أمثال 20
الحكمة، والأوزان، والإثم
أمثال 20: 1
1اَلْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. ٱلْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ، وَمَنْ يَتَرَنَّحُ بِهِمَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ.
- اَلْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. ٱلْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ (ميّال إلى الشجار والصخب): هذا صحيح بمعنيين على الأقل. أولًا، تستهزئ الخمر وتتشاجر مع كل الذين يسيئون تعاطيها بأي شكل من الأشكال. ثانيًا، تؤدي الخمر إلى أن يصبح المرء مستهزئًا وعجّاجًا (ميّالًا إلى الشجار الصاخب). وقد هيمن استهزاء الخمر ومشاجراتها على حياة كثيرين ودمّرتها.
“إنها تستهزئ بالسكير، وتجعل منه شخصًا أحمق، واعدة إياه باللذة، لكنها تعطيه لسعة الأفعى، وعضّة الأصَلة (حية خرافية)، أمثال 23: 32.” تراب (Trapp)
مستهزئة: “إنها تخدع برائحتها، وتُسكر بقوّتها، وتجعل المخمور باعثًا على السخرية.” كلارك (Clarke)
عرّف تراب (Trapp) المُسكر (بالإنجليزية ‘الشراب القوي’) هكذا: “كل أنواع الشراب التي من شأنها أن تُبعد فهم الإنسان وتجعله مخمورًا، مثل الجِعة (البيرة)، وعصير التفّاح،، وعصير الإجاص، والميثجلين.”
- وَمَنْ يَتَرَنَّحُ (يضل) بِهِمَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ: تظهر الحكمة من خلال القدرة على عدم الانقياد إلى الضلال بالخمر. ويعني هذا لكثيرين الامتناع الكامل عن تناول الخمر (ولاسيما الرعاة وقادة الكنيسة). وبالنسبة لآخرين، يعني هذا الاعتدال الواضح الحاسم في استخدام الخمر.
يترنح (يضل): “التعويذة قوية جدًّا حتى إن العبد المهزوم منها يوافق على أن يُستهزأ به مرارًا وتكرارًا.” بريدجز (Bridges)
ليس بحكيم: “عندما تدخل الخمر، يخرج العقل. يمارسون شرب ‘الخروج’ حيث يقولون، ‘لنخرج لنشرب،’ فيخرج العقل كله من الرأس، والمال من المحفظة.” تراب (Trapp)
“وعلاوة على ذلك، وبالنظر إلى السهولة التي يعتاد المرء هذه العادة، فإن من الحكمة تجنُّب الخمر كلّيًّا. لم يكن استعمال الخمر في العهد القديم محظورًا. بل كان يُستخدم دائمًا في الأعياد والاحتفالات. لكن كان السُّكر يُعَد خارج نطاق الحدود لأي عضو في مجتمع العهد (انظر أمثال 23: 20-21، 29-35؛ 31: 4-7).” روس (Ross)
“هذان الجانبان من الخمر، استعمالها وسوء استعمالها، فوائدها ولعنتها، قبولها في نظر الله ومَقْتُها متشابكان في نسيج العهد القديم، حتى إنها تفرح قلب الإنسان (مزمور 104: 15)، أو تجعل العقل يُخطئ (أمثال 28: 7)، أو يمكن ربطها بالمرح (جامعة 10: 19)، أو الغضب (إشعياء 5: 11)، ويمكن استخدامها لكشف عورة نوح (تكوين 9: 21)، أو في يدي ملكي صادق لتكريم إبراهيم (تكوين 14: 18).” والتكي (Waltke)، نقلًا عن فتزموند (Fitzsimmonds)
أمثال 20: 2
2رُعْبُ ٱلْمَلِكِ كَزَمْجَرَةِ ٱلْأَسَدِ. ٱلَّذِي يُغِيظُهُ يُخْطِئُ إِلَى نَفْسِهِ.
- رُعْبُ ٱلْمَلِكِ كَزَمْجَرَةِ ٱلْأَسَدِ: يستخدم هذا المثل صورة مأخوذة من مثل سابق (أمثال 19: 12)، مذكرًا إيانا بأن الذين هم في السلطة والقوة يمتلكون إمكانية عظيمة ومخيفة على ممارسة الغضب.
- ٱلَّذِي يُغِيظُهُ يُخْطِئُ إِلَى نَفْسِهِ: بما أن للملك من نواحٍ كثيرة سلطة الحياة والموت على رعاياه، فإن إثارة غضب الملك هو بمنزلة تعريض حياة المرء للخطر. ويفترض أن معرفتنا بهذا المبدأ تجعلنا أكثر توقيرًا لملك الملوك، وسعداء لأنه غني في الرحمة وبطيء في الغضب (مزمور 103: 8؛ 145: 8).
أمثال 20: 3
3مَجْدُ ٱلرَّجُلِ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ ٱلْخِصَامِ، وَكُلُّ أَحْمَقَ يُنَازِعُ.
- مَجْدُ ٱلرَّجُلِ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ ٱلْخِصَامِ (أن يوقف الخصام): يشعر رجال كثيرون بأن كرامتهم تدفعهم إلى النزاع والخصام مع آخرين. ويذكّرنا هذا المثل بأنه أكثر شرفً وكرامة للمرء أن يتوقف عن الخصام أو يوقفه.
“خفِّف منه بدلًا من أن تثيره. وكن الأول في تعزيز السلام والسعي إلى المصالحة، كما فعل إبراهيم في خلافه مع لوط.” تراب (Trapp)
- وَكُلُّ أَحْمَقَ يُنَازِعُ: في ظروف كثيرة، يتطلب الأمر رجل كرامة وشرف لتوقيف الخصام والشجار. لكن أي أحمق يمكن أن يبدأ مشاجرة ويستمر فيها.
“يهتم الحكماء بإحلال السلام أكثر من كونهم على حق. لكن الأحمق لا يستطيع أن يكبح جماح نفسه، حيث ينفجر في أول فرصة ويكشر عن أسنانه.” والتكي (Waltke)
أمثال 20: 4
4الْكَسْلَانُ لَا يَحْرُثُ بِسَبَبِ ٱلشِّتَاءِ، فَيَسْتَعْطِي فِي ٱلْحَصَادِ وَلَا يُعْطَى.
