سفر حزقيال – الإصحاح ٦
دينونة الشعب واسترداده من عبادة الأصنام
أولًا. النبوة ضد جبال إسرائيل
أ) الآيات (١-٣): كلمة ضد المرتفعات.
١وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: ٢«يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ جِبَالِ إِسْرَائِيلَ وَتَنَبَّأْ عَلَيْهَا ٣وَقُلْ: يَا جِبَالَ إِسْرَائِيلَ، اسْمَعِي كَلِمَةَ السَّيِّدِ الرَّبِّ. هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلْجِبَالِ وَلِلآكَامِ، لِلأَوْدِيَةِ وَلِلأَوْطِئَةِ: هأَنَذَا أَنَا جَالِبٌ عَلَيْكُمْ سَيْفًا، وَأُبِيدُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ.
١. اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ جِبَالِ إِسْرَائِيلَ وَتَنَبَّأْ عَلَيْهَا: كانت هذه النبوءة موجهة ضد الجِبَالَ، لأنها ساعدت في تحديد جغرافية إسرائيل، والأهم من ذلك، أنها كانت مراكز لعبادة الأصنام – المرتفعات سيئة السمعة المذكورة في العهد القديم العديد من المرات.
• “على الأرجح أنك كنت ستجد في أي جزء من فلسطين في ذلك الوقت جبلًا أو تلًا ما متوجًا بمذبح، يقف على جانبيه حجران، وعمودًا خشبيًا، وتجمعًا من الأشجار الدائمة الخضرة (إرميا ٣: ٦-٩). إنها مراكز مزدهرة للديانة الكنعانية القديمة التي كان يجب تدميرها (تثنية ٧: ٥).” رايت (Wright)
• “كان في كل مكان مرتفع، مذبح للذبائح، وربما كان هناك عامود (بالعبرية مَصَّبَة)، والذي ربما كان يُعتبر رمزًا ذكوريًا، وصورة لآلهات الكنعانيين، عشتار أو عشتاروث.” تايلور (Taylor)
• “نظرًا لأن التلال غالبًا ما تستخدم كأماكن لأداء طقوس عبادة دينية، يمكن أن تستخدم ’باما‘ للإشارة لتثبيت وتخصيص مفتوح لممارسة طقسية، بغض النظر عن موقعه.” بلوك (Block)
• وَلِلآكَامِ، لِلأَوْدِيَةِ وَلِلأَوْطِئَةِ: كان من المؤكد أن هناك عبادة مماثلة في الأوطئة وفي الواديان (إشعياء ٥٧: ٥، ٦؛ إرميا ٢: ٢٣، ٧: ٣١)، وربما كان بعضًا منها عبادة للأرض الأم في الكهوف، أو كما يوحي إشعياء وإرميا، بعبادة فيها تقديم الأطفال كذبيحة.” رايت (Wright)
٢. هأَنَذَا أَنَا جَالِبٌ عَلَيْكُمْ سَيْفًا، وَأُبِيدُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ: كانت المذابح المخصصة للآلهة الوثنية غالبًا ما تُنصب على قمم التلال والجبال في إسرائيل القديمة والمنطقة الأكثر اتساعًا. وقد ورث إسرائيل عبادة الأصنام في المُرْتَفَعَاتِ من الكنعانيين وغالبًا ما مارسوها. لقد وعد الله بقضاء سَيْف على هذه الأماكن وعباداتها.”
• “إن حزقيال الرقيب كان يحذر الشعب من أن هناك غزوًا قادمًا بسبب رؤية الله لخطاياهم وأنه على وشك معاقبتهم.” ويرزبي (Wiersbe)
ب) الآيات (٤-٧): الخراب القادم.
