أمثال 25
مجموعة حزقيا لأمثال سليمان
أولًا. حكمة أمام الملوك والقضاة
أ ) الآية (1): مجموعة حزقيا لأمثال سليمان.
1هَذِهِ أَيْضًا أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ ٱلَّتِي نَقَلَهَا رِجَالُ حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا.
1. هَذِهِ أَيْضًا أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ: تغطّي هذه المجموعة النص 25: 1 حتى 29: 27، مكوّنة خمسة إصحاحات من سفر الأمثال. وهي أمثال كتبها سليمان أيضًا لكنها جُمعت تحت إشراف حزقيا، ملك يهوذا – بعد حوالي 270 عامًا من موت سليمان.
تخبرنا 1ملوك 4: 32 أن سليمان تكلم بثلاثة آلاف مثل. وحتى مع إضافة حزقيا، فإنها لم تُضمّ كلها في سفر الأمثال.
2. الَّتِي نَقَلَهَا رِجَالُ حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا: حكم حزقيا، ملك يهوذا، في فترة من الانتعاش الروحي الوطني. وأضاف هذه الإصحاحات الخمسة من أمثال سليمان بعد أن وجد أنها لم تُنشر بعد.
رجال حزقيا: “هم أشخاص عيّنهم الملك لهذا الغرض، سواء أكانوا أنبياء مثل إشعياء، أم هوشع، أو ميخا الذين عاشوا في أيامه، أم آخرين. وهو أمر غير واضح وغير مهم.” بولي (Poole)
ب) الآيات (2-5): حكمة الملوك.
2مَجْدُ ٱللهِ إِخْفَاءُ ٱلْأَمْرِ، وَمَجْدُ ٱلْمُلُوكِ فَحْصُ ٱلْأَمْرِ. 3اَلسَّمَاءُ لِلْعُلُوِّ، وَٱلْأَرْضُ لِلْعُمْقِ، وَقُلُوبُ ٱلْمُلُوكِ لَا تُفْحَصُ. 4أَزِلِ ٱلزَّغَلَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، فَيَخْرُجَ إِنَاءٌ لِلصَّائِغِ. 5أَزِلِ ٱلشِّرِّيرَ مِنْ قُدَّامِ ٱلْمَلِكِ، فَيُثَبَّتَ كُرْسِيُّهُ بِٱلْعَدْلِ.
1. مَجْدُ ٱللهِ إِخْفَاءُ ٱلْأَمْرِ: هنالك أسرار كثيرة في الكون، سواء أكانت روحية أم مادية. وهنالك أمور كثيرة أخفاها الله، وهذا تعبير من تعبيرات مجده. إنها إحدى الطرق التي يقول بها الله: أنتم تُذهَلون لما ترونه. لكن ما لا ترونه، وهي أمور أخفيتها، أعظم.”
“هذه الأسرار التي لا تُستقصى – مثل وحدة الأقانيم الثلاثة في طبيعة واحدة، ووحدة طبيعتَي المسيح في شخص واحد، ومراسيمه الرائعة، وليس أقل منها كيفية تنفيذها الرائع، إلخ – تجعل هذه حكمته اللامحدودة وعظمته المتفوقة مجده فائقًا للغاية.” تراب (Trapp)
“غير أني أعلم أنه توجد أمور في كتاب الله لن تُفتح بشكل كامل إلا عندما تبتلع الحياة الفناء. “فَإِنَّنَا نَنْظُرُ ٱلْآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. ٱلْآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ ٱلْمَعْرِفَةِ، لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.” كلارك (Clarke)
2. وَمَجْدُ ٱلْمُلُوكِ فَحْصُ ٱلْأَمْرِ: يتمثل مجد الرجال العظماء (الملوك) في أن يفحصوا ما قد أخفاه الله. يتحدث هذا عن سعينا وراء أسرار الله في العالم الروحي، لكنه يتحدث أكثر عن أسرار الله في العالم المادي. وعندما يبحث الناس عن المعرفة العلمية محاولين أن يفهموا سر العبقرية التي أخفاها الله في خليقته، فإنهم يعبّرون عن جانب من مجد البشرية، أي مجد الملوك. ولهذا نقول للعالِم: واصِلْ بحثك، وافعل هذا بكل قوّتك.
ينبغي للعلماء في كل بحثهم أن يتذكروا هذا بتواضع، أن مَجْدُ ٱللهِ هو إِخْفَاءُ ٱلْأَمْرِ. “يذهلني ما أراه، لكن الله أخفى كنوزًا أعظم من المعرفة والحكمة في خليقته (رومية 1: 19-20). فلا ينبغي لي أن أعتقد بغطرسة أني أستطيع أن أكتشفها كلها.” فكما كتب مورجان (Morgan): “هذا هو مبدأ انتصارات جميع التحقيقات العلمية. وهو أعمق سر لكل تقدُّم في القوة الروحية.”
“من الواضح أن هؤلاء الكتبة وضعوا هذا المثل أولًا … ألم يكن هذا ناتجًا عن حقيقة أنهم كانوا تحت حكم ملك يتمثل مجده في فحص أسرار الحكمة في خوف الرب؟” مورجان (Morgan)
“يَظهر أن الآية الثانية تكريم مقصود لسليمان وحزقيا كملكين باحثين. إذ يأتي هذا المثل في وقت كان فيه البحث الأكاديمي والسلطة الحكومية مرتبطين بشكل وثيق. وأما في العالم الحديث، فإنهما أكثر انفصالًا.” جاريت (Garrett)
3. وَقُلُوبُ ٱلْمُلُوكِ لَا تُفْحَصُ: في حين أن جزءًا من مجد الملوك أن يفحصوا أمرًا ما، فإن الشيء الوحيد الذي يجد فيه كل إنسان صعوبة هو فحص قلبه. ونحن نواجه صعوبة في فحص قلوب الآخرين. ويمكن أن تكون معرفة كهذه بعيدة جدًّا بُعد السموات عن الأرض. غير أن الله يعرف القلوب (رومية 8: 27؛ 1 كورنثوس 2: 10).
اَلسَّمَاءُ لِلْعُلُوِّ، وَٱلْأَرْضُ لِلْعُمْقِ: “كما تمتد السماء إلى ارتفاعات غير محدودة على ما يظهر فوق سطح الأرض، تؤكد الإشارة إلى العمق الامتداد اللامحدود للأرض بعيدًا عن أقدام البشر.” والتكي (Waltke)
وَقُلُوبُ ٱلْمُلُوكِ لَا تُفْحَصُ: “تتجاوز قرارات الملك معرفة الشعب. فهنالك أشياء لا يمكن معرفتها، كونها غير قابلة للفحص، ربما بسبب تفوق حكمته، أو نزواته، أو ضرورة الحفاظ على السرية.” روس (Ross)
4. أَزِلِ ٱلشِّرِّيرَ مِنْ قُدَّامِ ٱلْمَلِكِ: كما يُنزع الزغل من الفضة، كذلك ينبغي إزالة المستشارين الأشرار والمقرّبين من حضور الملك والحكام. وعندئذٍ ستتثبّت قيادتهم (عرشهم) بالبر.
“لا يمكن أن يكون هنالك إناء فضي نقي إلى أن تنقَّى الفضة. ولا يمكن لأية أمة أن يكون لها ملك يمثل بركة عامة إلى أن يُزاح كل المستشارين السيئين والوزراء الأشرار الذين يخدمون مصالحهم الذاتية، والمتملقين من حاشية الملك أو من مجلس الوزراء.” كلارك (Clarke)
ج) الآيات (6-7): السلوك أمام الملوك.
6لَا تَتَفَاخَرْ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ، وَلَا تَقِفْ فِي مَكَانِ ٱلْعُظَمَاءِ، 7لِأَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يُقَالَ لَكَ: ٱرْتَفِعْ إِلَى هُنَا، مِنْ أَنْ تُحَطَّ فِي حَضْرَةِ ٱلرَّئِيسِ ٱلَّذِي رَأَتْهُ عَيْنَاكَ.
1. لَا تَتَفَاخَرْ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ: يتوجب علينا دائمًا تجنب تمجيد الذات. فكما ينبغي لنا أن نتواضع أمام الرب (يعقوب 4: 10)، كذلك ينبغي أن نتواضع أمام الآخرين.
“محبة البروز هي سم التقوى في الكنيسة. فليبدأ كل واحد منا بهدم برج غرورنا العالي.” بريدجز (Bridges)
2. ٱرْتَفِعْ إِلَى هُنَا: عندما يتواضع إنسان بشكل سليم أمام الله والملوك، ربما يُدعى إلى مكان أعلى. وهذا أفضل بكثير من أن نرفع أنفسنا بغطرسة ثمّ نُنزَل في حضرة الرئيس. وقد علّم يسوع الدرس نفسه في لوقا 14: 8-11، وختم بهذه الفكرة: ‘لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ’ (لوقا 14: 11).
فِي حَضْرَةِ ٱلرَّئِيسِ: “والآن، إن كان على الناس أن يتواضعوا بوداعة أمام الرئيس، فكم بالأحرى أمام ملك السماء! وإن كان هذا بين الضيوف في مأدبة، فكم بالأحرى بين القديسين والملائكة في الجماعة المقدسة!” تراب (Trapp)
د ) الآيات (8-10): الحكمة في تجنب المحكمة.
8لَا تَبْرُزْ عَاجِلًا إِلَى ٱلْخِصَامِ، لِئَلَّا تَفْعَلَ شَيْئًا فِي ٱلْآخِرِ حِينَ يُخْزِيكَ قَرِيبُكَ. 9أَقِمْ دَعْوَاكَ مَعَ قَرِيبِكَ، وَلَا تُبحْ بِسِرِّ غَيْرِكَ، 10لِئَلَّا يُعَيِّرَكَ ٱلسَّامِعُ، فَلَا تَنْصَرِفَ فَضِيحَتُكَ.
