أخبار الأيام الأول – الإصحاح ٥
ثانيًا. أسباط إسرائيل الذين استقروا شرق نهر الأردن
أ ) الآيات (١-١٠): نسل رَأُوبين
١وَبَنُو رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّهُ هُوَ الْبِكْرُ، وَلأَجْلِ تَدْنِيسِهِ فِرَاشَ أَبِيهِ، أُعْطِيَتْ بَكُورِيَّتُهُ لِبَنِي يُوسُفَ بْنِ إِسْرَائِيلَ، فَلَمْ يُنْسَبْ بِكْرًا. ٢لأَنَّ يَهُوذَا اعْتَزَّ عَلَى إِخْوَتِهِ وَمِنْهُ الرَّئِيسُ، وَأَمَّا الْبَكُورِيَّةُ فَلِيُوسُفَ. ٣بَنُو رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ: حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي. ٤بَنُو يُوئِيلَ: ابْنُهُ شَمْعِيَا، وَابْنُهُ جُوجُ، وَابْنُهُ شِمْعِي، ٥وَابْنُهُ مِيخَا، وَابْنُهُ رَآيَا، وَابْنُهُ بَعْلٌ، ٦وَابْنُهُ بَئِيرَةُ الَّذِي سَبَاهُ تَغْلَثُ فَلْنَاسَرَ مَلِكُ أَشُّورَ. هُوَ رَئِيسُ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ. ٧وَإِخْوَتُهُ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ فِي الانْتِسَابِ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمِ: الرَّئِيسُ يَعِيئِيلُ وَزَكَرِيَّا، ٨وَبَالِعُ بْنُ عَزَازَ بْنِ شَامِعَ بْنِ يُوئِيلَ الَّذِي سَكَنَ فِي عَرُوعِيرَ حَتَّى إِلَى نَبُوَ وَبَعْلِ مَعُونَ. ٩وَسَكَنَ شَرْقًا إِلَى مَدْخَلِ الْبَرِّيَّةِ مِنْ نَهْرِ الْفُرَاتِ، لأَنَّ مَاشِيَتَهُمْ كَثُرَتْ فِي أَرْضِ جِلْعَادَ. ١٠وَفِي أَيَّامِ شَاوُلَ عَمِلُوا حَرْبًا مَعَ الْهَاجَرِيِّينَ فَسَقَطُوا بِأَيْدِيهِمْ وَسَكَنُوا فِي خِيَامِهِمْ فِي جَمِيعِ جِهَاتِ شَرْقِ جِلْعَادَ.
١. وَبَنُو رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ. لِأَنَّهُ هُوَ ٱلْبِكْرُ، وَلِأَجْلِ تَدْنِيسِهِ فِرَاشَ أَبِيهِ، أُعْطِيَتْ بَكُورِيَّتُهُ لِبَنِي يُوسُفَ بْنِ إِسْرَائِيلَ: يجيب هذا على السؤال: ’إن كان رأوبين هو البكر، فلماذا لا يُدرج اسمه أولًا؟‘ والسبب هو الخطية المذكورة في هذه الآية، وهي التي نزعت أهليته لأن يكون الأول بين أبناء إسرائيل (يعقوب).
