سفر التثنية – الإصحاح ١٨
الكهنة والأنبياء
أولًا. الأحكام الخاصة بالكهنة واللاويين
أ ) الآيات (١-٢): ميراث اللاويين.
١لاَ يَكُونُ لِلْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ، كُلِّ سِبْطِ لاَوِي، قِسْمٌ وَلاَ نَصِيبٌ مَعَ إِسْرَائِيلَ. يَأْكُلُونَ وَقَائِدَ الرَّبِّ وَنَصِيبَهُ. ٢فَلاَ يَكُونُ لَهُ نَصِيبٌ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. الرَّبُّ هُوَ نَصِيبُهُ كَمَا قَالَ لَهُ.
١. لاَ يَكُونُ لِلْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ، كُلِّ سِبْطِ لاَوِي، قِسْمٌ وَلاَ نَصِيبٌ مَعَ إِسْرَائِيلَ: الذين من سبط لاوي، هم الخدام مدفوعي الأجر لكل أمة إسرائيل – لاَ يَكُونُ لَهُ نَصِيبٌ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وبعبارة أخرى، لم يكن عليهم أن يخصصوا أجزاء من الأرض لحيازتهم الخاصة.
٢. يَأْكُلُونَ وَقَائِدَ الرَّبِّ وَنَصِيبَهُ: وبدلًا من ذلك، كان اللاويون يعتمدون على عطايا وتقدمات شعب الله. سُمح للاويين بالحصول على جزء على الأقل من معظم الحيوانات التي تُقدم ذبيحة للرب، وبالتالي تم تزويدهم باللحم للطعام.
ب) الآيات (٣-٥): الأجزاء المحددة من الذبيحة الحيوانية المخصصة للاويين.
٣وَهذَا يَكُونُ حَقُّ الْكَهَنَةِ مِنَ الشَّعْبِ، مِنَ الَّذِينَ يَذْبَحُونَ الذَّبَائِحَ بَقَرًا كَانَتْ أَوْ غَنَمًا. يُعْطُونَ الْكَاهِنَ السَّاعِدَ وَالْفَكَّيْنِ وَالْكِرْشَ. ٤وَتُعْطِيهِ أَوَّلَ حِنْطَتِكَ وَخَمْرِكَ وَزَيْتِكَ، وَأَوَّلَ جَزَازِ غَنَمِكَ. ٥لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدِ اخْتَارَهُ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِكَ لِكَيْ يَقِفَ وَيَخْدِمَ بِاسْمِ الرَّبِّ، هُوَ وَبَنُوهُ كُلَّ الأَيَّامِ.
١. وَهذَا يَكُونُ حَقُّ الْكَهَنَةِ مِنَ الشَّعْبِ، مِنَ الَّذِينَ يَذْبَحُونَ الذَّبَائِحَ: يأخذ الكهنة السَّاعِدَ وَالْفَكَّيْنِ وَالْكِرْشَ من الذبيحة. أما باقي الحيوان فيُحرق أمام الرب أو يُعاد إلى الشخص الذي يقدم الذبيحة، حتى يتمكن من الاستمتاع بوجبته الخاصة مع الرب.
٢. وَتُعْطِيهِ أَوَّلَ حِنْطَتِكَ وَخَمْرِكَ وَزَيْتِكَ، وَأَوَّلَ جَزَازِ غَنَمِكَ: كان الشعب يقدم أيضًا للكهنة هذه الباكورات.
ج) الآيات (٦-٨): كان لجميع اللاويين حقوق متساوية في التقدمات.
٦وَإِذَا جَاءَ لاَوِيٌّ مِنْ أَحَدِ أَبْوَابِكَ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ حَيْثُ هُوَ مُتَغَرِّبٌ، وَجَاءَ بِكُلِّ رَغْبَةِ نَفْسِهِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ، ٧وَخَدَمَ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ مِثْلَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ اللاَّوِيِّينَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ، ٨يَأْكُلُونَ أَقْسَامًا مُتَسَاوِيَةً، عَدَا مَا يَبِيعُهُ عَنْ آبَائِهِ.
ثانيًا. سمات الأنبياء
أ ) الآيات (٩-١١): الوصية برفض كل ممارسات الكنعانيين السحرية.
٩مَتَى دَخَلْتَ الأَرْضَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لاَ تَتَعَلَّمْ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ رِجْسِ أُولئِكَ الأُمَمِ. ١٠لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ، ١١وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى.
