أمثال 24
الحكمة والمحبة والاحترام
أولًا. بقية كلمات الحكمة الثلاثين
أ ) الآيات (1-2): لا تحسد الأشرار ولا تخالطهم.
1لَا تَحْسِدْ أَهْلَ ٱلشَّرِّ، وَلَا تَشْتَهِ أَنْ تَكُونَ مَعَهُمْ، 2لِأَنَّ قَلْبَهُمْ يَلْهَجُ بِٱلِٱغْتِصَابِ، وَشِفَاهَهُمْ تَتَكَلَّمُ بِٱلْمَشَقَّةِ.
1. لَا تَحْسِدْ أَهْلَ ٱلشَّرِّ: هذا إغراء شائع وصعب أحيانًا للإنسان البار. إذ هنالك أوقات يبدو فيها أن الأشرار يزدهرون، فنميل إلى أن نحسدهم ونرغب في أن نكون معهم.
يعلّق بريدجز (Bridges) على أولئك الذين يحسدون الأشرار قائلًا: “إذا لم تجلب هذه الروح الشريرة فضيحة الخطية المفتوحة، فإنها تلعن بركاتنا، وتذبّل فضائلنا، وتقضي على سلامنا، وتضبب ثقتنا، وتلطخ خدمتنا المسيحية.”
2. لِأَنَّ قَلْبَهُمْ يَلْهَجُ بِٱلِٱغْتِصَابِ (العنف): نوع الشر الذي يدور في ذهن كاتب الأمثال هنا مرتبط بالعنف وإثارة المتاعب. والمال السريع السهل والمنزلة المكتسبة من خلال العنف وإثارة المتاعب إغراء ينبغي مقاومته.
“إن ترياق الحسد هو النظرة البعيدة: إلى المجد الآتي (18) أو الظلمة الآتية (أمثال 24: 20).” كيدنر (Kidner)
ب) الآيات (3-4): حكمة من أجل البيت.
3بِٱلْحِكْمَةِ يُبْنَى ٱلْبَيْتُ وَبِالْفَهْمِ يُثَبَّتُ، 4وَبِالْمَعْرِفَةِ تَمْتَلِئُ ٱلْمَخَادِعُ مِنْ كُلِّ ثَرْوَةٍ كَرِيمَةٍ وَنَفِيسَةٍ.
1. بِٱلْحِكْمَةِ يُبْنَى ٱلْبَيْتُ: نفكر في البناء المادي الفعلي لأي بيت، وكيف أن الحكمة والهندسة والإنشاء المناسبين ضروريان. وينطبق الشيء نفسه على القيم الأخلاقية والروحية في البيت. إذ يتوجب بناء القيم الأخلاقية والروحية بالحكمة وتأسيسها بالفهم.
بيت الأشرار غير مبني على الحكمة. “إنه مجرد قصر ثلجي بُني في الشتاء، وهو يذوب تحت شمس الصيف.” بريدجز (Bridges)، نقلًا عن جيير (Geier).
2. وَبِالْمَعْرِفَةِ تَمْتَلِئُ ٱلْمَخَادِعُ مِنْ كُلِّ ثَرْوَةٍ كَرِيمَةٍ وَنَفِيسَةٍ: ستجلب بركة بناء بيت بحكمة الله، وفهمه، ومعرفته غنىً ثمينًا رائعًا بالمعنى الروحي، وغالبًا بالمعنى المادي أيضًا. فبركة الله هي على البيت الذي يسعى إلى الحكمة ويكرمها.
“الجواهر الثمينة التي تملأ البيت هي عائلة مُحِبّة منسجمة وإحساس بالأمان والاستقرار.” جاريت (Garrett)
ج) الآيات (5-6): قوة الحكمة
5اَلرَّجُلُ ٱلْحَكِيمُ فِي عِزٍّ، وَذُو ٱلْمَعْرِفَةِ مُتَشَدِّدُ ٱلْقُوَّةِ. 6لِأَنَّكَ بِٱلتَّدَابِيرِ تَعْمَلُ حَرْبَكَ، وَٱلْخَلَاصُ بِكَثْرَةِ ٱلْمُشِيرِينَ.
1. اَلرَّجُلُ ٱلْحَكِيمُ فِي عِزٍّ (قوي): فهِم سليمان قوة الحكمة، وكيف أن إنسان المعرفة يزداد قوة (في عز)، وكيف أن الحماقة تجعل المرء ضعيفًا ومكشوفًا أمام الهجوم.