٤فَتَخْرَبُ مَذَابِحُكُمْ، وَتَتَكَسَّرُ شَمْسَاتُكُمْ، وَأَطْرَحُ قَتْلاَكُمْ قُدَّامَ أَصْنَامِكُمْ. ٥وَأَضَعُ جُثَثَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قُدَّامَ أَصْنَامِهِمْ، وَأُذَرِّي عِظَامَكُمْ حَوْلَ مَذَابِحِكُمْ. ٦فِي كُلِّ مَسَاكِنِكُمْ تُقْفَرِ الْمُدُنُ، وَتَخْرَبُ الْمُرْتَفَعَاتُ، لِكَيْ تُقْفَرِ وَتَخْرَبَ مَذَابِحُكُمْ، وَتَنْكَسِرَ وَتَزُولَ أَصْنَامُكُمْ، وَتُقْطَعَ شَمْسَاتُكُمْ، وَتُمْحَى أَعْمَالُكُمْ، ٧وَتَسْقُطُ الْقَتْلَى فِي وَسْطِكُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
١. وَأَطْرَحُ قَتْلاَكُمْ قُدَّامَ أَصْنَامِكُمْ: وعد الله أن يجلب قضاءه الشديد ضد مذابح الوثنية والذين يعبدون في تلك الأماكن. سُينزِّل الله العار على تلك الأماكن المخصصة لآلهة الوثن مع عظام أمة إسرائيل الخائنة.
• لاحظ ماثيو بوله (Matthew Poole) أن الله يدعو المذابح بـ ’مَذَابِحُكُمْ‘: “مذبح الله كان فقط في أورشليم، وهذه المذابح هي مذابحهم.”
• “تعلن هذه النبوءة أن الوقت قد حان ليهوه الرب لتطهير البيت، والتخلص من عبادة الوثن في هذه الأرض للأبد.” بلوك (Block)
• “يُستخدم مصطلح ’وَأُذَرِّي عِظَامَكُمْ‘ للإشارة إلى القضاء الذي سينقل النجاسة والعار (انظر المزمور ٥٣: ٥؛ ١٤١: ٧). وستكون العظام هي عظام الإسرائيليين الذين تورطوا في هذه الممارسات الوثنية.” ألكسندر (Alexander)
• وَأُذَرِّي عِظَامَكُمْ: “يُذكر أن هذه النبوءة قد تحققت حرفيًا بواسطة الكلدانيين. ووفقًا لباروخ، (باروخ ٢: ٢٤، ٢٥)، فقد فتحوا قبور الأشخاص المهمين ونثروا العظام في كل مكان.” كلارك (Clarke)
٢. فِي كُلِّ مَسَاكِنِكُمْ تُقْفَرِ الْمُدُنُ، وَتَخْرَبُ الْمُرْتَفَعَاتُ: ستدمر جيوش بابل كلًا من الْمُدُن والمناطق الريفية.
• تَخْرَبُ: لا يوجد كاهن ليحضر، ولا ذبيحة لتُقدم، ولا نذير ليأتي إليهم. بوله (Poole)
٣. وَتَنْكَسِرَ وَتَزُولَ أَصْنَامُكُمْ: لقد تم تحقيق هذا الوعد. لقد جاء القضاء المدمر، وعندما عاد إسرائيل ثانية إلى الأرض لم يعد لديهم نفس المشكلة مع الوثنية كما كان الحال في السابق.
• “لأن الأرض قد تدنست بالأصنام، فإن الآلهة نفسها كانت ستتدنس الآن بجثث العابدين، كعقاب ملائم. وسيكون هذا هو ذروة الإهانة، حيث يتم استبدال رائحة البخور برائحة التعفن.” فاينبرغ (Feinberg)
٤. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ: هذا هو أول استخدام لعبارة يتكرر استخدامها عدة مرات في سفر حزقيال. وهي تظهر أن الله كان ليعلن عن نفسه لإسرائيل والعالم في قضاءه، وأيضًا في استرداده.
• فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ: “إن هذه الصيغة المسماة بصيغة الاعتراف، والتي تُقال حوالي ستين مرة في السفر، تشكّل موضوع هذا النبي. إن دافع الله في كل ما يفعله هو أن يُعرف كالإله الوحيد.” سميث (Smith)
ثانيًا. وعد بنجاة بَقِيَّة
أ ) الآية (٨): البقية الهاربة من السيف.
٨وَأُبْقِي بَقِيَّةً، إِذْ يَكُونُ لَكُمْ نَاجُونَ مِنَ السَّيْفِ بَيْنَ الأُمَمِ عِنْدَ تَذَرِّيكُمْ فِي الأَرَاضِي.
١. وَأُبْقِي بَقِيَّةً: تم تجسيد البقية في الفعل النبوي الغريب للشعر المقصوص (حزقيال ٥: ٣-٤). وهنا وعد الله بشكل محدد أن يبْقِي بَقِيَّةً والتي ستكون هي أساس للاسترداد في وقت لاحق.”
