سفر التثنية – الإصحاح ٢٣
تعليمات للمجتمع – قوانين متنوعة
أولًا. المستبعدون عن جماعة إسرائيل
أ ) الآية (١): الخصيان مستبعدون عن جماعة إسرائيل.
١لاَ يَدْخُلْ مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.
١. بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ: وهذا يشير إلى أولئك المَخْصِيين إما بسبب عيب خلقي أو حادث أو إخصاء متعمد.
٢. لاَ يَدْخُلْ… فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ: عندما نقرأ هذا المصطلح، فإنه يشير عادةً إلى الأمة المجتمعة أمام الرب في العبادة، كما حدث عندما اجتمعوا في جبل سيناء (تثنية ٥: ٢٢، ٩: ١٠، و١٨: ١٦). ولكنها لا تأتي دائمًا بهذا المعنى.
• تشير تثنية ٣١: ٣٠ إلى كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، بينما يوضح تثنية ٣١: ٢٨ أن “كل الجماعة” قد اجتمعت من خلال “كُلَّ شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ.” لذلك، ففي بعض السياقات، يمكن أن تشير الجماعة إلى الشُيُوخِ والَعُرَفَاء َعلى أنهم الممثلين للشعب. من المحتمل جدًا أن يكون هذا الاستبعاد من جَمَاعَةِ الرَّبِّ استبعادًا ليس من الحياة الدينية لإسرائيل، بل من الحياة السياسية للأمة.
• يقترح بوله (Poole) أن فكرة جَمَاعَةِ الرَّبِّ تعبر عن القادة، أو حكام إسرائيل. ولم يُمنع هؤلاء الأشخاص المخصيين من الحياة الدينية في إسرائيل، بل من الحياة السياسية للأمة. ويوافق تراب (Trapp) على هذا قائلًا: “لا يدخل ويخرج أمام الشعب كقائد عام.” ويضيف كلارك (Clarke): “إذا كان الدخول في الجماعة يعني تولي منصب مدني بين الناس، مثل قاضي، أو حاكم، أو ما إلى ذلك، فإن سبب القانون يكون واضح جدًا.”
• يُظهر إشعياء ٥٦: ٣-٥ أنه حتى الخصيان والغرباء يمكن قبولهم أمام الرب إذا أطاعوه، وسيكونون مقبولين من الرب مقارنة بالأشخاص “العاديين” الذين عصوا الله.
٣. لاَ يَدْخُلْ… فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ: تم استبعاد الخصيان لأن عهد الله مع إسرائيل كان مرتبطًا بشكل حيوي بفكرة النسل، والخصاء هو “جريمة” ضد نسل الإنسان. بالإضافة إلى ذلك، تم إخصاء معظم الخصيان في احتفالات وثنية ليكونوا مكرسين للآلهة الوثنية.
ب) الآية (٢) يُستبعد مجهولو النسب من مجلس إسرائيل (القيادة المدنية في إسرائيل).
٢لاَ يَدْخُلِ ابْنُ زِنًى فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.
١. ابْنُ زِنًى (أو “وليدًا غير شرعيًا” بحسب بعض الترجمات): من الصعب تحديد المقصود بالضبط من هذا المصطلح. عرّف بعض الكُتاب اليهود اللاحقين هذا المصطلح بأنه يعود على شخص وُلد من علاقة سِفاح القربى بين اليهود؛ بينما قال آخرون إنه يشير إلى المولودين من زيجات مختلطة بين شعب إسرائيل وجيرانهم الوثنيين (كما في نحميا ١٣: ٢٣).
ج) الآيات (٣-٦): العمونيون والموآبيون مستبعدون من جماعة إسرائيل (القيادة المدنية في إسرائيل).
