تفسير سفر اللاويين 2
تقدمة الدقيق
أولًا. الإجراءات المتبعة لتقدمة الدقيق
أ ) الآيات (1-3): تقديم تقدمة الدقيق.
1إِذَا قَرَّبَ أَحَدٌ قُرْبَانَ تَقْدِمَةٍ لِلرَّبِّ، يَكُونُ قُرْبَانُهُ مِنْ دَقِيقٍ. وَيَسْكُبُ عَلَيْهَا زَيْتًا، وَيَجْعَلُ عَلَيْهَا لُبَانًا. 2وَيَأْتِي بِهَا إِلَى بَنِي هَارُونَ ٱلْكَهَنَةِ، وَيَقْبِضُ مِنْهَا مِلْءَ قَبْضَتِهِ مِنْ دَقِيقِهَا وَزَيْتِهَا مَعَ كُلِّ لُبَانِهَا، وَيُوقِدُ ٱلْكَاهِنُ تَذْكَارَهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. 3وَٱلْبَاقِي مِنَ ٱلتَّقْدِمَةِ هُوَ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ، قُدْسُ أَقْدَاسٍ مِنْ وَقَائِدِ ٱلرَّبِّ.
1. إِذَا قَرَّبَ أَحَدٌ قُرْبَانَ تَقْدِمَةٍ لِلرَّبِّ، يَكُونُ قُرْبَانُهُ مِنْ دَقِيقٍ: كانت تقدمة الدقيق عادة طحينًا ناعمًا ممزوجًا بشيء من الزيت واللبان. وكان جزء من هذا الدقيق يُحرق أمام الرب على المذبح. وبعد ذلك يُعطى الباقي إلى الكهنة لاستخدامهم الخاص في صنع الخبز لهم ولعائلاتهم (وَٱلْبَاقِي مِنَ ٱلتَّقْدِمَةِ هُوَ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ).
· رأى ج. كامبل مورجان (G. Campbell Morgan) بحق أن تقدمة الدقيق توحي بخدمتنا لله. ” كانت وجبة الدقيق عمل أيدي الناس، ومن ثمار الأرض، وهي نتيجة للزراعة والصناعة والإعداد. فكانت رمزًا لخدمة تقدَّم.”
· فكّر ماثيو بوله (Matthew Poole) في ثلاثة أسباب لتقديم الدقيق:
ü الدقيق والأشياء التي تنمو ذات ضرورةٍ وفائدةٍ عظيمتين للإنسان. ومن الملائم أن يكرَم الله بمثل هذه الأشياء.
ü كان حتى أفقر الناس قادرين على تقديم الدقيق. فقد أراد الله أن يفتح الباب للفقراء ليجلبوا تقدماتهم له.
ü جلبت تقدمة الدقيق أشياء ضرورية ومفيدة وأشياء تُزرع للكهنة.
· وصف بوله (Poole) الدقيق: “كان يُفحص، ويغربَل، وينقّى من كل نخالة، لأنه أمر ملائم أن تقدَّم أفضل الأشياء لأفضل كائن.”
· وَيَجْعَلُ عَلَيْهَا لُبَانًا: “كانت هذه المادة تستخدم في الغالب في الطقوس القديمة، لأنها كانت تنتج رائحة طيبة عند الاحتراق. وكان منتَجًا غاليًا جدًّا لأنه كان يُستورَد من الساحل الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية عبر (الطريق البري من) شبه الجزيرة. وفي العادة، كان لا يُستخدم إلا في الاحتفالات الطقسية.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
· “لأن الكهنة يمثّلون الله، فإن لديهم حقًّا في الذبائح المقدمة له. ومن الواضح أن تقدمة الدقيق كانت مصدر الدخل الرئيسي للكهنة.” روكر (Rooker)
· تخبرنا نحميا 13: 12 أن عشور الدقيق والزيت كانت تُخَزّن في غرف خاصة في الهيكل.
2. تَذْكَارَهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ: سمح الله بهذه الذبيحة غير الدموية وقبِلها كتعبير عن الشكر، لا كتكفير عن الخطية. وفي مجتمع كان معظم الأشخاص فيه مزارعين، كان هذا رمزًا ملائمًا للشكر على تدبيره الأمين.