١. لاَ تَتَعَلَّمْ: يعلم الله أن لدى الكثير من الناس فضول طبيعي فيما يتعلق بالسحر، وهذا الفضول غالبًا ما يقودهم إلى اكتساب المعرفة التي يأمرهم الله أن يتركوها وشأنها.
٢. مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ: تشير هذه العبارة إلى العبادة المنحطة للإله الكنعاني مولك، الذي كان الأطفال يُقدمون له ذبائح بالحرق.
٣. وَلاَ سَاحِرٌ: تبدو كلمة سحِرٌ هنا كلمة واسعة تصف مجموعة متنوعة من الأنشطة السحرية. إنها في الأساس، تشير إلى أي شيء يتصل بالعالم الروحي الشيطاني أو العالم المظلم.
• يتحدث طومسون (Thompson) عن ممارسة السحِرٌ فيقول: “كانت هناك مجموعة متنوعة من الأجهزة المستخدمة في البلدان المختلفة، ولكن جميعها كانت مصممة لتمييز إرادة الآلهة. تشير الكلمة نفسها في حزقيال ٢١:٢١ إلى ممارسة تحريك السهام في الجعبة وتحديد إجابة السؤال من خلال السهم الأول الذي يتم إطلاقه.”
• والآن، هناك إحياء جديد للسحر، أو الويجا. ويدعي الكثير من الناس أن السحر “الأبيض” (على عكس السحر “الأسود”) هو استخدام للقوى الروحية من أجل الخير، هذا فضلًا عن أنه يحمل فهمًا للنسوية، وللبيئة، لله، وللروحانية. ولكن سواء ادعى ممارس السحر أن ما يقوم به هو سحر “أبيض” أو “أسود،” فهو لا يزال يستخدم قوى غامضة.
• بعض الأشخاص يدعون أن سحرة السحر الأبيض، أو “السحرة على المسار الأيمن،” هم الأكثرية في الوقت الحاضر. وهم يعبدون العناصر وآلهة الطبيعة، “الإلهة الأم،” غايا، عشتاروث، إيزيس، أوزوريس، ومجموعة أخرى من أسماء الإلهة. ومن ميزاتهم أنهم نشطون في “إنقاذ الأرض،” نظرًا لكونهم مؤمنين بوحدة الوجود (هؤلاء هم الذين يؤمنون بأن قوة الحياة الإلهية موجودة في كل شيء: هل سبق لك أن رأيت الملصق الذي يصور كرة أرضية تحمل الكلمات “أحب أمك”؟). أولئك ينكرون وجود الشيطان، ويصفونه بأنه من اختراع الكنيسة. يزعمون أنهم يستخدمون قواهم (وهم لديهم بالفعل قوة) من أجل الخير: إرسال طاقات الشفاء للمرضى، التأكيدات التي تجلب الرخاء، الإعلان عن عقيدتهم بكل وضوح، “بما أنك لا تؤذي أحدًا، فافعل ما تريد.” ومن المثير للسخرية أن عقيدتهم تبدو مشابهة جدًا لعقيدة رجل أشار إلى نفسه باسم “الوحش ٦٦٦” – أليستر كراولي الشيطاني، الذي كتب: “افعل ما تريد، وهذه ستكون الشريعة بأكملها.”
• بالطبع، هناك سحرة للسحر الأسود أو “المسار الأيسر.” هؤلاء هم السحرة الذين كانوا في الأصل يمارسون السحر الأبيض وكانوا متعطشين لمزيد من القوة. عندما لاحظ معلموهم شهوة القوة هذه، تم أخذهم جانبًا وقيل لهم: “أنتم الآن على استعداد لملاحقة القوة العليا، وهناك طريقة واحدة فقط لتحقيق هذه القوة. الشيطان هو مصدره.” وهكذا، تأتي المفاجأة لمن يمارس السحر الأبيض: فإما أن تتخلى عن طموحاتك السحرية، أو تذهب إلى القوة الأعلى. خلاصة القول هي أن القوة التي تقف وراء كل أنواع السحر هي الشيطان. هو خالق كل خداع وكل تمرد. إن ممارسة السحر أو الموافقة عليه هو بمثابة خدمة للشيطان.
