أمثال 15
كلمات الحكماء
أمثال 15: 1
1اَلْجَوَابُ ٱللَّيِّنُ يَصْرِفُ ٱلْغَضَبَ، وَٱلْكَلَامُ ٱلْمُوجِعُ يُهَيِّجُ ٱلسَّخَطَ.
- اَلْجَوَابُ ٱللَّيِّنُ يَصْرِفُ ٱلْغَضَبَ: عندما يأتي إلينا الناس في غضب، فغالبًا ما نجرَّب بأن نكون أفظاظًا في ردود أفعالنا. وتبيّن الحكمة قيمة الجواب الليّن الذي ليست لديه حواف أو مسننات. ومن شأن هذا النوع من الجواب أن يصرف الغضب.
الكلام اللين مثل الجِلد المصاب بالرضوض، فيليّنه ويشفيه (انظر قضاة 8: 1-3). وللكلام المؤلم تأثير الزيت عندما يُصبّ على النار (انظر 1 ملوك 12: 1-16).” والتكي (Waltke)
“الكبرياء والرغبة الجامحة على كلا الجانبين يقْدحان معًا مثل حجري صوّان. إذ ننغمس في سخرية كما لو أننا نفضّل أن نخسر صديقًا على أن نخسر نقطة في جدال. ويجد العالم عذرًا لهذا كله. لكن رسالة الإنجيل تضع أمامنا مثال مخلصنا لكي يلوّننا بروحه. ولهذا ينبغي أن نحرص على عدم استفزاز الروح المغتاظة أو المجروحة.” بريدجز (Bridges)
- وَٱلْكَلَامُ ٱلْمُوجِعُ يُهَيِّجُ ٱلسَّخَطَ: غالبًا ما تثير الاستجابة القاسية مزيدًا من الغضب. ربما يحس المرء بالارتياح في تلك اللحظة، لكن الأمر ينتهي إلى وضع أسوأ، لا أفضل.
“تنشأ صراعات كثيرة، لا لأن القضايا التي تفصل بين الأطراف عظيمة إلى هذا الحد، بل بسبب الأمزجة النفسية التي يجلبها الأشخاص إلى المواجهة.” جاريت (Garrett)
“كم اشتعل شاول غضبًا بسبب دواغ، وداود بسبب دناءة نابال وحمقه! وخسر رحبعام بنفَس فظ واحد عشرة أسباط.” تراب (Trapp)
“يقدّم جدعون في قضاة 8: 1-3 مثالًا رائعًا للجواب الليّن الذي يجلب السلام، بينما يُظهر يفتاح الجواب الفظ الذي يؤدي إلى الحرب (قضاة 12: 1-6).” روس (Ross)
أمثال 15: 2
2لِسَانُ ٱلْحُكَمَاءِ يُحَسِّنُ ٱلْمَعْرِفَةَ، وَفَمُ ٱلْجُهَّالِ يُنْبِعُ حَمَاقَةً.
- لِسَانُ ٱلْحُكَمَاءِ يُحَسِّنُ ٱلْمَعْرِفَةَ: يُظهر الإنسان الحكيم استخدامه السليم للمعرفة بكلماته. فكلمات اللسان تُظهر حكمته.
يُحَسِّنُ ٱلْمَعْرِفَةَ: “معبّرًا عما يعرفه بفصاحة ورشاقة، مع إيلاء العناية لما يتكلم، ومتى يتكلم، وبأي أسلوب.” بولي (Poole)
“هذا أمر صعب جدًّا أن نعرفه: متى نتكلم، ومتى نسكت، وما نتكلم، وما نسكت عنه. فحتى أفضل أسلوب وأكثره ملاءمة للمناسبة، والموضوع، والظروف، والأشخاص… حتى أفضل مشورة يمكن أن تعطى بشكل أحمق.” كلارك (Clarke)
- وَفَمُ ٱلْجُهَّالِ يُنْبِعُ حَمَاقَةً: يُكشف الأحمق بكلماته. فلا يكفي أن يدّعي إنسان أنه يمتلك حكمة في قلبه أو عقله. فما يقوله يبرهن إما حكمته أو حماقته.
يُنْبِعُ: “يبقبق أو يتدفق، أو يطفح كنافورة تطرح مياهها بقوة وسرعة عظيمتين.” تراب (Trapp)
أمثال 15: 3
3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا ٱلرَّبِّ مُرَاقِبَتَانِ ٱلطَّالِحِينَ وَٱلصَّالِحِينَ.
- فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا ٱلرَّبِّ: تفهم الحكمة أننا دائمًا تحت عيني الرب المراقبتين. فهو يرانا في كل مكان حتى عندما نختبئ من عيون البشر.
عَيْنَا ٱلرَّبِّ: “عيناه (المسيح) كلهيب نار” (رؤيا 1: 14). وتعلّمنا مدرسة الطبيعة أن العين النارية لا تحتاج إلى ضوء خارجي، وأنها ترى أشياء أكثر وبوضوح أكبر عن طريق إرسال شعاع.” تراب (Trapp)
“فكيف سألتقي هذين العينين؟ هل سألتقيهما كمتمرد أم كابن؟” بريدجز (Bridges)
2. مُرَاقِبَتَانِ ٱلطَّالِحِينَ وَٱلصَّالِحِينَ: يلاحظ الله كُلًّا من الخير والشر، وسيتعامل مع الشر حسب دينونته البارة. وسيبارك ويكافئ الخير. وبين الناس، غالبًا ما لا يعاقَب الشر، ويتم تجاهل الخير. لكن الله يأخذ عِلمًا بكل شيء.
يمكننا القول إن لدى الله رؤية ليلية، وأن يرى كل ما يحدث تحت ستار الظلام.
