سفر اللاويين – الإصحاح ٦
تعليمات للكهنة
أولًا. مزيد من الحالات التي تستوجب تقديم كفارة الذنب
أ ) الآيات (١-٣): السرقة من القريب تجعل قربان الذنب ضروريًّا.
١كَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: ٢″إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ وَخَانَ خِيَانَةً بِٱلرَّبِّ، وَجَحَدَ صَاحِبَهُ وَدِيعَةً أَوْ أَمَانَةً أَوْ مَسْلُوبًا، أَوِ ٱغْتَصَبَ مِنْ صَاحِبِهِ، ٣أَوْ وَجَدَ لُقَطَةً وَجَحَدَهَا، وَحَلَفَ كَاذِبًا عَلَى شَيْءٍ مِنْ كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ ٱلْإِنْسَانُ مُخْطِئًا بِهِ.”
- إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ وَخَانَ خِيَانَةً بِٱلرَّبِّ: هذه تتمّة للقِسم الذي بدأ في للاويين ٥: ١٤ حول قربان الذنب. وهنا نرى أن قربان الذنب مطلوب في حالات السرقة. وخطيتا الكذب والخداع مذكورتان أيضًا، لكنهما مرتبطتان بالسرقة من شخص آخر.
- نلاحظ أنه يقول ’خِيَانَةً بِٱلرَّبِّ.‘ كان من الواضح أن هذه خطايا ارتُكبت بحق أشخاص آخرين، لكنها خطايا ضد الرب، وكان لا بد من التعامل معها.
- عَلَى شَيْءٍ مِنْ كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ ٱلْإِنْسَانُ مُخْطِئًا بِهِ: قد يسرق المرء شيئًا بسيطًا، أو قد يستخدم الخداع ليأخذ شيئًا يخص آخرين (وَجَحَدَ صَاحِبَهُ وَدِيعَةً أَوْ أَمَانَةً أَوْ مَسْلُوبًا). فهنالك طرق كثيرة للسرقة، وكلها خطايا.
- وَجَحَدَ صَاحِبَهُ: “الفكرة هنا هي أن المرء يكتسب شيئًا يخص آخرين بطريقة أخرى غير السرقة الصحيحة. ويتضمن هذا عادة نوعًا من التحايل والخداع.” بيتر كونتيس (Peter-Contesse)
- كل هذا مؤسس على فكرة أساسية مذكورة بوضوح في خروج ٢٠: ١٥: ’لا تسرق!‘ وأي أمر ضد السرقة في الكتاب المقدس إقرار بحق المُلكية الشخصية. فالله يعهد للأشخاص بإدارة ممتلكات بصفتهم ’مالكين‘ مفوّضين لإدارة تلك الممتلكات. وبما أن كل الأشياء في نهاية المطاف تخص الله (مزمور ٢٤: ١)، فإن الأشخاص لا يمتلكون إلا الأشياء التي أوكلهم الله عليها. ويتوقع الله من البشر أن يوقّروا تفويض الممتلكات هذا. ولا يُسمح للأشخاص الآخرين أو الدول بأن تأخذ تلك الممتلكات منهم من دون اتّباع إجراءات قانونية صحيحة.
- ولهذا، فإن الأنظمة الاقتصادية أو السياسية التي ترفض مبدأ المُلكية الخاصة للممتلكات، مثل الأنظمة الشيوعية والاشتراكية التي تدّعي أن كل مُلكية تخص الدولة أو المجموعة ككل، فإنها ترفض حكمة الله وإرادته، وهي مقَدَّر لها أن تفشل.
ب) الآيات (٤-٦): وجوب التعويض عن السرقة ثم تقديم قربان الذنب.