- الْكَسْلَانُ لَا يَحْرُثُ بِسَبَبِ ٱلشِّتَاءِ: يجد الكسلان دائمًا مبررًا لعدم القيام بعمله. فدائمًا ما يكون الوقت مبكرًا جدًّا أو متأخرًا جدًّا للشروع في عمله. إنه فصل الشتاء دائمًا، والأرض أصلب من أن تُحرث. فأي عذر مُجْدٍ عندما لا ينوي العمل.
“الشتاء في فلسطين موسم الأمطار من منتصف تشرين الأول إلى نيسان. وبما أنه لا يمكن القيام بأي بذر من دون حرث، كان الفلاّح ينتظر أولى أمطار الربيع لتنعيم الأرض. غير أن الكسلان يفتقر إلى الجدية للحرث من فصل الشتاء فصاعدًا، وهو الوقت الوحيد المهم.” والتكي (Waltke)
“كان الوقت المناسب للزراعة هو الموسم الماطر (انظر تكوين 8: 22). كان باردًا وماطرًا وغير سار. وربما كان مثل هذه الإزعاجات عُذْره.” روس (Ross)
“لنفترض أن الطقس لم يكن ماطرًا، هل تعرفون ماذا كان يمكن أن يقول؟ ‘يا إلهي! إنه حار! لا أستطيع أن أحرث. العرق يتصبب من جبيني. وأنتَ لا تريدني أن أحرث في مثل هذا الطقس الحار.’ ولنفترض أن الطقس ليس حارًا ولا باردًا. عندئذٍ، سيقول: ‘أعتقد أنها أمطرت.’ وإذا لم تمطر، فسيقول: ‘الأرض جافة أكثر مما ينبغي.’ وهذا عذر سيئ، لكنه أفضل من عدم وجود عذر على الإطلاق. وسيظل يختلق أعذارًا حتى النهاية. وهو يفضل أن يذهب ويعمل أي شيء آخر غير هذا الشيء الذي لا يحبه، وهو الحرث.” سبيرجن (Spurgeon)
- فَيَسْتَعْطِي فِي ٱلْحَصَادِ وَلَا يُعْطَى: سيعمل الكسول، لكن حسب طريقته، وهي الاستعطاء. فبعد أن يجد أنه لا يوجد ثمر من عمل يديه، فسيستعطي حتى أثناء وقت الحصاد. وغالبًا ما لا يكون هذا الاستعطاء مجديًا (ولا يُعطى).
أمثال 20: 5
5اَلْمَشُورَةُ فِي قَلْبِ ٱلرَّجُلِ مِيَاهٌ عَمِيقَةٌ، وَذُو ٱلْفِطْنَةِ يَسْتَقِيهَا.
- اَلْمَشُورَةُ فِي قَلْبِ ٱلرَّجُلِ مِيَاهٌ عَمِيقَةٌ: أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ يُنَادُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِصَلَاحِهِ: قد تكمن الحكمة في أعماق الإنسان من دون أن تظهر فورًا. فقد تكون خزّانًا خفيًّا جاهزًا للاستخدام في موسم الحاجة.
“الاستعارة هي لبئر مياهها عميقة تحت سطح الأرض بحيث يحتاج المرء إلى دلو بحبْل لسحبها إلى السطح. وبنفس الطريقة، فإن دوافع الإنسان الحقيقية ‘عميقة’ يصعب استخلاصها، ويتوجب على المرء أن يكون حذرًا من تظاهر الآخرين وادعاءاتهم.” جاريت (Garrett)
- وَذُو ٱلْفِطْنَةِ يَسْتَقِيهَا: لا تعرف الحكمة كيفية الوصول إليها وامتلاكها فحسب، بل كيفية استخدامها أيضًا. فالرجل الحكيم – ذو الفهم – يعرف كيف يستقي الحكمة من أجل الاستخدام العملي والفوري.
يستقيها: “سيستقيها ويستخلصها بالأسئلة، والأحاديث الحكيمة، والمراقبة اليقظة لكلامه وتصرفاته.” بولي (Poole)
“يستطيع الحكماء أن يميزوا دوافع القلب.” روس (Ross)
أمثال 20: 6
6أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ يُنَادُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِصَلَاحِهِ، أَمَّا ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ فَمَنْ يَجِدُهُ؟
- أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ يُنَادُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِصَلَاحِهِ: صحيح أن أكثر الناس يشعرون بأنهم صالحون في نظرهم. وهم يسعدون بإعلان صلاحهم راغبين من الآخرين أن يعرفوا كل شيء عن صلاحهم المفترض.
- أَمَّا ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ فَمَنْ يَجِدُهُ؟: تختلف الأمانة الحقيقية في شخص عن الصلاح المعلَن ذاتيًّا. فالرجل الأمين لا يريد أن يعلن صلاحه ولا يحتاج إلى فعل ذلك. فرضا الأمانة الهادئ تجاه الله والآخرين كافٍ.
“قلة الأتقياء يجعلهم ثمينين.” تراب (Trapp)
“انظر إلى نفسك في مرآة كلمة الله. فهل يجد قريبك أو صديقك أنك صديق أمين؟ هل تقول أشياء تعرف أنها ستكون مقبولة بدلًا من أشياء صحيحة؟ لا تقلل أبدًا من أهمية النزاهة الأخلاقية.” بريدجز (Bridges)
أمثال 20: 7
7اَلصِّدِّيقُ يَسْلُكُ بِكَمَالِهِ. طُوبَى لِبَنِيهِ بَعْدَهُ.
- اَلصِّدِّيقُ يَسْلُكُ بِكَمَالِهِ: بالنسبة للإنسان الصالح (الصدّيق)، فإنه يعيش حياة الاستقامة والنزاهة فعلًا. فهو يسلك في نزاهته (في كماله).
- طُوبَى لِبَنِيهِ بَعْدَهُ: إن أعظم هبة يمكن أن يقدمها أب لأبنائه أن يكون إنسانًا صدّيقًا بارًّا يسلك بنزاهة. ومن شأن هذا أن يخلق جوًّا يبارك الابن أو الابنة.