اَلرَّجُلُ ٱلْحَكِيمُ فِي عِزٍّ (قوي): “إنه شجاع وحازم، وهو قادر بحكمته على أن يفعل أشياء لا يستطيع آخرون إنجازها بقوتهم الخاصة.” بولي (Poole)
2. بِٱلتَّدَابِيرِ تَعْمَلُ حَرْبَكَ، وَٱلْخَلَاصُ بِكَثْرَةِ ٱلْمُشِيرِينَ: ليست قوة الحكمة منعزلة. فهي تفهم حكمة الآخرين وتعتمد عليها. وهي تعرف كيف تستخدم مشورة (تدابير) الآخرين وسلامة كثرة المشيرين.
د ) الآيات (7-9): خطية الحماقة
7اَلْحِكَمُ عَالِيَةٌ عَنِ ٱلْأَحْمَقِ. لَا يَفْتَحْ فَمَهُ فِي ٱلْبَابِ. 8اَلْمُتَفَكِّرُ فِي عَمَلِ ٱلشَّرِّ يُدْعَى مُفْسِدًا. 9فِكْرُ ٱلْحَمَاقَةِ خَطِيَّةٌ، وَمَكْرَهَةُ ٱلنَّاسِ ٱلْمُسْتَهْزِئُ.
1. اَلْحِكَمُ عَالِيَةٌ عَنِ ٱلْأَحْمَقِ: ينظر الأحمق إلى الحكمة ويرى أنها فوقه (عالية عنه)، بمعنى أنها أسمى منه. وفي الوقت نفسه يعتقد أنه ذكي للغاية ومتفوق، ويتباهى في وضاعة حماقته.
عَنِ ٱلْأَحْمَقِ: “في رأيه – يرى أن هذه الحكمة صعبة عليه، فييأس من الوصول إليها، ويتظاهر باستحالتها، لأنه لن يوجه إلى نفسه تهمة محاولة الحصول عليها.” بولي (Poole)
“يُثْبت البسيط والمُجِد أن الكنز ليس بعيد المنال حقًّا، لكنه عالٍ عن الأحمق. ولا يستطيع عقله الوضيع أن يرتقي إلى مسألة سامية كهذه. فليس لديه فهم لها، ولا رغبة قلبية فيها، ولا طاقة للتمسك بها.” بريدجز (Bridges)
2. لَا يَفْتَحْ فَمَهُ فِي ٱلْبَابِ: كثيرًا ما يُحْرَم الأحمق من التأثير ومنصة القيادة في المكان الذي يجتمع فيه الشيوخ وتُتَّخذ القرارات، أي في الباب. ولن يفتح فمه هناك.
لَا يَفْتَحْ فَمَهُ فِي ٱلْبَابِ: “1. لا يستطيع أن يقول شيئًا دفاعًا عن نفسه عندما يُتَّهم أمام القاضي، وهذه مناسبات تتكرر. أو 2. لا يعرف كيف يتكلم بشكل مقبول ونافع في الاجتماع العام بين الأشخاص الحكماء.” بولي (Poole)
“يشير هذا إلى عدم كفاءة الأحمق ’في الباب،‘ حيث تصاغ السياسة العامة. وبالتضمين، ينصح هذا المثل بأن يكون المرء حكيمًا بكفاءة بالاحتراس من أن يكون أحمق غير كفؤ.” والتكي (Waltke)
3. اَلْمُتَفَكِّرُ فِي عَمَلِ ٱلشَّرِّ يُدْعَى مُفْسِدًا: سيوسَم الإنسان الشرير الذي يخطط للمكائد (اَلْمُتَفَكِّرُ فِي عَمَلِ ٱلشَّرِّ) على أنه مُفسِد – رغم أن التفكير في الخطية خطية، وأن الناس يَعُدّون الإنسان الشرير مكرهة.
يُدْعَى مُفْسِدًا: “بالعبرية ’يُدعى سيّد الأذى.‘ والمعنى هو أنه رغم أنه يغطي مكائده الشريرة بذرائع جميلة وأنه سيكون أكثر احترامًا، إلا أنه يلاحَظ ويوسم بهذا العار المستحَق.” بولي (Poole)
- “هنا يوصف الشخص المفسد على أنه بارد الأعصاب، وأنه يحسب خطواته، وأنه نشط. والأحمق قادر على ممارسة نشاط عقلي مكثف، لكن هذا كله في نهاية المطاف خطية.” (ماكين – ص 399) يهزأ هذا النوع من الأشخاص بكل الأخلاقيات. وعاجلًا أم آجلًا، سيسأم الجمهور منه.” روس (Ross)
وَمَكْرَهَةُ ٱلنَّاسِ ٱلْمُسْتَهْزِئُ: يمكن أن يستهزئ الأشخاص الأكثر وضاعة، كما استهزأ الخسيسون بداود [مزمور 35: 15]، وكما استهزأ طوبيا بنحميا [نحميا 2: 19]. والمستهزئون أكثر النفوس خساسة. وتدعوهم الترجمة السبعونية حشرات [مزمور 1: 1]، وغير قابلين للإصلاح [أمثال 21: 1]، وأشخاصًا متكبرين [أمثال 3: 34]، ولا شيء [أمثال 9: 12].” تراب (Trapp)
هـ) الآية (10): مقياس القوة
10إِنِ ٱرْتَخَيْتَ فِي يَوْمِ ٱلضِّيقِ ضَاقَتْ قُوَّتُكَ.