٤فَإِذَا أَخْطَأَ وَأَذْنَبَ، يَرُدُّ ٱلْمَسْلُوبَ ٱلَّذِي سَلَبَهُ، أَوِ ٱلْمُغْتَصَبَ ٱلَّذِي ٱغْتَصَبَهُ، أَوِ ٱلْوَدِيعَةَ ٱلَّتِي أُودِعَتْ عِنْدَهُ، أَوِ ٱللُّقَطَةَ ٱلَّتِي وَجَدَهَا، ٥أَوْ كُلَّ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ كَاذِبًا. يُعَوِّضُهُ بِرَأْسِهِ، وَيَزِيدُ عَلَيْهِ خُمْسَهُ. إِلَى ٱلَّذِي هُوَ لَهُ يَدْفَعُهُ يَوْمَ ذَبِيحَةِ إِثْمِهِ. ٦وَيَأْتِي إِلَى ٱلرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لِإِثْمِهِ: كَبْشًا صَحِيحًا مِنَ ٱلْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ، ذَبِيحَةَ إِثْمٍ إِلَى ٱلْكَاهِنِ.
- يَرُدُّ ٱلْمَسْلُوبَ ٱلَّذِي سَلَبَهُ: إن كان أحد مذنبًا بالاحتيال أو السرقة، فلم يكن كافيًا أن يقدم قربانًا ليغطي ذنب خطيته أمام الرب. إذ كان عليه أولًا أن يقوم بالتعويض لتسوية الحساب مع ضحية الاحتيال.
- أَوِ ٱلْوَدِيعَةَ: اعتقد ماثيو بوله (Matthew Poole) أن هذه كانت طريقة عبرية للإشارة إلى الأعمال والمعاملات التجارية. “وهذا أمر عادي جدًّا عندما يضع شخص أي شيء في يد شخص آخر، لا ليحتفظ به … بل ليستخدمه ويحسّنه من أجل المنفعة المشتركة لكليهما. وفي حالة الشراكة، فإنه أمر سهل أن يخدع المرء شريكه، وبالتالي يوجد حُكم ضد هذا الأمر.”
- يُعَوِّضُهُ بِرَأْسِهِ، وَيَزِيدُ عَلَيْهِ خُمْسَهُ. إِلَى ٱلَّذِي هُوَ لَهُ يَدْفَعُهُ يَوْمَ ذَبِيحَةِ إِثْمِهِ: لم يكن كافيًا رد المسروق. إذ كان على السارق أن يضيف عشرين بالمئة (خُمْسَهُ) إلى ما سرقه كجزاء.
- وفي العهد الجديد، تعبّر أفسس ٤: ٢٨ عن جانب آخر من التعويض عند توبة السارق، حيث ينبغي أن يكون مُعطيًا بدلًا من أن يكون آخذًا: “لَا يَسْرِقِ ٱلسَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلًا ٱلصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ ٱحْتِيَاجٌ.”
- وَيَأْتِي إِلَى ٱلرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لِإِثْمِهِ: كان لا بد من تقديم التعويض والجزاء المرافق له في نفس يوم تقديم قربان الذنب. ويبيّن هذا بقوة أنه لا يمكن للمرء أن يتصالح مع الله من دون أن يصوّب أموره مع البشر.
- يعبّر هذا الإلحاح على تصويب الأمور مع الآخرين قبل تصويب الأمور مع الله عن نفس الفكرة التي أوصلها يسوع في متى ٥: ٢٣-٢٤.
ج) الآية (٧): يقين الغفران لدى تقديم القربان.
٧فَيُكَفِّرُ عَنْهُ ٱلْكَاهِنُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، فَيُصْفَحُ عَنْهُ فِي ٱلشَّيْءِ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَهُ مُذْنِبًا بِهِ.
- فَيُكَفِّرُ عَنْهُ ٱلْكَاهِنُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ: كان هذا توكيدًا رائعًا لضمير مثقل بمشاعر الذنب. إذ يمكن للخاطئ أن يعتمد على هذا الوعد ويتيقّن من أن خطيته مغطّاة أمام الرب.
- يقدّم العهد الجديد بيانًا مشابهًا في ضوء عمل المسيح في ١ يوحنا ١: ٩“إِنِ ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.”
