سفر أيوب – الإصحاح ٢٢
أَلِيفَاز يتحدث للمرة الأخيرة
هذا يبدأ جولة ثالثة (ومختصرة) من النقاش بين أيوب وأصدقائه الثلاثة أَلِيفَاز وبِلْدَد وصوُفَر. ومن خلال هذه الجولات الثلاث، “يمكن اكتشاف حركة معينة. ففي الدورة الأولى، يكتفي الأصدقاء بالحديث عن العموميات، دون أن يغامروا بتطبيق عقيدتهم مباشرة على أيوب. وفي الجولة الثانية كان الموضوع الرئيسي هو مصير الأشرار ووجهة نظر أيوب تتناقض بشكل علني مع وجهة نظر أصدقائه… الآن تصل الخروقات العلنية بينهم إلى الاكتمال. وبمجرد الوصول إلى هذه النقطة لا يمكن أن يكون هناك مزيد من الحوار، ويتوقف النقاش.” أندرسن (Andersen)
أولًا. أليفاز يهاجم شخصية أيوب
أ ) الآيات (١-٣): يسأل أَلِيفَاز قائلًا: “ما هو نفعك لله؟”
١فَأَجَابَ أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ وَقَالَ: ٢«هَلْ يَنْفَعُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ بَلْ يَنْفَعُ نَفْسَهُ الْفَطِنُ! ٣هَلْ مِنْ مَسَرَّةٍ لِلْقَدِيرِ إِذَا تَبَرَّرْتَ، أَوْ مِنْ فَائِدَةٍ إِذَا قَوَّمْتَ طُرُقَكَ؟
١. هَلْ يَنْفَعُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ بَلْ يَنْفَعُ نَفْسَهُ الْفَطِنُ: سمع أَلِيفَاز كل نوبات الألم التي سكبها أيوب أمام لله، وبدا أنه يعتقد أن أيوب ببساطة كان شخصًا أنانيًا لا يفكر إلا في نفسه. وتساءل لماذا اعتقد أيوب أنه مميز جدًا، ونافع جدًا لله، ولماذا اعتقد أن الله مدين له بالكثير.
• “إنه التوتُّر غير المتوازن المألوف هذه الأيام بشأن السمو الإلهي: المفهوم الذي يقول إن الإنسان لا شيء في نظر الله، وحتى فضيلته عديمة الفائدة. فالله لا يحتاج إلى إنسان، بل الإنسان هو الذي يحتاج إلى الله. وبما أن كل شيء يجد أصله في الله، فإن ما يقدمه الإنسان – حتى ولو كان خدمة – لا يفيد الله بأي شكل من الأشكال.” سميك (Smick)
• “أليس هو ببساطة يجادل في قضية الاكتفاء الذاتي لله؟ الله لا يحتاج إلى شيء. الله لا ينقصه شيء. وبما أن الله مطلق الكمال بالفعل، فهو لم يخلق الإنسان بسبب أي نقص شخصي لديه أو إلزام، وبالتالي لا يمكن للإنسان أن يعطي أي شيء لله. هذه هي العقيدة الأرثوذكسية القياسية.” ماسون (Mason)
٢. هَلْ مِنْ مَسَرَّةٍ لِلْقَدِيرِ إِذَا تَبَرَّرْتَ: اعتقد أَلِيفَاز أن أيوب كان متكبرًا، وأنه كان يعتقد أنه المفضل لدى الله لأنه كان بارًا جدًا. وقد أراد أن يأخذ أيوب بعين الاعتبار أن الله لا يحتاج إلى شيء منه، وأن أيوب لم يضف شيئًا إلى الله.
• فمن جانب، كان لدى أَلِيفَاز لاهوتًا صحيحا بالتأكيد. فالله لا ’يحتاج‘ أيوب بالطريقة التي يحتاج بها أيوب الله. ولكن، كان تطبيق أليفاز لهذا المبدأ خاطئًا في هذا السياق، لأنه كان بالفعل مِنْ مَسَرَّة الْقَدِيرِ أن أيوب كان بارًا (كما رأينا في أيوب ١-٢). ووفقًا لهذين الإصحاحين الأولين، كان حقًا نَفْعَا لأيوب أن يُقَوِّم طُرُقَه ليكون بلا لوم.
