تفسير سفر اللاويين 3
قربان السلامة (السلام)
أولًا. تقديم البقر كذبيحة للسلامة
أ ) الآيات (1-2): تقديم البقر وذبحه كذبيحة للسلامة.
1وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ ذَبِيحَةَ سَلَامَةٍ، فَإِنْ قَرَّبَ مِنَ ٱلْبَقَرِ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى، فَصَحِيحًا يُقَرِّبُهُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. 2يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ قُرْبَانِهِ وَيَذْبَحُهُ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ، وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ ٱلْكَهَنَةُ ٱلدَّمَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا.
1. وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ ذَبِيحَةَ سَلَامَةٍ: بالمقابلة مع قربان المُحرقة (لاويين 1: 3)، يمكن أن يكون قربان السلامة حيوانًا ذكرًا أو أنثى. ومع ذلك، يجب أن يكون صحيحًا (بلا عيب).
· يعني ’بلا عيب‘ أننا نعطي الله الأفضل.
· يعني ’بلا عيب‘ أننا نحتاج إلى بديل خالٍ من الخطية.
· يشير ’بلا عيب‘ إلى يسوع، الذبيحة الكاملة (1 بطرس 1: 19).
ü لم يكن قربان السلامة (السلام) قربانًا يهدف إلى صنع سلام مع الله (فهذا هو قصد قربان الخطية في لاويين 4)، بل هدفَ إلى التمتع بالسلام مع الله. ويكمن كل السبب وراء قيام يسوع بصنع سلام بين الآب والمؤمن في التمتع بالسلام.
ü كان أعظم احتفال بتقديم قرابين السلامة على الإطلاق عندما دشّن سليمان الهيكل، حيث قدّم 22.000 من البقر، و 12.000 من الغنم (1 ملوك 8: 63). ولا بدّ أن هذا كان أعظم حفلة شواء في التاريخ. وفي وقت لاحق، أقام حزقيا احتفالًا قدّم فيه 2.000 ثور و 17.000 من الغنم كقرابين سلامة (2 أخبار 30: 24).
ü قُدِّم أعظم قربان للسلامة (للسلام) عندما قدّم يسوع نفسه كذبيحة على الصليب. فلم تكن ذبيحته ثمنًا لعقوبة الخطية فحسب، بل هدفت أيضًا إلى صنع سلام بين المؤمن والله، وهو سلام يمكن التمتع به الآن. “فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِٱلْإِيمَانِ لَنَا سَلَامٌ مَعَ ٱللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ” (رومية 5: 1). وتلاحظ أفسس 2: 14-16 أن يسوع المسيح صار سلامنا، وأنه هدم الجدار الفاصل (وَنَقَضَ حَائِطَ ٱلسِّيَاجِ ٱلْمُتَوَسِّطَ).
ü من الجدير بالذكر أنه يمكن استخدام حيوان ذكر أو أنثى. فعندما يتعلق الأمر بالسلام مع الله والشركة معه، لا يوجد فرق بين الذكر والأنثى (غلاطية 3: 28). فالجميع مرحب بهم أمام الله. وتوضح لاويين 7: 11-14 أيضًا أن قربان السلامة المقدم من أجل الشكر كان يقدَّم مع أقراص فطير ملتوتة مدهونة بزيت أو رقائق مختمرة أو خبز مختمر. فكانا يقدَّم هذان كقربان ترديد، ويمكن أن يُعَدّا إعلانًا نبويًّا عن جمع اليهود والأمم معًا في سلام يسوع المسيّا (أفسس 2: 11-18).
2. يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ قُرْبَانِهِ: كما كان الحال مع قربان المحرقة (لاويين 1: 4)، فإن الشخص الذي يقدّم القربان يوحّد نفسه مع الذبيحة البديلية، وينقل خطيته رمزيًّا إلى الذبيحة بوضع يده على رأسها.
