تفسير سفر اللاويين 27
حول أمور تُقدَّم لله
أولًا. تكريس نفوسًا للهِ.
أ ) الآيات (1-2): عندما يكرس شخص أشخاصًا للرب بنذر.
1وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 2″كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا أَفْرَزَ إِنْسَانٌ نَذْرًا حَسَبَ تَقْوِيمِكَ نُفُوسًا لِلرَّبِّ.”
1. إِذَا أَفْرَزَ إِنْسَانٌ نَذْرًا حَسَبَ تَقْوِيمِكَ نُفُوسًا لِلرَّبِّ: يتناول هذا الإصحاح أشياء تعطى لله بنذر، ويعني هذا أنها لم تكن مطلوبة من مقدميها بأمر من الشريعة. لكن النذر كان وعدًا حرًّا، وهو يقدَّم كعطية. وفي هذه الحالة، يتناول أشخاصًا وُعدوا بأن يكونوا للرب بنذر.
· “النذر وعد مقطوع لله طوعًا، وليس في طاعة لأي مطلب إلهي.” مورجان (Morgan)
· على سبيل المثال، قد يرغب رجل من سبط لاوي يهوذا، في وقت ضيق، بدافع من الامتنان، أو بدافع من الدعوة، أن يكرس نفسه للرب، ولم يكن من عائلة كهنوتية. ولكي يكرس ابنه، كان عليه أن يتبع الإجراءات المنصوص عليها في الآيات التالية.
· “حسب قضاة 11: 29-40 و1 صموئيل 1: 11، كان ممكنًا لإنسان أن يكرس إنسانًا آخر للرب بنذر… وكان متوقعًا أن يخدم الشخص المكرس هكذا في المَقْدِس. لكن هذا النص يبيّن أنه يمكن أن يطلق مثل هذا الشخص حرًّا مقابل دفع مال.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
2. إِذَا أَفْرَزَ إِنْسَانٌ نَذْرًا حَسَبَ تَقْوِيمِكَ نُفُوسًا لِلرَّبِّ: يكمن الجمال في هذه الوصايا في أنها تعطي الشخص الذي ينذر شيئًا محددًا ليفعله. ولهذا، فإن التكريس أكثر بكثير من مجرد كلمات، حيث ارتبطت بفعل. فكان هذا يمنع الناس من تقديم وعود فارغة لله.
· “لم تكن خطية أن يمتنع المرء عن تقديم نذر (تثنية 23: 22). لكن حالما يُقطع نذر، ينبغي الوفاء به (تثنية 23: 21-23؛ عدد 30: 2؛ جامعة 5: 4-6). لكن كان ممكنًا إجراء بدائل أو تعويضات. وتميّز خاصية إمكانية البدائل أو التعويضات النذر من القربان المقدم على المذبح.” روكر (Rooker)
ب) الآيات (3-7): طلب تقييم للأشخاص المكرسين بنذر.
3فَإِنْ كَانَ تَقْوِيمُكَ لِذَكَرٍ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَى ٱبْنِ سِتِّينَ سَنَةً، يَكُونُ تَقْوِيمُكَ خَمْسِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ عَلَى شَاقِلِ ٱلْمَقْدِسِ. 4وَإِنْ كَانَ أُنْثَى يَكُونُ تَقْوِيمُكَ ثَلَاثِينَ شَاقِلًا. 5وَإِنْ كَانَ مِنِ ٱبْنِ خَمْسِ سِنِينَ إِلَى ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً يَكُونُ تَقْوِيمُكَ لِذَكَرٍ عِشْرِينَ شَاقِلًا، وَلِأُنْثَى عَشَرَةَ شَوَاقِلَ. 6وَإِنْ كَانَ مِنِ ٱبْنِ شَهْرٍ إِلَى ٱبْنِ خَمْسِ سِنِينَ يَكُونُ تَقْوِيمُكَ لِذَكَرٍ خَمْسَةَ شَوَاقِلِ فِضَّةٍ، وَلِأُنْثَى يَكُونُ تَقْوِيمُكَ ثَلَاثَةَ شَوَاقِلِ فِضَّةٍ. 7وَإِنْ كَانَ مِنِ ٱبْنِ سِتِّينَ سَنَةً فَصَاعِدًا فَإِنْ كَانَ ذَكَرًا يَكُونُ تَقْوِيمُكَ خَمْسَةَ عَشَرَ شَاقِلًا، وَأَمَّا لِلْأُنْثَى فَعَشَرَةَ شَوَاقِلَ.
1. فَإِنْ كَانَ تَقْوِيمُكَ لِذَكَرٍ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَى ٱبْنِ سِتِّينَ سَنَةً: كان يعطى لأشخاص قيمة حسب قيمتهم وفائدتهم العامة للمجتمع. وفي المجتمع الزراعي على نحو خاص، كان هنالك إحساس واضح بأن الرجل بين 20-50 سنة أكثر ’قيمة‘ من طفل من شهر واحد إلى خمس سنوات.
العمر | ذكر | أنثى |
0-4 | 5 شاقل | 3 شاقل |
5-19 | 20 شاقل | 10 شاقل |
20-59 | 50 شاقل | 30 شاقل |
60 فما فوق | 15 شاقل | 10 شاقل |
2. خَمْسِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ… ثَلَاثِينَ شَاقِلًا… عِشْرِينَ شَاقِلًا: كان يتم التقييم في الغالب على أساس قيمة الشخص من حيث العمل البدني. إذ يمكن لشخص عادي في الخامسة والعشرين من عمره أن يقوم بعمل أكبر لخيمة الاجتماع من ولد عمره خمسة أعوام.
· “كانت قيمة كل فرد تُفهم على أنها إما أجرة عامل (كان شاقلًا في الشهر في الأزمنة الكتابية)، أو القيمة النسبية لخدماته في خيمة الاجتماع. فإذا تضمنت الخدمات عملًا يوميًّا شاقًّا في العمل مع الحيوانات الذبيحية أو في نقل خيمة الاجتماع، فمن السهل معرفة إعطاء الشباب قيمة أعلى.” روكر (Rooker)
ج) الآية (8): تدبير للفقراء في التكريس بنذر.
8وَإِنْ كَانَ فَقِيرًا عَنْ تَقْوِيمِكَ يُوقِفُهُ أَمَامَ ٱلْكَاهِنِ فَيُقَوِّمُهُ ٱلْكَاهِنُ. عَلَى قَدْرِ مَا تَنَالُ يَدُ ٱلنَّاذِرِ يُقَوِّمُهُ ٱلْكَاهِنُ.
1. وَإِنْ كَانَ فَقِيرًا عَنْ تَقْوِيمِكَ: إنه لأمر مهم أنه ما من أحد مُنع من الوفاء بنذر تكريس بسبب افتقاره إلى المال. فإن كان فقيرًا، سيكون الكاهن مرنًا في عملية تقييمه.
· يمكن لأي شخص أن يعطي حياته للرب. فلا يوجد شخص صغير أو تافه أو عديم الفائدة بحيث يُرفَض. فالله يريد أن يستخدم الجميع.
2. عَلَى قَدْرِ مَا تَنَالُ يَدُ ٱلنَّاذِرِ يُقَوِّمُهُ ٱلْكَاهِنُ: عندما كان الله يقبل تعويضًا من المال عن الشيء المنذور، كان على الكاهن أن يضع في اعتباره قدرة الناذر المالية. فلم يُرِد الله أن يأتي الأغنياء وحدهم لتقديم النذور له. إذ أراد أن يجعل هذا التكريس الخاص في متناول الجميع.
· “أيها القارئ، هل كرست نفسك، أم كرست جزءًا من ممتلكاتك لخدمة خالقك؟ فإن فعلتَ هذا، هل وفيت بنذرك؟ أم أنك غيّرت قصدك، أو بدّلت قربانك؟” كلارك (Clarke)
ثانيًا. افتداء الملكية المكرسة لله بنذر
أ ) الآيات (9-13): افتداء الحيوانات.