1. لَا تَبْرُزْ عَاجِلًا إِلَى ٱلْخِصَامِ (المحكمة): المحكمة ضرورية أحيانًا، لكن لا ينبغي أن نتسرع في الذهاب إليها. إذ يمكن حل النزاع بطريقة أخرى. بل ينبغي أن نفعل هذا. وكان هذا هو تعليم بولس لاحقًا لمؤمني كورنثوس (1 كورنثوس 6: 1-8).
“بعد أن تهدر مالك على المحامين، سيتركونك والقاضي في نهاية الأمر لكي تُحسَم القضية من قبل 12 شخصًا من مواطنيك! يا لحماقة الذهاب إلى القانون! ويا لَعمى الناس، ويا لَجشع المحامين عديمي الضمير!” كلارك (Clarke)
“أعطى يسوع تعليمًا مماثلًا في لوقا 12: 57-59.” جاريت (Garrett)
2. حِينَ يُخْزِيكَ قَرِيبُكَ: هذا سبب آخر قوي يدفعنا إلى تجنب المحكمة. فقد تخسر وتُخزى. إذ لدى كثيرين من الذين يلجؤون إلى المحاكم ثقة غير واقعية بأنهم سيربحون قضيتهم.
3. أَقِمْ دَعْوَاكَ مَعَ قَرِيبِكَ: ينصح سليمان بتسوية المسألة خارج المحكمة. فإن كنت قادرًا على مناقشة قضيتك خارج المحكمة، فافعل. فقد تكشف المناقشة سرًّا يمكن أن يخزيك في محكمة علنية ويدمر سمعتك.
“اللجوء إلى القانون أو إلى الجيران هو في العادة هروب من واجب العلاقة الشخصية – انظر تعليق المسيح الحاسم في متى 18: 15ب.” كيدنر (Kidner)
“لا ينبغي للمرء أن يلطخ اسم شخص آخر لكي يبرئ اسمه أو اسم المدعى عليه.” والتكي (Waltke)
لم يسع آدم كلارك (Adam Clarke) إلا أن يضيف هذا التعليق: “حول هذا الموضوع، لا يسعني إلا أن أقدم المقتطف التالي من حياة الدكتور جونسون الذي يقتبسه من السيد سيلوين من لندن: “ينبغي لمن يريد اللجوء إلى القانون أن يملك 1. سببًا جيدًا 2. محفظة جيدة 3. محاميًا ماهرًا صالحًا (جيدًا) 4. أدلة جيدة 5. مشورة مقتدرة جيدة 6. قاضيًا مستقيمًا جيدًا 7. هيئة محلّفين أذكياء صالحين (جيدين). ومع كل هؤلاء، إذا لم يملك 8. حظًّا جيدًا، فإن من المحتمل جدًّا أن تُجهض دعواه.”
تحتوي بقية أمثال 25 أمثالًا من آية أو آيتين. وسندرس كلًّا منها على حدة.
أمثال 25: 11-12
11تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ، كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا. 12قُرْطٌ مِنْ ذَهَبٍ وَحُلِيٌّ مِنْ إِبْرِيزٍ، ٱلْمُوَبِّخُ ٱلْحَكِيمُ لِأُذُنٍ سَامِعَةٍ.
1. تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ، كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا: هنالك شيء مميز وقوي حول كلمة مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا. فللكلمة الملائمة في الوقت الملائم قوتها على الشفاء والتقوية والإرشاد والإنقاذ. إنها مثل تفاح من ذهب مصوغ من فضة.
مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا: “بالعبرية ‘مقولة على عجلاته،’ أي مرتبة بشكل صحيح وحسب مقتضى الحال والظروف، مقولة بنعمة، وفي مكانها الصحيح. إنها لمهارة ممتازة أن تكون قادرًا على توقيت كلمة [إشعياء 50: 4] لتضعها على العجلات، كما هو الحال هنا. فما أحسن هذه الكلمات!” تراب (Trapp)
2. ٱلْمُوَبِّخُ ٱلْحَكِيمُ لِأُذُنٍ سَامِعَةٍ: يمكن أن تكون الكلمة المقولة في محلها توبيخًا أيضًا. عندما يقابل الموبخ الحكيم أذنًا سامعة، فإنه مثل جوهرة (قُرْطٌ مِنْ ذَهَبٍ وَحُلِيٌّ مِنْ إِبْرِيزٍ).
أمثال 15: 13
13كَبَرْدِ ٱلثَّلْجِ فِي يَوْمِ ٱلْحَصَادِ، ٱلرَّسُولُ ٱلْأَمِينُ لِمُرْسِلِيهِ، لِأَنَّهُ يَرُدُّ نَفْسَ سَادَتِهِ.
1. كَبَرْدِ ٱلثَّلْجِ فِي يَوْمِ ٱلْحَصَادِ: يتحدث هذا المثل عن شراب بارد، شراب برَّدَهُ برد الثلج أُعطي لعامل مجتهد في وقت الحصاد. وتوضح الطبيعة المنعشة والمنشّطة لهذا الشراب بركة رسول أمين للذين يرسلونه. فالرسول الأمين محبوب من مرسله. ويريد الله من شعبه أن يكونوا رسلًا أمناء لإنجيله وعمله.
