أمثال 21
سلام في البيت، رخاء في الحياة، استعداد للمعركة
أمثال 21: 1
1قَلْبُ ٱلْمَلِكِ فِي يَدِ ٱلرَّبِّ كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ، حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ.
- قَلْبُ ٱلْمَلِكِ فِي يَدِ ٱلرَّبِّ: يمسك الله بقلب الإنسان ويستطيع أن يوجّهه. فإن كان الله يستطيع أن يفعل هذا مع شخص قوي ونبيل مثل الملك، فإنه يستطيع أن يفعل هذا مع أي إنسان يختاره.
“هكذا حوّل الرب قلب فرعون تجاه يوسف، وقلب شاول تجاه داود، وقلب نبوخذنصر تجاه إرميا، وقلب داريوس تجاه دانيال، وكورش – وبعده الإسكندر الكبير – تجاه اليهود، وبعض المضطهِدين الرومان تجاه المسيحيين الأوائل.” تراب (Trapp)
“تمتد سيادة الله التي لا تُستقصى إلى الملك، أقوى البشر، وإلى القلب، العضو الأكثر حرية. ويسود الرب حتى على أكثر البشر قوة وحرية.” والتكي (Waltke)
يفترض أن يبني هذا إيماننا بأن الله يستطيع أن يرشد ويغيّر القلوب. ونحن نشعر أحيانًا باليأس عندما نرى عناد القلب البشري وقساوته تجاه الله وإرادته. لكن قلب الملك هو في يد الرب، وهو يستطيع أن يرشده حيثما يشاء.
“هو يذكر الملوك على نحو التحديد من دون استثناء البشر الآخرين، لأنهم أكثر تعسُّفًا وأكثر جموحًا من أن يكونوا قابلين للسيطرة عليهم من البشر الآخرين.” بولي (Poole)
- كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ: يوضح القياس التمثيلي كيف أن الله يمكن أن يرشد قلب الإنسان. فعند تحويل مجرى نهر، لا يحتاج المرء إلى حمل كل نقطة ماء منه إلى المكان المرغوب. فإن كان بإمكان المرء تشكيل ضفتي النهر واتجاهه، فسيجري الماء إلى المكان المطلوب. ولا يحتاج الله إلى اللجوء إلى العنف مع القلب البشري ليرشده. وقد يفعل هذا من خلال ترتيب ظروف أخرى مثل ضفتي نهر ليوجه تدفّقه حيثما يريد.
“يمثّل تغلث بلصر(إشعياء 10: 6، 7)، وكورش (إشعياء 41: 2-4)، وأرتحشتا (عزرا 7: 21) كلهم أمثلة لملوك مستبدين قاموا، في سعيهم إلى مساراتهم المختارة، بغمر حقل الله وتسميده كما اختار. وما زال المبدأ ساري المفعول.” كيدنر (Kidner)
“كما يوجه مُزارع مجرى الماء من خلال شق قنوات إلى حيث يريد لينظم تدفّقه، كذلك يفعل الرب مع الملك. وهكذا فإنه ليس هنالك حاكم بشري مطلق. أو بعبارة أخرى، فإن الرب هو حقًّا ملك الملوك.” روس (Ross)
أمثال 21: 2
2كُلُّ طُرُقِ ٱلْإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةٌ فِي عَيْنَيْهِ، وَٱلرَّبُّ وَازِنُ ٱلْقُلُوبِ.
- كُلُّ طُرُقِ ٱلْإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةٌ فِي عَيْنَيْهِ: نحن نميل بطبيعتنا إلى تبرير أنفسنا. ونحن نفعل هذا أحيانًا بصدق، وأحيانً أخرى بخداع. لكن الكبرياء العنيدة تجعلنا نعتقد بشكل عام أن كل طريق من طرق الإنسان مستقيمة في نظره.
- وَٱلرَّبُّ وَازِنُ ٱلْقُلُوبِ: البشر واثقون بطرقهم. لكن الله يعلم كل شيء. فنحن نبرر أشياء حسب قلوبنا، فنقول مثلًا: ‘كان هذا في قلبي،’ أو ‘لا بد أن أتبع قلبي،’ أو ‘أنا أعرف في قلبي.’ لكن الله يزن قلوب البشر عالمًا أن القلب لا يبرر شيئًا.
“تتجاوز قدرة الرب على التمييز كشف قناع الذين يخدعون الآخرين. فهو يعرف حتى أولئك الذين يخدعون أنفسهم.” جاريت (Garrett)
أمثال 21: 3
3فِعْلُ ٱلْعَدْلِ وَٱلْحَقِّ أَفْضَلُ عِنْدَ ٱلرَّبِّ مِنَ ٱلذَّبِيحَةِ.
- فِعْلُ ٱلْعَدْلِ وَٱلْحَقِّ: إن الطريقة التي نعامل بها الآخرين – وهي ما يمكن تسميتها علاقتنا الأفقية – مهمة لدى الله. فهو يريدنا أن نفعل البر والعدل في العالم.
- أَفْضَلُ عِنْدَ ٱلرَّبِّ مِنَ ٱلذَّبِيحَةِ: كانت الذبائح الحيوانية طريقة للسلوك في علاقة سليمة مع الرب – وهي ما يمكن تسميتها علاقتنا العامودية. ويقول الله هنا أن طريقة معاملتنا للآخرين أكثر أهمية من كيفية أداء الطقوس الدينية مثل تقديم الذبائح. كانت هذه هي الحقيقة التي غابت عن الكاهن واللاوي في قصة يسوع عن السامري الصالح (لوقا 10: 30-36).
أمثال 21: 4
4طُمُوحُ ٱلْعَيْنَيْنِ وَٱنْتِفَاخُ ٱلْقَلْبِ، نُورُ (حرْث) ٱلْأَشْرَارِ خَطِيَّةٌ.