مُرَاقِبَتَانِ: “تصف الكلمة العبرية المستخدمة رؤية نشطة متعمّدة ذات قصد. فالعبارة تدل على أكثر بكثير من أن الله يرى. إذ تدل على أنه يحقق ويراقب. وهو يراقب الشر، فلا يغيب الشر عن عينيه أبدًا. ويحب الشر الظلمة أكثر من النور، لكن الله يرى في الظلمة كما يرى في النور.” مورجان (Morgan)
وَٱلصَّالِحِينَ: “ترى عينا الرب الخير والصلاح أيضًا. يراه في عوز خارجي، وفي راحة سرية، وفي محنة عميقة. وهو يخترق أسوار السجن. وهو معهم في الأتون وفي العاصفة.” بريجز (Bridges)
أمثال 15: 4
4هُدُوءُ ٱللِّسَانِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَٱعْوِجَاجُهُ سَحْقٌ فِي ٱلرُّوحِ.
- هُدُوءُ ٱللِّسَانِ (اللسان السليم الصحّيّ) شَجَرَةُ حَيَاةٍ: الكلمات الطيبة مثل شجرة تجلب الحياة باستمرار من ظلها وثمرها. إذ تتمتع كلماتنا بالقوة على فعل خير أكثر بكثير مما نعتقده غالبًا.
2. وَٱعْوِجَاجُهُ سَحْقٌ فِي ٱلرُّوحِ: إن كان لسان أحدهم معوّجًا (منحرفًا ملتويًا)، لا سليمًا صحيًّا، فستكسر كلماته روح الآخرين. إذ تتمتع كلماتنا بالقوة على فعل شر أكثر بكثير مما نعتقده غالبًا.
أمثال 15: 5
5اَلْأَحْمَقُ يَسْتَهِينُ بِتَأْدِيبِ أَبِيهِ، أَمَّا مُرَاعِي ٱلتَّوْبِيخِ فَيَذْكَى.
- اَلْأَحْمَقُ يَسْتَهِينُ بِتَأْدِيبِ أَبِيهِ: كُتب سفر الأمثال كنصائح من أب لأبنائه. وإنه لشخص أحمق ذاك الذي يحتقر الحكمة التي تأتي من أب تقي ومن كلمة الله.
تحدد نظرة المرء إلى التعليم الأبوي نظرته مدى الحياة إلى السلطة والإرشاد.” جاريت (Garrett)
2. أَمَّا مُرَاعِي ٱلتَّوْبِيخِ فَيَذْكَى: إن تعلُّم الحكمة أكثر من مجرد تعلُّم معطيات وحقائق. فهو يتضمن قبول التقويم والتأديب. وإن كنا لا نتعلم إلاّ ما يُثبت ما نعرفه بالفعل، فربما ليست هذه هي الحكمة التي نتعلمها.
أمثال 15: 6
6فِي بَيْتِ ٱلصِّدِّيقِ كَنْزٌ عَظِيمٌ، وَفِي دَخْلِ ٱلْأَشْرَارِ كَدَرٌ.
- فِي بَيْتِ ٱلصِّدِّيقِ كَنْزٌ عَظِيمٌ: تميل الحكمة والتقوى إلى جلب الرخاء، ولهذا يصح هذا القول بشكل عام على الكنز المادي. ونشكر الله على أن الكنز في بيت الصدّيق ليس ماديًّا فحسب، بل هنالك كنز روحي أيضًا.
“كل إنسان بار غني، سواء أكان لديه كثير أم قليل من أشياء هذه الحياة.” تراب (Trapp)
- وَفِي دَخْلِ ٱلْأَشْرَارِ كَدَرٌ: حتى ما يكسبه الإنسان الشرير (دخْل) يمكن أن يشكل ضيقًا (كدرًا) له. فلديه كدر بدلًا من كنز.
دَخْلِ ٱلْأَشْرَارِ: “رغم أنهم يحصلون على إيرادات كبيرة، إلا أنها محفوفة بالمتاعب والقلق الشديد، إما لأنها تُنسف وتؤخذ منهم، وإما لأنها تسبب لهم المرارة بسبب رغباتهم التي لا تشبع، وإما بسبب الهموم والمخاوف التي تغذيها تلك الإيرادات، وإما بسبب أهوال ضمائرهم المثقلة بمشاعر الذنب، أو بسبب دواعٍ أخرى.” بولي (Poole)
أمثال 15: 7
7شِفَاهُ ٱلْحُكَمَاءِ تَذُرُّ مَعْرِفَةً، أَمَّا قَلْبُ ٱلْجُهَّالِ فَلَيْسَ كَذَلِكَ.
- شِفَاهُ ٱلْحُكَمَاءِ تَذُرُّ (تنشر) مَعْرِفَةً: ينشر الحكماء المعرفة والحكمة. وهما موجودتان في داخلهم، وهم يعطونهما للآخرين بكلماتهم.
2. أَمَّا قَلْبُ ٱلْجُهَّالِ فَلَيْسَ كَذَلِكَ: بما أن الحكمة ليست في قلب الجاهل، فلن تكون على شفاهه أبدًا. وهو غير قادر على نشر بركة الحكمة للآخرين بكلماته.
أمثال 15: 8
8ذَبِيحَةُ ٱلْأَشْرَارِ مَكْرَهَةُ ٱلرَّبِّ، وَصَلَاةُ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ مَرْضَاتُهُ.
- ذَبِيحَةُ ٱلْأَشْرَارِ مَكْرَهَةُ ٱلرَّبِّ: يمكن أن تصبح الطقوس الدينية من دون تقوى مكرهة للرب. فكما قال صموئيل لشاول: ‘هُوَذَا ٱلِٱسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلذَّبِيحَةِ’ (1 صموئيل 15: 22).
- وَصَلَاةُ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ مَرْضَاتُهُ: يُفرح الإنسان التقي الله بصلواته. ويتكبد الشرير عناء تقديم ذبيحة ونفقتها بلا طائل، لأنها لا ترضي الله كما تفعل صلاة المستقيمين.
أمثال 15: 9
9مَكْرَهَةُ ٱلرَّبِّ طَرِيقُ ٱلشِّرِّيرِ، وَتَابِعُ ٱلْبِرِّ يُحِبُّهُ.
