تفسير سفر اللاويين 23
مواسم الرب
أولًا. السبت
أ ) الآيات (1-2): مقدمة لمواسم الرب.
1وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 2″كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَوَاسِمُ ٱلرَّبِّ ٱلَّتِي فِيهَا تُنَادُونَ مَحَافِلَ مُقَدَّسَةً. هَذِهِ هِيَ مَوَاسِمِي.”
1. كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ: يصف هذا الإصحاح سبعة مواسم (أعياد) أمر الله إسرائيل بأن تحتفل بها. ويمكن لغير اليهود أن يتعلموا الكثير من هذه الأعياد، لكنها أُعطيت في الأساس لإسرائيل، لا للأمم.
2. مواسم الرب: سُمِّيت هذه المواسم الغنية بالدلالات الرمزية والنبوية بحق مواسم الرب. وهي في الأساس تخص الله . وقد أعطاها لإسرائيل كمحافل وتجمعات مقدسة.
· المغزى الرئيسي في كل هذه الأعياد أو المواسم هو الامتنان على ما فعله الله وما زال يفعله. إذ ينبغي تذَكُّر “إظهارات الرحمة واللطف والكرم والرعاية الإلهية على نحو خاص. وعندما نتذكر أننا لا نستحق شيئًا من يده، وأن دَين الامتنان هو الدَّين الذي ينبغي أن نسدده، ينبغي أن نبتهج ونتحمس بشكل دائم. والقلب غير الممتن قلب عديم الشعور، عديم المحبة، عديم الإيمان. إنه قلب عاصٍ. أيها القارئ، صلِّ أن يحررك الله من تأثيره ولعنته.” كلارك (Clarke)
· مَحَافِلَ مُقَدَّسَةً: “أيام اجتماعكم معًا لعبادتي وخدمتي بطريقة خاصة.” بوله (Poole)
· “لا يتطرق هذا الإصحاح إلى عيد البوريم (عيد المساخر) وعيد حانوكا، لأن هذين العيدين يحتفلان بأحداث وقعت بعد زمن موسى.” روكر (Rooker)
ب) الآية (3): السبت.
3سِتَّةَ أَيَّامٍ يُعْمَلُ عَمَلٌ، وَأَمَّا ٱلْيَوْمُ ٱلسَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلًا مَّا لَا تَعْمَلُوا. إِنَّهُ سَبْتٌ لِلرَّبِّ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ.
1. ٱلْيَوْمُ ٱلسَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ: لم يكن السبت على نحو دقيق مثل الأعياد السبعة التالية في هذا الإصحاح، غير أنه محفل مقدس، يوم لا يخصص للراحة فحسب، بل أيضًا لتجمُّع مقدس لشعب الله.
· بعد قرون من هذا، عندما تشتت اليهود في السبي، بدأوا يجتمعون في مجامع في صباح السبت. وكان المكان الوحيد لتقديم الذبائح هو المذبح في خيمة الاجتماع (الهيكل). ومع ذلك، وربما قبل تأسيس المجمع في السبي، كان يجتمعون إسرائيليون في السبت في محفل مقدس للصلاة معًا والاستماع إلى تعليم اللاويين حول أرض إسرائيل.
· عندما يجتمع المؤمنون بالمسيح اليوم في يوم معين من الأسبوع (غالبًا في يوم الأحد، كما في يوحنا 20: 19؛ أعمال الرسل 20: 7؛ 1 كورنثوس 16: 2)، فإنهم يجتمعون كمحفل مقدس، اجتماع مقدس للرب.
- “يبدو أن العبارة بأكملها تؤكد أنه يتوجب تخصيص اليوم بأكمله للاحتفال الديني، وأنه ينبغي تجنُّب الأعمال اليومية العادية.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
· “الكلمتان المترجمتان إلى ’سبت‘ و’راحة‘ مأخوذتان من نفس الجذر في العبرية. والكلمة المترجمة إلى ’السابع‘ مشابهة جدًّا.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
2. سِتَّةَ أَيَّامٍ يُعْمَلُ عَمَلٌ: هذا تكرار بصورة موجزة للوصية الرابعة من الوصايا العشر في خروج 20: 8-11). وهو لا يأمر بيوم راحة فحسب، لكن بالعمل ستة أيام أيضًا.
· “إن من يتبطّل عن العمل في الأيام الستة مذنب نفس ذنب الذي يعمل في أيام السبت.” (آدم كلارك (Adam Clarke) في تفسيره لسفر الخروج)
· مثل أي شيء آخر في الكتاب المقدس، نفهم محفل السبت من منظور كلمة الله كلها، لا من خلال نص واحد فقط. وبهذا الفهم، نرى أنه يوجد معنى حقيقي بموجبه أن يسوع حقق السبت وخطته لنا وفينا (عبرانيين 4: 9-11). فيسوع هو راحتنا. وعندما نتذكر عمله المكتمل، نتذكر السبت والراحة.