- طُمُوحُ ٱلْعَيْنَيْنِ (النظرة المتغطرسة) وَٱنْتِفَاخُ (كبرياء) ٱلْقَلْبِ: غالبًا ما يَظهر القلب المتكبر من خلال نظرة متغطرسة، ولا يوجد نقص في هذا بين البشر.
“تتخذ هذه الخطية أشكالًا مختلفة كثيرة لا يعتقد المرء أنها تنطبق عليه إلى أن يكشف روح الله له ذلك. وهو يتمكن بالفعل من الافتخار بكبريائه.” بريدجز (Bridges)
- نُورُ (حرْث) ٱلْأَشْرَارِ خَطِيَّةٌ: هذه الأشياء الثلاثة – النظرة المستعلية، والقلب المتكبر، وحَرث الأشرار – يمكن أن يسمّى كل واحد منها خطية. حتى العمل الجاد الذي يقوم به الأشرار (الحرث)، يمكن أن يُعَد خطية أمام الله، لأنهم في الغالب يستخدمون منفعة تعبهم من أجل قصد شرير.
نور (حرث): “رخاء الأشرار، ذرّيّتهم.. خطية. فهو شر في بذرته، وشرّ في جذره، وشرّ في فرعه، وشرّ في ثمره. إنها كلها ممتلئة بالخطية، وما يفعلونه آثِم.” كلارك (Clarke)
“يشير هذا إلى أن نتاج الأشرار خطية.” روس (Ross)
اتفق ديريك كيدنر (Derek Kidner) مع بعض الترجمات التي استخدمت كلمة ‘سراج’ (نور) بدلًا من ‘حرث.’ “من المؤكد تقريبًا أنه ينبغي أن تُستخدم كلمة ‘سراج’ بدلًا من ‘حرث.’”
أمثال 21: 5
5أَفْكَارُ ٱلْمُجْتَهِدِ إِنَّمَا هِيَ لِلْخِصْبِ، وَكُلُّ عَجُولٍ إِنَّمَا هُوَ لِلْعَوَزِ.
- أَفْكَارُ ٱلْمُجْتَهِدِ إِنَّمَا هِيَ لِلْخِصْبِ: عندما يجتمع التخطيط الحسن مع العمل الدؤوب، فسيكون الحصاد وفيرًا.
- وَكُلُّ عَجُولٍ إِنَّمَا هُوَ لِلْعَوَزِ: سيجد الشخص الذي يتجنب العمل، ويبحث عن طرق مختصرة أو سهلة لإنجاز الأمور فشلًا بدلًا من الوفرة والخصب. فسيؤدي طريقه بشكل مؤكد إلى الفقر.
كل عجول: “تُستخدم كلمة ‘مجتهد’ في مواضع أخرى بالمقابلة مع الكسول الخامل (أمثال 10: 4؛ 12: 24، 27؛ 13: 4)، لكنها تُستخدم هنا بالمقابلة مع العجول والمتهور. فالكسالى معيبون في عملهم ومتسرعون في تفكيرهم.” والتكي (Waltke)
أمثال 21: 6
6جَمْعُ ٱلْكُنُوزِ بِلِسَانٍ كَاذِبٍ، هُوَ بُخَارٌ مَطْرُودٌ لِطَالِبِي ٱلْمَوْتِ.
- جَمْعُ ٱلْكُنُوزِ بِلِسَانٍ كَاذِبٍ: هنالك أشخاص يأملون أن يشقوا طريقهم إلى المال عن طريق الكلام بلسان كاذب خادع. فهم يخططون لصفقات ويقدمون وعودًا كاذبة آملين أن تجلب لهم كنوزًا.
ٱلْكُنُوزِ بِلِسَانٍ كَاذِبٍ: “كما يفعل المُغوون، والمتملقون، والمداهنون، والقضاة المرتشون الذين يقولون بشكل مخزٍ ‘أعطوا أنتم’ للمدافعين المرتزقة في المحاكم الذين يبيعون ألسنتهم وصمتهم، ويساعدون عملاءهم في قضاياهم.” تراب (Trapp)
- هُوَ بُخَارٌ مَطْرُودٌ (خيال عابر) لِطَالِبِي ٱلْمَوْتِ: الأمل في الحصول على ثروة كبيرة من خلال كلام الكذب حلم أولئك الذين هم على طريق الهلاك. فهم يأملون أن يجدوا كنوزًا عظيمة بعمل قليل. وهم يضعون ثقتهم في خيالات عابرة بدلًا من الله.
“المغزى هنا من وراء هذه الآية هو أن المكسب غير المشروع لذة عابرة زائلة، وهي جريمة تنتظر عقابًا مُعَدًا لها.” روس (Ross)
لِطَالِبِي ٱلْمَوْتِ: “بدلًا من أن يحصلوا على الثروة والحياة كما كانوا يأملون، فإنهم في واقع الأمر يسعون إلى الموت، وبالتالي سيفقدون كل شيء.” والتكي (Waltke)
أمثال 21: 7
7اِغْتِصَابُ ٱلْأَشْرَارِ يَجْرُفُهُمْ، لِأَنَّهُمْ أَبَوْا إِجْرَاءَ ٱلْعَدْلِ.
- اِغْتِصَابُ (عنف) ٱلْأَشْرَارِ يَجْرُفُهُمْ: غالبًا ما يحب الأشرار العنف ويستخدمونه لتحقيق مكاسبهم. وهذا أمر لا يرضي الله، وهو يسمح لمثل هؤلاء الأشخاص بأن يحصدوا ما زرعوه.