“يرد هذا على التجربة بأن على الأب (أو الأم) أن ’يستمر‘ في الزواج بأي ثمن من أجل الأبناء.” كيدنر (Kidner)
أمثال 20: 8
8اَلْمَلِكُ ٱلْجَالِسُ عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْقَضَاءِ يُذَرِّي بِعَيْنِهِ كُلَّ شَرٍّ.
- اَلْمَلِكُ ٱلْجَالِسُ عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْقَضَاءِ: في العالم القديم، لم يكن الملك يحكم فحسب، بل كان أيضًا أعلى محكمة وقاضٍ في مملكته. فكان الملك الأمين يقوم بمسؤولياته ويجلس على عرش الدينونة.
“كان هذا يجعله حريصًا جدًّا على تنفيذ الحكم والعدالة بين شعبه، وبشكل خاص إن كان يفعله شخصيًّا، كما كان معتادًا في الأزمنة القديمة، ليرى الأمور بعينيه.” بولي (Poole)
“كان وجود البر في القمة (الملك) ضروريًّا لدعم النظام القضائي بأكمله.” والتكي (Waltke)
- يُذَرِّي (يبدد) بِعَيْنِهِ كُلَّ شَرٍّ: كان حضور الملك وحده في الحكم على مملكته كافيًا لتبديد كل شر. فعندما يعرف شعب أن الشر سيعاقَب من قائد تقي عادل، كان من شأن هذا أن يبدد الشر.
من المؤكد أن هذا المبدأ قائم، وهو يفيد أن الحكومة العادلة تستأصل شرور المجتمع.” روس (Ross)
“تغربل عين الحاكم المتمرسة التبن من الحنطة. ويفعل روح الرب هذا بشكل أكثر يقينية (إشعياء 11: 3؛ 1 كورنثوس 2: 15).” كيدنر (Kidner)
أمثال 20: 9
9مَنْ يَقُولُ: “إِنِّي زَكَّيْتُ قَلْبِي، تَطَهَّرْتُ مِنْ خَطِيَّتِي”؟
- مَنْ يَقُولُ: من طبيعة الإنسان أن يبالغ في تقدير ذاته ويتباهى بها. يستطيع كثيرون أن يقولوا ما يقوله المثل هنا، لكن ليس بتواضع ونزاهة حقيقيين.
“لا يوجد إنسان على الأرض يستطيع أن يقول هذا بصدق وإخلاص (قارن 1 ملوك 8: 46؛ أيوب 14: 4؛ 15: 14؛ جامعة 7: 20؛ 1 يوحنا 1: 8) أنا طاهر من خطيتي، وأنا خالٍ تمامًا من كل ذنب، ومن كل قذارة الخطية في قلبي وحياتي.” بولي (Poole)
“هذا هو التحدي الأبدي الذي ليس له إلا جواب واحد. وعندما يدرك إنسان هذا، فإنه يبدأ بالاستفسار عن مخلّص.” مورجان (Morgan)
- إِنِّي زَكَّيْتُ قَلْبِي، تَطَهَّرْتُ مِنْ خَطِيَّتِي؟: إن كان هذا مقصودًا بمعنى مطلق، فإنه تباهي كل شخص أحمق أو ادعاؤه. لكن توجد في الكتاب المقدس تصريحات من أشخاص أتقياء عن نقاوة قلوبهم. وهذا صحيح بمعنى نسبي فقط، عند المقارنة بينهم وبين أعدائهم، على سبيل المثال.
“لا يستطيع إلا الأشخاص الباطلون أن يتباهوا بقلوبهم الطاهرة. لكن هذا التباهي يدل على عماهم، لا على صلاحهم. فالإنسان فاسد لدرجة أنه لا يفهم فساده.” بريدجز (Bridges)
“ولا واحد. لكن آلافًا تستطيع أن تشهد أن دم يسوع المسيح قد طهّر قلوبها من كل إثم. فمن يتبرر مجانًا بالفداء الذي في يسوع المسيح طاهر من كل خطية.” كلارك (Clarke)
أمثال 20: 10
10مِعْيَارٌ فَمِعْيَارٌ، مِكْيَالٌ فَمِكْيَالٌ، كِلَاهُمَا مَكْرَهَةٌ عِنْدَ ٱلرَّبِّ.
- مِعْيَارٌ فَمِعْيَارٌ، مِكْيَالٌ فَمِكْيَالٌ: يريد الله أن تتم معاملاتنا وأعمالنا التجارية بإنصاف وعدل. ويعني استخدام معايير (أوزان) ومكاييل فاسدة أنك تغش كلاًّ من البائع والمشتري. ويريد الله أن تكون مكاييلنا صحيحة وثابتة.
- كِلَاهُمَا مَكْرَهَةٌ عِنْدَ ٱلرَّبِّ: لدى الله استياء شديد تجاه الممارسات التجارية التي تنطوي على غش حتى إنه وصفها بأنها مكرهة. فلدى الله أوزان (معايير) ومكاييل منصفة، وهو يتوقع من البشر المخلوقين على صورته أن يكون لديهم مثل هذه المعايير.
استخدم التجار أوزانًا ومكاييل صغيرة للبيع ومكاييل كبيرة للشراء. وإنه لأمر ذو دلالة أن الأمثال التي تشجب الأوزان والمكاييل بشكل صريح تربط اسم الرب بهذه الصيغة، ‘مكرهة’ (أمثال 11: 1؛ 20: 10، 23؛ انظر أيضًا 15: 25؛ 16: 11).” والتكي (Waltke)
أمثال 20: 11
11اَلْوَلَدُ أَيْضًا يُعْرَفُ بِأَفْعَالِهِ، هَلْ عَمَلُهُ نَقِيٌّ وَمُسْتَقِيمٌ؟
- اَلْوَلَدُ أَيْضًا يُعْرَفُ بِأَفْعَالِهِ: يسهل علينا، بشكل خاص في مجال الدين والإيمان، أن نفكر في أنفسنا من منظور ما نؤمن به، بدلًا من منظور ما نفعله أيضًا. ونحن أكثر مما نفعله. لكن حتى الطفل يُعرف بأعماله. فلا يمكننا أن ننكر أن الآخرين يروننا ويفهموننا ويتهموننا بمقياس أفعالنا.
