، لكن هذا يدعو إلى عدم رضاه حاليًّا. غير أنه ينبغي فعل ذلك في ثقة بأنه عندما يتم بشكل حسن، سيجد الموبِّخ نعمة فيما بعد.
2. أَكْثَرَ مِنَ ٱلْمُطْرِي بِٱللِّسَانِ: ربما لا يلقى الموبِّخ ترحيبًا مثل ما يتلقّاه المتملق (ٱلْمُطْرِي بِٱللِّسَانِ)، لكن الخدمة المضحية للموبِّخ ستجلب له نعمة أكثر من ذاك الذي يتملق دائمًا.
أمثال 28: 24
24ٱلسَّالِبُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ وَهُوَ يَقُولُ: «لَا بَأْسَ» فَهُوَ رَفِيقٌ لِرَجُلٍ مُخْرِبٍ.
1. ٱلسَّالِبُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ: هنالك أشخاص لا ضمير لهم في ما يتعلق بالسرقة من والديهم. ومن منطلق الإحساس بالاستحقاق، فإنهم يسلبون ويقولون: ‘ليس هذا تعدّيًا’ (لا بأس).
ٱلسَّالِبُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ: “كما فعل ميخا الوثني الذي سلب أمه ذهبها (قضاة 12: 7)، وكما سبت راحيل أباها تماثيل آلهته، وكما سلب أبشالوم داود عرشه.” تراب (Trapp)
“إن من يسلب أبويه أسوأ من سارق عادي. إذ يضيف هذا إلى السرقة عدم الأمانة، والاغتصاب، والجحود، والقسوة، والعصيان.” كلارك (Clarke)
“قد يبرر فعلته قائلًا: ’في نهاية المطاف سيكون كل شيء لي على أية حال‘ (19: 24)، أو ’لم يعودا قادرين على إدارة شؤونهما المالية،‘ أو ’نحن كعائلة نشترك في امتلاك كل شيء، إلخ.‘” والتكي (Waltke)
2. فَهُوَ رَفِيقٌ لِرَجُلٍ مُخْرِبٍ: بِغَضّ النظر عن إحساس اللص بالاستحقاق، فإنه إلى جانب المخرب ينشر الخراب والدمار.
“اللغة قوية. إذ يمكن أن تترجم كلمة ‘سالب’ إلى ‘ناهب.’ والمخرب شخص يسبب الخراب والدمار في المجتمع.” جاريت (Garrett)
أمثال 28: 25
25اَلْمُنْتَفِخُ ٱلنَّفْسُ يُهَيِّجُ ٱلْخِصَامَ، وَٱلْمُتَّكِلُ عَلَى ٱلرَّبِّ يُسَمَّنُ.
1. اَلْمُنْتَفِخُ ٱلنَّفْسُ (متكبّر القلب) يُهَيِّجُ ٱلْخِصَامَ: يسبب متكبر القلب (اَلْمُنْتَفِخُ ٱلنَّفْسُ) في الخصام باستمرار، لأنه يريد الاهتمام والبروز. ولا يرتاح معظم الناس إلى هذا، ولهذا ينشأ خصام.
يُهَيِّجُ ٱلْخِصَامَ: “لأنه يجعل شغله الشاغل أن يتقدم ويرضي نفسه. وهو يبغض ويقاوم كل من يقف في طريقه. وهو يحتقر الآخرين. وهو غيور على كرامته، ونافد الصبر على أقل استخفاف به، أو إهانة، أو أذى. وهو منغمس في رغباته القوية.” بولي (Poole)
“تُدخل شهوة الرجل الجشع التي لا تشبع إياه في صراع مع الآخرين، لأنه يتعدّى على الحدود الاجتماعية. ولأنه غير قانع بنصيبه، يصبح مدمّرًا وهدّامًا. وهو يرد على كل من ينتهك شخصه أو ممتلكاته بقسوة.” والتكي (Waltke)
2. وَٱلْمُتَّكِلُ عَلَى ٱلرَّبِّ يُسَمَّنُ: المتكل على الرب نقيض للقلب المتكبر هنا. ويفترض أن يتوقع المرء أن يزدهر (يسمّن) المتكل على الرب، لأنه يتواضع أمام الله في اتكاله عليه، ويتخلى عن كل كبرياء.
“وبالمقابلة، يمكن للذين يتكلون على الرب أن يتوقعوا أن تُشبع رغباتهم، وأن لا يتسببوا في أي خلاف، لكنهم سيُشبعون.” جاريت (Garrett)
أمثال 28: 26
26اَلْمُتَّكِلُ عَلَى قَلْبِهِ هُوَ جَاهِلٌ، وَٱلسَّالِكُ بِحِكْمَةٍ هُوَ يَنْجُو.
1. اَلْمُتَّكِلُ عَلَى قَلْبِهِ هُوَ جَاهِلٌ: هنالك دافع مُلِحٌّ قوي – يعززه العالم والجسد وإبليس – إلى أن نثق بقلبنا وأن ‘نتبع قلبنا’ بدلًا من اتِّباع قيمنا وأخلاقنا وحكمتنا المستمدة من كلمة الله. وتؤدي الثقة بالقلب إلى يصبح المرء أحمق. وللحصول على أجوبة وقيم وإرشاد، لا يجب أن ننظر إلى داخلنا، بل إلى الرب.
