أمثال 2
قوة الحماية في الحكمة
يشكل الإصحاح الثاني من سفر الأمثال وحدة في حد ذاته. “القصيدة الأبجدية جملة واحدة تتألف من 22 آية، حيث تطابق عدد الحروف الأبجدية العبرية، ربما للإشارة إلى اكتمالها.” بروس والتكي (Bruce Waltke)
أولًا. هبة الحكمة من الله
أ ) الآيات (1-5): البحث عن الحكمة.
1يَا ٱبْنِي، إِنْ قَبِلْتَ كَلَامِي وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ، 2حَتَّى تُمِيلَ أُذْنَكَ إِلَى ٱلْحِكْمَةِ، وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى ٱلْفَهْمِ، 3إِنْ دَعَوْتَ ٱلْمَعْرِفَةَ، وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى ٱلْفَهْمِ، 4إِنْ طَلَبْتَهَا كَٱلْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَٱلْكُنُوزِ، 5فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ ٱلرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ ٱللهِ.
1. يَا ٱبْنِي، إِنْ قَبِلْتَ كَلَامِي: في الإصحاح الأول من سفر الأمثال، بدأ سليمان يتحدث لابنه مرشدًا إياه في طرق الحكمة. وهنا يواصل سليمان التعليم ملتمسًا من ابنه أن يقبل كلامه ويقدّر وصاياه ككنز (خَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ). فلا يمكن للحكمة أن تفيد إن لم تُقْبل وتقدَّر.
لا ينبغي أن يكون البحث، مهما كان شاقًّا، من دون توجيه. ونقطة البداية هي الإعلان – كلامًا معيّنًا ووصايا عملية. وليس أسلوبه تكهُّنًا غير مقيَّد، لكنه أسلوب تقدير للتعاليم واستكشافها وقبولها من أجل اختراق مبادئها.” كيدنر (Kidner)
“كلمة ’اقبلْ‘ موازية لكلمة ’خبّئْ.‘ وهذه صورة توحي بأن معظم التعاليم لا يمكن أن تُستخدم فورًا، لكن لا بد أن يمر بعض الوقت قبل أن يشعر المرء بتأثير التعليم.” روس (Ross)
وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ: نيّة الله هي أن نجعل حكمته حكمتنا. فعلينا أن نتعلم من الكتاب المقدس. وليس مفترضًا أن يعرفه أي شخص بدلًا عنا. وقد كلّف الله الرعاة بمساعدتنا على النمو، لكن يتوجب أن تكون كلمته كلمتنا لكي نحفظها عندنا.” فيلبس (Philipps)
وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ: “ليس من المرجح أن يكون من يتبع الوصايا في الكتاب المقدس بدافع الواجب وبشكل ذهني فقط شخصية ثابتة ومتّسقة، لأن قلبه غير منخرط في المسألة، ولا يمكن أن تكون طاعته إلا قسرية، أو أنها تتم بدافع الواجب فحسب. فهي ليست طاعة ابن مطيع لأب حنون. وأمّا الذي يخبّئ كلمة الله في قلبه، فإنه يعمل من القلب. فقلبه منخرط في كل شيء، ويُسَر بعمل إرادة أبيه السماوي لأن شريعته في قلبه.” كلارك (Clarke)
2. وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى ٱلْفَهْمِ: يوحي هذا ببذل الجهد. إذ ينبغي إشراك القلب في الفهم. فلن يحدث هذا بالصدفة. إذ ينبغي أن تُطلب الحكمة والتمييز والفهم كما لو أـنها فضة وكنز مخفي.