“كان يهوذا متحمسًا للتخلص من كنزه غير المشروع عندما صار لعنة لا تطاق. لكنه لم يقدر على الهروب من ضميره الذي عذّبه.” بريدجز (Bridges)
2. لِأَنَّهُمْ أَبَوْا إِجْرَاءَ ٱلْعَدْلِ: لا يتعلق الأمر بما يفعله الأشرار فحسب، بل بما لا يفعلونه أيضًا. فهم يفعلون الاغتصاب (العنف)، ويأبون أن يجروا العدل. والله مهتم بما يفعلونه وما لا يفعلونه. فهو يهتم بكلا الجانبين، وسيحكم عليهما.
أمثال 21: 8
8طَرِيقُ رَجُلٍ مَوْزُورٍ هِيَ مُلْتَوِيَةٌ، أَمَّا ٱلزَّكِيُّ فَعَمَلُهُ مُسْتَقِيمٌ.
- طَرِيقُ رَجُلٍ مَوْزُورٍ (مذنب) هِيَ مُلْتَوِيَةٌ: لكل إنسان طريق. ويسلك بعضهم طريقًا ملتوية منحرفة. وهؤلاء موزورون (مذنبون) أمام الله.
2. أَمَّا ٱلزَّكِيُّ فَعَمَلُهُ مُسْتَقِيمٌ: تخص الطريق الملتوية الإنسان المذنب، لكن العمل المستقيم يخص الإنسان النقي (الزكي). وستظهر الطريق التي نسلك فيها حقيقتنا.
أمثال 21: 9
9اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ ٱلسَّطْحِ، خَيْرٌ مِنِ ٱمْرَأَةٍ مُخَاصِمَةٍ وَبَيْتٍ مُشْتَرِكٍ.
- اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ ٱلسَّطْحِ: ليست زَاوِيَةِ ٱلسَّطْحِ مكانًا رائعًا للسكنى. فهي مكان صغير محصور ومعرّض للعوامل الجوية، كونه على السطح. لكن في بعض الظروف، تكون زَاوِيَةِ ٱلسَّطْحِ مكانًا أفضل للسكنى.
“كان سطح البيت في تلك البلدان مسطّحًا ومستويًا وصالحًا للسكنى. لكنه كان معرّضًا لجميع أنواع عوامل الطقس المؤذية.” بولي (Poole)
“إنه أفضل للإنسان أن يعيش في العراء تحت أشعة الشمس معرّضًا نفسه للرياح وعوامل الطقس منكفئًا في زاوية في راحة بدلًا من أن يعيش في بيت مريح مع امرأة مخاصمة، في شجار ونكد.” تراب (Trapp)
- خَيْرٌ مِنِ ٱمْرَأَةٍ مُخَاصِمَةٍ وَبَيْتٍ مُشْتَرِكٍ: أن يكون لديك بيت كامل لكن أن تعيش في صراع دائم مع امرأة مخاصمة، فإن هذا يعني التعاسة. وينطبق هذا أيضًا على الرجل المخاصم. إذ سيكون المرء أفضل حالًا في وضع حياتيٍّ أكثر تواضعًا مع التمتع بالسلام قي البيت.
ٱمْرَأَةٍ مُخَاصِمَةٍ: “كلمة ‘امرأة’ غامضة تحتمل غير معنى، حيث يمكن أن تشير إلى امرأة أخرى في البيت مثل الأم، أو الجدة، أو الحماة، أو البنت (انظر أمثال 11: 16، 22). لكن يرجح أن الزوجة (أمثال 12: 4؛ 19: 13-14) هي المقصودة، كما تؤكد أمثال 18: 22.” والتكي (Waltke)
أمثال 21: 10
10نَفْسُ ٱلشِّرِّيرِ تَشْتَهِي ٱلشَّرَّ. قَرِيبُهُ لَا يَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ.
- نَفْسُ ٱلشِّرِّيرِ تَشْتَهِي ٱلشَّرَّ: عندما يفعل الشرير شرًّا، فذلك لأن نفسه تشتهي ذلك. إذ يعبَّر عن الفساد الداخلي من خلال الرغبات.
“حقيقة مهمة عن الفساد: يستطيع البشر أن يخطئوا، لا بسبب الضعف وحده، بل يخطئون بحماسة وبلا هوادة.” كيدنر (Kidner)
“نجد هنا صورة نابضة لإبليس نفسه. فهو لا يفعل الشر فحسب، بل يتوق إليه. ونحن نرى أن الشر طبيعي بالنسبة للأشرار، لأنه طبيعتهم.” بريدجز (Bridges)
2. قَرِيبُهُ لَا يَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ: من ميزات الشرير هو عدم التعايش مع القريب. وهو لا ينظر إلى أي شخص آخر بعين النعمة والرضا. وينبغي أن نكون حذرين من الذين لا نستطيع التوافق معهم.
أمثال 21: 11
11بِمُعَاقَبَةِ ٱلْمُسْتَهْزِئِ يَصِيرُ ٱلْأَحْمَقُ حَكِيمًا، وَٱلْحَكِيمُ بِٱلْإِرْشَادِ يَقْبَلُ مَعْرِفَةً.
- بِمُعَاقَبَةِ ٱلْمُسْتَهْزِئِ يَصِيرُ ٱلْأَحْمَقُ حَكِيمًا: هنالك مستويات من الحمقى ودرجات من الحمق. فالمستهزئ يتقسَّى من خلال رفضه للحكمة، بينما البسيط (الأحمق) أكثر سذاجة وافتقارًا إلى الخبرة. ويمكن أن يتعلم البسيط (الأحمق) عند معاقبة المستهزئ.
- وَٱلْحَكِيمُ بِٱلْإِرْشَادِ يَقْبَلُ مَعْرِفَةً: لا يلزم أن يتعلم البشر كل شيء بالطريقة الصعبة من خلال بؤسهم وبؤس آخرين. إذ يمكن أن يتعلموا عندما يقبلون الإرشاد.
