أمثال 23
كلام الحكماء
أولًا. حكمة في تحذيرات بصيغة النهي
أ ) الآيات (1-3): لا تُخدَع عند مائدة الحاكم.
1إِذَا جَلَسْتَ تَأْكُلُ مَعَ مُتَسَلِّطٍ، فَتَأَمَّلْ مَا هُوَ أَمَامَكَ تَأَمُّلًا، 2وَضَعْ سِكِّينًا لِحَنْجَرَتِكَ إِنْ كُنْتَ شَرِهًا. 3لَا تَشْتَهِ أَطَايِبَهُ لِأَنَّهَا خُبْزُ أَكَاذِيبَ.
1. إِذَا جَلَسْتَ تَأْكُلُ مَعَ مُتَسَلِّطٍ (حاكم): الفكرة هنا هي دعوة إلى تناول الطعام مع أشخاص أقوياء على مائدة ممتلئة بأطايب الطعام المُعَد جيدًا. فكان هذا شبيهًا بما واجهه دانيال ورفاقه الثلاثة في دانيال 1.
لا يهب الأغنياء أفضالًا مجانًا. فهم يريدون شيئًا في مقابل ذلك. وهو بشكل عام أكثر بكثير مما استثمروه. فقد يفقد المرء نفسه في هذا التبادل.” جاريت (Garrett)
2. فَتَأَمَّلْ مَا هُوَ أَمَامَكَ تَأَمُّلًا: لا تُخدعْ بجو القوة والرفاهية هناك. فإن كنت ضعيفًا أمام تلك الإغراءات، فاحذر (ضَعْ سِكِّينًا لِحَنْجَرَتِكَ).
“يعني تعبير ’ضَعْ سِكِّينًا لِحَنْجَرَتِكَ‘ (الآية 2) ’اكبح شهيتك‘ أو ’تحكَّم بنفسك‘ (مثل ’عُضَّ لسانك‘).” روس (Ross)
“من المؤسف أن يكون المؤمن عبدًا لذوقه في الطعام. فقد أحب إسحاق لحم الغزال أيضًا بشكل زائد.” تراب (Trapp)
إِنْ كُنْتَ شَرِهًا: “رغم أن هذا يشير بشكل ضيّق إلى الطعام، إلا أنه يمكن أن يفسَّر بشكل موسَّع على أنه إشارة إلى كل أنواع الشهوات. فالتحريم الكلي ضروري لمن لا يستطيع أن يسيطر على شهواته. فلا يسع للتلميذ أن يتيح مجالًا للشهوة الردية (انظر متى 5: 29-30).” والتكي (Waltke)
3. لِأَنَّهَا خُبْزُ أَكَاذِيبَ (لأنها طعام مخادع): قد تكون مائدة الحاكم دمارك. ربما يغويك جو القوة والرفاهية بحيث تتنازل عما لا ينبغي التنازل عنه، وتَعِد بما لا ينبغي الوعد به. ومن ناحية عملية، فإنك تَعبد وتَخدم ما لا ينبغي أن يُعبد ويُخدم.
“وهكذا، فإن هنالك تحذيرًا من الانغماس في مأدبته المثيرة للإعجاب. فالحاكم يريد شيئًا منك، أو أنه يراقبك.” روس (Ross)
“ليحفظ كل شاب راغب في السلوك في طرق الحكمة، وكل من يُوضع أمامه مغريات مادية، عينه مستنيرةً بمخافة الرب، لئلا يسلبوا منه تميُّزه الروحي.” مورجان (Morgan)
ب) الآيات (4-5): لا تجعل من الغنى وثنًا.
4لَا تَتْعَبْ لِكَيْ تَصِيرَ غَنِيًّا. كُفَّ عَنْ فِطْنَتِكَ. 5هَلْ تُطَيِّرُ عَيْنَيْكَ نَحْوَهُ وَلَيْسَ هُوَ؟ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَصْنَعُ لِنَفْسِهِ أَجْنِحَةً. كَٱلنَّسْرِ يَطِيرُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ.
1. لَا تَتْعَبْ (لا تُفرط في العمل) لِكَيْ تَصِيرَ غَنِيًّا: يوبّخ سفر الأمثال الرجل الكسول كثيرًا، بل يسخر منه. غير أن هذا لا يعني أن يتخذ المرء من العمل والغنى الناتج عنه وثنًا. فقد يبدأ المرء بعبادة عمله. ولهذا ينبغي أن يتوقف عن هذا المسعى، لأن لديه فهمًا أفضل.
2. لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَصْنَعُ (الغِنى) لِنَفْسِهِ أَجْنِحَةً: رغم أن العمل الجاد علامة على الحكمة، إلا أننا لا نحيا من أجل الغنى الناتج عن العمل. فهذا الغنى ضعيف ومؤقت، فلا يصلح أن يكون نقطة تركيز لحياتنا.