يوجد في كتابات الأبوكريفا وصف لرجل مات من ضربة شمس أثناء وقت الحصاد (جوديث 8: 2-3).
“يرجّح أن الإشارة هنا هي إلى شراب تم تبريده بالثلج. فأثناء الصيف الحار، كان العمال يجلبون ثلجًا وجليدًا من الجبال العالية، ويخزنونها في بيوت ثلجية أو كهوف ثلجية. وكانت تنقل معزولة باستخدام نبات الجوتة، على سبيل المثال.” والتكي (Waltke)
“لا تعني الآية 13 أنها تثلج في وقت الحصاد – فهذه ستكون كارثة لا سبيل إلى تخفيفها. لكنها تشير إلى جلب ثلج من الجبال أثناء حر الحصاد والمرطبات المقدمة للعمال.” جاريت (Garrett)
2. لِأَنَّهُ يَرُدُّ نَفْسَ سَادَتِهِ: يُنعش مرسل الرسالة ويتعزى بمعرفة أن الرسالة قد تم توصيلها بأمانة. والرسل الأمناء يسرّون الله.
“كثيرًا ما أقر الرسول بولس بهذا الانتعاش لنفسه القلقة عندما كان مثقلًا برعاية الكنائس (1 كورنثوس 16: 17-18؛ فيلبي 2: 25-30؛ 1 تسالونيكي 3: 1-7).” بريدجز (Bridges)
أمثال 25: 14
14سَحَابٌ وَرِيحٌ بِلَا مَطَرٍ، ٱلرَّجُلُ ٱلْمُفْتَخِرُ بِهَدِيَّةِ كَذِبٍ.
1. ٱلرَّجُلُ ٱلْمُفْتَخِرُ بِهَدِيَّةِ كَذِبٍ (بعطاء كاذب): هنالك أشخاص لا يعطون شيئًا، لكنهم يريدون أن يُعْرَفوا كأشخاص معطائين. ويعطي آخرون هبات صغيرة ويريدون أن يُعْرَفوا كأشخاص يعطون هبات كبيرة (مثل حنانيا وسفيرة في أعمال الرسل 5: 1-11). يريدون صيت الكرَم من دون أن يكونوا كرماء.
“وبطبيعة الحال، ليس الدرس هنا أن لا تقدم وعودًا كاذبة.” روس (Ross)
2. سَحَابٌ وَرِيحٌ بِلَا مَطَرٍ: عندما يأتي السحاب وريح العواصف، فإننا نتوقع مطرًا مُحْيِيًا. لكن عندما يكون السحاب والريح بلا مطر، فإن هذا مدعاة لخيبة الأمل، تمامًا مثل التباهي الكاذب بالعطاء.
استخدمتْ رسالة يهوذا القصيرة في العهد الجديد نفس الصورة في وصف أشخاص خطرين وغير منتجين (يهوذا 12).
أمثال 25: 15
15بِبُطْءِ ٱلْغَضَبِ يُقْنَعُ ٱلرَّئِيسُ، وَٱللِّسَانُ ٱللَّيِّنُ يَكْسِرُ ٱلْعَظْمَ.
1. بِبُطْءِ ٱلْغَضَبِ (بالصبر والحِلِم) يُقْنَعُ ٱلرَّئِيسُ: يمكن لضبطنا لأنفسنا وصبرنا أن يُقنع الرجال العظماء، حتى الرئيس، بقضيتنا. فقد أقنع ويليام ويلبرفورس قادة الإمبراطورية بحظر العبودية من خلال الصبر الطويل والتفاني في قضيته البارة.
2. وَٱللِّسَانُ ٱللَّيِّنُ يَكْسِرُ ٱلْعَظْمَ: يمكن لكلمات الحكمة المتسمة بالصبر واللين أن تؤثر تأثيرًا عظيمًا على مدى فترة طويلة من الزمن. فلمثل هذه الكلمات قوة على كسر العظم.
“قد ينطوي تعبير ‘ٱللِّسَانُ ٱللَّيِّنُ يَكْسِرُ ٱلْعَظْمَ’ على تناقض ظاهري، لكنه مثل توضيحي لقوة الوداعة على القساوة والتهيُّج.” بريدجز (Bridges)
أمثال 25: 16
16أَوَجَدْتَ عَسَلًا؟ فَكُلْ كِفَايَتَكَ، لِئَلَّا تَتَّخِمَ فَتَتَقَيَّأَهُ.
1. فَكُلْ كِفَايَتَكَ: إذا وجد أحدهم عسلًا – شيئًا جيدًا ورائعًا – يفترض أن يستمتع به. لكن ينبغي للمرء أن يأكل قدر ما يحتاج، لا أكثر.