“يتعلم البسطاء الحكمة من خلال كل من رؤية معاقبة الأشرار ورخاء الصالحين.” بولي (Poole)
أمثال 21: 12
12اَلْبَارُّ يَتَأَمَّلُ بَيْتَ ٱلشِّرِّيرِ وَيَقْلِبُ ٱلْأَشْرَارَ فِي ٱلشَّرِّ.
- (الرب) اَلْبَارُّ يَتَأَمَّلُ بَيْتَ ٱلشِّرِّيرِ: الرب إله بار، وما يحدث في بيت الشرير أمر لا يغيب عن نظره. وهو يراه ويتأمله بحكمة. يتأمل الرب بيت الأشرار بحكمة وعدالة كاملتين.
اَلْبَارُّ يَتَأَمَّلُ بَيْتَ ٱلشِّرِّيرِ: “يتنبأ البار بسقوط بيت الأشرار المخيف، ولا يستاء من رخائهم الحالي، لأنه يعرف أن الله سيقلب هذا البيت سريعًا. ويشفيه هذا التأمل من الحنق، كما فعل داود [مزمور 37: 1-2]. وينبغي أن يكون دمار الآخرين إرشادًا ودرسًا لنا.” تراب (Trapp)
2. وَيَقْلِبُ ٱلْأَشْرَارَ فِي ٱلشَّرِّ: يدان الأشرار على شرهم. فمهما كان الحكم الذي يتلقونه، فإنه ملائم لأعمالهم.
أمثال 21: 13
13مَنْ يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ صُرَاخِ ٱلْمِسْكِينِ، فَهُوَ أَيْضًا يَصْرُخُ وَلَا يُسْتَجَابُ.
- مَنْ يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ صُرَاخِ ٱلْمِسْكِينِ: رغم أن أمثالًا كثيرة تحكي عن الفقر الناجم عن السلوك السيئ، إلا أن أمثالًا أخرى تعبّر عن شفقة الله تجاه الفقراء. فالله مهتم بالفقراء، وهو يأمرنا بأن ننمي قلبًا شفوقًا تجاههم.
- فَهُوَ أَيْضًا يَصْرُخُ وَلَا يُسْتَجَابُ: سنحصد ما زرعناه. وسيكال لنا بالكيل الذي نكيل به للآخرين. وإن كنا صامتين حول المعوزين، ربما يرتب الله الأمر حتى لا يُسمع لنا عند الحاجة.
“انظروا سلوك الكاهن واللاوي تجاه الرجل الذي وقع بين لصوص. وليتعلّم كل إنسان من هذا أن من يسد أذنيه عن صراخ الفقراء، فإن الله سيسد أذنيه عن صراخه. فالكلمات واضحة ولا صعوبة في فهمها.” كلارك (Clarke)
أمثال 21: 14
14اَلْهَدِيَّةُ فِي ٱلْخَفَاءِ تَفْثَأُ ٱلْغَضَبَ، وَٱلرَّشْوَةُ فِي ٱلْحِضْنِ تَفْثَأُ ٱلسَّخَطَ ٱلشَّدِيدَ.
- اَلْهَدِيَّةُ فِي ٱلْخَفَاءِ تَفْثَأُ (تهدّئ) ٱلْغَضَبَ: هذا من بين الأمثال التي تتكلم بصدق حول فاعلية الهدية أو الرشوة. وتبيّن الطبيعة السرية للهدية أنها غير لائقة على الإطلاق. غير أنها تنجح في تهدئة غضب مسؤول أو قائد.
“أتصور أن دافع الرجل الحكيم (سليمان) هنا هو أن يبيّن مدى انتشار الهدايا، وبشكل خاص إذا كان يتم توصيلها سرًّا – ومن شأن سريتها أن تزيل عار قبولها علنًا – وكيف أنها تمهد لمصالحة ودية. فهكذا هدّأ يعقوب غضب عيسو، وأبيجايل غضب داود، وحزقيال غضب الأشوري الذي صعد للهجوم عليه (2 ملوك 18: 24-25).” تراب (Trapp)
- وَٱلرَّشْوَةُ فِي ٱلْحِضْنِ تَفْثَأُ ٱلسَّخَطَ ٱلشَّدِيدَ: ومرة أخرى، يشار هنا إلى الطبيعة السرية للهدية أو الرشوة. فرغم أنها مشكوك فيها أخلاقيًّا، إلا أنها تنجح مع القائد أو المسؤول الفاسد.
“لا تدين الآية هنا الهدية ولا تتغاضى عنها، بل تلاحظ فاعلية هذه الممارسة.” روس (Ross)
أمثال 21: 15
15إِجْرَاءُ ٱلْحَقِّ فَرَحٌ لِلصِّدِّيقِ، وَٱلْهَلَاكُ لِفَاعِلِي ٱلْإِثْمِ.
- إِجْرَاءُ ٱلْحَقِّ فَرَحٌ لِلصِّدِّيقِ: عندما يكون شخص ما صدّيقًأ وبارًّا وعادلًا في باطنه، فإن إجراءه للعدل (الحق) يعطيه فرحًا. إذ تنبع أعماله من طبيعته. وإذا أردنا أن نسلك فعلًا في الطريق التي يريدنا الله أن نسلكها، ينبغي أن نتغير من الداخل.
- وَٱلْهَلَاكُ لِفَاعِلِي ٱلْإِثْمِ: يُظهر فاعلو الإثم أيضًا ما في قلوبهم. ويفترض أن يجعلهم هذا يرتعدون تحت دينونة الله. وسيختبرون الهلاك بدلًا من الفرح الذي يختبره الصدّيق.