- مَكْرَهَةُ ٱلرَّبِّ طَرِيقُ ٱلشِّرِّيرِ: يرفض الله الشعائر التي يؤديها الأشرار (أمثال 15: 8)، ولهذا يَعِد الله حياتهم مكرهة أكثر بكثير.
2. وَتَابِعُ ٱلْبِرِّ يُحِبُّهُ: من يحيا البر ويتبعه فإنه يفعل هذا في استسلام ومحبة لله. فهو يحفظ نفسه في محبة الله (يهوذا 21).
أمثال 15: 10
10تَأْدِيبُ شَرٍّ لِتَارِكِ ٱلطَّرِيقِ. مُبْغِضُ ٱلتَّوْبِيخِ يَمُوتُ.
- تَأْدِيبُ شَرٍّ لِتَارِكِ ٱلطَّرِيقِ: عندما يبتعد إنسان عن طريق الله، فإن الله في رحمته يرسل إليه تأديبًا قاسيًا. ويشكل هذا التأديب تحذيرًا وفرصة لتغيير طرق المرء.
- مُبْغِضُ ٱلتَّوْبِيخِ يَمُوتُ: من يرفض تقويم الله المُحب الرحيم يختم مصيره ويحدد مساره الخاص، وهو في طريق الموت، وسيبقى هناك.
“من يحس بالمرارة بسبب التوبيخ، ولا يتحسن بالتأديب، يموت. ولن يسمع إلا الصوت المخيف الرهيب الذي يتوجب أن يطيعه: “ٱذْهَبُوا عَنِّي يا مَلَاعِينُ إِلَى ٱلنَّارِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.” تراب (Trapp)
“مُبْغِضُ ٱلتَّوْبِيخِ يَمُوتُ (انظر أمثال 5: 23؛ 10: 21) موتًا أبديًّا مع الله. وهذه هي النهاية المأساوية المحتومة للمرتدين الذين تقسَّوا ضد الحق.” والتكي (Waltke)
أمثال 15: 11
11اَلْهَاوِيَةُ وَٱلْهَلَاكُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. كَمْ بِٱلْحَرِيِّ قُلُوبُ بَنِي آدَمَ.
- اَلْهَاوِيَةُ وَٱلْهَلَاكُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ: يصوَّر هذان المصيران كشخصين أمام الرب ليخدما قصده. والحقيقة المُصَحِّية هي أن لله خطة وقصدًا لكل من الهاوية (الجحيم) والهلاك.
تمثل كلمتا Sheol و Abbadon العالم السفلي البعيد وكل القوى الجبارة الموجودة هناك (انظر أمثال 27: 20؛ أيوب 26: 6؛ مزمور 139: 8؛ عاموس 9: 2؛ رؤيا 9: 11).” روس (Ross)
يرى الله ما لا نستطيع أن نراه. والجحيم والهلاك غير منظورين لنا الآن، لكنهما أمام الرب. ولو كان بمقدورنا أن نراهما، لفكّرنا وعشنا بشكل مختلف. “نحن، الأسماك التافهة، نرى بعضنا بعضًا مختطفين من بِرْكة الحياة بيد الموت. لكننا لا نرى المقلاة والنار اللتين يلقى فيهما ‘الموتى في خطاياهم’ و‘يرفضون الإصلاح.’” تراب (Trapp)
“تمتد مراقبة الله إلى عالم الموتى في أعماق الأرض، بعيدًا عن السماء قدر الإمكان. وسيقابَل في كل زاوية من هذا المكان قتام شديد يكتنفه الغموض والسرية، وليست له قيمة واضحة للبشر أو لله.” والتكي (Waltke)
- كَمْ بِٱلْحَرِيِّ قُلُوبُ بَنِي آدَمَ: إن كان لله خطة وقصد لهذين المصيرين، فإنه صحيح بشكل أكبر أن لديه خطة وقصدًا للبشر (بَنِي آدَمَ).
- “هذا أسلوب بسيط للفت الانتباه إلى معرفة الله الكاملة بكل الأشياء العميقة الخفية. فإن كان ما هو ممتلئ بالغموض والسرية معروفًا تمامًا لدى الله، فلا بد أنه يعرف قلوبنا جيدًا.” مورجان (Morgan)
“وليس هذا فقط. لكننا عرفنا حالات تم فيها كشف أفكار الناس من على المنبر. رأيت أشخاصًا يضربون كوعهم لأنهم أصابوا في قولهم. سمعتهم يقولون لآخر عند الخروج من الكنيسة: ‘هذا هو بالضبط ما قلتُه لك عندما دخلت باب الكنيسة.’ وسمعت آخر يقول: ‘نعم، كنتُ أفكر في الأمر نفسه الذي قاله وأخبرني به.’ والآن، إن كان الله هكذا يثبت عِلْمه الكلي بمساعدة خادمه المسكين الجاهل على ذكر نفس الأمر الذي تمّ فيه التفكير وعمله، فلا بد أن هذا إثبات قاطع على أن الله يرى كل شيء سري، لأنه يخبر بشرًا بهذا، ويمكنهم من إخبار الآخرين به.” سبيرجن (Spurgeon)
أمثال 15: 12
12اَلْمُسْتَهْزِئُ لَا يُحِبُّ مُوَبِّخَهُ. إِلَى ٱلْحُكَمَاءِ لَا يَذْهَبُ.
- اَلْمُسْتَهْزِئُ لَا يُحِبُّ مُوَبِّخَهُ: لأن الأحمق والمستهزئ لا يحبان التقويم (التوبيخ)، فسيبغضان أيضًا ذاك الذي يجلب التوبيخ.
لَا يُحِبُّ مُوَبِّخَهُ: “كما فعل آخاب مع ميخا، وهيرودس مع يوحنا المعمدان، والفريسيون مع مخلّصنا.” تراب (Trapp)
2. إِلَى ٱلْحُكَمَاءِ لَا يَذْهَبُ: في رفض المستهزئ للتوبيخ والتقويم، يرفض الحكمة ويبقى محاصَرًا من حماقته.