1. إِنِ ٱرْتَخَيْتَ فِي يَوْمِ ٱلضِّيقِ: يأتي يوم الضيق للجميع. إذ سيختبر الأتقى والأكثر شرًّا ضيقهم الخاص. وهو امتحان ليروا إن كانوا سيضعفون أم لا.
“ينبغي لنا في وقت الضيق والمحنة أن نسعى إلى أن نكون شجعانًا بشكل مضاعق. فعندما يفقد الرجل قوته، فلن تنفعه شيئًا.” كلارك (Clarke)
2. ضَاقَتْ (صغُرت) قُوَّتُكَ: لا يصغّر يوم الضيق قوتك، بل يكشف صِغَرها. وهنالك معنى بموجبه ينبغي لنا أن نرحب بيوم الضيق كإعلان لقّوتنا أو ضعفنا.
قدّم بريدجز (Bridges) كلمة مشجعة للمؤمن بالمسيح الذي يشعر بأن قوته ضعيفة. “كرّس نفسك له بشكل كلي، لأن زاد نعمته كافية لك. فتقدّم إلى الأمام ضعيفًا وقويًّا معًا – ضعيفًا لتكون قويًّا، قويًّا في ضعفك.”
و ) الآيات (11-12): ساعد الذين في طريقهم إلى الهلاك.
11أَنْقِذِ ٱلْمُنْقَادِينَ إِلَى ٱلْمَوْتِ، وَٱلْمَمْدُودِينَ لِلْقَتْلِ. لَا تَمْتَنِعْ. 12إِنْ قُلْتَ: «هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هَذَا»، أَفَلَا يَفْهَمُ وَازِنُ ٱلْقُلُوبِ؟ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلَا يَعْلَمُ؟ فَيَرُدُّ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ.
1. أَنْقِذِ ٱلْمُنْقَادِينَ إِلَى ٱلْمَوْتِ: الإشارة هنا هي إلى الذين في طريقهم نحو الهلاك، أولئك الذين يتعثرون نحو القتل. فإذا أتيحت لنا الفرصة، ينبغي لنا أن ننقذهم، أن نمنع تقدُّمهم نحو القتل.
ٱلْمُنْقَادِينَ إِلَى ٱلْمَوْتِ: “يمكن أن يكون هؤلاء سجناء فعليين حُكم عليهم (ربما ظُلمًا) بالموت. وعلى القارئ أن يتخذ إجراءات غير عادية لتأمين سراحهم (هنالك مثل حديث مثير لهذا، وهو إبادة اليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية). وبدلًا من هذا، فإن هؤلاء الأشخاص يتعثرون نحو الموت بسبب عماهم الأخلاقي والروحي.” جاريت (Garrett)
قصة أستير مثل رائع لشخص أنقذ المنقادين نحو الموت. فقد خلّصت شجاعة أستير شعبها حتى عندما كان من السهل عليها أن تتجاهله.
2. هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هَذَا: لا ينبغي أن نكون غير مبالين بالذين يتجهون نحو الموت. فبما أنهم عدائيون وغالبًا ما يرفضون حكمة الله، فإنه يسهل علينا أن نيأس منهم أو أن نتجاهلهم. غير أن الله الذي يزن القلوب يعرف هذا ويضعه في حسبانه.
“لا يسعنا أن نتجاهل الشر حولنا ونقول إننا غير مسؤولين عنه. فلا نستطيع أن نغمض عيوننا ونشيح بوجوهنا عن الإثم والاستبداد والقمع.” ماير (Meyer)
- فَيَرُدُّ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ: سيجعل الله الأحمق يجيب على حماقته، وسيحاسب غير المبالين على عدم اهتمامهم. وسيرد عَلَى ٱلْإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ.
فَيَرُدُّ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ: “من المؤكد أن الله سيتعامل معك كما تعاملتَ معه، إما بمكافأتك على أدائك لواجبك، وإما بمعاقبتك على إهمالك له.” بولي (Poole)
“سيتصرف الملك المتسيد كلي العلم والقدرة بعدل، على خلاف الجبان السلبي. فإذا غضّ الابن عينه عن مساعدة الضحايا من دون أن يفعل شيئًا لمساعدتهم، فسيغض حامي الحياة عينه عنه في أزمته. وكن على يقين من هذا!” والتكي (Waltke)
ز ) الآيات (13-14): حلاوة الحكمة.
