أمثال 17
الحكمة والعدالة والعائلة
أمثال 17: 1
1لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلَامَةٌ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ.
- لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلَامَةٌ: لا يوجد ما هو جذاب في اللقمة اليابسة. غير أن بركة الهدوء والسلام عظيمة جدًّا حتى إنها تجعل اللقمة اليابسة أفضل من البديل المقدَّم.
“السلام والرضا، ولاسيما السلام البيتي، يتجاوزان كل البركات الأخرى.” كلارك (Clarke)
“تأمَّل كل فكرة يمكن أن تكدّر الرضا. فإذا كانت لديك وسائل راحة أقل مما اعتدت في الماضي، أو وسائل راحة أقل مما لدى الآخرين، أو أقل مما ترغب، ألا يزال لديك أكثر مما تستحق؟” بريدجز (Bridges)
- خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ: لو كانت لديك ذبائح وولائم في بيتك، سيكون هذا أمرًا رائعًا، لكن ليس مع خصام دائم. فالسلام والهدوء في البيت ثمينان جدًّا حتى إنهما يعوّضان عن وسائل راحة كثيرة قد يحرَم منها المرء.
“تتناقض هذه الصورة، صورة عشاء يتألف من لقمة يابسة من الخبز لم يتم غمسها في طبق من صلصة لذيذة من الزيت أو الخل، أو ما شابه (انظر أمثال 19: 24؛ 26: 15)، لكنه يتمتع بأمان، مع صورة ولائم ملكية غير محدودة، لكن مبتلاة بالخصام.” والتكي (Waltke)
“غالبًا ما تجلب الوفرة تدهورًا في المقاييس الأخلاقية والأدبية، إضافة إلى زيادة في الحسد والخصام.” روس (Ross)
أمثال 17: 2
2اَلْعَبْدُ ٱلْفَطِنُ يَتَسَلَّطُ عَلَى ٱلِٱبْنِ ٱلْمُخْزِي وَيُقَاسِمُ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمِيرَاثَ.
- اَلْعَبْدُ ٱلْفَطِنُ يَتَسَلَّطُ عَلَى ٱلِٱبْنِ ٱلْمُخْزِي: إنه لأمر طبيعي أن يملك ويحكم الابن. والثقة التي يتمتع بها فرد من العائلة غالبًا ما تكون أعظم من تلك التي يحصل عليها العبد. غير أنه إذا تسبّب في الخزي، فإن الله يعرف كيف يستبدله بعبد حكيم. وللابن مكانته الطبيعية، لكن الله لا يرى أن المكانة الطبيعية حق مطلق للقيادة. وقد يعطي القيادة لعبد.
- وَيُقَاسِمُ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمِيرَاثَ: إذا ثَبَتَ أن الابن يتسبب في الخزي، فإن الرب قادر على رفع عبد حكيم إلى مكان القيادة والميراث بين الإخوة، إن كانت هذه إرادته.
“يأتي هذا على عكس القانون والعرف القضائي، حيث إن فضيلة المرء، لا امتياز الولادة، هي التي تهم في نهاية الأمر أكثر من المكانة الاجتماعية والاقتصادية.” والتكي (Waltke)
أمثال 17: 3
3ٱلْبُوطَةُ لِلْفِضَّةِ، وَٱلْكُورُ لِلذَّهَبِ، وَمُمْتَحِنُ ٱلْقُلُوبِ ٱلرَّبُّ.
- ٱلْبُوطَةُ لِلْفِضَّةِ، وَٱلْكُورُ لِلذَّهَبِ: هنالك أماكن ملائمة حيث تُمتحَن الأشياء وتنقَّى. ولكل من الفضة والذهب مكانهما في التنقية والتطهير.
- وَمُمْتَحِنُ ٱلْقُلُوبِ ٱلرَّبُّ: إن أنسب مكان لامتحان قلب الإنسان وتنقيته هو الرب نفسه. إذ تعطي كلمته وحقه مقياسًا حكيمًا ومحبًّا يفحص الإنسان الداخلي وينقّيه.
“يطرح هذا المثل فكرتين مهمتين. أولًا، لن يخضع القلب إلى قوة أخرى غير قوة الله. يمكن اكتشاف الزغل في المعادن وتطهيره بالنار، لكن الله يستطيع أن يكتشف الشر في القلب ويتعامل معه. ثانيًا، يمتحن الله القلب.” مورجان (Morgan)
“ولهذا يمتحننا ليجعلنا نعرف ما في أنفسنا، أي زغل فينا، أو أي معدن نقي في داخلنا، لكي يرى الجميع، عند الحاجة، أننا نستطيع أن نمجده حتى في النار (إشعياء 24: 15).” تراب (Trapp)
أمثال 17: 4
4ٱلْفَاعِلُ ٱلشَّرَّ يَصْغَى إِلَى شَفَةِ ٱلْإِثْمِ، وَٱلْكَاذِبُ يَأْذَنُ لِلِسَانِ فَسَادٍ.
