أمثال 27
التخطيط للمستقبل ونوال الكرامة
أمثال 27: 1
1لَا تَفْتَخِرْ بِٱلْغَدِ لِأَنَّكَ لَا تَعْلَمُ مَاذَا يَلِدُهُ يَوْمٌ.
1. لَا تَفْتَخِرْ بِٱلْغَدِ: من طبيعة البشر أن يفرطوا في الثقة بما تحمله الأيام القادمة. ومن السهل أن نفتخر بالغد، وبشكل خاص مع غطرستنا الحديثة حول التقدم المستمر.
2. لِأَنَّكَ لَا تَعْلَمُ مَاذَا يَلِدُهُ يَوْمٌ: نحن لا نعلم ما يحمله الغد، ولهذا ينبغي أن نتحلى بنظرة التواضع تجاه المستقبل، كما تقول الآيات في يعقوب 4: 13-16.
“لا تستبعد هذه الآية التخطيط الحكيم للمستقبل، لكنها تستبعد الإحساس الزائد بالقدرة على السيطرة عليه. فلا يمكن لأحد أن يتجاوز فيفترض مستقبل الله.” روس (Ross)
“لا يعلم أي أحد ما هو في رحم الغد إلى أن يدل الله على إرادته بالحدث. فقد قال داود في رخائه إنه لن يتزعزع، لكنه وجد بعد فترة وجيزة تغييرًا مؤلمًا. فالله أربك ثقته [مزمور30: 6-7].” تراب (Trapp)
رأى سبيرجن (Spurgeon) أن عدم معرفتنا بما يلده الغد بركة. “قد تقودنا معرفة الخير الآتي إلى التجاسر، ومعرفة الشر إلى اليأس. إننا سعداء لأن عيوننا لا تستطيع أن تخترق الحجاب الكثيف الذي يضعه الله بيننا وبين الغد، فلا نرى ما وراء النقطة التي نحن فيها. وإلى حد ما، نحن نجهل تفاصيل المستقبل كليًّا. ويمكننا أن نكون شاكرين بالفعل على جهلنا.”
أمثال 27: 2
2لِيَمْدَحْكَ ٱلْغَرِيبُ لَا فَمُكَ، ٱلْأَجْنَبِيُّ لَا شَفَتَاكَ.
1. لِيَمْدَحْكَ ٱلْغَرِيبُ لَا فَمُكَ: ينبعي أن نبتعد عن تمجيد الذات بأشكاله المتعددة. وتعطينا التقنية الحديثة مزيدًا من الأساليب والفرص لمدح أنفسنا. لكن ينبغي لنا أن نتجنب مثل هذا المديح الذاتي.
2. ٱلْأَجْنَبِيُّ لَا شَفَتَاكَ: تعني الكرامة أكثر بكثير عندما تأتي من مصدر خارجي، من غريب أو أجنبي، مما لو جاءت نتاجًا للمديح الذاتي.
يقول مثل ألماني: “المديح الذاتي ينتن، ومديح الأصدقاء يعرج، ومديح الغرباء يرنّ.” والتكي (Waltke)
أمثال 27: 3
3اَلْحَجَرُ ثَقِيلٌ وَٱلرَّمْلُ ثَقِيلٌ، وَغَضَبُ ٱلْجَاهِلِ أَثْقَلُ مِنْهُمَا كِلَيْهِمَا.
1. اَلْحَجَرُ ثَقِيلٌ وَٱلرَّمْلُ ثَقِيلٌ: يحتكم سليمان إلى حقائق بدهية. فمن طبيعة الحجر والرمل أن يكونا ثقيلين.
2. وَغَضَبُ ٱلْجَاهِلِ أَثْقَلُ مِنْهُمَا كِلَيْهِمَا: وعندما يعبّر الأحمق – وهو شخص يرفض حكمة الله – عن غضبه – فإن هذا أمر ثقيل وخطر. فلغضب أي إنسان عواقب وخيمة محتملة، فكم بالأحرى غضب الأحمق!
أمثال 27: 4
4اَلْغَضَبُ قَسَاوَةٌ وَٱلسَّخَطُ جُرَافٌ، وَمَنْ يَقِفُ قُدَّامَ ٱلْحَسَدِ.
1. اَلْغَضَبُ قَسَاوَةٌ وَٱلسَّخَطُ جُرَافٌ: الغضب بكل مظاهره خطِر وصعب التحكم في تعبيره مثل التيّار الجارف (الجُراف).
“تصوّر هذه الاستعارة الغضب كقوة روحية عنيفة ومدمرة وغير عقلانية.” والتكي (Waltke)
2. وَمَنْ يَقِفُ قُدَّامَ ٱلْحَسَدِ (أو الغيرة): يشير سليمان إلى أن الحسد يمتلك قوة وقدرة هدّامة تتجاوز الغضب والسخط. إذ يمكن أن يصنع تيارًا جارفًا أكبر من الشر. فالحسد هو الذي دفع قادة الدين إلى ترتيب مؤامرة لقتل يسوع (متى 27: 18).