ربما نتعلم بسهولة ما سيكون الطفل عليه عندما يصبح رجلًا. فأعماله في طفولته تعطينا إشارات حول المهن التي سيتبنّاها أو دعوته في المستقبل، والتي تتكيف بالطبيعة. وبشكل عام، لا نستطيع أن نتبع مرشدًا أكيدًا في إعداد أبنائنا لحياة المستقبل أكثر من مراقبة نزعاتهم المبكرة. ونحن نرى مهندس المستقبل في براعته اليدوية في تجميع الصور في عمر السنتين.” كلارك (Clarke)
- هَلْ عَمَلُهُ نَقِيٌّ وَمُسْتَقِيمٌ؟: ينظر العالم الخارجي، ومجتمعنا، والله في السماء إلى أعمالنا لمعرفة ما إذا كانت طاهرة وصحيحة.
“من المؤكد أنه لا يوجد طفل يدّعي أنه مؤدب يجد أن كلامه يؤخذ في ظاهره. فالناس سيقيّمون الطفل من خلال كيفية تصرّفه. والتضمين هنا هو أن الكلمات يمكن أن تكون خادعة، والسلوك معيار أفضل للحكم.” جاريت (Garrett)
أمثال 20: 12
12اَلْأُذُنُ ٱلسَّامِعَةُ وَٱلْعَيْنُ ٱلْبَاصِرَةُ، ٱلرَّبُّ صَنَعَهُمَا كِلْتَيْهِمَا.
- اَلْأُذُنُ ٱلسَّامِعَةُ وَٱلْعَيْنُ ٱلْبَاصِرَةُ: أعطى الله البشر قدرة رائعة على رؤية العالم من حولهم وفهمه. ويفترض أن تكون قدرتنا على السمع والرؤية بمنزلة بوابات للحكمة.
الاستماع والملاحظة صفتان مهمتان للتلميذ الجيد، ويدعو الحكيم هذا التلميذ إلى استخدامهما في قراءة تعليمه وسماعه.” والتكي (Waltke)
- ٱلرَّبُّ صَنَعَهُمَا كِلْتَيْهِمَا: بما أن سمْعنا ونظَرنا هبتان من الله، ينبغي أن نقرر استخدامهما من أجل إكرامه ومجده. ويذكّرنا هذا أيضًا بأننا نستطيع أن نسمع ونرى لأننا مخلوقون على شبه الله. فلله أذن تسمع وعين ترى.
بما أن الله صنع العينين والأذنين، فإنه قاضٍ مُنَزَّه عن الخطأ. فلا يستطيع أحد أن يخدعه بالمظاهر.” جاريت (Garrett)
أمثال 20: 13
13لَا تُحِبَّ ٱلنَّوْمَ لِئَلَّا تَفْتَقِرَ. ٱفْتَحْ عَيْنَيْكَ تَشْبَعْ خُبْزًا.
- لَا تُحِبَّ ٱلنَّوْمَ لِئَلَّا تَفْتَقِرَ: حب النوم والكسل مرتبط بجلب المرء الفقر على نفسه.
“النوم المفرط، أو الكسل، أو التبطُّل. خذ النوم لأن الضرورة تقتضي هذا، لا بسبب أية محبة له.” بولي (Poole)
“ليست الفكرة هنا عدد الساعات التي ينام فيها المرء كل يوم. فمحبة النوم تشير إلى الكسل، لكن يمكن أن يكون المرء كسولًا رغم قلّة نومه.” جاريت (Garrett)
- ٱفْتَحْ عَيْنَيْكَ تَشْبَعْ خُبْزًا: يحتاج الأمر إلى بعض المبادرة وبذل الطاقة لفتح العينين، والنهوض من السرير، ومباشرة العمل. لكن هذا يستحق العناء. إذ ستتجنب الفقر وستشبع خبزًا. وفي نظام الله الاقتصادي، فإن العمل الجاد يكافأ.
أمثال 20: 14
14«”رَدِيءٌ، رَدِيءٌ!” يَقُولُ ٱلْمُشْتَرِي، وَإِذَا ذَهَبَ فَحِينَئِذٍ يَفْتَخِرُ
- «رَدِيءٌ، رَدِيءٌ!» يَقُولُ ٱلْمُشْتَرِي: هذا هو ما يقوله المشتري في لعبة المنافسة والمفاصلة. إذ يحاول المشتري دائمًا أن يبخس قيمة ما يريد أن يشتريه، آملًا الحصول على سعر أفضل من البائع.
“ربما يعكس هذا ببساطة الإجراء العادي في عالم كانت المساومة على الأسعار شائعة. لكن ربما يكون هذا أيضًا تحذيرًا لعديمي الخبرة حول الطريقة التي تتم بها الأمور.” روس (Ross)
- وَإِذَا ذَهَبَ فَحِينَئِذٍ يَفْتَخِرُ: كلمات المشتري في المفاصلة فارغة. فهي مجرد إستراتيجية للتفاوض. ويذكّرنا هذا المثل بأن ما يقوله الناس ليس دائمًا ما يعتقدونه. إذ يمكن أن يقولوا ما هو كذب لفائدتهم.
“هنالك كثيرون ميّالون إلى التقليل من قيمة البضائع التي يريدون شراءها لكي يحصلوا عليها بسعر أقل. وبعد أن يتموا الصفقة ويأخذوا بضاعتهم، يتباهون أمام الآخرين كيف أنهم حصلوا عليها بسعر أقل من قيمتها. فهل هؤلاء أشخاص نزيهون؟ هل هذا الاحتيال مقبول؟” كلارك (Clarke)
أمثال 20: 15
15يُوجَدُ ذَهَبٌ وَكَثْرَةُ لَآلِئَ، أَمَّا شِفَاهُ ٱلْمَعْرِفَةِ فَمَتَاعٌ ثَمِينٌ.
- يُوجَدُ ذَهَبٌ وَكَثْرَةُ لَآلِئَ (ياقوت): يقدم سليمان صورة لكومة ضخمة من الذهب والحجارة الكريمة. ونحن نفكر في هذه الكومة ونتأثر معجبين بقيمتها.