٣لاَ يَدْخُلْ عَمُّونِيٌّ وَلاَ مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، ٤مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لَمْ يُلاَقُوكُمْ بِالْخُبْزِ وَالْمَاءِ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَلأَنَّهُمُ اسْتَأْجَرُوا عَلَيْكَ بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ مِنْ فَتُورِ أَرَامِ النَّهْرَيْنِ لِكَيْ يَلْعَنَكَ. ٥وَلكِنْ لَمْ يَشَإِ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ يَسْمَعَ لِبَلْعَامَ، فَحَوَّلَ لأَجْلِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ أَحَبَّكَ. ٦لاَ تَلْتَمِسْ سَلاَمَهُمْ وَلاَ خَيْرَهُمْ كُلَّ أَيَّامِكَ إِلَى الأَبَدِ.
١. لاَ يَدْخُلْ عَمُّونِيٌّ وَلاَ مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ: لم يعامل الموآبيون والعمونيون إسرائيل بقسوة في طريقهم إلى أرض الموعد فحسب، بل كانوا أيضًا شعبًا ذو بداية مخزية. فموآب وعمون هما ابنان وُلدا لابنتي لوط من سفاحهما (معاشرتهما) مع أبيهما (تكوين ٣٠:١٩-٣٨).
د ) الآيات (٧-٨): الأدوميون والمصريون (فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ) مسموح لهم أن يكونوا بين جماعة إسرائيل (القيادة المدنية في إسرائيل).
٧لاَ تَكْرَهْ أَدُومِيًّا لأَنَّهُ أَخُوكَ. لاَ تَكْرَهْ مِصْرِيًّا لأَنَّكَ كُنْتَ نَزِيلًا فِي أَرْضِهِ. ٨الأَوْلاَدُ الَّذِينَ يُولَدُونَ لَهُمْ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ يَدْخُلُونَ مِنْهُمْ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.
١. لاَ تَكْرَهْ أَدُومِيًّا: كان الأدوميون مرتبطين عرقيًا بإسرائيل، لأن عيسو شقيق إسرائيل كان أبًا للشعوب الأدومية. ولذلك أُمر إسرائيل ألاَ يكْرَهْ أَدُومِيًّا.
• ومن المثير للاهتمام أن أحد أشهر الأدوميين في التاريخ وقد كان مكروهًا من قبل إسرائيل هو – هيرودس الكبير. لم يكن الهدف من العديد من مشاريع البناء المذهلة التي قام بها في يهوذا هو تمجيد اسمه فحسب، بل أيضًا كسب تأييد اليهود الذين كانوا يحتقرونه باعتباره أدوميًا.
٢. لاَ تَكْرَهْ مِصْرِيًّا: كان للمصريون أيضًا أن ينالوا قبولًا أكثر عن الموآبيين أو العمونيين، ذلك لأن إسرائيل كانت ضيوفًا في مصر لما يقرب من ٤٠٠ سنة. على الرغم من أن السنوات التي قضاها إسرائيل في مصر كانت صعبة، إلا أن الله كان لديه قصد عظيم لهم. كانت مصر بمثابة رحم الأم لإسرائيل؛ لقد دخلوا كعائلة كبيرة وخرجوا كأمة متميزة.
ثانيًا. شَرَائِعُ مُتَفَرِّقَة
أ ) الآيات (٩-١٤): النظافة في المحلة.
٩إِذَا خَرَجْتَ فِي جَيْشٍ عَلَى أَعْدَائِكَ فَاحْتَرِزْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ رَدِيءٍ. ١٠إِنْ كَانَ فِيكَ رَجُلٌ غَيْرَ طَاهِرٍ مِنْ عَارِضِ اللَّيْلِ، يَخْرُجُ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ. لاَ يَدْخُلْ إِلَى دَاخِلِ الْمَحَلَّةِ. ١١وَنَحْوَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ يَغْتَسِلُ بِمَاءٍ، وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ يَدْخُلُ إِلَى دَاخِلِ الْمَحَلَّةِ. ١٢وَيَكُونُ لَكَ مَوْضِعٌ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ لِتَخْرُجَ إِلَيْهِ خَارِجًا. ١٣وَيَكُونُ لَكَ وَتَدٌ مَعَ عُدَّتِكَ لِتَحْفِرَ بِهِ عِنْدَمَا تَجْلِسُ خَارِجًا وَتَرْجِعُ وَتُغَطِّي بِرَازَكَ. ١٤لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ فِي وَسَطِ مَحَلَّتِكَ، لِكَيْ يُنْقِذَكَ وَيَدْفَعَ أَعْدَاءَكَ أَمَامَكَ. فَلْتَكُنْ مَحَلَّتُكَ مُقَدَّسَةً، لِئَلاَّ يَرَى فِيكَ قَذَرَ شَيْءٍ فَيَرْجِعَ عَنْكَ.