13يَا ٱبْنِي، كُلْ عَسَلًا لِأَنَّهُ طَيِّبٌ، وَقَطْرَ ٱلْعَسَلِ حُلْوٌ فِي حَنَكِكَ. 14كَذَلِكَ مَعْرِفَةُ ٱلْحِكْمَةِ لِنَفْسِكَ. إِذَا وَجَدْتَهَا فَلَا بُدَّ مِنْ ثَوَابٍ، وَرَجَاؤُكَ لَا يَخِيبُ.
1. يَا ٱبْنِي، كُلْ عَسَلًا لِأَنَّهُ طَيِّبٌ: يكافأ أكل العسل بطيب طعمه. ومن السهل أن نفهم مكافأة الشهد.
“يستخدم المثل صورة العسل، لأن خواصّه الصحية تجعله قياسًا تمثيليًّا جيّدًا للحكمة.” روس (Ross)
“لا يُنصح بالسلوك الصالح على أسس الأخلاقيات الصارمة فحسب، بل أيضًا لأنه أفضل طريق للمتعة الخالصة وتحقيق الأحلام.” جاريت (Garrett)
2. كَذَلِكَ مَعْرِفَةُ ٱلْحِكْمَةِ لِنَفْسِكَ: يكافأ كسب الحكمة بالحياة كما يكافأ أكل العسل بحلاوته. وينبغي أن نتعلم أن نميّز ونقدّر حلاوة الحكمة. فحالما نقدّر مكافأة الحكمة، فلن يُقطع رجاؤنا أبدًا.
إِذا وَجَدْتَها: “يشير هذا إلى أن هنالك بالفعل بعض الصعوبة والمتاعب في السعي وراء الحكمة. لكن هذا يعوَّض بشكل وفير بحلاوتها وميزتها عندما يصل المرء إليها.” بولي (Poole)
ح) الآيات (15-16): جلَد (تحمُّل) الأبرار.
15لَا تَكْمُنْ أَيُّهَا ٱلشِّرِّيرُ لِمَسْكَنِ ٱلصِّدِّيقِ. لَا تُخْرِبْ رَبْعَهُ. 16لِأَنَّ ٱلصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ، أَمَّا ٱلْأَشْرَارُ فَيَعْثُرُونَ بِٱلشَّرِّ.
1. لَا تُخْرِبْ رَبْعَهُ: يقدّم هذا المثل حكمة على شكل أمر للرجل الشرير طالبًا منه ألاّ يخرب بيت الصدّيق.
2. لِأَنَّ ٱلصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ: السبب الذي يفترض أن يمنع الشرير من سلب الصدّيق هو أن الصدّيق في نهاية الأمر لن يُهزم. فحتى عندما يسقط – حتى سبع مرات – سيقوم ثانية.
يصرّ مفسّرون كثيرون على أن السقوط الذي يختبره الصديق هنا ليس خطية، بل محنة أو ضيق. ولا يوجد سبب كافٍ لعدم تضمين كلا الفكرتين.
“رغم أن الله يسمح أحيانًا ليد العنف بأن تفسد خيمة الصدّيق، وبأن تهاجم التجارب عقله، وأن تضغط المِحن جسده، إلا أنه يقوم باستمرار. وكلما مرَّ بالأتون، فإنه يخرج أكثر إشراقًا ونقاءً.” كلارك (Clarke)
3. يَقُوْمُ: ليس هذا تحذيرًا للأشرار فحسب، بل هو توكيد وتطمين أيضًا للأبرار. إذ يمكن أن يثقوا بأن ‘ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلًا صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ’ (فيلبي 1: 6). ويمكنهم أن يستخدموا هذه الثقة لتقوية تصميمهم على أن لا ييأسوا أبدًا، حتى لو سقطوا سبع مرات.
“القوة الحقيقية للصمود أو الجَلَد في الحياة، وللاستفادة من تقلُّباتها، ولإخراج رأس المال من مساوئها، ولجمع الجزية من ضيقاتها هي قوة بر السلوك الناتج عن السير في طرق الحكمة، بالاستسلام لإلهام خوف الرب وسلطته.” مورجان (Morgan)
4. أَمَّا ٱلْأَشْرَارُ فَيَعْثُرُونَ بِٱلشَّرِّ: مصير الأشرار مختلف عن مصير البار. فالله سيحمي ويحفظ الأبرار، لكن الأشرار سيسقطون، وسيبقون ساقطين.
