أخبار الأيام الأول – الإصحاح ١١
حكم داود وجبابرته
أولًا. داود يصبح ملكًا على إسرائيل
أ ) الآيات (١-٣): ينصّب الشيوخ داود ملكًا في حبرون.
١وَاجْتَمَعَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ قَائِلِينَ: «هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. ٢وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكًا كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيسًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ». ٣وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَلِكِ إِلَى حَبْرُونَ، فَقَطَعَ دَاوُدُ مَعَهُمْ عَهْدًا فِي حَبْرُونَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَمَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ صَمُوئِيلَ.
١. وَٱجْتَمَعَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ: قبل هذا، لم يعترف إلا سبط واحد فقط من أسباط إسرائيل بداود ملكًا. وأما الأسباط الآخرون فاعترفوا بالملك المدّعي إيشبوشث بن شاول. وعندما قُتل إيشبوشث هذا (٢ صموئيل ٤)، لجأ الأسباط إلى داود.
• “إنه لأمر ذو دلالة أن كاتب أخبار الأيام لا يشير إلى السنوات السبع التي حكم فيها داود على يهوذا. وهو يبدأ بتتويجه في حبرون حيث اعترفت كل إسرائيل بمُلكه.” مورجان (Morgan)
• كانت هذه في الواقع مسحة داود الثالثة. كانت الأولى أمام عائلته وصموئيل عندما كان في سنٍّ صغيرة جدًّا (١ صموئيل ٢١: ١-١٣). وكانت المسحة الثانية اعترافًا من سبط يهوذا به بعد موت شاول (٢ صموئيل ٢: ٤). وجاءت المسحة الثالثة بعد هزيمة إيشبوشث بن شاول الذي ادعى الحق في العرش.
• إنه لأمر محزن أن الأسباط لجأوا إلى داود عندما انتُزع منهم خيارهم السابق (إيشبوشث بن شاول). وحسب المبدأ نفسه، فإنه أمر محزن عندما لا يعترف المؤمنون بيسوع حقًّا كملك إلا عندما تتهاوى خياراتهم الأخرى. إذ ينبغي أن نختار يسوع بشكل صريح وفوري، لا فقط عندما تفشل خياراتنا الأخرى.
٢. هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ: قبِل شيوخ إسرائيل قيادة داود لأنه كان إسرائيليًّا مثلهم. فكان هذا أمرًا مهمًّا بسبب الفترة التي عاش فيها داود بين الفلسطيين. فوضع الشيوخ هذه المسألة وراءهم، واحتضنوا داود كواحد منهم.
٣. كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ: قبِل شيوخ إسرائيل قيادة داود لأنه أظهر بالفعل قدرته على القيادة.
٤. وَقَدْ قَالَ لَكَ ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيسًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ: قبِل شيوخ إسرائيل قيادة داود لأنه كان من الواضح أن الله دعاه إلى القيادة.
• ينبغي أن تميز هذه الخصائص الثلاث أي شخص يقود شعب الله.
يتوجب أن ينتمي القائد إلى شعب الله في التراث والقلب.
يتوجب على القائد أن يُظهر القدرة على القيادة.
يتوجب أن يكون له دعوة واضحة من الرب.
• قبِل شيوخ إسرائيل قيادة داود عندما رأوا هذه الأمور فيه. وعندما نرى هذه الأمور نفسها في القادة، ينبغي أن نقبل قيادتهم.
• “تثبّت أيضًا صورة الراعي، الذي كان عادة في العصور القديمة موظَّفًا أو مُعالًا، أن داود كان مسؤولًا أمام الرب عن قطيعه.” سيلمان (Selman)
٥. حَسَبَ كَلَامِ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ صَمُوئِيلَ: تنبّأ صموئيل بهذا في نصوص مثل ١ صموئيل ١٣: ١٤ و١٦: ١١-١٣.
ب) الآيات (٤-٩): داود يستولي على أورشليم ويجعلها عاصمة له.