3. وَيَذْبَحُهُ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ: كما كان الحال مع قربان المحرقة (لاويين 1: 5). والمعنى المرجح هنا (مع أنه غير مؤكد) أن الإسرائيلي الذي كان يجلب الذبيحة هو الذي كان يقطع عنق الحيوان الذي ينزف حتى الموت. وفيما بعد، كان يَرُشُّ بَنُو هَارُونَ ٱلْكَهَنَةُ ٱلدَّمَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا.
· كان هذا يحدث لَدَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ، عند المدخل بالذات. إذ هنالك كان الإسرائيلي يجلب ذبيحته إلى الكهنة. فلم يكن الإسرائيلي الذي لا يحمل الصفة الكهنوتية يدخل ساحة باب خيمة الاجتماع، إلا هنا عند المدخل، لدى باب الخيمة.
ب) الآيات (3-5): تقديم أجزاء الذبيحة.
3وَيُقَرِّبُ مِنْ ذَبِيحَةِ ٱلسَّلَامَةِ وَقُودًا لِلرَّبِّ: ٱلشَّحْمَ ٱلَّذِي يُغَشِّي ٱلْأَحْشَاءَ، وَسَائِرَ ٱلشَّحْمِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْأَحْشَاءِ، 4وَٱلْكُلْيَتَيْنِ، وَٱلشَّحْمَ ٱلَّذِي عَلَيْهِمَا ٱلَّذِي عَلَى ٱلْخَاصِرَتَيْنِ، وَزِيَادَةَ ٱلْكَبِدِ مَعَ ٱلْكُلْيَتَيْنِ يَنْزِعُهَا. 5وَيُوقِدُهَا بَنُو هَارُونَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ عَلَى ٱلْمُحْرَقَةِ ٱلَّتِي فَوْقَ ٱلْحَطَبِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلنَّارِ، وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ.
1. ٱلشَّحْمَ ٱلَّذِي يُغَشِّي ٱلْأَحْشَاءَ، وَسَائِرَ ٱلشَّحْمِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْأَحْشَاءِ: في قربان السلامة، كان دم الحيوان يقدَّم لله (لاويين 3: 2) مع الشحم الذي كان يُحرق على المذبح.
· “لم يكن ’ٱلشَّحْمَ‘ Heleb الذي يغطي الأعضاء والأحشاء ليؤكل، بل كان ينبغي حرقه. وكان الشحم يمثل الجزء الأفضل من الذبيحة، فكان يخص الله. وكان لا بد أن يقدم كذبيحة.” روكر (Rooker)
2. عَلَى ٱلْمَذْبَحِ عَلَى ٱلْمُحْرَقَةِ: كان المذبح الذي يتلقى نصيب الله من قربان السلامة هو نفس المذبح الذي يتلقى المحرقة – والتي تأتي أولًا. فالسلام والشركة مع الله يأتيان على نفس أساس قربان الله من أجل الخطية.
· وحسب المصطلحات المسيحية، يمكننا القول إن صليب يسوع هو المكان الوحيد الذي دُفع فيه ثمن الخطية بذبيحة المسيح. وهو أيضًا المكان الذي نتمتع فيه بسلام مع الله وشركته.
3. وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ: كان تقديم شَّحْمَ الحيوان من الأجزاء المتنوعة من الذبيحة المقطعة يرضي الله. كان رَائِحَةَ سَرُورٍ لِلرَّبِّ.
· كان يُعَد الشحم الجزء الأول، حيث كان يُضفي نكهة ورطوبة إلى لحم الحيوان. والشحم هو الطاقة المخزونة للحيوان. فهذه طريقة لإعطاء الله طاقة المرء وعمله للرب.
· الشحم (الدهن) هو طاقة الحيوان المخزونة. وهي تشير إلى تقديم طاقة المرء وعمله لله.
