أمثال 1
بدء الحكمة والدعوة إليها
أولًا. بدء الحكمة
أ ) الآية (1): أمثال سليمان.
أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ.
1. أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ: سفر الأمثال مجموعة من الحِكَم العملية في الحياة تقدَّم لنا في الغالب في عبارات قصيرة سهلة التذكُّر. ورغم أن هذا السفر يشكل قسمًا من مجموعة أكبر من أدب الحكمة تشمل أسفار أيوب، والمزامير، والجامعة، ونشيد الأنشاد، إلا أن سفر الأمثال فريد.
إنه فريد في بُنيته، كونه في الغالب مجموعة من العبارات الفردية من دون سياق أو تنظيم حسب الموضوع.
وهو فريد في فكره اللاهوتي، حيث يهتم بحكمة الحياة العملية أكثر من اهتمامه بالله وعمله في الخلاص.
وهو فريد أيضًا في ارتباطه بالأدب العلماني في زمنه. إذْ كانت للممالك المجاورة مجموعاتها الخاصة من أدب الحكمة. وتوجد في بعض المواضع أوجه شبه لا بأس بها بتلك الكتابات.
يقول روس (Ross): “كان النوع الأدبي لأدب الحكمة شائعًا في العالم القديم. وتأتي كمية وافرة من مصر القديمة. ولهذه الأعمال الأدبية عناوين:
أدب الحكمة المصري:ü إرشاد بتاح حوتيب
ü تعليم أمينيموب
ü إرشاد آني
أدب الحكمة البابلي:
ü إرشاد شوروباك
ü مشورات الحكمة
ü كلمات أحيقار
هنالك عدة أقسام من سفر الأمثال (مثل 22: 17–23: 14؛ 22: 23؛ 22: 26-27) يبدو أنها مستعارة من تعليم أمينيموب المصري. وهنالك جدل حول من الذي استعار ممّن، لكن معظم الباحثين يعتقدون أن أمينيموب أقْدَم.
“إن كانت هنالك عملية استعارة هنا، فإنها ليست حرفية مقيّدة، لكنها حرة خلّاقة. فالجواهر المصرية، كما في سفر الخروج، أعيدت صياغتها لفائدة الصنّاعين من بني إسرائيل، واستُخدمت من أجل غرض أسمى.” كيدنر (Kidner)
2. أَمْثَالُ: تعلّم الأمثال من خلال نقاط قصيرة ومبادئ، لكن لا ينبغي النظر إليها على أنها ’قوانين‘ أو حتى وعود شمولية.
“الأمثال ناجحة بشكل رائع في كونها ما هي عليه، أي أمثالًا. فهي ليست نبوّات قاصرة، أو لاهوتًا نظاميًّا. وتطرح الأمثال، حسب تصميمها، ملاحظات بارزة يُقصدُ بها استظهارها والتأمل فيها. ولا يُقصد بها أن تطبَّق على الجميع في جميع الأوضاع من دون تقييد.” فيلبس (Phillips)
“من الطبيعي أن الأمثال تعمِّم، كما يتوجب أن يفعل المثل. ولهذا يمكن تكليفه بجعل الحياة مرتّبة إلى درجة لا يمكن تصديقها. لكن لا يُعترض على هذا في الأقوال العلمانية لأن شكلها يتطلب بيانًا ساحقًا، ويبحث عن مستمع يقظ مستعد لاتخاذ إجراءات صعبة. ولا داعي للقول إن مقولة ’كثرة الأيادي تجعل العمل خفيفًا‘ ليست هي القول الفصل في الموضوع، لأن ’كثرة الطُّهاة تُفسد الحساء.‘” كيدنر (Kidner)
“يجعل سفر الأمثال هذا الأمر واضحًا. فليس المثل معادلة سحرية تجلب الحكمة والبركة بالتعويذة أو الرُّقية. “سَاقَا ٱلْأَعْرَجِ مُتَدَلْدِلَتَانِ، وَكَذَا ٱلْمَثَلُ فِي فَمِ ٱلْجُهَّالِ” (أمثال 26: 7). فيلبس (Phillips)
نادرًا ما يقتبس سفر الأمثال أجزاء أخرى من الكتاب المقدس العبري مثل التوراة أو الشريعة. “هنالك قياس تمثيلي لهذا، وهو الحكمة الشعبية الأمريكية. فرغم أنها ترتكز في الغالب على الأخلاقيات والافتراضات المسيحية، إلا أنها لا تتضمن تلميحات كثيرة إلى الكتاب المقدس أو الفكر المسيحي.” جاريت (Garrett)
3. أمثال سليمان: كان سليمان، ملك إسرائيل، مشهورًا بحكمته. فقد طلب إلى الله في 1 ملوك 3: 3-13 الحكمة ليقود شعبه. ثم قدّم سفر الملوك الأول إظهارًا رائعًا لحكمته (1 ملوك 3: 16-28).