9وَإِنْ كَانَ بَهِيمَةً مِمَّا يُقَرِّبُونَهُ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ، فَكُلُّ مَا يُعْطِي مِنْهُ لِلرَّبِّ يَكُونُ قُدْسًا. 10لَا يُغَيِّرُهُ وَلَا يُبْدِلُهُ جَيِّدًا بِرَدِيءٍ، أَوْ رَدِيئًا بِجَيِّدٍ. وَإِنْ أَبْدَلَ بَهِيمَةً بِبَهِيمَةٍ تَكُونُ هِيَ وَبَدِيلُهَا قُدْسًا. 11وَإِنْ كَانَ بَهِيمَةً نَجِسَةً مِمَّا لَا يُقَرِّبُونَهُ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ يُوقِفُ ٱلْبَهِيمَةَ أَمَامَ ٱلْكَاهِنِ، 12فَيُقَوِّمُهَا ٱلْكَاهِنُ جَيِّدَةً أَمْ رَدِيئَةً. فَحَسَبَ تَقْوِيمِكَ يَا كَاهِنُ هَكَذَا يَكُونُ. 13فَإِنْ فَكَّهَا يَزِيدُ خُمْسَهَا عَلَى تَقْوِيمِكَ.
1. وَإِنْ كَانَ بَهِيمَةً مِمَّا يُقَرِّبُونَهُ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ: إن كان حيوان طاهرًا (ملائمًا كذبيحة)، وأردت أن تفديه من نذر التكريس للرب (ربما لأنه كان مفيدً للغاية)، يمكنك إبداله بحيوان آخر، ما دام البديل طاهرًا أيضًا وملائمًا كذبيحة بنفس الدرجة.
2. وَإِنْ كَانَ بَهِيمَةً نَجِسَةً: إن كان الحيوان غير طاهر (غير ملائم كذبيحة للرب)، يمكن أن يُنذر للرب ويُفدى. لكن الكاهن سيحدد قيمة الحيوان، ويمكنه أن يضيف خمس قيمته (20%) ويعطيها لخزنة المسكن.
- ومرة أخرى، إذا أراد المرء أن يقدم حيوانه غير الطاهر (حمارًا، على سبيل المثال) للرب، كان بإمكان أن يقدمه لكاهن يمكن أن يستخدمه أو يبيعه ليعطي المال إلى خزينة خيمة الاجتماع. لكن إذا رغب في الاحتفاظ بهذا الحيوان مع الإبقاء على تكريسه للرب بنذر، كان عليه أن يدفع ثمن الحيوان إضافة إلى عشرين بالمئة من هذه القيمة. وهكذا يمكنك أن تعطي حمارك للرب وتستخدمه في الوقت معًا، لكن هذا سيكلّفك قيمة الحمار إضافة إلى عشرين بالمئة من هذه القيمة.
ب) الآيات (14-15): افتداء البيوت.
14وَإِذَا قَدَّسَ إِنْسَانٌ بَيْتَهُ قُدْسًا لِلرَّبِّ، يُقَوِّمُهُ ٱلْكَاهِنُ جَيِّدًا أَمْ رَدِيئًا. وَكَمَا يُقَوِّمُهُ ٱلْكَاهِنُ هَكَذَا يَقُومُ. 15فَإِنْ كَانَ ٱلْمُقَدِّسُ يَفُكُّ بَيْتَهُ، يَزِيدُ خُمْسَ فِضَّةِ تَقْوِيمِكَ عَلَيْهِ فَيَكُونُ لَهُ.
1. وَإِذَا قَدَّسَ إِنْسَانٌ بَيْتَهُ قُدْسًا لِلرَّبِّ: في حالة البيت، كما كان الحال في حالة الحيوان غير الطاهر، إذا أراد إنسان أن يكرس بيتًا للرب بنذر مع استخدامه له، سيحدد الكاهن قيمة البيت.
2. يَزِيدُ خُمْسَ فِضَّةِ: بعد تقديم قيمة البيت، كانت تضاف إليه نسبة 20 بالمئة من قيمته، وكان المجموع يُدفع لخزنة المسكن. وعندئذ كان يُعَد أن النذر قد استوفي.
ج) الآيات (16-21): افتداء الأرض التي تخص العائلة بالتخصيص.
