سفر التثنية – الإصحاح ١٣
المحافظة على عبادة الله نقية
أولًا. الحماية من الذين يغوون إسرائيل ليعبدوا آلهة أخرى
أ ) الآيات (١-٣): الحماية من المُضل الذي يأتي بآيات معجزيه.
١«إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، ٢وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلًا: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا، ٣فَلاَ تَسْمَعْ لِكَلاَمِ ذلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الْحَالِمِ ذلِكَ الْحُلْمَ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِكَيْ يَعْلَمَ هَلْ تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ.
١. حَالِمٌ حُلْمًا: يمكن أن تكون الأحلام من الله (كما نقرأ في سفر العدد ١٢: ٦، أو في تكوين ٣٧: ٥-١١)، كما يمكن أن تكون الأحلام نبوات كاذبة (كما في إرميا ٢٣: ٢٥-٢٦). ويجب أن نكون حذرين حتى لا نهتم كثيرًا بالأحلام، وبدلًا من ذلك علينا أن نسمح لله أن يؤكد لنا أي حلم نعتقد أنه يحمل رسالة منه. سيكون من غير المعتاد أن يتحدث الله فقط من خلال حلم، دون أي تأكيد آخر.
٢. وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ: لقد حذر موسى الشعب من أنه قد يقوم من وسطهم أنبياء أو صانعو آيات، ويمكنهم أن يعملوا آيَةُ أَوِ اُعْجُوبَةُ.
• يخبرنا سفر التثنية ١٨: ٢٢ كيف نتصرف وماذا نفعل مع النبي الذي يتكلم بكلمة ولا تحدث أو تتحقق. لكن هذا النص يخبرنا ماذا نفعل بالنبي الذي يتكلم بكلمة فتحدث، لكنهم يتكلمون ضد ما أعلنه الله في كلمته.
٣. حَدَثَتِ (تَحَقَّقَتْ) الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ: العديد من المؤمنين يتجاهلون هذه الحقيقة المُنبهة في عصرنا اليوم فيهملون التمييز بين الأمور. فالحقيقة هي أن الآيات والعجائب لا يمكن أن تكون دليلًا على الحق أو على يد الله.
• أولئك الذين يقتنعون على الفور عند رؤية قوة خارقة للواقع أو للطبيعة يكونون في خطر التعرض لخداع كبير. تذكرنا رسالة تسالونيكي الثانية ٢: ٩ عن الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ.
• ولهذا قال يسوع وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ (مرقس ١٦: ١٧). الآيات تتبع المؤمنين بدلًا من أن يتبع المؤمنون الآيات.
٤. فَلاَ تَسْمَعْ لِكَلاَمِ ذلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الْحَالِمِ ذلِكَ الْحُلْمَ: سوف يفحص التمييز الإلهي دائمًا رسالة القائد الروحي بعناية، بدلًا من الاختبارات الروحية التي قد تحيط حياته.
٥. لأنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِكَيْ يَعْلَمَ هَلْ تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ: هذا يوضح أحد أسباب سماح الله بوجود مثل هؤلاء المخادعين بين شعبه – وهو امتحان قلوب شعبه وفحصها، لمعرفة ما إذا كانوا يحبون إله الحق حقًا أم أنهم يبحثون فقط عن آية أو اختبار روحي.
• “وخاصة أن هناك آيات كثيرة، مثل التي يظنها الناس أنها عجائب، يمكن أن تصنعها أرواح شريرة، وقد سمح الله بها لأسباب مختلفة حكيمة وعادلة، وليس فقط لامتحان الصالحين، كما هو يلي لاحقًا، ولكن أيضًا لمعاقبة الأشرار، الذين لن يقبلوا الحقائق الإلهية، على الرغم من أنها تشهد بمعجزات كثيرة واضحة لا تقبل الشك، وبالتالي يتعرضون لهذه الإغراءات لتصديق الأكاذيب.” بوله (Poole)
ب) الآيات (٤-٥): عقوبة المخادع الذي يأتي بالآيات.
٤وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ، وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ، وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ، وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، وَبِهِ تَلْتَصِقُونَ. ٥وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، لِكَيْ يُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ.
١. وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ: أوصى الرب إسرائيل أولًا بألا يسمحوا للمخادع أن ينجح في تضليلهم. ومهما كان الخداع جذابًا، كان عليهم أن يستمروا في التركيز على السير بأمانة مع الله بحسب الحق الذي أعلنه لهم.
٢. وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ: كانت إسرائيل القديمة حالة فريدة من نوعها، حيث كانت الحكومة المدنية معيّنة مباشرة من الله ومُكلَّفة بالحفاظ على النظام الروحي وكذلك النظام المدني. لذلك، كانت هذه البدعة وهذا الخداع يُعد جرائم يُعَاقب عليها بالإعدام.