لِفَاعِلِي ٱلْإِثْمِ: الأشرار عمّال مجتهدون. فهم يبذلون جهدًا كبيرًا في تغذية الجسد لإشباع شهواتهم. وهم يفعلون هذا بسعادة فريدة.” تراب (Trapp)
أمثال 21: 16
16اَلرَّجُلُ ٱلضَّالُّ عَنْ طَرِيقِ ٱلْمَعْرِفَةِ يَسْكُنُ بَيْنَ جَمَاعَةِ ٱلْأَخِيلَةِ.
- اَلرَّجُلُ ٱلضَّالُّ عَنْ طَرِيقِ ٱلْمَعْرِفَةِ: هنالك سبيلان أو طريقان يمكن للإنسان أن يسلكهما. وإنه لمن الخطر أن تبدأ في طريق الفهم من دون الاستمرار فيها. وقد صحّ هذا بشكل مأساوي عن سليمان، كاتب الأمثال (1 ملوك 11: 1-11). ولا يلزم أن يكون الابتعاد عن الفهم محسوبًا ومتعمَّدًا. إذ قد يبدو المرء وكأنه ضلّ.
“كما أن لكل حركة غاية، كذلك فإنّ لكل رحلة هدفًا.” (والتكي) (Waltke)
2. يَسْكُنُ بَيْنَ جَمَاعَةِ ٱلْأَخِيلَةِ: إذا ضلّ أحدهم عن طريق الفهم، ربما ينتهي به الأمر إلى أن يكون بين جَمَاعَةِ ٱلْأَخِيلَةِ (الموتى). فللسبيل الذي نسلكه ونبقى فيه كل الأهمية.
أمثال 21: 17
17مُحِبُّ ٱلْفَرَحِ إِنْسَانٌ مُعْوِزٌ. مُحِبُّ ٱلْخَمْرِ وَٱلدُّهْنِ لَا يَسْتَغْنِي.
- مُحِبُّ ٱلْفَرَحِ (اللذة) إِنْسَانٌ مُعْوِزٌ: لكي نجد النجاح والرخاء، يتوجب أن يكون لدينا قدر من الانضباط وإنكار الذات. وغالبًا ما ينتهي الأمر بالنسبة لمن يفتقر إلى ذلك إلى أن يكون فقيرًا.
- مُحِبُّ ٱلْخَمْرِ وَٱلدُّهْنِ لَا يَسْتَغْنِي: في هذا المثل، تمثل الخمر والدهن رفاهية الحياة. هنالك طريقة ملائمة للاستمتاع بالخمر والدهن من دون أن يضع المرء قلبه عليهما. فإذا أحبهما المرء فوق القدر الملائم، فسيؤدي به هذا إلى طريق الفقر (لا يستغني).
“لا بد أن الحب المصوَّر هنا مفرط أو غير مسيطر عليه، لأنه يجلب الفقر. فربما يهمل الناس مسؤوليات أخرى، أو أنهم يحاولون أن يعيشوا فوق مستواهم.” روس (Ross)
أمثال 21: 18
18اَلشِّرِّيرُ فِدْيَةُ ٱلصِّدِّيقِ، وَمَكَانَ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ ٱلْغَادِرُ.
- اَلشِّرِّيرُ فِدْيَةُ ٱلصِّدِّيقِ: هذه طريقة للقول إن الصدّيقين سينجحون في نهاية الأمر، وسينتصرون على الأشرار.
فِدْيَةُ: “لا ينبغي دفع الاستعارة إلى مداها لنسأل عمن تُدفع له الفدية.” والتكي (Waltke)
“غالبًا ما يقطع الله الأشرار في دينونته ليمنعهم من القضاء على الأبرار. وبشكل عام، نجد أن الأشرار يسقطون في فخاخ حفروها للأبرار.” كلارك (Clarke)
2. وَمَكَانَ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ ٱلْغَادِرُ (غير الأمين): يَعِد الله بأنه في نهاية المطاف سيرفع كل الأبرار والمستقيمين فوق الأشرار وغير الأمناء (الغادرين).
أمثال 21: 19
19اَلسُّكْنَى فِي أَرْضٍ بَرِّيَّةٍ خَيْرٌ مِنِ ٱمْرَأَةٍ مُخَاصِمَةٍ حَرِدَةٍ.
- اَلسُّكْنَى فِي أَرْضٍ بَرِّيَّةٍ: قيلَ في مثل سابق (أمثال 21: 9) إنه أفضل أن يسكن الرجل في زاوية السطح من أن يسكن مع امرأة مخاصمة. ويُبعد هذا المثل الرجل عن البيت كليًّا ليضعه في البرية كمكان أفضل.
- خَيْرٌ مِنِ ٱمْرَأَةٍ مُخَاصِمَةٍ حَرِدَةٍ: تحدّثت أمثال 21: 9 عن المرأة المخاصمة، ويضيف هذا المثل فكرة الحَرَد إلى هذه الصورة. ويجعل الرجل غير المحظوظ أبعد عن البيت (في البرية). ويبيّن هذا القيمة العظيمة للسلام في البيت.
“ومع ذلك، تلزم صلوات كثيرة وصبر كثير لتجنُّب الانزعاجات التافهة هذه. وسيحفظنا الله من هذه الانزعاجات التي تأتي بلا داعٍ. ويتوجب أن نضع في اعتبارنا أن لدينا عونًا إلهيًّا في مواجهة صلباننا الثقيلة. ونحن نتطلع بشوق إلى بيتنا الأبدي، بيت السلام.” بريدجز (Bridges)
أمثال 21: 20
20كَنْزٌ مُشْتَهًى وَزَيْتٌ فِي بَيْتِ ٱلْحَكِيمِ، أَمَّا ٱلرَّجُلُ ٱلْجَاهِلُ فَيُتْلِفُهُ.