- فِي ٱلشَّيْءِ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَهُ مُذْنِبًا بِهِ: ينصب التركيز هنا على أن أية خطية يمكن أن تطهَّر من خلال الذبيحة الكفارية. وقبل عمل يسوع الكفاري على الصليب، لم يكن التطهير كاملًا، لكن كان يمكن أن يمتد إلى أية خطية – في توقُّعٍ لذبيحة المسيا الكفارية الكاملة الآتية.
ثانيًا. تعليمات محددة للكهنة حول القرابين
أ ) الآيات (٨-١٣): المحرقة.
٨وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: ٩″أَوْصِي هَارُونَ وَبَنِيهِ قَائِلًا: هَذِهِ شَرِيعَةُ ٱلْمُحْرَقَةِ: هِيَ ٱلْمُحْرَقَةُ تَكُونُ عَلَى ٱلْمَوْقِدَةِ فَوْقَ ٱلْمَذْبَحِ كُلَّ ٱللَّيْلِ حَتَّى ٱلصَّبَاحِ، وَنَارُ ٱلْمَذْبَحِ تَتَّقِدُ عَلَيْهِ. ١٠ثُمَّ يَلْبَسُ ٱلْكَاهِنُ ثَوْبَهُ مِنْ كَتَّانٍ، وَيَلْبَسُ سَرَاوِيلَ مِنْ كَتَّانٍ عَلَى جَسَدِهِ، وَيَرْفَعُ ٱلرَّمَادَ ٱلَّذِي صَيَّرَتِ ٱلنَّارُ ٱلْمُحْرَقَةَ إِيَّاهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، وَيَضَعُهُ بِجَانِبِ ٱلْمَذْبَحِ. ١١ثُمَّ يَخْلَعُ ثِيَابَهُ وَيَلْبَسُ ثِيَابًا أُخْرَى، وَيُخْرِجُ ٱلرَّمَادَ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَحَلَّةِ، إِلَى مَكَانٍ طَاهِرٍ. ١٢وَٱلنَّارُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ تَتَّقِدُ عَلَيْهِ. لَا تَطْفَأُ. وَيُشْعِلُ عَلَيْهَا ٱلْكَاهِنُ حَطَبًا كُلَّ صَبَاحٍ، وَيُرَتِّبُ عَلَيْهَا ٱلْمُحْرَقَةَ، وَيُوقِدُ عَلَيْهَا شَحْمَ ذَبَائِحِ ٱلسَّلَامَةِ. ١٣نَارٌ دَائِمَةٌ تَتَّقِدُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. لَا تَطْفَأُ.
- هَذِهِ شَرِيعَةُ ٱلْمُحْرَقَةِ: سبق أن ذُكرت هذه الذبيحة في الإصحاح الأول. وكانت تدل على التكريس. وكان ينبغي أن يبقى الحيوان على المذبح في حرْق بطيء لفترة طويلة تحت إشراف الكهنة (هِيَ ٱلْمُحْرَقَةُ تَكُونُ عَلَى ٱلْمَوْقِدَةِ فَوْقَ ٱلْمَذْبَحِ كُلَّ ٱللَّيْلِ حَتَّى ٱلصَّبَاحِ).
- “ولهذا يمكننا أن نخلص إلى أن الكهنة كانوا يسهرون بالتناوب طوال الليل ليغذّوا النار بأجزاء من هذه الذبيحة إلى أن تُستهلك كلها.” كلارك (Clarke)
- لم يتضمن الوصف المذكور في الإصحاح الأول التعليمات المتعلقة بثياب الكهنة المطلوبة (يَلْبَسُ ٱلْكَاهِنُ ثَوْبَهُ مِنْ كَتَّانٍ، وَيَلْبَسُ سَرَاوِيلَ مِنْ كَتَّانٍ عَلَى جَسَدِهِ). كما أنه لم يتضمن توجيه الكاهن بحمل رمادالذبيحة المحروقة خارج المحلة إلى مكان طاهر بمجرد قيام الكاهن بخلع ثيابه الكهنوتية.
- توصف ملابس الكهنة الكتانية هذه في سفر الخروج ٢٨: ٣٩-٤٣.
- نَارٌ دَائِمَةٌ تَتَّقِدُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ: تمثل طبيعة الاحتراق الطويل للمحرقة توضيحًا ملائمًا لعملية تقديم أنفسنا لله كذبيحة حية بشكل كامل. فليس مجيؤنا إلى الله كذبيحة حية عملًا سريعًا. وربما نشعر بأننا نحتمل النار فترة طويلة، مثل المحرقة.
- “هل النار الدائمة تشتعل على مذبح قلبك؟ هل تنظر إلى يسوع وترى بالإيمان حمل الله الذي رفع خطايا العالم؟” كلارك (Clarke)
- وَيُشْعِلُ عَلَيْهَا ٱلْكَاهِنُ حَطَبًا كُلَّ صَبَاحٍ: صار توفير الحطب للمذبح لاحقًا موضوع نحميا ١٠: ٣٤ و١٣: ٣١. وكان هذا الخشب، إلى جانب القرابين نفسها، وقودًا للنار على المذبح.
- نَارٌ دَائِمَةٌ تَتَّقِدُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. لَا تَطْفَأ: هذه الصياغة توكيدية وفق بيتر كونتيس (Peter-Contesse). وهي تبيّن أن إبقاء النار مشتعلة كان واجب الكهنة. إذ كان عليهم أن يوفّروا الحطب لنار المذبح طوال الليل. وأثناء النهار، ستظل الذبيحة مشتعلة على النار.
- كما حدث، اشتعلت نار المذبح بنار معجزية من السماء (لاويين ٩: ٢٤). ويضيف هذا إلى سبب عدم السماح للنار بالانطفاء. كانت هذه نار الله، ولا بد من احترامها والعناية بها.
- تأمَّل جون تراب (John Trapp) في فكرة عدم السماح للنار بالانطفاء، وقدّم تطبيقًا لهذه الفكرة: “لا ينبغي أن يُطفأ إيماننا ومحبتنا وحماستنا (لهيب نار لظى الرب، كما سمّاها سليمان في نشيد الأنشاد ٨: ٦-٧). فلا ينبغي للمياه أن تطفئها، ولا للرماد أن يغطّيها.”
- لاحظ ف. ب. ماير (F.B. Meyer) أن النار الدائمة رمز للأمور التالية:
- محبة الله، لأنه لم يكن ولن يكون فيه وقت لا يحب فيه الله.
- صلوات يسوع من أجل شعبه، لأنه حي يشفع فيهم (عبرانيين ٧: ٢٥).
- خدمة الروح القدس، لأن النار التي أضاءت يوم الخمسين ما زالت تشتعل بين شعب الله.
- كانت النار الدائمة مرتبطة أيضًا بفكرة وجوب تقديم ذبائح باستمرار. ولم يلزم أن تكون ذبيحة يسوع الكاملة على الصليب ذبيحة مستمرة. إذ كانت ذبيحة حاسمة نهائية كما توصف في عبرانيين ٧: ٢٧: “ٱلَّذِي لَيْسَ لَهُ ٱضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلًا عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا ٱلشَّعْبِ، لِأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.”
ب) الآيات (١٤-١٨): طقس قربان الدقيق.
١٤وَهَذِهِ شَرِيعَةُ ٱلتَّقْدِمَةِ: يُقَدِّمُهَا بَنُو هَارُونَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلَى قُدَّامِ ٱلْمَذْبَحِ، ١٥وَيَأْخُذُ مِنْهَا بِقَبْضَتِهِ بَعْضَ دَقِيقِ ٱلتَّقْدِمَةِ وَزَيْتِهَا وَكُلَّ ٱللُّبَانِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلتَّقْدِمَةِ، وَيُوقِدُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ رَائِحَةَ سَرُورٍ تَذْكَارَهَا لِلرَّبِّ. ١٦وَٱلْبَاقِي مِنْهَا يَأْكُلُهُ هَارُونُ وَبَنُوهُ. فَطِيرًا يُؤْكَلُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ. فِي دَارِ خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ يَأْكُلُونَهُ. ١٧لَا يُخْبَزُ خَمِيرًا. قَدْ جَعَلْتُهُ نَصِيبَهُمْ مِنْ وَقَائِدِي. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ كَذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَذَبِيحَةِ ٱلْإِثْمِ. ١٨كُلُّ ذَكَرٍ مِنْ بَنِي هَارُونَ يَأْكُلُ مِنْهَا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ مِنْ وَقَائِدِ ٱلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَتَقَدَّسُ.