· ولهذا يوضح الكتاب المقدس بأكمله أنه بموجب العهد الجديد، ليس أحد ملزمًا بحفظ يوم سبت (كولوسي 2: 16-17؛ غلاطية 4: 9-11). إذ تخبرنا غلاطية 4: 10 أن المؤمنين بالمسيح غير مضطرين إلى حفظ أيام وشهور وأوقات (مواسم) وسنوات. فالسبت الذي ندخله نحن المؤمنين بالمسيح شيء يُقصد به أن نختبره كل يوم، لا يومًا واحدًا في الأسبوع. وهذه راحة المعرفة بأننا غير ملزمين إلى العمل لنخلّص أنفسنا، لكن خلاصنا يتحقق في يسوع المسيح (عبرانيين 4: 9-10).
· كان السبت المأمور بحفظه هنا، والذي حفظته إسرائيل، ظلًّا لأمور آتية، والجوهر هو يسوع المسيح (كولوسي 2: 16-17). وليس الأمر أنه ليس هنالك سبت في العهد الجديد، لكن كل يوم هو يوم سبت راحة في عمل الله المكتمل. وبما أن ظل السبت قد تحقق في يسوع، فإننا أحرار في أن نحفظ أي يوم معين من أيام الأسبوع كسبت حسب عادة إسرائيل القديمة.
ثانيًا. الأعياد الأربعة الأولى التي يُحتفل بها في الربيع
أ ) الآيات (4-5): العيد الأول: الفصح.
4هَذِهِ مَوَاسِمُ ٱلرَّبِّ، ٱلْمَحَافِلُ ٱلْمُقَدَّسَةُ ٱلَّتِي تُنَادُونَ بِهَا فِي أَوْقَاتِهَا: 5فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْأَوَّلِ، فِي ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ.
1. هَذِهِ مَوَاسِمُ ٱلرَّبِّ: بعد التذكير بالسبت في الآيات السابقة، يبدأ الإصحاح بذكر قائمة من مواسم (أعياد) الرب السبعة التي أُمرت إسرائيل بحفظها والاحتفال بها في أوقاتها المعينة.
2. فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْأَوَّلِ، فِي ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ: حسب التقويم الاحتفالي اليهودي، كان الشهر الأول معروفًا باسم نيسان. وكان يقام الفصح في اليوم الرابع عشر من نيسان من كل سنة. وكان الشفق (بَيْنَ ٱلْعِشَاءَيْنِ) نهاية يوم واحد وبداية اليوم الجديد.
3. فِصْحٌ لِلرَّبِّ: تُروى رواية أول فصح في خروج 12. عندما كانت إسرائيل أمة مستعبدة في مصر، أرسل الله عن طريق موسى سلسلة من الضربات على مصر لكي يقنع الفرعون بإطلاق سراح العبرانيين ويسمح لهم بالذهاب إلى كنعان. وعندما لم تقنع الضربات التسع الفرعون، أرسل الله ضربة واحدة أخيرة، وهي موت كل بكر في كل بيت في جميع أنحاء مصر. ونجا من هذه الدينونة الفظيعة كل بيت إسرائيلي ذبح حملًا ووضع على أعلى باب بيته وجانبيه من دم الحمل. فعندما جاء ملاك الدينونة ليأخذ كل بكر من كل بيت في مصر، كان يجتاز عن البيوت التي كانت تحمل علامة الدم.
· جاءت هذه الوصية بالاعتراف بفصح الرب قبل أن تحتفل إسرائيل بالفصح الثاني (عدد 9: 1-14). فكانت ذكرى الفصح الأول حية في أذهانهم، وقد أراد الله لها أن تكون كذلك. ومنذ ذلك الوقت، أمر الله إسرائيل بالاحتفال بالفصح، لا لإحياء ذكرى تحريرهم من مصر فحسب، بل أيضًا ذكرى نجاتهم من دينونة الله عندما وثقوا بدم الحمل ووضعوه على أبوابهم.
· وفي العهد الجديد، يُعَرّف يسوع بوضوح في العهد الجديد على أنه ’فِصْحُنا‘ (1 كورنثوس 5: 7). وقد حدث موت يسوع في يوم الفصح (يوحنا 18: 28). فهو حمل الله (يوحنا 1: 26؛ 1: 39). ودمه يجعل دينونة الله تجتاز عن كل واحد منا.
ب) الآيات (6-8): العيد الثاني: عيد الفطير.
6وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هَذَا ٱلشَّهْرِ عِيدُ ٱلْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. 7فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلًا مَّا مِنَ ٱلشُّغْلِ لَا تَعْمَلُوا. 8وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ يَكُونُ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلًا مَّا مِنَ ٱلشُّغْلِ لَا تَعْمَلُوا.
1. عِيدُ ٱلْفَطِيرِ لِلرَّبِّ: وُضع عيد الفطير في الأصل في الفصح الأول (خروج 20: 14-20). وكان من بعض النواحي الجزء الثاني من الفصح، حيث كان يستمر من 15-21 نيسان. فكان هذا واحدًا من الأعياد الثلاثة التي أمر بها الله كل رجاء إسرائيل ليجتمعوا أمامه سنويًّا فيها (خروج 23: 17).