الحسد: “إنها عاطفة مستعرة تتحدى المنطق أحيانًا، وتأخذ شكل العنف الهدام كنار آكلة.” روس (Ross)
يلاحظ كيدنر (Kidner) أن كلمة الحسد تُستخدم أحيانًا بمعنى إيجابي (بمعنى الغيرة الحسنة). فالله غيور في محبته لنا. غير أن هنالك نصوصًا كهذه تقر بأن هنالك جانبًا مظلمًا للغيرة (حين تفيد معنى الحسد الحقير).
شرح بولي (Poole) السبب الذي يجعل الحسد أسوأ من السخط والغضب: “الحسد أسوأ من كليهما، جزئيًّا لأنه جائر ولأنه لا يأتي كاستفزاز مثل السخط أو الغضب. لكنه ينبثق من خبث في العقل، حيث يحزن شخص بسبب سعادة شخص آخر…. وجزئيًّا لأنه أكثر سرية وغير مدرَك من الآخرين، ولهذا يصعب تجنب آثاره الضارة. أما السخط والغضب فيكشفان نفسيهما، ولهذا يحذر الإنسان من الخطر ويجد عونًا في ذلك على تجنبه.”
أمثال 27: 5
5اَلتَّوْبِيخُ ٱلظَّاهِرُ خَيْرٌ مِنَ ٱلْحُبِّ ٱلْمُسْتَتِرِ.
1. اَلتَّوْبِيخُ ٱلظَّاهِرُ خَيْرٌ: يتردد كثيرون في توبيخ آخرين، وبشكل خاص في عائلة الله. لكن يوجد مكان وزمان لا يكون فيهما التوبيخ حسنًا فحسب، بل أفضل من البديل.
“تقديم التوبيخ بلطف، وبمراعاة، وبروح الصلاة أمر يعزز الصداقة بدلًا من أن يضعفها.” بريدجز (Bridges)
“نحن لا نحب التوبيخ حقًّا. فنحن ميّالون بطبيعتنا إلى الاستياء منه. وكوننا مستحقين له، أو محتاجين إليه، أمر لا يجعله ممتعًا. وفضلًا عن ذلك، فإن بُغضنا للتوبيخ يدفعنا إلى الاعتقاد أن الذين يحبوننا يخدموننا بشكل جيد عندما يصمتون في وجود قصورنا.” مورجان (Morgan)
“غير أنه دواء مر لا يرغب أحد فيه. لكن الصديق الأصيل الصادق الذي يخبرك بأخطائك بكل حرية يخفيها عن الآخرين.” كلارك (Clarke)
2. مِنَ ٱلْحُبِّ ٱلْمُسْتَتِرِ: لا يفيد الحب كثيرًا إذا كان مستورًا. فالحب الصادق الذي يسمح بالتوبيخ الصريح أفضل بكثير من الحب الذي يُخفى بعناية.
“ليس الحب المخفي حبًا كاملًا بأي معنى. فلا بد للحب الأسمى أن يعبّر عن نفسه. وهو يفعل هذا في امتداح للمحبوب. والحب الذي يخفي نفسه، ويجاهر أنه لا يرى، وربما لا يرى، وبالتالي يبقى صامتًا، حب على مستوى متدنٍّ للغاية.” مورجان (Morgan)
أمثال 27: 6
6أَمِينَةٌ هِيَ جُرُوحُ ٱلْمُحِبِّ، وَغَاشَّةٌ هِيَ قُبْلَاتُ ٱلْعَدُوِّ.
1. أَمِينَةٌ هِيَ جُرُوحُ ٱلْمُحِبِّ: من علامات الصديق الحقيقي استعداده لأن يجرحنا بتقويم متسم بالمحبة. ربما لا يكون التقويم مريحًا – مثل الجروح الحقيقية – لكنه سيكون تعبيرًا عن محبة الصديق وأمانته.
“كلمة ‘جروح’ استعارة تدل على الكلمات الواضحة المؤلمة التي يتوجب نُطقها في صداقة حقيقية من أجل شفاء المحبوب و/أو لاسترداد علاقة مكسورة.” والتكي (Waltke)
2. وَغَاشَّةٌ هِيَ قُبْلَاتُ ٱلْعَدُوِّ: ينبّهنا هذا إلى أنه ليست كل القبلات تعبيرًا عن تحيات بين الأصحاب. فقد تأتي من عدو مخادع.
“هي مثل قبلات يوآب ويهوذا وأبشالوم وأخيتوفل التي لا نرغب في مثلها، بل ينبغي أن نستنكرها ونستاء منها.” تراب (Trapp)
“من ذا الذي يمكن أن لا يختار الجرح الأمين، مهما كان مؤلمًا في لحظة الإصابة به على قبلات العدو الكثيرة؟ كانت قبلة المرتد (يهوذا) مكوِّنًا من كأس معاناة المخلّص.” بريدجز (Bridges)
أمثال 27: 7
7اَلنَّفْسُ ٱلشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ ٱلْعَسَلَ، وَلِلنَّفْسِ ٱلْجَائِعَةِ كُلُّ مُرٍّ حُلْوٌ.