- قُدْسُ أَقْدَاسٍ مِنْ وَقَائِدِ ٱلرَّبِّ: انصبّ التركيز في تقديم تقدمة الدقيق على الامتنان لله. فكان هذا يُعَد مقدَّسًا جدًا (قُدْسُ أَقْدَاسٍ) مبيّنًا تقدير الله العالي لشكرنا له.
ب) الآيات (4-10): أنواع مختلفة من تقدمة الدقيق.
4وَإِذَا قَرَّبْتَ قُرْبَانَ تَقْدِمَةٍ مَخْبُوزَةٍ فِي تَنُّورٍ، تَكُونُ أَقْرَاصًا مِنْ دَقِيقٍ، فَطِيرًا مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ، وَرِقَاقًا فَطِيرًا مَدْهُونَةً بِزَيْتٍ. 5وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُكَ تَقْدِمَةً عَلَى ٱلصَّاجِ، تَكُونُ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ، فَطِيرًا. 6تَفُتُّهَا فُتَاتًا وَتَسْكُبُ عَلَيْهَا زَيْتًا. إِنَّهَا تَقْدِمَةٌ. 7إِنْ كَانَ قُرْبَانُكَ تَقْدِمَةً مِنْ طَاجِنٍ، فَمِنْ دَقِيقٍ بِزَيْتٍ تَعْمَلُهُ. 8فَتَأْتِي بِٱلتَّقْدِمَةِ ٱلَّتِي تُصْطَنَعُ مِنْ هَذِهِ إِلَى ٱلرَّبِّ وَتُقَدِّمُهَا إِلَى ٱلْكَاهِنِ، فَيَدْنُو بِهَا إِلَى ٱلْمَذْبَحِ. 9وَيَأْخُذُ ٱلْكَاهِنُ مِنَ ٱلتَّقْدِمَةِ تَذْكَارَهَا وَيُوقِدُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. 10وَٱلْبَاقِي مِنَ ٱلتَّقْدِمَةِ هُوَ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ، قُدْسُ أَقْدَاسٍ مِنْ وَقَائِدِ ٱلرَّبِّ.
1. وَإِذَا قَرَّبْتَ قُرْبَانَ تَقْدِمَةٍ مَخْبُوزَةٍ فِي تَنُّورٍ (فرن): كان يمكن إحضار تقديم قربان الدقيق على شكل طحين ناعم مخبوز بالفعل أيضًا. ويمكن أن يُخبز في فرن (تنّور)، أو يُطبخ على صاج مسطح، أو يحضّر في طاجن (مقلاة مغطاة).
· بِغَضّ النظر عن الشكل الذي يتخذه قربان الدقيق، كان ينبغي أن يُعَد في البيت. ويمكننا أن نتخيل امرأة يهودية قديمة تُعِد بعناية أفضل ما يمكن أن يصنعه مطبخها وتقدمه لله كقربان. بدأ هذا التعبير عن التكريس والإخلاص في البيت، وإذا قُدِّم بقلب سليم، فسيكون رائحة سرور للرب.
· كان الطاجن (مقلاة مغطاة) مثل مقلاة عميقة كبيرة حديثة. “يقول الخبراء إن الحبوب المقدمة في الطاجن كانت تشبه أقراص الدونات.” هاريسون (Harrison). “ربما كانت أقراص الكعك هذه تُقلى أو حتى تُسلق على طريقة الزلابية.” هاريس (Harris)
2. أَقْرَاصًا مِنْ دَقِيقٍ، فَطِيرًا… وَرِقَاقًا فَطِيرًا مَدْهُونَةً بِزَيْتٍ: كما سيوصي الله لاحقًا في لاويين 2: 11، فإن الله لم يُرِد وجود خمير في قربان الدقيق. وفي هذه الصورة لقربان الدقيق، يمكننا القول إن الله لم يُرد لخدمته أن تتلوث بالخطية، بالخميرة.
· تَحَدّث يسوع عن خميرة الفريسيين والصدوقيين (متى 16: 6-12)، وخميرة هيرودس (مرقس 8: 15). وقد قصد بهذا عقائدهم وفلسفتهم.
· وتَحَدّث بولس عن خميرة الفساد والخطية (1 كورنثوس 5: 6-9).
