سفر أيوب – الإصحاح ٦
رَدُ أيوب على ألِيفَاز: “ماذا يُبرهن توبيخك؟”
أولًا. أيوب يرثي آلامه
أ ) الآيات (١-٧): يشرح أيوب سبب كلامه الطائش.
١فَأَجَابَ أَيُّوبُ وَقَالَ: ٢«لَيْتَ كَرْبِي وُزِنَ، وَمَصِيبَتِي رُفِعَتْ فِي الْمَوَازِينِ جَمِيعَهَا، ٣لأَنَّهَا الآنَ أَثْقَلُ مِنْ رَمْلِ الْبَحْرِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لَغَا كَلاَمِي. ٤لأَنَّ سِهَامَ الْقَدِيرِ فِيَّ وَحُمَتَهَا شَارِبَةٌ رُوحِي. أَهْوَالُ اللهِ مُصْطَفَّةٌ ضِدِّي. ٥هَلْ يَنْهَقُ الْفَرَا عَلَى الْعُشْبِ، أَوْ يَخُورُ الثَّوْرُ عَلَى عَلَفِهِ؟ ٦هَلْ يُؤْكَلُ الْمَسِيخُ بِلاَ مِلْحٍ، أَوْ يُوجَدُ طَعْمٌ فِي مَرَقِ الْبَقْلَةِ؟ ٧مَا عَافَتْ نَفْسِي أَنْ تَمَسَّهَا، هذِه صَارَتْ مِثْلَ خُبْزِيَ الْكَرِيهِ!
١. فَأَجَابَ أَيُّوبُ وَقَالَ: كان أصدقاء أيوب لطفاء بما يكفي للجلوس معه في صمت وبكل تعاطف لمدة سبعة أيام (أيوب ٢: ١٣). كسر أيوب الصمت بصراخ مؤلم (أيوب ٣)، وأجاب أَلِيفَاز بدعوة شعرية للتوبة (أيوب ٤-٥). حان الوقت الآن، ليجيب أيوب على أَلِيفَاز التيماني.
٢. لَيْتَ كَرْبِي وُزِنَ: كان رد أيوب الأول على كلمات أليفاز هو الشكوى من عظمة معاناته، لأن أليفاز زاد من معاناته بتحليله الحسن النية، ولكن الخاطئ لمشكلة أيوب.
• لم يكن هذا شعور أيوب فقط، بل كانت أيضًا دينونة الله كما أُعلنت في نهاية سفر أيوب، حيث قال عن أَلِيفَاز ومستشاري أيوب الآخرين: لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ (أيوب ٤٢: ٧).
٣. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لَغَا كَلاَمِي: ثورة أيوب في الإصحاح ٣ لم تلعن الله، لكنها اقتربت من ذلك. اعترف أيوب هنا بأن كلماته كانت طَائِشَة (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لَغَا كَلاَمِي) بالفعل، لكنه أوضح أن ذلك كان بسبب الثقل المفرط لحزنه.
• “أعلن أيوب، بالفعل، أنه لم يفهم الصرخة لأنه لم يعرف الألم.” مورغان (Morgan)
٤. لأَنَّ سِهَامَ الْقَدِيرِ فِيَّ: شرح أيوب لماذا كانت معاناته عميقة جدًا ولماذا كانت كلماته متهورة جدًا. كان ذلك لأنه شعر أن الله نفسه قد هاجمه ولعنه. شعر أن الله قد أطلق عليه سِهَامَهُ؛ وأرسل السُّم ضده؛ وقد وَجَّهَ أهْوَالَهُ ضد أيوب.
• افتتح أيوب كلامه (أيوب ٦: ٤) وأنهاه (أيوب ٧: ٢٠) بصورة الله وهو يُطلق السهام عليه. “يوجد إشارة واضحة هنا إلى الجروح التي تسببها السهام السامة، وإلى الحمى الحارقة التي تسببها مثل هذه الجروح، وما ينتج عنها من عطش شديد يجفف كل رطوبة في كيانه، ويوقف جميع القنوات اللعابية، ويثخن الدم ويلهبه، ويحفز التعفن، وينتهي في هوس مستعر، وينتج أكثر الصور رعبًا، والتي لا يتعافى منها المريض إلا بالموت.” كلارك (Clarke)
• “السهام. هكذا يصف آلامه بشكل مناسب، لأنهم، مثل السهام، جاءوا عليه فجأة وبسرعة، واحدًا تلو الآخر ومن فوق، وقد جرحوه بجروح عميقة ومميتة.” بوله (Poole)
٥. هَلْ يُؤْكَلُ الْمَسِيخُ بِلاَ مِلْحٍ، أَوْ يُوجَدُ طَعْمٌ فِي مَرَقِ الْبَقْلَةِ؟: وصف أيوب كيف كان ’مذاق‘ كلمات أَلِيفَاز بالنسبة له. لقد كانت ضعيفة وبلا نكهة، وبالتأكيد لم تعط أيوب أي صحة أو قوة.
• “والخطاب الذي استمع إليه أيوب من أَلِيفَاز التيماني لم يضع الكثير من الحلاوة في فمه. لأنه كان خاليًا من التعاطف ومن كلمات التعزية. إذا قرأته في المنزل، فسترى أنه كان يستحق أن يكون الأول في مجموعة فريدة من الأقوال المزعجة… لقد تحدث بقسوة وشدة كما لو كان قاضيًا يخاطب مجرمًا لا يعاني أكثر مما يستحق.” سبيرجن (Spurgeon)
٦. هَلْ يَنْهَقُ الْفَرَا عَلَى الْعُشْبِ: أصر أيوب على أن لديه سببًا لحزنه. الْفَرَا (الحمار البري) لا يَنْهَقُ والثَّوْرُ لا يَخُورُ عندما يكون لديه ما يكفي من الطعام؛ ونفس المنطق ينطبق على أيوب، فأيوب لا يشكو بدون سبب.
• “يأتي النواح دائمًا بسبب الحاجة. فالحمار البري لا يَنْهَقُ حين يتوفر له عشب، ولا الثور يَخُورُ ولديف علف.” مورغان (Morgan)
ب) الآيات (٨-١٠): يشتاق أيوب إلى أن ينجيه الله من الموت.
٨يَا لَيْتَ طِلْبَتِي تَأْتِي وَيُعْطِينِيَ اللهُ رَجَائِي! أَنْ يَرْضَى اللهُ بِأَنْ يَسْحَقَنِي، وَيُطْلِقَ يَدَهُ فَيَقْطَعَنِي. فَلاَ تَزَالُ تَعْزِيَتِي وَابْتِهَاجِي فِي عَذَابٍ، لاَ يُشْفِقُ: أَنِّي لَمْ أَجْحَدْ كَلاَمَ الْقُدُّوسِ.
١. أَنْ يَرْضَى اللهُ بِأَنْ يَسْحَقَنِي: يعود أيوب إلى موضوع شكواه في أيوب ٣، عندما حزن على يوم ولادته واعتقد أنه سيكون أفضل حالًا لو كان ميتًا. على الرغم من أن أيوب لم يفكر أبدًا في الانتحار، إلا أنه تمنى أن يُنهي الله نفسُه حياتَه.
• “عندما لا يأتي الجواب، وتستمر معاناتنا مع الألم، ويسود الصمت، لنتذكر هذه القصة، ونبقى واثقين من وجود تفسير ما، وأنه عندما يأتي الجواب، سنشكر الله لأنه لم يعطنا طلبنا.” مورغان (Morgan)
٢. وَيُطْلِقَ يَدَهُ فَيَقْطَعَنِي: قد تكون الفكرة مرة أخرى تبين الله كرامٍ يُطلق السهام على أيوب. وهو يتوسل لله أن يطلق ببساطة المزيد من السهام وينهي حياته (اقْطَعْني).
٣. أَنِّي لَمْ أَجْحَدْ كَلاَمَ الْقُدُّوسِ: هنا، يصر أيوب مرة أخرى على براءته أمام الله. لم تكن المصيبة في حياته بسبب بعض الخطايا مثل تجاهل كَلاَمَ الْقُدُّوسِ (ربما من الأفضل ترجمتها لأنني لم أنكر كلام القدوس، كما هو الحال في ترجمة NIV).
• “مع الشعور بأنني لم أنكر أو أتجاهل أو أعصي كلام القدوس. يجب أن أموت بهدوء، لأنني يجب أن أموت بريئًا.” برادلي (Bradley)
• “كان له عزاء واحد قبل موته – أنه لم يتجاهل كلام القدوس، بالرغم من أنه رفض بشدة كلام أَلِيفَاز.” سميك (Smick)
• إذا شعر أيوب بمسؤولية عدم تجاهل أو إنكار كَلاَمَ الْقُدُّوسِ، فلدينا مسؤولية أكبر منه بكثير. “هل استمعت إلى تلك العظة الرائعة؟ يا لها من بلاغة! يا لها من لغة منمَّقة! لكن هؤلاء المساكين على المقاعد لم يفهموا كلمة واحدة، أو إن فهموا، فإنهم يفهمون فقط جملًا متفرقة، ويفقدون روح العظة. هل هذا صحيح؟ هل هذا هي الفكرة الكتابية عن الوعظ؟… إن أصبح الجيل القادم أكثر شرًا من الحاضر، وأكثر جهلًا برسالة الإنجيل، ستقع المسؤولية على أولئك الذين يخفون كلام الله اليوم.” سبيرجن (Spurgeon)
ج) الآيات (١١-١٣): أيوب يرثي ضَعفه.
١١مَا هِيَ قُوَّتِي حَتَّى أَنْتَظِرَ؟ وَمَا هِيَ نِهَايَتِي حَتَّى أُصَبِّرَ نَفْسِي؟ ١٢هَلْ قُوَّتِي قُوَّةُ الْحِجَارَةِ؟ هَلْ لَحْمِي نُحَاسٌ؟ ١٣أَلاَ إِنَّهُ لَيْسَتْ فِيَّ مَعُونَتِي، وَالْمُسَاعَدَةُ مَطْرُودَةٌ عَنِّي!
١. مَا هِيَ قُوَّتِي حَتَّى أَنْتَظِرَ؟: لقد عكس أيوب شعور اليأس لشخص متألم بشده وبشكل مزمن. لم يشعر بأي قُوَّة داخلية لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، ولم يشعر بأي رجاء على الإطلاق.
• يمكننا أن نشعر هنا بعمق كَرب أيوب: هَلْ قُوَّتِي قُوَّةُ الْحِجَارَةِ؟ هَلْ لَحْمِي نُحَاسٌ؟
٢. أَلاَ إِنَّهُ لَيْسَتْ فِيَّ مَعُونَتِي: لا ينبغي لنا أن نعتقد أن أيوب كان مثل المتحدث التحفيزي الذي يشجع نفسه على البحث في الداخل عن مورد خفي لِلمَعُونَة. بدلًا من ذلك، تشير هذه الكلمات من هذا الرجل المحطم من الألم والجالس في مكب للقمامة إلى شعور أيوب المطلق بالعجز. إن كانت معونة أيوب الوحيدة موجودة في نفسه، فلن يحصل على المعونة مطلقًا. وكما قال بالفعل: إِنَّهُ لَيْسَتْ فِيَّ مَعُونَتِي، وَالْمُسَاعَدَةُ مَطْرُودَةٌ عَنِّي!
• “يمكن لكلمات أيوب أن تجلب راحة هائلة لسبب بسيط هو أن العديد من المتألمين شعروا بالغضب ولكنهم خجلوا جدًا من التعبير عن هذا الغضب.” سميك (Smick)
ثانيًا. أيوب يتحدى أَلِيفَاز
أ ) الآيات (١٤-٢٣): أيوب ينتقد أَلِيفَاز ويدافع عن نفسه.
١٤حَقُّ الْمَحْزُونِ مَعْرُوفٌ مِنْ صَاحِبِهِ، وَإِنْ تَرَكَ خَشْيَةَ الْقَدِيرِ. ١٥أَمَّا إِخْوَانِي فَقَدْ غَدَرُوا مِثْلَ الْغَدِيرِ. مِثْلَ سَاقِيَةِ الْوُدْيَانِ يَعْبُرُونَ، ١٦الَّتِي هِيَ عَكِرَةٌ مِنَ الْبَرَدِ، وَيَخْتَفِي فِيهَا الْجَلِيدُ. ١٧إِذَا جَرَتِ انْقَطَعَتْ. إِذَا حَمِيَتْ جَفَّتْ مِنْ مَكَانِهَا. ١٨يُعَرِّجُ السَّفْرُ عَنْ طَرِيقِهِمْ، يَدْخُلُونَ التِّيهَ فَيَهْلِكُونَ. ١٩نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. سَيَّارَةُ سَبَاءٍ رَجَوْهَا. ٢٠خَزُوا فِي مَا كَانُوا مُطْمَئِنِّينَ. جَاءُوا إِلَيْهَا فَخَجِلُوا. ٢١فَالآنَ قَدْ صِرْتُمْ مِثْلَهَا. رَأَيْتُمْ ضَرْبَةً فَفَزِعْتُمْ. ٢٢هَلْ قُلْتُ: أَعْطُونِي شَيْئًا، أَوْ مِنْ مَالِكُمُ ارْشُوا مِنْ أَجْلِي؟ ٢٣أَوْ نَجُّونِي مِنْ يَدِ الْخَصْمِ، أَوْ مِنْ يَدِ الْعُتَاةِ افْدُونِي؟
١. حَقُّ الْمَحْزُونِ مَعْرُوفٌ مِنْ صَاحِبِهِ (يَحْتَاجُ اليَائِسُ إلَى إخلَاصِ أصْدِقَائِهِ): يوجه أيوب هنا تهمته الرئيسية ضد أَلِيفَاز: “كان يتوجب عليك كصديق أن تُظهر لي الإحسان والمعروف، حتى لو كان صحيحًا أني تَرَكَت خَشْيَةَ الْقَدِيرِ.
٢. أَمَّا إِخْوَانِي فَقَدْ غَدَرُوا مِثْلَ الْغَدِيرِ: على الرغم من أن أَلِيفَاز فقط هو الذي تكلم، إلا أن أيوب خاطب إخوته بشكل جماعي. إما أن هذا كان بدافع الأدب (عدم الرغبة في ذكر أَلِيفَاز وحده)، أو لأن أيوب اعتقد أن موقف وصمت رفاقه الآخرين يعني أنهم يتفقون مع أَلِيفَاز. اتهمهم أيوب بأنهم غير موثوقين مثل سيل تُغذيه الثلوج يختفي عندما يكون الجو حارًا.
• “وبالمناسبة فإن هذه اللمسة تدعم شكوكنا بأن وطن أيوب كان إلى الشرق من منطقة لبنان، وليس بالقرب من أدوم حيث لن ترى مياه الثلج.” أندرسن (Andersen)
• “كم عظيمة هذه المقارنة مع محبة وصداقة يسوع! ليس مثل جدول يجف في وقت الجفاف، ولكن مثل بئر ماء ينبع داخل القلب إلى الأبد.” ماير (Meyer)
• فَالآنَ قَدْ صِرْتُمْ مِثْلَهَا. رَأَيْتُمْ ضَرْبَةً فَفَزِعْتُمْ: “الآية ٢١ هي ذروة رد فعل أيوب على مشورة أصدقائه. لم يقدموا أي مساعدة على الإطلاق. تشبه الآية عظة عن القوة اللازمة لندرب أنفسنا على أن نكون متاحين عندما نرى الآخرين في حالة مروعة حقًا. مع أن الخطر الذي ينطوي عليه الأمر يجعلنا خائفين.” سميك (Smick)
٣. هَلْ قُلْتُ: لم يطلب أيوب من أصدقائه دفع المال له أو ليفتدوه من العتاة. كل ما أراده هو بعض كلمات التعزية، ولكنه لم يسمع شيئًا.
ب) الآيات (٢٤-٣٠): يطلب أيوب من أصدقائه أن يُعرِّفوه تحديدًا أين أخطأ وكيف لَمْ يَعُدْ يُمَيِّز.
٢٤عَلِّمُونِي فَأَنَا أَسْكُتُ، وَفَهِّمُونِي فِي أَيِّ شَيْءٍ ضَلَلْتُ. ٢٥مَا أَشَدَّ الْكَلاَمَ الْمُسْتَقِيمَ، وَأَمَّا التَّوْبِيخُ مِنْكُمْ فَعَلَى مَاذَا يُبَرْهِنُ؟ ٢٦هَلْ تَحْسِبُونَ أَنْ تُوَبِّخُوا كَلِمَاتٍ، وَكَلاَمُ الْيَائِسِ لِلرِّيحِ؟ ٢٧بَلْ تُلْقُونَ عَلَى الْيَتِيمِ، وَتَحْفُرُونَ حُفْرَةً لِصَاحِبِكُمْ. ٢٨وَالآنَ تَفَرَّسُوا فِيَّ، فَإِنِّي عَلَى وُجُوهِكُمْ لاَ أَكْذِبُ. ٢٩اِرْجِعُوا. لاَ يَكُونَنَّ ظُلْمٌ. اِرْجِعُوا أَيْضًا. فِيهِ حَقِّي. ٣٠هَلْ فِي لِسَانِي ظُلْمٌ، أَمْ حَنَكِي لاَ يُمَيِّزُ فَسَادًا؟
١. هَلْ تَحْسِبُونَ أَنْ تُوَبِّخُوا كَلِمَاتٍ، وَكَلاَمُ الْيَائِسِ: اعتقد أيوب أن أَلِيفَاز كان قاسيًا بشكل غير مبرر في رده وفشل في رؤية أن صراخ أيوب المسجل في الإصحاح ٣ كان يعكس كلمات شخص يائس.
• “طوال الحوار يوجهون اتهامات مُبطنة، ويُطلقون تصريحات أخلاقية عامة، مجرد همهمات ومراوغة. لكن كل تلميحاتهم بلا مضمون، ومحاولة منهم لتحديد جذر مشكلة أيوب والوصول إليها… أفضل ما كان يمكنهم فعله هو الإيحاء بأن ’موقفه‘ كان غير سليم وخطأ.” ماسون (Mason)
• تصرف أَلِيفَاز، بدون احساس، كما لو كانت كلمات أيوب مثل الريح. “هل تأخذني كرجل يائس ومشتت، لا يعرف أو لا يهتم بما يقوله، يتكلم فقط بما يخطر بباله وبدون تفكير؟ كثيرًا ما تستخدم الريح للتعبير عن كلمات باطلة، مثل أيوب ١٥: ٢، إرميا ٥: ١٣، والأشياء الباطلة، أيوب ٧: ٧، أمثال ١١: ٢٩.” بوله (Poole)
• بدلًا من مواساة أيوب، كان أَلِيفَاز سيئًا مثل شخص يُلقي القرعة على مال اليتيم (تُلْقُونَ عَلَى الْيَتِيمِ) ويحفر حفرة لصاحبه (تَحْفُرُونَ حُفْرَةً لِصَاحِبِكُمْ). “يبدو الآن أنه ينتقم من أليفاز بتوجيه التهم إليه كما فعل هو: حتى أنك ستقامر على يتيم وتساوم على صديقك. هذه أشياء صعبة جدًا. لا يوجد ما يشير إلى أن الأصدقاء قامروا على أموال الأيتام أكثر من أن أيوب طلب رشاوي. وربما هذا ما كان يرمي إليه أيوب. لكن علاقتهما تدهورت بالتأكيد إن كانا يتبادلان بالفعل إهانات كهذه.” أندرسن (Andersen)
٢. وَالآنَ تَفَرَّسُوا فِيَّ: “هنا يبدو أنه طوال خطاب أيوب كان الأصدقاء يُدلّون رؤوسهم رافضين إن يواجهوا نظراته، بينما في انعكاس غريب للأدوار، الرجل المريض يرفع رأسه الآن عاليًا ويتفرس مباشرة في عيون محققيه الأنيقين والأصحاء.” ماسون (Mason)
٣. اِرْجِعُوا أَيْضًا. فِيهِ حَقِّي (أعِيدُوا النَّظَرَ فِي مَا قُلْتُمْ وَكُفُّوا عَنْ ظُلْمِي. أعِيدُوا النَّظَرَ الآنَ لِأنَّنِي بَريءٌ): أراد أيوب بشدة أن يرى أَلِيفَاز وأصدقاؤه الآخرون أن مصيبته الحالية لم تكن دينونة على خطية خطيرة (وإن كانت خفية).
• الكلمات ’عَلِّمُونِي‘ و ’فَهِّمُونِي‘ و ’فَعَلَى مَاذَا يُبَرْهِنُ؟‘ و ’اِرْجِعُوا – أو تنازلوا واعترفوا‘ كلها مطالب بالأدلة والإثبات. “التفت إلى أَلِيفَاز وقال: أنت تقول إنني أعاني بسبب الخطية، لكنك لم تشر أبدًا إلى أي شيء على وجه التحديد. علمني وفهمني ما هي خطيتي. ولكن حتى تفعل ذلك، لا يوجد ما يُثبت حجتك.” لوسون (Lawson)
• ولأننا نعرف القصة وراء القصة في أيوب ١ و٢، فإننا نعرف أن هذا صحيح. ومع ذلك، يواجه أصدقاء أيوب صعوبة بالغة في تصديق ذلك، وسوف يستمرون في الخلاف مع أيوب حول هذه النقطة.
٤. هَلْ فِي لِسَانِي ظُلْمٌ، أَمْ حَنَكِي لاَ يُمَيِّزُ فَسَادًا؟: سابقًا في هذا الإصحاح، شبه أيوب كلمات أَلِيفَاز كقِطعٍ من الطعام. هي قطع غير مشبعة جدًا لأيوب في معاناته الحالية.
• ووفقًا للتشبيه الحيوانات السابق، لو عزت كلمات أَلِيفَاز أيوب وأشبعته، لما صرخ كما فعل في أيوب ٣ (أيوب ٦: ٥).
• كانت كلمات أَلِيفَاز مثل طعام عديم النكهة (أيوب ٦: ٦).
• كانت كلمات أَلِيفَاز مثل طعام فاسد وبغيض (أيوب ٦: ٧).
• استطاع أيوب أن يُمَيِّزُ الطابع البغيض لكلمات أَلِيفَاز (أيوب ٦: ٣٠).