“وتحدَّث سليمان أيضًا عن الحيوانات والطيور والزواحف والأسماك. وَتَكَلَّمَ بِثَلَاثَةِ آلَافِ مَثَلٍ، وَكَانَتْ نَشَائِدُهُ أَلْفًا وَخَمْسًا. وَتَكَلَّمَ عَنِ ٱلْأَشْجَارِ، مِنَ ٱلْأَرْزِ ٱلَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى ٱلزُّوفَا ٱلنَّابِتِ فِي ٱلْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ ٱلْبَهَائِمِ وَعَنِ ٱلطَّيْرِ وَعَنِ ٱلدَّبِيبِ وَعَنِ ٱلسَّمَكِ. وَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ لِيَسْمَعُوا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ ٱلْأَرْضِ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ.” (1 ملوك 4: 32-34)
لا ينبغي أن تؤخذ افتتاحية أمثال سليمان على أن سليمان هو مؤلّف هذه الأمثال كلها. إذ يوجد كُتّاب آخرون مذكورون على نحو محدد. لكن ربما جمع سليمان كل هذه الأمثال الأخرى ووصفها في سفره. ولا نعرف على وجه اليقين إن كان سليمان نفسه هو جامع تلك الأمثال أم أن شخصًا مجهول الاسم فعل ذلك.
“يخبرنا السفر نفسه أنه من عمل عدة كُتّاب. وقد ذُكرت ثلاثة أسماء (سليمان، آجور، لموئيل)، بينما ذُكر آخرون تحت تسمية جماعية، ’حكماء.‘ ويوجد قسم واحد من السفر على الأقل، وهو القسم الأخير، مجهول الكاتب.” كيدنر (Kidner)
ومع ذلك، فإن بروز سليمان في عبارات الحكمة الرائعة هذه يستوقف القارئ. ونحن نعلم أن هذا الرجل الحكيم جدًّا لم يكمل حياته بالحكمة.
ب) الآيات (2-6): قصد سفر الأمثال.
2لِمَعْرِفَةِ حِكْمَةٍ وَأَدَبٍ. لِإِدْرَاكِ أَقْوَالِ ٱلْفَهْمِ. 3لِقُبُولِ تَأْدِيبِ ٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلْعَدْلِ وَٱلْحَقِّ وَٱلِٱسْتِقَامَةِ. 4لِتُعْطِيَ ٱلْجُهَّالَ ذَكَاءً، وَٱلشَّابَّ مَعْرِفَةً وَتَدَبُّرًا. 5يَسْمَعُهَا ٱلْحَكِيمُ فَيَزْدَادُ عِلْمًا، وَٱلْفَهِيمُ يَكْتَسِبُ تَدْبِيرًا. 6لِفَهْمِ ٱلْمَثَلِ وَٱللُّغْزِ، أَقْوَالِ ٱلْحُكَمَاءِ وَغَوَامِضِهِمْ.
1. لِمَعْرِفَةِ حِكْمَةٍ وَأَدَبٍ (إرشاد، تعليم): يشرح سليمان في افتتاحية مجموعة أمثاله القصد من وراء أقوال الحكمة هذه. فهي تهدف إلى إعطاء القارئ المنتبه حكمة وإرشادًا وإدراكًا وفهمًا.
لِمَعْرِفَةِ حِكْمَةٍ: نحن نعيش في ’عصر المعلومات،‘ لكن من المؤكد أننا لا نعيش في ’عصر الحكمة.‘ ويبدو أن أشخاصًا كثيرين سحرة في التعامل مع حواسيبهم، لكنهم هُواة عندما يتعلق الأمر بتحقيق النجاح في حياتهم.” ويرزبي (Wiersbe)
2. لِإِدْرَاكِ أَقْوَالِ ٱلْفَهْمِ: توحي الإشارة إلى النظر (كما في أمثال 3: 21) بأن كلمات الحكمة هذه يمكن أن تُقرأ، وبأنها كانت تُقرأ فعلًا.