٤وَذَهَبَ دَاوُدُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، أَيْ يَبُوسَ. وَهُنَاكَ الْيَبُوسِيُّونَ سُكَّانُ الأَرْضِ. ٥وَقَالَ سُكَّانُ يَبُوسَ لِدَاوُدَ: «لاَ تَدْخُلْ إِلَى هُنَا». فَأَخَذَ دَاوُدُ حِصْنَ صِهْيَوْنَ، هِيَ مَدِينَةُ دَاوُدَ. ٦وَقَالَ دَاوُدُ: «إِنَّ الَّذِي يَضْرِبُ الْيَبُوسِيِّينَ أَوَّلاً يَكُونُ رَأْسًا وَقَائِدًا». فَصَعِدَ أَوَّلاً يُوآبُ ابْنُ صَرُويَةَ، فَصَارَ رَأْسًا. ٧وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْحِصْنِ، لِذلِكَ دَعَوْهُ «مَدِينَةَ دَاوُدَ». ٨وَبَنَى الْمَدِينَةَ حَوَالَيْهَا مِنَ الْقَلْعَةِ إِلَى مَا حَوْلِهَا. وَيُوآبُ جَدَّدَ سَائِرَ الْمَدِينَةِ. ٩وَكَانَ دَاوُدُ يَتَزَايَدُ مُتَعَظِّمًا وَرَبُّ الْجُنُودِ مَعَهُ.
١. وَذَهَبَ دَاوُدُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، أَيْ يَبُوسَ: حتى هذه اللحظة، كانت أورشليم مدينة كنعانية صغيرة في وسط إسرائيل. وبعد حوالي ٤٠٠ عام من أمر الله بالاستيلاء على الأرض بأكملها، كانت هذه المدينة ما زالت في أيدي الكنعانيين.
٢. لَا تَدْخُلْ إِلَى هُنَا: كانت أورشليم بفضل موقعها، مدينة يَسْهُل الدفاع عنها. فجعل هذا اليبوسيين يبالغون في الثقة، والاستهزاء بداود وقواته. غير أن داود صدمهم – فَأَخَذَ دَاوُدُ حِصْنَ صِهْيَوْنَ. فرغم الصعوبات، استولى داود ورجاله على المدينة.
• في ذلك الوقت كان يُوآبُ ٱبْنُ صَرُويَةَ قائدًا لجيوش داود. غير أن داود قال: إِنَّ ٱلَّذِي يَضْرِبُ ٱلْيَبُوسِيِّينَ أَوَّلًا يَكُونُ رَأْسًا وَقَائِدًا. ربما أمِل داود أن يحل شخص آخر محل يوآب، لكن يوآب العنيد نجح في اختراق أورشليم والاحتفاظ بمنصبه.
٣. وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي ٱلْحِصْنِ: صارت أورشليم عاصمة مملكة داود. وكان هذا اختيارًا موفّقًا للسببين التاليين:
• لم يكن لديها ارتباط سابق بأي سبط، ولهذا كانت جيدة لإسرائيل الموحَّدة.
• جعلت جغرافية المدينة إياها سهلة الدفاع عنها أمام أي جيش مُعادٍ.
٤. وَكَانَ دَاوُدُ يَتَزَايَدُ مُتَعَظِّمًا: عرف داود العظمة، لكن هذا لم يكن نجاحًا بين عشية وضحاها. إذ كان مستعدًّا منذ فترة طويلة للعظمة التي تمتَّع بها لاحقًا. ووصل إلى مكان العظمة، لأن رَبَّ ٱلْجُنُودِ كان مَعَهُ.
• في خطة الله، يوجد دائمًا تقريبًا ثمن خفي للعظمة. فغالبًا ما يختبر الذين يصبحون عظماء بين شعب الله ألمًا كثيرًا وصعوبات شديدة في عملية تدريبهم.
ثانيًا. جبابرة داود
أ ) الآية (١٠): احتاج داود إلى هؤلاء الرجال لينجح.