• وهذه القوة الشيطانية قاتلة. كان رونالد بيكر طالبًا يبلغ من العمر ٢١ عامًا في جامعة كاليفورنيا، وقد عُثر عليه مطعونًا حتى الموت عند مدخل نفق للسكك الحديدية في التلال الصخرية فوق متنزه تشاتسوورث. اعتقدت الشرطة في البداية أن الجثة المشوهة كانت لشخص عابر صدمه قطار. لكنهم وجدوا بعد ذلك علاقة سحر غامضة مرتبطة بوفاة بيكر. ووقعت جريمة القتل ليلة الانقلاب الصيفي، والنفق القريب من الحديقة معروف لدى الشرطة بأنه مكان لتجمع محبي السحر والتنجيم. كان بيكر متورطًا في الويجا (الموصوفة بـ “السحر الخيري”)، وغالبًا ما كان يرتدي قلادة خماسية، وينتمي إلى مجموعة ميتافيزيقية بجامعة كاليفورنيا تُعرف باسم الدائرة الغامضة (من مقال إخباري نُشر في يوليو ١٩٩٠).
• بعض الذين يسمون أنفسهم مسيحيين يصدقون هذا الخداع. لنأخذ على سبيل المثال، حالة المرأة التي تطلق على نفسها اسم ستارهوك (Starhawk)، وهي من ممارسي الويجا – أي أنها ساحرة. علمت لأول مرة عن الويجا في دورة الأنثروبولوجيا بجامعة كاليفورنيا عندما كان عمرها ١٧ عامًا، واتخذت اسم “ستارهوك” في عام ١٩٧٥ عندما جاءها ذلك في المنام. بعد حصولها على درجة الماجستير في علم النفس، بدأت التدريس في الجامعات. وهي خادمة مرخصة ’لعهد الإلهة‘ وتؤدي الزيجات والاحتفالات الأخرى. إنها تنظر إلى الأرض ككائن حي حساس تسميه “الإلهة.” قالت ماري إليزابيث مور من كلية اللاهوت في كليرمونت عن ستارهوك: “إن العديد من المسيحيين، وخاصة النساء وغيرهم ممن يحاولون استعادة اللاهوت المرتكز على الخلق، يجدون عملها متوافقًا مع التعاليم المسيحية، أو على الأقل قابلة للتكيف معها.” كان من المقرر أن تتحدث ستارهوك في إحدى الكنائس الكبرى في جنوب كاليفورنيا مساء الجمعة (من مقال إخباري في يونيو ١٩٩٣).
٤. وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً: ولهذا مرجعية للعرافة الفلكية، أو التنبؤ بالمستقبل، أو الاسترشاد بالنجوم أو الكواكب أو السحاب أو الطقس.
• يقول كاللاند (Kalland) أن العِرَافَة: “هو… التنبؤ بالمستقبل عن طريق العلامات المادية (التنجيم).” ويشير طومسون (Thompson): “يبدو أنه يشير إلى العِرَافَة من خلال قراءة السحب، أو من جذر يأتي في اللغة العربية ويعني “إصدار أصوات غير عادية،” “دندنة،” “همهمة،” وفي هذه الحالة قد يشير إلى نوع من التعويذة.”
• على الرغم من أن علم التنجيم غير علمي، فهو يقوم على افتراض أن الشمس تدور حول الأرض، وأن مواقع الكواكب والنجوم قد تغيرت، ولم تكن أبدًا موحدة باستمرار؛ ولذلك تبدلت بيوت الأبراج – ورغم كل ذلك فإن اثنين وثلاثين مليون أمريكي يؤمنون بعلم التنجيم! وفي أمريكا، هناك ١٠٠٠٠ مُنجِّم يعملون في التنجيم بدوام كامل و٢٠٠٠٠٠ منجم بدوام جزئي. هناك ثلاث من كل أربع صحف أمريكية تنشر عمودًا عن الأبراج.