في سومر وفي مصر القديمة، كانوا يكتبون أدب الإرشاد. وفي إسرائيل قديمًا، كان معظم الأطفال أُمّيين تثنية 6: 9؛ 11: 20؛ قضاة 8: 14). ومع اختراع الأبجدية في النصف الأول من الألفية الثانية قبل الميلاد، كان يمكن لأي شخص متوسط الذكاء أن يتعلم القراءة وربما الكتابة في غضون أسابيع قليلة. وأَقْدَم نص باقٍ حتى الآن بالعبرية (حوالي 900 ق. م.) هو لطفل يروي التقويم الزراعي. ويقول أ. ميلارد (Millard) إن الوثائق العبرية القديمة تبيّن أن القراءة والكتابة لم تكونا نادرتين، وأن عددًا من بني إسرائيل كانوا على دراية بالكتابة.” والتكي (Waltke)
3. لِمَعْرِفَةِ حِكْمَةٍ: من المفيد أن نتذكر الفرق بين المعرفة والحكمة. إذْ يمكن للمرء أن يمتلك قدرًا كبيرًا من المعرفة من دون حكمة. فالمعرفة هي مجموعة من المعطيات أو الحقائق. والحكمة هي الاستخدام الصحيح لما نعرفه في الحياة اليومية. يمكن أن تخبرنا المعرفة كيفية عمل الأنظمة المالية، بينما تدبّر الحكمة ميزانية بشكل ملائم.
“لعلّه من الأمان القول إن معظم الناس غير مهتمين كثيرًا بالحكمة. فهم مهتمون بجمع المال وقضاء وقت ممتع. وبعضهم مهتم بمعرفة شيء، مثل الحصول على تعليم. ويريد الجميع تقريبًا أن يكونوا محبوبين. لكن ماذا عن الحكمة؟ ليس السعي وراء الحكمة من المُثُل العليا الشعبية.” بويس (Boice) في تفسيره للمزمور 111.
4. لِقُبُولِ تَأْدِيبِ (الحكمة): سفر الأمثال مدرسة للحكمة، ونحن نأتي إليها بقلوب وعقول مفتوحة لنقبل تعليمها. وإذا فعلنا هذا، فسيظهر ذلك عندما يتدفق العدل والحق والاستقامة من حياتنا.
“وهنا، كما يلاحظ المرء بوضوح، أن أسوأ غبي، في كونه مؤمنًا صحيحًا بالمسيح، يتفوق على أعمق رجال الدين غير المقدَّسين، لأنه يحمل في قلبه كتاب تفسير يساعده على فهم النقاط الأكثر حيوية في الكتاب المقدس.” تراب (Trapp)
5. تُعْطِيَ ٱلْجُهَّالَ (البسطاء) ذَكَاءً (رجاحة عقل، حكمة عملية): تُعَرِّف حكمة هذا السفر الشاب عديم الخبرة ما ينبغي أن يفعله وكيف يفعله في الحياة. إذ ستعطي الشاب معرفة وتمييزًا.
من سمات البسطاء (الجُهّال) أنهم سُذّج. إذ يصدّق البسطاء كل كلمة، لكن راجح العقل أو الحصيف يحسب خطواته (أمثال 14: 15).
ٱلْجُهَّال (البسطاء): “تشير الكلمة العبرية إلى الشخص ذي العقل المنفتح بشكل خطر. إنه ساذج وسهل الانخداع. ربما تكون لديه آراء، لكنه يفتقر إلى قناعات مدروسة بعمق ومختبَرَة ميدانيًّا.” فيلبس (Phillips)
“يقف الابن والشخص الساذج (1، 4، 5) على عتبة البلوغ الكامل. وقد حان الوقت الذي يتوجب فيه على الابن والشخص الساذج (الآيتان 4، 5) أن يتخذا موقفًا حاسمًا مؤيّدًا لنظرة والديه التقيين والحكماء وقيمهم. إذ هنالك نظرتان تقدّمان نفسيهما – ’الحكمة/الحماقة، الصلاح/الصلاح الزائف، والحياة/الموت.‘ ويتوجب على المرء أن يختار بينهما. إذ لا يوجد طريق ثالث.” والتكي (Waltke)
6. يَسْمَعُهَا ٱلْحَكِيمُ فَيَزْدَادُ عِلْمًا: ليس سفر الأمثال للبسطاء وعديمي الخبرة فحسب. إذ سيجد الرجل الحكيم الكثير ليساعده ويرشده إن كان مستعدًّا للاستماع. فحتى الرجل الفهيم يستطيع أن يحصل على مشورة حكيمة من سفر الأمثال.
“ليس سفر الأمثال للسُّذّج وسهلي الانخداع فحسب. إذ يستطيع أن ينمو الجميع من تعاليمه. فالأشخاص القادرون على حسن التمييز يستطيعون أن يحصلوا على إرشاد من هذا السفر لكي يواصلوا في طريقهم الصحيح.” روس (Ross)
7. لِفَهْمِ ٱلْمَثَلِ وَٱللُّغْزِ: يستطيع سفر الأمثال أيضًا أن يساعدنا على حل المشكلات الصعبة وبعض ألغاز الحياة.
ج) الآية (7): أساس الحكمة.
7مَخَافَةُ ٱلرَّبِّ رَأْسُ ٱلْمَعْرِفَةِ، أَمَّا ٱلْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْأَدَبَ.