16وَإِنْ قَدَّسَ إِنْسَانٌ بَعْضَ حَقْلِ مُلْكِهِ لِلرَّبِّ، يَكُونُ تَقْوِيمُكَ عَلَى قَدَرِ بِذَارِهِ. بِذَارُ حُومَرٍ مِنَ ٱلشَّعِيرِ بِخَمْسِينَ شَاقِلِ فِضَّةٍ. 17إِنْ قَدَّسَ حَقْلَهُ مِنْ سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ فَحَسَبَ تَقْوِيمِكَ يَقُومُ. 18وَإِنْ قَدَّسَ حَقْلَهُ بَعْدَ سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ يَحْسُبُ لَهُ ٱلْكَاهِنُ ٱلْفِضَّةَ عَلَى قَدَرِ ٱلسِّنِينَ ٱلْبَاقِيَةِ إِلَى سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ، فَيُنَقَّصُ مِنْ تَقْوِيمِكَ. 19فَإِنْ فَكَّ ٱلْحَقْلَ مُقَدِّسُهُ، يَزِيدُ خُمْسَ فِضَّةِ تَقْوِيمِكَ عَلَيْهِ فَيَجِبُ لَهُ. 20لَكِنْ إِنْ لَمْ يَفُكَّ ٱلْحَقْلَ وَبِيعَ ٱلْحَقْلُ لِإِنْسَانٍ آخَرَ لَا يُفَكُّ بَعْدُ، 21بَلْ يَكُونُ ٱلْحَقْلُ عِنْدَ خُرُوجِهِ فِي ٱلْيُوبِيلِ قُدْسًا لِلرَّبِّ كَٱلْحَقْلِ ٱلْمُحَرَّمِ. لِلْكَاهِنِ يَكُونُ مُلْكُهُ.
1. وَإِنْ قَدَّسَ إِنْسَانٌ بَعْضَ حَقْلِ مُلْكِهِ لِلرَّبِّ: تتناول هذه الشريعة أرضًا تخص عائلة البائع أو عشيرته حسب تقسيم الأرض الذي سيتم في يشوع 13-21.
2. وَإِنْ قَدَّسَ حَقْلَهُ: بالنسبة للأرض، ارتكزت القيمة على إنتاجها المحتمل، إضافة إلى عدد السنوات حتى سنوات اليوبيل.
د ) الآيات (22-25): افتداء الأرض التي لا تخص العائلة بالتخصيص.
22وَإِنْ قَدَّسَ لِلرَّبِّ حَقْلًا مِنْ شِرَائِهِ لَيْسَ مِنْ حُقُولِ مُلْكِهِ، 23يَحْسُبُ لَهُ ٱلْكَاهِنُ مَبْلَغَ تَقْوِيمِكَ إِلَى سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ، فَيُعْطِي تَقْوِيمَكَ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ قُدْسًا لِلرَّبِّ. 24وَفِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ يَرْجِعُ ٱلْحَقْلُ إِلَى ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ مِنْهُ، إِلَى ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلْأَرْضِ. 25وَكُلُّ تَقْوِيمِكَ يَكُونُ عَلَى شَاقِلِ ٱلْمَقْدِسِ. عِشْرِينَ جِيرَةً يَكُونُ ٱلشَّاقِلُ.
1. وَإِنْ قَدَّسَ لِلرَّبِّ حَقْلًا مِنْ شِرَائِهِ لَيْسَ مِنْ حُقُولِ مُلْكِهِ: تتناول هذه الشريعة أرضًا تخص عائلة البائع أو عشيرته حسب تقسيم الأرض الذي سيتم في يشوع 13-21. وبمعنى ما، فإن هذه الأرض لم تُشتَرَ حقًّا، بل تمّ تأجيرها حتى سنة اليوبيل التالي.
2. يَحْسُبُ لَهُ ٱلْكَاهِنُ مَبْلَغَ تَقْوِيمِكَ: كان الكاهن يقوم بتقدير قيمة الأرض، مع الأخذ في الاعتبار عدد السنوات حتى اليوبيل التالي. ثم كان يعطى المبلغ كقربان مقدس للرب الذي يَعُد الأرض مكرسة له حقًّا.
· “جيرة: كانت هذه وحدة وزن تعادل واحدًا في العشرين من الشاقل. قارن أيضًا خروج 30: 13. وكانت الجيرة أصغر وحدة من القياس تُستخدم في ذلك النظام في ذلك الوقت. وكانت تعادل حوالي نصف جرام.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
ه) الآيات (26-27): افتداء نذر التكريس بالنسبة للبكر.
26لَكِنَّ ٱلْبِكْرَ ٱلَّذِي يُفْرَزُ بِكْرًا لِلرَّبِّ مِنَ ٱلْبَهَائِمِ فَلَا يُقَدِّسُهُ أَحَدٌ. ثَوْرًا كَانَ أَوْ شَاةً فَهُوَ لِلرَّبِّ. 27وَإِنْ كَانَ مِنَ ٱلْبَهَائِمِ ٱلنَّجِسَةِ يَفْدِيهِ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ وَيَزِيدُ خُمْسَهُ عَلَيْهِ. وَإِنْ لَمْ يُفَكَّ، فَيُبَاعُ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ.
1. لَكِنَّ ٱلْبِكْرَ ٱلَّذِي يُفْرَزُ بِكْرًا لِلرَّبِّ مِنَ ٱلْبَهَائِمِ فَلَا يُقَدِّسُهُ أَحَدٌ: بما أن البكر يخص الله أصلًا (خروج 13: 2)، لم يكن مسموحًا بأن يقدَّم للرب بنذر. فإن كان الحيوان طاهرًا، يتوجب أن يقدم لله كذبيحة.
2. فَيُبَاعُ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ: لكن يمكن لبكر الحيوان غير الطاهر أن يُفتدى (يُشترى ثانية) من الرب.
و ) الآيات (28-29): لا يستطيع أحد أن يفدي أشياء (أو أشخاصًا) مكرسة للرب.
28أَمَّا كُلُّ مُحَرَّمٍ يُحَرِّمُهُ إِنْسَانٌ لِلرَّبِّ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ مِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلْبَهَائِمِ وَمِنْ حُقُولِ مُلْكِهِ فَلَا يُبَاعُ وَلَا يُفَكُّ. إِنَّ كُلَّ مُحَرَّمٍ هُوَ قُدْسُ أَقْدَاسٍ لِلرَّبِّ. 29كُلُّ مُحَرَّمٍ يُحَرَّمُ مِنَ ٱلنَّاسِ لَا يُفْدَى. يُقْتَلُ قَتْلًا.
1. إِنَّ كُلَّ مُحَرَّمٍ هُوَ قُدْسُ أَقْدَاسٍ لِلرَّبِّ: كان تكريس شيء للرب خطوة أبعد من التكريس بنذر. فغالبًا ما تضمَّن المعنى القضاء على الشيء (تحريمه) لئلا يُستخدم من شخص آخر. وقد أُعطيتْ كل قيمته للرب. ولهذا، إذا أُعلن شيء قربانًا مكرسًا للرب بالفعل، لا يمكن أن يعطى بنذر. فهو يخص الله فعلًا، وهو قُدْسُ أَقْدَاسٍ لِلرَّبِّ.
· تترجم يشوع 6: 17، بين نصوص أخرى، هذه الكلمة (المترجمة إلى ’مخصص‘ في الترجمة الإنجليزية) إلى ’محرّم‘ (كما هو الحال في الترجمة العربية)، لأن كل شيء يخَصَّص لله سيُقضى عليه، لئلا يُستخدم لشيء آخر.
2. أَمَّا كُلُّ مُحَرَّمٍ يُحَرِّمُهُ إِنْسَانٌ لِلرَّبِّ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ: ولهذ، لا يمكن لأي شخص أن يفدي شيئًا مخصصًا للرب بثمن. فهو يخصه، وقد أُعطي له.
· كُلُّ مُحَرَّمٍ: “أي شيء مكرّس لله بشكل مطلق، مع لعنة على الأشخاص أنفسهم أو آخرين إذا لم يتخلصوا منه حسب نذورهم، كما توحي الكلمة العبرية.” بوله (Poole)
3. كُلُّ مُحَرَّمٍ يُحَرَّمُ مِنَ ٱلنَّاسِ لَا يُفْدَى. يُقْتَلُ قَتْلًا: وبهذا المعنى، لا يستطيع المرء أن يفلت من الإعدام بافتدائه ’بشرائه ثانية‘ من الرب. إذ عليه أن يواجه مصيره أو عقوبته.