كَٱلنَّسْرِ يَطِيرُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ: “تضاف هنا استعارة لنسر قوي سريع يتغلب على كل محاولات الإمساك به. فمن المؤكد أن الغنى سيختفي. وبمجرد ذهابه، سيختفي إلى الأبد.” والتكي (Waltke)
ج) الآيات (6-8): لا تأكل على مائدة رجل بخيل.
6لَا تَأْكُلْ خُبْزَ ذِي عَيْنٍ شِرِّيرَةٍ، وَلَا تَشْتَهِ أَطَايِبَهُ، 7لِأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هَكَذَا هُوَ. يَقُولُ لَكَ: «كُلْ وَٱشْرَبْ» وَقَلْبُهُ لَيْسَ مَعَكَ. 8ٱللُّقْمَةُ ٱلَّتِي أَكَلْتَهَا تَتَقَيَّأُهَا، وَتَخْسَرُ كَلِمَاتِكَ ٱلْحُلْوَةَ.
1. لَا تَأْكُلْ خُبْزَ ذِي عَيْنٍ شِرِّيرَةٍ (رجل بخيل): كانت مائدة الحاكم مكانًا خطرًا (أمثال 23: 1-3)، وكذلك مائدة البخيل، ذي العين الشريرة أو غير الكريمة.
ذِي عَيْنٍ شِرِّيرَةٍ (بخيل): “إنه الرجل الحسود أو الطماع الذي يحقد عليك بسبب اللحم الذي يضعه أمامك، كما تُستخدم هذه العبارة في أمثال 28: 22 ومتى 20: 15. وعلى نقيض ذلك، يقال إن للرجل الكريم عينًا صالحة، كما في أمثال 22: 9.” بولي (Poole)
2. يَقُولُ لَكَ: ‘كُلْ وَٱشْرَبْ’: يقول البخيل هذا لضيوفه، لكن قلبه ليس معك. فهو لا يريدك أن تستمتع بمائدته، لأنه يريد أن يحتفظ بمزيد من الطعام لنفسه. وستسيء إليه إذا كنت أحمق بما يكفي لتصديق كلامه.
“هذا البخيل مثل دودة الروث. وهو يتمنى أن تختنق وأنت تأكل طعامه حتى عندما يقدّم أعظم عرض للضيافة والإنسانية.” تراب (Trapp)
“لكن لا توجد أخطار كهذه مرتبطة بدعوة الإنجيل. فالمائدة مُعَدّة، وقد تم إرسال الدعوات بالفعل. والمؤهل الوحيد للاشترك فيها هو جوعنا لقبول الدعوة وتناول الطعام السماوي. وعندئذ نكتشف أن شهيتنا تزداد مع كل لقمة نأكلها.” بريدجز (Bridges)
3. ٱللُّقْمَةُ ٱلَّتِي أَكَلْتَهَا تَتَقَيَّأُهَا: ستكون مائدة البخيل خبرة غير سارة حتى إن الطعام الذي استمتعت به سيعود ليضايقك. وستكون الكلمات الحلوة اللطيفة التي قيلت عند مائدته قد ضاعت.
“تناقض هذه الأمثال الفكرة الشائعة أن سفر الأمثال يعد الأغنياء أبرارًا ومفضَّلين لدى الله. فعلى نقيض ذلك، غالبًا ما يُنظر إلى الأغنياء بريبة ملحوظة، ولا تُثمَّن دائمًا صحبتهم.” جاريت (Garrett)
د ) الآية (9): لا تهدر كلماتك على الأحمق
9فِي أُذُنَيْ جَاهِلٍ لَا تَتَكَلَّمْ لِأَنَّهُ يَحْتَقِرُ حِكْمَةَ كَلَامِكَ.
1. فِي أُذُنَيْ جَاهِلٍ لَا تَتَكَلَّمْ: يفترض هذا أن المتكلم هنا حكيم لا أحمق.
“’على مسمع أحمق‘ أو ’في أذني أحمق‘ كما تقول الترجمة العربية. وهذا خطاب مباشر وليس شيئًا يُستَرَق إليه.” كيدنر (Kidner)
2. لِأَنَّهُ يَحْتَقِرُ حِكْمَةَ كَلَامِكَ: لن يقبل الأحمق حكمتك ولن يقدّرها. بل سيكون الأمر كما قال يسوع لاحقًا – إنه مثل طرح اللآلئ أمام الخنازير (متى 7: 6).
ه ) الآيات (10-11): لا تسرق من الآخرين.
10لَا تَنْقُلِ ٱلتُّخُمَ ٱلْقَدِيمَ، وَلَا تَدْخُلْ حُقُولَ ٱلْأَيْتَامِ، 11لِأَنَّ وَلِيَّهُمْ قَوِيٌّ. هُوَ يُقِيمُ دَعْوَاهُمْ عَلَيْكَ.
1. لَا تَنْقُلِ ٱلتُّخُمَ ٱلْقَدِيمَ: كان التخم علامة حجرية على خط المُلكية. فكان نقل التخم وسيلة لجعل حقلك أكبر وللسرقة من جارك. ومن ناحية رمزية، كان التخم تقليدًا أو عُرفًا من الأجداد.
2. وَلَا تَدْخُلْ حُقُولَ ٱلْأَيْتَامِ: احتاج حقل الأيتام عناية وحماية خاصتين. فكان من الشر أن تدخل حقول الأيتام لأخذ بعض الحصاد ممن واجهوا صعوبة في حمايتها.
3. لِأَنَّ وَلِيَّهُمْ قَوِيٌّ: للأيتام ولكل المستضعفين حامٍ خاص، وليٌّ أو فادٍ. فقد نذر الوليّ أن يدافع عن قضيتهم (هُوَ يُقِيمُ دَعْوَاهُمْ) ضد كل من يأتي ليأخذ ما لديهم.
الكلمة العبرية الترجمة إلى ’وليّ‘ Goel وهي تدل على الفادي. “كان الوليّ (المنتقم)/الفادي في العادة قريبًا قويًّا يناصر حقوق العاجزين عن الدفاع عن حقوقهم. فإذا لم يكن هنالك وليّ بشري، فإن الله سيتولى قضيتهم (انظر تكوين 48: 16؛ خروج 6: 6؛ أيوب 19: 25؛ إشعياء 41-63).” روس (Ross)
و ) الآية (12): لا تهمل الحكمة.
12وَجِّهْ قَلْبَكَ إِلَى ٱلْأَدَبِ، وَأُذُنَيْكَ إِلَى كَلِمَاتِ ٱلْمَعْرِفَةِ.
1. وَجِّهْ قَلْبَكَ إِلَى ٱلْأَدَبِ: يمكن أن تعطى الحكمة، لكن يتوجب أن تُقبَل لتكون لها فائدة دائمة. فليس قبول الحكمة أمرًا سلبيًّا، بل نشط، حيث تُقبَل الحكمة بقلب يطبّق الحكمة والإرشاد حقًّا.
“تأتي الآية في صيغة الأمر، ويوحي هذا بأن الإرشاد (التعليم) حيوي لحياة المرء كلها.” جاريت (Garrett)
2. وَأُذُنَيْكَ إِلَى كَلِمَاتِ ٱلْمَعْرِفَةِ: غالبًا ما نستقبل الحكمة من خلال ما نسمعه، وبشكل خاص في الإرشاد الذي نستقبله من الحكماء. ويتوجب أن نضبط آذاننا لقبول حكمة الله وتطبيقها. وعندما يعمل القلب والأذنان معًا في استقبال الحكمة، فإننا نكسب الكثير.
“عندما يُفتح القلب بسماحة ويستنير، تصبح الأذنان منتبهتين فورًا.” بريدجز (Bridges)
ز ) الآيات (13-14): لا تتخاذل عن تقويم أبنائك
13لَا تَمْنَعِ ٱلتَّأْدِيبَ عَنِ ٱلْوَلَدِ، لِأَنَّكَ إِنْ ضَرَبْتَهُ بِعَصًا لَا يَمُوتُ. 14تَضْرِبُهُ أَنْتَ بِعَصًا فَتُنْقِذُ نَفْسَهُ مِنَ ٱلْهَاوِيَةِ.
1. لَا تَمْنَعِ (تحرم) ٱلتَّأْدِيبَ (التقويم) عَنِ ٱلْوَلَدِ: ليس المفهوم هنا فرض التأديب (التقويم) على الطفل، بل هو حق يخصّه بشكل سليم. وعدم التقويم هو حرمانه منه.
2. ضَرَبْتَهُ بِعَصًا: تُستخدم صورة العصا في سفر الأمثال أحيانًا حرفيًّا وأحيانًا أخرى مجازيًّا. ويوجد مكان لكل من التقويم الجسمي الحرفي للطفل (مثل الضرب على الردف) والتقويم من خلال عصا الكلمة، وهو عقاب بديل.
“ومع ذلك، ينبغي تطبيق العصا التطهيرية بدفْء ومحبة واحترام للشاب. والدفء والمحبة، لا التأديب الفولاذي، هو ما يميّز دروس الأب (انظر أمثال 4: 1-9). وأما الآباء والأمهات الذين يعاملون الأطفال بوحشية فلا يستطيعون أن يختبئوا وراء عقيدة العصا في سفر الأمثال.” والتكي (Waltke)
“لا يبرر هذا النص معاملة الطفل بوحشية. إذ يجب على الآباء والأمهات الذين يجدون أمرًا سهلًا جدًّا أن يستخدموا العصا، وبشكل أولئك الذين يفقدون أعصابهم لدى القيام بهذا، أن يضعوا في اعتبارهم أفسس 6: 4.” جاريت (Garrett)
“يجلب الاستخدام المفرط لهذا المرسوم الكتابي تشويهًا لسمعة فاعليته، ويبذر بذار الثمار المرة. إذ يتقسّى الأطفال من خلال العصا الحديدية. وتغلق الصرامة والقسوة قلوبهم. ومن الخطر جدًّا أن نجعل أطفالنا يخافون منا.” بريدجز (Bridges)
3. فَتُنْقِذُ نَفْسَهُ مِنَ ٱلْهَاوِيَةِ (الجحيم): الكلمة العبرية المستخدمة هنا هي Sheol وهي تحمل فكرة القبر. وتُستخدم أحيانًا بمعنى الموت الجسمي، وفي أحيان أخرى بمعنى الموت الأبدي. ويمكن أن يكون أيٌّ من هذه المعاني متضمنة هنا.
ح) الآيات (15-16): فرح الأب الذي يعطي الحكمة.
15يَا ٱبْنِي، إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيمًا يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أَيْضًا، وَتَبْتَهِجُ كِلْيَتَايَ إِذَا تَكَلَّمَتْ شَفَتَاكَ بِٱلْمُسْتَقِيمَاتِ.
1. يَا ٱبْنِي، إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيمًا يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أَيْضًا: السياق العام لسفر الأمثال هو أب يعلّم أبناءه الحكمة. وهنا يتأمل سليمان السعادة العظيمة التي سيحصل عليها إن كان أبناؤه قبلوا الحكمة فعلًا وعاشوا فيها.
2. وَتَبْتَهِجُ كِلْيَتَايَ إِذَا تَكَلَّمَتْ شَفَتَاكَ بِٱلْمُسْتَقِيمَاتِ: غالبًا ما تُرى الحكمة (أو عدم الحكمة) في الكلمات التي نقولها. وعندما يسمع الأب شفتي ابنه وهما تنطقان بالمستقيمات، فإن لديه سببًا وجيهًا للتأكد أن ابنه تعلّم دروس الحكمة حقًّا.
كلْيَتاي: “من بين جميع أعضاء الجسم البشري، يربط العهد القديم الكلى على نحو خاص بمشاعر متنوعة. ونطاق استخدام هذه الكلمة واسع جدًّا، حيث يُنظر إلى الكلى على أنها مقر مشاعر الفرح والألم العميق.” والتكي (Waltke)، نقلًا عن كيلرمان (Kellermann).
ط) الآيات (17-18): لا تحسد الخطاة.
17لَا يَحْسِدَنَّ قَلْبُكَ ٱلْخَاطِئِينَ، بَلْ كُنْ فِي مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ. 18لِأَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ ثَوَابٍ، وَرَجَاؤُكَ لَا يَخِيبُ.
1. لَا يَحْسِدَنَّ قَلْبُكَ ٱلْخَاطِئِينَ: هذا فخ يسهُل الوقوع فيه. قد يبدو على هذا الجانب من الأبدية ودينونات الله النهائية أن الخطية لا تعاقَب وأن البرّ لا يكافَأ.
ينبغي أن تكون قلوبنا ممتلئة بالشفقة، لا بالحسد، تجاه الخطاة، لأنه ليس لديهم ما يتطلعون إليه غير الموت.” بريدجز (Bridges)
2. كُنْ فِي مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ: بدلًا من أن تحسد الأشرار، صمِّم أن يكون لديك منظور أبدي متجذّر في مخافة الرب، إقرار نشط بعظمة بر الله.
أعطى تشارلز سبيرجن (Charles Spurgeon) في عظة حول هذه الآية تعريفًا رائعًا لمخافة الرب: “مخافة الرب وصف موجز للتدين الحقيقي. إنها حالة داخلية تدل على خضوع قلبي لأبينا السماوي. وهي تتألف من حد كبير من التوقير المقدس لله والرهبة المقدسة منه. وتصاحب ذلك ثقة مثل ثقة الطفل، ما يؤدي إلى طاعة مُحِبة، وخضوع حنون، وعبادة متواضعة.”
اليومَ كلَّهُ: “يتوجب على الناس أن يستيقظوا مع الله، ويمشوا معه، ويستلقوا معه، وأن يكونوا في شركة مستمرة معه، وتشاكُل معه. هذه هي السماء مقدَّمًا.” تراب (Trapp)
3. لِأَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ ثَوَابٍ (آخِرَة): إن كانت هذه الحياة كل ما لدينا، فسيكون لدينا سبب أكبر بكثير لحسد الخطاة. غير أن خاتمة سفر الجامعة أنه توجد آخرة على نحو مؤكد. ولهذا، فإن الحكمة تعني أن علينا أن نحيا في مخافة الرب.
ثانيًا: أب يحذّر ابنه من الخمر والنساء
أ ) الآيات (19-21): خطر الرفاق الذين يتعاطون الخمر.
19اِسْمَعْ أَنْتَ يَا ٱبْنِي، وَكُنْ حَكِيمًا، وَأَرْشِدْ قَلْبَكَ فِي ٱلطَّرِيقِ. 20لَا تَكُنْ بَيْنَ شِرِّيبِي ٱلْخَمْرِ، بَيْنَ ٱلْمُتْلِفِينَ أَجْسَادَهُمْ، 21لِأَنَّ ٱلسِّكِّيرَ وَٱلْمُسْرِفَ يَفْتَقِرَانِ، وَٱلنَّوْمُ يَكْسُو ٱلْخِرَقَ.
1. اِسْمَعْ أَنْتَ يَا ٱبْنِي، وَكُنْ حَكِيمًا: يكرر هذا القول السياق الأساسي لسفر الأمثال، وهو الإرشاد والتوجيه الحكيم من أب لأبنائه.
اسمع: “قرأتُ أنه في عهد الملكة إليزابيث كان هنالك قانون ينص على وجوب ذهاب الجميع إلى كنيستهم الرعوية. لكن كثيرين من الكاثوليك المُخْلصين كرهوا الذهاب ليسمعوا العقيدة البروتستانتية. لكنهم ذهبوا إلى كنيستهم الرعوية خوفًا من الاضطهاد. لكنهم حرصوا على ملء آذانهم بالصوف حتى لا يسمعوا ما دانه كهنتهم. إنه أمر بائس أن يُكرز لجماعة تسد آذانها على الأحكام المسبقة والتحامل.” سبيرجن (Spurgeon)
2. لَا تَكُنْ بَيْنَ شِرِّيبِي ٱلْخَمْرِ، بَيْنَ ٱلْمُتْلِفِينَ أَجْسَادَهُمْ (بين آكلي اللحوم الشرهين): النصيحة الحكيمة للابن أو الابنة هي عدم مخالطة الذين يفرطون في شرب الخمر أو في تناول الطعام. فللشرّيب (السكّير) والشّرِه مستقبل سيئ (الافتقار والخِرَق)، ولا ينبغي للإنسان الحكيم أن يشترك في مستقبله هذا.
“يمثل السكير والشّرِه نموذجًا للافتقار إلى الانضباط.” روس (Ross)
يفتقران: “لا، بل إلى البؤس الأبدي في الجحيم [1 كورنثوس 6: 10]. لكن قلة من الناس تخاف هذا. فالتسول لديهم أسوأ من أي جحيم. لكن هذا الفقر مجرد تمهيد لمسألة أسوأ.” تراب (Trapp)
النوم (النعاس): “يصل المنغمس في الخمر (الشرّيب) والشَّرِه إلى الفقر المدقع (21أ) بسبب النوم أو النعاس (21ب). فبطونهم الممتلئة تفرغ عقولهم.” والتكي (Waltke)
ب) الآية (22): حض على الاستماع إلى الوالدين.
22اِسْمَعْ لِأَبِيكَ ٱلَّذِي وَلَدَكَ، وَلَا تَحْتَقِرْ أُمَّكَ إِذَا شَاخَتْ.
1. اِسْمَعْ لِأَبِيكَ ٱلَّذِي وَلَدَكَ: لا يمكن أن يتعلم الابن الحكمة حتى تلفت انتباهه. إذ يتوجب أن يكون هنالك جهد متعمَّد للاستماع.
2. وَلَا تَحْتَقِرْ أُمَّكَ إِذَا شَاخَتْ: يثبّت هذا مبدأ إكرام الوالدين في خروج 20: 12 (ولاحقًا في أفسس 6: 2). فعندما يتقدم الوالدان في العمر، ينبغي أن يحظيا باهتمام ورعاية خاصّين.
ج) الآية (23): النظرة السليمة إلى الحكمة.
23اِقْتَنِ ٱلْحَقَّ وَلَا تَبِعْهُ، وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلْأَدَبَ وَٱلْفَهْمَ.
1. اِقْتَنِ ٱلْحَقَّ وَلَا تَبِعْهُ: ينبغي أن تتحلى بالعقلية الثابتة في اكتساب الحق والحكمة. اكتسبه بأي ثمن بدلًا من الرغبة في التفريط فيه من أجل الربح.