1. مَخَافَةُ ٱلرَّبِّ رَأْسُ ٱلْمَعْرِفَةِ: يركّز سفر الأمثال على حكمة الحياة العملية أكثر من الأفكار اللاهوتية. غير أنه يرتكز على مبدأ لاهوتي حيوي، وهو أن المعرفة والحكمة الحقيقيتين تنبعان من مَخَافَةُ ٱلرَّبِّ.
ليست مَخَافَةُ ٱلرَّبِّ خوفًا جبانًا مُستجديًّا. إنه التوقير الصحيح الذي يدين به المخلوق للخالق، والمفدي للفادي. إنه الاحترام والإكرام اللائقان بالله. قدَّم بعض الكُتّاب تعريفاتهم لمخافة الرب:
ü “ما هي مَخَافَةُ ٱلرَّبِّ؟ إنها التوقير المُحب الذي بموجبه ينحني ابنٌ لله بتواضع وبعناية لشريعة أبيه السماوي.” بريجز (Bridges)
ü “إنها خضوع بروح العبادة لإله العهد.” كدنر (Kidner)
ü “تعبّر مخافة الرب في نهاية المطاف عن خضوع توقير لإرادة الرب، وهي بهذا تميّز العابد الحقيقي.” روس (Ross)
ü “تدل مخافة الرب على التوقير الديني الذي يدين به كل كائن عاقل لخالقه.” كلارك (Clarke)
ينبغي النظر إلى الله باحترام وتوقير وخشوع. وهذه النظرة الصحيحة من المخلوق هي بدء المعرفة والحكمة. ولا يمكن أن تتقدم الحكمة أكثر إلى أن يتم ترسيخ نقطة البداية هذه.
إن كان ممكنًا اكتساب الحكمة الحقيقية بالجهد البشري، وبذل الطاقة، والإبداع (مثل معادن الأرض النادرة النفيسة)، عندئذٍ لا تكون مخافة الرب أمرًا جوهريًّا في الحصول على الحكمة. لكن إذا كانت تنبع من إعلان الله، عندئذٍ تكون العلاقة السليمة به مفتاح الحكمة.
“إن ضرورة الحروف الأبجدية للقراءة، والنوتات للموسيقى، والأرقام للرياضيات هي نفس ضرورة مخافة الرب للحصول على المعرفة المعلنة في هذا السفر.” والتكي (Waltke)
2. رَأْسُ ٱلْمَعْرِفَةِ: يرجّح أن سليمان عنى بكلمة ’المعرفة‘ الحكمة. وفكرة أن مخافة الرب هي رأس الحكمة موجودة أيضًا في أيوب 28: 28؛ مزمور 111: 10؛ أمثال 9: 10؛ جامعة 12: 13.
تحمل كلمة ’رأس‘ هنا معنى “المبدأ الأول والمسيطر، بدلًا من مرحلة يتركها المرء وراءه بعد أن يتقدم. (انظر جامعة 12: 13)” كيدنر (Kidner)
- “الحقيقة الأساسية هي أنه في كل معرفة، وفي كل فهم للحياة، وفي كل تفسير لهذا، فإن مخافة الرب هي المبدأ، وهي الجزء الرئيسي، والنور المركزي، بعيدًا عما يتلمّسه عقل الإنسان في الظلمة ويخطئ الطريق.” مورجان (Morgan)
“كان سقوط الإنسان اختيارًا لشيء بدا قادرًا على جعل المرء حكيمًا (تكوين 3: 6)، لكنه استهان بالمبدأ الأول من الحكمة، وهو مخافة الرب.” كيدنر (Kidner)
ثانيًا. إرشاد للابن
أ ) الآيات (8-9): التماس سماع حكمة الوالدين وقبولها.
8اِسْمَعْ يَا ٱبْنِي تَأْدِيبَ أَبِيكَ، وَلَا تَرْفُضْ شَرِيعَةَ أُمِّكَ، 9لِأَنَّهُمَا إِكْلِيلُ نِعْمَةٍ لِرَأْسِكَ، وَقَلَائِدُ لِعُنُقِكَ.
1. اِسْمَعْ يَا ٱبْنِي تَأْدِيبَ (إرشاد) أَبِيكَ: هذا مشهد دافئ ملائم يكلّم أب ابنه مشجعًا إياه على قبول حكمة والديه. فغالبًا ما تكون طبيعة الشباب ميّالة إلى البطء في قبول حكمة جيلهم الأكبر سنًّا.
يذكّرنا ذِكْر ’ابن‘ بمأساة أخرى أو مفارقة أدبية أخرى حول حياة سليمان. كان لدى هذا الرجل 700 زوجة و 300 محظية، لكنه لم يترك إلا ابنًا واحدًا مدوّنًا في الكتاب المقدس، وهو رحبعام، وقد كان أحمق.
