سفر حزقيال – الإصحاح ٤٤
اَلرَّئِيس والكهنة
أولًا. البوابة الشرقية واَلرَّئِيسُ
أ ) الآيات (١-٢): البوابة الشرقية المغلقة.
١ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ، وَهُوَ مُغْلَقٌ. ٢فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا.
١. ثُمَّ أَرْجَعَنِي: يبدو في هذه المرحلة أن يهوه نفسه كان هو الذي يقود حزقيال، وليس الرجل البراق الذي في حزقيال ٤٠: ٣. يعتقد البعض أن الرجل البراق كان ملاك الرب، أي يهوه نفسه.
• استخلص جون تراب (John Trapp) هذا الدرس الروحي من حزقيال ٤٤: ١ وهو: “علينا اتباع المسيح، وإن بدا أنه يقودنا لندخل ونخرج، ويأخذنا للوراء وللأمام، كما لو كنا نسير في مَتَاهَة.”
٢. إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ: كان هذا هو المكان الذي بدأ منه حزقيال جولته في حرم الهيكل (حزقيال ٤٠: ٦).
• وَهُوَ مُغْلَقٌ: “استشهد الروم الكاثوليك بهذه الآية لإثبات العذرية الأبدية لأم ربنا؛ وقد يُسمح بذلك لغرض تعضيد هذه النقطة المحفوفة بالمخاطر، والتي لا ينبغي أن يصرّ عليها أي شخص. فقد كانت مريم عذراء عندما أنجبت يسوع.” كلارك (Clarke)
٣. هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا: من أجل التأكيد، يتم تكرار الفكرة ثلاث مرات في هذه الآية. الباب مُغْلَق ولاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ. السبب في إغلاقه هو أَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا. كان الباب يخص الله نفسه. وقد كان منفصلًا قاصرًا على استخدام الله وحده.
• “بمجرد أن يقوم يهوه بدخوله العظيم إلى هيكله، لا يجوز لأي شخص آخر الدخول هنا. يجب على الكهنة دخول الدار الداخلية لأداء خدماتهم، ولكن حتى هم أنفسهم لا يمكنهم أن يتبعوا خطوات يهوه.” بلوك (Block)
• “إذًا إغلاق الباب ليس رمزًا تهديديًا، بل مشجعًا… فبما أن يهوه دخل الهيكل من خلال هذا الباب، فمن غير المناسب أن يستخدمه الآخرون. وبما أن الله لن يغادر الهيكل مرة أخرى، فسيظل الباب مغلقًا.” فاوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
• إن الباب الشرقي (البوابة الشرقية) الذي على جبل الهيكل في أورشليم اليوم مغلقًا تمامًا، وممتلئًا بالكتل الحجرية. ومع ذلك، هذا ليس تحقيقًا لحزقيال ٤٤: ١-٢. إن الباب المذكور هنا ينتمي إلى الهيكل الذي سيأتي لاحقًا.
• “إن هذا الباب ليس هو ’الباب الذهبي‘ الموجود في مدينة أورشليم القديمة اليوم، لأن أبعاد منطقتي الهيكل مختلفة بشكل كبير. إن مباني منطقة الهيكل الحالية لن تقوم في فترة الملك الألفي.” ألكسندر (Alexander)
ب) الآية (٣): امتياز الرئيس.
٣اَلرَّئِيسُ الرَّئِيسُ هُوَ يَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزًا أَمَامَ الرَّبِّ. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ، وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ.
١. اَلرَّئِيسُ: كتب حزقيال عن حاكم، رَّئِيسُ، سيتمتع بامتياز خاص فيما يتعلق بالباب. ومن المحتمل أن يكون هذا الحاكم هو داود، الذي ذُكِرَ حكمه المستقبلي على إسرائيل عدة مرات في حزقيال (حزقيال ٣٤: ٢٣-٢٥ و٣٧: ٢٥) وفي مواضع أخرى (إشعياء ٥٥: ٣-٤، إرميا ٣٠: ٨-٩، هوشع ٣: ٥). في حزقيال ٣٧: ٢٥ كُتب بشكل محدد أن داود سيكون رَّئِيسًا على إسرائيل.