- أَمَّا شِفَاهُ ٱلْمَعْرِفَةِ فَمَتَاعٌ (فجوهرة) ثَمِينٌ: والآن، يقدم سليمان صورة لكنز آخر، وهو المتاع الثمين لكلمات الحكمة (شِفَاهُ ٱلْمَعْرِفَةِ). ونحن ندرك فورًا قيمة كومة الذهب والياقوت، لكن ينبغي لنا أن نقدّر على نحو أفضل قيمة كلمات الحكمة.
أمثال 20: 16
16خُذْ ثَوْبَهُ لِأَنَّهُ ضَمِنَ غَرِيبًا، وَلِأَجْلِ ٱلْأَجَانِبِ ٱرْتَهِنْ مِنْهُ.
- خُذْ ثَوْبَهُ لِأَنَّهُ ضَمِنَ غَرِيبًا: تقول خروج 22: 26-27 إنه يمكن لإسرائيلي أن يأخذ الثوب الخارجي لشخص كرهن أو كضمان لقرض ما دام يرده له كل مساء ليستخدمه كغطاء له في الليل. ونصيحة سليمان هنا هي أنك إذا أقرضت شخصًا وافق بالفعل بحمق أن يضمن غريبًا، فإن عليك أن تتأكد من الحصول على وديعة أو ضمان منه. فإن كان أحمق بما يكفي ليضمن غريبًا، فسيكون هذا دَينًا ينطوي على مخاطرة.
“يعني ‘خذ ثوبه’ أنه لا يجب أن تقرضه من دون ضمان (خروج 22: 26). فهذه مخاطرة كبيرة.” كيدنر (Kidner)
ينبغي أن يُحَمَّل الناس مسؤولية عن التزاماتهم. يعلّم سطران مترادفان أن شخصًا ما يصبح مسؤولًا بحمق عن ديون شخص آخر إذا تعهّد بذلك. وأَخْذ ثوبه طريقة لتحميل شخص ما مسؤولية دفع ديونه.” روس (Ross)
- وَلِأَجْلِ ٱلْأَجَانِبِ ٱرْتَهِنْ مِنْهُ: هنالك ترجمات تقول ‘وَلِأَجْلِ المُغْوِيةِ ٱرْتَهِنْ مِنْهُ.’ ويبدو أن الفكرة تركز على شخص خارج مجتمع العهد. وينبغي للمرء أن يطالب بضمان أكبر من أجل قرض خارج معرفته ودائرة توصياته.
“يوحي التوازي بأن كلمة ‘الأجانب’ هي القراءة الصحيحة رغم أنه قُدِّمت نظريات متعلقة بالمرأة الضالة.” روس (Ross)
“يؤكد المثل غباوة المخاطرة بحياة المرء من أجل مدين مجهول عندما يصبح المرء كفيلًا لهذا الغريب.” والتكي (Waltke)
أمثال 20: 17
17خُبْزُ ٱلْكَذِبِ لَذِيذٌ لِلْإِنْسَانِ، وَمِنْ بَعْدُ يَمْتَلِئُ فَمُهُ حَصًى.
- خُبْزُ ٱلْكَذِبِ لَذِيذٌ لِلْإِنْسَانِ: للخطية والمعصية جاذبيتها. فهنالك شيء في طبيعة التمرد يجعل الخبز الذي يتم الحصول عليه بالغش أحلى. فهذا يشبع رغبتنا في التمرد والمغامرة ومحبة الإثارة الممنوعة. ويمكننا أن نتخيل أن الثمر المحرم في جنة عدن كان لذيذًا.
“كانت تفاحة آدم حلوة – مرة، وكذلك عدس عيسو، ولحم السلوى لبني إسرائيل، وعسل يوناثان، وخبز (كعك) عماليق بعد نهب صقلع [1 صموئيل 30: 16]، ومعلوفات أدونيا [1 ملوك 1: 9]، والتي انتهت نهاية مروّعة. فبعد انتهاء الوجبة يأتي الحساب.” تراب (Trapp)
- وَمِنْ بَعْدُ يَمْتَلِئُ فَمُهُ حَصًى: حلاوة الخبز (الثمر) المحرم قصير الأجل. ولا يوجد ما هو لذيذ أو مُسِر في فم ممتلئ بالحصى. وإذا رغبنا حقًّا في اللذة بمعنى أبدي مطلق، فإن حياة الطاعة هي السبيل إليها (مزمور 16: 11).
ممتلئ بالحصى: “سيكون مُرًّا ومميتًا في نهاية الأمر، مثل الخبز الرملي الذي يجعل الأسنان تَصِرّ، فيؤذي الأسنان والمعدة. ومن المؤكد أنه سيجلب أهوال ضمير مذنب وغضب دينونات الله العلي.” بولي (Poole)
أمثال 20: 18
18اَلْمَقَاصِدُ تُثَبَّتُ بِٱلْمَشُورَةِ، وَبِالتَّدَابِيرِ ٱعْمَلْ حَرْبًا.
- اَلْمَقَاصِدُ تُثَبَّتُ بِٱلْمَشُورَةِ: هنالك عون وحكمة في إدراك محدودياتنا والسعي إلى المشورة الحكيمة. وغالبًا ما يؤدي هذا إلى تثبيت مقاصدنا بمعنى تنفيذها.
- وَبِالتَّدَابِيرِ (المشورات الحكيمة) ٱعْمَلْ حَرْبًا: يبيّن هذا أن المشورة الحكيمة تزداد أهمية عندما تتضمن أمورًا عظيمة مثل مسائل الحياة والموت مثل الحرب. وبالقياس التمثيلي الروحي، لا يمكننا أن نشن حربًا من دون مشورة كلمة الله ومؤمنين آخرين (أفسس 6: 10-18).
بالمشورة (الحكيمة): “هذا أمر ضروري في كل مشروع عام، وهو أكثر أهمية بكثير في أمور ذات أهمية عالية مثل الحرب.” بولي (Poole)
وَبِالتَّدَابِيرِ ٱعْمَلْ حَرْبًا: “لعله لا يوجد مبدأ في هذا السفر كله مهمل كهذا المبدأ في هذه الآية. فمعظم الحروب التي تُشن حروب ظلم، وطموح، وتوسُّع، ونزوات لا تسبقها مشورة حكيمة.” كلارك (Clarke)
أمثال 20: 19
19اَلسَّاعِي بِٱلْوِشَايَةِ يُفْشِي ٱلسِّرَّ، فَلَا تُخَالِطِ ٱلْمُفَتِّحَ شَفَتَيْهِ.