١. إِذَا خَرَجْتَ فِي جَيْشٍ عَلَى أَعْدَائِكَ فَاحْتَرِزْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ رَدِيءٍ: أوصى الله بنظافة طقسية وسط جيش إسرائيل. ربما تشير جملة: ’نَحْوَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ‘ إلى الإفرازات الليلي، ومراسم التطهير لهذا الأمر في سفر اللاويين ١٥: ١٦-١٨. وبعد الاغتسال الطقسي، قد يَدْخُلُ إِلَى دَاخِلِ الْمَحَلَّةِ.
٢. وَيَكُونُ لَكَ وَتَدٌ مَعَ عُدَّتِكَ: أوصى الله بالنظافة الصحية في جيش إسرائيل؛ كان على كل جندي أن يحمل نوعًا من المجرفة يمكنه بها أن يُغَطِّي بِرَازَه.
• أُعطي الرب هذا الأمر، “جزئيًا، لمنع إزعاج أنفسنا أو الآخرين؛ وجزئيًا، ليحفظنا متواضعين وأمناء. وبالأساس أعطى الرب هذا الأمر إذ من خلال مثل هذه الطقوس الخارجية قد تعتاد الأمة على احترام الجلالة الإلهية ومهابتها بشكل أكبر، وتعتاد أيضًا على مزيد من الحذر في تجنب كل نجاسة حقيقية وأخلاقية.” بوله (Poole)
• علّم بعض مُعلمي اليهود القدامى أن مدينة أورشليم المقدسة يجب أن تُعتبر “معسكر الرب.” ومن هذا المنطلق، كان على المرء أن يخرج خارج المعسكر لقضاء حاجته. ومع ذلك، بالنسبة لكثير من الناس، كانت الرحلة خارج “معسكر” إسرائيل الكبير (مدينة أورشليم) أطول مما يُسمح به في يوم السبت. لذلك، فمن الناحية العملية، منع المعلمين اليهود الشخص اليهودي من قضاء حاجته في يوم السبت.
ب) الآيات (١٥-١٦): إسرائيل توفر اللجوء للعبد الأجنبي الهارب.
١٥عَبْدًا أَبَقَ إِلَيْكَ مِنْ مَوْلاَهُ لاَ تُسَلِّمْ إِلَى مَوْلاَهُ. ١٦عِنْدَكَ يُقِيمُ فِي وَسَطِكَ، فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ حَيْثُ يَطِيبُ لَهُ. لاَ تَظْلِمْهُ.
١. عَبْدًا أَبَقَ إِلَيْكَ مِنْ مَوْلاَهُ لاَ تُسَلِّمْ إِلَى مَوْلاَهُ: “من الواضح أن العبد اللاجئ المذكور هنا آت من أرض غريبة وإلا لكانت هناك تعقيدات قانونية، لأن العبيد كانوا ممتلكات ثمينة.” طومسون (Thompson)
ج) الآيات (١٧-١٨): الدَعَارَة الدينية محظورة.
١٧لاَ تَكُنْ زَانِيَةٌ مِنْ بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ، وَلاَ يَكُنْ مَأْبُونٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ١٨لاَ تُدْخِلْ أُجْرَةَ زَانِيَةٍ وَلاَ ثَمَنَ كَلْبٍ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ عَنْ نَذْرٍ مَّا، لأَنَّهُمَا كِلَيْهِمَا رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ.
١. زَانِيَةٌ: تشير إلى عَاهِرَةً فِي مَعْبَدٍ. ولفظ “مَأْبُونٌ” يشير إلى رجل زاني، وكلاهما كان شائعًا في الديانات الوثنية بين الكنعانيين وغيرهم في العالم القديم.