· نجد مثلًا لهذا في 1 صموئيل 15 حيث أُمر الملك شاول بجلب دينونة على عماليق. فكانوا مخصصين ومحكومًا عليهم بالهلاك. ولم يفعل شاول ما أمره الرب به، فأثار سخط الرب.
· “احتكم أعداء الوحي الإلهي إلى الشريعة المتضمنة في هاتين الآيتين كبرهان أنه كانت تقدَّم ذبائح بشرية بموجب العهد الموسوي. لكن لا يمكن التسليم بهذا. فلو كانت هنالك شريعة كهذا، لكان الإعلان أكثر وضوحًا. ولا يُترك الأمر لبوصلة من كلمات قليلة يصعب التحقق من معناها الحقيقي. وقد تُرجمت الكلمات نفسها بطرق مختلفة من معظم المترجمين.” كلارك (Clarke)
ز ) الآيات (30-33): دفع العشور.
30وَكُلُّ عُشْرِ ٱلْأَرْضِ مِنْ حُبُوبِ ٱلْأَرْضِ وَأَثْمَارِ ٱلشَّجَرِ فَهُوَ لِلرَّبِّ. قُدْسٌ لِلرَّبِّ. 31وَإِنْ فَكَّ إِنْسَانٌ بَعْضَ عُشْرِهِ يَزِيدُ خُمْسَهُ عَلَيْهِ. 32وَأَمَّا كُلُّ عُشْرِ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ فَكُلُّ مَا يَعْبُرُ تَحْتَ ٱلْعَصَا يَكُونُ ٱلْعَاشِرُ قُدْسًا لِلرَّبِّ. 33لَا يُفْحَصُ أَجَيِّدٌ هُوَ أَمْ رَدِيءٌ، وَلَا يُبْدِلُهُ. وَإِنْ أَبْدَلَهُ يَكُونُ هُوَ وَبَدِيلُهُ قُدْسًا. لَا يُفَكُّ.
1. وَكُلُّ عُشْرِ ٱلْأَرْضِ: تعني العشور ببساطة عشرة بالمئة. فكان بنو إسرائيل يعطون عشرة بالمئة من مواشيهم وحبوبهم وثمار أشجارهم للرب. وكانت هذه العشور مقدسة ومفرزة لله (قُدْسٌ لِلرَّبِّ).
· “ترتبط كلمة ’عشور‘ Maser بالعدد عشرة Eser ولهذا تشير إلى عُشر. لم يكن مفهوم العُشر جديدًا بالنسبة للإسرائيليين، حيث نلاحظ ممارستها قبل إعطاء الشريعة (تكوين 14: 20؛ 28: 20-22). ولهذا، فإن ما نراه في لاويين 27 هو منهجةٌ لممارسة سابقة.” روكر (Rooker)
· راعت إسرائيل نوعين من العشور. ونجد هنا في لاويين 27: 30-33 العشور العامة والتي يبدو أنها مذكورة في تثنية 14: 22-27. وتصف تثنية 14: 28-29 عشورًا ثانية تُدفع للاوي والفقير. ويعتقد بعضهم أن لاويين 27: 30-33 تثنية 14: 22-27 نصّان يصفان نوعين من العشور المختلفة المطلوبة. لكن لا يوجد سبب مقنع للاعتقاد بأنهما مختلفان.
· مع أن العهد الجديد لا يأمر بإعطاء العشور أو يشدّد عليه، إلا أنه يقدّم العطاء كواجب لشعب الله. وهو لا يتحدث بسلبية عن العشور. وقد صادق يسوع على حرص رجال الدين على دفع العشور بدقة (لوقا 11: 42)، بينما وبّخهم على ما أهملوه. ونحن نجد ثناء على ملكيصادق عندما أعطاه إبراهيم عُشرًا من الكل (عبرانيين 7: 4-10). ولا يقدم العهد الجديد مبادئ كثيرة حول عطاء المؤمنين في ظل العهد الجديد.