أمثال 15: 13
13اَلْقَلْبُ ٱلْفَرْحَانُ يَجْعَلُ ٱلْوَجْهَ طَلِقًا، وَبِحُزْنِ ٱلْقَلْبِ تَنْسَحِقُ ٱلرُّوحُ.
- اَلْقَلْبُ ٱلْفَرْحَانُ يَجْعَلُ ٱلْوَجْهَ طَلِقًا: إن كان يمتلك المرء سعادة وفرحًا، يُفترض أن يظهرا على مُحَيّاه. إذ يفترض أن يكون وجهه بشوشًا (طَلِقًا).
“غير أن هذه البشاشة مختلفة تمامًا عن مرح الفجّار الصاخب. وكثيرًا ما استخدم الكُتّاب القدماء هذه الكلمة، ‘طَلِق’ (بشوش). وكانت الوصف المفضل للكاتب فوكس للفرح المقدس للشهداء.” بريدجز (Bridges)
- وَبِحُزْنِ ٱلْقَلْبِ تَنْسَحِقُ ٱلرُّوحُ: سيُظهر أولئك الذين يحملون أسى عميقًا في قلوبهم روحًا منكسرة. ويمكننا أن نلاحظ كلًّا من السعيد والحزين بتعاطف مع أصحاب القلب الفرِح وأصحاب القلوب الحزينة.
“تنبّر هذه الكلمات على الألم والكآبة بنغمة من اليأس.” روس (Ross)
أمثال 15: 14
14قَلْبُ ٱلْفَهِيمِ يَطْلُبُ مَعْرِفَةً، وَفَمُ ٱلْجُهَّالِ يَرْعَى حَمَاقَةً.
- قَلْبُ ٱلْفَهِيمِ يَطْلُبُ مَعْرِفَةً: يتجنب المستهزئ التوبيخ (أمثال 15: 12)، لكن الذي في قلبه فَهْم وحكمة يسعى إلى مزيد من الحكمة.
يَطْلُبُ مَعْرِفَةً: “كجائعٍ يطلب لحمًا، أو كَمُشْتهٍ يطلب ذهبًا. فكلما امتلك أكثر، ازداد رغبةً في المزيد.” تراب (Trapp)
- وَفَمُ ٱلْجُهَّالِ يَرْعَى حَمَاقَةً (يتغذّى على الحماقة): وبهذا المعنى، فإن المسار العادي للبشرية هو أن يصبح الحكماء أكثر حكمة، وأن يتغذى الحمقى (الجُهّال) على الحماقة.
- “دع الحمقى يتغذّوا على الحماقة كما تتغذّى الخنازير على القمامة، والذباب على البقع الوسخة، والحَدْأَة على الجثث النتنة.” تراب (Trapp)
أمثال 15: 15
15كُلُّ أَيَّامِ ٱلْحَزِينِ شَقِيَّةٌ، أَمَّا طَيِّبُ ٱلْقَلْبِ فَوَلِيمَةٌ دَائِمَةٌ.
- كُلُّ أَيَّامِ ٱلْحَزِينِ (المنكوب) شَقِيَّةٌ: أن تعيش في أيام نكبة أو محنة يعني أن تعرف ضيق الحياة والعالم الساقط وشرّهما.
- أَمَّا طَيِّبُ ٱلْقَلْبِ فَوَلِيمَةٌ دَائِمَةٌ: عندما تتسم حياتنا بالقلب المرِح، بدلًا من القلب المُبْتَلى، فإن هنالك شعورًا بالخير والمتعة المستمرين.
وَلِيمَةٌ دَائِمَةٌ: “لديه رضًا دائمً وسرورًا في كل الظروف، حتى في أيام الضيق.” بولي (Poole)
“إنها وليمة كاملة، وليمة، دائمة. ليست ليوم كوليمة نابال، أو لسبعة أيام مثل وليمة شمشون، أو مئة وثمانين يومًا مثل وليمة الملك إحشويرش. لكنها وليمة مستمرة دائمة بلا انقطاع من العزاء أو الشركة.” تراب (Trapp)
أمثال 15: 16
16اَلْقَلِيلُ مَعَ مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ، خَيْرٌ مِنْ كَنْزٍ عَظِيمٍ مَعَ هَمٍّ.
- اَلْقَلِيلُ مَعَ مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ خَيْرٌ: وبشكل خاص في عصرنا المادي الاستهلاكي، فإننا نريد المزيد ونخشى العيش مع القليل. غير أن الحياة أفضل مع القليل إذا عشناها بتوقير وإكرام لله (مَعَ مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ).
“إن كان القديسون حزانى، فذلك لأنهم مشغولون بشكل زائد بما هو تحت في هذه الأرض. وهم، شأنهم شأن مرثا، يهتمون بأشياء كثيرة مهملين هذا الشيء الواحد الضروري.” تراب (Trapp)
- مِنْ كَنْزٍ عَظِيمٍ مَعَ هَمٍّ: ليس امتلاك كنز عظيم مع هم حياة جيدة. ولأن مخافة الرب تعفينا من ضيق كبير، فإنه أفضل لنا أن نجعلها أكثر من كنز عظيم.
“ليست الثروة، رغم الحصول عليها بشكل سليم، سوى مَنٍّ سماوي. فالذين جمعوا أقل لم يحتاجوا، وأما الذين جمعوا أكثر فكان هذا لهم ضيقًا وإزعاجًا.” تراب (Trapp)
أمثال 15: 17
17أَكْلَةٌ مِنَ ٱلْبُقُولِ حَيْثُ تَكُونُ ٱلْمَحَبَّةُ، خَيْرٌ مِنْ ثَوْرٍ مَعْلُوفٍ وَمَعَهُ بُغْضَةٌ.
- أَكْلَةٌ مِنَ ٱلْبُقُولِ حَيْثُ تَكُونُ ٱلْمَحَبَّةُ: من شأن وجود المحبة أن يعوض الكثير. إذ نستطيع أن نعيش على طعام متواضع، لكن لا يمكننا أن نزدهر من دون محبة.