- كَنْزٌ مُشْتَهًى وَزَيْتٌ فِي بَيْتِ ٱلْحَكِيمِ: يحيا الإنسان الحكيم حياة مباركة من الله، وغالبًا ما تظهر هذه البركة في أمور مادية. فقد يكون لديه كنز مشتهى وزيت جيد في بيته.
- أَمَّا ٱلرَّجُلُ ٱلْجَاهِلُ فَيُتْلِفُهُ: سيجد الأحمق صعوبة في الحصول على ما يمتلكه الحكيم. ومع ذلك، حتى لو حصل عليه، فلن يدوم. إذ سيبعثره بطبيعته الحمقاء.
“تعني هذه الآية بشكل أساسي أن الحكماء يكسبون ثروة، بينما الحمقى يبعثرون ثرواتهم.” روس (Ross)
أمثال 21: 21
21اَلتَّابِعُ ٱلْعَدْلَ وَٱلرَّحْمَةَ يَجِدُ حَيَاةً، حَظًّا وَكَرَامَةً.
- اَلتَّابِعُ ٱلْعَدْلَ وَٱلرَّحْمَةَ: يسير كل إنسان على طريق. والطريق هنا هي البر والرحمة. وهذه طريق الحكمة، طريق الله للذين يستمعون إليه ويستسلمون له.
- يَجِدُ حَيَاةً، حَظًّا وَكَرَامَةً: ليست طريق البر والرحمة سهلة. إذ تجد مقاومة واستهزاء، غير أنها تكافأ بغنى بالحياة والبر والكرامة. فطريق الحكمة تستحق العناء.
أمثال 21: 22
22اَلْحَكِيمُ يَتَسَوَّرُ مَدِينَةَ ٱلْجَبَابِرَةِ، وَيُسْقِطُ قُوَّةَ مُعْتَمَدِهَا.
- اَلْحَكِيمُ يَتَسَوَّرُ مَدِينَةَ ٱلْجَبَابِرَةِ: أسوار المدينة عوائق صعبة، وبشكل خاص إذا كانت مدينة الجبابرة. لكن مع الحكمة، يمكن للمرء أن يتغلب على كل هذه العوائق. إذ يستطيع الحكيم أن ينجز أشياء مستحيلة على الآخرين.
“الاعتماد على الحكمة أكثر فاعلية من الاعتماد على القوة.” كيدنر (Ross)
- وَيُسْقِطُ قُوَّةَ مُعْتَمَدِهَا (حصنها الموثوق): لأن الإنسان الحكيم يتمتع ببركة الله وإرشاده، يستطيع أن يهدم عوائق مثل حصن يُعتمَد عليه. ويصح هذا على الحياة العسكرية والعملية. فالحكمة والبراعة كسبتا معارك كثيرة ودمّرتا حصونًا. ويصح هذا على الحياة الروحية أيضًا. إذ يمكن هدم المدن والحصون التي تقف عائقًا أمام تقدم المؤمن، بحكمة الله وقوته.
“هنالك تطبيقات كثيرة لحقيقة نجاح الحكمة بينما تفشل القوة الغاشمة (انظر أمثال 24: 5-6)، منها الحرب الروحية.” كيدنر (Kidner)
“فالحكمة الروحية – وهي هبة مباشرة من الله – تتغلب على الصعوبات الحصينة. لنكن كجنود أقوياء في الرب، ونلبس سلاح الله الكامل (أفسس 6: 10). والنصر مؤكد، وستُهزم الحصون.” بريدجز (Bridges)
أمثال 21: 23
23مَنْ يَحْفَظُ فَمَهُ وَلِسَانَهُ، يَحْفَظُ مِنَ ٱلضِّيقَاتِ نَفْسَهُ.
- مَنْ يَحْفَظُ فَمَهُ وَلِسَانَهُ: ما نقوله مهم.. والفم واللسان جزء من أدوات الكلام. وإنه لأمر جيد أن نحرس ما نقوله، فلا نتكلم بكل ما يتبادر إلى الذهن.
2. يَحْفَظُ مِنَ ٱلضِّيقَاتِ نَفْسَهُ: يمكن للكلمات المنفلتة وغير المحسوبة أن تجلب متاعب كثيرة. فامتلاك الحكمة لحفظ الفم واللسان وحراستهما يحفظنا من متاعب كثيرة.
أمثال 21: 24
24اَلْمُنْتَفِخُ ٱلْمُتَكَبِّرُ ٱسْمُهُ «مُسْتَهْزِئٌ»، عَامِلٌ بِفَيَضَانِ ٱلْكِبْرِيَاءِ.
- اَلْمُنْتَفِخُ ٱلْمُتَكَبِّرُ ٱسْمُهُ «مُسْتَهْزِئٌ»: المستهزئ أسوأ أنواع الحمقى. فهو معروف بأنه متكبر ومتغطرس (منتفخ)، حيث يظن نفسه أفضل من الآخرين، وحتى من الله.
- عَامِلٌ بِفَيَضَانِ ٱلْكِبْرِيَاء (يتصرف بكبرياء متغطرسة)ِ: يُعرف المتكبر المتغطرس بتصرفاته. إذ تتسم حياته بكبرياء عظيمة متغطرسة.