ذُكر هنا كل من الأب والأم، ولهذا فإننا نعلم أن تعليم الحكمة للأطفال هو من مسؤولية كلا الوالدين.
يبيّن ذِكر كلمة التأديب (الإرشاد) هنا أن سليمان فهم أنه لا ينبغي أن يعلَّم الأطفال عن طريق العقاب الجسدي (مثل الضرب على القفا) فقط أو كأداة رئيسية. إذ يُنظر إلى الأطفال على أنهم قادرون على التفكير والطاعة بما يتجاوز الخضوع الأعمى.
2. لِأَنَّهُمَا إِكْلِيلُ نِعْمَةٍ لِرَأْسِكَ: الفكرة هنا هي أن الإرشاد والقوانين المعطاة من الأب أو الأم ستزيّن حياة الأطفال إذا كانوا مستعدين لقبول ذلك. وستكون حكمة كهذه مكافأة لجيل أصغر كتاج (إكليل) أو قلادة على العنق.
ب) الآيات (10-14): إغواء الخطاة.
10يَا ٱبْنِي، إِنْ تَمَلَّقَكَ ٱلْخُطَاةُ فَلَا تَرْضَ. 11إِنْ قَالُوا: “هَلُمَّ مَعَنَا لِنَكْمُنْ لِلدَّمِ. لِنَخْتَفِ لِلْبَرِيءِ بَاطِلًا. 12لِنَبْتَلِعْهُمْ أَحْيَاءً كَٱلْهَاوِيَةِ، وَصِحَاحًا كَٱلْهَابِطِينَ فِي ٱلْجُبِّ، 13فَنَجِدَ كُلَّ قِنْيَةٍ فَاخِرَةٍ، نَمْلَأَ بُيُوتَنَا غَنِيمَةً. 14تُلْقِي قُرْعَتَكَ وَسْطَنَا. يَكُونُ لَنَا جَمِيعًا كِيسٌ وَاحِدٌ.”
1. إِنْ تَمَلَّقَكَ (أغواكَ) ٱلْخُطَاةُ: حذّر سليمان ابنه أولًا من خطر أصدقاء السوء. وتبيّن تصرفات بعض الأشخاص أنهم خطاة بمعنى أكبر من كوننا جميعًا خطاة. وهؤلاء هم الذين يتوجب على الشباب أن يقاوموا إغواءهم وتحريضهم على فعل الشر.
إنه لأمر ذو دلالة أن أول إرشاد وتحذير في سفر الأمثال يتعلق بالأشخاص الذين نعاشرهم ونصاحبهم. ويمثل الأصحاب الذين نختار أن نصادقهم ونختلط بهم من أقوى التأثيرات في حياتنا. وقد قيل: أرِني أصدقاءك وسأريك مستقبلك. ويشير هذا إلى حاجة شعب الله الكبيرة إلى أن يكونوا أكثر حرصًا وحكمة في اختيار أصدقائهم.
فَلَا تَرْضَ: “لن يستطيعوا أن يؤذوك ما لم تنضم إليهم. فلا يقدر حتى إبليس نفسه أن يقود إنسانًا إلى الخطية ما لم يرضَ بذلك. ولو لم يكن الأمر كذلك، فكيف يمكن أن يدين الله العالم؟” كلارك (Clarke)
2. هَلُمَّ مَعَنَا لِنَكْمُنْ لِلدَّمِ: عندما يخطط الأشرار لأفعالهم الشريرة، لن يوافقهم الابن الحكيم على ذلك. بل سينأى بنفسه عنهم، بغضّ النظر عن المكاسب الموعودة أو المحتملة (نَمْلَأَ بُيُوتَنَا غَنِيمَةً).
كان الإحساس بالانتماء (تُلْقِي قُرْعَتَكَ وَسْطَنَا) جزءًا من الإغواء الذي استخدموه. “على ما يبدو أنه في إسرائيل القديمة، كما هو الحال في عصرنا الحديث، كانت الرفقة، والمال السهل، والتمكين التي وفّرتها العصابات إغراء قويًّا للشاب الذي أحس بالانسحاق تحت صعوبات الحياة التي كان يواجهها كل يوم.” جاريت (Garrett)
وصف سليمان كلمات الخطاة من حيث معناها الحقيقي وتأثيرها، لا بالطريقة الحرفية الفعلية التي قالوها. ومن المؤكد أن خطاة كهؤلاء يحتكمون إلى الغنى السهل السريع، لا إلى مجرد إطلاق دعوة إلى سفك الدم البريء فحسب.
ج) الآيات (15-19): نهاية مخططي العنف.