• ولقرون عديدة، عندما كانت الكنيسة تمتلك السلطة السياسية، غالبًا ما مارست هذه العقوبة أيضًا. فغالبًا ما تم تسليم الهراطقة إلى الحكومة المدنية لإعدامهم. كتب تراب (Trapp) في منتصف القرن السابع عشر: “لا تزال هذه السلطة في يد القاضي المؤمن، لإنزال عقوبة الإعدام بالهراطقة الفظين.”
• وبينما نحن معجبون بأولوياتهم (إنهم يقضون بأن قتل المهرطق لحياة النفوس الأبدية هو الأكثر خطورة من قتل أجساد المهرطقين الأرضية)، نجدهم يجهلون مبدأ هامًا يخص مملكة يسوع. فعلى نقيض مملكة إسرائيل القديمة: أعلن يسوع ’مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ‘ (يوحنا ١٨: ٣٦)، بينما كانت مملكة إسرائيل من هذا العالم إلى حد كبير. فلم يحدث من قبل أو منذ ذلك الحين أن عيّن الله مملكة مثل إسرائيل لتكون أمته في هذا العالم كما عين إسرائيل القديمة، لذلك سيكون من الخطأ بالنسبة لنا إعدام الهراطقة اليوم.
• ومع ذلك، يجب على الكنيسة كمجتمع وعلى المؤمنين كأفراد أن يصدّوا ويرفضوا أي دعم لمثل هؤلاء الهراطقة في وسطهم. يجب عليهم أن يميزوا ليستبعدوا أولئك الذين يروجون لأنفسهم على أنهم رجال ونساء يصنعون المعجزات بالمسحة والإيمان، ولكنهم يعلّمون الهرطقة في العقائد الأساسية.
ج) الآيات (٦-١١): عقوبة القريب الذي يقود الإسرائيلي لعبادة آلهة أخرى.
٦«وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلًا: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ ٧مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكَ، الْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ الْبَعِيدِينَ عَنْكَ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، ٨فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ، ٩بَلْ قَتْلًا تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلًا لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا. ١٠تَرْجُمُهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ الْتَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. ١١فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ.
١. أَخُوكَ… ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ: إذا كانت أي من هذه العلاقات الإنسانية الوثيقة ستقود الإنسان إلى عبادة آلهة أخرى، فلا ينبغي أن تكون مرفوضة فقط (فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ). بل ليقتلوا (بَلْ قَتْلًا تَقْتُلُهُ).
• في الواقع، يجب أن يكون القريب أحد الشهود الرئيسيين ضد الطرف المذنب: يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلًا لِقَتْلِهِ. لقد كانت هذه “رمية الحجر الأول،” أي بدء تنفيذ حكم الإعدام على يد أحد الشهود على هذه الجريمة الكبرى.
• وهذا يوضح أيضًا أن الله لا يعطي أبدًا الأولوية القصوى للعلاقات العائلية؛ إذا ترك أحد أفراد العائلة الرب، فلا يجب أن نتبعه أبدًا بعيدًا عن الرب. فيسوع يأتي دائمًا أولًا، كما قال في متى ١٠: ٣٧ “مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي.”
٢. وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا: هذا يوضح مدى حزم الله وجديته من جهة قيادة شخص آخر إلى عبادة الأوثان. فحتى لو أغراك شخص متعاطف، وحتى لو فعل ذلك على انفراد، فلا ينبغي التسامح مع الإغواء لعبادة الأوثان.
• وهذا يذكرنا بكلمات يسوع في متى ١٨: ٦ “وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.” إذًا أي شخص يقود واحد من شعب الله إلى الضلال، فإنه يسيء إلى قلب الله بشدة.
٣. فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ: يقول العديد من الباحثين والنقاد المعاصرين أن عقوبة الإعدام ليست رادعًا للجريمة. والله يقول إنها رادع (إذا طُبقت بشكل صحيح بالطبع).
ثانيًا. حماية الأمة ككل من الذين يقودونها إلى عبادة الأوثان
أ ) الآيات (١٢-١٤أ): كيفية التعامل مع التقارير عن مدينة أُسلمت لعبادة الأوثان.
١٢«إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلًا: ١٣قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لَئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا. ١٤وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلْتَ جَيِّدًا…
١. وَفَحَصْتَ: إذا ظهرت أخبار عن مدينة إسرائيلية أُسلمت لعبادة الأوثان، فيجب أولًا إجراء تحقيق دقيق.