“الغنى والفقر هما في القلب أكثر مما هما في اليد. فالقانع هو الغني، وأما الذي يريد المزيد فهو فقير.” بريدجز (Bridges)، نقلًا عن الأسقف هول (Bishop Hall)
- خَيْرٌ مِنْ ثَوْرٍ مَعْلُوفٍ وَمَعَهُ بُغْضَةٌ: يمكن للمرء أن يتمتع بوجبة ثور مسمَّنَ (مَعْلُوفٍ)، وستكون هذه وجبة تتسم بالإسراف الكبير، لكن البُغضة ستفسد كل هذا. فلا يوجد ما يعوّض عن غياب المحبة.
“يمثل الثور المعلوف (انظر أمثال 7: 22؛ 14: 4) ملك الحيوانات البيتية في أفضل حالاته، وهو يرمز إلى أرقى الأطعمة (انظر لوقا 15: 23).” والتكي (Waltke)
أمثال 15: 18
18اَلرَّجُلُ ٱلْغَضُوبُ يُهَيِّجُ ٱلْخُصُومَةَ، وَبَطِيءُ ٱلْغَضَبِ يُسَكِّنُ ٱلْخِصَامَ.
- اَلرَّجُلُ ٱلْغَضُوبُ يُهَيِّجُ ٱلْخُصُومَةَ: عندما تثار خصومة، فإنها لا تحدث صدفة. فعادة يكون إنسان غضوب هو الذي أثارها.
2. وَبَطِيءُ ٱلْغَضَبِ يُسَكِّنُ ٱلْخِصَامَ: الإنسان الحكيم بطيء الغضب، ولديه طريقة لجلب السلام وتخفيف الخصام بدلًا من إثارة الخصومة.
أمثال 15: 19
19طَرِيقُ ٱلْكَسْلَانِ كَسِيَاجٍ مِنْ شَوْكٍ، وَطَرِيقُ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ مَنْهَجٌ.
- طَرِيقُ ٱلْكَسْلَانِ كَسِيَاجٍ مِنْ شَوْكٍ: لا يرى الكسالى أنفسهم كذلك. وغالبًا ما يرون بسهولة أكبر نتيجة كسلهم، وهي حياة ممتلئة بالمتاعب والمهيجات الدائمة (كَسِيَاجٍ مِنْ شَوْكٍ).
“لأنه كسول، فإنه يتخيل عشرة آلاف صعوبة في الطريق لا يستطيع التغلب عليها، لكنها كلها مخلوقات من نتاج خياله، ويشكَّل هذا الخيال من كسله.” كلارك (Clarke)
كثيرًا ما يذكّرنا سفر الأمثال بأن الكسل خطية جدية.
ü الكسل سرقة، فأنت تعيش على عمل الآخرين.
ü الكسل أنانية، فأنت تعيش لنفسك ولراحتك.
ü الكسل إهمال للواجب – فأنت لا تفعل ما ينبغي أن تفعله.
استخدم تشارلز سبيرجن (Charles Spurgeon) في عظته المعنونة ‘سياج من الشوك والطريق الواضح’
أمثال 15: 19 بمعنى روحي، مخاطبًا الكسالى روحيًّا: “لا يؤمن الكسلان روحيًّا بهذه الطريقة العملية. يقول، ‘إنها صحيحة،’ لكنه يتصرف وكأنها خطأ. إنه كسلان جدًّا إلى درجة لا يمكن معها أن يصبح كافرًا. وهو كسلان جدًّا إلى درجة لا يمكن معها مجادلة الحقيقة التي تدينه. فهو يهز رأسه بالموافقة، وهي إيماءة النوم.”
ü يعيش حياته كما لو كان نائمًا.
ü بذل جهدًا ذات يوم لترك الخطية، لكنه لم يواصل الأمر.
ü حياته الروحية طريق صعبة ممتلئة بالأشواك.
ü تبدو الأمور الروحية طويلة ومضجرة.
ü الحياة المسيحية ممتلئة بالأمور المحيرة المربكة، والمشكلات، والتعاسة.
ü قد يجد أن طريقه إلى السماء مسدودة.
- وَطَرِيقُ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ مَنْهَجٌ (طريق سريع): لا يعرف الإنسان الحكيم – المستقيم والمُجِد أمام الرب – نفس المشكلات والمضايقات المستمرة في الحياة التي يواجهها الكسول. فالحياة بالنسبة للمستقيم أكثر سلاسة وكفاءة في تقدُّمها.
“يفترض الأشخاص غير المفكرين أن الكسلان يحيا حياة سعيدة ويمضي في طريق سهل. لكن الأمر ليس كذلك… وأي عمل من النوع المقدس يحمل فيه عشرة آلاف ضعف من الفرح من وقت الفراغ غير الهادف.” سبيرجن (Spurgeon)
أمثال 15: 20
20اَلِٱبْنُ ٱلْحَكِيمُ يَسُرُّ أَبَاهُ، وَٱلرَّجُلُ ٱلْجَاهِلُ يَحْتَقِرُ أُمَّهُ.
- اَلِٱبْنُ ٱلْحَكِيمُ يَسُرُّ أَبَاهُ: يفرح الأب بابنه الحكيم لسببين، أولاهما هو معرفته بأن هنالك خيرًا في هذا الابن، وثانيهما أن هذا إثبات لثقة الأب بالله وتنشئته على الحكمة.
- وَٱلرَّجُلُ ٱلْجَاهِلُ يَحْتَقِرُ أُمَّهُ: يجلب الأحمق (الجاهل) خزيًا لوالديه، حيث يبيّن رفضه لحكمة الأب والأم احتقاره لهما.
“إنه لأمر مأساوي أن الشخص المحتاج إلى إرشاد وتعليم يحس، من منطلق المبالغة في أهمية نفسه، بأنه أفضل من أبويه التقيين، وهو لهذا مستعصٍ على العلاج وغير قابل للإصلاح.” والتكي (Waltke)
أمثال 15: 21
21ٱلْحَمَاقَةُ فَرَحٌ لِنَاقِصِ ٱلْفَهْمِ، أَمَّا ذُو ٱلْفَهْمِ فَيُقَوِّمُ سُلُوكَهُ.