- اَلسَّاعِي بِٱلْوِشَايَةِ يُفْشِي ٱلسِّرَّ: يحب الإنسان الواشي أو الذي ينشر القيل والقال أن يفشي أشياء يفترض أن تكون مخفية على نحو سليم. وهنالك أشياء ينبغي إفشاؤها (أفسس 5: 11)، لكن ينبغي إخفاء أمور كثيرة بدافع من المحبة (1 بطرس 4: 8). وستعرف الحكمة أيهما الملائم في كل وقت.
- فَلَا تُخَالِطِ ٱلْمُفَتِّحَ شَفَتَيْهِ: غالبًا ما يتكلم المتملّق بشفتيه ضدك بسرعة التكلم من أجلك. وإنه أفضل لك أن تتجنب مثل هذا الشخص (فَلَا تُخَالِطِه).
إن فكرة ‘ٱلْمُفَتِّح شَفَتَيْهِ’ هي أنه شخص جاهز دائمًا للتكلم. فإن كان مستعدًّا للتكلم عن الآخرين معك، فإنه مستعد أيضًا للتكلم عنك مع الآخرين.” روس (Ross)
أمثال 20: 20
20مَنْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يَنْطَفِئُ سِرَاجُهُ فِي حَدَقَةِ ٱلظَّلَامِ.
- مَنْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ: يأمرنا الكتاب المقدس بأن نكرم أبانا وأمنا (خروج 20: 12). وأن نلعن أحد الأبوين يعني أن نفعل نقيض هذا الأمر الإلهي.
2. يَنْطَفِئُ سِرَاجُهُ فِي حَدَقَةِ ٱلظَّلَامِ: وعد الله بأن يبارك من يحفظون وصية إكرام الأبوين (خروج 20: 12؛ أفسس 6: 2). ويوجد مبدأ منسجم يقول إن من يعصونه ويلعنون أباهم أو أمهم سيواجهون دينونة الله.
أمثال 20: 21
21رُبَّ مُلْكٍ مُعَجِّلٍ فِي أَوَّلِهِ، أَمَّا آخِرَتُهُ فَلَا تُبَارَكُ.
- رُبَّ مُلْكٍ (ميراث) مُعَجِّلٍ فِي أَوَّلِهِ: عندما نحصل على الكثير بشكل زائد بسرعة زائدة (قبل أوانه)، فغالبًا ما لا يكون هذا مفيدًا لنا. فالمُلْك الذي يأتي بشكل معجَّل نحو بداية حياتنا بركة خطيرة.
“هذا مُلْك حصل عليه بالمضاربة، بنجاح عن طريق الحظ، لا بطريقة عادية متدرجة منصفة حيث يتزايد المال بشكل طبيعي. فكل مُلْك كهذا قصير الأجل، وليست بركة الله فيه، لأنه ليس نتاجًا للجد والاجتهاد، وهو يؤدي إلى الكسل والكبرياء والاحتيال والغش.” كلارك (Clarke)
“التضمين هنا هو أن ما يُكتَسب بشكل سريع إما أن يكون غير مشروع أو غير بار. ويصف الفعل المستخدم نشاطًا متسرِّعًا أو متعجّلًا فيه. وربما يأخذ ابن ضال أو منحرف ميراثه (مُلْكه) بسرعة (انظر لوقا 15: 12)، أو يطرد أبويه (انظر أمثال 19: 26).” روس (Ross)
- أَمَّا آخِرَتُهُ فَلَا تُبَارَكُ: هذه في الغالب الكيفية التي ينتهي بها المُلك عندما يحصل عليه شخص بشكل زائد وفي وقت مبكر بشكل زائد، بمعزل عن عمله وجهده. فعندما يحصل على أموال كثيرة مجانًا، يمكن أن يعمل هذا ضد البركة في نهاية المطاف.
“لا يعزز المال السهل المسؤولية المالية. وليس المال الذي يتم الحصول عليه بسهولة هنا بالضرورة مالًا تمّ الحصول عليه بطريقة غير شريفة. لكن الذين جمعوا ثروة ببطء يعرفون كيف يحافظون عليها.” جاريت (Garrett)
“ينبغي أن يُفهم هذا المثل، مثل أمثال كثيرة أخرى، بشكل عام مع السماح ببعض الاستثناءات. ففي بعض الأحيان، يحصل تجّار أو آخرون على أموال وأملاك كثيرة من خلال رحلة بحرية واحدة، أو من معاملة ما ناجحة.” بولي (Poole)
أمثال 20: 22
22لَا تَقُلْ: «إِنِّي أُجَازِي شَرًّا». ٱنْتَظِرِ ٱلرَّبَّ فَيُخَلِّصَكَ.
- لَا تَقُلْ: «إِنِّي أُجَازِي شَرًّا»: هذا هو ما لا ينبغي أن يفعله الإنسان الحكيم. إذ تعلّمنا الحكمة وطاعة الله أن الانتقام هو للرب (رومية 12: 19).
“الانتقام هو لله. فليس هنالك غيره من هو ملائم لهذا الأمر. فهو كلي المعرفة، بينما معرفتنا في أحسن الأحوال جزئية. ودينونة الله كاملة بلا عيب، بينما يعمينا التحيز والضغائن والرغبات الشريرة.” بريدجز (Bridges)
2. ٱنْتَظِرِ ٱلرَّبَّ فَيُخَلِّصَكَ: تعلّمنا الحكمة أن نعتمد على الله وأن نتكل عليه في مجازاة الشر. ولا يعني هذا أن النعمة لا تبالي بالشر ولن تقاومه. بل تعني أن الحكمة تقر بأن هنالك أوقاتًا كثيرة – أكثر مما نظن – ينبغي فيها أن نتخلى عن أي نوع من مجازاة الشر، وأن ننتظر الرب ليخلّصنا.
أمثال 20: 23
23مِعْيَارٌ فَمِعْيَارٌ مَكْرَهَةُ ٱلرَّبِّ، وَمَوَازِينُ ٱلْغِشِّ غَيْرُ صَالِحَةٍ.