- وَهَذِهِ شَرِيعَةُ ٱلتَّقْدِمَةِ (تقدمة الدقيق): ذُكرت هذه التقدمة أولًا في الإصحاح الثاني. ويكرر هذا القسم نفس تفاصيل تقدمة الدقيق في ذلك الإصحاح.
- كُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَتَقَدَّسُ (ينبغي أن يتقدس): لم يُذكر هذا الجانب من تقدمة الدقيق في الإصحاح الثاني. بل ذكر أن جزءًا من التقدمة سيكون من نصيب الكهنة، لكن القسم الحالي هنا ينص على أنه لا يمكن لأحد أن يأكل منها إلا إذا كان مقدَّسًا احتفاليًّا.
ج) الآيات (١٩-٢٣): تقدمة الدقيق عند مسح الكهنة.
١٩وكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: ٢٠″هَذَا قُرْبَانُ هَارُونَ وَبَنِيهِ ٱلَّذِي يُقَرِّبُونَهُ لِلرَّبِّ يَوْمَ مَسْحَتِهِ: عُشْرُ ٱلْإِيفَةِ مِنْ دَقِيقٍ تَقْدِمَةً دَائِمَةً، نِصْفُهَا صَبَاحًا، وَنِصْفُهَا مَسَاءً. ٢١عَلَى صَاجٍ تُعْمَلُ بِزَيْتٍ، مَرْبُوكَةً تَأْتِي بِهَا. ثَرَائِدَ تَقْدِمَةٍ، فُتَاتًا تُقَرِّبُهَا رَائِحَةَ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. ٢٢وَٱلْكَاهِنُ ٱلْمَمْسُوحُ عِوَضًا عَنْهُ مِنْ بَنِيهِ يَعْمَلُهَا فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِلرَّبِّ. تُوقَدُ بِكَمَالِهَا. ٢٣وَكُلُّ تَقْدِمَةِ كَاهِنٍ تُحْرَقُ بِكَمَالِهَا. لَا تُؤْكَلُ.”
- يَوْمَ مَسْحَتِهِ: كانت تقدَّم تقدمة معيّنة كجزء من مراسم مسحة الكاهن وتكريسه. وقد وُصف هذا الاحتفال أولًا في خروج ٢٩ ونُفِّذ في لاويين ٨.
- ثَرَائِدَ تَقْدِمَةٍ (قطع مخبوزة): “أو مقلية بحيث تنتفخ وتبقبق.” بوله (Poole)
- وَكُلُّ تَقْدِمَةِ كَاهِنٍ تُحْرَقُ بِكَمَالِهَا: في تقدمة الدقيق العادية، كان جزء من الدقيق نصيبًا للكهنة، وكانوا يصنعون منه خبزًا لهم ولعائلاتهم. لكن تقدمة الدقيق المرتبطة باحتفال مسح الكهنة لم يكن ليؤكل. إذ كان يُحرق كاملًا أمام الرب.
د ) الآيات (٢٤-٣٠): قربان الخطية.