1. اَلنَّفْسُ ٱلشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ ٱلْعَسَلَ: عندما تشبع حياتنا – إما ماديًا أو جسميًا – نجد أن من السهل أن نبغض ونرفض أشياء يمكن أن تكون مرغوبة جدًّا لولا هذا، مثل العسل.
“يتفق معظم المفسرين أن هذا المثل يسمح بتطبيق أوسع من الأكل. إذ يمكن أن يطبق على الممتلكات، والخبرات، والتعليم، إلخ.” روس (Ross)
من ناحية روحية، يمكن أن يُفهم بشكل سلبي: “ألا يمكن أن يكون الشبع لعنة عظيمة مثل المجاعة؟ أليس هذا مكتوبًا بشكل مخيف عن أشخاص يجاهرون بإيمانهم بالمسيح أن الشبعان يعاف العسل؟” بريدجز (Bridges)
من ناحية روحية، يمكن أن يُفهم هذا بمعنى إيجابي: “إن أفضل طريقة لمحاربة الدنيوية هي بأن نشبع قلبنا بشيء أفضل. فالنفس الشبعانة تعاف العسل. فعندما يحصل الابن الضال على العجل المسمّن، فلن يعود يشتاق إلى خرنوب الخنازير. املأ قلبك بالله وبحقّه المقدس، وستفقد أشياء العالم سحرها.” ماير (Meyer)
2. وَلِلنَّفْسِ ٱلْجَائِعَةِ كُلُّ مُرٍّ حُلْوٌ: عندما يكون شخص جائعًا حقًّا، فإنه مستعد لأن يأكل كل شيء تقريبًا ويستحليه. ويصح هذا على العالم المادي أيضًا، حيث نراه في أولئك المحرومين من الطعام لفترات طويلة. ونحن نراه في العالم الروحي، عندما تستيقظ النفوس الجائعة فتصبح نَهِمة للطعام الروحي.
استخدم تشارلز سبيرجن (Charles Spurgeon) هذا المثل كأساس للحديث عن حلاوة يسوع وعمله من أجلنا. “الحرية حلوة للأسير. وعندما يحررك الابن فإنك تكون حرًا حقًا. والصفح حلو للمدانين، ويعلن يسوع الغفران الكامل والخلاص. والصحة حلوة للمرضى، ويسوع هو طبيب النفوس العظيم. وهو نور لأولئك الذين في الظلمة، وللعيون المعتمة. ويسوع شمس لظلمتنا وعيون لعَمانا معًا.”
أمثال 27: 8
8مِثْلُ ٱلْعُصْفُورِ ٱلتَّائِهِ مِنْ عُشِّهِ، هَكَذَا ٱلرَّجُلُ ٱلتَّائِهُ مِنْ مَكَانِهِ.
1. مِثْلُ ٱلْعُصْفُورِ ٱلتَّائِهِ مِنْ عُشِّهِ: رسم سليمان بكلمات قليلة صورة مؤثرة لعصفور بعيد عن مكان سلامته وأمانه – عشه.
جعل هذا المثل يفكر في أولئك الذين يبدو أـنهم يتجولون من كنيسة إلى أخرى: “يوجد في كنائسنا في لندن عدد كبير جدًّا من من المؤمنين بالمسيح يشكلون نوعًا من المخيّم الطائر. فهم يطيرون من مكان إلى آخر – مجموعة من المؤمنين الغجر (الرُّحَّل)، وهم متجولون ومحترمون مثل الغجر الذين شبّهتهم بهم.”
2. هَكَذَا ٱلرَّجُلُ ٱلتَّائِهُ مِنْ مَكَانِهِ: لدينا مكان معيّن من الله، ويمكننا أن نكون خارجه (في غير مكاننا) كعصفور بلا عش إذا ضللنا عنه. وينبغي أن نحرص على أن ننظر إلى مكاننا، لا على أنه المكان الذي يخصصه لنا المجتمع، بل ذاك الذي يخصصه الله لنا.
“يفتقر أولئك التجولون إلى أمان بيتهم، ولا يعودون قادرين على المساهمة في حياة مجتمعهم.” روس (Ross)
“قلب الرجل الصادق هو مكان دعوته. وعندما يكون هذا الرجل خارج مكانه، فإنه مثل سمكة في الهواء حيث تقفز للاستجمام أو للضرورة، لكنها تعود إلى مكانها الخاص.” تراب (Trapp)
أمثال 27: 9
9اَلدُّهْنُ وَٱلْبَخُورُ يُفَرِّحَانِ ٱلْقَلْبَ، وَحَلَاوَةُ ٱلصَّدِيقِ مِنْ مَشُورَةِ ٱلنَّفْسِ.
1. اَلدُّهْنُ (المرهم) وَٱلْبَخُورُ (والعطر) يُفَرِّحَانِ ٱلْقَلْبَ: يذكر سليمان هنا حقيقة بدهية. فمن طبيعة المراهم (الدهن) والعطور (البخور) أن تجلب البهجة للقلب برائحتها الطيبة.