وصف سليمان في هذه الآيات القليلة طرقًا كثيرة يتوجب علينا بها أن نسعى وراء الحكمة. ولن يخيب أمل من يسعى وراء الحكمة بهذه الطريقة. “لكن يتوجب أن يكون البحث جادًّا وشاقًّا. فلا تُعلَن طريقة الحكمة أبدًا للّاهين وغير الجادين.” مورجان (Morgan)
ü قبلتَ
ü خبّأتَ
ü تميل
ü تُعَطِّف
ü دعوتَ ورفعت صوتك
ü طلبتَ، بحثتَ
“يتوجب أن يكون هنالك استعداد ورغبة في المعرفة (أمثال 2: 1-2). ويتوجب عليك أن تضيف إلى ذلك الاجتهاد. إن العبارات المضيئة هنا هي ’دعوت‘ (صرخت)، و’رفعت صوتك،‘ و’طلبتَ‘ و’بحثتَ.‘ وتشير كلها إلى الرغبة، معبّرة عن نفسها في تكريس.” مورجان (Morgan)
وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى ٱلْفَهْمِ: “انتباه الجسد، وانتباه العقل، وانتباه الذاكرة كلها أمور لا غنى عنها للذين يرغبون في أن يكونوا باحثين في الحكمة، مثل الملك إدوارد السادس الذي كان يقف دائمًا عند الاستماع إلى كلمة الله، والتي كان يسعى إليها فيما بعد باجتهاد، ويطبع العظة على مشاعره عن طريق التأمل.” تراب (Trapp)
إِنْ طَلَبْتَهَا كَٱلْفِضَّةِ: “يشير هذا إلى الفضة كمعدن مستخرج ومصهور، وليس كمعدن ثمين في حالته الأصلية.” والتكي (Waltke)
إِنْ طَلَبْتَهَا كَٱلْفِضَّةِ: “بنفس الاجتهاد الذي لا يعرف الكلل، والرغبة الجادّة، والتوقع الصبور تحت كل التأخيرات، وخيبات الأمل، والصعوبات، والتي يستخدمها أبناء العالم في شراء الثروات أو في التنقيب في مناجم الفضّة.” بولي (Poole)
“كيف يطلب البشر المال؟ ما الشيء الذي لن يفعلوه ليصبحوا أثرياء؟ أيها القارئ، اطلب خلاص نفسك بنفس الجدية التي يسعى إليها الرجل الجشع إلى الغنى. واخجل من نفسك إذا لم تُبدِ نفس الجدية التي يبديها ذلك الرجل في سعيه إلى ثروة زائلة.” كلارك (Clarke)
3. فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ ٱلرَّبِّ: وضع سليمان مبدأ أن مخافة الرب رأس كل حكمة ومعرفة (أمثال 1: 7). وهو يعلّمنا هنا أنه من دون بذل جهد في طلب الحكمة، فإننا سنقصّر في مخافة الرب ومَعْرِفَةِ ٱللهِ.
“وباختصار، تشير ’معرفة الله‘ إلى حميمية شخصية معه من خلال طاعة كلمته (انظر 1 صموئيل 3: 7).” والتكي (Waltke)
ب) الآيات (6-9): منفعة الحكمة.
6لِأَنَّ ٱلرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ وَٱلْفَهْمُ. 7يَذْخَرُ مَعُونَةً لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ مِجَنٌّ لِلسَّالِكِينَ بِٱلْكَمَالِ، 8لِنَصْرِ مَسَالِكِ ٱلْحَقِّ وَحِفْظِ طَرِيقِ أَتْقِيَائِهِ. 9حِينَئِذٍ تَفْهَمُ ٱلْعَدْلَ وَٱلْحَقَّ وَٱلِٱسْتِقَامَةَ، كُلَّ سَبِيلٍ صَالِح.
1. لِأَنَّ ٱلرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً: هذا هو سبب كون مخافة الرب أساسًا لكل حكمة وجانبًا جوهريًّا من السعي إليها. فالحكمة الحقيقية موجودة فيه، وهو يعطيها.
2. مِنْ فَمِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ وَٱلْفَهْمُ: إن أهم طريقة يعطي بها الله الحكمة هي كلام فمه. فكلمته تعلن المعرفة والفهم. وفي كلمته يذخر الحكمة السليمة للمستقيمين.
3. حِينَئِذٍ تَفْهَمُ ٱلْعَدْلَ وَٱلْحَقَّ وَٱلِٱسْتِقَامَةَ: المعنى هنا هو أننا نحتاج إلى هذا الدفاع من الله لكي نكتسب فهمًا صحيحًا. فهنالك أفكار كثيرة غير سليمة في العالم نحتاج إلى الحماية منها. ولن نتمسك أبدًا بما هو حكيم وصحيح من دون حماية مما هو زائف وأحمق.