• هوية اَلرَّئِيس هو موضوع نقاش بين المفسرين ومعلمين الكتاب المقدس. يعتقد بعضهم أن الرئيس هو يسوع المسيح، والبعض الآخر يعتقد أنه قائد مدني أو رئيس كهنة.
• إن حقيقة تقديم اَلرَّئِيسُ لذبيحة الخطية (حزقيال ٤٥: ٢٢) وأن له أبناء (حزقيال ٤٦: ١٦) يجعل من غير المحتمل أن يكون اَلرَّئِيسُ هو المسيا المنتظر.
٢. وَيَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزًا أَمَامَ الرَّبِّ: يعطينا هذا مؤشرًا إضافيًا على أن اَلرَّئِيسُ ليس هو المسيح، الذي هو أيضًا يهوه نفسه. ومع ذلك، سيكون لهذا اَلرَّئِيسُ إمكانية دخول خاصة عبر الباب. الباب نفسه ليس مفتوحًا له، ولكنه سيتمكن من الجلوس في شركة مع الرب في غرفه وفي طَرِيقِ الرِوَاق.
• “في ذلك الوقت، سيكون للرئيس، الذي هو مُمثّل المسيح بشكل خاص، الامتياز في الجلوس في الباب نفسه الذي دخل منه الرب ذاته. سيقوم ببعض الأعمال الدينية أمام الرب.” فاينبرغ (Feinberg)
ثانيًا. الذين يُسمح لهم بالدخول إلى الهيكل
أ ) الآيات (٤-٥): وضع علامة على من يستطيع الدخول إلى بيت الرب.
٤ثُمَّ أَتَى بِي فِي طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ إِلَى قُدَّامِ الْبَيْتِ، فَنَظَرْتُ وَإِذَا بِمَجْدِ الرَّبِّ قَدْ مَلأَ بَيْتَ الرَّبِّ، فَخَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي. ٥فَقَالَ لِي الرَّبُّ: يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ قَلْبَكَ وَانْظُرْ بِعَيْنَيْكَ وَاسْمَعْ بِأُذُنَيْكَ كُلَّ مَا أَقُولُهُ لَكَ عَنْ كُلِّ فَرَائِضِ بَيْتِ الرَّبِّ وَعَنْ كُلِّ سُنَنِهِ، وَاجْعَلْ قَلْبَكَ عَلَى مَدْخَلِ الْبَيْتِ مَعَ كُلِّ مَخَارِجِ الْمَقْدِسِ.
١. ثُمَّ أَتَى بِي فِي طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ إِلَى قُدَّامِ الْبَيْتِ: بسبب أن باب الشرق كان مغلقًا، أَتَى بحزقيال إلى اليمين ومر عبر بَابِ الشِّمَالِ.
٢. فَنَظَرْتُ وَإِذَا بِمَجْدِ الرَّبِّ قَدْ مَلأَ بَيْتَ الرَّبِّ: إن المجد الذي رآه حزقيال يملأ الهيكل في حزقيال ٤٣: ١-٤ بقي هناك. وكما وعد، سيكون مسكنه هناك إلى الأبد (حزقيال ٤٣: ٧). كان رد فعل حزقيال كما كان في السابق: فَخَرَ عَلَى وَجْهِه (حزقيال ٤٣: ٣).