2. وَحَلَاوَةُ ٱلصَّدِيقِ مِنْ مَشُورَةِ ٱلنَّفْسِ: تجلب المشورة القلبية من صديق البهجة، تمامًا كما يجلب المرهم والعطر البهجة للقلب. ويدفعنا هذا إلى سؤال: هل هنالك في حياتي من يمكن أن يعطيني مشورة قلبية؟ وهل أستطيع أن أعطي مشورة قلبية لشخص آخر؟
“الزيت والبخور المبهجان تشبيه بالنصيحة اللطيفة المبهجة التي يقدمها صديق من أعماق كينونته. وينتج كل من العطور الخارجية والمشورة الصحية إحساسًا بالرفاهة.” والتكي (Waltke)
أمثال 27: 10
10لَا تَتْرُكْ صَدِيقَكَ وَصَدِيقَ أَبِيكَ، وَلَا تَدْخُلْ بَيْتَ أَخِيكَ فِي يَوْمِ بَلِيَّتِكَ. ٱلْجَارُ ٱلْقَرِيبُ خَيْرٌ مِنَ ٱلْأَخِ ٱلْبَعِيدِ.
1. لَا تَتْرُكْ صَدِيقَكَ وَصَدِيقَ أَبِيكَ: ينبغي لنا أن نتمسك بروابط الصداقة على أنها عزيزة وملزمة بحيث تتعدى أجيالًا. فلا ينبغي أن يُترك الأصدقاء.
“الصديق المزكّى على فترة طويلة لا يقدَّر بثمن. فلا تهمل ذاك الذي كان صديقًا لعائلتك أبدًا، ولا تتركه أبدًا.” كلارك (Clarke)
“جسّد سليمان مثالًا في بداية حُكمه بتنمية روابط مع حيرام، صديق أبيه (1 ملوك 5: 1-10). وقد كلّف الازدراء بهذا المبدأ ابنه الأحمق مملكته (1 ملوك 12: 6-19).” برديجز (Bridges)
- “والآن بما أن يسوع هو صديقك وصديق أبيك، فإن النصيحة في هذا النص تأتي إليك بقوة خاصة: ‘لا تتركه.’ هل يمكنك أن تتركه؟” سبيرجن (Spurgeon)
2. وَلَا تَدْخُلْ بَيْتَ أَخِيكَ فِي يَوْمِ بَلِيَّتِكَ: لا ينبغي أن نفترض أن أخانا في الدم هو أفضل من يقدم العون، وبشكل خاص الأخ البعيد جدًّا. فالمورد القريب، حتى لو كان أقل، أفضل من مورد أكبر بعيد جدًّا.
“’الأخ‘ في الآية العاشرة هو من الأقارب القريبين جدًّا يلجأ المرء إليه بشكل طبيعي في الأوقات الصعبة. وعادة ما كانت الهوية العائلية القريبة لدى بني إسرائيل تملي على المرء أن يلجأ إلى قريب الدم للعون. وتثير هذه الآية الدهشة لأنها تبدو وكأنها تتعارض مع تلك العادة هنا.” جاريت (Garrett)
أمثال 27: 11
11يَا ٱبْنِي، كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي، فَأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي كَلِمَةً.
1. يَا ٱبْنِي، كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي: قدّم سليمان تشجيعًا بسيطًا لابنه على أن يكون حكيمًا فيجلب الفرح لقلبه.
2. فَأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي كَلِمَةً: يجلب الابن الأحمق إهانات وتوبيخًا لأبويه. وبطريقة ما، فإن الابن الذي يرفض الحكمة يعطي صورة سيئة لهما.
“وبعبارة أخرى، إما أن يجلب ابنه عارًا علنيًّا على أبيه أو أن يمكّنه من الوقوف بفخر أمام أعدائه.” جاريت (Garrett)
أمثال 27: 12
12ٱلذَّكِيُّ يُبْصِرُ ٱلشَّرَّ فَيَتَوَارَى. ٱلْأَغْبِيَاءُ يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ.
1. ٱلذَّكِيُّ يُبْصِرُ ٱلشَّرَّ فَيَتَوَارَى: تقود الحكمة الإنسان إلى توقُّع الخطر واتخاذ إجراء مثل الاختباء من الشر الآتي.
قُدمت هذه الحكمة في أمثال 22: 3، وهي تكرَّر هنا لأجل تعزيز الوصية السابقة بعرض ميزة الحكمة العظيمة. بولي (Poole)
2. ٱلْأَغْبِيَاءُ يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ: السُّذّج وغير المتدربين في الحكمة عُمي عن الخطر المحتمل حولهم. وسيتحملون في النهاية العاقبة السيئة لعماهم، حيث سيعاقَبون.
“تحفز هذه الآية السّذّج على أن يتدربوا، لأن الحياة ستكون أقل إيلامًا لهم لو عرفوا كيف يتجنبون مخاطر الحياة.” روس (Ross)
يعبرون: “يندفع البسطاء معصوبي العيون إلى الجحيم. وينبغي أن يُدفع الثور دفعًا إلى هلاكه، لكن الخاطئ يندفع إليه رغم الجهود المبذولة لكبح جماحه.” بريدجز (Bridges)
أمثال 27: 13
13خُذْ ثَوْبَهُ لِأَنَّهُ ضَمِنَ غَرِيبًا، وَلِأَجْلِ ٱلْأَجَانِبِ ٱرْتَهِنَ مِنْهُ.