- حِينَئِذٍ تَفْهَمُ ٱلْعَدْلَ وَٱلْحَقَّ وَٱلِٱسْتِقَامَةَ: يفهم كل من يتعلم من الله كل شريعة العدل والرحمة والبر والحق. فقد كتبها الله على قلبه. ومن يفهم هذه الأمور من الكتب فقط، فليس من المرجح أن يمارسها أو أن يستفيد منها.” كلارك (Clarke)
كُلَّ سَبِيلٍ صَالِحٍ: “تشير الكلمة magal العبرية المترجمة إلى ’سبيل‘ إلى آثار عربة، أو الشقوق التي تحدثها عجلات العربات في الطريق. فعندما تكون الأرض ليّنة، تضغط عجلات العربة على الأرض فتترك آثارًا يتعيّن على الآخرين اتِّباعها عندما تجف وتتقسّى.” والتكي (Waltke) ونحن نصنع سبلًا وآثارًا، وشقوقًا لحياتنا. وتساعدنا الحكمة على أن نستفيد من ’الآثار‘ أو العادات المفيدة.
ثانيًا. قوة الحكمة للحماية
أ ) الآيات (10-11): البيان العام.
10إِذَا دَخَلَتِ ٱلْحِكْمَةُ قَلْبَكَ، وَلَذَّتِ ٱلْمَعْرِفَةُ لِنَفْسِكَ، 11فَٱلْعَقْلُ يَحْفَظُكَ، وَٱلْفَهْمُ يَنْصُرُكَ.
1. إِذَا دَخَلَتِ ٱلْحِكْمَةُ قَلْبَكَ: ذكر سليمان فكرة الحماية المتعلقة بالحكمة (أمثال 2: 7-8). وهو الآن يشرح أن شيئًا يحدث عندما نكتسب الحكمة، عندما نثمّن معرفة الله (لَذَّتِ ٱلْمَعْرِفَةُ لِنَفْسِكَ).
تؤكد الآيتان 10-11 أن الله يعطي كلًّا من اللذة والثبات في الحياة. فكلّما تعلّم المرء الحكمة، زادت رغبته فيها واستمتاعه بها. وعلاوة على ذلك، فإن الحماية التي توفرها الحكمة هي أنها تحفظ تابعها من اتخاذ قرارات سيندم عليها لاحقًا.” جاريت (Garrett)
وَلَذَّتِ ٱلْمَعْرِفَةُ لِنَفْسِكَ: “يُميت (يُخْمِل) الفرح الروحي الخطية. ولا يتوق فمه إلى التدبير المألوف الذي ذاقه مؤخرًا من الأطايب. لا بدّ أن تكون هنالك لذة في طرق الله، لأنه عندئذٍ يُسلم البشر نفوسهم لله الذي هو ينبوع كل خير وصلاح، ومن هنا ينفرون كثيرًا من حماقات الخطية.” تراب (Trapp)
2. فَٱلْعَقْلُ (حسن التمييز) يَحْفَظُكَ: نحن نحتاج إلى حماية الله لنكتسب الحكمة (أمثال 2: 7-8)، لكن الحماية تحمينا أيضًا. فالفهم يحفظنا من العواقب الحمقاء المؤذية الكثيرة في الحياة.
ب) الآيات (12-15): الحكمة تنقذنا من الأشرار.
12لِإِنْقَاذِكَ مِنْ طَرِيقِ ٱلشِّرِّيرِ، وَمِنَ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْمُتَكَلِّمِ بِٱلْأَكَاذِيبِ، 13ٱلتَّارِكِينَ سُبُلَ ٱلِٱسْتِقَامَةِ لِلسُّلُوكِ فِي مَسَالِكِ ٱلظُّلْمَةِ، 14ٱلْفَرِحِينَ بِفَعْلِ ٱلسُّوءِ، ٱلْمُبْتَهِجِينَ بِأَكَاذِيبِ ٱلشَّرِّ، 15ٱلَّذِينَ طُرُقُهُمْ مُعْوَجَّةٌ، وَهُمْ مُلْتَوُونَ فِي سُبُلِهِمْ.