٢. عِنْدَ تَذَرِّيكُمْ: سيكون بعض من هذه البقية من بين المشتتين، بينما سيبقى بعضهم الآخر في الأرض.
ب) الآيات (٩-١٠): التجديد الروحي للبقية.
٩وَالنَّاجُونَ مِنْكُمْ يَذْكُرُونَنِي بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ يُسْبَوْنَ إِلَيْهِمْ، إِذَا كَسَرْتُ قَلْبَهُمُ الزَّانِيَ الَّذِي حَادَ عَنِّي، وَعُيُونَهُمُ الزَّانِيَةَ وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ، وَمَقَتُوا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ الشُّرُورِ الَّتِي فَعَلُوهَا فِي كُلِّ رَجَاسَاتِهِمْ، ١٠وَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، لَمْ أَقُلْ بَاطِلًا إِنِّي أَفْعَلُ بِهِمْ هذَا الشَّرَّ.
١. وَالنَّاجُونَ مِنْكُمْ يَذْكُرُونَنِي: وعد الله بأنه في يومٍ ما سيَذْكُرُ بعض من الذين تم نفيهم من أرض إسرائيل إله العهد، وسيدعون باسمه.
• يَذْكُرُونَنِي: “أي سيَذْكُرُون وصاياي التي خالفوها، ورحمتي التي أساءوا استخدامها، وتهديداتي التي احتقروها، ووعودي التي رفضوها، وأنبيائي الذين اضطهدوهم، وقضائي الذي أكتمل، وسيتأملون ويرجعون ويطلبونني في بلواهم.” بوله (Poole)
٢. إِذَا كَسَرْتُ قَلْبَهُمُ الزَّانِيَ الَّذِي حَادَ عَنِّي (لأني ُسحقت بسبب قلوبهم الزانية – ترجمة الملك جيمس الجديدة): يا له من تصريح مذهل للعقل. لقد عبّر الله عن عمق الحزن الذي شعر به بسبب وثنية إسرائيل، مستخدمًا تشبيه بشري، مشبهًا نفسه بزوج أمام زوجته التي تخونه باستمرار.
• “لقد تم استخدام أقوى تشبيه لتصوير المعاناة الإلهية. وهنا يقدم الله نفسه بقلب منكسر.” مورجان (Morgan)
• “تم إظهار الحقيقة المذهلة بشكل أكثر وضوحًا وحيوية في نبوءة هوشع. وهو رجل تعرّف على معاناة الله من خلال مأساته الأسرية الخاصة به. وهنا تكمن قوة هذه الكلمات.” مورجان (Morgan)
• “يمكن أن تسبب خطيتنا حزنًا لله، لأنه يحبنا كثيرًا. في الواقع، قد مات الرب على الصليب بقلب منكسر. وكانت تيارات الدم والماء الخارجة من جسده علامة على ذلك. يا للقلب الحجري، يجب أن تنكسر وتمقت نفسك عندما ترى ربك منكسرًا بسبب خطيتك!” ماير (Meyer)
٣. وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ: كان عدم إخلاص إسرائيل تجاه الرب يهوه هو الأسوأ، لأنهم هجروا يهوه من أجل الأصْنَامِ الفارغة والقذرة والمقززة. إن اختيار حزقيال لكلمة الأصْنَام المستخدمة تعكس هذا المعنى.
• وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ: “الكلمة المستخدمة للإشارة إلى الأصنام (بالعبرية: gullulim) هي كلمة مفضلة لدى حزقيال، حيث تتكرر في سفره ثمانية وثلاثين مرة بينما تُذكر تسع مرات فقط في بقية العهد القديم. ولا يُعرف مصدرها بالتحديد، لكن من المحتمل جدًا أنها كلمة مؤلفة محليًا وتتألف من الحروف المتحركة بالعبرية (siqqus) والتي تعطيها المعاجم المعنى ’شيء مكروه،‘ وتتألف من الحروف الساكنة التي تعني ’حبيبة من البراز.‘ وفي النهاية فهذه الكلمة تحمل مزيجًا من الازدراء والاشمئزاز كما لا تحمله أي كلمة أخرى.” تايلور (Taylor)
٤. وَمَقَتُوا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ الشُّرُورِ الَّتِي فَعَلُوهَا فِي كُلِّ رَجَاسَاتِهِمْ: سيذكرون الرب أولًا، ثم سيخجلون بشدة من خطيتهم. لقد كان ذلك الخجل خطوة مريعة، ولكنها ضرورية في طريق استردادهم.