“وعلى نقيض ذلك، لن ينجو الأشرار. فمن دون الله، ليست لديهم قوة ليقوموا من محنتهم. والفكرة هنا هي أن الأبرار في نهاية الأمر سينتصرون. وأمّا الذين يقاومونهم، فسيَعْثُرون بِشَرِّهم.” روس (Ross)
ط) الآيات (17-18): لا تشمت بمصير الأشرار المأساوي.
17لَا تَفْرَحْ بِسُقُوطِ عَدُوِّكَ، وَلَا يَبْتَهِجْ قَلْبُكَ إِذَا عَثَرَ، 18لِئَلَّا يَرَى ٱلرَّبُّ وَيَسُوءَ ذَلِكَ فِي عَيْنَيْهِ، فَيَرُدَّ عَنْهُ غَضَبَهُ.
1. لَا تَفْرَحْ بِسُقُوطِ عَدُوِّكَ: بمعرفتنا بهذا، لا ينبغي لنا أن نشمت عندما يسقط أعداؤنا. فلا ينبغي أن يُفرِح هذا قلبنا. فلم يبتهج داود عندما مات شاول في المعركة (2 صموئيل 1: 11-12).
“بكى قيصر عندما قُدّم له رأس بومبي قائلًا: ’أريد انتصارًا، لا انتقامًا.‘ تراب (Trapp)
2. لِئَلَّا يَرَى ٱلرَّبُّ وَيَسُوءَ ذَلِكَ فِي عَيْنَيْهِ: إذا رأى الله شماتتنا بسقوط الأشرار، قد يرد غضبه عنهم لكي يوبخ قلبنا المتكبر غير المحب ضد الأشرار.
“فإذا ما أردنا من الله أن يستمر في غضبه على الأشرار، لا ينبغي أن نشمت.” روس (Ross)
ي) الآيات (19-20): لا تقلق من الأشرار
19لَا تَغَرْ مِنَ ٱلْأَشْرَارِ وَلَا تَحْسِدِ ٱلْأَثَمَةَ، 20لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ ثَوَابٌ لِلْأَشْرَارِ. سِرَاجُ ٱلْأَثَمَةِ يَنْطَفِئُ.
1. لَا تَغَرْ مِنَ ٱلْأَشْرَارِ وَلَا تَحْسِدِ ٱلْأَثَمَةَ: طلبت منا أمثال 24: 1 ألّا نحسد الأشرار. وهنا يُطلب منا ألّا نقلق بسببهم، إضافة إلى عدم حسدنا لهم.
“إن تعبير ‘لا تغر’ ترجمة خفيفة للغاية. فالترجمة الأدق هي ‘لا تحنق’ أو ‘لا تجعل نفسك تسخط’ بسبب فاعلي الإثم. فأولئك الذين يحبون الحق يغضبون بشكل طبيعي من وقاحة أولئك الذين يروّجون للسلوك الفاجر أو يمارسونه.” جاريت (Garrett)
2. سِرَاجُ ٱلْأَثَمَةِ يَنْطَفِئُ: يتحدث هذا عن الموت الذي ينتظر الإنسان الشرير في هذه الحياة والحياة الأخرى. فأي خير أو متعة يختبرونه في هذه الحياة هو أفضل ما سيحصل عليه. فليس للرجل الشرير أي أمل للمستقبل.
سِرَاجُ ٱلْأَثَمَةِ يَنْطَفِئُ: “من شأن إدراك انطفاء سراج الأثمة أن يطفئ الحسد الحارق.” والتكي (Waltke)
“يكون الناس في بعض الأحيان جسورين بما يكفي لإطفاء شمعتهم الخاصة. قال هوبز الفاجر: “أنا أعطي جسدي للتراب، ونفسي لـ ‘ربما العظيمة’ (عدم اليقين). وسأقوم بقفزة في الظلام.” إنه أمر مؤسف. ألم تكن هذه قفزة في الظلام إلى الأبد؟” بريدجز (Bridges)
“يعتقد بعضهم أن هذا النص يوحي بفناء الخطاة. لكنه لا يشير إلى ‘عدم الكينونة،’ بل إلى ‘حالة الكينونة.’ إذ سيكون الأشرار موجودين، لكن لن يكونوا سعداء.” كلارك (Clarke)
ك) الآيات (21-22): احترم الله والملك.
21يَا ٱبْنِي، ٱخْشَ ٱلرَّبَّ وَٱلْمَلِكَ. لَا تُخَالِطِ ٱلْمُتَقَلِّبِينَ، 22لِأَنَّ بَلِيَّتَهُمْ تَقُومُ بَغْتَةً، وَمَنْ يَعْلَمُ بَلَاءَهُمَا كِلَيْهِمَا.
1. ٱخْشَ ٱلرَّبَّ وَٱلْمَلِكَ: تطلب منا الحكمة أن نخاف الله، لكنها تطلب أيضًا أن نخاف (نخشى) الملك. فالحكام الأرضيون يستحقون احترامنا وإكرامنا (رومية 13: 1-7).