• وفي وقت لاحق، في عهد آسا الملك (١ ملوك ١٥: ١٢) ويوشيا الملك (٢ ملوك ٢٣: ٧) قيل لنا أن الأشخاص المأبونون (البغايا الذكور) طُردوا من إسرائيل. وهذا يعني أنه قبل طردهم بفترة من الزمن، مارسوا “الزنا في عبادتهم أمام الرب،” الأمر الذي هو رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ إِلهِك.
٢. لاَ تُدْخِلْ أُجْرَةَ زَانِيَةٍ وَلاَ ثَمَنَ كَلْبٍ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ: الأموال التي تتقاضاها الزانية (أُجْرَةَ زَانِيَةٍ) وما يتقاضاه الزاني (ثَمَنَ كَلْبٍ) لا تقدم للرب أبدًا. كانت ممارسة الدعارة “الدينية” شائعة في الديانات الوثنية التي كثرت في العالم القديم.
• هذا تذكير بمبدأ أن عمل الرب لا يحتاج إلى مال مصدره مكاسب غير أخلاقية أو غير مشروعة.
• حتى في أبشع أشكالها، فإن هذا النوع من الممارسة مسموح به في الكنيسة المؤسسية. “أيصح هذا العار القبيح إذ يتم ترخيص بيوت الدعارة من قِبل البابا، الذي يجني منها ربحًا ليس بالقليل؟” (تراب، يكتب عام ١٦٥٩)
د ) الآيات (١٩-٢٠): لا يُفرض ربا على بيت إسرائيل.
١٩لاَ تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا، رِبَا فِضَّةٍ، أَوْ رِبَا طَعَامٍ، أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَّا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِبًا، ٢٠لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا، وَلكِنْ لأَخِيكَ لاَ تُقْرِضْ بِرِبًا، لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.
١. لاَ تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا، رِبَا فِضَّةٍ، أَوْ رِبَا طَعَامٍ: إن ذكر الطعام والوصية المشابهة في خروج ٢٢: ٢٥، يقود معظم الناس إلى الفهم بأن الفائدة على القروض المقدمة للفقراء كانت محظورة لسد احتياجاتهم الأساسية، ولم تمنع أخذ الفائدة على القروض التي لم تكن لإغاثة الفقراء.
٢. لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا: “ولكن بما أن التجار من الأمم الأخرى قد يأتون لأسباب تجارية إلى إسرائيل، أو يقدمون قروضًا بفائدة للإسرائيليين، فيمكن إذًا أن يُفرض على الأجانب ربا.” كاللاند (Kalland)
هـ) الآيات (٢١-٢٣): أهمية الحفاظ على عهودنا.
٢١إِذَا نَذَرْتَ نَذْرًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَلاَ تُؤَخِّرْ وَفَاءَهُ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْلُبُهُ مِنْكَ فَتَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ. ٢٢وَلكِنْ إِذَا امْتَنَعْتَ أَنْ تَنْذُرَ لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ. ٢٣مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيْكَ احْفَظْ وَاعْمَلْ، كَمَا نَذَرْتَ لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَبَرُّعًا، كَمَا تَكَلَّمَ فَمُكَ.
١. فَلاَ تُؤَخِّرْ وَفَاءَهُ: إن النذر أمام الله ليس بالأمر الهين. وقد أوصى الله صراحة أن يحرص إسرائيل على حفظ نذوره وإتمام كل قسم، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْلُبُهُ مِنْكَ فَتَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ.
• في العديد من الدوائر اليوم، يعتبر الحنث بالقسم هو بالفعل معيار الممارسة التجارية – ولكن أمام الله، فهو ببساطة خطية.
٢. وَلكِنْ إِذَا امْتَنَعْتَ أَنْ تَنْذُرَ: يتساءل الكثيرون عما إذا كان النذور أو القَسم مسموحًا به للمؤمن اليوم أم لا.