- مِعْيَارٌ فَمِعْيَارٌ مَكْرَهَةُ ٱلرَّبِّ: الله بار في كل معاييره (موازينه ومقاييسه). فعندما يقيس شيئًا في المجال المادي أو الأخلاقي، فإن معياره صحيح دائمًا. ويطلب منا الله أن نتمثل به في هذا الجانب، وأن نفهم أنه يَعُد موازين الغش مكرهة.
“حسب أمثال 16: 11، خلق الله جهاز الوزن، وأن كل ممارسة خادعة غشاشة تمسّه. وفضلًا عن ذلك، فإنها تمسه لأنها مرتبطة بشكل وثيق بابنه. ولا تنفصل حياة السوق عن الدين.” والتكي (Waltke)
2. وَمَوَازِينُ ٱلْغِشِّ غَيْرُ صَالِحَةٍ: يَهتم الله أن نقوم بأعمالنا التجارية بأمانة. وغالبًا ما يخبرنا العالم أنه لا يهم كيف نجني أموالنا، لكن الله يحذّرنا من أن موازين الغش غير صالحة.
أمثال 20: 24
24مِنَ ٱلرَّبِّ خَطَوَاتُ ٱلرَّجُلِ، أَمَّا ٱلْإِنْسَانُ فَكَيْفَ يَفْهَمُ طَرِيقَهُ؟
- مِنَ ٱلرَّبِّ خَطَوَاتُ ٱلرَّجُلِ: يصنع البشر خططهم، لكن الله يهدي تلك الخطوات حسب مشيئته وحكمته. ومن المؤكد أنه لا يترك الأمر لخيارات البشر وخططهم.
2. أَمَّا ٱلْإِنْسَانُ فَكَيْفَ يَفْهَمُ طَرِيقَهُ: يعلّمنا هذا المثل التواضع في ما يتعلق بخياراتنا وطريقنا في الحياة. ولا ينبغي أن نظن أو نتصرف كما لو أن كل شيء تحت السيطرة، أو أن الأمور تسير حسب خطواتنا المخطط لها.
أمثال 20: 25
25هُوَ شَرَكٌ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَلْغُوَ قَائِلًا: «مُقَدَّسٌ»، وَبَعْدَ ٱلنَّذْرِ أَنْ يَسْأَلَ.
- هُوَ شَرَكٌ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَلْغُوَ قَائِلًا: «مُقَدَّسٌ»: يأخذ هذا في الاعتبار ممارسة تكريس شيء لله لاستخدامه وحده. وعندما يتعلق الأمر بتكريس شيء لله، ينبغي أن نتجنب شرك الوعود العاطفية المتهوّرة.
“أن تنطق بكلمة ‘مقدس’ يعني تكريسه لله. وهنا يتعهد الشخص المندفع بأكثر مما ينويه بشكل جاد.” كيدنر (Kidner)
تعامل سليمان مع هذه المسألة مرة أخرى في جامعة 5: 4-7. وتبيّن هذه النصوص خطية مهملة وغير مقدَّرة بين شعب الله، وهي خطية كسر النذور، حيث ننذر أشياء لله ولا نفي بنذورنا. والذين يكرمون الله:
ü لا يتهوّرون في تقديم نذور لله.
ü جادون في الإيفاء بنذورهم.
ü يَعُدّون كسر النذور خطية ينبغي الاعتراف بها والتوبة عنها.
- وَبَعْدَ ٱلنَّذْرِ أَنْ يَسْأَلَ: عندما يقدم المرء نذرًا بتهور، فإن هذا سيجبره على إعادة النظر فيه، وهو أمر كانت الحكمة ستحميه منه في البداية أصلًا.
“تشرح لاويين 27 أن بني إسرائيل كان بمقدورهم أن يجدوا منفذًا من هذه النذور المتهورة، فكان عليهم أن يدفعوا ثمنًا غاليًا.” روس (Ross)
أمثال 20: 26
26اَلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ يُشَتِّتُ ٱلْأَشْرَارَ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِمِ ٱلنَّوْرَجَ.
- اَلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ يُشَتِّتُ (يغربل) ٱلْأَشْرَارَ: يفهم الحاكم الأرضي مدى أهمية تطبيق العدالة. ويتمثل جزء من هذا في غربلة الأشرار. فإن كان هذا أمرًا حكيمًا أن يفعله حاكم أرضي، فإننا نتوقع أن يفعله الله بشكل كامل.
- وَيَرُدُّ عَلَيْهِمِ ٱلنَّوْرَجَ (عجلة دراسة الحنطة): لا يعرف الحاكم الأرضي الحكيم كيف يفحص الأشرار فحسب، بل يعرف أيضًا كيف يختار لهم العقاب الملائم. وهو يستخدم ما هو حكيم وضروري لفصل الشر عن الخير (كما يفعل النورج) عندما يفصل التبن عن حبوب الحنطة.
وَيَرُدُّ عَلَيْهِمِ: “يجلب عليهم ثانية أو ‘يرد عليهم’ كما في الترجمة العربية (انظر أمثال 1: 23). وهو يصور عجلة دراسة الحنطة وهي تدوس رؤوس الحبوب مرات كثيرة لتغربلها جيدًا.” والتكي (Waltke)
أمثال 20: 27
27نَفْسُ ٱلْإِنْسَانِ سِرَاجُ ٱلرَّبِّ. يُفَتِّشُ كُلَّ مَخَادِعِ ٱلْبَطْنِ.
- نَفْسُ ٱلْإِنْسَانِ سِرَاجُ ٱلرَّبِّ: هنالك أسرار وحقائق حول الإنسان الداخلي (نفس الإنسان) لا يستطيع أن يكشفها إلا سراج الرب. وفي هذا الصدد، يمكننا أن نفكر في كلمة الله كسراج ونور (مزمور 119: 105).