1. لِإِنْقَاذِكَ مِنْ طَرِيقِ ٱلشِّرِّيرِ: ستحفظك الحكمة من السير في طرق الشر، ومن معاشرة ٱلْإِنْسَانِ ٱلْمُتَكَلِّمِ بِٱلْأَكَاذِيبِ وبأمور منحرفة. قد تنجذب طبيعتنا الساقطة إلى الأمور المنحرفة، لكن الحكمة ستحرسنا من ذلك السبيل، ومن ٱلتَّارِكِينَ سُبُلَ ٱلِٱسْتِقَامَةِ.
“تُعَرَّف الحماية الموعودة أولًا بأنها إنقاذ من الرجال المارقين أو المرتدين الذين اختاروا السبل المظلمة المعوجة بدلًا من طرق الأب الساطعة والمستقيمة.” والتكي (Waltke)
2. ٱلْفَرِحِينَ بِفَعْلِ ٱلسُّوءِ، ٱلْمُبْتَهِجِينَ بِأَكَاذِيبِ ٱلشَّرِّ: لا تنجذب الطبيعة الساقطة إلى ما هو شرير ومعوج فحسب، بل تفرح وتبتهج بذلك أيضًا. ويُطرح العار، ويُحتفل بما هو خطأ ومنحرف. فليس الاحتفال بالاعوجاج مقصورًا على زمننا هذا، لكن من المؤكد أنه يَسَم عصرنا الحاضر.
- الابتهاج باعوجاج الأشرار: “هم يبتهجون Yagilu وهذا هو الموازي الخارجي للفرح الداخلي. وهو يعبّر عن صيحات الفرح الغزيرة الحماسية العفوية، مثل تلك الصيحات التي كانت تُسمع في المسارح والمدارج الدموية.” والتكي (Waltke)
3. ٱلَّذِينَ طُرُقُهُمْ مُعْوَجَّةٌ، وَهُمْ مُلْتَوُونَ فِي سُبُلِهِمْ: تحمينا الحكمة من هؤلاء الأشرار. فإن لم نكن محميين بالحكمة، فإن طرقهم المعوجة ستأتي لتؤذينا، وسنعاني من طبيعتهم الملتوية.
ج) الآيات (16-22): تنقذنا الحكمة من المرأة المنحلة أخلاقيًّا.
16لِإِنْقَاذِكَ مِنَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْأَجْنَبِيَّةِ، مِنَ ٱلْغَرِيبَةِ ٱلْمُتَمَلِّقَةِ بِكَلَامِهَا، 17ٱلتَّارِكَةِ أَلِيفَ صِبَاهَا، وَٱلنَّاسِيَةِ عَهْدَ إِلَهِهَا. 18لِأَنَّ بَيْتَهَا يَسُوخُ إِلَى ٱلْمَوْتِ، وَسُبُلُهَا إِلَى ٱلْأَخِيلَةِ. 19 كُلُّ مَنْ دَخَلَ إِلَيْهَا لَا يَؤُوبُ، وَلَا يَبْلُغُونَ سُبُلَ ٱلْحَيَاةِ. 20حَتَّى تَسْلُكَ فِي طَرِيقِ ٱلصَّالِحِينَ وَتَحْفَظَ سُبُلَ ٱلصِّدِّيقِينَ. 21لِأَنَّ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ يَسْكُنُونَ ٱلْأَرْضَ، وَٱلْكَامِلِينَ يَبْقَوْنَ فِيهَا. 22أَمَّا ٱلْأَشْرَارُ فَيَنْقَرِضُونَ مِنَ ٱلْأَرْضِ، وَٱلْغَادِرُونَ يُسْتَأْصَلُونَ مِنْهَا.
1. لِإِنْقَاذِكَ مِنَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْأَجْنَبِيَّةِ (المنحلة أخلاقيًّا): هنا يتحدث سليمان إلى ابنه على نحو خاص (أمثال 2: 1) الذي يمكن أن ينخدع بسهولة من المرأة المنحلة (الزانية)، فتوقعه في شباكها. ويمكن للحكمة أن تحميه منها.
حكمة الكتاب المقدس أكثر تعقيدًا وتطورًا من الأفكار الشائعة في عالمنا اليوم. إذ يوجد اليوم ميل إلى رؤية الأشياء من دون تمييز بين الفروق البسيطة. فعلى سبيل المثال، نحن نعتقد أن كل النساء ضحايا لكل الرجال. ويرفض هذا فكرة المرأة المنحلة أخلاقيًّا، معتقدين أنه إذا كان هناك اتصال جنسي بين رجل وامرأة، فلا بد أن الرجل هو الجاني وأنها هي الضحية. ويدرك الكتاب المقدس أن الكائنات البشرية والعلاقات البشرية أكثر تعقيدًا من ذلك.