- ٱلْفَاعِلُ ٱلشَّرَّ يَصْغَى إِلَى شَفَةِ ٱلْإِثْمِ: عندما يتعلق الأمر بالأكاذيب على الشفاه الكاذبة، فإن الأشرار لا ينشرونها فحسب، بل يقبلونها أيضًا. إذ يبدو أنهم يحبون احتضانها.
إنها علامة سيئة على طبيعة خبيثة أن تكون مستعدًّا لتصديق أخبار فاضحة عن أشخاص أنقياء. فإن كان الناس لا يحبون الأكاذيب، فلن يستمعوا إليها.” تراب (Trapp)
“القلب الشرير ميال إلى الشر، وهو مستعد لقبوله. ويلتذ الكذّابون بالأكاذيب.” كلارك (Clarke)
“يموت كلام الشر إذا لم يرحَّب به. وأما ترحيبنا به فيكشف معدننا.” كيدنر (Kidner)
- وَٱلْكَاذِبُ يَأْذَنُ لِلِسَانِ فَسَادٍ (حاقد): أولئك الذين يكذبون يحبون أن يستمعوا إلى الأكاذيب والتحدث بها. ويفترض أن نقلق إذا كنا نحب أن نسمع أكاذيب وإشاعات حول الآخرين.
“يتضمن هذا المثل مقارنة بين فاعل الشر والمتكلم بالشر، ويبيّن اتفاقهما على نفس الممارسة الآثمة في رغبتهما النهِمة في الاستماع إلى كلام شرير وكاذب.” بولي (Poole)
ليس لدى كل من الكاذب والمستمعين الراغبين في الاستماع إلى أكاذيبه أي ذوق في الحق.” والتكي (Waltke)
“إن أُخِذ هذا القيل والقال على محمل الجد، فإن هذا يشكل في حد ذاته شكلًا من الخبث الذي يمارسه الذين لا يحترمون الحق.” جاريت (Garrett)
أمثال 17: 5
5ٱلْمُسْتَهْزِئُ بِٱلْفَقِيرِ يُعَيِّرُ خَالِقَهُ. ٱلْفَرْحَانُ بِبَلِيَّةٍ لَا يَتَبَرَّأُ.
- ٱلْمُسْتَهْزِئُ بِٱلْفَقِيرِ يُعَيِّرُ خَالِقَهُ: يجد بعضهم سهولة في الاستهزاء بالفقراء. فهم يحبون أن يعتقدوا أنهم أفضل من أولئك الذين يمتلكون أقل مما يمتلكونه. وينبغي لمثل هؤلاء أن يفهموا أنهم عندما يستهزئون بالفقراء، فإنهم يحتقرون (يعيّرون) ذاك الذي خلق الفقراء وإياهم. ويفترض أن حقيقة أن للفقراء والأغنياء نفس الخالق أن يعطي الأكثر ثراء سببًا لتعاطف أكبر معهم وفهمًا أكبر.
“لا يعلّم الجزء الأول من المثل، كما يقال كثيرًا، أن الفقر هو من الله. لكنه يقر بالحقوق المتأصلة لكل إنسان في الله، رغم فقره.” مورجان (Morgan)
- ٱلْفَرْحَانُ بِبَلِيَّةٍ لَا يَتَبَرَّأُ: يبيّن فرح المرء بكارثة شخص آخر قلبًا غير محب وغير متعاطف. ويفترض أن الله سيرد على ذاك الذي يحتقر أخاه الإنسان ويدافع عن الضعيف.
“من يسعد بسماع مصيبة شخص آخر ستتضاعف مصائبه في سياق حكم الله العادل.” كلارك (Clarke)
يرى جون تراب (John Trapp) في تفسيره لسفر الأمثال كيف أن بعض الناس في قسوتهم يفرحون في اضطهاد الأبرياء، ومعاناتهم، وموتهم، وكيف أن دينونة الله العادلة ستأتي عليهم لا محالة.
أمثال 17: 6
6تَاجُ ٱلشُّيُوخِ بَنُو ٱلْبَنِينَ، وَفَخْرُ ٱلْبَنِينَ آبَاؤُهُمْ.
- تَاجُ ٱلشُّيُوخِ بَنُو ٱلْبَنِينَ: الأحفاد مثل تاج مجد للجد أو الجدة. إذ يمكن أن أن يعطوا إحساسًا بالسعادة والرضا تقريبًا.
يصوّر المثل الأحفاد متحلّقين حول الجد المُسِن كشكل إكليل متوِّج.” والتكي (Waltke)
- وَفَخْرُ ٱلْبَنِينَ آبَاؤُهُمْ: هذا صحيح كحقيقة وكطموح. فإنه أمر طبيعي أن يفخر الأبناء بأبيهم. وينبغي أن يحيا الآباء ويربوا أبناءهم بطريقة تجعل أبناءهم يفخرون بهم.
“وراء هذا المثل البسيط كما يبدو توكيد عميق للاعتماد النفسي المتبادل بين الأجيال. إذ يستمد الشيوخ إحساسًا بالفخر من نسلهم، ويحصل الأبناء على قيمتهم الذاتية من الأبوين. ومن جهة أخرى، يمكن لجيل أن يسبب الخزي وعدم القيمة في جيل آخر.” جاريت (Garrett)
“تحتاج هذه الثمار العائلية الجميلة إلى التنمية والحماية. ونحن نرى محصولًا مهملًا ممتلئًا بكراهية متبادلة في إشعياء 3: 5؛ ميخا 7: 6؛ 2 تيموثاوس 3: 2-4.” كيدنر (Kidner)
أمثال 17: 7
7لَا تَلِيقُ بِٱلْأَحْمَقِ شَفَةُ ٱلسُّودَدِ. كَمْ بِٱلْأَحْرَى شَفَةُ ٱلْكَذِبِ بِٱلشَّرِيفِ.
- لَا تَلِيقُ بِٱلْأَحْمَقِ شَفَةُ ٱلسُّودَدِ (الكلام الممتاز): ليس الأمر أن الكلام الممتاز (شَفَة ٱلسُّودَدِ) غير مرغوب من الأحمق، لكنه يأتي كمفاجأة غير متوقعة تمامًا. وبما أن الناس يعبّرون عادة عن حكمتهم أو حماقتهم بما يقولونه، يبدو أمرًا غريبًا وغير ملائم تقريبًا أن يقول الأحمق شيئًا حكيمًا وبليغًا.
“لا يحب الله الكلام الجميل من فم أحمق. وقد أخرس المسيح إبليس عندما اعترف بأنه ابن العليّ.” تراب (Trapp)
- كَمْ بِٱلْأَحْرَى شَفَةُ ٱلْكَذِبِ بِٱلشَّرِيفِ: ينبغي أن يكون أي قائد (شريف) معروفًا بصدقه بحيث يكون أمرًا مفاجئًا وغريبًا أن يكذب. وهذا معيار نبيل نادرًا ما يمكن الوصول إليه بين القادة، ولاسيما القادة السياسيين.
“القائد المخادع أسوأ من الأحمق المتغطرس. وتظهر المقارنة أيهما هو الأسوأ.” روس (Ross)
أمثال 17: 8
8ٱلْهَدِيَّةُ حَجَرٌ كَرِيمٌ فِي عَيْنَيْ قَابِلِهَا، حَيْثُمَا تَتَوَجَّهْ تُفْلِحْ.
- ٱلْهَدِيَّةُ حَجَرٌ كَرِيمٌ فِي عَيْنَيْ قَابِلِهَا: من طبيعة البشر أن يعدوا الهدية أمرًا ثمينًا. وفي هذا السياق، يمكن أن تكون هذه الهدية رشوة، لأن الكلمة العبرية نفسها تُستخدم هنا. وربما يقول هذا المثل ببساطة إن الرشوة تفلح عادة.
“يعبّر المثل عن هذه الحقيقة من وجهة نظر الشخص الذي يقدم الرشوة – فهي تُفلح.” روس (Ross)
- حَيْثُمَا تَتَوَجَّهْ تُفْلِحْ: يُسعد المكسب الشخص الذي تلقَّى الهدية (الرشوة)، وبهذا تنجز الهدية قصدها.
“يوجد في العبارة التالية تلميح واضح إلى قطع الأحجار الكريمة. وهي رائعة وجميلة، لأنها تعكس الضوء كيفما قلَّبتَها.” كلارك (Clarke)
أمثال 17: 9
9مَنْ يَسْتُرْ مَعْصِيَةً يَطْلُبِ ٱلْمَحَبَّةَ، وَمَنْ يُكَرِّرْ أَمْرًا يُفَرِّقْ بَيْنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ.
- مَنْ يَسْتُرْ مَعْصِيَةً يَطْلُبِ ٱلْمَحَبَّةَ: هنالك زمان ومكان لفضح الخطية (افسس 5: 11)، لكن في كثير من الأحيان ينبغي ستر خطايا الآخرين بلباقة ومحبة. وأمّا فضح الجميع فهو يخص الله، لا الإنسان.
- وَمَنْ يُكَرِّرْ أَمْرًا يُفَرِّقْ بَيْنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ: من شأن كشف خطية شخص ما بتكرارها أمام الآخرين أن يدمر العلاقات ويخرب الصداقات.
“قد يشير التكرار هنا إلى رواية قصة أو العزف على آلة ما.” كيدنر (Kidner)
أمثال 17: 10
10اَلِٱنْتِهَارُ يُؤَثِّرُ فِي ٱلْحَكِيمِ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ جَلْدَةٍ فِي ٱلْجَاهِلِ.
- اَلِٱنْتِهَارُ يُؤَثِّرُ فِي ٱلْحَكِيم: لأن الإنسان الحكيم يستجيب للانتهار أو التوبيخ ويتعلم منه، فإنه يمكن أن يكون فعّالًا بالنسبة له حقًّا.
- أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ جَلْدَةٍ فِي ٱلْجَاهِلِ: يمكن تنفيذ التقويم في الأحمق بشكل عميق ومتكرر، غير أنه لن يستجيب معه بشكل إيجابي. ولا تكمن المشكلة في التقويم نفسه (رغم أن الأحمق يمكن أن يلقي اللوم على التقويم). فالمشكلة تكمن في الأحمق نفسه.