ü “كانت خميرة الفريسيين هي الرياء، أي أنهم كانوا يتبعون طقسية بلا محتوى روحي أو أخلاقي. وكانت خميرة الصدوقيين هي العقلانية، أي الهيرودوسية، أو الدنيوية، والتخلص مما هو خارق للطبيعة. وتحَدّث بولس عن خميرة الإثم والشر، بالمقابلة مع الإخلاص والحق.” مورجان (Morgan)
ü “هذه هي التأثيرات المفسِدة التي لا ينبغي أن تختلط بخدمتنا. ففي كل العمل الذي نقوم به لله، ينبغي أن يكون هنالك غياب للرياء، والمادية، والروح المناهضة للمحبة والحق.” مورجان (Morgan)
ü إن كانت تقدمة الدقيق صورة للخدمة الصحيحة لله، فهي أيضًا تذكير بأنه لا ينبغي أن يكون تقصير في خدمتنا لله بإدخال الخميرة إليها. ونحن ممتنون لأن يسوع حقّق جوهر تقدمة الدقيق ومعناها من أجلنا بصفته ذاك الذي خدم الله بشكل كامل، والذي لم تلمس الخميرة خدمته بأي شكل من الأشكال.
ü يذَكَّر المؤمن في العهد الجديد أيضًا بأنه كما أن المؤمن في العهد القديم قدّم قربان الدقيق هذا لله، كذلك فإن يسوع المسيح، بصفته خبز الحياة، قدّم حياته لله (يوحنا 6: 32-35).” روكر (Rooker)
3. فَطِيرًا مَلْتُوتَةً (ممزوجة) بِزَيْتٍ: احتاجت تقدمات الدقيق إلى زيت معها. كان هذا أمرًا عمليًّا ساعد في تماسك الدقيق معًا، وفي الاحتراق بشكل صحيح. وكان هذا رمزًا أيضًا إلى أن خدمتنا، تقدمتنا، ينبغي أن تكون دائمًا في حضرة الروح القدس وتأثيره.
· “كان يعقوب هو أول من نقرأ عنه أنه كرّس قرابينه بالزيت [تكوين 28: 18]. وربما أخذ هذا عن أسلافه.” تراب (Trapp)
4. وَٱلْبَاقِي مِنَ ٱلتَّقْدِمَةِ هُوَ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ: إذا أُحضِرت تقدمة الدقيق كطحين ناعم، أو كخبز جاهز (مخبوز)، فإن جزءًا منه يذهب إلى الكهنة واحتياجاتهم.
ثانيًا. تعليمات خاصة حول تقدمة الدقيق
أ ) الآية (11): حظْر إضافة الخميرة والعسل إلى الدقيق.
11كُلُّ ٱلتَّقْدِمَاتِ ٱلَّتِي تُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ لَا تُصْطَنَعُ خَمِيرًا، لِأَنَّ كُلَّ خَمِيرٍ، وَكُلَّ عَسَلٍ لَا تُوقِدُوا مِنْهُمَا وَقُودًا لِلرَّبِّ.
1. كُلُّ ٱلتَّقْدِمَاتِ ٱلَّتِي تُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ لَا تُصْطَنَعُ خَمِيرًا: كان استخدام الخميرة ممنوعًا لأنها كانت صورة أو تمثيلًا للخطية وآثارها. وقد أضاف الإسرائيليون القدماء خميرتهم إلى عجينهم رشة من الخميرة المتبقية من الدفعة السابقة، كما في صُنع الخبز المتخمّر.
· كانت رشة صغيرة من العجين من الدفعة القديمة تجعل كتلة جديدة كاملة من العجين ترتفع وتنتفخ، منتشرة عبر الدفعة الجديدة كلها. ولهذا كان عملُ الخميرة يُعد توضيحًا لعمل الخطية والكبرياء. فكان يمكن لوجود القليل منها أن يفسد كل شيء.
· “كما أن قربان المحرقة كان لا بد أن يكون صحيحًا (بلا عيب)، كذلك كان لا بد أن يكون قربان الدقيق بلا خميرة.” مورجان (Morgan)
· غير أن الخبز المختمر كان جزءًا من قربان السلامة، ولم يكن يقدَّم على المذبح ليُحرق (لِأَنَّ كُلَّ خَمِيرٍ، لَا تُوقِدُوا … وَقُودًا لِلرَّبِّ). وفي تقدمة السلامة، كان الخبز المختمر جزءًا من قربان رفيعة (لاويين 7: 11-14) أو قربان الترديد (لاويين 23: 17).