• إذن من أين تأتي “القوة” الحقيقية لعلم التنجيم؟ تأتي القوة مما يسميه معظم المنجمين “الحدس” – ولكنه في الواقع معرفة وقدرة نفسية. التنجيم هو عبادة الأوثان ومنبعه شيطاني. إنه يبعد الناس عن الثقة بالله ويشجعهم على الثقة بما خلقه الله. أليس هذا هدف الشيطان: استبدال الثقة في الله بالاعتماد على أي شيء آخر؟
• لذلك يمنعنا الكتاب المقدس بوضوح من المشاركة في علم التنجيم، الذي يتضمن قراءة برجك اليوم، ودراسة العلامات الخاصة بك، وحساب مخطط الولادة. إنه فن سحري غامض، بمعنى أنه يتضمن “معرفة الأشياء المخفية،” وطلب المعرفة الروحية بعيدًا عن إعلان الله. إنه فن تأسيسي، مما يعني أنه حجر للبناء لجميع علماء السحر والتنجيم. يتم دراستها من قبل السحرة والمشعوذين على حد سواء. يجب على كل مسيحي أن يتخلى عن أي علاقة له بالتنجيم!
٥. وَلاَ عَائِفٌ: الكلمة تأتي من جذر “صفير” أو “همس” وتشير إلى العرافين وقرّاء الحظ الذين يستخدمون “مساعدات” غير الكائنات الطبيعية للحصول على المعرفة وليخبروا بالمستقبل ويلقون التعاويذ السحرية.
• اليوم، هؤلاء الأشخاص هم قارئو بطاقات التاروت، وعرافو الكرة البلورية، وقارئو أوراق الشاي، وقارئو الكف، ومستخدمو لوحة الويجا، وما شابه ذلك. بالنسبة للمسيحي فليس له شأن لأن يشارك أو يوافق على أي من هذه الممارسات، لأنها إما عمليات احتيال لسرقة المال (في أحسن الأحوال!)، أو الأسوأ من ذلك، أنها تكتسب معرفتها من مصادر روحية شيطانية.
• لهذا السبب فمن الخطر على الناس – وخاصة الأطفال – اللعب بلعبة الويجا، أو القيام بجلسة تحضير الأرواح، أو ممارسة ولو القليل من السحر الأسود. إنهم يستغلون مصدرًا حقيقيًا للقوة الروحية – لكنه شرير وخطير بشكل لا يوصف. لقد تدمر العديد والعديد من الأشخاص على صخور ألعاب السحر والتنجيم “البريئة” أو ألعاب قراءة الطالع، وحقيقة أن هناك قوة حقيقية وراء هذه الأشياء يجب أن تجعلنا أكثر قلقًا وحرصًا.
• هناك طلب على هذا النوع من الأشياء؛ وإلا لماذا تم القبض على رجل مشرد في نيويورك لسرقة جماجم من مقبرة في بروكلين وبيعها لاستخدامها في احتفالات سحر غامضة؟ يمكن أن تباع الجمجمة بمبلغ يصل إلى ٤٠٠٠ دولار أمريكي (من مقال إخباري في أغسطس ١٩٩١).
• ومن الجدير بالذكر أن الشيطان أو الشياطين التابعة له لا يستطيعون معرفة المستقبل بشكل مطلق؛ لكن يمكنهم التنبؤ بالمستقبل بشكل معقول بناءً على معرفتهم الفائقة بالإنسان والظروف أو التنبؤ بالأحداث التي يمكن أن يكون لهم يد في تشكيلها من خلال تأثيرهم الشيطاني.
٦. وَلاَ سَاحِرٌ: هذا يشير إلى الأشخاص الذين يستخدمون العقاقير أو المخدرات أو الطلاسم لأداء التعويذات، أو لاكتساب المعرفة الروحية، أو الدخول في حالات وعي متغيرة. ويندرج تعاطي المخدرات الحديث بسهولة ضمن هذه الفئة، واستخدام المخدرات له علاقة سحرية غامضة محددة قد لا يرغب فيها متعاطي المخدرات ولكنه يتعرض لها رغم ذلك.
• يقول كلارك (Clarke) عن السحرة: “إنهم أولئك الذين بواسطة المخدرات، العقاقير، الأعشاب، العطور، وما الى ذلك، يتظاهرون بأنهم يجلبون تأثيرات عُليا معينة لمساعدتهم.” ويضيف طومسون (Thompson): “إن الجذر الذي تشتق منه الكلمة هو “التقطيع،” وقد يشير هذا إلى الشخص الذي يقطع الأعشاب ويخمرها لأغراض سحرية (راجع الترجمة السبعينية – pharmaka، دواء).” يُستخدم هذا المصطلح في ميخا ٥: ١٢ للإشارة إلى بعض المواد مثل الأدوية أو الأعشاب المستخدمة بطريقة خرافية لإحداث تأثيرات سحرية.