1. خُذْ ثَوْبَهُ لِأَنَّهُ ضَمِنَ غَرِيبًا: إن كان شخص ما يمثّل دَينًا مشكوكًا في تسديده (أحمق بما يكفي لضمان شخص غريب)، ينبغي الاحتفاظ بضمان مقابل أي شيء يدين به (خذ ثوبه).
2. وَلِأَجْلِ ٱلْأَجَانِبِ (امراة مُغوية) ٱرْتَهِنَ مِنْهُ: الرجل غير أخلاقي وأحمق بما يكفي لأن تجعله امرأة مغوية يضمنها. ولهذا ينبغي أن نعد دَينه مشكوكًا في تسديده.
“ربما أغوت المغوية بإغراءاتها وتملقاتها رجلًا على أن يكون مدينًا لها (انظر أمثال 5 و 7). ويعلّم المثل التلميذ أن لا تكون له أية علاقة بمثل هؤلاء الحمقى.” والتكي (Waltke)
أمثال 27: 14
14مَنْ يُبَارِكُ قَرِيبَهُ بِصَوْتٍ عَالٍ فِي ٱلصَّبَاحِ بَاكِرًا، يُحْسَبُ لَهُ لَعْنًا.
1. مَنْ يُبَارِكُ قَرِيبَهُ بِصَوْتٍ عَالٍ فِي ٱلصَّبَاحِ بَاكِرًا: المعنى هنا هو أنها تحية وبركة مبالغ فيها يُقصد بها التملق والتلاعب. إنها عالية وتبدأ في الصباح. فهنالك شيء خطأ في مثل هذا المديح المغالى فيه.
يُبَارِكُ قَرِيبَهُ بِصَوْتٍ عَالٍ: “هذا تمجيد لرجل فوق القياس – كما فعل الأنبياء الكذبة مع آخاب، والشعب مع هيرودس – ويمدحه في وجهه. وعندما فعل هذا رجل طفيلي من حاشية الإمبراطور سيغيسموند معه، أعطاه الإمبراطور صندوق صوت (لتخفيف النغمة) على أذنه.” تراب (Trapp)
“يفضحه صوته غير الطبيعي وتوقيته ويكشفه على أنه منافق، وأنه لن يأتي منه خير.” والتكي (Waltke)
“تذكّر المثل الذي يقول: “من يمدحك أكثر مما اعتاد أن يفعل في الماضي، إما أنه يخدعك أو أنه على وشك ذلك.” لا ينبغي الالتفات إلى المجاملات العامة المغالى فيها.” كلارك (Clarke)
2. يُحْسَبُ لَهُ لَعْنًا: عادة ما تكون التحية الودية بركة. لكن إن كانت البركة متملقة أو يُقصَد بها التلاعب، يمكن أن تُعد لعنة.
“لا يوجد شيء يدعو إلى الريبة أكثر من الإعلانات الغزيرة للصداقة.” مورجان (Morgan)
“عندما يتجاوز إنسان كل حدود الحق واللياقة مستخدمًا كلمات رنانة غير صادقة وتعابير مغرقة في التطرف، لا يسعنا إلا أن نشك في وجود دافع شرير. فلا تحتاج الصداقة الحقيقية إلى مثل هذا التوكيد.” بريدجز (Bridges)
أمثال 27: 15-16
15اَلْوَكْفُ ٱلْمُتَتَابِعُ فِي يَوْمٍ مُمْطِرٍ، وَٱلْمَرْأَةُ ٱلْمُخَاصِمَةُ سِيَّانِ، 16مَنْ يُخَبِّئُهَا يُخَبِّئُ ٱلرِّيحَ وَيَمِينُهُ تَقْبِضُ عَلَى زَيْتٍ.
1. اَلْوَكْفُ ٱلْمُتَتَابِعُ فِي يَوْمٍ مُمْطِرٍ، وَٱلْمَرْأَةُ ٱلْمُخَاصِمَةُ سِيَّانِ: المشهد هو بيت ذو سقف سيئ، حيث يعني اليوم الماطر سقوط مستمر من السقف. ويبيّن هذا الدلف وجود مشكلة. إذ يجلب تلفًا وإزعاجًا كبيرًا. وهذا هو تأثير المرأة المخاصمة في البيت.
“يحتمي الرجل تحت سقف بيته متوقعًا حماية من العواصف. وبدلًا من ذلك، يجد أن سقفه الذي يتسرب منه الماء لا يحميه من انهمار الأمطار الغزيرة. وبنفس الطريقة، تزوج الرجل متوقعًا وجود خير، لكن الزوجة التي توقّع منها الحماية من فظاظة هذا العالم تهاجمه بقسوة في البيت.” والتكي (Waltke)
2. مَنْ يُخَبِّئُهَا يُخَبِّئُ ٱلرِّيحَ وَيَمِينُهُ تَقْبِضُ عَلَى زَيْتٍ: يمكن أن يكون تقويم المرأة المخاصمة مهمة حمقاء. إذ يمكن أن يكون كبح جماحها صعبًا صعوبة كبح جماح الريح أو صعوبة الإمساك بالزيت باليد. وبدلًا من تغيير المرأة المخاصمة، فإن الرجل الحكيم التقي يحبها كما أحب المسيح الكنيسة (أفسس 5: 25-31) تاركًا مسألة تغييرها لله.