• “من اللافت للنظر أنه لم تُذكر كلمة عن رئيس الكهنة أو المكان الأكثر قداسة من بين كل الأماكن – قُدْسِ الأَقْدَاسِ، غرفة عرش يهوه نفسه.” بلوك (Block)
٣. وَاجْعَلْ قَلْبَكَ عَلَى مَدْخَلِ الْبَيْتِ مَعَ كُلِّ مَخَارِجِ الْمَقْدِسِ: أراد الله من حزقيال أن يلاحظ بعناية الأشخاص المسموح لهم بالدخول للهيكل وأيضًا المستبعدين. هنا يُوصف نوع من التمييز على أنه مماثل وذو صلة بالوضع الأبدي (الرؤيا ٢١: ٧-٨ و٢٢: ١٤-١٥).
ب) الآيات (٦-٩): أولئك الذين تم استبعادهم من الهيكل.
٦وَقُلْ لِلْمُتَمَرِّدِينَ، لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: يَكْفِيكُمْ كُلُّ رَجَاسَاتِكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، ٧بِإِدْخَالِكُمْ أَبْنَاءَ الْغَرِيبِ الْغُلْفَ الْقُلُوبِ الْغُلْفَ اللَّحْمِ لِيَكُونُوا فِي مَقْدِسِي، فَيُنَجِّسُوا بَيْتِي بِتَقْرِيبِكُمْ خُبْزِي الشَّحْمَ وَالدَّمَ. فَنَقَضُوا عَهْدِي فَوْقَ كُلِّ رَجَاسَاتِكُمْ. ٨وَلَمْ تَحْرُسُوا حِرَاسَةَ أَقْدَاسِي، بَلْ أَقَمْتُمْ حُرَّاسًا يَحْرُسُونَ عَنْكُمْ فِي مَقْدِسِي. ٩هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: ابْنُ الْغَرِيبِ أَغْلَفُ الْقَلْبِ وَأَغْلَفُ اللَّحْمِ لاَ يَدْخُلُ مَقْدِسِي، مِنْ كُلِّ ابْنٍ غَرِيبٍ الَّذِي مِنْ وَسْطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
١. يَكْفِيكُمْ كُلُّ رَجَاسَاتِكُمْ: تحدث الله مع الشعب في أيام حزقيال، لِلْمُتَمَرِّدِينَ في بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. وفي ضوء المجد الذي سيأتي يومًا ما إلى الهيكل الذي وصفه حزقيال، كانت إسرائيل مديونة للرب بالولاء الكامل ورفض الأصنام (رَجَاسَاتِكُمْ) بشكل كامل.
• “الهيكل المستقبلي سيكون مقتصرًا على أولئك الذين أطاعوا أوامر الرب الأولية والذين سلّموا قلوبهم له.” سميث (Smith)
٢. بِإِدْخَالِكُمْ أَبْنَاءَ الْغَرِيبِ الْغُلْفَ الْقُلُوبِ الْغُلْفَ اللَّحْمِ: في الماضي، كانوا عُصاة بإدخالهم الْغُلْفَ – أولئك الذين لم يقبلوا العهد الذي قطعه الله مع إسرائيل – وسمحوا لهم بالخدمة في الهيكل.
• “تحت أي ظرف من الظروف، لا يجب أن يخدم الأجانب أو غير المختونين في القلب أو الجسد في قدس الرب. كانت هذه هي الخطية في الماضي، ويجب ألا تتكرر.” مورجان (Morgan)
• “من الواضح من الآيات ٥-٨ أنه في الأيام الأخيرة من هيكل سليمان، سمح الكهنة لأي شخص، حتى الوثنيين الذين ليسوا في العهد أن يعملوا ككهنة وكخدام للهيكل. إما لأنهم كانوا كسالى أو منشغلين بأمورهم الخاصة، فاستأجروا آخرين للقيام بعملهم؛ أو لأنهم قبلوا رَشاوِيّ من الوثنيين الذين أرادوا الخدمة في الهيكل، ربما القرابين الذين كانوا قادرين على أخذها إلى المنزل وإعادة بيعها.” رايت (Wright)
٣. وَلَمْ تَحْرُسُوا حِرَاسَةَ أَقْدَاسِي: لم تكن إسرائيل تهتم بالأشياء المقدسة التي أوكلها الله إليهم في شريعته، والهيكل، والطقوس المرتبطة به. لقد سمحوا للأشرار أن يحْرُسُوا حِرَاسَةَ أَقْدَاسِي.