اِقْتَنِ (اشترِ) ٱلْحَقَّ: “اشترِهِ بأية شروط، ولا تدّخر جهدًا أو تكلفة في الحصول عليه.” بولي Poole)) “اقتنِ الحق، أي كن مستعدًّا للتمسك به مهما كانت المخاطر. اقتَنِه كما فعل الشهداء عندما قدّموا أجسادهم لتحرق من أجله. اقتنِه كما فعل كثيرون عندما ذهبوا إلى السجن من أجله.” سبيرجن (Spurgeon)
وَلَا تَبِعْهُ: “لا تبِعْه، فقد كلّف المسيح كثيرًا. لا تبعه، لأنك حصلت على صفقة جيدة عندما اشتريته. لا تبعه. لا تبعه. فلم يخيّب ظنك. بل أَشبعك رضًا وجعلك مباركًا. لا تبعه، فأنت تريده. لا تبعه، لأنك ستريده أيضًا. فساعة الموت قادمة. ويوم الدينونة قريب، بل على الأبواب. لا تبعه، لأنك لا تستطيع أن تشتري مثله ثانية. لا تستطيع أن تجد ما هو أفضل.” سبيرجن (Spurgeon)
“يقول المخلص إنه ينبغي لنا أن نشتري منه (رؤيا 3: 18). وهذا يحسم الأمر. فإذا كنا لا نريد السلعة، فلن نولي اهتمامًا كبيرًا بالمثل. فنحن لا نشتري إلا ما نرغب فيه بشغف.” بريدجز (Bridges)
2. وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلْأَدَبَ وَٱلْفَهْمَ: غالبًا ما يستخدم سفر الأمثال هذه التعابير لتعني نفس الشيء. فالحق والإرشاد والفهم في هذا السياق كلها طرق لوصف الحكمة.
د ) الآيات (24-25): الأبناء الحكماء يفرحون والديهم.
24أَبُو ٱلصِّدِّيقِ يَبْتَهِجُ ٱبْتِهَاجًا، وَمَنْ وَلَدَ حَكِيمًا يُسَرُّ بِهِ. 25يَفْرَحُ أَبُوكَ وَأُمُّكَ، وَتَبْتَهِجُ ٱلَّتِي وَلَدَتْكَ.
1. أَبُو ٱلصِّدِّيقِ يَبْتَهِجُ ٱبْتِهَاجًا: إنه لنعمة عظيمة أن يكون للأبوين أبناء صالحون حكماء. إذ سيُفرح هذا والديه.
2. يَفْرَحُ أَبُوكَ وَأُمُّكَ، وَتَبْتَهِجُ ٱلَّتِي وَلَدَتْكَ: يتمثل أحد الأسباب التي تفرّح الأبوين في حكمة الابن أو الابنة. وستكون بركة ملائمة ومكافأة لمن أعطوا الأبناء أو البنات حياة وتنشئة.
هـ) الآيات (26-28): خطر المرأة المنحلة أخلاقيًّا.
26يَا ٱبْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلَاحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي. 27لِأَنَّ ٱلزَّانِيَةَ هُوَّةٌ عَمِيقَةٌ، وَٱلْأَجْنَبِيَّةُ حُفْرَةٌ ضَيِّقَةٌ. 28هِيَ أَيْضًا كَلِصٍّ تَكْمُنُ وَتَزِيدُ ٱلْغَادِرِينَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ.
1. يَا ٱبْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ: عرف سليمان أنه يتوجب استقبال الحكمة بالقلب. فليست مسألة معطيات وحقائق أو مبادئ يتعلمها المرء بالعقل أو حتى يحفظها في الذاكرة. إذ يتوجب أن تُقبل في قلب راغب فيها ومولع بها.
2. وَلْتُلَاحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي: في وقت كتابة هذا المثل على الأقل، كان بوسع سليمان أن يشير إلى حياته كمثال للحكمة في ما يتعلق بأخطار المرأة المنحلة أخلاقيًّا. وعرف أن التعليم فعّال جدًّا عندما يأتي الأمر من شخص يعرف الحكمة ويعيشها.
وَلْتُلَاحِظْ طُرُقِي: “يقول النص العبري ’دع عينيك تجريا عبر طرقي.‘ احصل على مشهد كامل لها، واسع إليها بجد. ثبّتْ عينيك وأطعمهما من أفضل أشيائي، وامنعهما من التحديق في أي مجال ممنوع لئلا يتبيَّن أنه نوافذ للشر وثغرات للشهوة.” تراب (Trapp)
3. لِأَنَّ ٱلزَّانِيَةَ هُوَّةٌ عَمِيقَةٌ: الحفرة هنا المصيدة المحفورة والمخفية لاصطياد حيوان ضخم. فكما يسقط حيوان في مثل هذه الحفرة العميقة، كذلك فإن الزانية تمثل خطرًا حقيقيًّا ومخفيًّا.