• يمكن القول على كل من المستويين الإلهي والبشري، إنك ستمقت نفسك يوم تدرك كيف كسرت خطيتك قلوب أولئك الذين أحبوك أكثر.
• وَمَقَتُوا أَنْفُسَهُمْ: “سينزفون داخليًا، وتحمر وجوههم (يخجلون) خارجيًا، ويمقتون رجاساتهم السابقة بشدة، ولن ينتظروا حتى يدينهم الآخرون، بل سيدينون هم أنفسهم.” تراب (Trapp)
• وَمَقَتُوا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ الشُّرُورِ، وليس بعضًا منها. “إن توبة المنافق لا تنطوي إلا على الرجوع عن بعض الذنوب، ولكن توبة البقية المحفوظة ستكون صحيحة وتشمل جميع الرجاسات وجميع أنواع المكروهات.” بوله (Poole)
٥. وَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ: سيستعيدون علاقتهم مع يهوه الرب مرة أخرى بعد توبتهم. إن الكارثة التي جلبها الله عليهم، مهما كانت شدتها، ستحقق هدفها التصحيحي في الشعب.
• يمكننا أن نرى تقدمًا في إسرائيل غالبًا لا يزال واضحًا.
ذِكر الله
توبة عن الخطية
استرداد العلاقة
• “الناجون من السيف والوباء والمجاعة، من سيُقادون للأسر، سيرون بكل وضوح أن الله هو الذي فعل ذلك، وسيتواضعون بسبب رجاساتهم، وسيتركون وثنيتهم، ويعبدون الرب وحده. وهذا ما فعلوه منذ أسر بابل وحتى يومنا هذا.” كلارك (Clarke)
• “سيظهر الناجون من تشتتهم بين الأمم كشعب متحولًا ومتغيرًا. وعملية التحول هذه لها مفارقاتها. أولًا، سيحدث التجديد الروحي على أرض غريبة، والتي يعتبرها معظم الإسرائيليين غير طاهرة أو دنسة. ثانيًا، بالنسبة للكثير من الإسرائيليين، يعتمد التواصل مع يهوه الرب على الإقامة في الأرض. وها هم الآن سيتعلّمون أن العكس تمامًا هو صحيح – فاستمرار التواجد في الأرض إنما يدل على رفض الله. وأن المستقبل يكمن مع المنفيين.” بلوك (Block)
ثالثًا. أعلن الله نفسه لإسرائيل من خلال الدينونة الآتية عليهم
أ ) الآيات (١١-١٢): دعوة للغضب والحزن على خطايا إسرائيل العظيمة.
١١هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: اضْرِبْ بِيَدِكَ وَاخْبِطْ بِرِجْلِكَ، وَقُلْ: آهِ عَلَى كُلِّ رَجَاسَاتِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الشِّرِّيرَةِ، حَتَّى يَسْقُطُوا بِالسَّيْفِ وَبِالْجُوعِ وَبِالْوَبَإِ! ١٢اَلْبَعِيدُ يَمُوتُ بِالْوَبَإِ، وَالْقَرِيبُ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ، وَالْبَاقِي وَالْمُنْحَصِرُ يَمُوتُ بِالْجُوعِ، فَأُتَمِّمُ غَضَبِي عَلَيْهِمْ.
١. اضْرِبْ بِيَدِكَ وَاخْبِطْ بِرِجْلِكَ: قال الله لحزقيال أن يقول الكلمات التالية مصاحبة تلك الحركات القوية. كان يحتاج إلى جذب انتباه إسرائيل لأنهم تعاملوا مع وثنيتهم على أنها أمرًا بسيطًا، بينما رآها الله كالرَجَاسَاتِ الشِّرِّيرَةِ.
• “’اضْرِبْ بِيَدِكَ وَاخْبِطْ بِرِجْلِكَ‘ كانت تعليمات الله لحزقيال التي كان ينوي بها أن يجذب الانتباه وينقل بها الشعور بالتهديد والتحدي.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
٢. يَسْقُطُوا بِالسَّيْفِ وَبِالْجُوعِ وَبِالْوَبَإ: سيكون القضاء القادم شامل ومدمر. وكما قال حزقيال في الإصحاح السابق، أن الله سيتْمِّمُ غَضَبِه عَلَيْهِمْ.