- “يمكن أن يتعامل الزوج مع امرأة لا يمكن التنبؤ بها ولا يمكن السيطرة عليها مثل هبّة ريح أو يد تقبض على زيت.” روس (Ross)
رأى جون تراب (John Trapp) في هذه الآية تحذيرًا للرجال في كيفية اختيار شريكات حياتهم في المستقبل. “لينتبه أولئك الذين يغامرون بالزواج من امرأة سليطة، إن كانت غنية جميلة تنحدر من عائلة عريقة، على أمل ترويضها وجعْلها أفضل.”
أمثال 27: 17
17ٱلْحَدِيدُ بِٱلْحَدِيدِ يُحَدَّدُ، وَٱلْإِنْسَانُ يُحَدِّدُ وَجْهَ صَاحِبِهِ.
1. ٱلْحَدِيدُ بِٱلْحَدِيدِ يُحَدَّدُ: يمكن لقطعة حديد أن تشحذ (تحدِّد) قطعة حديد أخرى، لكن هذا يحدث من خلال الضرب والاحتكاك والشرر. ونحن نفكر في مطرقة حديدية يستخدمها حدّاد وهو يعمل على شحذ سيف.
2. وَٱلْإِنْسَانُ يُحَدِّدُ وَجْهَ صَاحِبِهِ: يمكن أن يُستخدم رجل لكي يشحذ (يحسّن ويطور) صديقه. لكن ربما يحدث هذا من خلال الاحتكاك والشرر. ولا ينبغي لنا أن نخاف من هذا ونتوقع أن هذا الشحذ يمكن أن يتم من دون استخدام للاحتكاك بين الفترة والأخرى.
يشير القياس التمثيلي إلى أن الصديق يثابر ولا يحجم عن النقد البنّاء.” والتكي (Waltke)
“دعنا نتبنَّ روابط الأُخُوَّة بسرور. فإذا بدا أن أخًا يمشي وحده، اشحذ حديده بالتواصل النقي. امشيا معًا في اهتمام متبادل بكل الضعفات والمحن والتجارب.” بريدجز (Bridges)
“يعني تعبير ‘الوجه’ هنا ‘الشخصية’ تقريبًا. ويشير، شأنه شأن تعبير ‘نفس،’ إلى الرجل نفسه.” كيدنر (Kidner)
أمثال 27: 18
18مَنْ يَحْمِي تِينَةً يَأْكُلُ ثَمَرَتَهَا، وَحَافِظُ سَيِّدِهِ يُكْرَمُ.
1. مَنْ يَحْمِي تِينَةً يَأْكُلُ ثَمَرَتَهَا: العامل مستحق أجره. فإذا حرس رجل تينة، فمن الملائم أن يأكل من ثمرها. ومن القسوة أن يُمنع عنه ثمر تعبه.
“تُذكر التينة هنا لأنها كانت موجودة بوفرة في كنعان. وكانت تثمَّن وتقدَّر أكثر من الأشجار الأخرى.” بولي (Poole)
“تحتاج التينة إلى اهتمام أكبر من النباتات الأخرى، ولهذا فإن الفكرة تشمل العناية الدؤوب بها.” روس (Ross)
2. وَحَافِظُ (من يخدم) سَيِّدِهِ يُكْرَمُ: ينبغي إكرام الجهد المبذول في خدمة السيد. فليس صوابًا أن نمنع الإكرام عن ذاك الذي خدم سيده بأمانة. وقد وعد الله بمكافأة للذين يخدمونه. قم بعملك باجتهاد، واترك الترقية والمكافأة لله.
في عظة حول هذا المثل، ذكر تشارلز سبيرجن (Charles Spurgeon) عدة طرق يمكن بها للسيد أن يكرم خدامه:
ü نحن نُكرَم بكرامة سيّدنا.
ü نحن نُكرَم باستحسان سيّدنا.
ü نحن نُكرَم بإعطائنا مزيدًا لنفعله.
ü نحن نُكرَم في عيني رفقائنا الخدّام.
ü نحن نُكرَم من الآب والابن والروح القدس.
أمثال 27: 19
19كَمَا فِي ٱلْمَاءِ ٱلْوَجْهُ لِلْوَجْهِ، كَذَلِكَ قَلْبُ ٱلْإِنْسَانِ لِلْإِنْسَانِ.
1. كَمَا فِي ٱلْمَاءِ ٱلْوَجْهُ لِلْوَجْهِ: يمكن أن يعكس الماء النقي الصافي صورة وجه الإنسان.