“كلما كانت طبيعة المرء راقية، قلّ احتياجه إلى التقويم.” مورجان (Morgan)
أمثال 17: 11
11اَلشِّرِّيرُ إِنَّمَا يَطْلُبُ ٱلتَّمَرُّدَ فَيُطْلَقُ عَلَيْهِ رَسُولٌ قَاسٍ.
- اَلشِّرِّيرُ إِنَّمَا يَطْلُبُ ٱلتَّمَرُّدَ: تخص الاستجابة الغريزية للتمرد الشرير، لا الحكيم. ولا يستطيع الذين يسعون إلى التمرد فقط أن يفعلوا شيئًا حكيمًا وصالحًا ليحل محل ما يتمردون عليه.
- فَيُطْلَقُ عَلَيْهِ رَسُولٌ قَاسٍ: يستدعي التمرد المتكرر ردًّا قاسيًا. ولا ينبغي للرجل الشرير أن يفاجأ عندما يأتي هذا الرد.
“يمكن أن يشير هذا التعبير إلى رسول لا يرحم يرسله الملك. لكن يمكن أن يشير إلى العواصف أو الأوبئة أو أية كارثة يمكن أن ترسَل من الله كانتقام.” روس (Ross)
أمثال 17: 12
12لِيُصَادِفِ ٱلْإِنْسَانَ دُبَّةٌ ثَكُولٌ وَلَا جَاهِلٌ فِي حَمَاقَتِهِ.
- لِيُصَادِفِ ٱلْإِنْسَانَ دُبَّةٌ ثَكُولٌ: تشتهر الدّبّة الأم بغضبها وخطورتها عندما تُسلب من أشبالها. وما من عاقل يريد أن يقابل دبّة أمًّا تحت هذه الظروف.
- وَلَا جَاهِلٌ فِي حَمَاقَتِهِ: يمكن أن يكون شخص أحمق في وسط أعماله الحمقاء أكثر خطورة من دبّة فقدت أشبالها. وسيتجنب الحكيم مثل هذا الأحمق في حماقته.
يصبح الإنسان الذي يفترض أنه ذكي وعقلاني، في مثل هذه الحماقة، أكثر خطورة من الوحش الذي يتصرف في مثل هذه الحالة بتفكير جيد.” روس (Ross)
أمثال 17: 13
13مَنْ يُجَازِي عَنْ خَيْرٍ بِشَرٍّ لَنْ يَبْرَحَ ٱلشَّرُّ مِنْ بَيْتِهِ.
- مَنْ يُجَازِي عَنْ خَيْرٍ بِشَرٍّ: من الواضح أنه خطأ أن تقدم الشر للذين يستحقون الخير. ومن شأن هذا أن يحبط الذين يفعلون الخير ويشجّع الذين لا يفعلون ذلك. وتُحدث معاقبة الخير بالشر خللًا في نظام الله الأخلاقي.
“الرد على الشر بالخير أمر إلهي، والرد على الخير بالخير أمر إنساني، والرد على الشر بالشر أمر وحشي، والرد على الخير بالشر أمر شيطاني.” تراب (Trapp)
- لَنْ يَبْرَحَ ٱلشَّرُّ مِنْ بَيْتِهِ: يرد الرب عندما يُهان نظامه الأخلاقي. وسينتقم لذلك. ويمكن لمن يرد على الخير بالشر أن يتوقع أن يجلب الشر متاعب لبيته.
لأن كثيرين مذنبون بخطية الجحود، والرد على الخير بالشر، وعلى اللطف بالقسوة، لا عجب أن نجد تعاسة كثيرة بين الناس، لأن كلمة الله لا يمكن أن تسقط. فلن يبرح الشر من بيوت مثل هؤلاء الأشخاص وعائلاتهم.” كلارك (Clarke)
“كان هذا المثل قريبًا جدًا من الحقيقة بشكل مؤلم. إذ ردّ والدا سليمان هكذا (بالشر) على أوريا المكرس، وحصلا على عقابهما المستحَق في السطر الثاني. (انظر 2 صموئيل 12: 10 فصاعدًا.” كيدنر (Kidner)
أمثال 17: 14
14اِبْتِدَاءُ ٱلْخِصَامِ إِطْلَاقُ ٱلْمَاءِ، فَقَبْلَ أَنْ تَدْفُقَ ٱلْمُخَاصَمَةُ ٱتْرُكْهَا.
- اِبْتِدَاءُ ٱلْخِصَامِ إِطْلَاقُ ٱلْمَاءِ: تجعل طبيعة الماء السائل مسألة كبح جماحه أمرًا صعبًا. فبمجرد إطلاقه، ينطلق في طرق غير متوقعة وغير قابلة للسيطرة عليها. ويشبه هذا بداية الخصام. فحالما يبدأ الجدال أو المعركة، يصعب السيطرة على مسارها. وهي، شأنها شأن الماء، غير قابلة للسيطرة عليها. ويمكن أن تتسبب في ضرر كبير.
تشبّه الآية بداية صراع مر يتضمن غطرسة وغضبًا حبيسين من أحمق يُحْدث فتحة في سد أو يفتح قناة مائية. يبدأ التسرب من فتحة صغيرة، لكن تحت الضغط المتراكم، سرعان ما ينفجر، ويتحول التسرب الصغير إلى كارثة مُسْتَعِرة لا يمكن ضبطها محْدثة ضررًا لا يمكن إصلاحه.” والتكي (Waltke)
“يؤدي فتح مثل هذه القناة المائية إلى إطلاق أكثر مما يتوقعه المرء أو يسيطر عليه أو يسترده.” كيدنر (Kidner)
- فَقَبْلَ أَنْ تَدْفُقَ ٱلْمُخَاصَمَةُ ٱتْرُكْهَا: ولأنه يصعب السيطرة على المخاصمة والخلاف، ولأنهما يسببان ضررًا كبيرًا، ترى الحكمة أنه أفضل بكثير أن توقف المخاصمة قبل أن تبدأ.
“لذلك افعلوا ما فعلوا الهولنديون عند الأرض المنحدرة المجاورة للبحر بأقل تكلفة وعناء. كانوا ينظرون إليها بإمعان ويحافظون عليها ويعالجون أي خرْق طارئ فورًا، وإلا فسيُغرق البحر المنطقة كلها.” تراب (Trapp)
أمثال 17: 15
15مُبَرِّئُ ٱلْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ ٱلْبَرِيءَ كِلَاهُمَا مَكْرَهَةُ ٱلرَّبِّ.
- مُبَرِّئُ ٱلْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ ٱلْبَرِيءَ: هذا هو نفس الخلل في نظام الله الأخلاقي المذكور في أمثال 17: 13. إذ تتطلب العدالة الحصيلة المعاكسة، أي أن يّذَنَّب الشرير ويبرًّأ البريء.
- كِلَاهُمَا مَكْرَهَةُ ٱلرَّبِّ: يرى الله انتهاك العدالة على الجانبين. فالله لا يرى أنه ينبغي إدانة الجميع أو تبرئة الجميع. بل ينبغي إعطاء الحكم الملائم لكل من الأشرار والصالحين.
“هذه مقولة بدهية، لكن لا بد من قولها، لأنه في كل عصر يقع أشخاص في كلا الشكلين من الخطأ.” مورجان (Morgan)
“يصحّح المثل الاعتقاد الخطأ الشائع أنه أفضل أن تبرئ عشرة مذنبين على أن تدين بريئًا واحدًا. فكلاهما مكرهة للرب.” والتكي (Waltke)
أمثال 17: 16
16لِمَاذَا فِي يَدِ ٱلْجَاهِلِ ثَمَنٌ؟ أَلِٱقْتِنَاءِ ٱلْحِكْمَةِ وَلَيْسَ لَهُ فَهْمٌ؟
- لِمَاذَا فِي يَدِ ٱلْجَاهِلِ ثَمَنٌ؟: للحكمة ثمن. وقد تخيل سليمان إنسانًا أحمق مستعدًّا لدفع هذا الثمن. ويمكننا القول إن ثمن الحكمة يبدأ بمخافة الرب. ويتضمن ثمن الحكمة أيضًا التواضع والاستعداد لقبول التقويم.
“ليس لدى الأحمق اهتمام بالحصول على الحكمة بالطريقة التي يتوجب الحصول عليها.” روس (Ross)
2. أَلِٱقْتِنَاءِ ٱلْحِكْمَةِ وَلَيْسَ لَهُ فَهْمٌ؟: سيكون غريبًا أن نجد ثمن الحكمة في يد أحمق، لأنه عندئذٍ لا يعود أحمق. إذ تتطلب طبيعة الأحمق ألاّ يكون لديه قلب يدفع ثمن الحكمة.
أمثال 17: 17
17اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ، أَمَّا ٱلْأَخُ فَلِلشِّدَّةِ يُولَدُ.
- اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ: لا يحب الصديق الحقيقي عندما يكون ذلك سهلًا فقط، لكن في كل وقت. أما أولئك الذين يُطلق عليهم ‘أصدقاء الطقس الجميل’ – الذين يحبون عندما يكون الطقس جميلًا ولطيفًا فقط – فليسوا أصدقاء على الإطلاق.
“هجر أخيتوفل داود، وباع يهوذا سيده. وتمّت خيانة أعظم الملوك من رجال حاشيتهم عندما كانوا في السلطة، وعوملوا كما لو كانوا كلابًا في زمن تطرفهم.” سبيرجن (Spurgeon)
“قال خادم الله البارز، جوناثان إدواردز (Jonathan Edwards)، عند احتضاره: ‘أين صديقي القديم الوفي، يسوع الناصري؟ أعرف أنه سيكون معي الآن لأني محتاج إلى عونه.’ وكان معه بالفعل، لأنه مات منتصرًا.” سبيرجن (Spurgeon)
- أَمَّا ٱلْأَخُ فَلِلشِّدَّةِ يُولَدُ: سيُظهر الأخ الحقيقي (تُستخدم هذه الكلمة بمعنى يتجاوز قرابة الدم) في زمن الشدة.
علّق مورجان (Morgan) على مبدأ هذا المثل قائلًا: “دعه يطبَّق. ثم سيظهر سؤالان مزعجان: أولًا، سؤال إن كنت أنا حقًّا صديقًا لأي أحد، وثانيًا، سؤال عن عدد الأصدقاء الحقيقيين الذين لديّ.”
كان لتشارلز بريدجز (Charles Bridges) تطبيق أفضل: يتوجب أن نتطلع إلى ربنا على أنه أفضل مثال في هذه المسألة. فنحن نرى أن الله يتخذ طبيعتنا ليكون صديقًا وأخًا لنا (عبرانيين 2: 14). ويفوق سر هذه الصداقة خيالنا.”
طبّق اليهود القدماء هذا المثل على المسيح، مقدمين إياه كشهادة على أن المسيّا الإلهي سيكون بتجسُّده أخًا للإنسان.” بريدجز (Bridges)
أمثال 17: 18
18اَلْإِنْسَانُ ٱلنَّاقِصُ ٱلْفَهْمِ يَصْفِقُ كَفًّا وَيَضْمَنُ صَاحِبَهُ ضَمَانًا.
- اَلْإِنْسَانُ ٱلنَّاقِصُ ٱلْفَهْمِ يَصْفِقُ كَفًّا (كتعهُّد): تحذّرنا الحكمة من الشراكات الحمقاء.
- وَيَضْمَنُ صَاحِبَهُ ضَمَانًا: لدينا مسؤولية كافية في تسديد ديوننا. وتحذّرنا الحكمة من تحمُّل مسؤولية ديون آخرين.
أمثال 17: 19
19مُحِبُّ ٱلْمَعْصِيَةِ مُحِبُّ ٱلْخِصَامِ. ٱلْمُعَلِّي بَابَهُ يَطْلُبُ ٱلْكَسْرَ.
- مُحِبُّ ٱلْمَعْصِيَةِ مُحِبُّ ٱلْخِصَامِ: هنالك أشخاص يحبون كلّا من المعصية والخصام. وعندما يحبون ذلك، يكون هنالك تعدٍّ آثم على شرائع الله، وعندما يكون هنالك صراع.
- ٱلْمُعَلِّي بَابَهُ يَطْلُبُ ٱلْكَسْرَ: من يعلّون قيادة الذين يحبون التعدي والخصام يشجعون على الدمار. ولا يجلس أشخاص كهؤلاء عند بوابة الاحترام والقيادة والسلطة.
“الرجل الذي يبني بوابة عالية يمجد (يعلّي) نفسه فوق جاره ويتبنى أسلوب حياة يتجاوز طبقته.” بريدجز (Bridges)
“يحتمل أن تؤخذ البوابة هنا على أنها الفم. وقد يعني تعلية الباب التباهي والغرور والكلام المتغطرس. وفي هذا نزعة إلى تأجيج الخصام الدائم. ويتفق هذا التفسير على نحو أفضل مع نطاق السياق.” كلارك (Clarke)
أمثال 17: 20
20مُلْتَوِي ٱلْقَلْبِ لَا يَجِدُ خَيْرًا، وَٱلْمُتَقَلِّبُ ٱللِّسَانِ يَقَعُ فِي ٱلسُّوءِ.
- مُلْتَوِي ٱلْقَلْبِ لَا يَجِدُ خَيْرًا: لن يجد الشخص الممتلئ بالخداع والالتواء إلا الفساد والالتواء من الآخرين.
2. وَٱلْمُتَقَلِّبُ ٱللِّسَانِ (منحرف اللسان) يَقَعُ فِي ٱلسُّوءِ: لا تُظهر الكلمات الشريرة الحمقاء قلب الشرير فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى شر أعظم.
أمثال 17: 21
21مَنْ يَلِدُ جَاهِلًا فَلِحَزَنِهِ، وَلَا يَفْرَحُ أَبُو ٱلْأَحْمَقِ.
- مَنْ يَلِدُ جَاهِلًا (مستهزئًا) فَلِحَزَنِهِ: أن تكون أبًا (أمًا) لشخص أحمق مستهزئ (يشكك بحمق في الحق ويرفضه) يعني أن تكون حزينًا نادمًا. وينبغي للآباء والأمهات أن يبذلوا جهدهم لئلا يربوا أشخاصًا مستهزئين، بدءًا بأن يصدقوا هم الحق ويعيشوه.
- وَلَا يَفْرَحُ أَبُو ٱلْأَحْمَقِ: هنالك كل من ألم عواقب حمق الطفل وندم التساؤل إن كان قد أحسن تربية ابنه.
لم يكن شخص أكثر حزنًا بسبب حماقة أبنائه مثل ويليام الفاتح الذي اكتشف أن أبناءه تآمروا عليه مع ملك فرنسا. فغرق في حزن شديد، لاعنًا أبناءه واليوم الذي وُلِد فيه. وفي هذا الشعور بالضيق غادر العالم الذي تسبب فيه الملك اضطرابًا عظيمًا.” تراب (Trapp)
أمثال 17: 22
22ٱلْقَلْبُ ٱلْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ ٱلْجِسْمَ، وَٱلرُّوحُ ٱلْمُنْسَحِقَةُ تُجَفِّفُ ٱلْعَظْمَ.
- ٱلْقَلْبُ ٱلْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ ٱلْجِسْم (كالدواء)َ: لقد قيل – ولا شك أن هذا القول مرتكز على هذا المثل – إن الضحك خير دواء. وبالفعل، فإن القلب البشوش المرِح جيد لما هو أكثر من الشخصية. فهو جيد للجسم أيضًا.
- وَٱلرُّوحُ ٱلْمُنْسَحِقَةُ تُجَفِّفُ ٱلْعَظْمَ: سيرى المهزومون والمكسورون في الروح تأثير هذا على صحتهم وخبرتهم في الحياة. إذ سيشعرون وكأن الحياة قد ذبلت وجفت. وقد كان هذا شعور داود الذي وصفه في مزمور 32: 1-4.
“تمثل العظام مجازيًّا الجسم (المغطى بإطار عظمي). وتعني العظام الدهنية جسمًا صحيًّا (أمثال 3: 8؛ 15: 30؛ 16: 24)، لكن العظام اليابسة أو الجافة تدل على الافتقار إلى الصحة والحياة (انظر حزقيال 37: 1-14).” روس (Ross)
“الروح المنسحق بمعنى إنجيلي هبة إلهية ثمينة. وهي مختومة بكرامة خاصة. لكنها تدل هنا على روح مسحوقة مثقلة بشعور من القنوط ونظرة دائمة إلى الجانب المظلم من الأشياء. وإذا ربطناها بالدين، فإنها تتدفق من نظرة ضيقة ومنحرفة وتواضع زائف متمحور حول الذات. ولها تأثير تجفيف العظام.” بريدجز (Bridges)
أمثال 17: 23
23ٱلشِّرِّيرُ يَأْخُذُ ٱلرَّشْوَةَ مِنَ ٱلْحِضْنِ لِيُعَوِّجَ طُرُقَ ٱلْقَضَاءِ.
- ٱلشِّرِّيرُ يَأْخُذُ ٱلرَّشْوَةَ مِنَ ٱلْحِضْنِ (من وراء الظهر): من الخطأ أن تقبل رشوة، أو دفعة غير مشروعة أو غير منصفة من أجل الالتفاف حول القوانين والإجراءات العادية لتشتري رضا المسؤولين. إذ يبيّن هذا فسادًا جوهريًّا وافتقارًا إلى النزاهة.
يتحدى المسؤول الفاسد (المرتشي) الله الذي وضعه فوق المجتمع لكي يحمي المساكين. وهو يبيّن أنه مدرك لذنبه بقبول الرشوة المخفية عن أنظار العامة وتوبيخهم، لكنها غير مخفية عن الله.” والتكي (Waltke)
2. لِيُعَوِّجَ طُرُقَ ٱلْقَضَاءِ: عندما يعتمد الرضا والحصيلة المرغوبة على مال الرشوة، لا على الإنصاف والبر، فإن العدالة تنحرف. ولا يستطيع أحد ولا ينبغي له أن يثق بنظام القوانين وطُرق العدالة.
أمثال 17: 24
24ٱلْحِكْمَةُ عِنْدَ ٱلْفَهِيمِ، وَعَيْنَا ٱلْجَاهِلِ فِي أَقْصَى ٱلْأَرْضِ.
- ٱلْحِكْمَةُ عِنْدَ ٱلْفَهِيمِ: يبدو أن المعنى هنا هو أن الحكيم يرى الأمور في ضوء حكمته التي تجعل كل الأمور أوضح وأكثر قابلية للفهم.
- وَعَيْنَا ٱلْجَاهِلِ فِي أَقْصَى ٱلْأَرْضِ: لا يرى الأحمق الأمور بعيني الحكمة. فهو ينظر إلى كل مكان (فِي أَقْصَى ٱلْأَرْضِ) ما عدا حيث ينبغي أن ينظر.
“الحكمة موجودة ضمن رؤية كل إنسان، وهي في متناوله. لكن من يشتت رغباته في الخارج، ويهدف إلى أمور مستحيلة، أو إلى أشياء غير ثابتة، لا يُحتمل أن يجدها.” كلارك (Clarke)
“المقابلة هنا هي بين ‘عند’ (أمام وجه) و‘أقصى الأرض.’ ومع أنها علامة أكيدة على الضعف ألّا ترى إلا الأشياء القريبة، إلا أنها علامة أكثر يقينية على الحماقة عندما ننظر إلى الأشياء البعيدة جدًّا مهملين الأشياء القريبة منك.” مورجان (Morgan)
“كما لا يسمع طالب شيئًا مما يقوله معلمه في غرفة الصف تاركًا عينيه تتجولان في زوايا الغرفة، كذلك لا ينتبه الأحمق إلى تعليمات الحكمة، فيقال إن عينيه هما فِي أَقْصَى ٱلْأَرْضِ.” روس (Ross)، نقلًا عن ماكين (McKane).
“عيناه في أقصى الأرض، تتحركان من شيء إلى آخر. فأفكاره مشتتة وليس لديه هدف محدد، ولا طريقة معينة للحياة. تلاشت الموهبة، وتنمية العقل، وتحسين الفرص. وهو يهتم بالأشياء التي هي أبعد شيء عن اهتمامه.” بريدجز (Bridges)
“هذا التشتت صديق عظيم للعدو. فهدف عدونا هو أن يبعد فكرنا عما هو فوري إلى ما هو غير محدد، عما هو واضح ومهم إلى ما هو غير قابل للفحص، عما هو شخصي إلى ما هو غير ذي صلة. فهنالك أشياء تافهة تأخذ مكان الشيء الوحيد المطلوب.” بريدجز (Bridges)
أمثال 17: 25
25ٱلِٱبْنُ ٱلْجَاهِلُ غَمٌّ لِأَبِيهِ، وَمَرَارَةٌ لِلَّتِي وَلَدَتْهُ.
- ٱلِٱبْنُ ٱلْجَاهِلُ غَمٌّ لِأَبِيهِ: هذه الفكرة مشابهة لتك الموجودة في أمثال 17: 21. فقد يجد الأبوان حزنًا كبيرًا بسبب الطبيعة الأخلاقية الحمقاء في ابنهما أو بنتهما.
- وَمَرَارَةٌ لِلَّتِي وَلَدَتْهُ: بسبب غريزة الأمومة ورابطتها، فإن هنالك ألمًا ومرارة خاصتين بأم الابن الأحمق أو البنت الحمقاء.
أمثال 17: 26
26أَيْضًا تَغْرِيمُ ٱلْبَرِيءِ لَيْسَ بِحَسَنٍ، وَكَذَلِكَ ضَرْبُ ٱلشُّرَفَاءِ لِأَجْلِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ.
- أَيْضًا تَغْرِيمُ ٱلْبَرِيءِ لَيْسَ بِحَسَنٍ: يصر نظام الله الأخلاقي أن يكافأ البار ويعاقب الشرير. وليس إحداث خلل في هذا النظام أمرًا حسنًا.
2. وَكَذَلِكَ ضَرْبُ ٱلشُّرَفَاءِ لِأَجْلِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ: إن كان قائد ما مستقيمًا، فعقابه بلا معنى، ولا سيما الضرب. إذ ينبغي أن تكافأ الاستقامة وتكرَم لا أن تعاقَب.
أمثال 17: 27
27ذُو ٱلْمَعْرِفَةِ يُبْقِي كَلَامَهُ، وَذُو ٱلْفَهْمِ وَقُورُ ٱلرُّوحِ.
- ذُو ٱلْمَعْرِفَةِ يُبْقِي كَلَامَهُ: غالبًا ما يُكشف كل من الحكمة والحماقة من خلال كلمات المرء. لكن في حالة الحكمة، ربما تُكشَف بمعرفة متى ينبغي أن يصمت المرء. فلا ينبغي لنا أن نعتقد أبدًا أن الإنسان الحكيم يكشف حكمته بكثرة الكلام.
2. وَذُو ٱلْفَهْمِ وَقُورُ ٱلرُّوحِ: يوصف السلام والرضا اللذان يأتيان بشكل صحيح للحكماء هنا كروح هادئة أو وقور. وأما الاهتياج الدائم والاضطراب فإنه علامة على الحماقة، لا الحكمة.
أمثال 17: 28
28بَلِ ٱلْأَحْمَقُ إِذَا سَكَتَ يُحْسَبُ حَكِيمًا، وَمَنْ ضَمَّ شَفَتَيْهِ فَهِيمًا.
- بَلِ ٱلْأَحْمَقُ إِذَا سَكَتَ يُحْسَبُ حَكِيمًا: هذا استمرار للفكرة المتضمنة في المثل السابق. هنالك طريقة رائعة يمكن بها أن يُعَد الأحمق حكيمًا، وهو أن يسكت!
يُحْسَبُ حَكِيمًا: “ليست النصيحة الجافة في الآية 28 مجرد سخرية. فالأحمق الذي يأخذ بهذه النصيحة لا يعود أحمق تمامًا.” كيدنر (Kidner)
- وَمَنْ ضَمَّ شَفَتَيْهِ فَهِيمًا: إن كان الأحمق مهتمًّا بأن يُعَد فهيمًا، فإن هذه طريقة سهلة لحدوث ذلك.
يذكّرنا هذا بقول أبراهام لنكولن (Abraham Lincoln): “أفضل لك أن تُبقي فمك مغلقًا وأن تدع الآخرين يعتقدون أنك أحمق من أن تفتح فمك وتزيل كل شك في ذلك.”