٧. وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً (مَنْ يستحضر التعاويذ): هذا حرفيًا ” ساحر السحر” ويشير إلى أولئك الذين يرقون أو يسحرون للخير أو الشر على الآخرين بقوى روحية غير الله.
• أن تُبارك آخر باسم الرب فهذا هو أمر مجيد، أو حتى تصلي إلى الله ضد شر إنسان آخر. ولكن من الخطأ دائمًا وأبدًا استخدام قوى شيطانية أو مظلمة أو وثنية أو غامضة لإلقاء التعويذات أو السحر على أحد.
٨. وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا: إن الفكرة هنا هي أن شخصًا “يقف بين” العالم المادي والعالم النفسي أو الروحي؛ وهم يعملون كقناة للمعرفة من العالم الروحي إلى العالم المادي.
• هذا ما قاله طومسون (Thompson) عن جملة ’مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا‘ (أي وسيط): “يتكلم من داخل الإنسان (لاويين ٢٠: ٢٧) بصوت رنان (إشعياء ٢٩: ٤).” أولئك الذين مارسوا هذه المهارة كانوا يستدعون الموتى من عالم الموتى، أو بالأحرى يصرحون بأنهم فعلوا ذلك.
• أولئك الذين يمارسون مثل هذه القوى هم حقًا يعيشون بيننا. في مايو من عام ١٩٩٠، بعد وفاة رجل في لوس أنجلوس، بقيت جثته في منزل وسيط روحي أقنع عائلته بأنه يستطيع إحياء الرجل. وفي يوم جمعة، أخذ محققو الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس الجثة المتحللة بداخل منزل العائلة. ويبدو أن الوسيط المجهول أعاد الجثة بعد أن عجز عن إحياء المتوفى.
٩. أَوْ تَابِعَةً: تشير هذه الكلمة حرفيًا إلى “العرافين” – أولئك الذين يدّعون معرفة وقوى غامضة أو نفسية فريدة – مثل أولئك الموجودين على العديد من خطوط الاتصال المباشرة التي يمكن للمرء أن يدفع مقابل التكلم معهم. ومرة أخرى، ليس للمسيحي أن يشارك أو يوافق على أي من هذه الممارسات، لأنها إما عمليات احتيال لسرقة المال (في أحسن الأحوال!)، أو الأسوأ من ذلك، أنهم يكتسبون معرفتهم من مصادر روحية شيطانية.
١٠. وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى: وهو يشير إلى ممارسة الاستحضار، والمقصود بها استحضار أرواح الموتى أو الاتصال بهم.
• وهذا يعني “من يفحص ويبحث عن المعلومات من الموتى.” كاللاند (Kalland). هذا أمر يتزايد في ثقافتنا؛ “نسبة البالغين الذين يقولون إنهم كانوا على اتصال بالموتى ارتفعت من ٢٧% إلى ٤٢% خلال السنوات الـ ١١ الماضية. وهذا يعني ما يقرب من ٢٠ مليون أمريكي يبلّغون الآن عن تجارب صوفية.” (ماكدويل – McDowell، ١٩٨٩)
ب) الآيات (١٢-١٤): لماذا يوصى ويأمر الرب برفض كل هذه الأعمال السحرية؟
١٢لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هذِهِ الأَرْجَاسِ، الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ. ١٣تَكُونُ كَامِلًا لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ. ١٤إِنَّ هؤُلاَءِ الأُمَمَ الَّذِينَ تَخْلُفُهُمْ يَسْمَعُونَ لِلْعَائِفِينَ وَالْعَرَّافِينَ. وَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ يَسْمَحْ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هكَذَا.
١. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ: لم يكن الله يستهين بهذه الأفعال في ذلك الوقت، ولا الآن أيضًا. فمثل هذه الأفعال تتوافق مع قوة الظلمة، ويرفضها المسيحيون دائمًا.
• لقد أصبحت ثقافتنا تتقبل أكثر فأكثر هذه المواضيع والممارسات السحرية الغامضة، بينما أصبحت أكثر فأكثر غير متسامحة مع المسيحية الكتابية. في عام ١٩٩١، رفعت طالبة في الصف التاسع بديكسون بولاية تينيسي دعوى قضائية ضد مجلس إدارة المدرسة لأن معلمها لم يقبل ورقة بحثية مكتوبة عن حياة يسوع. سُمح للطلاب بالكتابة عن مواضيع مثل السحر وتناسخ الأرواح والروحانية، وشدد المعلم منذ البداية على أهمية أن يكتب الطلاب عن مواضيع “لائقة.” حصلت الطالبة على صفر على ورقتها عندما تم إعلان أن الموضوع غير مقبول (من تقرير إخباري صدر في أغسطس ١٩٩١).