“يضع المزمور الله قبل الملك، لأن الله يجب أن يُخدم في المقام الأول، ولا ينبغي أن تعطى طاعتنا للملك إلا في خضوع لله، وليس في الأمور المناقضة لإرادته ووصاياه، كما هو واضح من كل من كلمة الله كما في أعمال الرسل 5: 29 ومن حكم الوثنيين الرزينين وممارساتهم.” بولي (Poole)
2. لَا تُخَالِطِ ٱلْمُتَقَلِّبِينَ: يتوجب على أولئك الذين يريدون إسقاط النظام أو تغييره أن يحذروا كثيرًا. وغالبًا ما يرى الثوريون مصيبتهم تقوم فجأة. ويمكنهم أن يجلبوا دمارًا عظيمًا في ثورتهم.
“ينبغي أن يخاف الناس الله والحكومة، لأن كليهما يعاقب المتمردين.” روس (Ross)
المتقلّبين: “هكذا كان قورح والمتواطئون معه، وأبشالوم، وصبا، والأسباط العشرة التي صرخت: ‘خفِّفْ نيرنا،’ وقبل ذلك في أيام صموئيل صرخوا: ‘لا، بل نريد ملكًا.’” تراب (Trapp)
ثانيًا. أقوال أخرى للحكماء
أ ) الآيات (23-25): أهمية العدالة الحقيقية.
23هَذِهِ أَيْضًا لِلْحُكَمَاءِ: مُحَابَاةُ ٱلْوُجُوهِ فِي ٱلْحُكْمِ لَيْسَتْ صَالِحَةً. 24مَنْ يَقُولُ لِلشِّرِّيرِ: «أَنْتَ صِدِّيقٌ» تَسُبُّهُ ٱلْعَامَّةُ. تَلْعَنُهُ ٱلشُّعُوبُ. 25أَمَّا ٱلَّذِينَ يُؤَدِّبُونَ فَيَنْعَمُونَ، وَبَرَكَةُ خَيْرٍ تَأْتِي عَلَيْهِمْ.
1. هَذِهِ أَيْضًا لِلْحُكَمَاءِ: انتهت سلسلة كلمات الحكمة الثلاثين عند أمثال 24: 22. وهنا، حتى نهاية أمثال 24، نجد مجموعة من الأقوال الإضافية للحكماء.
2. مُحَابَاةُ ٱلْوُجُوهِ فِي ٱلْحُكْمِ لَيْسَتْ صَالِحَةً: سواء أكان هذا في في المحاكم القانونية الرسمية أم في التعاملات اليومية. فلا يجب أن نصدر حكمًا على أساس من المحاباة. إذ يمكن أن يكون الأشخاص المشابهون لنا على خطأ، بينما يكون الأشخاص المختلفون عنا على صواب.
مُحَابَاةُ ٱلْوُجُوهِ فِي ٱلْحُكْمِ لَيْسَتْ صَالِحَةً: “بالعبرية ‘أن تعرف وجوهًا،’ أي أن يضع المرء الشخص لا المسألة نفسها في الاعتبار، أن يسمع أشخاصًا يتكلمون لا القضايا نفسها، أن لا تحكم حسب الحق والإنصاف بل حسب الرأي والمظهر – أن تخشى أو تحابي.” تراب (Trapp)
3. أنت صدّيق: هذا ما لا ينبغي أن يقال للأشرار. ففي مجتمع حكيم أخلاقي، يلعن الناس شخصًا لديه مثل هذا الحُكم الأخلاقي المشوه، وستمقته الشعوب.
إنها علامة على حماقة عصرنا الحالي وجود أمثلة وحشية للشر أو الإثم يقال لها: ‘أنت صدّيق.’ ويصف المثل عمل ثقافة أحكم من ثقافتنا الحالية.
4. أَمَّا ٱلَّذِينَ يُؤَدِّبُونَ (يوبّخون الأشرار) فَيَنْعَمُونَ (فسيفرحون): ينبغي التعامل مع الشر وتوبيخه. ولا ينبغي أن نضفي طابعًا رومانسيًّا على الأشرار أو أن نعذرهم.
ب) الآية (26): جمال الجواب الملائم.
26تُقَبَّلُ شَفَتَا مَنْ يُجَاوِبُ بِكَلَامٍ مُسْتَقِيمٍ.
1. مَنْ يُجَاوِبُ بِكَلَامٍ مُسْتَقِيمٍ: الاستجابة الملائمة لسؤال أو مشكلة صعبة موضع ترحيب على الدوام. ونحن نفكر في المرات الكثيرة التي عُرضت على يسوع المسيح أسئلة صعبة فقدّم لها جوابًا سليمًا.