• “لقد تم توجيه تحذير حاسم إليهم في ضوء الكوارث الثلاث المخيفة المُتنبأ بها: السيف والجوع والوباء. لن يكون هناك مفر عندما يبدأ هؤلاء الفرسان المحزنين في جولتهم المميتة.” فاينبرغ (Feinberg)
ب) الآيات (١٣-١٤): أعلن الله عن نفسه في دينونته ضد إسرائيل بسبب عبادتهم للأصنام.
١٣فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، إِذَا كَانَتْ قَتْلاَهُمْ وَسْطِ أَصْنَامِهِمْ حَوْلَ مَذَابِحِهِمْ عَلَى كُلِّ أَكَمَةٍ عَالِيَةٍ، وَفِي رُؤُوسِ كُلِّ الْجِبَالِ، وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ، وَتَحْتَ كُلِّ بَلُّوطَةٍ غَبْيَاءَ، الْمَوْضِعِ الَّذِي قَرَّبُوا فِيهِ رَائِحَةَ سُرُورٍ لِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ. ١٤وَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِمْ، وَأُصَيِّرُ الأَرْضَ مُقْفِرَةً وَخَرِبَةً مِنَ الْقَفْرِ إِلَى دَبْلَةَ فِي كُلِّ مَسَاكِنِهِمْ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».
١. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، إِذَا كَانَتْ قَتْلاَهُمْ وَسْطِ أَصْنَامِهِمْ: سيثبت تحقق هذه النبوءات لإسرائيل أن الرب يهوه هو إلههم، وهو جدير بتوبتهم. سيتخلّون (وبالفعل تخلّوا) عن أصنامهم بعد هذه الدينونات الشديدة.
• وَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِمْ: “يرمز هذا إلى شدة الضربة. إن الله يضرب بشدة عندما يمد يده، ولذلك تجد يدًا عظيمة ترتبط بذراع ممدودة.” بوله (Poole)
٢. وَأُصَيِّرُ الأَرْضَ مُقْفِرَةً وَخَرِبَةً مِنَ الْقَفْرِ إِلَى دَبْلَةَ: هناك بعض النصوص القديمة التي تقرأها ’رِبلَه‘ بدلًا من ’دَبْلَةَ.‘ ويمكن أن يكون ذلك بسبب خطأ في نسخ النص. نعرف ’ربله‘ كمكان في سوريا؛ لكن المعنى أو المكان الدقيق لـ ’دَبْلَةَ‘ غير معروف.
• “في حزقيال ٦: ١٤، يقرأ النص العبري الوارد ’دبله‘ وليس ’دَبْلَةَ.‘ بل ويعود ذلك بلا شك إلى الخلط الذي حدث بين الحروف العبرية ’د‘ و ’ر‘ في عملية نقل النص الكتابي، وهو شيء حدث عدة مرات في نقل النص الكتابي العبري.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
• “تشير بعض المخطوطات العبرية إلى ’ربله‘ كمدينة في سوريا، وهذا يبدو منطقيًا. وعد الله بتدمير الأرض ’من البرية إلى ربله [دبله]‘ أي من الجنوب إلى الشمال. إنه مثل القول: ’من دان إلى بئر سبع،‘ من الشمال إلى الجنوب.” ويرزبي (Wiersbe)
• “كانت ربله هي الموقع المشؤوم الذي سيختم فيه نبوخذنصر مصير أورشليم ويهوذا بعد كارثة عام ٥٨٧/٦ ق.م، التي يتنبأ بها حزقيال هنا (٢ ملوك ٢٥: ٢٠-٢١). كانت هذه المنطقة بالفعل موقعًا يحمل أهمية بالغة بالنسبة للمنفيين الذين كانوا يعيشون مع حزقيال.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
٣. فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ: تعلن هذه الكلمات أن هذا هو غرض الله حتى وسط هذا الحكم الرهيب. سيفعل الله الخير لشعبه حتى في وسط الخراب القادم.
• فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ: “تمثل هذه الكلمات رسالة حزقيال واشتياقه، أن يتعرف الجميع، إسرائيليين وغير إسرائيليين، على يهوه كما هو – الإله الحقيقي الواحد، إله العالم، إله التاريخ، الإله الذي يتكلم وكلامه ليس باطلًا.” تايلور (Taylor)