ü لا يوجد أي ذكر حول ما ينبغي فِعله حول أجزاء الحيوان من اللحم. ويعود هذا إلى أنه كان ينبغي مشاركة جزء منه مع الكهنة، مع إعطاء نصيب من اللحم إلى جالب الذبيحة ليأكله عادة مع عائلته المباشرة والممتدة.
ü “فكّر في هذه الوليمة المباركة مع الله. نحن الذين كنا ذات يوم بعيدين في مخيلاتنا الشريرة والعدائية جُعِلنا قريبين. ونحن الآن نجلس على مائدة الله كأبناء ونسمع ما يقوله: لنفرح ونبتهج. كان هذا ابني ميّتًا فعاش.” ماير (Meyer)
– يمكننا أن نحتفل ونأكل، لأن لدينا سلامًا مع الله.
– يمكننا أن نحتفل ونأكل، لأن لدينا سلام الله.
– يمكننا أن نحتفل ونأكل، لأن لدينا إله السلام.
4. رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ: يوضح مورجان أن هذا التعبير يُستخدم في القرابين الثلاثة الأولى (المُحرقة، وتقدمة الدقيق، وقربان السلامة). وهو لا يُستخدم في قربان الخطية أو قربان التعدي. والفكرة هي أن النار تُبرز الرائحة الزكية في القرابين الثلاثة الأولى. وفي القربانين الأخيرين، فإن النار تدمِّر.
· استخلص مورجان مبدأ روحيًّا من هذا: “إذا كان إنسان في حالة عصيان، وثابر على خطيته، فستقضي النار عليه. وإذا استسلم، فإن النار تُخرج النكهة الحلوة في معدنه الأخلاقي. وقد عرف يسوع النار التي تُخرج النكهة الحلوة في كمالاته المطلقة. وعرف أنها آكلة عندما مثَّل الخاطئ وجُعِل خطية.”
ثانيًا. تقديم الغنم كقربان للسلامة
أ ) الآيات (6-8): تقديم حمَل كقربان سلامة.
6وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مِنَ ٱلْغَنَمِ ذَبِيحَةَ سَلَامَةٍ لِلرَّبِّ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى، فَصَحِيحًا يُقَرِّبُهُ. 7إِنْ قَرَّبَ قُرْبَانَهُ مِنَ ٱلضَّأْنِ يُقَدِّمُهُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. 8يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ قُرْبَانِهِ وَيَذْبَحُهُ قُدَّامَ خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ. وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ دَمَهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا.
1. مِنَ ٱلْغَنَمِ: يمكن أن يكون قربان السلامة (السلام) حيوانًا من الغنم، خروفًا أو ماعزًا. فإن كان من الغنم، يتوجب أن يكون صحيحًا (بلا عيب)، وعلى جالبه أن يضع يده على رأس القربان ويذبحه، كما كان الحال مع قربان البقر للسلامة (لاويين 3: 2).
2. وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ دَمَهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ: كان تقديم الدم إلى الله من واجب الكهنة.
ب) الآيات (9-11): تقديم شحم الحمل المقدم كقربان للسلامة.
9وَيُقَرِّبُ مِنْ ذَبِيحَةِ ٱلسَّلَامَةِ شَحْمَهَا وَقُودًا لِلرَّبِّ: ٱلْأَلْيَةَ صَحِيحَةً مِنْ عِنْدِ ٱلْعُصْعُصِ يَنْزِعُهَا، وَٱلشَّحْمَ ٱلَّذِي يُغَشِّي ٱلْأَحْشَاءَ، وَسَائِرَ ٱلشَّحْمِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْأَحْشَاءِ، 10وَٱلْكُلْيَتَيْنِ، وَٱلشَّحْمَ ٱلَّذِي عَلَيْهِمَا ٱلَّذِي عَلَى ٱلْخَاصِرَتَيْنِ، وَزِيَادَةَ ٱلْكَبِدِ مَعَ ٱلْكُلْيَتَيْنِ يَنْزِعُهَا. 11وَيُوقِدُهَا ٱلْكَاهِنُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودٍ لِلرَّبِّ.