“لاحظ المفارقة، حيث يقول إن الصراحة المناسبة – رغم أنها تبدو مكلفة – تفوز بالعرفان بالجميل، ولها سحرها الخاص.” كيدنر (Kidner)
2. تُقَبَّلُ شَفَتَا (يُقَبِّلُ الشفتين): يأتي الجواب السليم من الشفتين، تمامًا مثل القبلة الودية المُرَحِّبة.
“يعامله بمحبة واحترام.” كلارك (Clarke)
“رمز التقبيل على الشفتين مذكور في هذا الموضع فقط من الكتاب المقدس. وبيَّن هيرودوت في كتابه (التاريخ 1. 134) أن هذه كانت علامة صداقة بين الفُرس. وتدل هذه الاستعارة على أن الصداقة تتسم بالحق.” روس (Ross)
ج) الآية (27): رتِّب حياتك بحكمة.
27هَيِّئْ عَمَلَكَ فِي ٱلْخَارِجِ وَأَعِدَّهُ فِي حَقْلِكَ، بَعْدُ تَبْنِي بَيْتَكَ.
1. هَيِّئْ عَمَلَكَ فِي ٱلْخَارِجِ: الفكرة هي أنه قبل بناء بيت، ينبغي القيام باستعدادات ملائمة. إذ يجب تجهيز الحقل والأرض. وتخبرنا الحكمة أنه ينبغي القيام بتخطيط ملائم وبترتيب ملائم.
عملك في الخارج: “يمكن أن يشمل هذا حرث الأرض وزراعة الحدائق والبيارات لكي تنتج ثمرها.” والتكي (Waltke)
“لا تفعل شيئًا من دون خطة. ففي الشتاء، قم بإعداد البذور، والأدوات، والبكرات، والتروس، إلخ من أجل وقت البذار والحصاد.” كلارك (Clarke)
2. بَعْدُ تَبْنِي بَيْتَكَ: يريد بعضهم أن يقفزوا رأسًا إلى البناء من دون إعداد الحقل. ولن تبارَك هذه الحماقة. فقم بالإعداد أولًا، وابنِ بيتك لاحقًا.
“يؤكد هذا القاعدة العملية للإنتاج قبل الاستهلاك، وهي قاعدة لا يقبلها الكسول.” جاريت (Garrett)
“تمّت الاستعدادات لهيكل سليمان البديع قبل بناء هذا البيت. وبنفس الطريقة، فإن البيت الروحي مصنوع من مواد تمّ إعدادها وتجهيزها لينمو هيكلًا مقدَّسًا في الرب (أفسس 2: 21-22).” بريدجز (Bridges)
“كما هو الحال في الاقتصاد الريفي، فإن الحقول التي تُعمل بشكل حسن تبرر وجود بيت المزرعة وتقويته. وبنفس الطريقة، فإن الحياة المرتّبة بشكل حسن (في الأمور المادية وغير المادية) ينبغي تأسيسها قبل الزواج.” كيدنر (Kidner)
د ) الآيات (28-29): قول الحق حول الآخرين.
28لَا تَكُنْ شَاهِدًا عَلَى قَرِيبِكَ بِلَا سَبَبٍ، فَهَلْ تُخَادِعُ بِشَفَتَيْكَ؟ 29لَا تَقُلْ: كَمَا فَعَلَ بِي هَكَذَا أَفْعَلُ بِهِ. أَرُدُّ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ.
1. لَا تَكُنْ شَاهِدًا عَلَى قَرِيبِكَ بِلَا سَبَبٍ: لا ينبغي أن نتكلم ضد أحد إلا إذا كان هنالك سبب وجيه وبار لفعل هذا. فغالبًا ما نتحدث بالسوء عن الآخرين لتسلية آخرين وأنفسنا. وهذه خطية.
“الربح طُعم للسارق، والشهوة للزاني، والانتقام للقاتل. لكن يصعب القول أية فائدة يربحها الشاهد من الشهادة ضد قريبه. وإغراء هذه الخطية هو نفس ما يشعر به إبليس، وهو محبة الخطية لذاتها.” بريدجز (Bridges)
2. تُخَادِعُ بِشَفَتَيْكَ: عندما نتكلم عن الآخرين بلا سبب، فإننا في العادة نبالغ في الحقيقة، أو نلوّنها فنجعلها خداعًا.
3. كَمَا فَعَلَ بِي هَكَذَا أَفْعَلُ بِهِ: هذا هو ما تخبرنا الحكمة أن لا نقوله. فلا ينبغي أن نرد على الشر بالشر (1 تسالونيكي 5: 15). لا يعني أنه، لمجرد أن شخصًا ما تكلّم عنا بالشر، ينبغي أن نتكلم عنه بالشر.