٢٤وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: ٢٥″كَلِّمْ هَارُونَ وَبَنِيهِ قَائِلًا: هَذِهِ شَرِيعَةُ ذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ: فِي ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ ٱلْمُحْرَقَةُ، تُذْبَحُ ذَبِيحَةُ ٱلْخَطِيَّةِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. ٢٦ٱلْكَاهِنُ ٱلَّذِي يَعْمَلُهَا لِلْخَطِيَّةِ يَأْكُلُهَا. فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ تُؤْكَلُ فِي دَارِ خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ. ٢٧كُلُّ مَنْ مَسَّ لَحْمَهَا يَتَقَدَّسُ. وَإِذَا ٱنْتَثَرَ مِنْ دَمِهَا عَلَى ثَوْبٍ تَغْسِلُ مَا ٱنْتَثَرَ عَلَيْهِ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ. ٢٨وَأَمَّا إِنَاءُ ٱلْخَزَفِ ٱلَّذِي تُطْبَخُ فِيهِ فَيُكْسَرُ. وَإِنْ طُبِخَتْ فِي إِنَاءِ نُحَاسٍ، يُجْلَى وَيُشْطَفُ بِمَاءٍ. ٢٩كُلُّ ذَكَرٍ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ يَأْكُلُ مِنْهَا. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. ٣٠وَكُلُّ ذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ يُدْخَلُ مِنْ دَمِهَا إِلَى خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ لِلتَّكْفِيرِ فِي ٱلْقُدْسِ، لَا تُؤْكَلُ. تُحْرَقُ بِنَارٍ.”
- هَذِهِ شَرِيعَةُ ذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ: وُصِف قربان الخطية أولًا في الإصحاح الرابع. وهنا تضاف عدة تفاصيل للذبيحة الملائمة لقربان الخطية.
- ٱلْكَاهِنُ ٱلَّذِي يَعْمَلُهَا لِلْخَطِيَّةِ يَأْكُلُهَا: في بعض الأحيان، كان يخصص بعض من لحم قربان الخطية للكاهن الذي قام بعمل ذبح الحيوان.
- فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ تُؤْكَلُ… كُلُّ مَنْ مَسَّ لَحْمَهَا يَتَقَدَّسُ: غير أنه ينبغي أن يُعَد قربان الخطية مقدّسًا، وينبغي أن يكون كل شيء مرتبط به مقدَّسًا (طاهرًا احتفاليًّا).
- كان لا بد أن يكون المكان مقدَّسًا (في ساحة خيمة الاجتماع).
- كان لا بد أن يكون الشخص الذي يُعِد أو يأكل اللحم مقدَّسًا (كُلُّ مَنْ مَسَّ لَحْمَهَا يَتَقَدَّسُ).
- كان دم اللحم مقدَّسًا (وَإِذَا ٱنْتَثَرَ مِنْ دَمِهَا عَلَى ثَوْبٍ تَغْسِلُ مَا ٱنْتَثَرَ عَلَيْهِ).
- كان الإناء الذي يُطبخ فيه مقدَّسًا (وَأَمَّا إِنَاءُ ٱلْخَزَفِ ٱلَّذِي تُطْبَخُ فِيهِ فَيُكْسَرُ…وَإِنْ طُبِخَتْ فِي إِنَاءِ نُحَاسٍ، يُجْلَى وَيُشْطَفُ بِمَاءٍ).
- كان لا بد أن يكون أي شيء يمسه قربان الخطية أو دمه مقدَّسًا أو يطهَّر بطريقة خاصة، لأنه كان يُعتقد أن لحم الحيوان كان موبوءًا بخطية ذاك الذي جلب القربان.
- عندما ’تُنقع‘ الخطية، فإنه لا توجد طريقة لتطهير إِنَاءُ ٱلْخَزَفِ ٱلَّذِي تُطْبَخُ فِيهِ فَيُكْسَرُ، ولهذا كان لا بد من تدميره. ومع ذلك، فإن المعدن الذي عولج بالنار قد تم ’الحُكم عليه‘ بالفعل، ولهذا كان يمكن تطهيره فحسب. وهذا مثل توضيحي للذين لم يطهر يسوع خطيتهم، حيث سيدمَّرون بهذه الخطية بمعنى أبدي.
- وَكُلُّ ذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ يُدْخَلُ مِنْ دَمِهَا إِلَى خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ لِلتَّكْفِيرِ فِي ٱلْقُدْسِ، لَا تُؤْكَلُ: يوجد في الإصحاح الرابع تمييز بين قربان الخطية للكاهن، ولكل جماعة إسرائيل، وللرئيس، وللشخص العادي. فبالنسبة لقربان خطية الكاهن وكل جماعة إسرائيل، لم يكن يؤكل أي جزء من الحيوان.