ü العطاء أمر وليس خيارًا. (1 كورنثوس 16: 1-2)
ü ينبغي أن يكون العطاء منتظمًا، ومخططًا له، ومتناسبًا. ولا ينبغي التلاعب به. (1 كورنثوس 16: 2)
ü لا ينبغي أن يكون العطاء (1 كورنثوس 16: 2)
ü يأتي العطاء الحقيقي عندما نعطي أولًا أنفسنا للرب، ثم من مواردنا المالية كما ينبغي. (2 كورنثوس 8: 5)
ü لا يجوز أن يأمر أحد، ولا حتى رسول، فردًا مؤمنًا بالعطاء في أية لحظة. (2 كورنثوس 8: 8)
ü العطاء امتحان مشروع لإخلاصنا لله والآخرين. (2 كورنثوس 8: 8)
ü لا ينبغي أن ننظر إلى العطاء كإنفاق، بل كاستثمار. (2 كورنثوس 9: 7)
ü لا ينبغي أن نعطي على مضض أو بدافع الضرورة. (2 كورنثوس 9: 7)
ü ينبغي أن يشمل العطاء الخدمات التي تغذي المؤمنين بشكل مباشر. (2 كورنثوس 9: 7-13)
· لأن العهد الجديد يركز على العطاء أكثر من العشور، فإنه لا يوجد جواب للسؤال: ’كم ينبغي أن أعطي؟‘ ويرجع كثيرون إلى شريعة العشور في العهد القديم. وبما أن العطاء ينبغي أن يكون تناسبيًّا (1 كورنثوس 16: 2)، ينبغي أن نعطي نسبة ما. ونسبة العشرة بالمئة معيار جديد ونقطة انطلاق! وينبغي أن نتحلى بنظرة المسيحيين الأوائل الذين قالوا في الأساس: ’نحن لسنا تحت العشور – ولهذا نستطيع أن ندفع أكثر.‘ والعطاء والإدارة المالية قضايا روحية، لا مالية (لوقا 16: 11).
2. وَإِنْ فَكَّ إِنْسَانٌ بَعْضَ عُشْرِهِ يَزِيدُ خُمْسَهُ عَلَيْهِ: ينبغي أن تُفدى (تُشترى ثانية) العشور. فعلى سبيل المثال، فبدلًا من أن يعشّر المرء بذاره الجيدة من حقله، يمكن أن يدفع قيمتها إضافة إلى عشرين بالمئة من قيمتها.
· فَكُلُّ مَا يَعْبُرُ تَحْتَ ٱلْعَصَا: “حسب المفسرين اليهود، فإن هذا التعبير يشير إلى الطريقة التي كان يتم بها اختيار الحيوانات للعشور. فكانت تُحصى الحيوانات أثناء مرورها في صف واحد تحت طاقم الرعاة. وكان يميَّز كل حيوان عاشر بعصا حمراء اللون كإشارة إلى اختياره للعُشر.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
ح) الآية (34): الخاتمة: هذه هي الوصايا.
34هَذِهِ هِيَ ٱلْوَصَايَا ٱلَّتِي أَوْصَى ٱلرَّبُّ بِهَا مُوسَى إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ سِينَاءَ.
1. هَذِهِ هِيَ ٱلْوَصَايَا: لم تكن مجرد تقاليد وعادات، رغم أن الناس بدأوا يربطون التقاليد والعادات بهذه الوصايا. كانت هذه وصايا (أوامر) الله، ولم تكن اقتراحات منه.
2. ٱلَّتِي أَوْصَى ٱلرَّبُّ بِهَا مُوسَى إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ سِينَاءَ: سبق أن ذكرنا أن تعبير ’أمام الرب‘ استُخدم ما لا يقل عن 60 مرة في سفر اللاويين، أي أكثر من أي سفر آخر في الكتاب المقدس. فإن ما يحدث في اللاويين إنما يحدث أمام الرب. وتبيّن كل نقطة طاعة يدعونا إليها – إما في وصية معينة أو في صورة ثمينة – كيف نسلك أمام الرب.
· أيها القارئ، لقد اطّلعت على هذا السفر المثير جدًّا للاهتمام. وهو سفر لا يولي المؤمنون بالمسيح اهتمامًا كبيرًا بموضوعه. يمكنك أن تجد هنا المطالب الصارمة للعدالة الإلهية، ومدى بشاعة الخطية وإثمها، ومدى اتساع الوصية، ونهاية كل كمال بشري. وبهذه الشريعة نعرف الخطية، لا علاجها. ثم نرى أن المسيح كان غاية الشريعة للبر لكل من يؤمن.” كلارك (Clarke)