٢. وَفَتَّشْتَ وَسَأَلْتَ جَيِّدًا: إن هذا التدقيق يحفظ من اتخاذ حكمًا قاسيًا؛ ربما كان هناك عدد قليل من عبدة الأوثان في المدينة هم الذين يحتاجون إلى العقاب، وليس المدينة بأكملها. لقد أمر الله بإجراء تحقيق دقيق.
ب) الآيات (١٤ب-١٨): عقاب المدينة التي أُسلمت لعبادة الأوثان.
… وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ، قَدْ عُمِلَ ذلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ، ١٥فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. ١٦تَجْمَعُ كُلَّ أَمْتِعَتِهَا إِلَى وَسَطِ سَاحَتِهَا، وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ الْمَدِينَةَ وَكُلَّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ، فَتَكُونُ تَلاُ إِلَى الأَبَدِ لاَ تُبْنَى بَعْدُ. ١٧وَلاَ يَلْتَصِقْ بِيَدِكَ شَيْءٌ مِنَ الْمُحَرَّمِ، لِكَيْ يَرْجعَ الرَّبُّ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ، وَيُعْطِيَكَ رَحْمَةً. يَرْحَمُكَ وَيُكَثِّرُكَ كَمَا حَلَفَ لآبَائِكَ، ١٨إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، لِتَعْمَلَ الْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ.
١. ذلِكَ الرِّجْسُ: تشير كلمة رِجْسٍ هنا إلى عبادة الأوثان الجسيمة والمهينة. ولاحقًا في دانيال وفي العهد الجديد، تُستخدم الكلمة في عبارة “رِجْسَةَ الْخَرَابِ،” التي تشير إلى عبادة الأوثان النهائية الخاصة بضد المسيح – أي إقامة صورة وثنية لنفسه في قدس الأقداس (تسالونيكي الثانية ٢: ٣-٤).
• “إن مصطلح ’الرِّجْسُ‘ يُستخدم في العهد القديم للإشارة إلى شيء لا يرضي الله تمامًا ويشير إلى شيء غير نقي، وغير طاهر، وخالي تمامًا من القداسة.” طومسون (Thompson)
٢. فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا: إذا وجد التحقيق أن المدينة قد تم تسليمها لعبادة الأوثان، فسيتم معاملتها كمدينة كنعانية. وكان عليهم تدمير المدينة بِكُلِّ مَا فِيهَا، بما في ذلك ممتلكاتها. فيتم تسليم الممتلكات إلى الرب عن طريق تدميرها، وهو شكل من أشكال “التدمير المقدس.”
• وهذا يضمن أنه لا يمكن لأحد أن يستفيد ماديًا من إعلان مدينة أُسلمت لعبادة الأصنام. ولو لم يكن هذا الشرط موجودًا في شريعة موسى لكان من الممكن أن نتصور مدينة تُنهب تحت هذا الحجة.
• “نفس العقوبة التي لحقت بمدن الكنعانيين الملعونين، وبعد أن تساوا في الخطية، فمن المناسب والعادل أن يساويهم الله في العقاب.” بوله (Poole)
٣. فَتَكُونُ تَلاُ إِلَى الأَبَدِ لاَ تُبْنَى بَعْدُ: كانت المدينة المدمرة ستبقى كومة تَلاُ إِلَى الأَبَدِ. كلمة تَلاُ (tel) هي حرفيًا “تل،” وكلمة “تل” تستخدم باللغة العربية للدلالة على أي مشهد مُدَمر. في جميع أنحاء إسرائيل اليوم، يمكن للمرء أن يرى تلالًا غريبة ترتفع فوق السهل. هذه التلال هي بقايا المدن القديمة المدمرة، المغطاة بالغبار والأوساخ المتراكمة عبر كل تلك القرون.
٤. لِتَعْمَلَ الْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ: يوضح هذا أنه لم يكن على بني إسرائيل أبدًا اعتبار الروابط العرقية أو القومية أعظم من الروابط التي تربطهم بالرب الإله؛ فإذا استسلم أبناء وطنهم لعبادة الأوثان، فلن يُعفى عنهم.
• يطرح هذا الفصل سؤالًا مهمًا: ما الذي قد يؤدي إلى إبعادك عن الله؟ فهل الآيات والعجائب ستفعل ذلك؟ ماذا لو ترك شريك حياتك الله، أو جميع أصدقائك؟ ماذا لو أبعدتك الثقافة أو القومية أو الروابط العرقية عن يسوع؟ يجب ألا نسمح أبدًا أن تأتي مثل هذه الروابط قبل ارتباطنا بيسوع. وعلينا أن نقرر، كما تقول الترنيمة الإنجليزية: “حتى لو لم يصحبني أحد، سأظل تابعًا لك.”