المرأة المنحلة … المتملقة (المُغوية): “يعني هذان التعبيران حرفيًّا ’أجنبية‘ أو ’غريبة،‘ أي في سياق خارج العلاقات السليمة بالرجل (انظر الآية 17ب)، أي أنها عاهرة أو زانية.” كيدنر (Kidner)
2. مِنَ ٱلْغَرِيبَةِ ٱلْمُتَمَلِّقَةِ بِكَلَامِهَا: قبل أن يصف سليمان المرأة المنحلة أخلاقيًّا بأية طريقة أخرى، كتب عنها أنها تغوي (تتملق) باستخدام كلماتها. ويبيّن سفر الأنشاد أن الملك سليمان عرف قوة شكل المرأة، لكن توجد أيضًا قوة أعظم في كلمات المرأة المنحلة المتملّقة.
ٱلْمُتَمَلِّقَةِ بِكَلَامِهَا Hechelikah هي التي تصقل نفسها بكلامها المعسول. ويشير النص العبري إلى كلام العاهرة الزلق المُداهن. ويفترض أن الكلمة الإنجليزية المترجمة إلى ’يَلْعَق‘ مستمدة من هذه الكلمة الأصلية.” كلارك (Clarke)
متملقة: “هذه الكلمة مشتقة من جذر اسم استُخدم في وصف أحجار داود الخمسة الملساء. ويُستخدم الفعل حرفيًّا دائمًا بمعنى “جعل المعدن ملسًا أو مصقولًا (إشعياء 41: 7). لكنه استُخدم مرة (هوشع 10: 2) بصورة مجازية لوصف قلب ناعم أو ملس، أي مخادع.” والتكي (Waltke)
“ينبع تعقيد الاحتكام هنا من كلمات متملقة. فالزانية تتحدث بنعومة (انظر أمثال 5: 3). ونحن نجد مثلًا لهذا الكلام في أمثال 7: 14-20.” روس (Ross)
3. ٱلتَّارِكَةِ أَلِيفَ صِبَاهَا: كان لدى المرأة الفاسقة التي قصدها سليمان سجل سابق من الخيانة وعدم الأمانة. وقد كان هذا واضحًا بين الرجال فحسب، لكن أيضًا، وبشكل أهم، في علاقتها بالله (وَٱلنَّاسِيَةِ عَهْدَ إِلَهِهَا).
وَٱلنَّاسِيَةِ عَهْدَ إِلَهِهَا: الزواج عهد مختلط. فهو ديني جزئيًّا ومدني جزئيًّا. ويربط الاثنان نفسيهما بالله أولًا، ثم أحدهما بالآخر. ويتم الربط مع الله المستعد بما يكفي لقبول الخسارة.” تراب (Trapp)
4. لِأَنَّ بَيْتَهَا يَسُوخُ (يؤدي) إِلَى ٱلْمَوْتِ: إنه جزء مهم من حماية الحكمة أن تعرِّفنا أين تؤدي الطريق التي نسلك فيها. يبدو الوقت الذي نقضيه مع المغوية المتملقة رائعًا، لكن الحكمة تساعدنا على فهم إلى أين يؤدي هذا … إلى الموت.
لِأَنَّ بَيْتَهَا يَسُوخُ إِلَى ٱلْمَوْتِ: “لكن، يا للأسف! لقد أضاع كثيرون نفوسهم في هذه الطريق. فالشهوات الجسدية، بالتخصص، ’تحارب النفس.‘ [1 بطرس 2: 12] ويقول أحدهم إنه ما من شيء أثرى الجحيم كثيرًا مثل الوجوه الجميلة.” تراب (Trapp)
كتب ماثيو بول (Matthew Poole) عن طرق كثيرة تبيّن كيف أن بَيْتَهَا يَسُوخُ إِلَى ٱلْمَوْتِ. “بإهدار حيوية الرجل، وتقصير حياته، وتعريضه لأمراض كثيرة خطرة أعلن الأطباء وأثبتوا أنها من تأثيرات الشهوة المفرطة، إضافة إلى غضب الأزواج الغيورين أو الأصدقاء، وأحيانًا سيف العدالة المدنية. ولا شك أن هذا سيؤدي، من دون توبة، إلى غضب الله والموت الثاني.”