• في وقت سابق (كما هو مسجل في أيوب ١١) ، اعترض صُوفَر على شكوى أيوب بشأن ما يمكن للمرء أن يسميه اليوم أسس اللاهوت الكالفيني أو الإصلاحي. بنى أَلِيفَاز حجته هنا على أفكار مماثلة. كان الأمر كما لو أنه قال: “يا أيوب، إن الله ذو سيادة وقائم بذاته. إنه لا يحتاج إلى شيء منك ولا يدين لك بأي شيء على الإطلاق. الله لا يُسَرُّ ببرِّك الناقص وليس نَفْعًا له أن تُعَد بلا لوم.” وبالرغم من وجود بعض المزايا في هذا اللاهوت، إلا أنه لا ينطبق على كل سياق ولا ينطبق على أيوب في سياقه.
ب) الآيات (٤-١١): يصف أَلِيفَاز شر أيوب العظيم.
٤هَلْ عَلَى تَقْوَاكَ يُوَبِّخُكَ، أَوْ يَدْخُلُ مَعَكَ فِي الْمُحَاكَمَةِ؟ ٥أَلَيْسَ شَرُّكَ عَظِيمًا، وَآثَامُكَ لاَ نِهَايَةَ لَهَا؟ ٦لأَنَّكَ ارْتَهَنْتَ أَخَاكَ بِلاَ سَبَبٍ، وَسَلَبْتَ ثِيَابَ الْعُرَاةِ. ٧مَاءً لَمْ تَسْقِ الْعَطْشَانَ، وَعَنِ الْجَوْعَانِ مَنَعْتَ خُبْزًا. ٨أَمَّا صَاحِبُ الْقُوَّةِ فَلَهُ الأَرْضُ، وَالْمُتَرَفِّعُ الْوَجْهِ سَاكِنٌ فِيهَا. ٩الأَرَامِلَ أَرْسَلْتَ خَالِيَاتٍ، وَذِرَاعُ الْيَتَامَى انْسَحَقَتْ. ١٠لأَجْلِ ذلِكَ حَوَالَيْكَ فِخَاخٌ، وَيُرِيعُكَ رُعْبٌ بَغْتَةً ١١أَوْ ظُلْمَةٌ فَلاَ تَرَى، وَفَيْضُ الْمِيَاهِ يُغَطِّيكَ.
١. هَلْ عَلَى تَقْوَاكَ يُوَبِّخُكَ: شدد أليفاز على النقطة الرئيسية مرة أخرى. من المؤكد أن الكارثة التي حلت على أيوب (والتي أطلق عليها أَلِيفَاز بخفة ’تأديب‘) لم تُصب أيوب لأنه كان يخاف الله، بل لأن شَرُّ أيوب كان عَظِيمًا وكانت آثَامُهُ لاَ نِهَايَةَ لَهَا.
• “لم يعد يعتقد أن أيوب كان في الأساس رجلًا يخاف الله. إذ كانت متاعب أيوب هي توبيخ من الله، ودليلًا على حجم شره. لذلك شعر أَلِيفَاز بالحرية، وربما مُلزمًا، في التحدث بإسهاب عن طبيعة تلك الخطايا.” سميك (Smick)
• لم يفكر أَلِيفَاز، ويبدو أنه لم يأخذ الأمر بعين الاعتبار حتى، في أن أزمة أيوب لا علاقة لها بتأديب الرب. ولا علاقة لها بأن الله القدير يَدْخُلُ فِي الْمُحَاكَمَةِ مع أيوب. لم يرى أَلِيفَاز الدراما السماوية التي حدثت في أيوب الإصحاحات ١ و٢، ولم يستطع ببساطة تصور أسباب أخرى.
٢. لأَنَّكَ ارْتَهَنْتَ أَخَاكَ بِلاَ سَبَبٍ، وَسَلَبْتَ ثِيَابَ الْعُرَاةِ: يبدأ هنا عرض رائع للائحة الاتهامات التي لا أساس لها ضد أيوب. اتهم أيوب بشكل رئيسي بالجشع والقسوة في سبيل جمع الثروات. ولم يكن أي من هذا صحيحًا، لكن أَلِيفَاز افترض أن السبب في ذلك هو أن أيوب كان غنيًا في يوم من الأيام ويعاني الآن من مثل هذه المأساة. كان الدليل الوحيد الذي استطاع تقديمه هو حالة أيوب، ولم يستطع التفكير في تفسير آخر محتمل لأزمة أيوب.
• “هذه كانت أكثر الخطايا الدنيئة لرجل غني وذو مكانة: خطايا سلب الفقراء، وإهمال الجياع، وظلم الضعفاء.” مورغان (Morgan)
• صَاحِبُ الْقُوَّةِ: معناها حرفيًا، “رجل الذراع. فالإصبع واليد والذراع كلها رموز للشدة والقوة. رجل الذراع ليس فقط الرجل القوي، بل رجل السلطة والنفوذ، رجل الاغتصاب والنهب.” كلارك (Clarke)
٣. لأَجْلِ ذلِكَ حَوَالَيْكَ فِخَاخٌ، وَيُرِيعُكَ رُعْبٌ بَغْتَةً: ذكر أَلِيفَاز مرة أخرى هذه الصيغة البسيطة التي هيمنت على تحليلات أصدقاء أيوب.
ثانيًا. أَلِيفَاز يهاجم لاهوت أيوب
أ ) الآيات (١٢-٢٠): التباين بين الأشرار والأبرار.
١٢«هُوَذَا اللهُ فِي عُلُوِّ السَّمَاوَاتِ. وَانْظُرْ رَأْسَ الْكَوَاكِبِ مَا أَعْلاَهُ! ١٣فَقُلْتَ: كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ؟ هَلْ مِنْ وَرَاءِ الضَّبَابِ يَقْضِي؟ ١٤السَّحَابُ سِتْرٌ لَهُ فَلاَ يُرَى، وَعَلَى دَائِرَةِ السَّمَاوَاتِ يَتَمَشَّى. ١٥هَلْ تَحْفَظُ طَرِيقَ الْقِدَمِ الَّذِي دَاسَهُ رِجَالُ الإِثْمِ، ١٦الَّذِينَ قُبِضَ عَلَيْهِمْ قَبْلَ الْوَقْتِ؟ الْغَمْرُ انْصَبَّ عَلَى أَسَاسِهِمِ. ١٧الْقَائِلِينَ للهِ: ابْعُدْ عَنَّا. وَمَاذَا يَفْعَلُ الْقَدِيرُ لَهُمْ؟ ١٨وَهُوَ قَدْ مَلأَ بُيُوتَهُمْ خَيْرًا. لِتَبْعُدْ عَنِّي مَشُورَةُ الأَشْرَارِ. ١٩الأَبْرَارُ يَنْظُرُونَ وَيَفْرَحُونَ، وَالْبَرِيءُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ قَائِلِينَ: ٢٠أَلَمْ يُبَدْ مُقَاوِمُونَا، وَبَقِيَّتُهُمْ قَدْ أَكَلَتْهَا النَّارُ؟
١. هُوَذَا اللهُ فِي عُلُوِّ السَّمَاوَاتِ: بدأ أَلِيفَاز هنا يُعلَّم أيوب أساسيات اللاهوت. لقد اعتقد أنه نظرًا لأن أيوب لم يعترف بخطيته، فلا بد أنه مخطئ بشكل أساسي في فهمه لله. لذلك يبدأ بالفكرة الأساسية لقدرة الله وجلاله وسيادته.
٢. هَلْ تَحْفَظُ طَرِيقَ الْقِدَمِ الَّذِي دَاسَهُ رِجَالُ الإِثْمِ: حذر أَلِيفَاز أيوب ألا يقسي قلبه وعقله كما فعل أولئك الذين انْصَبَّ الْغَمْرُ عَلَى أَسَاسِهِمِ. ربما تكون هذه إشارة غامضة إلى الطوفان في زمن نوح، وقد حذر أَلِيفَاز أيوب من اتباع شر هؤلاء الشعوب القديمة.
• “سأل أَلِيفَاز أيوب بسخرية إن كان يخطط لمواصلة السير في الاتجاه الخطأ – في مسار طريق الأشرار. ويقول إن نفس الطريق الذي يسلكه أيوب الآن أدى إلى غرق جيل كامل في أيام نوح، إشارة إلى الطوفان.” لوسون (Lawson)
• اقترح جون تراب (John Trapp) فكرة أخرى: “يعتقد بعضهم أن هذه إشارة للكبريت والنار الذي سُكب من السماء على سدوم وأخواتها، ولكن التفسير الأدق هو ما حدث أيام نوح.”
• “الصور المستخدمة كثيرًا للظلمة وفيضان المياه تنطبق أيضًا على أيوب، لأن هذه هي أفضل الأمثلة على دينونة الله، على الرغم من أنها لا تتطابق مع أحداث الإصحاحات ١ و٢.” أندرسن (Andersen)
٣. الأَبْرَارُ يَنْظُرُونَ وَيَفْرَحُونَ: على عكس الأشرار المذكورين سابقًا، فإن الأبرار سعداء بمجيء دينونة الله. كانت هذه طريقة أخرى لأليفاز ليقول إن أيوب كان شريرًا وليس بارًا، لأنه لم يفرح بدينونة الله.
ب) الآيات (٢١-٣٠): ينصح أليفاز أيوب أن يتصالح مع الله.
٢١«تَعَرَّفْ بِهِ وَاسْلَمْ. بِذلِكَ يَأْتِيكَ خَيْرٌ. ٢٢اقْبَلِ الشَّرِيعَةَ مِنْ فِيهِ، وَضَعْ كَلاَمَهُ فِي قَلْبِكَ. ٢٣إِنْ رَجَعْتَ إِلَى الْقَدِيرِ تُبْنَى. إِنْ أَبْعَدْتَ ظُلْمًا مِنْ خَيْمَتِكَ، ٢٤وَأَلْقَيْتَ التِّبْرَ عَلَى التُّرَابِ وَذَهَبَ أُوفِيرَ بَيْنَ حَصَا الأَوْدِيَةِ. ٢٥يَكُونُ الْقَدِيرُ تِبْرَكَ وَفِضَّةَ أَتْعَابٍ لَكَ، ٢٦لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالْقَدِيرِ وَتَرْفَعُ إِلَى اللهِ وَجْهَكَ. ٢٧تُصَلِّي لَهُ فَيَسْتَمِعُ لَكَ، وَنُذُورُكَ تُوفِيهَا. ٢٨وَتَجْزِمُ أَمْرًا فَيُثَبَّتُ لَكَ، وَعَلَى طُرُقِكَ يُضِيءُ نُورٌ. ٢٩إِذَا وُضِعُوا تَقُولُ: رَفْعٌ. وَيُخَلِّصُ الْمُنْخَفِضَ الْعَيْنَيْنِ. ٣٠يُنَجِّي غَيْرَ الْبَرِيءِ وَيُنْجَى بِطَهَارَةِ يَدَيْكَ».
١. تَعَرَّفْ بِهِ وَاسْلَمْ. بِذلِكَ يَأْتِيكَ خَيْرٌ: كانت هذه نصيحة رائعة لأيوب، على افتراض أن المشكلة كانت خطية في حياته. لكننا نعلم (على أساس أيوب ١-٢) أن هذا الافتراض كان غير صحيح، وبالتالي كانت النصيحة غير مناسبة.
• “تقدم هذه الكلمات صورة رائعة للبركات الناتجة عن الرجوع لله. ولكن هذه الكلمات لا تتناسب مع حالة أيوب، لأن أيوب لم يتخل عن إيمانه بالله؛ وتبدو غريبة آتية من فم أَلِيفَاز. ومع ذلك، لا تزال مليئة بحقائق سامية.” ماير (Meyer)
• يمكننا القول إن أَلِيفَاز كان محقًا بشأن حاجة الإنسان إلى التَّعَرَّف على الله. “فما يحتاجه الإنسان ليحصل على البركة، ويكون بركة للآخرين، هو معرفة الله… فيه تَتَلَذَّذُ، ومعه تستمتع بالشركة، ومن خلاله النصرة. علاوة على ذلك، ستكون النتيجة القدرة على تحرير الآخرين.” مورغان (Morgan)
٢. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالْقَدِيرِ: افترض أليفاز الكثير، لأن أيوب كان يتألم مع الله بدلًا من أن يجد اللذة فيه. كان عذاب أيوب مع الله أمرًا حقيقيًا، مع أنه كان مؤقتًا.
• ” إِنْ رَجَعْتَ إِلَى الْقَدِيرِ، أو رجعت إلى بيتك عند القدير، أو حتى تصل إلى الله القدير وتنضم إليه. يا لها من عبارة استثنائية ومؤكدة، وتنطوي على تحول شامل وفعال ليس فقط عن الخطية… بل أيضًا تحول نحو الله كي نحبه ونلتصق به.” بوله (Poole)
• وَتَرْفَعُ إِلَى اللهِ وَجْهَكَ: في عظة بعنوان تلذذ بالقدير، شرح تشارلز سبيرجن (Charles Spurgeon) ما يعنيه هذا.
هذا يعني أن يكون لديك فرح بالله. “فعندما يحني الرجل رأسه إلى الأسفل فهذا يعني أنه غير سعيد: إنه موقف البؤس. ولكن، عندما تتغير أفكارنا عن الله، وتكون علاقتنا به مختلفة، نرفع وجوهنا لنُنير مُحيانا في ضوء نعمة الله.”
هذا يعني التخلص من الشعور بالذنب. “فالذنب يحني رأس الرجل. والضمير يجعلُ منّا جميعًا جبناء. ولكن يا إخوتي، عندما تأتي الذبيحة الكفارية بكل قوتها إلينا، وعندما نغتسل بدم الحمل، وتتطهر كل ذرة فينا، فحينها سنرفع وجوهنا نحو الله.”
هذا يعني أن تكون متحررًا من الخوف. “الخوف يجعلنا نغطي وجوهنا، ونُخفي نفوسنا تمامًا، وليتحقق الاختباء يتوجب على الصخور أن تسقط علينا.”
هذا يعني أن يكون لديك توقع. “أن يرفع المرء وجهه نحو الله، ويبحث عن الخلاص والأمان والراحة، ويتوقع النعمة والمجد من يمين الله!”
٣. وَعَلَى طُرُقِكَ يُضِيءُ نُورٌ… وَيُخَلِّصُ الْمُنْخَفِضَ الْعَيْنَيْنِ: بالنسبة لأَلِيفَاز وأصدقائه، كانت المعادلة بسيطة إلى حد ما. كل ما احتاج أيوب أن يفعله هو أن يعترف بالخطايا المتأصلة والعظيمة التي جلبت هذه الكارثة على حياته، بعدها سيحصل على بركات الله.
• “إنه تقدير لروحانيته الخاصة، بينما أكد في أيوب ٥: ١٧-٢٦ على المزايا المادية للدين، وهنا يؤكد على أن العلاقة الحميمة مع الله والنجاح في الصلاة لهما أهمية قصوى. في حين أنه من المؤلم أن نتذكر أن أيوب بالفعل قد جعل هذه من قِيَمُه العليا، ولكننا سنشعر بالمفارقة في النهاية عندما يكون أَلِيفَاز هو المستفيد الرئيسي من قوة أيوب كشفيع (أيوب ٤٢: ٨).” أندرسن (Andersen)
• “هذه كلمات عظيمة ورائعة. لو طبقها أَلِيفَاز على نفسه لوجد أن معرفته غير الكاملة بالله هي السبب في أنه لم يكن قادرًا على جلب التعزية الحقيقية لصديقه المتألم.” مورغان (Morgan)
• “هكذا ينتهي أَلِيفَاز التَّيْمَانِي، الذي بدأ بنسيج من أكثر التهم مرارة، واستمر بأكثر التلميحات قسوة، وانتهى بنصائح عادية للتوبة، ووعود بالبركات العلمانية نتيجة لذلك.” كلارك (Clarke)