٢. وَفِي أَيَّامِ شَاوُلَ عَمِلُوا حَرْبًا مَعَ ٱلْهَاجَرِيِّينَ: “كان الهاجريون قبائل متنقلة، أو سينيين من العرب. كانوا أشخاصًا يعيشون في خيام بلا مساكن ثابتة، وتألفت مساكنهم من الماشية. وقد أباد نسل رأوبين الهاجريين هؤلاء، واستولوا على ممتلكاتهم وخيامهم، وسكنوا مكانهم.” كلارك (Clarke)
ب) الآيات (١١-٢٢): نسل جاد
١١وَبَنُو جَادَ سَكَنُوا مُقَابِلَهُمْ فِي أَرْضِ بَاشَانَ حَتَّى إِلَى سَلْخَةَ. ١٢يُوئِيلُ الرَّأْسُ، وَشَافَاطُ ثَانِيهِ، وَيَعْنَايُ وَشَافَاطُ فِي بَاشَانَ. ١٣وَإِخْوَتُهُمْ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ: مِيخَائِيلُ وَمَشُلاَّمُ وَشَبَعُ وَيُورَايُ وَيَعْكَانُ وَزِيعُ وَعَابِرُ. سَبْعَةٌ. ١٤هؤُلاَءِ بَنُو أَبِيحَايِلَ بْنِ حُورِيَ بْنِ يَارُوحَ بْنِ جِلْعَادَ بْنِ مِيخَائِيلَ بْنِ يَشِيشَايَ بْنِ يَحْدُوَ بْنِ بُوزٍ. ١٥وَأَخِي بْنُ عَبْدِئِيلَ بْنِ جُونِي رَئِيسُ بَيْتِ آبَائِهِمْ. ١٦وَسَكَنُوا فِي جِلْعَادَ فِي بَاشَانَ وَقُرَاهَا، وَفِي جَمِيعِ مَسَارِحِ شَارُونَ عِنْدَ مَخَارِجِهَا. ١٧جَمِيعُهُمُ انْتَسَبُوا فِي أَيَّامِ يُوثَامَ مَلِكِ يَهُوذَا، وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. ١٨بَنُو رَأُوبَيْنَ وَالْجَادِيُّونَ وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى مِنْ بَنِي الْبَأْسِ، رِجَالٌ يَحْمِلُونَ التُّرْسَ وَالسَّيْفَ وَيَشُدُّونَ الْقَوْسَ وَمُتَعَلِّمُونَ الْقِتَالَ، أَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا وَسَبْعُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ مِنَ الْخَارِجِينَ فِي الْجَيْشِ. ١٩وَعَمِلُوا حَرْبًا مَعَ الْهَاجَرِيِّينَ وَيَطُورَ وَنَافِيشَ وَنُودَابَ، ٢٠فَانْتَصَرُوا عَلَيْهِمْ. فَدُفِعَ لِيَدِهِمِ الْهَاجَرِيُّونَ وَكُلُّ مَنْ مَعَهُمْ لأَنَّهُمْ صَرَخُوا إِلَى اللهِ فِي الْقِتَالِ، فَاسْتَجَابَ لَهُمْ لأَنَّهُمُ اُتَّكَلُوا عَلَيْهِ. ٢١وَنَهَبُوا مَاشِيَتَهُمْ: جِمَالَهُمْ خَمْسِينَ أَلْفًا، وَغَنَمًا مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ أَلْفًا، وَحَمِيرًا أَلْفَيْنِ. وَسَبَوْا أُنَاسًا مِئَةَ أَلْفٍ. ٢٢لأَنَّهُ سَقَطَ قَتْلَى كَثِيرُونَ، لأَنَّ الْقِتَالَ إِنَّمَا كَانَ مِنَ اللهِ. وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ إِلَى السَّبْيِ.
١. لِأَنَّهُمْ صَرَخُوا إِلَى ٱللهِ فِي ٱلْقِتَالِ: كما فعل رجال داود ما دعاه الله إلى فعله، وضعوا ثقتهم فيه في وسط المعركة. ولأنهم وضعوا ثقتهم فيه، فقد خلّصهم الله في المعركة.
• يعلّق تراب (Trapp) على ’صَرَخُوا إِلَى ٱللهِ فِي ٱلْقِتَالِ‘: “كذلك فعل يعبيص (١ أخبار الأيام ٤)، ويهوشافاط (٢ أخبار الأيام ٢٠)، والفيلق الهادر، وملك السويد الراحل الذي صلى قبل معركة لوتزن العظيمة، حيث سقط: ’يسوع، اضمنْ أن تكون معيني القوي هذا اليوم. وأعطني الشجاعة لأقاتل من أجل شرف اسمك.‘ وكانت تمثل الصلاة وحدها أقوى قطعة يحملها من سلاحه الكامل.”