١٠وَهَؤُلَاءِ رُؤَسَاءُ ٱلْأَبْطَالِ ٱلَّذِينَ لِدَاوُدَ، ٱلَّذِينَ تَشَدَّدُوا مَعَهُ فِي مُلْكِهِ مَعَ كُلِّ إِسْرَائِيلَ لِتَمْلِيكِهِ حَسَبَ كَلَامِ ٱلرَّبِّ مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ.
١. وَهَؤُلَاءِ رُؤَسَاءُ ٱلْأَبْطَالِ ٱلَّذِينَ لِدَاوُدَ: من المهم أن نفهم أن داود لم يكن شيئًا من دون جبابرته، ولم يكن جبابرته شيئًا من دونه. كان قائدهم، لكن القائد لا شيء من دون أتباعه. وكان أتباع داود من الرجال الأقوياء جدًّا – ٱلْأَبْطَالِ (الجبابرة). لم يبدأ هؤلاء الرجال بالضرورة كجبابرة. إذ بدأ معظمهم أشخاصًا متضايقين، ومديونين، وساخطين، واتّبعوا داود في كهف عدلّام (١ صموئيل ٢٢: ١-٢).
ب) الآيات (١١-١٤): اثنان من جبابرة داود.
١١وَهذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً. ١٢وَبَعْدَهُ أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو الأَخُوخِيُّ. هُوَ مِنَ الأَبْطَالِ الثَّلاَثَةِ. ١٣هُوَ كَانَ مَعَ دَاوُدَ فِي فَسَّ دَمِّيمَ وَقَدِ اجْتَمَعَ هُنَاكَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِلْحَرْبِ. وَكَانَتْ قِطْعَةُ الْحَقْلِ مَمْلُوءَةً شَعِيرًا، فَهَرَبَ الشَّعْبُ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. ١٤وَوَقَفُوا فِي وَسَطِ الْقِطْعَةِ وَأَنْقَذُوهَا، وَضَرَبُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَخَلَّصَ الرَّبُّ خَلاَصًا عَظِيمًا.
١. يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ ٱلثَّوَالِثِ: يُذكر هذا الاسم في ٢ صموئيل ٢٣: ٨ مع تغيير طفيف في الاسم. ويُذكر أنه قتل ٨٠٠ رجل بدلًا من ٣٠٠ رجل في أخبار الأيام الأول. ويرجح أن هذا الاختلاف يرجع إلى خطأ في النسخ.
• تبيّن حقيقة كون يَشُبْعَام رئيسًا للثوالث أنه كان قائدًا بين قادة. ويعني هذا أن القادة يحتاجون إلى قادة أيضًا. وفضلًا عن ذلك، فإن الانتصار وحده هو الذي يُحتسَب، مبيّنًا أن الأرقام مهمة، لكنها ليست المقياس الوحيد.
٢. وَبَعْدَهُ أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو ٱلْأَخُوخِيُّ: قاد هذا الرجل معركة فردية مع عدو أكثر عددًا بكثير، حتى إن سيفه التصق بيده (٢ صموئيل ٢٣: ١٠).
ج) الآيات (١٥-١٩): جبابرة داود ومهمة ماء بيت لحم.
١٥وَنَزَلَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الثَّلاَثِينَ رَئِيسًا إِلَى الصَّخْرِ إِلَى دَاوُدَ إِلَى مَغَارَةِ عَدُلاَّمَ وَجَيْشُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ نَازِلٌ فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ. ١٦وَكَانَ دَاوُدُ حِينَئِذٍ فِي الْحِصْنِ، وَحَفَظَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. ١٧فَتَأَوَّهَ دَاوُدُ وَقَالَ: «مَنْ يَسْقِينِي مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ؟» ١٨فَشَقَّ الثَّلاَثَةُ مَحَلَّةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَاسْتَقَوْا مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ، وَحَمَلُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى دَاوُدَ، فَلَمْ يَشَأْ دَاوُدُ أَنْ يَشْرَبَهُ بَلْ سَكَبَهُ لِلرَّبِّ. ١٩وَقَالَ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ إِلهِي أَنْ أَفْعَلَ ذلِكَ! أَأَشْرَبُ دَمَ هؤُلاَءِ الرِّجَالِ بِأَنْفُسِهِمْ؟ لأَنَّهُمْ إِنَّمَا أَتَوْا بِهِ بِأَنْفُسِهِمْ». وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ. هذَا مَا فَعَلَهُ الأَبْطَالُ الثَّلاَثَةُ.