2. لِئَلَّا تَتَّخِمَ فَتَتَقَيَّأَهُ: إذا أكلنا شيئًا طيبًا (عسلًا) أكثر مما نحتاج، إذا ملأنا أنفسنا به، فقد يسبب هذا رد فعل مزعجًا (التقيّؤ). وعندئذٍ نكون قد خسرنا الشيء الجيد الذي اعتقدنا أننا حصلنا عليه. فالإسراف في الأطايب مؤذٍ، حيث يؤدي إلى نتائج عكسية.
“منذ وقت جنة عدن، أراد الإنسان آخِر أوقية من الحياة، كما لو أن وراء ‘الكفاية’ التي قدمها الله نشوة لا غثيان.” كيدنر (Kidner)
“نفهم من تعبير ‘العسل’ لا كل اللحوم اللذيذة فحسب، بل كل المسرات الدنيوية الحالية، حيث نعلَّم أن نستخدمها باعتدال. ومن شأن الإفراط في تناول العسل أن يجعل المرء يتقيّأ.” بولي (Poole)
أمثال 25: 17
17اِجْعَلْ رِجْلَكَ عَزِيزَةً فِي بَيْتِ قَرِيبِكَ، لِئَلَّا يَمَلَّ مِنْكَ فَيُبْغِضَكَ.
1. اِجْعَلْ رِجْلَكَ عَزِيزَةً فِي بَيْتِ قَرِيبِكَ: من المتوقع أن يتزاور الجيران والأقرباء، لكن لا ينبغي إساءة استخدام حسن الضيافة.
“نشكر الله على أنه لا حاجة إلى هذا التحذير والتحفظ في اقترابنا إليه. فحالما نتعرف طريقة إمكان الوصول إليه، لا يوجد جدار فاصل. ربما يُضغط صديقنا الأرضي بشكل زائد، وقد يتآكل اللطف بالاستخدام المتكرر، لكن لا يمكن أن نأتي إلى صديقنا السماوي في وقت غير مناسب أو بشكل غير طبيعي.” بريدجز (Bridges)
2. لِئَلَّا يَمَلَّ مِنْكَ فَيُبْغِضَكَ: الإحساس الحكيم حساس للإحساس باحتمال سأم قريبه منه. فبما أن علاقات حسن الجوار تجعل الحياة أفضل بكثير، فإن هذا مبدأ من مبادئ الحكمة.
“تنضج الصداقة من خلال حساسية متعقلة لعدم التدخل في الأمور الخصوصية والسماح بمساحة ليكون شخصًا في حد ذاته، لا من خلال التمتع الذاتي، أو التهور، أو الفرض. ومن دون هذا التعقُّل، يمكن أن تنزع الصداقة الحياة بدلًا من أن تثريها.” والتكي (Waltke)
“ربما تكون Oreach كما يقول المثل العبري، أي أنك مرحب بك كمسافر للبقاء ليوم واحد. وعندما تطول إقامتك، ستكون Toveach أي عبئًا وحِمْلًا ثقيلًا. وأخيرًا، عندما تتباطأ أكثر، ستكون Boreach أي منبوذًا، مطرودًا من البيت الذي سكنته كعفريت من دون تواضع.” تراب (Trapp)
أمثال 25: 18-19
18مِقْمَعَةٌ وَسَيْفٌ وَسَهْمٌ حَادٌّ، ٱلرَّجُلُ ٱلْمُجِيبُ قَرِيبَهُ بِشَهَادَةِ زُورٍ. 19سِنٌّ مَهْتُومَةٌ وَرِجْلٌ مُخَلَّعَةٌ، ٱلثِّقَةُ بِٱلْخَائِنِ فِي يَوْمِ ٱلضِّيقِ.
1. ٱلرَّجُلُ ٱلْمُجِيبُ قَرِيبَهُ بِشَهَادَةِ زُورٍ: تتحدث أمثال كثيرة عن شهود الزور. ويتسبب هذا الكاذب، سواء أكان في المحكمة أم في الأحاديث العامة، في ضرر كبير. فهو مثل هراوة (مِقْمَعة)، وسيف، وسهم. فليست خطية بسيطة أن تشهد زورًا على قريبك.
شاهد الزور “قاسٍ مثل أية أداة موت. وهذا المثل مصمم ليبيّن شر القذف والافتراء، وأن شاهد الزور بطريقة ما بنفس سوء القاتل.” بولي (Poole)
“كانت الهراوة (أو العصي الغليظة) تُستخدم في المعارك متقاربة المسافات بين المتقاتلين. وفي المعارك الأكثر بعدًا قليلًا، كان يستخدم السيف (أو الخنجر أو السيف المعقوف – انظر أمثال 5: 4). وللقتال عن مسافة بعيدة، كان يستخدم القوس والسهم (انظر أمثال 5: 23).” والتكي (Waltke)
“ها هنا أذى لسان شرير. وهو رفيع وعريض وطويل كسيف ليريق دم الحياة من الفقير البريء، بل ليقضي على نفسه أيضًا، كما يفعل شاهد الزور.” تراب (Trapp)
يجرح اللسان أربعة أشخاص بضربة واحدة. فالشخص يؤذي نفسه، وموضوع الهجوم، وأي شخص يستمع إلى كلامه، واسم الله. فاهرب من هذا المرض المميت.” بريدجز (Bridges)
2. سِنٌّ مَهْتُومَةٌ وَرِجْلٌ مُخَلَّعَةٌ: هذان المثلان متصلان، لأن الرجل الذي يقدم شهادة زور هو غالبًا الرجل غير الأمين في وقت الضيق. فمن ناحية، يجلب الألم. ومن ناحية أخرى، فإنه هو ألم. والإنسان غير الأمين عديم الفائدة مثل الألم المستمر الموهن.