15يَا ٱبْنِي، لَا تَسْلُكْ فِي ٱلطَّرِيقِ مَعَهُمْ. اِمْنَعْ رِجْلَكَ عَنْ مَسَالِكِهِمْ. 16لِأَنَّ أَرْجُلَهُمْ تَجْرِي إِلَى ٱلشَّرِّ وَتُسْرِعُ إِلَى سَفْكِ ٱلدَّمِ. 17لِأَنَّهُ بَاطِلًا تُنْصَبُ ٱلشَّبَكَةُ فِي عَيْنَيْ كُلِّ ذِي جَنَاحٍ. 18أَمَّا هُمْ فَيَكْمُنُونَ لِدَمِ أَنْفُسِهِمْ. يَخْتَفُونَ لِأَنْفُسِهِمْ. 19هَكَذَا طُرُقُ كُلِّ مُولَعٍ بِكَسْبٍ. يَأْخُذُ نَفْسَ مُقْتَنِيهِ.
1. لَا تَسْلُكْ فِي ٱلطَّرِيقِ مَعَهُمْ: كان توجيه الأب لابنه بسيطًا وواضحًا. ابتعِدْ عن الأشرار وكل مخططاتهم الشريرة، لأن أقدامهم تسرع إلى الشر.
لِأَنَّهُ بَاطِلًا تُنْصَبُ ٱلشَّبَكَةُ فِي عَيْنَيْ كُلِّ ذِي جَنَاحٍ: “لا يجد الطائر أية صلة بين الشبكة وما يُنثَر عليها. فهو لا يرى إلا الطعام المجاني المهيّأ له. وفي هذه العملية يُصطاد ويُقتل. وبنفس الطريقة، لا تستطيع العصابة أن ترى الصلة بين أعمال السطو التي تقوم بها والمصير الذي تُوْقِعهم تلك الأعمال فيه كشرك.” جاريت (Garrett)
إنه لأمر مأساوي أن صحبة سليمان مع الخطاة – في شكل زوجاته المولعات بالوثنية – صارت فخًّا له.
2. أَمَّا هُمْ فَيَكْمُنُونَ لِدَمِ أَنْفُسِهِمْ: وفي نهاية المطاف، فإن المكسب الذي وعد به الأشرار لا يمكن أن يتحقق. يقولون: ’لِنَكْمُنْ لِلدَّمِ‘ (أمثال 1: 11)، لكنهم هم نفسهم الصَّيد. يسعون إلى سلب حياة آخرين ومعيشتهم، لكن حياتهم هي التي تؤخذ.
ثالثًا. تدعو الحكمة البسطاء
أ ) الآيات (20-21): الدعوة العامة التي تطلقها الحكمة.
20اَلْحِكْمَةُ تُنَادِي فِي ٱلْخَارِجِ. فِي ٱلشَّوَارِعِ تُعْطِي صَوْتَهَا. 21تَدْعُو فِي رُؤُوسِ ٱلْأَسْوَاقِ، فِي مَدَاخِلِ ٱلْأَبْوَابِ. فِي ٱلْمَدِينَةِ تُبْدِي كَلَامَهَا.
1. اَلْحِكْمَةُ تُنَادِي فِي ٱلْخَارِجِ: يقدّم سليمان الحكمة كشخص، كامرأة تقدّم إرشادها وعونها للعالم. وصرختها عالية، لكن غالبًا ما يتم تجاهلها.
“يقال إن هذه الحكمة تصرخ بشكل عالٍ لكي تعلن كلًّا من جدية الله في دعوة الخطاة إلى التوبة وكَوْنهم بلا عذر إذا لم يسمعوا تلك الصرخات العالية.” بولي (Poole)
- “إن أعظم مأساة هي أن هنالك ضوضاء كثيرة لا يسمعها الناس، وهي أشياء يحتاجون إلى سماعها فعلًا. ويحاول الله أن يصل إليهم بصوت الحكمة، لكن كل ما يسمعونه هو فوضى الاتصالات المشوشة والأصوات الحمقاء التي تقودهم أبعد فأبعد عن الحق.” ويرزبي (Wiersbe)
- فِي ٱلْخَارِجِ .. فِي ٱلشَّوَارِعِ تُعْطِي .. فِي رُؤُوسِ ٱلْأَسْوَاقِ .. فِي مَدَاخِلِ ٱلْأَبْوَابِ .. فِي ٱلْمَدِينَةِ: تقدّم الحكمة نفسها للجميع في كل مكان. وهي تعرض عونها لكل من هو مستعد للانتباه إلى كلامها.
“هنا إعلان مفتوح … لكي يوضح أن عرض الحكمة هو لرجل الشارع والذين يعملون من أجل لقمة العيش، لا للنخبة الساعية وراء الدراسة الأكاديمية.” كدنر (Kidner)
ب) الآيات (22-27): التماس إلى البسطاء.
22قَائِلَةً: «إِلَى مَتَى أَيُّهَا ٱلْجُهَّالُ تُحِبُّونَ ٱلْجَهْلَ، وَٱلْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِٱلِٱسْتِهْزَاءِ، وَٱلْحَمْقَى يُبْغِضُونَ ٱلْعِلْمَ؟ 23اِرْجِعُوا عِنْدَ تَوْبِيخِي. هَأَنَذَا أُفِيضُ لَكُمْ رُوحِي. أُعَلِّمُكُمْ كَلِمَاتِي. 24«لِأَنِّي دَعَوْتُ فَأَبَيْتُمْ، وَمَدَدْتُ يَدِي وَلَيْسَ مَنْ يُبَالِي، 25بَلْ رَفَضْتُمْ كُلَّ مَشُورَتِي، وَلَمْ تَرْضَوْا تَوْبِيخِي. 26فَأَنَا أَيْضًا أَضْحَكُ عِنْدَ بَلِيَّتِكُمْ. أَشْمَتُ عِنْدَ مَجِيءِ خَوْفِكُمْ. 27إِذَا جَاءَ خَوْفُكُمْ كَعَاصِفَةٍ، وَأَتَتْ بَلِيَّتُكُمْ كَٱلزَّوْبَعَةِ، إِذَا جَاءَتْ عَلَيْكُمْ شِدَّةٌ وَضِيقٌ.
1. إِلَى مَتَى أَيُّهَا ٱلْجُهَّالُ (البسطاء) تُحِبُّونَ ٱلْجَهْلَ (البساطة): تبدأ الحكمة التماسها بمخاطبة الذين هم في أمَسّ الحاجة إليها، وهم الجُهال (البسطاء)، أي غير المدرَّبين في طرق الحكمة.
تحدّت الحكمة أولئك الذين بلا حكمة أن يقدموا حسابًا عن افتقارهم إلى الحكمة سائلة ’إلى متى؟‘ فكم أسبوعًا أو شهرًا أو عامًا آخر سيظلون على رفضهم لعون الحكمة أو يتجاهلونها؟
“إذا تمّ تمديد الدعوة لبعض الوقت ’إلى متى؟‘ (انظر الآية 22؛ انظر أيضًا إشعياء 65: 2)، فإن هذا يعني أن التحذير أُعطي بسبب رفض مطوَّل. ولأن الحكمة رُفضت باستمرار، ستضحك الحكمة على مصائب الذين رفضوها.” روس (Ross)
كانت مشكلة هؤلاء الجُهّال هي أنهم أحبوا جهلهم. فقد فضّلوا حمقهم الغبي على الجهد والتقويم اللذين تتطلبهما محبة الحكمة والسعي وراءها.
2. وَٱلْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِٱلِٱسْتِهْزَاءِ، وَٱلْحَمْقَى يُبْغِضُونَ ٱلْعِلْمَ: يصف هذا الاستهزاء أولئك الذين يرفضون بتباهٍ حكمة الله ويحتقرونها. وهم يحبّون جهلهم واستهزاءهم ويبغضون المعرفة.
“يظن المستهزئون أنهم يعرفون كل شيء (
21: 24)، ويضحكون على الأمور المهمة حقًّا. وبينما تجد على وجه الجاهل نظرة فارغة، يرتدي المستهزئ نظرة السخرية.” ويرزبي (Wiersbe)
“الحمقى أشخاص يجهلون الحق لأنهم بليدون وعنيدون. ولا تكمن مشكلتهم في معدّل الذكاء أو قلّة التعليم، بل تكمن في الافتقار إلى رغبة روحية في طلب حكمة الله.” ويرزبي (Wiersbe)
نجد هنا تَدَرُّجًا في الانحدار. فأنت تبدأ كساذج، ثم تصبح أحمق، وينتهي بك الأمر إلى أن تصبح مستهزئًا. موكر (mocker)
3. اِرْجِعُوا عِنْدَ تَوْبِيخِي. هَأَنَذَا أُفِيضُ لَكُمْ رُوحِي: يبدأ احتضان الحكمة بانعطاف. إذ يتوجب أن يكون المرء مستعدًّا لتغيير الاتجاه من السعي إلى الحماقة لينعطف في اتجاه الله وحكمته. ويستدعي التجاوب مع توبيخ الحكمة من الحكمة أن تسكب نفسها.
يبدو أن الوصف هنا هو لروح الحكمة، لا إلى الروح القدس على نحو محدد. ولا يتناقض هذان التصوران أحدهما مع الآخر، لكنهما ليسا الشيء نفسه على نحو دقيق.
4. لِأَنِّي دَعَوْتُ فَأَبَيْتُمْ: هذا هو التوبيخ الذي قدّمته الحكمة. لقد وعدت بأنها، إذا رُفِضت، ’أَضْحَكُ عِنْدَ بَلِيَّتِكُمْ.‘ وليس للحكمة المرفوضة ما تقدمه للأحمق عندما تأتي البلية كالزوبعة.
“لا تضحك الحكمة على الكارثة أو البلية، بل تضحك لانتصار ما هو صواب على ما هو خطأ عندما تحدث بليّتك.” والتكي (Waltke)
ج) الآيات (28-33): عواقب الحكمة المرفوضة.
28حِينَئِذٍ يَدْعُونَنِي فَلَا أَسْتَجِيبُ. يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ فَلَا يَجِدُونَنِي. 29لِأَنَّهُمْ أَبْغَضُوا ٱلْعِلْمَ وَلَمْ يَخْتَارُوا مَخَافَةَ ٱلرَّبِّ. 30لَمْ يَرْضَوْا مَشُورَتِي. رَذَلُوا كُلَّ تَوْبِيخِي. 31فَلِذَلِكَ يَأْكُلُونَ مِنْ ثَمَرِ طَرِيقِهِمْ، وَيَشْبَعُونَ مِنْ مُؤَامَرَاتِهِمْ. 32لِأَنَّ ٱرْتِدَادَ ٱلْحَمْقَى يَقْتُلُهُمْ، وَرَاحَةَ ٱلْجُهَّالِ تُبِيدُهُمْ. 33أَمَّا ٱلْمُسْتَمِعُ لِي فَيَسْكُنُ آمِنًا، وَيَسْتَرِيحُ مِنْ خَوْفِ ٱلشَّرِّ.
1. حِينَئِذٍ يَدْعُونَنِي فَلَا أَسْتَجِيبُ: عندما تُرفض الحكمة، فإنه ليست لديها خطة بديلة للأحمق. ففي وقت الأزمة، لا يسع الأحمق أن يتوقع أن يتوسل حكمة فيحصل عليها فورًا (يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ فَلَا يَجِدُونَنِي).
2. لَمْ يَخْتَارُوا مَخَافَةَ ٱلرَّبِّ: بما أن مخافة الرب هي رأس الحكمة والمعرفة (أمثال 1: 7؛ أيوب 28: 28؛ مزمور 111: 10؛ أمثال 9: 10؛ جامعة 12: 13)، فإن رفض توقير الله يعني رفض الحكمة.
3. يَأْكُلُونَ مِنْ ثَمَرِ طَرِيقِهِمْ: لا يمكن تجنُّب عواقب رفض الحكمة. إذ ستكون النتيجة النهائية لمحبة الحمق والاستهزاء هي الموت (يَقْتُلُهُمْ)، وسيقضي هذا عليهم (تُبِيدُهُمْ).
“كُلْ ما خبزتَه، واشربْ ما خمَّرْتَه. فالذين يزرعون رياح الإثم، سيحصدون زوبعة التعاسة.” تراب (Trapp)
الارتداد: “المرات الإحدى عشرة التي ترد فيها كلمة الارتداد هي موجودة كلها في هوشع أو إرميا، وهي تشير دائمًا إلى ارتداد إسرائيل عن الله وعن عهده الموسوي، وإلى عدم إيمانهم.” والتكي (Waltke)
طَرِيقِهِمْ: “يوضع سبب دمار الخاطئ مرة أخرى عند بابه. فهو ضال لأنه يبتعد عن صوت الحكمة الذي يومئ إليه. وهو يحتقر العلاج الوحيد.” بريجز (Bridges)
“إذا بدا الأحمق والمستهزئ في موضع آخر من هذا السفر كنوعين ثابتين، فإن هذا هو خطأهما، لا مصيرهما. فهما يأكلان من ثمر طريقهما.” كيدنر (Kidner)
4. أَمَّا ٱلْمُسْتَمِعُ لِي فَيَسْكُنُ آمِنًا: سيكون الذين يستمعون إلى دعوة الحكمة آمنين مِنْ خَوْفِ ٱلشَّرِّ. فقد أدت مخافتهم للرب إلى عدم خوفهم من الشر.
كما أن فكر الرجل الشرير غالبًا ما يكون ممتلئًا بالقلق في وسط ازدهاره ومجده الخارجيين، كذلك فإن فكر الرجل الصالح ممتلئ بالسلام والفرح، حتى عندما يتعرض إنسانه الخارجي إلى متاعب كثيرة.” بولي (Poole)
وَيَسْتَرِيحُ مِنْ خَوْفِ ٱلشَّرِّ: “سيفقد الموت أهواله، ويصبح خادمًا للآب آخذًا إياك إلى محضره. وسيجد الألم والمعاناة راحة في نجوم الوعد الإلهي. ولن يعود للفقر آلام أو عواصف أو إنذارات بالخطر.” ماير (Meyer)