“ليس القول إن المتكبرين يتصرفون بكبرياء حشوًا (تكرارًا للمعنى لا لزوم له)، لكنه أداة بلاغية لغرض التشديد، كما في قولنا ‘سيظل الأولاد أولادًا.’ ولا يهدف هذا المثل إلى تعريف المستهزئ بقدر ما يهدف إلى التوضيح أن غضبه ضد الله والبشر ينبع من رأيه المبالغ فيه في أهميته الذاتية.” والتكي (Waltke)
“هذه صورة حية لفرعون الذي سأل بطريقة متكبرة متعجرفة من هو الرب ليطيعه (خروج 5: 2).” بريدجز (Bridges)
أمثال 21: 25
25شَهْوَةُ ٱلْكَسْلَانِ تَقْتُلُهُ، لِأَنَّ يَدَيْهِ تَأْبَيَانِ ٱلشُّغْلَ.
- شَهْوَةُ ٱلْكَسْلَانِ تَقْتُلُهُ: لدى الكسلان رغبة (شهوة)، لكن ليست لديه المبادرة أو الطاقة لتحقيقها. فحياة الرغبة غير المتحققة غير مُشبعة له، وهو يشعر بأن هذا يقتله. فهو بالنسبة له موت. وليست هذه الحياة المباركة الصالحة التي وصفها يسوع لتلاميذه (متى 10: 38؛ لوقا 9: 23).
شرح جون تراب (John Trapp) أن مجرد الرغبة لا تكفي. “تمنّى بلعام الخير من السماء. وكذلك فعل الفريسي الشاب في الإنجيل والذي جاء إلى يسوع على عجل ومضى حزينًا. ورغب هيرودس أن يرى يسوع، لكنه لم يخرج من باب قصره ليراه. وسأل بيلاطس المسيح ‘ما هو الحق؟’ لكنه لم ينتظر ليسمع الجواب.”
- لِأَنَّ يَدَيْهِ تَأْبَيَانِ ٱلشُّغْلَ: يرغب الكسلان في البركة والرخاء، لكنه لا يرغب في الشغل، ولهذا فإن حياته إحباط وخيبة أمل على الدوام. فهو لا يعرف رضا الإنجاز المكتسب.
“من شأن العيش في عالم ممتلئ بالتمني وعدم العمل أن يجلب الخراب. وتعلّمنا هذه الآية أن العمل، لا الرغبة، هو الذي يجلب النجاح.” روس (Ross)
أمثال 21: 26
26اَلْيَوْمَ كُلَّهُ يَشْتَهِي شَهْوَةً، أَمَّا ٱلصِّدِّيقُ فَيُعْطِي وَلَا يُمْسِكُ.
- اَلْيَوْمَ كُلَّهُ يَشْتَهِي شَهْوَةً (بقوة): الإشارة هنا إلى الكسلان في المثل السابق. ففي رغبته، يشتهي بقوة طوال اليوم، غير أن الرغبة لا تتحقق لأنه لا يعمل في اتجاه تحقيقها.
- أَمَّا ٱلصِّدِّيقُ فَيُعْطِي وَلَا يُمْسِكُ: يختبر الكسلان خيبة أمل مستمرة. لكن، بالتضمين، لدى الصّدّيق الذي يعمل بجد الكثير ليقدمه، ولا يبخل (وَلَا يُمْسِكُ). فهو مبارك جدًّا حتى إن لديه لنفسه، وللعطاء بسخاء.
أمثال 21: 27
27ذَبِيحَةُ ٱلشِّرِّيرِ مَكْرَهَةٌ، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ حِينَ يُقَدِّمُهَا بِغِشٍّ.
- ذَبِيحَةُ ٱلشِّرِّيرِ مَكْرَهَةٌ: قال الله إن الاستماع (الطاعة) أفضل من الذبيحة (1 صموئيل 15: 22). فالطقوس الدينية لا تغطي الحياة الشريرة. وقد يَعُد الله هذه الطقوس الدينية مكرهة.
“قرأت عن شخص قال إنه سيعذب الحانات والمسارح وبيوت الدعارة في لندن طوال اليوم، لكنه لا يجرؤ أن يخرج من دون صلاة خاصة في الصباح. ويقول عند مغادرته: يا إبليس، افعل ما أسوأ ما لديك! يقال إن الشركس يقسمون حياتهم بين السلب والتوبة.” تراب (Trapp)
- فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ حِينَ يُقَدِّمُهَا بِغِشٍّ: طقوس الأشرار الدينية شريرة بما يكفي. وهي أسوأ عندما تُقدَّم بنيّة سيئة (بغش). وعند تقديم الذبيحة، ربما لا يلحظ الكاهن أو المراقبون النيّة الشريرة، لكم من المؤكد أن الله يستطيع ذلك.
بغِش: إنه لأمر مقيت أن يقوم إنسان يحيا بطريقة خطأ أن يقدّم ذبيحة لله كعبادة. وتصبح هذه المكرهة أسوأ عندما تقدَّم ذبيحة الشرير بدافع شرير خفي. فعطاء الشرير من أجل مسرته الخاصة أمر شرير، لكن إذا كان يأمل بتقدمته هذه أن ينال نعمة روحية ما وهو ما زال في الخطية، فهذا شر أعمق.” مورجان (Morgan)
أمثال 21: 28
28شَاهِدُ ٱلزُّورِ يَهْلِكُ، وَٱلرَّجُلُ ٱلسَّامِعُ لِلْحَقِّ يَتَكَلَّمُ.
- شَاهِدُ ٱلزُّورِ يَهْلِكُ: الله ضد كل الكذابين، لكن شاهد الزور نوع خاص من الكذابين. فهو يكذب في المحكمة، مثل أولئك الذين شهدوا زورًا في محاكمة يسوع (متى 26: 60).
2. وَٱلرَّجُلُ ٱلسَّامِعُ لِلْحَقِّ يَتَكَلَّمُ (بلا نهاية): يتحدث السطر الثاني من هذا المثل عن نوع آخر من الظلم في المحكمة. فالقاضي أو المحامي في المحاكمة الذي يسمع شاهد الزور يمكن أن يتكلم إلى ما لا نهاية حول الموضوع من دون التوصل إلى حكم عادل منصف.
أمثال 21: 29
29اَلشِّرِّيرُ يُوقِحُ وَجْهَهُ، أَمَّا ٱلْمُسْتَقِيمُ فَيُثَبِّتُ طُرُقَهُ.
- اَلشِّرِّيرُ يُوقِحُ (يقسّي) وَجْهَهُ: من سمات الأشرار أنهم ربما لا يتعاطفون مع الآخرين. إذ وجوههم قاسية وهم غير وديين مع الآخرين، وبشكل خاص مع المحتاجين.
يُوقِحُ وَجْهَهُ: “يفكر في تجميل كذبة بكذبة أخرى لكي يشوه الحقيقة وينتصر عليها بوجهه الجسور. يبدو أن هذه استعارة من مسافر صمّم أن يواجه الرياح والطقس السيئ ويستمر في رحلته، رغم أنه يقطع أشواطًا طويلة نحو الهلاك.” تراب (Trapp)
“هذا موقف جسور متحدٍّ بلا أي إحساس بالعار أو احمرار بالخجل في حضور الخطية. وهذ إظهار مخيف للقلب المتقسي. لقد وقف قايين بجسارة ووقاحة في حضور الله بينما كانت يداه تقطران من دم أخيه. وكان للخائن الوقاحة الكافية لتقبيل خدي يسوع المقدستين. فيا لها من وقاحة من هؤلاء الأشرار!” بريدجز (Bridges)
- أَمَّا ٱلْمُسْتَقِيمُ فَيُثَبِّتُ طُرُقَهُ: لا يواجه الإنسان المستقيم نفس العوائق التي يواجهها الشرير. فطريقه مثبَّت وراسخ.
- “يلخص كيدنر (Kidner) هذه الآية بقوله إن الوقاحة المتحدية ليست بديلًا للمبادئ السليمة.” روس (Ross)
أمثال 21: 30
30لَيْسَ حِكْمَةٌ وَلَا فِطْنَةٌ وَلَا مَشُورَةٌ تُجَاهَ ٱلرَّبِّ.
- لَيْسَ حِكْمَةٌ وَلَا فِطْنَةٌ: الحرب ضد الله معركة خاسرة. فلا يستطيع أحد أن ينجح ضد سيد الكون أبدًا.
يعني أن الله هو الذي يفوز، وأن كل مقاصده ستتحقق. “لاحظنا كثيرًا بارتعاد مدى تعقيد طرق العالم السفلي المعادي للرب وذكائها ومكرها. لكن انظر مرة أخرى. فقد لاحظنا أيضًا بشكل دائم على مدى التاريخ البشري عُقم هذا العداء وضعفه وفشله.” مورجان (Morgan)
“ولهذا فإنه صحيح بشكل كامل ونهائي أنه ‘لَيْسَ حِكْمَةٌ وَلَا فِطْنَةٌ وَلَا مَشُورَةٌ تُجَاهَ ٱلرَّبِّ.’ ويصح هذا أيضًا على ‘الذين يحبون الله’ والذين يعرفون أن ‘كل الأشياء تعمل معًا للخير.’ هذا هو مكان الراحة. هذا هو سر ثقتنا. هذا هو إلهام ترانيمنا في الليالي المظلمة.” مورجان (Morgan)
- وَلَا مَشُورَةٌ تُجَاهَ ٱلرَّبِّ: هذه ثلاثة تعابير متشابهة تعبر عن الحكمة والمعرفة الصحيحة. والله هو إله كل حكمة وفهم (فطنة) ومشورة. فهذه الأشياء إلى جانب الرب، لا ضده أبدًا.
“يؤكد المثل، بضرباته الثلاثية، أنه ‘ليس’ (ما ينجح ضد الرب). ويؤكد المثل الهوة الشاسعة التي لا يمكن جَسْرها بين أفضل حكمة بشرية وسيادة الرب.” والتكي (Waltke)
أمثال 21: 31
31اَلْفَرَسُ مُعَدٌّ لِيَوْمِ ٱلْحَرْبِ، أَمَّا ٱلنُّصْرَةُ فَمِنَ ٱلرَّبِّ.
- اَلْفَرَسُ مُعَدٌّ لِيَوْمِ ٱلْحَرْبِ: في الأيام التي كُتِبت فيها الأمثال، كانت الفرس أكثر الأسحة فاعلية في الحرب. فكان لا بد من تدريبها وإعدادها للمعركة.
- أَمَّا ٱلنُّصْرَةُ فَمِنَ ٱلرَّبِّ: رغم أن من الحكمة أن تستعد أفضل إعداد للمعركة، إلا أنه في نهاية الأمر لا ينبغي أن يتكل المرء على الأفراس والاستعدادات، بل على الرب نفسه. فالنصرة هي من الرب لا من الخيول والاستعدادات.
“غالبًا ما ننسب الفضل إلى الإنسان في الانتصار. لكن عندما يتأمل بعضهم الظروف المحيطة بالانتصار، فإنهم يرون أنه جاء من الرب.” كلارك (Clarke)
“هو يعطيه إلى أي طرف يشاء، كما فعل مع بني إسرائيل في غزو كنعان رغم أنه لم تكن لديهم خيول ومركبات مثل أعدائهم من المصريين والكنعانيين.” تراب (Trapp)
“استخدِموا الوسائل لكن لا تعبدوها. فأولئك الذين يتكلون عليها سيسقطون، وأولئك الذين يتذكرون أن أمانهم هو في الرب سيقفون بثبات. وفي ما يتعلق بالحرب الروحية، فإنه أكثر أهمية أن نمارس إيمانًا نشطًا واعتمادًا على الرب.” بريدجز (Bridges)