• “قد يكون من المناسب التعليق أنه في يومنا هذا، عندما تمارس الروحانية والتنجيم وقراءة الفنجان وما شابه ذلك على نطاق واسع، فإن هذه الوصايا المعطاة لإسرائيل القديمة لها أهمية خاصة. ليس فقط أنه من المستحيل اكتشاف المستقبل بمثل هذه الممارسات، بل إن الممارسات نفسها محظورة من قبل الله على الرجال الذين يطلقون على أنفسهم أعضاء في عائلة العهد.” طومسون (Thompson)
٢. وَبِسَبَبِ هذِهِ الأَرْجَاسِ، الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ: كانت دينونة الله على الكنعانيين بسبب هذه الممارسات السحرية، وإذا اتبع إسرائيل نفس الممارسات السحرية، فيمكنهم أيضًا أن يتوقعوا دينونة الله.
• نعم، كان الكنعانيون يعبدون الجنس (في خدمتهم للإلهة عشتاروث)؛ ونعم، كانوا عبدة المال والنجاح (في خدمة الإله البعل). لكن الشعوب الأخرى التي استسلمت للجنس والجشع لم يتم الحكم عليها بنفس القدر من القسوة. إن ما جعل الكنعانيين مستعدين بشكل خاص للدينونة هو ممارساتهم السحرية، وهي ممارسات كان شعب الله ممنوعًا منعًا باتًا من تقليدها.
٣. تَكُونُ كَامِلًا لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ: إن هذه الكلمات، أكثر من كونها دعوة عامة لمسيرة مقدسة، فهو تحذير رسمي للابتعاد عن أي تورط في هذه الممارسات البغيضة للسحر. وَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ يَسْمَحْ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هكَذَا!
• يجب علينا أن نَكُونُ كَامِلين (أي بلا لوم) لَدَى الرَّبِّ إِلهِنا من جهة مثل هذه الأمور، تمامًا كما فعل المسيحيون في أفسس، الذين دمروا كل ما ارتبط بالسحر والشعوذة في حياتهم (أعمال الرسل ١٩: ١٩-٢٠). لهذا السبب، من الخطير أن يسعى الناس إلى السحر والتنجيم أو يوافقون عليه، حتى لو كانوا لا يؤمنون به حقًا – وحتى لو كانوا يعتقدون أنه “رائع.”
• على سبيل المثال، يقول مغني الروك أوزي أوزبورن (Ozzy Osbourne) أن صورته الشيطانية كلها تمثيل. “لقد كتبنا أغنيتين عن السحر الأسود، فماذا في ذلك؟ ربما بالغت قليلًا، لكني لست الشيطان. أنا لا ألقي اللعنات على الناس.” لكن في نفس المقابلة، يشير أوزبورن إلى “صوت خبيث في رأسه ينقل رسائل مدمرة وكراهية للذات.” قال أوزبورن عن هذا الصوت بداخله: “إنه هناك طوال الوقت… لقد كان رأسي دائمًا مسكونًا.” إن التورط “البريء” مع السحر والتنجيم لم يحمه. الشيطان لا يهتم حقًا إذا كنت مؤمنًا حقيقيًا به أم لا؛ طالما أنه استحوذ عليك.
ج) الآيات (١٥-١٩): الوعد بنبي حقيقي سيأتي.
١٥يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ. ١٦حَسَبَ كُلِّ مَا طَلَبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ قَائِلًا: لاَ أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلاَ أَرَى هذِهِ النَّارَ الْعَظِيمَةَ أَيْضًا لِئَلاَّ أَمُوتَ. ١٧قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا. ١٨أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. ١٩وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ لِكَلاَمِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ.
١. يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا… مِثْلِي: لقد وعد موسى بوحي من الروح القدس، أن نبيًا يأتي. نبي يكون أولًا مِثْلِي، أي مثل موسى.
٢. مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ: مثلما كان موسى، سيكون هذا النبي من وسط إسرائيل. وهذا لا يعني فقط أنه سيكون إسرائيليًا، بل أنه سيكون “رجلًا من الشعب” – سيكون واحدًا منهم.