- ٱلْحَمَاقَةُ فَرَحٌ لِنَاقِصِ ٱلْفَهْمِ: الحماقة بالنسبة للأحمق (نَاقِصِ ٱلْفَهْمِ) شيء مفرح ومُلِذ. وهو لا يبغض حماقته إلا عندما يضطر إلى تحمُّل عواقب مُرة بسببها. وإلاّ فإنها تسرّه.
- أَمَّا ذُو ٱلْفَهْمِ فَيُقَوِّمُ سُلُوكَهُ: تنتظم حياتنا وتستقيم بالحكمة. ويجد الحكيم فرحًا في ما هو صالح ومستقيم.
“يمدُّه صِدقه وإخلاصه بالصفاء، ويجعله فرح الرب، كزيت ابتهاج، رشيقًا ومرنًا في طرق القداسة.” تراب (Trapp)
أمثال 15: 22
22مَقَاصِدُ بِغَيْرِ مَشُورَةٍ تَبْطُلُ، وَبِكَثْرَةِ ٱلْمُشِيرِينَ تَقُومُ.
- مَقَاصِدُ بِغَيْرِ مَشُورَةٍ تَبْطُلُ: غالبًا ما يمكن أن يكمن الفرق بين النجاح والفشل في أولئك الذين يخططون مع مشورة آخرين أو من دونها. وتفهم الحكمة أن الآخرين يمتلكون حكمة أيضًا.
- “تكمن حكمتنا في عدم ثقتنا بالنفس، أو على الأقل في السماح باحتمال أننا نكون في الغالب مخطئين. ولهذا، فإن من المناسب، وبشكل خاص في الأمور المهمة، أن تطلب مشورة من ذوي الخبرة.” بريدجز (Bridges)
2. وَبِكَثْرَةِ ٱلْمُشِيرِينَ تَقُومُ: عادة ما تكون نصائح عدة متبصرة من عدة أشخاص كثيرين. ومن شأن الحصول على عيون كثيرة للرؤية، وعقول كثيرة للتفكير في الخطط، أن يثبّت الخطط ويضمن نجاحها.
أمثال 15: 23
23لِلإِنْسَانِ فَرَحٌ بِجَوَابِ فَمِهِ، وَالْكَلِمَةُ فِي وَقْتِهَا مَا أَحْسَنَهَا!
1. لِلْإِنْسَانِ فَرَحٌ بِجَوَابِ فَمِهِ: تحمل الكلمات الملائمة والحكيمة الإمكانات والقوة على جلب فَرَحٌ عظيم للمرء ولآخرين.
2. وَٱلْكَلِمَةُ فِي وَقْتِهَا مَا أَحْسَنَهَا: غالبًا ما تكمن قيمة الكلمة الطيبة لا في محتواها، بل في توقيتها. فالكلمة الملائمة في الوقت الملائم (فِي وَقْتِهَا) قوة قادرة على فعل الخير.
“يطرح هذا المثل مبدأ الرضا عن القدرة على قول الشيء الصحيح في اللحظة الصحيحة.” مورجان (Morgan)
أمثال 15: 24
24طَرِيقُ ٱلْحَيَاةِ لِلْفَطِنِ إِلَى فَوْقُ، لِلْحَيَدَانِ عَنِ ٱلْهَاوِيَةِ مِنْ تَحْتُ.
1. طَرِيقُ ٱلْحَيَاةِ لِلْفَطِنِ إِلَى فَوْقُ: من الفوائد العظيمة لحياة الحكمة أن الحياة تتحسن بشكل عام مع مرور السنوات. إذ تتقدم حياة الحكيم (الفطِن) إلى فوق لا إلى تحت. فهم ينتقلون من مجد إلى مجد (2 كورنثوس 3: 18).
- لِلْحَيَدَانِ عَنِ ٱلْهَاوِيَةِ مِنْ تَحْتُ: لا يتمثل تقدُّم حياة الحكيم في ما يتجه إليه (إِلَى فَوْقُ) فقط، بل في ما يحيد عنه أيضًا. فالسماء تصبح أقرب، ويصبح الجحيم أبعد جدًّا عنه وراءه.
“إِلَى فَوْقُ .. مِنْ تَحْتُ: هنالك وعي بالقوّتين اللتين تجذبان المرء إلى فوق وإلى تحت، مع إعلان أن الحكمة تتمثل في الانجذاب إلى فوق.” مورجان (Morgan)
“من الهاوية من تحت: أو من أسافل الجحيم لا من القبر، كما تُستخدم في مواضع أخرى، لأنه ما من حكمة تمنع ذلك. لكن ‘من الجحيم’ كما يدعى في ترجمات أخرى وفي مواضع أخرى، كما سبق أن لاحظنا.” بولي (Poole)
أمثال 15: 25
25اَلرَّبُّ يَقْلَعُ بَيْتَ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ، وَيُوَطِّدُ تُخْمَ ٱلْأَرْمَلَةِ.
- اَلرَّبُّ يَقْلَعُ بَيْتَ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ: يضع أولئك الذين يختارون الكبرياء أنفسهم ضد الله (يعقوب 4: 6؛ 1بطرس 5: 5)، وسيكون الله ضدهم، وسيكونون مع بيتهم أهدافًا لتدمير من الله.
- وَيُوَطِّدُ تُخْمَ ٱلْأَرْمَلَةِ: الأرملة صورة تمثيلية لشخص متواضع محتاج يتطلع إلى الله ويتكل عليه. وهي تمثل نقيض الشخص المتكبر، ويهتم الله اهتمامًا خاصًّا بالذين يتكلون عليه بتواضع.