أمثال 25: 20
20كَنَزْعِ ٱلثَّوْبِ فِي يَوْمِ ٱلْبَرْدِ، كَخَلٍّ عَلَى نَطْرُونٍ، مَنْ يُغَنِّي أَغَانِيَّ لِقَلْبٍ كَئِيبٍ.
1. كَنَزْعِ ٱلثَّوْبِ فِي يَوْمِ ٱلْبَرْدِ: بعض الناس وأعمالهم مزعجة على نحو خاص. فهم يجلبون الانزعاج (كَنَزْعِ ٱلثَّوْبِ فِي يَوْمِ ٱلْبَرْدِ) والاهتياج دائمًا (كَخَلٍّ عَلَى نَطْرُونٍ).
كَخَلٍّ عَلَى نَطْرُونٍ (الصودا): “يعني صبّ الحامض على هذا السائل القلوي أنك تجعله فوّارًا، وتدمّر خصائصه الخاصة.” كيدنر (Kidner)، نقلًا عن مارتن (Martin)
2. مَنْ يُغَنِّي أَغَانِيَّ لِقَلْبٍ كَئِيبٍ: من يعالج القلب الثقيل أو الكئيب من دون حساسية يجلب انزعاجًا واضطرابًا واهتياجًا. فإذا أردت أن تغني لقلب كئيب، ينبغي أن تستخدم لحنًا حزينًا.
“يشير المثل إلى عدم اللياقة في المرح في حضور الحزن. إنها طريقة خطأ في الأسلوب. وهي تعمل على زيادة المحنة بدلًا من تخفيفها.” مورجان (Morgan)
أمثال 25: 21-22
21إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ خُبْزًا، وَإِنْ عَطِشَ فَٱسْقِهِ مَاءً، 22فَإِنَّكَ تَجْمَعُ جَمْرًا عَلَى رَأْسِهِ، وَٱلرَّبُّ يُجَازِيكَ.
1. إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ خُبْزًا: يأمرنا الكتاب المقدس بأن نقدم المحبة والرعاية حتى لأعدائنا، بينما تحثنا الطبيعة البشرية على أن نبغض عدونا. لكن الكتاب المقدس يوصينا بأن نحب أعداءنا، وأن نفعل هذا بشكل عملي (متى 5: 44-47).
“التضمين الواضح هنا هو أنه يجب على المرء أن يمتنع عن تنفيذ الانتقام. وقد اقتبس بولس هذا المثل في حديثه عن المحبة في رومية 12: 9-21.” جاريت (Garrett)
2. فَإِنَّكَ تَجْمَعُ جَمْرًا عَلَى رَأْسِهِ: يختلف المفسرون إن كان فعل هذا الأمر شيئًا قاسيًا أم لا، وإن كان شيئًا جيدًا في عيني عدوك أم لا. ويرجح أن هذا يشير إلى تبكيت حارق يضعه لطفنا وكرمنا على عدونا. ويعتقد آخرون أنه يشير إلى ممارسة إقراض جمرات نار لمساعدة جار على إشعال نار له – وهو عمل طيب يقدَّر. وفي كلتا الحالتين، يمكننا أن نقضي على عدونا بأن نجعله صديقًا لنا، وَٱلرَّبُّ يُجَازِيكَ.
“لا ليحرقه، بل ليذيبه إلى لطف. وهذه استعارة مأخوذة من صهر الخامات المعدنية.” كلارك (Clarke)
“يتفق معظم المفسرين مع أوغسطين وجيروم على أن جمرات النار هذه تشير إلى آلام الخزي الحارقة التي سيحس بها المرء عندما يقابَل بالخير بدلًا من شرّه، حيث ينتج هذا الخزي ندمًا وانسحاقًا.” والتكي (Waltke)
عندما تكوّم مجاملات عليه، فإنك ستربحه إلى نفسك. فعندما نفعل الخير لأعدائنا، فإننا نفعل أكثر بكثير لأنفسنا.” تراب (Trapp)
“هل تعتقد أن آخرين أساءوا إليك؟ اشفق عليهم، وصلِّ من أجلهم. واسعَ إلى لقائهم، وبيِّن لهم خطأهم بتواضع ووداعة. واغسل أقدامهم، وانزع القذى من عيونهم. واسعَ إلى استردادهم بروح الوداعة، متذكرًا أنك أنت أيضًا معرّض للتجربة. صبّ على رؤوسهم جمرات من اللطف والمحبة. قُدْهم، إن كان هذا ممكنًا، إلى ذهن مكسور رقيق حتى يطلبوا الغفران منك ومن الله. وإذا لم تكن قادرًا على التصرف على هذا النحو بكل مشاعرك، فافعل هذا لأنه صواب. ومن المحتّم أن المشاعر ستأتي لاحقًا.” ماير (Meyer)
أمثال 25: 23
23رِيحُ ٱلشِّمَالِ تَطْرُدُ ٱلْمَطَرَ، وَٱلْوَجْهُ ٱلْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا.