٢. وَسَبَوْا أُنَاسًا مِئَةَ أَلْفٍ. لِأَنَّهُ سَقَطَ قَتْلَى كَثِيرُونَ، لِأَنَّ ٱلْقِتَالَ إِنَّمَا كَانَ مِنَ ٱللهِ: يصف هذا حروب الدينونة التي دعا الله إسرائيل إلى شنّها على الكنعانيين عند مجيئهم إلى أرض الموعد.
• “كانت هذه حرب إبادة للحالة السياسية للشعب، وهو أمر لا يمكن أن يبرره إلا توجيه خاص من الله. ولا يمكن أن يقدم الله توجيهًا كهذا ضد أي شعب ما لم تكن كأس إثمهم ممتلئة. إذ كان الهاجريون ممتلئين بعبادة الأوثان (انظر ١ أخبار الأيام ٥: ٢٥).” كلارك (Clarke)
ج) الآيات (٢٣-٢٦): نسل سبط منسّى الشرقي.
٢٣وَبَنُو نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى سَكَنُوا فِي الأَرْضِ وَامْتَدُّوا مِنْ بَاشَانَ إِلَى بَعْلِ حَرْمُونَ وَسَنِيرَ وَجَبَلِ حَرْمُونَ. ٢٤وَهؤُلاَءِ رُؤُوسُ بُيُوتِ آبَائِهِمْ: عَافَرُ وَيَشْعِي وَأَلِيئِيلُ وَعَزْرِيئِيلُ وَيَرْمِيَا وَهُودَوْيَا وَيَحْدِيئِيلُ رِجَالٌ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ وَذَوُو اسْمٍ وَرُؤُوسٌ لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ. ٢٥وَخَانُوا إِلهَ آبَائِهِمْ وَزَنَوْا وَرَاءَ آلِهَةِ شُعُوبِ الأَرْضِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ. ٢٦فَنَبَّهَ إِلهُ إِسْرَائِيلَ رُوحَ فُولَ مَلِكِ أَشُّورَ وَرُوحَ تَغْلَث فَلْنَاسَرَ مَلِكِ أَشُّورَ، فَسَبَاهُمُ، الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى، وَأَتَى بِهِمْ إِلَى حَلَحَ وَخَابُورَ وَهَارَا وَنَهْرِ جُوزَانَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
١. رِجَالٌ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ وَذَوُو ٱسْمٍ وَرُؤُوسٌ لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ: كان هؤلاء المستوطنون شرقي نهر الأردن من سبط منسّى رجالًا أقوياء جسورين. ولم تعكس رغبتهم في الاستيطان شرقي نهر الأردن رغبة شريرة من جانبهم.
٢. وَخَانُوا إِلَهَ آبَائِهِمْ وَزَنَوْا وَرَاءَ آلِهَةِ شُعُوبِ ٱلْأَرْضِ: رغم البداية الجيدة لسبط منسى الشرقي، إلا أن الأمر انتهى بهم هكذا. بدا أنّ بُعدهم عن حياة إسرائيل بشكل عام، والحياة الروحية للأُمة بشكل خاص أَضْعف تكريسهم لله وقوّى انجذابهم إلى آلِهَةِ شُعُوبِ ٱلْأَرْضِ.
• “تصف الآيات المتبقية من الإصحاح الخامس حملة عسكرية مشتركة مبكرة (الآيات ١٨-٢٢ مع إسهاب للآية ١٠) – حيث كافأ الله إيمانهم وصلواتهم بانتصار عظيم على الإسماعيليين – وترحيلهم لاحقًا إلى أشور (الآيتان ٢٥-٢٦) نتيجة للارتداد الجماعي.” باين (Payne)