“عندما كانوا أضعف من أن يكون لهم صوت، تكلم الله عنهم ولمصلحتهم من خلال موسى (انظر تثنية 19: 14؛ 27: 17)، والأنبياء (هوشع 5: 10)، والحكماء (أيوب 24: 2؛ أمثال 15: 25؛ 22: 28).” والتكي (Waltke)
“توضح قصة نابوت (1 ملوك 21) هذا القول، لكنها ذات صلة بكل أنواع الاستغلال.” كيدنر (Kidner)
أمثال 15: 26
26مَكْرَهَةُ ٱلرَّبِّ أَفْكَارُ ٱلشِّرِّيرِ، وَلِلْأَطْهَارِ كَلَامٌ حَسَنٌ.
- مَكْرَهَةُ ٱلرَّبِّ أَفْكَارُ ٱلشِّرِّيرِ: لا يبدأ الشر بالأفعال، بل في القلب والأفكار. ومن المؤكد أن هنالك معنى بموجبه أن أعمالنا أهم من أفكارنا. لكن أعمالنا تبدأ في أفكارنا، ولهذا فإن ما نفكر فيه مهم أيضًا لله.
“يعتقد كثيرون أنهم غير مسؤولين كثيرًا عن أفكارهم. فهم يعيشون كما لو أنهم بمفردهم، وأن بإمكانهم أن يطلقوا العنان لأنفسهم من دون قيود.” بريدجز (Bridges)
“تعني الأفكار في السطر الأول ‘الخطط،’ وتؤكد اللغة المقابِلة في السطر الثاني حقيقة أن خططًا كهذه بغيضة (مكرهة) لله حتى قبل أن تصدر في كلمات أو أعمال.” كيدنر (Kidner)
- وَلِلْأَطْهَارِ كَلَامٌ حَسَنٌ: عرف سليمان أن أفكار الإنسان ستكشف في نهاية الأمر من خلال كلماته. ويسمع الله كلمات الأطهار فيُسَر، بالمقابلة مع أفكار الشرير.
أمثال 15: 27
27اَلْمُولَعُ بِٱلْكَسْبِ يُكَدِّرُ بَيْتَهُ، وَٱلْكَارِهُ ٱلْهَدَايَا يَعِيشُ.
- اَلْمُولَعُ بِٱلْكَسْبِ يُكَدِّرُ بَيْتَهُ: يبرر كثيرون جشعهم وطمعهم في المكسب بالقول إنهم يفعلون هذا من أجل عائلاتهم. وليس هذا أمرًا حكيمًا، لأن المكسب سيجلب متاعب لبيوتهم.
“الإنسان الجشع الطماع (اَلْمُولَعُ بِٱلْكَسْبِ) هو الذي يريد الحصول على حصة كبيرة، وهو في عجلة من أمره ليصبح ثريًّا، وهو لا يهتم كيف يمكن أن يتحقق ذلك.” روس (Ross)
“يقدّم البابويون مكافآت لمن يتخلون عن الديانة البرتستانتية لكي ينضموا إليهم. وهكذا قاموا بإغراء لوثر، لكنه لم يقبل الرشوة ليذهب إلى الجحيم. وقاموا بإغراء المركيز النبيل فيكوم، ابن شقيق البابا بولس الخامس، والذي تخلى عن كل شيء من أجل المسيح وهرب إلى جنيف. وصرخ قائلًا: ‘ليهلكْ مال أولئك الذين يفضلون ثروة العالم على شركة يوم مع المسيح وشعبه المحتقَر.’” تراب (Trapp)
2. وَكَارِهُ ٱلْهَدَايَا (الرشوة) يَعِيشُ: يوضع كَارِهُ ٱلْهَدَايَا (الرشوة) في مقابلة مع الطماع (المولع بالكسب). والإنسان الجشع مستعد لأن يفعل أي شيء من أجل مزيد من المال، وهو يحب الرشوة لأنها تجلب له مزيدًا من المال. وبركة الله هي على الأشخاص النزيهين الذين يكرهون الرشوة وغيرها من الطرق غير النزيهة في ممارسة أعمالهم.
أمثال 15: 28
28قَلْبُ ٱلصِّدِّيقِ يَتَفَكَّرُ بِٱلْجَوَابِ، وَفَمُ ٱلْأَشْرَارِ يُنْبِعُ شُرُورًا.
- قَلْبُ ٱلصِّدِّيقِ يَتَفَكَّرُ بِٱلْجَوَابِ: الفكرة وراء التعبير ‘بِٱلْجَوَابِ’ هي ببساطة ما يقوله المرء. فالصدِّيقون يتفكرون مسبقًا بما ينبغي أن يقولوه. فلا ترتكز كلماتهم على الاندفاع الفوري وردود الفعل.
2. وَفَمُ ٱلْأَشْرَارِ يُنْبِعُ شُرُورًا: لا يوجد ضبط نفس كبير في ما يتعلق بفم الأشرار. إذ تتدفق الكلمات والأفكار الشريرة بسهولة من فمهم من دون تفكير حكيم مسبق.
“النصيحة هي أن تقول أشياء أقل لكن أفضل.” روس (Ross)
أمثال 15: 29
29اَلرَّبُّ بَعِيدٌ عَنِ ٱلْأَشْرَارِ، وَيَسْمَعُ صَلَاةَ ٱلصِّدِّيقِينَ.
- اَلرَّبُّ بَعِيدٌ عَنِ ٱلْأَشْرَارِ: يفعل الأشرار ما بوسعهم ليفصلوا أنفسهم من الله. وبهذا المعنى، فإن الله بعيد عنهم. وهنالك معنى، وبشكل خاص في ضوء عمل المسيح، بموجبه يقترب الله من الأشرار ليقدم لهم الفداء والحكمة (رومية 5: 8).
لكن هذا البعد أو القرب لا يتعلق بجوهر الله، فهو موجود في كل مكان، لكن بحضوره الكريم المُعِين.” بولي (Poole)
لا يتصور سفر الأمثال الأشرار وهم يتوبون. فإن تابوا، فسيكونون أبرارًا.” والتكي (Waltke)
2. وَيَسْمَعُ صَلَاةَ ٱلصِّدِّيقِينَ: يقترب الله إلى الذين يقتربون إليه (يعقوب 4: 8). وصلاة الصدِّيق (البار) فعالة (يعقوب 5: 16).