“ينخرط هذا الجمال الناطق الناعم (انظر 5: 1-6؛ 6: 25؛ 7: 10-21) في جماع جنسي من أجل اللذة و/المال من دون نية و/قدرة على علاقة ملزمة ودائمة. ولا تستطيع الضحية بعد محاصرتها أن تهرب من الحفرة لأنها عميقة.” والتكي (Waltke)
“كسّر شمشون قيود أعدائه، لكنه لم يقدر أن يكسّر قيود شهوته. فقد خنق الأسد، لكنه لم يستطع أن يخنق حبه الخليع.” بريدجز (Bridges)، نقلًا عن آمبروز (Ambrose).
4. وَٱلْأَجْنَبِيَّةُ حُفْرَةٌ (بئر) ضَيِّقَةٌ: البئر مصدر ماء يروي. وتوصف العلاقة الجنسية بين الزوج والزوجة كماء صالح من بئر (أمثال 5: 15). والفكرة هنا هي وجود بئر لا تروي. فالمرأة تعرض شبعًا عظيمًا. لكنها لا تقدّمه في نهاية الأمر. فهي تفتقر إلى الحميمية الحقيقية والثقة التي تبني الخبرة الجنسية المشبِعة.
بئر ضيّقة: “يدل هذا على أن هذه الشريكة الجنسية أحبطته. فقد جاء الزاني على أمل أن يطفئ نار شهيته الجنسية، لكنه وجدها عاجزة عن تقديم الحميمية اللازمة لإشباع هذا الظمأ.” والتكي (Waltke)
5. وَتَزِيدُ ٱلْغَادِرِينَ (غير الأوفياء) بَيْنَ ٱلنَّاسِ: لا يعني هذا إلقاء اللوم كله على المرأة الساقطة أو الفاسقة، لكن مصيدتها تصطاد كثيرين. فلو كان هنالك عدد أقل من الساقطات والفاسقات، لكان عدد الرجال غير الأوفياء (الغادرين) أقل.
قد يتم إضفاء الطابع الرومانسي على النجاسة، لكن الحقائق الصعبة تقدَّم هنا بأمانة: الاصطياد (27: لا مهرب ولا عون)، القسوة (28أ)، التمزق الاجتماعي (28ب).” كيدنر (Kidner)
“إنها سبب آثام لا عدد لها ضد الله، وضد فراش الزوجية، وضد النفس والجسد أيضًا. وبمثالها وفنونها الشريرة، ينخرط كثيرون في ذنب خطاياها.” بولي (Poole)
و ) الآيات (29-35): التعاسة الناجمة عن سوء تعاطي الخمر.
29لِمَنِ ٱلْوَيْلُ؟ لِمَنِ ٱلشَّقَاوَةُ؟ لِمَنِ ٱلْمُخَاصَمَاتُ؟ لِمَنِ ٱلْكَرْبُ؟ لِمَنِ ٱلْجُرُوحُ بِلَا سَبَبٍ؟ لِمَنِ ٱزْمِهْرَارُ ٱلْعَيْنَيْنِ؟ 30لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ ٱلْخَمْرَ، ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي طَلَبِ ٱلشَّرَابِ ٱلْمَمْزُوجِ. 31لَا تَنْظُرْ إِلَى ٱلْخَمْرِ إِذَا ٱحْمَرَّتْ حِينَ تُظْهِرُ حِبَابَهَا فِي ٱلْكَأْسِ وَسَاغَتْ مُرَقْرِقَةً. 32فِي ٱلْآخِرِ تَلْسَعُ كَٱلْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَٱلْأُفْعُوانِ. 33عَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ ٱلْأَجْنَبِيَّاتِ، وَقَلْبُكَ يَنْطِقُ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ. 34وَتَكُونُ كَمُضْطَجعٍ فِي قَلْبِ ٱلْبَحْرِ، أَوْ كَمُضْطَجعٍ عَلَى رَأْسِ سَارِيَةٍ. 35يَقُولُ: «ضَرَبُونِي وَلَمْ أَتَوَجَّعْ! لَقَدْ لَكَأُونِي وَلَمْ أَعْرِفْ! مَتَى أَسْتَيْقِظُ؟ أَعُودُ أَطْلُبُهَا بَعْدُ.
1. لِمَنِ ٱلْوَيْلُ؟ لِمَنِ ٱلشَّقَاوَةُ؟: يذكّرنا سليمان بآثار سلبية كثيرة للخمر والمسكرات. فهي تجلب الويل والحزن، وتجلب خصومات وشكاوى. وتجلب جروحًا واحمرارًا في العيون. فمن شأن الاستخدام غير المقيد أو المفرط للخمر والمسكرات أن يجلب هذه الأحزان إلى حياة المرء. وتثبت المآسي التي لا حصر لها هذا الأمر.