٣. لَهُ تَسْمَعُونَ: مثلما كان موسى، كان هذا النبي سيلفت انتباه الأمة. وهذا يعني أن إسرائيل يجب أن تسمع له، وأنهم بالحقيقة سوف يسمعون لهذا النبي فعلًا.
٤. حَسَبَ كُلِّ مَا طَلَبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ: سيكون هذا النبي، مثل موسى، وسيطًا، يمثل الله للشعب، ويمثل الشعب أمام الله.
٥. وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ: ومثل موسى، كان هذا النبي يتكلم بكلمة الله.
٦. أَنَا أُطَالِبُهُ: مثل موسى، لن يتم رفض رسالة هذا النبي إلا بعقوبة عظيمة.
٧. أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا: كان الناس يبحثون عن هذا النبي في أيام يسوع (يوحنا ١٤:٦، ٤٠:٧) واعتقد البعض أن يوحنا المعمدان قد يكون هو هذا النبي (يوحنا ١٩:١-٢١). لكن العهد الجديد يخبرنا بوضوح أن يسوع هو هذا النبي (أعمال الرسل ١٩:٣-٢٦، أعمال الرسل ٣٧:٧).
د ) الآيات (٢٠-٢٢): عقوبة النبي الكذاب.
٢٠وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ. ٢١وَإِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟ ٢٢فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ.
١. وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي: يوجد من يتجرأ (يُطْغِي) فَيَتَكَلَّمُ كلمة بِاسْمِ الله. لذلك يجب علينا دائمًا أن نحذر من الافتراض عندما نقول: “الرب قال لي.”
• “كان الفرق هو أنه في حين أن النبي الحقيقي تكلم نيابة عن الله، فإن النبي الكذاب تكلم بوقاحة، أي أنه فجّر آراء شخصية لم يدعمها الرب.” طومسون (Thompson)
٢. كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ: قد يسمع البعض من الرب حقًا، ولكنها ليست الكلمة التي أُوصِى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِا. فكون الله يخبرنا بشيء فهذا لا يعني أننا يجب أن نقوله للآخرين.
٣. أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى: من الواضح أن أولئك الذين افترضوا “أن يتنبأوا” باسم البعل أو عشتاروث أو أي عدد من آلهة الكنعانيين الكاذبة الأخرى كانوا أنبياء كذبة.
٤. فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ: ببساطة، كانت عقوبة الأنبياء الكذبة هي الموت. إن التكلم بوقاحة باسم الرب، والتكلم غير المطيع باسم الرب، والتكلم باسم آلهة كاذبة لم يكن مسموحًا به أبدًا في إسرائيل.
٥. كَيْفَ نَعْرِفُ: من السهل معرفة ما إذا كان النبي يتكلم باسم البعل أو عشتاروث؛ ولكن كيف يمكن معرفة ما إذا كان النبي الذي يتكلم باسم الرب يتكلم بطغيان أو بعدم طاعة؟ الإجابة ببساطة هي من خلال دقتها.
٦. فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ: إذا قال النبي: ’هكذا قال الرب،‘ زاعمًا أن شيئًا سيحدث، ولم يحدث، فذلك النبي سيكون مسؤولًا عن تلك النبوءة الكاذبة – ولم يعد علينا أن نعتبر هذا الشخص نبيًا.
• منذ وقت ليس ببعيد كان هناك تركيز كبير على “الأنبياء” في بعض الأوساط المسيحية، وكان الكثيرون يتنبأون بحدوث شيء ما – لكنه لا يحدث. ومع ذلك، فقد برر هؤلاء الناس نبوءاتهم الخاطئة بالقول إنهم “يتدربون” و”يتعلمون” وأنهم “تحت النعمة،” لذلك لا ينبغي لنا أن نعتبرهم أنبياء كذبة.
• في حين أنه قد يحتاج المرء بالفعل إلى تعلّم كيفية السير مع مواهب الروح القدس، فلا ينبغي لأحد أن يقول إن شيئًا ما هو من الله ما لم يتأكد من أنه كذلك – وإذا كانوا مخطئين، فيجب أن يوضع تمييزهم وقدرتهم على السماع من الرب موضع شك.