· “يمثّل احتفال الفصح والفطير بداية وجود إسرائيل الوطني، وبالتالي يتوافق مع الاحتفال بيوم الاستقلال في الولايات المتحدة الأمريكية.” روكر (Rooker)
2. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا: في عيد الفصح الأول، كان الخبز الفطير ضرورة عملية. إذ غادر العبرانيون مصر بسرعة حتى إنه لم يكن هنالك وقت للسماح بتخمير العجين لكي ينتفخ. وبعد الفصح الأول، كان الخبز الفطير شهادة على مدى أجيالهم (خروج 12: 14).
· ومن ناحية روحية، كان هذا العيد توضيحًا تمثيليًّا للطهارة التي أراد الله لإسرائيل أن تحياها بعد تحريرها بالفصح الدموي. والخميرة صورة للخطية والفساد بسبب الطريقة التي تنفخ بها خميرة قليلة كتلة كبيرة من العجين – كما تجعلنا الخطية والكبرياء ننتفخ.
· يعني عيد الفطير كل هذا وأكثر بالنسبة للمؤمنين بالمسيح: “إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ ٱلْخَمِيرَةَ ٱلْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لِأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا ٱلْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لِأَجْلِنَا. ٨ إِذًا لِنُعَيِّدْ، لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ، وَلَا بِخَمِيرَةِ ٱلشَّرِّ وَٱلْخُبْثِ، بَلْ بِفَطِيرِ ٱلْإِخْلَاصِ وَٱلْحَقِّ” (1 كورنثوس 5: 7-8).
· بالنسبة لإسرائيل القديمة، ربما كان هنالك سبب صحي عملي في إزالة كل خمير من عجين الخبز مرة واحدة في السنة. إذ كانت الخميرة توضع في عجين الخبز من قطعة صغيرة من الخبز المخمّر من دفعة سابقة. ونظرًا لأن قطعة من عجين الخبز في يوم ما كانت تُنقَل إلى اليوم التالي على مدى السنة، كان من الممكن أن تنشأ باكتيريا ضارة في العجين. فكان أمرًا جيدًا أن يزيلوا كل خميرة مرة في السنة ويبدأوا بخميرة مختمرة حديثًا ’كبداية.‘
3. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ… فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ: في كل من اليوم الأول واليوم السابع من عيد الفطير الذي كان يدوم سبعة أيام، كان على إسرائيل أن تجتمع في اجتماعات أو محافل مقدسة. وكان على إسرائيل أن تعد هذه الأيام أيام سبت إضافية (عَمَلًا مَّا مِنَ ٱلشُّغْلِ لَا تَعْمَلُوا).
· هنالك رسالة ثابتة عبر الأعياد، وهي أن الراحة التي يريد أن يعطيها الله لشعبه أكبر من يوم السبت. وقد تَحقق هذا في عمل المسيح المكتمل.
ج) الآيات (9-14): العيد الثالث: باكورة الثمار.
9وكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 10″كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى جِئْتُمْ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ وَحَصَدْتُمْ حَصِيدَهَا، تَأْتُونَ بِحُزْمَةِ أَوَّلِ حَصِيدِكُمْ إِلَى ٱلْكَاهِنِ. 11فَيُرَدِّدُ ٱلْحُزْمَةَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لِلرِّضَا عَنْكُمْ. فِي غَدِ ٱلسَّبْتِ يُرَدِّدُهَا ٱلْكَاهِنُ. 12وَتَعْمَلُونَ يَوْمَ تَرْدِيدِكُمُ ٱلْحُزْمَةَ خَرُوفًا صَحِيحًا حَوْلِيًّا مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. 13وَتَقْدِمَتَهُ عُشْرَيْنِ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ، وَقُودًا لِلرَّبِّ رَائِحَةَ سَرُورٍ، وَسَكِيبَهُ رُبْعَ ٱلْهِينِ مِنْ خَمْرٍ. 14وَخُبْزًا وَفَرِيكًا وَسَوِيقًا لَا تَأْكُلُوا إِلَى هَذَا ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ، إِلَى أَنْ تَأْتُوا بِقُرْبَانِ إِلَهِكُمْ، فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ.”
1. مَتَى جِئْتُمْ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ: دُعي عيد الباكورة عيد الحصاد في خروج 23: 16. وكان لا ينبغي الاحتفال به إلا بعد دخول بني إسرائيل أرض كنعان. وكان هذا الأمر بالاحتفال بهذا العيد وعدًا بأنهم سيدخلون الأرض الموعودة ويمتلكونها. فقد قال الله: “مَتَى جِئْتُمْ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ.”
· كان هذا واحدًا من الأعياد الثلاثة التي أمر بها كل رجال إسرائيل بأن يجتمعوا فيها أمامه سنويًا (خروج 23: 17).
2. تَأْتُونَ بِحُزْمَةِ أَوَّلِ حَصِيدِكُمْ إِلَى ٱلْكَاهِنِ: كان هذا احتفالًا بالحصاد القادم وتقديم الشكر عليه. والفكرة هي تكريس أول سيقان الحبوب الناضجة لله في تَوَقُّع لحصاد أعظم آتٍ. والحزمة هي رزمة من سيقان الحبوب مرتبطة بعضها ببعض.