٤. ابْنُ الْغَرِيبِ أَغْلَفُ الْقَلْبِ وَأَغْلَفُ اللَّحْمِ لاَ يَدْخُلُ مَقْدِسِي: بسبب خطية إسرائيل الماضية بالسماح لأولئك الذين هم خارج العهد مع الله بالقيادة والمشاركة في الهيكل، وعد الله أنه في هيكله المستقبلي سيكون هناك فصل حقيقي وأن الذين ليسوا في العهد لا يستطيعون حتى أن يَدْخُلُوا مَقْدِسِه.
• “كثيرًا ما استخدمت أديان الشرق الأدنى القديمة الأسرى الأجانب كُخدام لمعابدهم لمساعدة الكهنة. ويعكس توبيخ الرب لإسرائيل في هذه الآيات موقف إسرائيل القديمة وتبنيها لهذه الممارسة.” ألكسندر (Alexander)
• اعتقد ماثيو بوله (Matthew Poole) أن هؤلاء كانوا مجرد زوار للهيكل: “لا يدخل أي من هؤلاء، أو مثلهم، إلى مقدسي تحت أي حجة. ربما أظهر سليمان لملكة سبأ أكثر من اللازم، ونحن متأكدون أن حزقيا أظهر للسفراء أكثر من اللازم، ولكننا لا نقرأ أن أيًا منهما أظهر المَقْدِسِ.”
ثالثًا. قوانين الكهنة
أ ) الآيات (١٠-١٤): اللاَّوِيُّون الذين ابتعدوا عن الله.
١٠بَلِ اللاَّوِيُّونَ الَّذِينَ ابْتَعَدُوا عَنِّي حِينَ ضَلَّ إِسْرَائِيلُ، فَضَلُّوا عَنِّي وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ، يَحْمِلُونَ إِثْمَهُمْ. ١١وَيَكُونُونَ خُدَّامًا فِي مَقْدِسِي، حُرَّاسَ أَبْوَابِ الْبَيْتِ وَخُدَّامَ الْبَيْتِ. هُمْ يَذْبَحُونَ الْمُحْرَقَةَ وَالذَّبِيحَةَ لِلشَّعْبِ، وَهُمْ يَقِفُونَ أَمَامَهُمْ لِيَخْدِمُوهُمْ. ١٢لأَنَّهُمْ خَدَمُوهُمْ أَمَامَ أَصْنَامِهِمْ وَكَانُوا مَعْثَرَةَ إِثْمٍ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ. لِذلِكَ رَفَعْتُ يَدِي عَلَيْهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَيَحْمِلُونَ إِثْمَهُمْ. ١٣وَلاَ يَتَقَرَّبُونَ إِلَيَّ لِيَكْهَنُوا لِي، وَلاَ لِلاقْتِرَابِ إِلَى شَيْءٍ مِنْ أَقْدَاسِي إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ، بَلْ يَحْمِلُونَ خِزْيَهُمْ وَرَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي فَعَلُوهَا. ١٤وَأَجْعَلُهُمْ حَارِسِي حِرَاسَةَ الْبَيْتِ لِكُلِّ خِدْمَةٍ لِكُلِّ مَا يُعْمَلُ فِيهِ.
١. بَلِ اللاَّوِيُّونَ الَّذِينَ ابْتَعَدُوا عَنِّي: كان الله يتحدث الآن إلى اللاَّوِيُّونَ، أولئك الذين ابْتَعَدُوا عن يهوه مع باقي إسرائيل، وذهبوا وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ. كان هذا صحيحًا بالنسبة للاَّوِيِّين في أيام حزقيال، والآن هو أيضًا صحيح في سبيهم.