• بالإضافة إلى ذلك، إذا كان الأنبياء ملتزمين بهذا المعيار في العهد القديم، فهل سيكون لدينا معيار أقل منه في العهد الجديد؟ هل هناك المزيد من انسكاب الروح القدس الآن أم أقل؟ في ظل العهد الجديد، هل نحن أكثر اقترابًا من الله ومُقادين به بشكل أكبر أم أقل؟ صحيح أننا تحت النعمة، لذلك لم نعد نرجم الأنبياء الكذبة – ومع ذلك، لا ينبغي لنا أن نحترمهم أو نعطيهم لقب أو منصب “نبي” إذا كانوا أنبياء كذبة.
• بدلًا من ذلك، يقول العهد الجديد أن كل نبوة – أي في مرة يقول شخص ما: “قال لي الرب” – يجب أن يُحكم عليها: “أَمَّا الأَنْبِيَاءُ فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ، وَلْيَحْكُمِ الآخَرُونَ.” (١ كورنثوس ١٤: ٢٩؛ انظر أيضًا ١ يوحنا ٤:١). فمن الأفضل أن نكون متواضعين ونقول: “أعتقد أن الرب قد قال لي” بدلًا من أن يكون المرء واثقًا جدًا من قدرته على سماع صوت الرب.
• توم ستيب (Tom Stipe)، في مقدمة كتاب النهضة المزيفة، يتحدث بقوة عن مشكلة الأنبياء الكذبة في الكنيسة: “بعد بضع سنوات فقط، بدا أن الأنبياء يتحدثون إلى الجميع تقريبًا عن كل شيء تقريبًا. تلقى المئات من الأعضاء ’موهبة‘ النبوة وبدأوا في ممارسة تجارتهم بين القادة وأبناء الرعية. بدأ الناس يحملون دفاتر ملاحظات صغيرة مليئة بالتنبؤات التي سلمها لهم الأنبياء والعرافون. لقد توافدوا على المؤتمرات النبوية التي بدأت تظهر في كل مكان. كان حشد الدفاتر يندفع إلى الأمام على أمل أن يتم اختيارهم لتلقي المزيد من النبوءات لإضافتها إلى يومياتهم النبوية. لم يمض وقت طويل بعد أن أصبحت ’نبوءة اليوم‘ هي المصدر الرئيسي للتوجيه، حتى بدأت سلسلة من المؤمنين المُدمَرين تصطف خارج مكاتبنا للمشورة الرعوية. كان كل أولئك الشباب قد وُعِدوا بالنجاح والنجومية في سن المراهقة من خلال النبوة، وها هم الآن يجمعون حطام آمالهم المدمرة لأن الله على ما يبدو تراجع عن وعوده. وقد غُمر القادة بغضب شديد من أعضاء الكنيسة الغاضبين الذين تلقوا نبوءات حول الخدمات العظيمة التي كان من الممكن أن يقوموا بها ولكنهم أصيبوا بالإحباط من قادة الكنيسة المحلية الذين فشلوا في التعرف على ’مسحتهم الجديدة‘ وتشجيعها. بعد اتباع نظام ثابت للنبوة، سريعًا ما أصبح بعض الناس أميين كتابيًا، واختاروا أسلوب ’اتصل بالنبي‘ لمعرفة كيفية السلوك المسيحي بدلًا من دراسة كلمة الله. لقد تُرك الكثيرون ليعيشوا باستمرار من ’إصلاح‘ نبوي إلى آخر، وكان أملهم دائمًا مهدد بخطر الفشل لأن صوت الله كان محددًا جدًا في إعلانه، ولكنه بعيد المنال جدًا في تحقيقه. أن يكون لديك رقم هاتف النبي كان بمثابة امتلاك مخزن من التوجيهات الغالية. حلت دفاتر الملاحظات الصغيرة محل الأناجيل باعتبارها مادة القراءة المفضلة أثناء خدمات الكنيسة.
• يجب أن نحذر دائمًا من السماح أن يطغى تركيزنا على “النبوة” على التركيز البسيط على كلمة الله: اَلنَّبِيُّ الَّذِي مَعَهُ حُلْمٌ فَلْيَقُصَّ حُلْمًا، وَالَّذِي مَعَهُ كَلِمَتِي فَلْيَتَكَلَّمْ بِكَلِمَتِي بِالْحَقِّ. مَا لِلتِّبْنِ مَعَ الْحِنْطَةِ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ (ارميا ٢٣: ٢٨)