لِأَنَّ بَيْتَهَا يَسُوخُ إِلَى ٱلْمَوْتِ: “سرعان ما تصاب المرأة التي تترك نفسها للدعارة بأمراض تنقلها للعامة. وهذه الأمراض، قبل كل شيء، أكثر توقيعٍ سرعةً وفاعلية على جواز سفر للانتقال إلى العالم غير المرئي.” كلارك (Clarke)
وَسُبُلُهَا إِلَى ٱلْأَخِيلَةِ: “هي لا تغرق في الموت فحسب، لكن سُبُلها نفسها تؤدي إلى الأخيلة. والأخيلة هم أرواح الموتى، سكان الهاوية. ويصف هذا التعبير الاستمرار الغامض للذين فقدوا حيويتهم وقوّتهم.” روس (Ross)
وَسُبُلُهَا إِلَى ٱلْأَخِيلَةِ: “ومن ناحية أخرى، فإن أولئك الذين يدخلون بيت المرأة الفاسقة لن يروا إلا أشباح الذين سبقوهم، ويكتشفون بعد فوات الأوان أنه ما من مخرج.” جاريت (Garrett)
5. كُلُّ مَنْ دَخَلَ إِلَيْهَا لَا يَؤُوبُ: كما هو الحال مع عبارات كثيرة في سفر الأمثال. ليس هذا وعدًا مطلقًا، لكنه مبدأ صحيح. لقد سبق أن رأى سليمان كثيرين ينحدرون في سبيل الموت مع امرأة منحلة أخلاقيًّا، من دون أن يعودوا إلى طريق الحكمة.
كُلُّ مَنْ دَخَلَ إِلَيْهَا: “نجد هذا التعبير في تكوين 16: 2 على صورة ’ادخلْ على‘ امرأة واحدة (جاريتي)، وعلى صورة ’دخل على‘ نساء (بنات الناس) في تكوين 6: 2 في إشارة محددة إلى الجماع الجنسي.
يصعب استصلاح حياة أُولِعت بالانحلال الخلقي والخطية الجنسية في مرحلة مبكرة من الحياة. وإنه لأفضل بكثير أن لا تسلك هذه السبل. ولهذا نبّه سليمان قائلاً: ’كُلُّ مَنْ دَخَلَ إِلَيْهَا لَا يَؤُوبُ.‘ “نادرًا ما يتوب الزناة والداعرون، لكنهم بشكل عام يتقسّون بقوة تلك الشهوة وخِداعها، وبدينونة الله العادلة التي تنصبّ على مثل هؤلاء الأشخاص على نحو مميز.” بولي (Poole)
6. وَٱلْغَادِرُونَ يُسْتَأْصَلُونَ مِنْهَا: ذكّر سليمان ابنه بعواقب سبيل المرأة المُغوية. فهي تستدعي دينونة الله الذي وعد، حسب عهده مع إسرائيل، بأن ٱلْمُسْتَقِيمِينَ (سوف) يَسْكُنُونَ ٱلْأَرْضَ، وأمّا ٱلْغَادِرُونَ (سوف) يُسْتَأْصَلُونَ مِنْهَا. وتمنحنا هذه العواقب خيارًا واضحًا – إما هذا وإما ذاك.
“هنالك ثمن ينبغي دفعه إذا أردنا أن نحصل على حكمة روحية. لكن هنالك ثمنًا أعظم ينبغي دفعه إذا لم نحصل عليها. ولهذا، يتوجب علينا أن نسلك مع الله من خلال دراسة كلمته.” ويرزبي (Wiersbe)
لِأَنَّ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ يَسْكُنُونَ ٱلْأَرْضَ: هنا يتحدث الرجل الحكيم على طريقة شريعة موسى الذي عاش بموجبها [تثنية 11: 8].” تراب (Trapp)
“هنا سيُقطع الأشرار لأنهم يدنّسون الأرض ويهدِّدون علاقة الأبرار بالله.” والتكي (Waltke)