1. وَيُقَرِّبُ: كانت الإجراءات المتبعة بشكل عام تلك المتّبعة مع قربان الثور أو البقرة (لاويين 3: 3-5). وكان الدم والشحم يقدَّمان للرب، بينما كانت أنصبة اللحم غير المذكورة لجالب التقدمة وللكاهن.
2. ٱلْأَلْيَةَ صَحِيحَةً مِنْ عِنْدِ ٱلْعُصْعُصِ يَنْزِعُهَا: كان تقديم الألية أمرًا مهمًّا. وكان هذا القسم من الحيوان يعد من أطايب الطعام، ويمكن أن يصل وزنه إلى 27 كيلوغرامًا. ورغم أن هذا الجزء من الحيوان كان مثمّنًا، إلا أنه لم يكن يأكله الكهنة أو جالب الذبيجة في وجبة الشركة المصاحِبة لقربان السلامة. إذ كان يُحرق على المذبح كطعام (أي نصيب) لله.
· يقول معلقون مثل جون تراب وماثيو بوله (John Trapp and Matthew Poole) إن أَلية الخروف أو الغنم في الماضي كانت أفضل وأضخم مما رأوه في زمنهم. وقدّم آدم كلارك (Adam Clarke) تعليقًا موسعًا على هذا الأمر.
· “ربما كان ذيل هذا النوع من الخراف التي كانت تربَّى في فلسطين يحتوي على سبعة كيلوغرامات أو أكثر من الشحم. وكان يُعَد من أطايب الطعام.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
· وَزِيَادَةَ (شحمة) ٱلْكَبِدِ… يَنْزِعُهَا: “كان الكبد يُستخدم بين قبائل مجاورة معيّنة لإسرائيل في طقوس العرافة. ويُحتمل أن هذا هو سبب التشريع اليهودي لحرقه. لكنه صحيح أيضًا أن هذا الجزء المعيّن من الكبد المشار إليه على أنه “زيادة” كان يُعَد من أطايب الطعام، ولهذا كان ملائمًا أن يخصص لله.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
- وَيُوقِدُهَا ٱلْكَاهِنُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودٍ لِلرَّبِّ: كانت الفكرة أن هذا هو ’طعام الرب،‘ أي نصيبه من الذبيحة. كانت العائلة التي تجلب قربان السلامة تأكل نصيبها، بينما كان هذا الجزء يخص الله في وجبة يشاركونها معًا.
· “كان العابد، بهذا المعنى، يشارك وجبته مع الرب. ويعني هذا أنه كانت له شركة معه.” روكر (Rooker)
ج) الآيات (12-16): تقديم ماعز (تيس) كقربان سلامة.
12وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مِنَ ٱلْمَعْزِ يُقَدِّمُهُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. 13يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَيَذْبَحُهُ قُدَّامَ خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ، وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ دَمَهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا. 14وَيُقَرِّبُ مِنْهُ قُرْبَانَهُ وَقُودًا لِلرَّبِّ: ٱلشَّحْمَ ٱلَّذِي يُغَشِّي ٱلْأَحْشَاءَ، وَسَائِرَ ٱلشَّحْمِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْأَحْشَاءِ، 15وَٱلْكُلْيَتَيْنِ وَٱلشَّحْمَ ٱلَّذِي عَلَيْهِمَا ٱلَّذِي عَلَى ٱلْخَاصِرَتَيْنِ، وَزِيَادَةَ ٱلْكَبِدِ مَعَ ٱلْكُلْيَتَيْنِ يَنْزِعُهَا. 16وَيُوقِدُهُنَّ ٱلْكَاهِنُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودٍ لِرَائِحَةِ سَرُورٍ. كُلُّ ٱلشَّحْمِ لِلرَّبِّ.
1. وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مِنَ ٱلْمَعْزِ: قبِل الله كُلًّا من الغنم (الخراف) والماعز في قربان السلامة. وعندما كان يقرَّب القربان، كانت تُتَّبع نفس الخطوات كما في قربان البقر أو الغنم، كما ذُكر في لاويين 3.
2. كُلُّ ٱلشَّحْمِ لِلرَّبِّ: تبيّن الذبيحة أن الله يطالب بكل ما هو ثمين وبكل طاقتنا. فالشحم أساسًا هو طاقة مخزونة، وهي تخص الرب.
د ) الآية (17): الخلاصة: الشحم والدم يخصّان الله.
17فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ: لَا تَأْكُلُوا شَيْئًا مِنَ ٱلشَّحْمِ وَلَا مِنَ ٱلدَّمِ.
1. لَا تَأْكُلُوا شَيْئًا مِنَ الدّمِ: كانت هنالك دلالة روحية وراء هذا الأمر المتعلق بقربان السلامة. فنحن نستمتع بالسلام مع الله بإعطائه الأفضل لدينا وطاقتنا (المتمثّلة في الشحم) وإعطائه حياتنا (المتمثّلة في الدم).
· كما كان من المستحيل إزالة كل الدم من الحيوان، كذلك كان من المستحيل إزالة كل الشحم من اللحم. فكان يدل هذا على إزالة قدر ممكن عمليًّا.
· “ولهذا يمكننا أن نفهم بالشحم المذكور هنا وفي الآية السابقة أن أي شحم (دهن) موجود في حالة منفصلة أو غير مختلطة، مثل الثّرْب، أو برقع الجنين، أو شحم المساريق، أو الشحم على الكُلى، أو أي شيء آخر من الشحوم الداخلية يمكن فصلها بسهولة.” كلارك (Clarke)
2. لَا تَأْكُلُوا شَيْئًا مِنَ الشَّحْمِ: كانت لهذا الأمر المقدَّم دلالة عملية. فمهما كانت الفوائد الأخرى في تناول كميات أقل من الدهون والدم، فإنه أمر صحيح أن الطفيليات مثل الديدان الشرطية غالبًا ما توجد في الأنسجة الدهنية. وبإطاعة هذا الأمر، تَجَنَّب الإسرائيليون التعرض الكبير لهذه الطفيليات الخطرة.
· ذكر ماثيو بوله (Matthew Poole) سببًا آخر لإعطاء هذا الجزء المرغوب عادة من الحيوان إلى الله: “حتى يتمرنوا على طاعة الله، وإنكار الذات، وإماتة الشهوات حتى في الأشياء التي ربما يرغب كثيرون منهم فيها.”
3. لَا تَأْكُلُوا شَيْئًا مِنَ ٱلشَّحْمِ وَلَا مِنَ ٱلدَّمِ: كان شرب الدم ممارسة شائعة بين الشعوب الوثنية قديمًا وحديثًا. فأراد الله أن ينفصل شعبه عن تلك الممارسات الوثنية، وأن يدركوا بدلًا من ذلك أن الحياة والدم مرتبطتان معًا بقوة (تكوين 9: 4؛ لاويين 17: 11-14).
- “لقد حُرِّم هذا، جزئيُّا من أجل المحافظة على توقير الله وعبادته، وجزئيًّا لمقاومة عبدة الأوثان الذين كانوا يشربون دم ذبائحهم، وجزئيًّا في ما يتعلق بدم المسيح، والذي يدل على ذلك بوضوح، وجزئيًّا من أجل التحذير الأخلاقي بشأن تجنب العنف.” بوله (Poole)
- فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُم:ْ تُستخدم هذه العبارة 17 مرة في سفر اللاويين. “يشير هذا إلى قاعدة ينبغي أن يراعيها كل الإسرائيليين في كل زمان.” بيتر كوينتس ((Peter-Contesse وينبغي أن يراعوها حيثنا عاشوا، في أية أرض (فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ).