سفر حزقيال – الإصحاح ٢
دعوة حزقيال كنبي
أولًا. دعوة النبي
أ ) الآيات (١-٢): أُمِرَ حزقيال وتم تمكينه لقبول دعوته.
١فَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، قُمْ عَلَى قَدَمَيْكَ فَأَتَكَلَّمَ مَعَكَ». ٢فَدَخَلَ فِيَّ رُوحٌ لَمَّا تَكَلَّمَ مَعِي، وَأَقَامَنِي عَلَى قَدَمَيَّ فَسَمِعْتُ الْمُتَكَلِّمَ مَعِي.
١. فَقَالَ لِي: لم تحتوِ النسخة الأصلية لسفر حزقيال على أي تقسيم للفصول. لذلك لا ينبغي أن نفوت حقيقة أن دعوة حزقيال للعمل النبوي جاءت من تلك الرؤية الغامرة لله ومركبة عرشه والكروبيمالموصوفة في حزقيال ١.
٢. يَا ابْنَ آدَمَ: هذه هي المرة الأولى التي استخدم فيها الله هذا اللقب لمخاطبة حزقيال، وهو لقب يؤكد به الرب أن حزقيال إنسان كباقي البشر وهو ممثل الإنسانية. ولقد استخدم الله هذا اللقب ٩٣ مرة لمخاطبة حزقيال.
• “يؤكد التعبير العبري ’يَا ابْنَ آدَمَ‘على عدم أهمية حزقيال في ذاته أو على إنسانيته البسيطة. وتشير كلمة ’ابْنَ‘إلى ’المشاركة في طبيعة ما.‘ ولذلك عند دمج كلمة ’ابْنَ‘ مع ’آدَمَ‘ (أي ’إنسان‘)فإنها لا تعني شيئًاأكثر من مجرد ’كائن بشري.‘” تايلور (Taylor)
• استخدم يسوع تعبير ’ابْنِ الإِنْسَان‘ أيضًا للإشارة إلى نفسه. ونجد هذا التعبير يتكرر حوالي ٨٠ مرة في الأناجيل. وعلى الرغم من ذلك، فإن استخدام يسوع لهذه العبارة يرتبط أكثر بالفكرة المدونة في دانيال ١٣:٧، حيث يصف “ابن الإنسان” هنا المسيح الرب.
• “بحلول الوقت الذي كُتب فيه سفر أخنوخ (٤٦: ١-٢) أصبح لقب ’ابن الإنسان‘ يعني المسيح على وجه التحديد. ويبدو أن استخدام ربنا لهذا اللقب فيه استفادة من الغموض القائم بين المعنيين البسيط والتقني.” تايلور (Taylor)
٣. قُمْ عَلَى قَدَمَيْكَ: تخبرنا حزقيال٢٨:١ أن النبي سقط على وجهه عندما رأى مَنْظَرُ شِبْهِ مَجْدِ الرَّبِّ في الرؤيا المذكورة في حزقيال ١. والآن قد قِيل له ’قمْ‘ ليسمع رسالة الله ويستقبل دعوته.
• “لقد دُعيت تلك النفس الساجدة لموقف جديدمن خلال رؤيا وسجود. لقد كان ذلك الموقف هو الوقوف المنتصب أمام الله حتى يستقبل كلمة الله وجهًا لوجه”. مورجان (Morgan)
• “إن الوحي هو للواقفين، وليس للمنبطحين. فالوحي يتطلب أقصى درجات الانتباه الجسدي، والدافع الذهني،والحفظ في الذاكرة.” تراب (Trapp)
• “إن ما أراده الله من هذا الإنسان كان الخدمة وليس المذلّة. كان الخادم في تلك الأيام، يقف دائمًا في حضرة سيده.” سميث (Smith)
٤. فَدَخَلَ فِيَّ رُوحٌ لَمَّا تَكَلَّمَ مَعِي: بالنسبة لحزقيال، أصبح كلام الله هو الطريق الذي دخل به الروح القدس لكيانه وعمل فيه. ولا يزال الروح القدس يعمل ويدخل ويسكن في شعبه من خلال كلمة الله.
• ” كان الروح يقيم حزقيال في مناسبات عديدة (حزقيال ٢:٢،١٤:٣، ٣:٨، ١:١١، ٢٤، ١:٣٧، ٥:٤٣)وكان يمنحه قوة خاصة لإتمام مهامه (حزقيال ٣: ٢٤،١١: ٥). الأمر الهام هو أن حزقيال كان يقف في طاعة أمام الرب ويستمع إلى كلمته.” ويرزبي (Wiersbe)
• “إن من يرسله إله كل نعمة ليحول الخطاة يجب أن يتأثر بالروح القدس؛ وإلا لما استطاع أن يخلص نفسه، ولا أن يصبح أداة لخلاص الآخرين.” كلارك (Clarke)
٥. وَأَقَامَنِي عَلَى قَدَمَيَّ: في البداية، لم يستطع حزقيال أن يقف أمام مجد الرب، لكن تمّ أمره لاحقًا بالوقوف. وبينما هو يسمع أمر الله دخله الروح وعمل فيه ليفعل وصية الرب. وهكذا في أيامنا هذه يعمل كلٍ من الروح القدس وكلمة الله بنفس الطريقة في حياة المؤمنين.
• “إذا دعاك الله لخدمة محددة فسوف يعطيك القوة اللازمة. إن أفضل موقف يمكن أن تصل إليه هو أن تدرك بأنك لست قادرًا بقوتك الخاصة على القيام بالعمل الذي كلفك به الرب.” ماكجي (McGee)
ب) الآيات (٣-٥): الدعوة: التحدث إلى بيت إسرائيل المتمرد.
٣وَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَا مُرْسِلُكَ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِلَى أُمَّةٍ مُتَمَرِّدَةٍ قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَيَّ. هُمْ وَآبَاؤُهُمْ عَصَوْا عَلَيَّ إِلَى ذَاتِ هذَا الْيَوْمِ. ٤وَالْبَنُونَ الْقُسَاةُ الْوُجُوهِ وَالصِّلاَبُ الْقُلُوبِ، أَنَا مُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ. فَتَقُولُ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ. ٥وَهُمْ إِنْ سَمِعُوا وَإِنِ امْتَنَعُوا، لأَنَّهُمْ بَيْتٌ مُتَمَرِّدٌ، فَإِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ نَبِيًّا كَانَ بَيْنَهُمْ.
١. أَنَا مُرْسِلُكَ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ: في هذا الوقت، كان لا يزال بني إسرائيل يمتلكون جزءًا من المملكة في يهوذا والهيكل في أورشليم. ومع ذلك، تشتت العديد منهم في مختلف المناطق بالشرق الأوسط بسبب الأسر القسري الذي تعرضوا له تحت حكم كلٍ من الآشوريين والبابليين. وجاءت كلمة حزقيال لهم جميعًا.
• أَنَا مُرْسِلُكَ: “كان الأنبياء يؤدون عملهم على أنهم مرسلين من الله في المقام الأول. والأمر الشائك في الصراع بين الأنبياء الحقيقيين والكذبة هو: من منهم تم تكليفه(salah) بالفعل من يهوه. وبناءً عليه، فإن التهمة الأكثر خطورة التي يمكن توجيهها إلى النبي الحقيقي هي اتهامه بأن ’يهوه لم يرسلك‘(راجع إرميا ٢:٤٣).” بلوك (Block)
٢. إِلَى أُمَّةٍ مُتَمَرِّدَةٍ قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَيَّ:أرسل الله حزقيال ليتحدث إلى جمهور صعب. لقد كانوا مُتَمَرِّدَين بطبيعتهم، وكان تمردهم هو الأسوأ لأنهم تمردوا على يهوه الرب (قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَيَّ)، الإله الذي أحبهم وصنع الكثير لأجلهم. حقًا، لقد كانوا بَنُونَ قُسَاةُ الْوُجُوهِ وَصِّلاَبُ الْقُلُوبِ.
• أُمَّةٍ مُتَمَرِّدَةٍ: تأتي هذه الكلمات حرفيًا بصيغة الجمع- أمم متمردة. والكلمة هي المصطلح المألوف goyim’جويم،‘ والذي يشير في الغالب إلى الأمم الوثنية. “الاسم الجمع هو (goyim أي ’الأمم‘) وهو يشير إلى الأمتين المنفصلتين لإسرائيل ويهوذا، اللتين كانتا تشكلان الأُمة الإسرائيلية بأكملها في أيام حزقيال.” ألكسندر (Alexander)
• بشأن استخدام الكلمة ’جويم‘ (أُمَّةٍ) يعلّق بلوك (Block) قائلًا: “عندما اُستخدمت هذه الكلمة للإشارة إلى هذه الأُمة، فإنها تحمل معنى إزدرائيًا، ومؤكدة عدم التمييز بين إسرائيل وغيرها من الأمم ورفض يهوه لإسرائيل. وبعيدًا عن الإيمان بيهوه والإخلاص له، فإن إسرائيل أصحبت مجرد ’أمة وثنية‘ أخرى.”
• “ويتم وصف الناس حرفيًا بشكل أوضح بأنهم قُسَاةُ الْوُجُوهِ وَصِّلاَبُ الْقُلُوبِ (حزقيال ٤:٢). وتشير العبارة الأولى إلى السلوك المخزي للإنسان الذي لا يتضع، بل يكابر بوقاحة. والعبارة الثانية تصف الإرادة العنيدة والقاسية التي ترفض بشكل قاطع أن تستسلم حتى عندما تثبت إدانتها.” تايلور (Taylor)
• بشكل عام، فإن الصورة سلبية بشكل ملحوظ:
هم بَنِي إِسْرَائِيلَ، لكنهم في كثير من الأحيان جسديين، رغباتهم المادية مُلّحة ومفرطة مثل والدهم يعقوب.
إنهم أُمَّةٍ مُتَمَرِّدَةٍ، وفي كثير من الأحيان هو تعبير يشير أنهم أكثر شبهًا بالأمم الجويم (goyim) من كونهم شعب الله الخاص.
لقد تَمَرَّدَتْ عَلَى الله وهي أُمّة خائنة ومتمردة.
إنهم بَنُونَ قُسَاةُ الْوُجُوهِ وَصِّلاَبُ الْقُلُوبِ، تمامًا مثل المراهقين المتمردين.
• “من سمات رسالة حزقيال هو أنه لم يرَ شيئًا جيدًا في تاريخ إسرائيل الماضي (انظر حزقيال ١٦ و٢٣)، ولذلك فإن وصف الناس على أنهم ‘وثنيون’ و’متمردون’ (أي عابدي للأوثان) في بداية كلام الله في تكليفه لحزقيال يتوافق تمامًا مع رسالة النبي في بقية السفر.” تايلور (Taylor)
٣. فَتَقُولُ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لقد أرسل الله حزقيال إلى إسرائيل ليتحدث بكلام الله، وليس بكلماته الخاصة. لم يكن الأمر يتعلق بما يحب حزقيال أو لا يحب، بل كان يتعلق بكونه مُرسلمن عند الله. وهكذا يجب أن يكون الأمر بالنسبة لكل قس وواعظ ومعلم للكتاب المقدس اليوم.
• بَيْتٌ مُتَمَرِّدٌ: “لقد تكررت عبارة ’بيت متمرد‘ أكثر من اثنتي عشرة مرة في سفر حزقيال (حرفيًا ’بيت التمرد‘)؛ وبدلًا من كونهم ’بيت إسرائيل‘ أصبحوا ’بيت التمرد.‘ وكلما زادت الامتيازات، زاد مدى العصيان.” فاينبرغ (Feinberg)
٤. فَإِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ نَبِيًّا كَانَ بَيْنَهُمْ: أخبر الله حزقيال بأنه سواءً سمع إسرائيل الرسالة أو رفضها فإن ذلك لن يغير أبدًا من رسالة النبي الأساسية. فكونه مرسلًا، يجعله ليس مسئولًا في النهاية عن كيفية استقبال الناس للرسالة – إنما عليه فقط أن يُظهر أَنَّ نَبِيًّا كَانَ بَيْنَهُمْ. فإذا أظهر حزقيال بكلمة الله أنه كان حقًانَبِيًّا لله، وحقًا كَانَ بَيْنَهُمْ، فيمكنه إذًا ترك النتائج لله.
• “من الواضح أن هذه التبرئة والتزكية لن تأتي من خلال جموع التائبين المهتدين، وربما ليس من خلال تأييد الأنبياء الآخرين. كل ما يتبقى هو العلامة التقليدية للنبي الحقيقي – وهي تحقيق تنبؤاته.” بلوك (Block)
• “وبهذا سيتأكدون من أمرين: ١) أن الله في رحمته قد حذّرهم بالشكل المناسب.٢) أنهم بلا عذر بسبب عدم اتخاذهم الإنذار بجدّية.” كلارك (Clarke)
ثانيًا. توجيهات للنبي المدعو من الله
أ ) الآيات (٦-٨): لا تخف، بل تكلم بجرأة.
٦أَمَّا أَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمْ، وَمِنْ كَلاَمِهِمْ لاَ تَخَفْ، لأَنَّهُمْ قَرِيسٌ وَسُلاَّءٌ لَدَيْكَ، وَأَنْتَ سَاكِنٌ بَيْنَ الْعَقَارِبِ. مِنْ كَلاَمِهِمْ لاَ تَخَفْ وَمِنْ وُجُوهِهِمْ لاَ تَرْتَعِبْ، لأَنَّهُمْ بَيْتٌ مُتَمَرِّدٌ. ٧وَتَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ بِكَلاَمِي، إِنْ سَمِعُوا وَإِنِ امْتَنَعُوا، لأَنَّهُمْ مُتَمَرِّدُونَ. ٨«وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَاسْمَعْ مَا أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهِ. لاَ تَكُنْ مُتَمَرِّدًا كَالْبَيْتِ الْمُتَمَرِّدِ. افْتَحْ فَمَكَ وَكُلْ مَا أَنَا مُعْطِيكَهُ».
١. فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمْ، وَمِنْ كَلاَمِهِمْ لاَ تَخَفْ: حذر الله حزقيال بأن الكثيرين سيُرفضون رسالته. وأن رفضهم سيكون مؤلمًا كألم لدغةالقرِيسٌوَالسُلاَّءٌ وَالْعَقَارِبِ – ومع ذلك، لا ينبغي لهذا أن يدفع النبي إلى الخوف واليأس.
• “لاحظ كيف تم تكليف إشعياء (٦: ٩-١٢)، وإرميا (١: ١٧-١٩)، وحزقيال (٢: ٣-٧) فجميعهم مُنحوا دعوة محبطة ومحزنة. لقد احتاجهم الرب ليتواجدوا في وضع لا رجاء فيه، وكان عليهم أن يكونوا مستعدين لقدر كبير من الرفض يصل إلى تهديد يستهدف حياتهم.” رايت (Wright)
• كان من السهل على حزقيال استيعاب هذه الدعوة الصعبة لأنها جاءت بعد لقاء مذهل حقيقي مع الله. ولأنه كان مقتنعًا تمامًا بقوة الله وعظمته ومجده، فهذا منحه القوة والشجاعة للوقوف ضد رفض الناس اللاذع.
• “لاَ تَخَفْ؛ إن الإنذار ضد الخوف الآثم يتكرر؛ لئلا ينسى حزقيال، أو نفشل نحن في حالة مماثلة في أداء مهمتنا. لقد تم تقديم هذا التحذير بالتحديد أربع مرات.” بوله (Poole)
٢. وَمِنْ وُجُوهِهِمْ لاَ تَرْتَعِبْ: في بعض الأحيان، يمكن أن يُنظر إلى رفض رسالة ما في نظرة استصغار أو نظرة تحدٍ متكبّر.
• وَمِنْ وُجُوهِهِمْ لاَ تَرْتَعِبْ: “الفعل المستخدم هنا هو كلمة قوية جدًا، تعني ’أن تنكسر أو تتحطم.‘” تايلور (Taylor)
٣. إِنْ سَمِعُوا وَإِنِ امْتَنَعُوا: كان على حزقيال عدم السماح لقبول الناس لرسالته أو رفضها أن يحدد أو يؤثر على تتميم عمله. تمامًا كما حث بولس تيموثاوس أن يكرز بالكلمة في وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ (٢ تيموثاوس ٤: ٢).
٤. فَاسْمَعْ مَا أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهِ: على الرغم من أن بيت إسرائيل قد يتمرد على كلمة الله ولا يسمعها، كان من الضروري أن يستسلم حزقيال النبي للكلمة ويخضع لها. ثم طلب الله من حزقيال أن يقدم توضيحًا ملموسًا لقبول كل كلمة من كلمات الله – وهو أن يأكل كلام الله (افْتَحْ فَمَكَ وَكُلْ مَا أَنَا مُعْطِيكَهُ).
٥. لاَ تَكُنْ مُتَمَرِّدًا كَالْبَيْتِ الْمُتَمَرِّدِ: كان الشعب متمردًا، ولكن لا يمكن لحزقيال أن يكون هكذا. كان عليه أن يستسلم للرب، حتى لو لم يفعل الآخرين هذا، وبالأخص إذا لم يكن الآخرين خاضعين للرب.
٦. افْتَحْ فَمَكَ وَكُلْ مَا أَنَا مُعْطِيكَهُ: تحدى الله طاعة حزقيال على الفور قائلًا له أن يفعل شيئًا غير عاديًا. فإذا كان شعب إسرائيل رافضًا لكلمة الله، فكان على حزقيال أن يقبلها بالكامل، وأن يأخذها إلى أعماق كيانه.