2. وَكُلَّ عَسَلٍ لَا تُوقِدُوا … وَقُودًا لِلرَّبِّ: لأنه كان شيئًا مفضّلًا لتقديمه للآلهة الوثنية. فلم يُرِد الله أن يُعبد بنفس الطريقة التي كانت تُعبد بها الآلهة الوثنية الزائفة.
· عسل: “تُستخدم هذه الكلمة للإشارة إلى كل من عسل النحل أو من عصير فاكهة مُرَكَّز من الزبيب أو التمر.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
· كان أحد الأسباب وراء عدم رغبة الله في استخدام العسل في التقدمات هو “أن يعلّمنا أن عبادة الله لا تحكمها خيالات البشر وشهواتهم، بل إرادة الله، رغم أنهم ربما كانوا ممتنّين على العسل.” بوله (Poole)
· يمكن أن تجعل الخميرة الأشياء حامضة بشكل مصطنع، بينما يجعل العسل الأشياء حلوة بشكل مصطنع أيضًا. فلم يُرِد الله أيًّا منهما في القربان. فعندما نقدم أنفسنا ذبيحة حية لله (رومية 12: 1-2)، فإنه يريدنا أن نأتي كما نحن، من دون أن نجعل أنفسنا أكثر حموضة أو حلاوة بشكل مصطنع.
· فكّر ف. ب. ماير (F.B. Meyer) في هذه المسألة هكذا:
ü “لا خميرة – رمز ارتفاع الكبرياء والنفس”
ü “لا عسل – ما هو جذّاب وحِسّي.”
ب) الآية (12): قربان الأوائل (الباكورات).
12قُرْبَانَ أَوَائِلَ تُقَرِّبُونَهُمَا لِلرَّبِّ. لَكِنْ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ لَا يَصْعَدَانِ لِرَائِحَةِ سَرُورٍ.
1. قُرْبَانَ أَوَائِلَ: كان ينبغي تقديم أفضل الحصاد أو أول الحصاد (الأوائل، الباكورات) للرب، لكن ليسا كقربان الدقيق. إذ لم تكنونا لتُحرَقا على المذبح، بل كان ينبغي تقديمهما حسب إجراءات مختلفة.
2. لَا يَصْعَدَانِ لِرَائِحَةِ سَرُورٍ: كانت لدى الله إجراءات مختلفة لقربان الأوائل أو الباكورات لتقدمة الحبوب بشكل عام. وهي توصف في لاويين 2: 14–16.
ج) الآية (13): يتوجب أن يشمل كل قربان حبوب مِلحًا.
13وَكُلُّ قُرْبَانٍ مِنْ تَقْدِمَاتِكَ بِٱلْمِلْحِ تُمَلِّحُهُ، وَلَا تُخْلِ تَقْدِمَتَكَ مِنْ مِلْحِ عَهْدِ إِلَهِكَ. عَلَى جَمِيعِ قَرَابِينِكَ تُقَرِّبُ مِلْحًا.
1. وَكُلُّ قُرْبَانٍ مِنْ تَقْدِمَاتِكَ بِٱلْمِلْحِ تُمَلِّحُهُ: كان الملح جزءًا من القربان لأنه كان يدل على النقاوة والحفظ والتكلفة. إذ ينبغي لكل قربان أن يكون نقيًّا، وأن يكون قابلًا للديمومة، وأن يكلّف شيئًا. وفي هذه الآية الواحدة، كرر الله الأمر ثلاث مرات.
· يبطئ الملح كمادة حافظة عملية تعفُّن اللحم أو يوقفه. فمن طبيعة اللحم أن يفسد. لكن اللحوم المعالَجة بالملح تبقى في حالة جيدة.
· يشير الملح إلى الصداقة. فحسب العادات القديمة، كانت رابطة الصداقة تتوطد من خلال أكل الملح. وقد قيل إنه حالما تأكل ملحًا مع شخص، فإنك تصبح صديقه مدى الحياة. وقد أراد الله أن يكون كل قربان تذكيرًا بالصداقة.
· وفي السابق، أمر الله بأن لا تحتوي القرابين على عسل (لاويين 2: 11). ويعني الأمر بشمل الملح واستثناء العسل أن الله يريد إخلاص خدمتنا، لا أشياء تُجعل حلوة بشكل مصطنع. “هنالك نوع من دبس التقوى لا أطيقه أبدًا.” سبيرجن (Spurgeon)
· تبيّن حقيقة أن الله أمر بشمول رشة ملح في كل قربان حبوب أن الأشياء الصغيرة تهم في خدمتنا لله. فأمانتنا في الأشياء الصغيرة تُكرم الله. “أيها الإخوة، لا يوجد شيء تافه في خدمة الله. قد تبدو رشة ملح أمرًا غير مهم إلى حد بعيد، لكن الأمر ليس كذلك أمام الله.” سبيرجن (Spurgeon)
· خُصصت غرفة خاصة في الهيكل لتخزين الملح (مدراش 5: 3).” روكر (Rooker)
2. مِلْحِ عَهْدِ إِلَهِكَ: وهكذا كان لعهد الملح خصائص محددة. كان:
· عهدًا نقيًّا (يبقى الملح نقيًّا كمركب كيميائي)
· عهدًا دائمًا (يحفظ الملح الأشياء ويجعلها دائمة)
· عهدًا ثمينًا (كان الملح مكلفًا)
ü “الملح مادة حافظة، ولهذا فإنه رمز لفكرة العهد الذي لا يمكن القضاء عليه بالنار أو الانحلال. ويؤكد تعبير ’ملح العهد‘ ديمومة العهد أو أبديته.” روكر (Rooker)
ü تتكرر فكرة ملح العهد في 19 و2 أخبار 13: 5.
3. عَلَى جَمِيعِ قَرَابِينِكَ تُقَرِّبُ مِلْحًا: تحدّث يسوع عن الملح والذبيحة الحية في مرقس 9: 49-50. وهناك قال إنه يتوجب على الناس، بصفتهم ذبائح حية، أن يملَّحوا بنار وملح.
· ولأن الملح يشير إلى أشياء كثيرة – العهد، الصداقة، الإخلاص، النقاوة – فإن شمول الملح في جَمِيعِ قَرَابِينِكَ يشير إلى الطريقة التي ينبغي بها أن نخدم الله. ففي خدمتنا له، يتوجب علينا أن:
ü نتذكر العهد
ü نتذكر الشركة
ü نتذكر الإخلاص
ü نتذكر الطهارة
د ) الآيات (14-16): الإجراءات المتّبعة لتقديم قربان حبوب الباكورات.
14وَإِنْ قَرَّبْتَ تَقْدِمَةَ بَاكُورَاتٍ لِلرَّبِّ، فَفَرِيكًا مَشْوِيًّا بِٱلنَّارِ. جَرِيشًا سَوِيقًا تُقَرِّبُ تَقْدِمَةَ بَاكُورَاتِكَ. 15وَتَجْعَلُ عَلَيْهَا زَيْتًا وَتَضَعُ عَلَيْهَا لُبَانًا. إِنَّهَا تَقْدِمَةٌ. 16فَيُوقِدُ ٱلْكَاهِنُ تَذْكَارَهَا مِنْ جَرِيشِهَا وَزَيْتِهَا مَعَ جَمِيعِ لُبَانِهَا وَقُودًا لِلرَّبِّ.
1. وَإِنْ قَرَّبْتَ تَقْدِمَةَ بَاكُورَاتٍ لِلرَّبِّ: أمر الله إسرائيل في لاويين 2: 12 بأن لا يُحضِروا قرابين الباكورات بنفس الطريقة التي يُحضرون بها قرابين الدقيق. وهنا يخبرهم كيف يجلبون قرابين الباكورات.
· كانت فكرة البواكير مهمة. فكان أول حصاد وكل بكر للبهائم يخص الرب. ويمكن أن يُعَد هذا مخاطرة، لأن الأرض ربما لا تنتج الكثير، وربما لا تلد البقرة أو النعجة ثانية. غير أن الأول يخص الله.
· وعد الله بأن يبارك هذا العطاء من الباكورات والأبكار بإيمان. “أَكْرِمِ ٱلرَّبَّ مِنْ مَالِكَ وَمِنْ كُلِّ بَاكُورَاتِ غَلَّتِكَ، فَتَمْتَلِئَ خَزَائِنُكَ شِبْعًا، وَتَفِيضَ مَعَاصِرُكَ مِسْطَارًا” (أمثال 3: 9-10).
· كان الله يُسر برؤوس الحبوب الخضراء. “يدل هذا على أنه ينبغي أن يُخدم الله بباكورات عمرنا، منذ نعومة أظافرنا.” تراب (Trapp)