أمثال 15: 30
30نُورُ ٱلْعَيْنَيْنِ يُفَرِّحُ ٱلْقَلْبَ. اَلْخَبَرُ ٱلطَّيِّبُ يُسَمِّنُ ٱلْعِظَامَ.
- نُورُ ٱلْعَيْنَيْنِ يُفَرِّحُ ٱلْقَلْبَ: العينان كالسراج للجسد كله (متى6: 22-23). وعندما تكون العينان ممتلئتين بالنور، فإنهما تجلبان سعادة ورضًا للقلب وللجسد كله.
“ربما يشير نور العينين إلى وجه صديق ساطع (انظر أمثال 16: 15). فإن كان الأمر كذلك، فإن هذين السطرين يتحدثان عن التأثير الدافئ الذي يجلبه الأشخاص والمعطيات على التوالي.” كيدنر (Kidner)
2. اَلْخَبَرُ ٱلطَّيِّبُ يُسَمِّنُ ٱلْعِظَامَ: تشرح الأخبار السارة الصدر وتجلب الصحة للجسد. والتحقيق الأسمى لهذا هو رسالة الإنجيل، أي أن الله في يسوع المسيح أظهر محبته لنا وأنقذنا (1 كورنثوس 5: 1-8).
أمثال 15: 31
31اَلْأُذُنُ ٱلسَّامِعَةُ تَوْبِيخَ ٱلْحَيَاةِ تَسْتَقِرُّ بَيْنَ ٱلْحُكَمَاءِ.
- اَلْأُذُنُ ٱلسَّامِعَةُ تَوْبِيخَ ٱلْحَيَاةِ: ليست كل أذن مستعدة لاستماع التوبيخ، لكن هنالك بركة لمن يفعل هذا. وفضلًا عن ذلك، فإن للحياة توبيخها الخاص للذين لديهم الأذن للاستماع. وبشكل عام، فإن الحياة تكافئ الحكمة وتوبخ الحماقة.
ٱلسَّامِعَةُ تَوْبِيخَ ٱلْحَيَاةِ: “أي أنها تقبلها بامتنان وتطيعها. يقول مثل قديم: ‘النصيحة هي لمن هم مستعدون لأخذها.’ والمعنى هو نفسه تقريبًا.” كلارك (Clarke)
“تختبر الطريقة التي نقبل بها التوبيخ معدننا الأخلاقي. فهي تكشف عما إذا كانت لدينا فضائل التواضع والإخلاص ومعرفة الذات.” بريدجز (Bridges)
2. تَسْتَقِرُّ بَيْنَ ٱلْحُكَمَاءِ: القدرة البسيطة على الاستماع والتعلم هي من أهم جوانب الحكمة. فإن كنا لا نستطيع أن نتعلم، لا يمكننا أبدًا أن نستقر بين الحكماء.
أمثال 15: 32
32مَنْ يَرْفُضُ ٱلتَّأْدِيبَ يُرْذِلُ نَفْسَهُ، وَمَنْ يَسْمَعُ لِلتَّوْبِيخِ يَقْتَنِي فَهْمًا.
- مَنْ يَرْفُضُ ٱلتَّأْدِيبَ يُرْذِلُ نَفْسَهُ: يعني رفْض التوبيخ (الإرشاد، التعليم) النابع من الحكمة أن المرء يبغض نفسه. فالذين يرفضون الحكمة يؤذون أشخاصًا كثيرين، لكنهم يؤذون أنفسهم أكثر الجميع.
- وَمَنْ يَسْمَعُ لِلتَّوْبِيخِ يَقْتَنِي فَهْمًا: يعني الاستماع للتوبيخ أن تحصل على حكمة (فَهم) وأن تنمو فيها. ونادرًا ما يكون تلقّي التوبيخ أمرًا ممتعًا، لكنه يستحق ذلك من أجل الحكمة التي يجلبها.
يَسْمَعُ لِلتَّوْبِيخِ: “التقويم أفضل بما لا يقاس من سم التملّق الحلو.” بريدجز (Bridges)
يَقْتَنِي فَهْمًا: “يقول النص العبري ‘يقتني قلبًا،’ وهو قاعدة الحكمة عند العبرانيين.” بولي (Poole)
أمثال 15: 33
33مَخَافَةُ ٱلرَّبِّ أَدَبُ حِكْمَةٍ، وَقَبْلَ ٱلْكَرَامَةِ ٱلتَّوَاضُعُ.
- مَخَافَةُ ٱلرَّبِّ أَدَبُ حِكْمَةٍ: هذا موضوع شائع وأساسي يتكرر في سفر الأمثال. فالحكمة تبدأ بمخافة الرب، وتنبع الحكمة الحقيقية منه.
- وَقَبْلَ ٱلْكَرَامَةِ ٱلتَّوَاضُعُ: التواضع جانب جوهري من مخافة الرب. وأن تخاف الله بشكل سليم هو أن تراه وتدركه كما هو حقًّا. وعندما نرى وندرك أنفسنا على حقيقتها، يأتي التواضع.
وَقَبْلَ ٱلْكَرَامَةِ ٱلتَّوَاضُعُ: “لاحظ لوثر أنه قبل أن يضعه الله في أية خدمة خاصة من أجل مصلحة الكنيسة، كان يعاني من نوبة مَرَضية مؤلمة. ومن المؤكد أنه كلما انخفض المد، ارتفع الجزر. وكلما تَدَنَّى (الخدام) في الذل، زادوا ارتفاعًا في التمجيد. فكلما انخفضت أرضية التواضع، ارتفع سقف الكرامة.” تراب (Trapp)
“التواضع، حيث يخضع الناس لله، ويخضعون للناس، ما يكسبهم محبة واحترامًا، بينما تجلب الكبرياء لهم بُغضًا واحتقارًا من الله والناس.” بولي (Poole)
من المفارقات أن الذي لا يعطي نفسه أي مجد أمام الله المجيد يتوَّج في نهاية المطاف بمجد وثروة يمنحانه تقديرًا اجتماعيًا.” والتكي (Waltke)