1. رِيحُ ٱلشِّمَالِ تَطْرُدُ (تجلب) ٱلْمَطَرَ: ذكر سليمان هذا كمثل للسبب والنتيجة. فريح الشمال تهب فتجلب المطر.
2. وَٱلْوَجْهُ ٱلْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا (اللسان الثالب يجلب وجهًا مُعبِسًا): سيثير الذين يتكلمون بالسوء على آخرين بلسان الغيبة عبوسًا لدى المستمعين الحكماء. وهذه أيضًا مسألة سبب ونتيجة، مثل ريح الشمال التي تجلب المطر.
أمثال 25: 24
24اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ ٱلسَّطْحِ، خَيْرٌ مِنِ ٱمْرَأَةٍ مُخَاصِمَةٍ فِي بَيْتٍ مُشْتَرِكٍ.
1. اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ ٱلسَّطْحِ: ليست زاوية السطح مكانًا رائعًا للسكنى. فهي مكان صغير محصور ومعرّض للعوامل الجوية، كونه على السطح. لكن في بعض الظروف، تكون زاوية السطح مكانًا أفضل للسكنى.
“كلام الزوجة العدائي غير متوقع وغير مرحب به مثل المطر الذي تأتي به ريح الشمال ومن لسان سليط. وفضلًا عن ذلك، يمكن أن تكون هنالك صلة مجازية بين ريح الشمال وتعرُّض الزوج للعوامل الجوية في زاوية السطح.” والتكي (Waltke)
2. خَيْرٌ مِنِ ٱمْرَأَةٍ مُخَاصِمَةٍ وَبَيْتٍ مُشْتَرِكٍ: أن يكون لديك بيت كامل لكن أن تعيش في صراع دائم مع امرأة مخاصمة، فإن هذا يعني التعاسة. وينطبق هذا أيضًا على الرجل المخاصم. إذ سيكون المرء أفضل حالًا في وضع حياتيٍّ أكثر تواضعًا مع التمتع بالسلام قي البيت. ويكرَّر هذا المثل من أمثال 21: 9 لغرض التوكيد.
“أيتها المرأة المؤمنة بالمسيح، لا تظنّي أن هذه الأمثال لا تستحق انتباهك. لكن تأكدي من أن هذه الأوصاف المخيفة لا تنطبق عليك. ومن المؤكد أن التكرار يدفعك إلى غرس فضائل معاكسة وتنميتها، حيث إن غيابها يضبب الطبيعة الأنثوية في تشويه مؤلم.” بريدجز (Bridges)
أمثال 25: 25
25مِيَاهٌ بَارِدَةٌ لِنَفْسٍ عَطْشَانَةٍ، ٱلْخَبَرُ ٱلطَّيِّبُ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ.
1. مِيَاهٌ بَارِدَةٌ لِنَفْسٍ عَطْشَانَةٍ: عندما يكون المرء متعبًا، فإن هبة ماء بارد تنعشه كثيرًا. وتستخدم كلمة ‘نفس’ هنا، كما في معظم الأمثال، كإشارة إلى الشخص بأكمله وحياته، لا إلى الجانب الداخلي الروحي منه فقط.
“كان يمكن تبريد الماء في أوعية مَسامّية من الفخار، لأنها كانت قادرة على حفظ محتوياتها على درجة أقل بخمس درجات على الأقل من درجة حرارة مكان التخزين.” والتكي (Waltke)، نقلًا عن مينهولد (Meinhold).
2. ٱلْخَبَرُ ٱلطَّيِّبُ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ: عندما نتلقى خبرًا طيّبًا، وبشكل خاص مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، فإنه يجلب انتعاشًا عظيمًا مُحْييًا. وينطبق هذا على كل الأخبار الطيبة من كل نوع، وليس أقلها الخبر السار حول ما فعله الله في يسوع المسيح لينقذ كل الذين يتكلون عليه.
كانت حقيقة سفر شخص ما من بلد بعيد لإيصال أخبار مهمة وسارّة تُضفي مزيدًا من الأهمية عليها. فكثيرون مستعدون للاستماع إلى أخبار يسوع من شخص يأتي من بعيد. إذ تزداد أهمية رسالته لأنه تجشّم عناء السفر لجلبها.