“وفقًا للكتاب المقدس، ينبغي للطرف المتضرر أن يحب قريبه (لاويين 19: 18)، وأن يضع الظلم بين يدي الله العظيم والقاضي المختار منه ليحكم فيه.” والتكي (Waltke)
“لا يوجد ما هو أكثر طبيعية من الانتقام من الإساءات. ويوافق العالم على هذا باعتباره مزاجًا صحيحًا، ولمسة حقيقية، كما أن احتمال الإساءات يُعَد جُبنًا وافتقارًا إلى الرجولة. لكننا لم نتعلم المسيح هكذا.” تراب (Trapp)
هـ) الآيات (30-34): مأساة الكسول.
30عَبَرْتُ بِحَقْلِ ٱلْكَسْلَانِ وَبِكَرْمِ ٱلرَّجُلِ ٱلنَّاقِصِ ٱلْفَهْمِ، 31فَإِذَا هُوَ قَدْ عَلَاهُ كُلَّهُ ٱلْقَرِيصُ، وَقَدْ غَطَّى ٱلْعَوْسَجُ وَجْهَهُ، وَجِدَارُ حِجَارَتِهِ ٱنْهَدَمَ. 32ثُمَّ نَظَرْتُ وَوَجَّهْتُ قَلْبِي. رَأَيْتُ وَقَبِلْتُ تَعْلِيمًا: 33نَوْمٌ قَلِيلٌ بَعْدُ نُعَاسٌ قَلِيلٌ، وَطَيُّ ٱلْيَدَيْنِ قَلِيلًا لِلرُّقُودِ، 34فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَعَدَّاءٍ وَعَوَزُكَ كَغَازٍ.
1. فَإِذَا هُوَ قَدْ عَلَاهُ كُلَّهُ ٱلْقَرِيصُ: هذا هو ما رآه الإنسان الحكيم عندما رأى حقل الكسول أو كرْمه. لم يقم الكسول ببذر الأشواك والقريص، ولم يتعمد هدم السور الحجري، غير أن كسله سمح لهذه الأمور بأن تحدث كما لو أنها حدثت عمدًا.
تصف إشعياء 28: 24-29 كيف يبدو العمل الدقيق الدؤؤوب في الحقل.” والتكي (Waltke)
- ثُمَّ نَظَرْتُ وَوَجَّهْتُ قَلْبِي (تأملت في نفسي): تَعَلَّم الإنسان الحكيم من مأساة الرجل الكسول. لم يكن مضطرًّا إلى أن يعاني نفس ما عاناه الكسول ليتعلم الدرس. وهذه علامة من علامات الحكمة.
“تدعو هذه الحكاية القارئ إلى استذكار ملاحظات مشابهة لبيوت في حالة سيئة واستخلاص نفس الاستنتاجات حتى أثناء المشاركة في اشمئزاز الشاعر من الحالة المخزية لبيت الرجل المفتقر إلى الحيوية.” جاريت (Garrett)
3. نَوْمٌ قَلِيلٌ بَعْدُ نُعَاسٌ قَلِيلٌ: هكذا يعقلن (يبرر) الكسول إهماله لواجبه. فنوم قليل لا يتسبب في أي ضرر، ومن المؤكد أننا نحتاج جميعًا إلى قليل من النعاس. ولا تكمن المشكلة في نوم الكسول، بل في إهماله للواجب.
“كن على يقين من هذا: سيصبح الأفضل الأسوأ إن أهملناه. والإهمال هو ما يلزم لإنتاج الشر. فإذا أردتَ أن تعرف عن طريق الخلاص، يتوجب عليّ أن أبذل بعض الجهد لأخبرك. لكن إذا أردت طريق الضياع والهلاك، فإن جوابي سهل. فالمسألة مسألة إهمال.” سبيرجن (Spurgeon)
4. فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَعَدَّاءٍ وَعَوَزُكَ كَغَازٍ: هذا هو مصير الإنسان الكسول. فبسبب الإهمال الآثم، سيأتي الفقر فجأة وبقوة غير مرحَّب به كرجل محارب. وفي هذه الحالة، ينظر الكسول إلى نفسه على أنه بريء، لأنه لم يتعمد زرع الأشواك أو هدم السور. لكن إهماله للواجب فعل هذا، وهو بلا عذر.
“لكن دعنا نلقِ نظرة على الكسول الروحي. فإن كان أي حقل مهمل منظرًا حزينًا، فما بال النفس المهمَلة! فعندما تُترك هذه النفس لِعُقْمها، بدلًا من أن تُبذر بذار النعمة فيها، سيعلوها الشوك والقريص.” بريدجز (Bridges)