• اللاَّوِيُّونَ: “كانوا مُعينين خصيصًا لخدمة خيمة الاجتماع، وكانت واجباتهم تشمل صيانة المسكن، وحمل تابوت العهد، والقيام بالخدمة الطقسية المحدودة. ووفقًا لسفر العدد، الإصحاحات ٣-٤، كانت الدور والواجب الأخير يشتمل على مساعدة الكهنة في خدمتهم في الهيكل.” بلوك (Block)
٢. وَيَكُونُونَ خُدَّامًا فِي مَقْدِسِي: وعد الله بالاسترداد المستقبلي للاَّوِيِّين الذين ضلوا سابقًا. وفي استرداد هيكل حزقيال، سيكونون حُرَّاسَ أَبْوَابِ وخُدَّامًا للهيكل.
• “على الرغم من انحرافهم، لن يتم التخلي عنهم تمامًا. وذلك جزئيًا بسبب كرامة الكهنوت، ولكن بالأساس من أجل تشجيع الذين بعد أن سقطوا ضعفاء، يقومون مرة أخرى بالتوبة.” تراب (Trapp)
٣. يَحْمِلُونَ إِثْمَهُمْ: تم تكرار هذه العبارة مرتين، وهذا يشدد على أن الله يحاسب اللاَّوِيِّين على خطيتهم ووثنيتهم، وسوف يؤدبهم بسبب ذلك.
• لِذلِكَ رَفَعْتُ يَدِي عَلَيْهِمْ: “أقسم الله بأنهم سيعانون بسبب هذا الإثم. إن رفع اليد هذا هو شكل من أشكال القَسَم أو اليَمِين، خروج ٦: ٨، تثنية ٣٢: ٤٠، حزقيال ٢٠: ٥.” بوله (Poole)
٤. وَلاَ يَتَقَرَّبُونَ إِلَيَّ لِيَكْهَنُوا لِي: في هيكل حزقيال المستقبلي، لن يُسمح للاَّوِيِّين بتقديم الذبائح ككهنة. سيُسمح لهم بأداء الوظائف المذكورة سابقًا. سيكون هذا جزءًا من تأديبهم لزناهم الروحي السابق، حيث يَحْمِلُونَ خِزْيَهُمْ وَرَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي فَعَلُوهَا.
• “بعيدًا عن جعل اللاَّوِيِّين يتكبرون بسبب مهمتهم، سيثير عمل النعمة الإلهي هذا شعورًا بالخزي وعدم الاستحقاق لاستردادهم لخدمة عبادة يهوه الرب.” بلوك (Block)
• تُظهر حقيقة أن اللاَّوِيِّين يتم تأديبهم بسبب خطيتهم السابقة خلال فترة هيكل حزقيال (في المستقبل) أن هذا الهيكل لا ينتمي إلى المجال الأبدية، بل إلى فترة المُلك الألفي.
٥. وَأَجْعَلُهُمْ حَارِسِي حِرَاسَةَ الْبَيْتِ: للتأكيد ثانية، أعاد الله تكرار المبدأ. لن يتم استبعاد اللاَّوِيِّين من جميع الخدمات المتعلقة بالهيكل، لكن فقط من عمل التقدمة الكهنوتية.
• “بالرغم من أن الرحمة ليست ناقصة، لأنه لن يتم استبعادهم من جميع أنواع الخدمة الكهنوتية، إلا أنهم سيفقدون كرامة الخدمات الكهنوتية الأعلى، مثل تلك التي كانت تُقام في المكان المقدس أو الغُرف الأولى في الخيمة والهيكل.” فاينبرغ (Feinberg)
• “كانت هذه المهام وضيعة. ومع ذلك، فقد كان يجب القيام بها، ولم يُسمح للناس العاديين بالقيام بها، لذا يجب أن نحذر من التقليل من أهمية واجبات اللاَّوِيِّين في هيكل حزقيال. واليوم، لديهم نظائرهم في جميع جوانب حياة الكنيسة. ولا شك أن العديدين كانوا، كما هو الحال الآن، يعتبرون القيام بتلك المهام وتوليهم خدمة شعب الله في التفاصيل العادية الخاصة بديانتهم امتيازًا. فبعد كل شيء، لقد كانوا يقومون بواجباتهم بتعيين إلهي.” تايلور (Taylor)
ب) الآيات (١٥-١٦): الكهنة وخدمتهم للرب.