• “لقد جُعل كلام الله في فم أرميا (إرميا ١: ٩)، وهنا أُعطِيَ حزقيال درج سِفر (كتاب) ليهضمه. إنها كلمة الله المتجردة التي تتحول بداخله لتصبح جزءًا منه.” رايت (Wright)
• ينبغي لخدام الله أن يستقبلوا كلمة الله وكأنهم يأكلونها فعليًا. لن يؤدي الأكل الفعلي لصفحات الكتاب المقدس أي فائدة روحية، ولكن استخدام’أكل الدرج (الكتاب)‘ كصورة تشبيهية لكيفيةاستقبالنا للكلمة يمكن أن يفيدنا كثيرًا. إن أكل الدرج يحدثنا عن العديد من الأمور التي يجب أن تميز استقبالنا لكلمة الله المعلنة:
موقف عملي مُتَعَمد
الاستعداد للاستقبال
استقبال داخلي
مضغ متكرر
استقبال كامل
عملية الهضم
الضرورة
العذوبة
القوة والتغذية
ب) الآيات (٩- ١٠): كلمات القضاء المكتوبة ضد إسرائيل.
٩فَنَظَرْتُ وَإِذَا بِيَدٍ مَمْدُودَةٍ إِلَيَّ، وَإِذَا بِدَرْجِ سِفْرٍ فِيهَا. ١٠فَنَشَرَهُ أَمَامِي وَهُوَ مَكْتُوبٌ مِنْ دَاخِل وَمِنْ قَفَاهُ، وَكُتِبَ فِيهِ مَرَاثٍ وَنَحِيبٌ وَوَيْلٌ.
١. وَإِذَا بِيَدٍ مَمْدُودَةٍ إِلَيَّ: في رؤية حزقيال ١، كانت الأيدي الوحيدة المذكورة هي يد الكروبيم المحيطين بعرش الله. ليس من الواضح ما إذا كانت هذه يد الله أم يد ملائكية.
• “وسواء كانت هذه اليد فعليًا هي يد الرب أم مجرد رمز أساسي من رموز الرؤية فهذا ليس مهمًا. الدرجبالطبع، يمثل الكلمة التي يجب على حزقيال أن ينادي بها.” فاوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
٢. وَإِذَا بِدَرْجِ سِفْرٍ فِيهَا: إن هذا يؤكد أن كلمة الله لم تكن فقط الكلمة العفوية التي قيلت لأنبيائه المعيّنين، لكنها تعني أن لله خطة وغرض وسلطة لكلمته المكتوبة.
• “ربما كان الدرج مصنوعًا من نبات البَردِيّ أكثر منه من الجلد، حيث كان البردي هو المادة الأكثر شيوعًا للمخطوطات في عصر الكتاب المقدس.” بلوك (Block)
٣. وَهُوَ مَكْتُوبٌ مِنْ دَاخِل وَمِنْ قَفَاهُ: عندما فرد الله (أو الملاك) الدرج أمام حزقيال، استطاع أن يرى أنه ملآن برسالة الله. كانت كاملة.
• “عادةً ما تُكتَب المخطوطات على جهة واحدة فقط، ولكن هنا كانت رسالة الرب مليئة بالتهديدات والويلات حتى اضطر استخدام الجهتين.” فاينبرغ (Feinberg)
• “إن ذلك يعني أن الأمر ليس مجرد رسالة محددة بشكل جيد، بل كاملة أيضًا. ولا يجوز لحزقيال تعديلها بتعليقاته الخاصة، ولا يسمح الله بأي مجال للتعديلات حتى لنفسه.” بلوك (Block)
٤. وَكُتِبَ فِيهِ مَرَاثٍ وَنَحِيبٌ وَوَيْلٌ: كانت هذه أهم رسالة على بيت إسرائيل أن يسمعوها، وهي في ذات الوقت الرسالة التي سيتم رفضها بشدة.
• ونحن اليوم، بموجب العهد الجديد، يمكننا أن نكون سعداء لأن لدينا بشكل عام رسالة أفضل بكثير لنقدمها.”يا لها من رحمة ليقال عن رسالتنا بكل تأكيد أنها البشارة المبهجة، الأخبار السارة!لقد أتى المسيح يسوع إلى العالم ليخلص الخطاة. وهو يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ. وهذا هو ما يدعو للأفراح والشكر والتهلل.” كلارك (Clarke)