١. إِلَى مَغَارَةِ عَدُلَّامَ: أمضى داود وقتًا في كهف عدلّام قبل أن يأتي إليه هؤلاء الرجال الذين سيصبحون جبابرته في ١ صموئيل ٢٢: ١-٢. ويصف هذا النص شيئًا حدث إما أثناء ذلك الوقت أو في وقت لاحق في معركة مع الفلسطيين عندما رجع داود إِلَى مَغَارَةِ عَدُلَّامَ.
٢. وَحَفَظَةُ (حامية) ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ: يبيّن هذا مدى تغلغل الغزو الفلسطي في إسرائيل في أيام شاول.
٣. فَتَأَوَّهَ دَاوُدُ: في ذلك الوقت، كان لدى داود حنين إلى مسقط رأسه، وتاق إلى أن يتذوق ماء من بئر قريبة من منزل طفولته. ويرجح أن حنينه إليه ازداد لأنه كان بعيد المنال.
• يمكن أن نقع أحيانًا في فخ هذه الأشواق الحزينة. “قد تستحوذ علينا هذه الأشواق، فنرغب في أن نشرب مرة أخرى مياه البراءة النسبية والثقة والفرح الطفوليين، أن نشرب مرة أخرى من ينابيع المحبة البشرية، أن نحصل على النشوة الساطعة الطازجة المنعشة في الله، والطبيعة، والبيت. ولكن من الخطأ أن ننظر إلى الوراء. وهنا، والآن، وفي داخلنا، ينتظر يسوع أن يفتح بئر الماء الحي الذي ينبّع إلى حياة أبدية، والذي إذا شربنا منه، فلن نعطش أبدًا.” ماير (Meyer)
• وبدلًا من ذلك، ينبغي أن ننظر إلى الرب بثقة للمستقبل بدلًا من الحلم حول الماضي. “الطهارة خير من البراءة. والطوباوية التي تأتي من المعاناة أغنى من بهجة الطفولة. وسلام القلب أكبر من سلام الظروف.” ماير (Meyer)
٤. فَشَقَّ ٱلثَّلَاثَةُ مَحَلَّةَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ: استجابة لحنين داود – لم يكن أمرًا أو حتى طلبًا من داود، بل حنينًا مسموعًا – قرر جبابرة داود الثلاثة فورًا أن يلبّوا رغبة قائدهم. كان عليهم أن يقتحموا الحامية الفلسطية (مَحَلَّةَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ) ليفعلوا هذا، وأن يجلبوا الماء طوال الطريق راجعين إلى كهف عدلّام. كانت مهمة خطرة وصعبة، لكن شجاعة الجبابرة ومثابرتهم جعلا الأمر ممكنًا.
٥. فَلَمْ يَشَأْ دَاوُدُ أَنْ يَشْرَبَهُ بَلْ سَكَبَهُ لِلرَّبِّ: أحس داود بالإكرام العظيم بسبب التضحية بالنفس التي قام بها جبابرته حتى إنه شعر بأنه لا يستحق هذا الماء، وأنه يستحق أن يُسكب للرب في عبادة. إذ آمن بأن التضحية العظيمة التي قام بها هؤلاء الرجال لا يمكن أن تُكرم إلاّ بسكب الماء للرب.
• “كان الهدف من سكب داود لماء بيت لحم الثمين على الأرض ثلاثيًّا. فهو يبرز عملًا عظيمًا من الشجاعة الإسرائيلية، ويمجد رغبة داود في إلهام ولاء غير عادي، والاعتراف به كعمل عبادة.” سيلمان (Selman)
د ) الآيات (٢٠-٢٥): إنجازات أخرى لجبابرة داود.
٢٠وَأبِشَايُ أَخُو يُوآبَ كَانَ رَئِيسَ ثَلاَثَةٍ. وَهُوَ قَدْ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ فَقَتَلَهُمْ، فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ. ٢١مِنَ الثَّلاَثَةِ أُكْرِمَ عَلَى الاثْنَيْنِ وَكَانَ لَهُمَا رَئِيسًا، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى الثَّلاَثَةِ الأُوَلِ. ٢٢بَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ ابْنِ ذِي بَأْسٍ كَثِيرِ الأَفْعَالِ مِنْ قَبْصِيئِيلَ. هُوَ الَّذِي ضَرَبَ أَسَدَيْ مُوآبَ، وَهُوَ الَّذِي نَزَلَ وَضَرَبَ أَسَدًا فِي وَسَطِ جُبٍّ يَوْمَ الثَّلْجِ. ٢٣وَهُوَ ضَرَبَ الرَّجُلَ الْمِصْرِيَّ الَّذِي قَامَتُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَفِي يَدِ الْمِصْرِيِّ رُمْحٌ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ. فَنَزَلَ إِلَيْهِ بِعَصًا وَخَطَفَ الرُّمْحَ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّ وَقَتَلَهُ بِرُمْحِهِ. ٢٤هذَا مَا فَعَلَهُ بَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ، فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ الأَبْطَالِ. ٢٥هُوَذَا أُكْرِمَ عَلَى الثَّلاَثِينَ إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى الثَّلاَثَةِ. فَجَعَلَهُ دَاوُدُ مِنْ أَصْحَابِ سِرِّهِ.
١. وَأَبِشَايُ أَخُو يُوآبَ: اشتهر هذا القائد بين جبابرة داود في معركة قَتل فيها ٣٠٠ رجل. وتتحدث عن قيادته نصوص أخرى مثل ١ صموئيل ٢٦: ٦-٩، و٢ صموئيل ٣: ٣٠، و٢ صموئيل ١٠: ١٠-١٤.
٢. بَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ: اشتهر هذا القائد بين جبابرة داود بمعاركه ضد رجلين – بطلين من موآب مثل الأسود (ضَرَبَ أَسَدَيْ مُوآبَ)، ورجل مصري عملاق مذهل (ضَرَبَ رَجُلًا مِصْرِيًّا ذَا مَنْظَرٍ)، وضد الوحوش (وَضَرَبَ أَسَدًا فِي وَسَطِ جُبٍّ يَوْمَ ٱلثَّلْجِ).
هـ) الآيات (٢٦-٤٧): سجل شرف جبابرة داود.
٢٦وَأَبْطَالُ الْجَيْشِ هُمْ: عَسَائِيلُ أَخُو يُوآبَ، وَأَلْحَانَانُ بْنُ دُودُوَ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ، ٢٧شَمُّوتُ الْهَرُورِيُّ، حَالِصُ الْفَلُونِيُّ، ٢٨عِيرَا بْنُ عِقِّيشَ التَّقُوعِيُّ، أَبِيعَزَرُ الْعَنَاثُوثِيُّ، ٢٩سِبْكَايُ الْحُوشَاتِيُّ، عِيلاَيُ الأَخُوخِيُّ، ٣٠مَهْرَايُ النَّطُوفَاتِيُّ، خَالِدُ بْنُ بَعْنَةَ النَّطُوفَاتِيُّ، ٣١إِتَّايُ بْنُ رِيبَايَ مِنْ جِبْعَةِ بَنِي بَنْيَامِينَ، بَنَايَا الْفَرْعَتُونِيُّ، ٣٢حُورَايُ مِنْ أَوْدِيَةِ جَاعَشَ، أَبِيئِيلُ الْعَرَبَاتِيُّ، ٣٣عَزْمُوتُ الْبَحْرُومِيُّ، إِلْيَحْبَا الشَّعْلُبُونِيُّ، ٣٤بَنُو هَاشِمَ الْجَزُونِيُّ، يُونَاثَانُ بْنُ شَاجَايَ الْهَرَارِيُّ، ٣٥أَخِيآمُ بْنُ سَاكَارَ الْهَرَارِيُّ، أَلِيفَالُ بْنُ أُورَ، ٣٦حَافَرُ الْمَكِيرَاتِيُّ، وَأَخِيَا الْفَلُونِيُّ، ٣٧حَصْرُو الْكَرْمَلِيُّ، نَعْرَايُ بْنُ أَزْبَايَ، ٣٨يُوئِيلُ أَخُو نَاثَانَ، مَبْحَارُ بْنُ هَجْرِي، ٣٩صَالِقُ الْعَمُّونِيُّ، نَحْرَايُ الْبَئِيرُوتِيُّ، حَامِلُ سِلاَحِ يُوآبَ ابْنِ صَرُويَةَ، ٤٠عِيرَا الْيِثْرِيُّ، جَارِبُ الْيِثْرِيُّ، ٤١أُورِيَّا الْحِثِّيُّ، زَابَادُ بْنُ أَحْلاَيَ، ٤٢عَدِينَا بْنُ شِيزَا الرَّأُوبَيْنِيُّ، رَأْسُ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَمَعَهُ ثَلاَثُونَ، ٤٣حَانَانُ ابْنُ مَعْكَةَ، يُوشَافَاطُ الْمَثْنِيُّ، ٤٤عُزِّيَّا الْعَشْتَرُوتِيُّ، شَامَاعُ وَيَعُوئِيلُ ابْنَا حُوثَامَ الْعَرُوعِيرِيِ، ٤٥يَدِيعَئِيلُ بْنُ شِمْرِي، وَيُوحَا أَخُوهُ التِّيصِيُّ، ٤٦إِيلِيئِيلُ مِنْ مَحْوِيمَ، وَيَرِيبَايُ وَيُوشُويَا ابْنَا أَلْنَعَمَ، وَيِثْمَةُ الْمُوآبِيُّ، ٤٧إِيلِيئِيلُ وَعُوبِيدُ وَيَعِسِيئِيلُ مِنْ مَصُوبَايَا.
١. وَأَبْطَالُ ٱلْجَيْشِ هُمْ: كان هؤلاء الرجال المتميزون أساس عظمة حكم داود. لم يأتوا إلى داود رجال عِظام، لكن الرب استخدم قيادة داود ليحوّلهم هكذا؛ من رجال متضايقين ومديونين وساخطين عندما جاءوا إلى داود في كهف عدلّام (١ صموئيل ٢٢: ١-٢.)
• “إن ما يشهد على عظمة داود الجوهرية، أكثر من كل انتصاراته على أعدائه، هو تأثير حياته ومعدنه الأخلاقي في الرجال الأقرب إليه.” مورجان (Morgan)
٢. عَسَائِيلُ أَخُو يُوآبَ: كما هو مدون في ٢ صموئيل ٢: ١٨-٢٣، قُتل عسائيل بشكل مأساوي في معركة على يد أبنير الذي كان في ذلك الوقت قائد جيوش إيشبوشث بن شاول الذي حاول أن يخلف أباه على عرش إسرائيل.
٣. أُورِيَّا ٱلْحِثِّيُّ: كان أوريا مشهورًا بين الجبابرة لأنه كان زوج بثشبع. وعندما سمع داود صلة بثشبع بأليعام وأوريا وأخيتوفل (٢ صموئيل ١١: ٣)، كان عليه أن يتخلى فورًا عن فكرة الزنا.
• تنتهي قائمة جبابرة داود المدونة في ٢ صموئيل ٢٣ بذكر أوريّا الحثّي. وتضيف قائمة أخبار الأيام عدة أسماء أخرى. “لكن يضاف بعضهم إلى هذا العدد، لأنه رغم أنهم لم يكونوا من الثلاثين، إلا أنهم كانو رجالًا ذوي بأس عظيم، ومشهورين بين قادة داود.” بوله (Poole)