اَلْمُتَّكِلُ عَلَى قَلْبِهِ: يجعلنا الثقة بمحتال خدعنا مئة مرة، أو بخائن أثبت أنه ضد أهم مصالحنا، مستحقين لصفة أحمق. وبكلام واضح جدًّا، فإن هذه الصفة تُمنح للشخص الذي يتكل على نفسه. بريدجز (Bridges)
جَاهِلٌ (أحمق): لأن قلبه المخادع والشرير سيخدعه دائمًا.” كلارك (Clarke)
2. وَٱلسَّالِكُ بِحِكْمَةٍ هُوَ يَنْجُو: بالمقابلة مع الثقة بالقلب، ينبغي أن نهتم بأن نسلك بحكمة. فبدلًا من التصرف على أساس كيفية مشاعرنا، ينبغي أن نوجّه أنفسنا إلى الحياة الحكيمة في ما نفعله.
وَٱلسَّالِكُ بِحِكْمَةٍ: عندما لا يثق المرء بحُكمه الخاص، ويسعى إلى نصيحة الآخرين، وبشكل خاص الله، كما يفعل كل الحكماء حقًّا، سينجو من تلك المخاطر وأشكل الأذى التي يجلبها الحمقى على أنفسهم. وبهذا يُظهر نفسه حكيمًا.” بولي (Poole)
“يذكّرنا هذا التعليم بمثل البنّاءين الحكيم والجاهل في متى 7: 24-27.” جاريت (Garrett)
أمثال 28: 27
27منْ يُعْطِي ٱلْفَقِيرَ لَا يَحْتَاجُ، وَلِمَنْ يَحْجِبُ عَنْهُ عَيْنَيْهِ لَعَنَاتٌ كَثِيرَةٌ.
1. منْ يُعْطِي ٱلْفَقِيرَ لَا يَحْتَاجُ: يَعِد الله بأن يبارك القلب الكريم. ومن الطرق التي يمكن بها أن نعبّر عن كرمنا أن نعطي الفقراء والمحتاجين.
لا يحتاج: “الطريق إلى الغنى هو العطاء، لا الأخذ. ويبارك الله مخزون المرء الوفير ومستودعاته، وصوامع حبوبه، وسلّته [تثنية 15: 10]، ’رغدٌ وغنى في بيته، وبرّه قائم إلى الأبد‘ [مزمور 112: 3].” تراب (Trapp)
2. وَلِمَنْ يَحْجِبُ عَنْهُ عَيْنَيْهِ لَعَنَاتٌ كَثِيرَةٌ: لن يبارك الله من يتجاهل ضيقات الفقراء والمحتاجين.
مَنْ يَحْجِبُ عَنْهُ عَيْنَيْهِ: “يصف نظرة شائعة، رغم أنها يُفترض عمومًا أنها ليست خطأ. ويعني حجب العينين رفض رؤية فقر الآخرين. وإنها لخطية أن يقول أحدهم إنه حسّاس جدًّا بحيث لا يستطيع أن يزور الأحياء الفقيرة جدًّا.” مورجان (Morgan)
لعنات كثيرة: “سيلعنه الناس. وسيطلقون عليه تسمية فُقاع، وبخيل، وخنزير في معلف، شخص بلا أية منزلة، إلخ. وسيلعنه الله أيضًا، وسيبعد القلوب عنه.” تراب (Trapp)
أمثال 28: 28
28عِنْدَ قِيَامِ ٱلْأَشْرَارِ تَخْتَبِئُ ٱلنَّاسُ، وَبِهَلَاكِهِمْ يَكْثُرُ ٱلصِّدِّيقُونَ.
1. عِنْدَ قِيَامِ ٱلْأَشْرَارِ تَخْتَبِئُ ٱلنَّاسُ: عندما يصل الأشرار إلى مناصب بارزة في الحكم، يكون هذا سيئًا للمجتمع. إذ تتضاءل الحرية والبركة على المجتمع. واستجابة لهذا، يختبئ الناس.
2. وَبِهَلَاكِهِمْ يَكْثُرُ ٱلصِّدِّيقُونَ: عندما يزول الأشرار مع تأثيره ونفوذهم، تكون هذه نعمة على مجتمع أو أمة.
يكثر الصدّيقون: “يعود الأبرار إلى الظهور علنًا، ويتقدمون إلى تلك القوة التي فقدها الأشرار. وهم يستخدمون سلطتهم في التشجيع على البر وتعزيزه، ومعاقبة الأشرار، ويتضاعف الأبرار.” بولي (Poole)
“عندما يكثر الأبرار عددًا وقوة، يخرج الناس من مخبئهم. كان هذا هو الحال في عهد حزقيا الذي جمع رجاله هذه الأمثال (أمثال 25: 1؛ 1 أخبار 29: 30، وبشكل خاص 30: 13-27؛ راجع أستير 17: 8؛ أعمال الرسل 12: 23، 24.” والتكي (Waltke)
“في العصور الأولى للكنيسة، بعد موت هيرودس المضطهِد، نمت كلمة الله وتضاعفت.” بريدجز (Bridges)