· ستكون باكورة الثمار في الفصح شعيرًا. وينمو الشعير في المناطق الأكثر دفئًا في وقت مبكر، في آذار.” هاريس (Harris)
· فِي غَدِ ٱلسَّبْتِ: أي يوم الأحد. “يمكن أن يقول المرء إنه صورة مسبقة ليوم الرب، وهو بالتالي مفرز ومؤسس من الله.” تراب (Trapp)
3. يُرَدِّدُهَا ٱلْكَاهِنُ: كانت الحزمة تعطى للكاهن الذي يردده في شكر وإكرام لله. ثم كان هنالك قربان من خروف مع قربان حبوب وتقدمة سكيب.
· وفقًا لمعظم الروايات، كانت تقدمة الحبوب من عُشري الأيفة، أي حوالي كيلوغرامين من الدقيق الملتوت بالزيت.
· “كان يشترط أن يكون قربان السكيب ربع هين من الخمر، ما يعادل حوالي لتر واحد. “هذا شائع في ثقافات الشرق الأوسط. وفي حالة اليهود، كان يُسكب عند قاعدة المذبح أو على الأرض.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
4. فِي غَدِ ٱلسَّبْتِ يُرَدِّدُهَا ٱلْكَاهِنُ: كان ينبغي الاحتفال بباكورات الثمار في اليوم التالي للسبت الذي يُنهي الفصح ويبدأ عيد الخبز الفطير. ويعني هذا أن الأعياد الثلاثة الأولى في تقويم إسرائيل (عيد الفصح، عيد الفطير، عيد الباكورة) كانت متقاربة، أي على مدى تسعة أيام.
5. وَخُبْزًا وَفَرِيكًا وَسَوِيقًا لَا تَأْكُلُوا: لم تؤكل الحبوب من الحصاد الجديد إلى أن يقدَّم الشكر، وتقرَّب القرابين من أجل الحصاد الجديد.
· كانت سنابل الذرة الجافة والسنابل الخضراء المقلية تشكل جزءًا شهيًّا من طعام العرب الساكنين اليوم في الأرض الموعودة.” كلارك (Clarke)
د ) الآيات (15-21): العيد الرابع: عيد الأسابيع (يُدعى أيضًا عيد الخمسين).
“لا يُدعى هذا العيد ’عيد الأسابيع‘ في هذا الإصحاح، لكنه يعطى هذا اللقب في خروج 34: 22 وعدد 28: 26 وتثنية 16: 9-10.
15ثُمَّ تَحْسُبُونَ لَكُمْ مِنْ غَدِ ٱلسَّبْتِ مِنْ يَوْمِ إِتْيَانِكُمْ بِحُزْمَةِ ٱلتَّرْدِيدِ سَبْعَةَ أَسَابِيعَ تَكُونُ كَامِلَةً. 16إِلَى غَدِ ٱلسَّبْتِ ٱلسَّابِعِ تَحْسُبُونَ خَمْسِينَ يَوْمًا، ثُمَّ تُقَرِّبُونَ تَقْدِمَةً جَدِيدَةً لِلرَّبِّ. 17مِنْ مَسَاكِنِكُمْ تَأْتُونَ بِخُبْزِ تَرْدِيدٍ، رَغِيفَيْنِ عُشْرَيْنِ يَكُونَانِ مِنْ دَقِيقٍ، وَيُخْبَزَانِ خَمِيرًا بَاكُورَةً لِلرَّبِّ. 18وَتُقَرِّبُونَ مَعَ ٱلْخُبْزِ سَبْعَةَ خِرَافٍ صَحِيحَةٍ حَوْلِيَّةٍ، وَثَوْرًا وَاحِدًا ٱبْنَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ مَعَ تَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. 19وَتَعْمَلُونَ تَيْسًا وَاحِدًا مِنَ ٱلْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، وَخَرُوفَيْنِ حَوْلِيَّيْنِ ذَبِيحَةَ سَلَامَةٍ. 20فَيُرَدِّدُهَا ٱلْكَاهِنُ مَعَ خُبْزِ ٱلْبَاكُورَةِ تَرْدِيدًا أَمَامَ ٱلرَّبِّ مَعَ ٱلْخَرُوفَيْنِ، فَتَكُونُ لِلْكَاهِنِ قُدْسًا لِلرَّبِّ. 21وَتُنَادُونَ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ مَحْفَلًا مُقَدَّسًا يَكُونُ لَكُمْ. عَمَلًا مَّا مِنَ ٱلشُّغْلِ لَا تَعْمَلُوا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ.
1. إِلَى غَدِ ٱلسَّبْتِ ٱلسَّابِعِ تَحْسُبُونَ خَمْسِينَ يَوْمًا، ثُمَّ تُقَرِّبُونَ تَقْدِمَةً جَدِيدَةً لِلرَّبِّ: بعد خمسين يومًا من عيد الباكورة، عند اكتمال حصاد القمح، كان على إسرائيل أن تحتفل بعيد الأسابيع (الذي يُدعى عيد الجمع في خروج 23: 16، وعيد الخمسين في أعمال الرسل 2: 1 و20: 16) بجمع تقدمة حبوب جديدة للرب وتقديم ذبائح معينة.
· يُطلق على هذا العيد في العهد الجديد يوم الخمسين، كما تعبّر عنه الكلمة اليونانية Pentecost لأنه كان يحتفل به بعد خمسين يومًا من عيد الفطير.
· تَحْسُبُونَ خَمْسِينَ يَوْمًا: “وفقًا للطريقة العبرية في الحساب، كان يتم حساب بداية أيام لأية فترة إلى نهايتها.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
2. مِنْ مَسَاكِنِكُمْ تَأْتُونَ بِخُبْزِ تَرْدِيدٍ: في الطقوس الوطنية التي تحتفل بعيد الأسابيع، كان يرَدَّد رغيفان أمام الرب. ومن اللافت للنظر أنهما كانا يُخبزان بخميرة.
3. وَتُقَرِّبُونَ مَعَ ٱلْخُبْزِ سَبْعَةَ خِرَافٍ صَحِيحَةٍ حَوْلِيَّةٍ، وَثَوْرًا وَاحِدًا ٱبْنَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ: بعد ترديد رغيفي الخبز المختمر أمام الرب، كانا يقدّمان على المذبح مع ذبائح حيوانية كمحرقة مع تقدمة دقيق وتقدمات سكيب.
· كان هذا شيئًا غير عادي للغاية. فبشكل عام، كانت إسرائيل ممنوعة من تقديم أي نوع من الخميرة مع تقدمة دموية (خروج 23: 18؛ 34: 25). فكانت هذه رسالة رمزية من الله في الأمر بترديد رغيفي الخبز المخمّرين أمامه في عيد الأسابيع وتقديم هذين الرغيفين مع المحرقات.
· كبشين: “تتحدث عدد 28: 11، 19 عن عجلين وكبش واحد. ولهذا تُركت لهم حرية اختيار ما سيقرّبونه.” بوله (Poole)
4. مَحْفَلًا مُقَدَّسًا يَكُونُ لَكُمْ: عندما كانت تقدَّم هذه الذبائح في خيمة الاجتماع (والهيكل)، شكّل هذا يومًا آخر لتجمّع مقدس لإسرائيل ويوم راحة (عَمَلًا مَّا مِنَ ٱلشُّغْلِ لَا تَعْمَلُوا). كان هذا واحدًا من الأعياد الثلاثة التي أمر فيها الله رجال إسرائيل أن يتجمعوا أمامه سنويًّا (خروج 23: 17).
هـ) الآية (22): تذكير بوجوب الكرم تجاه الفقير والغريب.
22وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ، لَا تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي حَصَادِكَ، وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لَا تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَٱلْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا ٱلرَّبُّ إِلَهُكُمْ.
1. وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ: أعطى الله بني إسرائيل هذا الأمر بينما كانوا عند جبل سيناء، بعيدين عن الأرض الموعودة لهم. فكان ينبغي أن يتلقوا هذا الأمر بإيمان، مع التأكد الكامل بأن الله سيحقق وعده.
2. لَا تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي حَصَادِكَ، وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لَا تَلْتَقِطْ: هذا تكرار لما ورد في لاويين 19: 9-10. فكانت هذه شريعة لتدبير طريقة لتوفير احتياج الفقراء والغرباء في إسرائيل لكي يأكل من خلال العمل بأنفسهم وجمع ما يتبقّى من الحصاد. فكان هذا تذكيرًا ملائمًا بعد الشريعة المتعلقة بحصاد عيد الخمسين.
ثالثًا. الأعياد الثلاثة الأخيرة التي يحتفل بها في الخريف.
أ ) الآيات (23-25): العيد الخامس: عيد الأبواق (روض هاشناه).
23وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 24″كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ، فِي أَوَّلِ ٱلشَّهْرِ يَكُونُ لَكُمْ عُطْلَةٌ، تَذْكَارُ هُتَافِ ٱلْبُوقِ، مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. 25عَمَلًا مَّا مِنَ ٱلشُّغْلِ لَا تَعْمَلُوا، لَكِنْ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ.”
1. فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ، فِي أَوَّلِ ٱلشَّهْرِ: في اليوم الأول من شهر تِشري حسب التقويم الاحتفالي اليهودي، دعا الله إلى يوم خاص، إلى سبت راحة ونفخ احتفالي للأبواق. وهذا هو أول ذِكر لهذا العيد في الكتاب المقدس.
· “كانت أعياد الأبواق، ويوم الكفارة، والمظال (في فصل الخريف) أثناء الشهر السابع (أيلول/تشرين الأول) يُحتفل بها بالتزامن مع حصاد العنب والتين والزيتون.” روكر (Rooker)
2. تَذْكَارُ هُتَافِ ٱلْبُوقِ، مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ: في هذا اليوم من الراحة الخاصة، كانت تُنفخ الأبواق لجمع شعب الله إلى محفل مقدس. وكان هنالك قربان يقدم بالنار للرب.