هذه القصيدة تحفة صغيرة. ومن المؤكد أنها الأكثر فاعلية في السخرية والرثاء على حالة السكير المؤسفة.” جاريت (Garrett)
2. لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ ٱلْخَمْرَ: هذه صورة لأولئك الذين يسيئون استخدام تعاطي الخمر والمسكرات، والذين يبحثون على الدوام عن شراب أقوى (فِي طَلَبِ ٱلشَّرَابِ ٱلْمَمْزُوجِ).
يُدْمِنُونَ ٱلْخَمْرَ: “يصف هذا أولئك الذين يستمدون الراحة والأمان من معرفة أن كأس الخمر هو في متناول اليد، وأن الخمر توشك أن تميت حواسهم.” جاريت (Garrett)
3. فِي ٱلْكَأْسِ وَسَاغَتْ (تدور بسلاسة): يمكن أن تكون الخمر ممتعة على مستويات كثيرة – من حيث شكلها، ورائحتها، ومذاقها، والإحساس الذي تعطيه للشارب. لكن هذه الجوانب المُسِرة للمسكرات لا تبرر أبدًا استخدامهم غير المقيّد أو المفرط.
سَاغَتْ مُرَقْرِقَةً: عندما تتلألأ وتتألق، تبدو وكأنها تبتسم للرجل.” بولي (Poole)
4. فِي ٱلْآخِرِ تَلْسَعُ كَٱلْحَيَّةِ: في نهاية المطاف، فإن إساءة تعاطي الخمر والمسكرات تلدغ وتلسع. وكما وصف سليمان، سترى العينان أشياء غريبة، وسينطق قلبك بأمور ملتوية.
رأى والتكي (Waltke)، شأنه شأن عدة مفسرين، قصدًا متعمدًا في وضع التحذير من المرأة الفاسقة (أمثال 23: 26-28) إلى جانب هذا التحذير من المسكرات. “كلٌّ من الثعلبة والخمر مصيدة خفية مميتة. ويكشف القول السابق الزوجة غير العفيفة كصيادة منتصرة، بينما يكشف القول الحالي الخمر كحية سامّة.”
5. وَتَكُونُ كَمُضْطَجعٍ فِي قَلْبِ ٱلْبَحْرِ: سيغرق كل من يسيء استخدام الخمر والمسكرات في خطيته وتعاسته. وسيكون مثل شخص في سفينة غارقة، بينما ينكر أنه في خطر. إنه يعيش في حالة إنكار، غير قادر أو غير راغب في رؤية الخطر الذي يتهدده (ضَرَبُونِي وَلَمْ أَتَوَجَّعْ!) وكل ما يفكر فيه متى يتناول كأسًا أخرى (مَتَى أَسْتَيْقِظُ؟ أَعُودُ أَطْلُبُهَا بَعْدُ.)
كَمُضْطَجعٍ فِي قَلْبِ ٱلْبَحْرِ: تشير هذه العبارة إلى حالة السكّير ومزاجه النفسي، الدُّوار في دماغه، واضطراب عقله، وبشكل خاص الخطر الشديد الذي يواجهه المقترن بأمن عظيم.” بولي (Poole)
كَمُضْطَجعٍ عَلَى رَأْسِ سَارِيَةٍ: “هنالك تصعيد من الدوامة والخطر بمقارنته مع شخص نائم في عش غراب على قمة حبال الصواري حيث يكون الاهتزاز على أَشُدِّه.” والتكي (Waltke)
- “يصف النص ما هو أكثر من ليلة شرب ودوار في الصباح. إذ يصف الآثار الانتكاسية المتزايدة جسميًّا وعقليًّا لشارب الخمر المعتاد ومدمن الخمر.” والتكي (Waltke)، نقلًا عن آيتكين (Aitken).
“تجلب الخمر (والمخدرات غير المشروعة في المجتمع الحديث) ألمًا جسميًّا ووهنًا. وهي تستهلك موارد المرء، وتنزع حدته الذهنية وفطنته، ومع ذلك تترك المرء توّاقًا إلى مزيد من الشيء نفسه.” جاريت (Garrett)
ومع ذلك، يوجد رجاء في يسوع من أجل السكّيرين ومدمني المخدرات. “هل يعسر على الرب شيء؟ ليت اسمه يسبَّح من أجل تحرير كامل من عبودية الخطية – من كل الخطايا، ومن كل خطية فردية – ومن سلاسل هذه الخطية العملاقة. ويصبح السكير رزينًا صاحيًا، والنجس مقدَّسًا، والشّرِه معتدلًا. فمحبة المسيح تتغلب على محبة الخطية.” بريدجز (Bridges)