“النص العبري ملغز، وهو يقول: ‘كَمَا فِي ٱلْمَاءِ ٱلْوَجْهُ لِلْوَجْهِ، كَذَلِكَ قَلْبُ ٱلْإِنْسَانِ لِلْإِنْسَانِ،’ كما في الترجمة العربية. كيدنر (Kidner)
2. كَذَلِكَ قَلْبُ ٱلْإِنْسَانِ لِلْإِنْسَانِ (قلب الإنسان يعكس الإنسان): تكشفنا المشاعر والأفكار التي تأتي من القلب كما يكشف الماء النقي الصافي الوجه. وفي نهاية الأمر، ستتضح حقيقتنا للآخرين كما تكشف كلماتنا وأعمالنا قلبنا.
أمثال 27: 20
20الْهَاوِيَةُ وَٱلْهَلَاكُ لَا يَشْبَعَانِ، وَكَذَا عَيْنَا ٱلْإِنْسَانِ لَا تَشْبَعَانِ.
1. الْهَاوِيَةُ (الجحيم) وَٱلْهَلَاكُ لَا يَشْبَعَانِ: سيستقبل القبر والعالم بعده البشر، ولن يمتلئا. وتدل الصورة هنا على شيء لا يمكن أن يشبع أو يكتفي أبدًا.
“يلتهم القبر كل الأجساد التي توضع فيه، وهو مستعد لقبول المزيد والمزيد والتهامه بلا نهاية.” بولي (Poole)
2. وَكَذَا عَيْنَا ٱلْإِنْسَانِ لَا تَشْبَعَانِ: لا يمكن لشوقنا إلى الأشياء التي نرغب فيها أن يشبع. ولهذا تجب السيطرة تحت سيادة الله. فلن يرى الرجل ما يكفي من صور النساء المغرية، أو آلات جميلة كافية. والحل هو توجيه الاحتياج وإشباعه في الله وفي ما يوفّره.
عينا الإنسان: “أي شهواتهما ورغباتهما الجنسية المُلِحّة، والسعي إلى إشباعهما عمل لا ينتهي.” تراب (Trapp)
“قادت شهوة العين حواء وآدم إلى تجاوز الحدود الاجتماعية في المقام الأول. إنها آفة البشرية. وينبغي أن تدفع هذه الحقيقة البدهية الابن إلى فحص شهواته.” والتكي (Waltke)
“كما أن القبر لا يمكن أن يشبع من الأجساد، ولا الهلاك من النفوس، كذلك فإن الرغبة القلقة، وشهوة القوة والغنى والعظمة لا تشبع أبدًا. وتنبع من هذه الرغبة غير المشبَعة دائمًا كل الأزياء المتغيرة، والملاهي المتنوعة، والأنماط اللامتناهية من الحصول على المال والسائدة في كل عصر وفي كل بلد.” كلارك (Clarke)
أمثال 27: 21
21الْبُوطَةُ لِلْفِضَّةِ وَٱلْكُورُ لِلذَّهَبِ، كَذَا ٱلْإِنْسَانُ لِفَمِ مَادِحِهِ.
1. الْبُوطَةُ لِلْفِضَّةِ وَٱلْكُورُ لِلذَّهَبِ: يوجد مكان ملائم لتنقية الفضة والذهب. إذ لا يتم هذا في أي مكان كيفما اتفق، بل في بوتقة التكرير.
2. كَذَا ٱلْإِنْسَانُ لِفَمِ مَادِحِهِ (الإنسان يثمَّن بما يقوله الآخرون عنه): غالبًا ما تُعرف قيمة إنسان بما يقوله آخرون عنه أكثر مما يعتقده عن نفسه. إذ يمكن أن يكون التقييم الذاتي غير موثوق به.
“هنالك ثلاثة تفسيرات لهذا المثل: أولًا، يمكنك أن تعرف قيمة إنسان بالطرق التي يُمتدح بها. ثانيًا، يمكنك أن تعرف قيمة إنسان بالأشياء التي يمتدحها. ثالثًا، الرجل الذي يتعامل مع المديح كما تنقي بوتقة التكرير الفضة والذهب هو من طبيعة تافهة.” مورجان (Morgan)
“شكّلَ المديح العام اختبارًا لكل من شاول وداود (1 صموئيل 18: 7)، فخرج داود أفضل الاثنين.” روس (Ross)
“من يُمتدّح فإنه لا يحظى بقبول كبير فحسب، بل هو مزكّى أيضًا. ومحاولة استخلاص المديح من رفقائنا البشر أمر متعلق بدواخلنا. والمديح اختبار أكثر حدة لقوة المبدأ من التوبيخ.” بريدجز (Bridges)
أمثال 27: 22
22إِنْ دَقَقْتَ ٱلْأَحْمَقَ فِي هَاوُنٍ بَيْنَ ٱلسَّمِيذِ بِمِدَقٍّ، لَا تَبْرَحُ عَنْهُ حَمَاقَتُهُ.
1. إِنْ دَقَقْتَ ٱلْأَحْمَقَ فِي هَاوُنٍ بَيْنَ ٱلسَّمِيذِ بِمِدَقٍّ: استخدم سليمان صورة مذهلة نابضة. فقد تصور الأحمق وهو يُدَقّ في هاون بمدق مثل الحبوب.