· “كانت الأبواق تدعوهم إلى التوقف عن كل عمل حقير لكي يعبدوا.” مورجان (Morgan)
ب) الآيات (26-32): العيد الخامس: يوم الكفارة (يوم كيبور).
26وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 27″أَمَّا ٱلْعَاشِرُ مِنْ هَذَا ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ، فَهُوَ يَوْمُ ٱلْكَفَّارَةِ. مَحْفَلًا مُقَدَّسًا يَكُونُ لَكُمْ. تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ وَتُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. 28عَمَلًا مَّا لَا تَعْمَلُوا فِي هَذَا ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ، لِأَنَّهُ يَوْمُ كَفَّارَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. 29إِنَّ كُلَّ نَفْسٍ لَا تَتَذَلَّلُ فِي هَذَا ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ تُقْطَعُ مِنْ شَعْبِهَا. 30وَكُلَّ نَفْسٍ تَعْمَلُ عَمَلًا مَّا فِي هَذَا ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ أُبِيدُ تِلْكَ ٱلنَّفْسَ مِنْ شَعْبِهَا. 31عَمَلًا مَّا لَا تَعْمَلُوا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ. 32إِنَّهُ سَبْتُ عُطْلَةٍ لَكُمْ، فَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ. فِي تَاسِعِ ٱلشَّهْرِ عِنْدَ ٱلْمَسَاءِ. مِنَ ٱلْمَسَاءِ إِلَى ٱلْمَسَاءِ تَسْبِتُونَ سَبْتَكُمْ.
1. أَمَّا ٱلْعَاشِرُ مِنْ هَذَا ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ، فَهُوَ يَوْمُ ٱلْكَفَّارَة: في العاشر من تِشري كان الشعب يجتمعون مرة أخرى لمحفل مقدس. لكنه لم يكن عيد احتفال، بل كان يومًا لتذليل أنفسهم مدركين خطيتهم واحتياجهم إلى كفارة.
2. وَتُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ: وُصِفت الذبائح الكهنوتية والاحتفالات المتعلقة بيوم الكفارة في لاويين 16. وينصب التركيز هنا على الفرد الإسرائيلي في ذلك اليوم.
3. تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ: نرى أول ذكر لهذه الوصية في لاويين 16: 29، ولكن لا يوجد هنا (لاويين 23) أو في لاويين 16 أي وصف محدد لما تعنيه جملة: تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ. يفسَّر هذا على أنه صوم طوال اليوم والتأمل الجدي في خطايا المرء والحياة في السنة الماضية. وكان أيضًا يوم راحة: عَمَلًا مَّا لَا تَعْمَلُوا.
4. إِنَّ كُلَّ نَفْسٍ لَا تَتَذَلَّلُ فِي هَذَا ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ تُقْطَعُ مِنْ شَعْبِهَا: هذه العبارة القوية التي تتضمن أمرًا وعقوبة عصيانه فريدة بين التعليمات حول الأعياد. إذ أراد الله أن يستخدم أقوى العبارات هنا ليستخدم شعبه هذا اليوم كيوم توبة واتضاع، ويتوقفوا عن أعمالهم، بينما كان رئيس الكهنة يبذل جهده في صنع الذبيحة التي ستكفر عن شعب الله (لاويين 16).
· تُقْطَعُ مِنْ شَعْبِهَا: “هذا تعبير شائع يدل على الحرمان من عضوية شعب إسرائيل.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
ج) الآيات (33-44): العيد السابع: عِيدُ ٱلْمَظَالّ (سَكُّوث).
33وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 34″كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هَذَا ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ عِيدُ ٱلْمَظَالِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لِلرَّبِّ. 35فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلًا مَّا مِنَ ٱلشُّغْلِ لَا تَعْمَلُوا. 36سَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. إِنَّهُ ٱعْتِكَافٌ. كُلُّ عَمَلِ شُغْلٍ لَا تَعْمَلُوا. 37هَذِهِ هِيَ مَوَاسِمُ ٱلرَّبِّ ٱلَّتِي فِيهَا تُنَادُونَ مَحَافِلَ مُقَدَّسَةً لِتَقْرِيبِ وَقُودٍ لِلرَّبِّ، مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً وَذَبِيحَةً وَسَكِيبًا أَمْرَ ٱلْيَوْمِ بِيَوْمِهِ، 38عَدَا سُبُوتِ ٱلرَّبِّ، وَعَدَا عَطَايَاكُمْ وَجَمِيعِ نُذُورِكُمْ، وَجَمِيعِ نَوَافِلِكُمُ ٱلَّتِي تُعْطُونَهَا لِلرَّبِّ. 39أَمَّا ٱلْيَوْمُ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ فَفِيهِ، عِنْدَمَا تَجْمَعُونَ غَلَّةَ ٱلْأَرْضِ، تُعَيِّدُونَ عِيدًا لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ عُطْلَةٌ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ عُطْلَةٌ. 40وَتَأْخُذُونَ لِأَنْفُسِكُمْ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ ثَمَرَ أَشْجَارٍ بَهِجَةٍ وَسَعَفَ ٱلنَّخْلِ وَأَغْصَانَ أَشْجَارٍ غَبْيَاءَ وَصَفْصَافَ ٱلْوَادِي، وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلَهِكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 41تُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي ٱلسَّنَةِ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ. فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ تُعَيِّدُونَهُ. 42فِي مَظَالَّ تَسْكُنُونَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كُلُّ ٱلْوَطَنِيِّينَ فِي إِسْرَائِيلَ يَسْكُنُونَ فِي ٱلْمَظَالِّ. 43لِكَيْ تَعْلَمَ أَجْيَالُكُمْ أَنِّي فِي مَظَالَّ أَسْكَنْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. أَنَا ٱلرَّبُّ إِلَهُكُمْ». 44فَأَخْبَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَوَاسِمِ ٱلرَّبِّ.
1. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هَذَا ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ عِيدُ ٱلْمَظَالِّ: يبدأ عِيدُ ٱلْمَظَالّ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ شهر تِشري اليهودي (حسب التقويم الطقسي اليهودي)، ويستمر سبعة أيام، إضافة إلى يوم آخر. وهذا أول ذِكر لهذا العيد في الكتاب المقدس.
2. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ … فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ: كان يبدأ عيد المظال وينتهي بمحفل مقدس. وكان كل يوم فيه يوم راحة. فكانت الذبائح تقدَّم على مدى الأسبوع، وكانت تشمل محرقة وتقدمة دقيق وتقدمات سكيب.
3. وَعَدَا عَطَايَاكُمْ وَجَمِيعِ نُذُورِكُمْ: كان الأسبوع ملائمًا أيضًا لأن يجلب الشعب عطاياه الشخصية ونذورهم وقرابينهم الطوعية للرب.
· لاحظ ألكزاندر ماكلارين (Alexander Maclaren) أن التلمود اليهودي يقول (إنه في كل يوم من الأيام السبعة لعيد المظال)، وحسب أحد معلمي الشريعة ’وفي اليوم الثامن أيضًا.‘” وكان كاهن يذهب إلى بركة سلوام، ويستقي ماء من وعاء ذهبي، ويجلبه إلى المذبح، ويسكب الماء في حوض فضي بينما كان العابدون يرنمون مزامير من مجموعة مزامير ’هلِّل العظيمة‘ 113-118. فكان هذا احتفالًا بالماء الذي وفّره الله بشكل معجزي لبني إسرائيل في البرية. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ ٱلْعَظِيمِ مِنَ ٱلْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى قَائِلًا: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ ٱلْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ” (يوحنا 7: 37-38).
4. تُعَيِّدُونَ (تفرحون) عِيدًا لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ: كان هذا العيد الوحيد من بين الأعياد السبعة هو الذي أمر الله بني إسرائيل بالفرح. فكان من المفترض أن يكون احتفالًا سعيدًا بصلاح الله وتدبيره.
· “كان عيد المظال مناسبة فرح. كانت لأديان أخرى احتفالاتها، حيث كانت الضوضاء البربرية والعربدة الكريهة تحط مستوى العابدين إلى مستوى آلهتهم. فكم كان هذا مختلفًا عن الابتهاج الطاهر للعيد ’أمام الرب!‘” ماكلارين (Maclaren)
· من اللافت للنظر أن زكريا 14: 16-19 تخبرنا أن عيد المظال سيُحتفل به من كل الأمم في ظل ملكوت المسيح الشمولي.
· “كانت القراءة الإلزامية لشريعة موسى كل سبعة أعوام على الجماعة من مميزات عيد المظال (تثنية 31: 10-13).” روكر (Rooker)
5. فِي مَظَالَّ تَسْكُنُونَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ: كان على العائلات الإسرائيلية أثناء عيد المظال أن تخيم في ملاجئ مصنوعة من أغصان أشجار النخيل ,أغصان الأشجار المورقة. فخلال سنوات الخروج، عاشوا هكذا على سبيل الاضطرار. وعندما دخلوا إلى أرض الموعد أخيرًا، كانوا يعيشون هكذا مدة أسبوع في السنة ليتذكروا الصعوبات التي مروا بها وكيف أن الله دبّر لهم احتياجاتهم.
· “رغم أن هذا غير مذكور صراحة في النص، يُفترض أن الأغصان المأخوذة من هذه الأشجار كانت تُستخدم لصنع مظال خشبية.” روكر (Rooker)
· كانت تُقام هذه المظال في المدن والبلدات، إما في الشوارع أو الحدائق، أو على سطوح البيوت (نحميا 8: 16). كانت مسطحة، ولهذا كانت ملائمة لهذا الاستخدام.” بول (Poole)
6. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ عُطْلَةٌ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ عُطْلَةٌ: كان الاحتفال يبدأ وينتهي براحة. إذ كان وقت احتفال وراحة وانتعاش.
· لقد قصَد الله خيرًا اجتماعيًّا عظيمًا في السبت وفي الأعياد السنوية. ففي جميع الثقافات القديمة تقريبًا، لم يكن هنالك يوم راحة في الأسبوع، ولم تكن هنالك عُطل. وبالنسبة لإسرائيل، أمر الله بيوم راحة في الأسبوع، وأعياد خاصة، وأيام عُطل. وكانت كلها متمحورة عليه.
رابعًا. الأهمية النبوية للأعياد المذكورة في لاويين 23: 1. في تقويم إسرائيل، تم جمع أعياد الربيع الأربعة معًا، وأعياد الخريف الثلاثة معًا. وكان هنالك فصل زمني بين هاتين المجموعتين من الأعياد.
2. تشير الأعياد الأربعة الأولى كمجموعة بوضوح إلى عمل يسوع في مجيئه الأول – خدمته الأرضية كما هي مدوّنة في العهد الجديد.
· يشير عيد الفصح بوضوح إلى يسوع بصفته فِصْحنا (1 كورنثوس 5: 7). فقد كان حمل الله الذي قُبل دمه ووُضِع علينا ليجتاز غضب الله عنا.
· يشير عيد الفطير إلى وقت دفن يسوع بعد ذبيحته الكاملة الخالية من الخطية على الصليب. ففي هذا الوقت، قُبل يسوع من الآب بصفته قدوسًا (القدوس الذي لا يرى فسادًا – أعمال الرسل 2: 27) وكاملًا محققًا خلاصنا.
· يشير عيد الباكورة إلى قيامة يسوع الذي كان أول بشر يتلقى القيامة. إنه البكر من بين الأموات (كولوسي 1: 18)، وقد أصبحوا باكورة للذين رقدوا… المسيح الباكورة، وبعد ذلك الذين هم للمسيح عند مجيئه (1 كورنثوس 15: 20، 23).
· يشير عيد الخمسين إلى ولادة الكنيسة وحصاد الناس التي جاء منها (أعمال الرسل 2). وإنه لأمر ذو دلالة أنه في طقس عيد الخمسين، كان يردَّد رغيفا خبز مخمّرين كقربان مقدس لله، حيث يشير هذا إلى جلب الأمم ’المخمّرة‘ إلى الكنيسة.
3. توجد بين المجموعة الأولى من الأعياد الأربعة والمجموعة الثانية من الأعياد الثلاثة فجوة زمنية لا بأس بها – حوالي أربعة أشهر. كان هذا وقت حصاد في إسرائيل، كما أن عصرنا الحالي هو وقت حصاد الكنيسة حتى يأتي ملء الأمم (رومية 11: 25).
4. تشير المجموعة الثانية من الأعياد الثلاثة إلى أحداث مرتبطة بمجيء يسوع الثاني.
· يشير عيد الأبواق إلى المحفل المقدس النهائي لشعب الله عند صوت البوق – اختطاف الكنيسة (1 تسالونيكي 4: 16-17). ويشير أيضًا إلى جمع إسرائيل من أجل قصد الله الخاص في الأيام الأخيرة.
· لا يشير يوم الكفارة إلى الكفارة الكاملة النهائية التي قدمها يسوع نيابة عنا فحسب، بل أيضًا إلى الضيق والخلاص اللذين ستختبرهما إسرائيل في الضيقة العظيمة.
· سيكون وقت محنة لإسرائيل، لكنه سيكون أيضًا وقت خلاصها النهائي. تقول إرميا 30: 7 حول تلك الفترة: “آهِ! لِأَنَّ ذَلِكَ ٱلْيَوْمَ عَظِيمٌ وَلَيْسَ مِثْلُهُ. وَهُوَ وَقْتُ ضِيقٍ عَلَى يَعْقُوبَ، وَلَكِنَّهُ سَيُخَلَّصُ مِنْهُ.”
· يشير عيد المظال إلى الراحة الألفية وتعزية الله لإسرائيل وكل شعب الله. وهو من بدايته إلى نهايته سلام وراحة.
· يقال إن عيد المظال على نحو محدد سيُحتفل به أثناء الألفية (زكريا 14: 16-19).
5. هنالك بعض الأدلة على الأقل على أن كُلًّا من الأعياد الأربعة التي يشير إلى مجيء يسوع الأول شهدت تحقيقها النبوي في نفس يوم العيد.
· صُلب يسوع فعلًا في يوم الفصح (يوحنا 19: 14). وربما يكون أفضل أن نعُد عشاء الفصح الذي شاركه يسوع مع تلاميذه “وجبة الفصح” (متى 26: 17-19) على أنها وجبة الفصح، مع أنها أُكلت قبل الفصح الفعلي.
· دُفن جسد يسوع، واعترف الله الآب بذبيحته الطاهرة أثناء عيد الفطير.
· قام يسوع من بين الأموات في احتفال باكورة الثمار في اليوم التالي لسبت الفصح.
· أُسِّست الكنيسة يوم الخمسين الفعلي (أعمال الرسل 2: 1)، فكان هنالك حصاد عظيم لملكوت الله بعد ذلك، بما في ذلك حصاد من الأمم.