نفس: “أو نسمة Nesmah وهو الجزء الروحي الداخلي لحياة الإنسان الذي تَنَسَّمه عند الخلق، (تكوين 2: 7) وهو يجعل البشر كائنات روحية ذات قدرات أخلاقية وفكرية وروحية.” روس (Ross)
“يوجد داخل أسرار طبيعة الروح لكل إنسان نور، وهو أداة الله التي تنوّر الحياة. وهو الذي يُبقي الإنسان وباستمرار في مواجهة مع الحق. فلا تخطئ في هذا الأمر. فمعظم الأشرار يعرفون أن أعمالهم شريرة.” مورجان (Morgan)
- يُفَتِّشُ كُلَّ مَخَادِعِ ٱلْبَطْنِ: يستطيع سراج الرب – كلمة الله – أن يفحص أعماق قلب الإنسان بشكل لا يفعله أي شيء آخر، لأن كلمة الله حية وفعّالة (عبرانيين 4: 12)
“لقد دُعي الضمير بحق ‘الله في الإنسان.’ إذ يجلب الله ضوء سراجه إلى الظلمة.” بريدجز (Bridges)
لقد أعطى الله كل إنسان عقلًا ينير به روحه لكي يميز الإنسان الخير من الشر. ويفحص الضمير الذي ينبع من هذا أعماق النفس.” كلارك (Clarke)
أمثال 20: 28
28ٱلرَّحْمَةُ وَٱلْحَقُّ يَحْفَظَانِ ٱلْمَلِكَ، وَكُرْسِيُّهُ يُسْنَدُ بِٱلرَّحْمَةِ.
- ٱلرَّحْمَةُ وَٱلْحَقُّ يَحْفَظَانِ ٱلْمَلِكَ: يمكن أن يُحفظ أي ملك أرضي برحمة الله وحقه اللذين يقدمهما للملك، وبرحمة الملك وحقه اللذين يقدّمهما للآخرين.
“يطبَّق المبدأ المتضمَّن في هذا المثل، وهو تكملة للآية 26، على أشكال أدنى من السلطة.” كيدنر (Kidner)
“في العهد الداودي (انظر2 صموئيل 7: 11-16)، وعد الله أن لا ينزع محبة (بالعبرية حِسِدْ) عهده من الملك، بل أن يثبّت بيته.” روس (Ross)
- وَكُرْسِيُّهُ يُسْنَدُ بِٱلرَّحْمَةِ: هذه بالعبرية ‘حِسِدْ،’ محبة العهد العظيمة التي يُظهرها الله لشعبه، والتي ينبغي أن يُظهروها للآخرين. غالبًا ما يفترض الناس أن العروش تُسنَد بالجيوش والقوة الغاشمة، لكن لدى الله طريقة أفضل يسند بها ملكًا ومملكته.
- “عندما لم تكن ملكتنا التي تمسكت بقوة بمبادئها محبوبة من أصدقائها أكثر مما كانت تُهاب من أعدائها، حفظها الله بما يفوق التوقعات. وظنّ ملكنا جون أنه يقوي نفسه بجمع المال وأدوات الحرب، لكنه أثناء ذلك فقد محبة شعبه، وهي مفاصل السلام. فانتهى بعد اضطرابات لا حد لها إلى نهاية تعيسة.” تراب (Trapp)
“يجد المثل تحقيقه النهائي في يسوع المسيح (انظر مزمور 72: 1، 2، 4؛ إشعياء 16: 4-5).” والتكي (Waltke)
أمثال 20: 29
29فَخْرُ ٱلشُّبَّانِ قُوَّتُهُمْ، وَبَهَاءُ ٱلشُّيُوخِ ٱلشَّيْبُ.
- فَخْرُ ٱلشُّبَّانِ قُوَّتُهُمْ: صمّم الله التطور البشري بحيث يتفوق الشباب في القوة البدنية، وهذا مجد لهم. ومن الحكمة والملائم لهم أن يقوموا بمهمات تلائم هذا المجد.
- وَبَهَاءُ ٱلشُّيُوخِ ٱلشَّيْبُ: على كبار السن أن يعوضوا ما يفتقرون إليه من قوة بدنية بالحكمة الملائمة للشِّيب.
“هذا مثل يرفع القارئ فوق النظرة غير المثمرة للحسد، ونفاد الصبر، والازدراء التي يحملها كبار السن بعضهم تجاه بعض. فلكل عمر تميزه المحدد ليُحترَم ويُستمتَع به في وقته.” كيدنر (Kidner)
“ليحذر الشباب والشيوخ من تشويه مجدهم. فلكلٍّ منهما الأسبقية في بعض الأمور وتسمح المجال للضعف في أمور أخرى. ولهذا لا ينبغي أن يحسد أو يحتقر بعضهم امتياز بعض. فالعالم، والدولة، والكنيسة تحتاج إلى كليهما – قوة الشباب للطاقة ونضج الشيوخ وحكمتهم.” بريدجز (Bridges)
أمثال 20: 30
30حُبُرُ جُرْحٍ مُنَقِّيَةٌ لِلشِّرِّيرِ، وَضَرَبَاتٌ بَالِغَةٌ مَخَادِعَ ٱلْبَطْنِ.
- حُبُرُ جُرْحٍ مُنَقِّيَةٌ لِلشِّرِّيرِ: الألم حِمْل، لكن يمكن أن يجلب منفعة. فإذا سمحنا لنار الألم غير السارة بأن تنقّي وتطهّر الشر فينا، عندئذٍ لا يكون حزننا وألمنا قد ضاع سُدى. إذ نكون قد اكتسبنا شيئًا.
لا يتحدث المثل، في هذا السياق، عن التأديب الأبوي، بل عن الضربات التي يوجهها مسؤولو الملك كعقاب على جريمة. يستطيع الرب أن ينظر مباشرة إلى أعماق كينونة شخص ما، لكن الملك يستطيع أن يلمس نفس المجرم عن طريق العقاب القاسي.” جاريت (Garrett)
“لا بد أن يُضرب بعضهم ضربًا مبرّحًا قبل أن يصبحوا أحسن. فلن تكون لفطنتهم قيمة إلا بعد أن يدفعوا ثمن جرائمهم.” تراب (Trapp)
- وَضَرَبَاتٌ بَالِغَةٌ مَخَادِعَ ٱلْبَطْنِ: يرجح أن سليمان يستخدم كلمة ‘ضربات’ بمعنى رمزي للتأديب. فإذا تلقّينا التأديب بحكمة، فسينقّينا في أعماق القلب.
“قد يثبت أن للعقاب البدني قيمة روحية.” روس (Ross)
ضربات: “يبرز التناقض الظاهري في إشعياء 53: 5 على هذه الخلفية: بجلدته شفينا.” كيدنر (Kidner)