• البعض يعتقد أن القسم ممنوع، بسبب كلام يسوع في متى ٥: ٣٤-٣٧: “وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ، وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.” (أنظر أيضًا يعقوب ٥: ١٢)
• ولكن، بالنظر في سياق بقية الكتاب المقدس، نرى أن يسوع لم يمنع القسم، بقدر ما أخبرنا أننا يجب أن نكون ممتلئين بالنزاهة في كلماتنا بحيث لا يكون القسم ضروريًا.
• أجاب يسوع تحت القسم في محاكمته (متى ٦٣:٢٦-٦٤)، كما أن الله نفسه أقسم (لوقا ٧٣:١، أعمال الرسل ٣٠:٢، عبرانيين ١٨:٣، ١٣:٦، ١٧).
٣. وَلكِنْ إِذَا امْتَنَعْتَ أَنْ تَنْذُرَ لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ: إن الله لا يطلب نذرًا أبدًا؛ وفي كثير من الأحيان، من الأفضل عدم تقديم نذر.
٤. مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيْكَ احْفَظْ وَاعْمَلْ: إن هذه الكلمات توضح مدى أهمية الحفاظ على العهد الذي قطعته، تمامًا كما جاء في الجامعة ٥: ٤-٥ “إذَا نَذَرْتَ نَذْرًا للهِ فَلاَ تَتَأَخَّرْ عَنِ الْوَفَاءِ بِهِ، لأَنَّهُ لاَ يُسَرُّ بِالْجُهَّالِ. فَأَوْفِ بِمَا نَذَرْتَهُ. أَنْ لاَ تَنْذُرُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَنْذُرَ وَلاَ تَفِيَ.”
• العديد من الوعود هي مجرد حماقة واضحة. “لن أفعل ذلك مرة أخرى أبدًا” هو تعهد أحمق. ومن الحماقة وغير الحكمة أن نطلب مثل هذا التعهد من شخص آخر.
• بالطبع، هناك نذر يمكننا جميعًا بل ويجب علينا أن نقطعه – نذر تسبيح الله: اَللَّهُمَّ، عَلَيَّ نُذُورُكَ. أُوفِي ذَبَائِحَ شُكْرٍ لَكَ (مزمور ٥٦: ١٢). هكَذَا أُرَنِّمُ لاسْمِكَ إِلَى الأَبَدِ، لِوَفَاءِ نُذُورِي يَوْمًا فَيَوْمًا (مزمور ٦١: ٨).
و ) الآيات (٢٤-٢٥): حق التقاط المحصول يُعطى للمسافرين.
٢٤إِذَا دَخَلْتَ كَرْمَ صَاحِبِكَ فَكُلْ عِنَبًا حَسَبَ شَهْوَةِ نَفْسِكَ، شَبْعَتَكَ. وَلكِنْ فِي وِعَائِكَ لاَ تَجْعَلْ. ٢٥إِذَا دَخَلْتَ زَرْعَ صَاحِبِكَ فَاقْطِفْ سَنَابِلَ بِيَدِكَ، وَلكِنْ مِنْجَلًا لاَ تَرْفَعْ عَلَى زَرْعِ صَاحِبِكَ.
١. إِذَا دَخَلْتَ كَرْمَ صَاحِبِكَ: الفكرة هنا هي أنه عندما يسافر المرء، يكون له الحق في قطف القليل من العنب أو السنابل ليأكلها على طول الطريق، بينما ليس له الحق أن يحصد ما بحقول جاره، فقط يأخذ ما يوفر احتياجاته المباشرة.
٢. فَاقْطِفْ سَنَابِلَ بِيَدِكَ: هذه هي الشريعة التي كان يسوع وتلاميذه يعملون بموجبها عندما قْطِفُوا السَّنَابِلَ وَأْكُلُوا وَهُمْ يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ (لوقا ١:٦-٥). لقد اتهمهم الفريسيون بكسر السبت، ولكن ليس بسرقة الحبوب، لأن الفريسيين عرفوا هذه الشريعة في سفر التثنية.