“في عالم الكتاب المقدس، كانت الأخبار تنتقل بشكل بطيء ومؤلم. وكان يتم توصيلها بصعوبة كبيرة. ولهذا فإن امتداد المسافة إلى أرض بعيدة يزيد الانتعاش.” والتكي (Waltke)
أمثال 25: 26
26عَيْنٌ مُكَدَّرَةٌ وَيَنْبُوعٌ فَاسِدٌ، ٱلصِّدِّيقُ ٱلْمُنْحَنِي أَمَامَ ٱلشِّرِّيرِ.
- ٱلصِّدِّيقُ ٱلْمُنْحَنِي (المتعثّر) أَمَامَ ٱلشِّرِّيرِ: يحدث أحيانًا أن ينحني أو يتعثر الصدّيق. وهذ أمر مؤسف دائمًا، وبشكل خاص عندما يحدث أمام الأشرار، في ضوء رفضهم لله وحكمته.
“كان عيبًا كبيرًا من إبراهيم أن يسقط تحت توبيخ أبيمالك، ومن شمشون أن يؤسَر من الفلسطيين في بيت دعارة، ومن يوشيا أن يُذكّر بواجبه من الفرعون نخو، ومن بطرس أن ينساق من خادمة تافهة لينكر سيده.” تراب (Trapp)
يمر إثم الفجّار الفاضح في صمت. لكن إبليس يجعل الحي كله يردد سقطات الذين يجاهرون بإيمانهم بالمسيح.” برديجز (Bridges)
2. عَيْنٌ (ينبوع) مُكَدَّرَةٌ وَيَنْبُوعٌ فَاسِدٌ (بئر ملوثة): بدلًا من صفاء الماء النظيف المُحيي، فإن الحياة مثل بِرْكة قذرة. وهي لا تعطي حياة أو وضوحًا أو انتعاشًا أو عونًا. فهذا يحبط قصد الماء في هذ السياق.
“تخيّب مساومته الدنيئة آمال الذين تعلَّموا أن يعتمدوا عليه في حياتهم الروحية، ويسلبهم ويعرّضهم للخطر.” والتكي (Waltke)
“بالنسبة للمسافر الذي يتوقع الراحة عند قدومه إلى بئر ويجدها ملوّثة، فإن استجابته هي عدم التصديق وخيبة أمل. وتدل هذه الاستعارة المناسبة على خيبة الأمل العميقة التي يحس بها المرء عندما يستسلم الأبرار للشر.” جاريت (Garrett)
أمثال 25: 27
27أَكْلُ كَثِيرٍ مِنَ ٱلْعَسَلِ لَيْسَ بِحَسَنٍ، وَطَلَبُ ٱلنَّاسِ مَجْدَ أَنْفُسِهِمْ ثَقِيلٌ.
1. أَكْلُ كَثِيرٍ مِنَ ٱلْعَسَلِ لَيْسَ بِحَسَنٍ: العسل مثل من أمثلة عطايا الله العظيمة. إذ كانت الحلويات نادرة في زمن سليمان، ولم يكن هنالك ما ألذ من العسل. غير أن الإفراط في تناول هبة جيدة ليس بحسن. إذ تتوجب ممارسة ضبط النفس حتى مع الأشياء الجيدة.
2. وَطَلَبُ ٱلنَّاسِ مَجْدَ أَنْفُسِهِمْ ثَقِيلٌ: قد يكون المجد شيئًا حسنًا، وهو جزء من وعد الله للمؤمنين (رومية 8: 18). غير أن طلب المرء لمجده الخاص ثقيل (ليس بحسن). وهو ليس مجدًا على الإطلاق. إذ ينبغي أن نطلب مجد الله أولًا ولا نقلق على مجدنا الخاص.
“يتسبب الإفراط في تناول العسل في الغثيان، وكذلك ما يحدث في نهاية الأمر بالنسبة لتمجيد الذات.” مورجان (Morgan)
أمثال 25: 28
28مَدِينَةٌ مُنْهَدِمَةٌ بِلَا سُورٍ، ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى رُوحِهِ.
1. ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى رُوحِهِ: هنالك كثيرون ممن لا يضبطون أنفسهم كثيرًا لدرجة إنه يمكن القول إنهم لا سلطان لهم على أنفسهم أو أرواحهم. فالعالم أو الجسد أو إبليس يسود مثل هؤلاء، وليس روح ضبط النفس الذي هو ثمر الروح (غلاطية 5: 22-23).
2. مَدِينَةٌ مُنْهَدِمَةٌ بِلَا سُورٍ: المدينة المنهدمة التي بلا سور مدينة بلا دفاع، وهي ضعيفة أمام أي هجوم. وهي لا تتمتع بأي أمان أو استقرار، ولا تستطيع أن تحمي أي شيء ذي قيمة. ويبيّن هذا بعض التكلفة الباهظة لعدم سيطرة المرء على روحه.
“من المؤكد أن أنبل الفتوحات تُكسب أو تُخسر على أنفسنا. لقد أدى أول اندلاع للغضب إلى القتل. وأدى افتقار ملك إلى اليقظة حول الشهوة إلى الزنا.” بريدجز (Bridges)