2. لَا تَبْرَحُ عَنْهُ حَمَاقَتُهُ: رغم المعاملة القاسية المذكورة في السطر السابق، فإن الحماقة لن تبرح عن الأحمق. ومن العلامات المؤسفة للأحمق أنه يرفض أن يتعلّم.
“تمّ تحويل السجون إلى إصلاحيات من خلال الفكرة الخطأ أن الحبس سيجلب التوبة ويُحْدِث التغيير. وبدلًا من ذلك، يصبح سجناء كثيرين مجرمين متقسّين. والنعمة الإلهية التي تلد الأحمق من جديد هي رجاؤه الوحيد لتغييره إلى إنسان مفيد.” والتكي (Waltke)
أمثال 27: 23-27
23مَعْرِفَةً ٱعْرِفْ حَالَ غَنَمِكَ، وَٱجْعَلْ قَلْبَكَ إِلَى قُطْعَانِكَ، 24لِأَنَّ ٱلْغِنَى لَيْسَ بِدَائِمٍ، وَلَا ٱلتَّاجُ لِدَوْرٍ فَدَوْرٍ. 25فَنِيَ ٱلْحَشِيشُ وَظَهَرَ ٱلْعُشْبُ وَٱجْتَمَعَ نَبَاتُ ٱلْجِبَالِ. 26ٱلْحُمْلَانُ لِلِبَاسِكَ، وَثَمَنُ حَقْلٍ أَعْتِدَةٌ. 27وَكِفَايَةٌ مِنْ لَبَنِ ٱلْمَعْزِ لِطَعَامِكَ، لِقُوتِ بَيْتِكَ وَمَعِيشَةِ فَتَيَاتِكَ.
1. مَعْرِفَةً ٱعْرِفْ حَالَ غَنَمِكَ: كتب سليمان هذا مستخدمًا صورًا من عالم الزراعة (الغنم، القطعان،، العشب، الحملان، المعْز). لكن المبدأ ينطبق على نواحٍ أخرى في الحياة. فإذا كنت لا تريد أن تعرف حالة شيء، فإنه لا يمكنك أن تديره بفاعلية.
تُستخدم الغنم والقطعان “هنا لتشير إلى كل الثروات والممتلكات، لأنها كانت قديمًا الجزء الرئيسي من ثروة الإنسان.” بولي (Poole)
“لا يهدف هذا المشهد الريفي إلى جعل الجميع مزارعين، بل لإظهار التفاعل السليم بين عمل الإنسان ورعاية الله. وهو أمر يهمله مجتمع متطور معرِّضًا الحياة للخطر.” كيدنر (Kidner)
وَٱجْعَلْ قَلْبَكَ إِلَى قُطْعَانِكَ: “هذه ترجمة حرفية للنص العبري، وهي تعني: كن محبًّا للاستطلاع على أحوالهم، وكن حريصًا على رفاهتهم. لا تترك الأمر للخدم بغضّ النظر عن مدى أمانتهم. لكن إشرف على العمل بنفسك وراقبْه، كما فعل بوعز.” تراب (Trapp)
2. لِأَنَّ ٱلْغِنَى لَيْسَ بِدَائِمٍ: ينبغي لنا أن نكرس أنفسنا للقيادة والإدارة باجتهاد، لأن المستقبل غير مؤكد. وإذا اهتممنا بما أعطاه الله لنا الآن، فقد يدبر هذا احتياجاتنا في المستقبل (ٱلْحُمْلَانُ لِلِبَاسِكَ). وإذا لم نهتم بما لدينا، فلن يكون بوسعنا أن ندبر احتياجاتنا في مستقبل غير مؤكد.
- “ينبغي للناس أن يحتفظوا بأي دخل يحصلون عليه لأنه لا يدوم طويلًا. ويبيّن الشاعر هنا التفاعل السليم بين العمل البشري والتدبير الإلهي.” روس (Ross)
وَثَمَنُ حَقْلٍ أَعْتِدَةٌ: “حيثما تدفع الأجرة، إضافة إلى أجرة الحرث، أو إذا أردت أن تدفع ثمنًا لشراء أرض، ينبغي أن يكون لديك في محفظتك مال كافٍ لتلبية احتياجاتك.” تراب (Trapp)
وَكِفَايَةٌ مِنْ لَبَنِ ٱلْمَعْزِ: “الحليب مرتبط بالماعز، لأن حليب الماعز كان إلى حد بعيد المُغَذّي الحيواني المفضّل في الشرق الأدنى القديم. فهو غني بالبروتينات وأسهل للهضم من حليب البقر.” والتكي (Waltke)
“لا داعي لأن تؤخذ الآية 27 على أنها تعني أن حليب الماعز ينبغي أن يكون العنصر الأساسي للنظام الغذائي للجميع. فبعد الآية 26 ب، فإن قصد الكاتب هو أن المرء يستطيع أن يبيع الحليب الفائض أو أن يقايضه بأنواع أخرى من الطعام… إذ سيكون لديك أكثر من كفايتك لتلبية احتياجات عائلتك.” جاريت (Garrett)