١٥أَمَّا الْكَهَنَةُ اللاَّوِيُّونَ أَبْنَاءُ صَادُوقَ الَّذِينَ حَرَسُوا حِرَاسَةَ مَقْدِسِي حِينَ ضَلَّ عَنِّي بَنُو إِسْرَائِيلَ، فَهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَيَّ لِيَخْدِمُونِي، وَيَقِفُونَ أَمَامِي لِيُقَرِّبُوا لِي الشَّحْمَ وَالدَّمَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. ١٦هُمْ يَدْخُلُونَ مَقْدِسِي وَيَتَقَدَّمُونَ إِلَى مَائِدَتِي لِيَخْدِمُونِي وَيَحْرُسُوا حِرَاسَتِي.
١. أَمَّا الْكَهَنَةُ اللاَّوِيُّونَ أَبْنَاءُ صَادُوقَ: هنا تحدث الله إلى أَبْنَاءُ صَادُوق. كان أَبْنَاءُ صَادُوقَ من سلالة سبط لاوي (اللاَّوِيُّونَ) وكانوا من عائلة هارون (الْكَهَنَةُ). تسلّم صَادُوق الحق في ممارسة الكهنوت في أيام سليمان (١ ملوك ٢: ٣٥). لم يكونوا مثل اللاَّوِيِّين الآخرين بشكل عام، إذ كانوا معروفين بإخلاصهم (الَّذِينَ حَرَسُوا حِرَاسَةَ مَقْدِسِي حِينَ ضَلَّ عَنِّي بَنُو إِسْرَائِيلَ).
• “يقتصر الكهنة الجدد على نسل صَادُوق، الذين كانوا نسلًا من العازار، الابن الثالث لهارون. يبدو أن مُمثلي هذا النسل قد ثبتوا بصلابة.” رايت (Wright)
• “كان صَادُوق بْنُ أَخِيطُوب من نسل العازار (٢ صموئيل ٨: ١٧؛ ١ أخبار ٦: ٧-٨). كان وفيًا لداود خلال التمرد الذي قاده أبشالوم (٢ صموئيل ١٥: ٢٤ وما يليها)، وهو مسح سليمان ملكًا بعد محاولة أدونيا الفاشلة للاستيلاء على العرش (١ ملوك ١: ٣٢ وما يليها).” فاينبرغ (Feinberg)
٢. فَهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَيَّ لِيَخْدِمُونِي: أعلن الله بتأكيد كبير، أن خدمة الكهنة كانت في الأساس هي لله نفسه. وهذا مُلاحظ في العبارات: يَتَقَدَّمُونَ إِلَيَّ لِيَخْدِمُونِي… وَيَقِفُونَ أَمَامِي… لِيَخْدِمُونِي.
• يوجد تطبيق روحي لهذا المعنى. بالنظر في ضوء العهد الجديد، فكل مؤمن هو كاهن لله (١ بطرس ٢: ٥ و٢: ٩؛ الرؤيا ١: ٦ و ٥: ١٠). هذه المهمة التي لأبناء صَادُوق تشدد على مبدأ أن المؤمنين بشكل عام (وخدام الله بشكل خاص) لديهم خدمتهم الأولى لله نفسه. نحن نخدم بعضنا البعض ونخدم العالم المحتاج لمجد يسوع، ولكن الله يقول أن علينا أولًا أن نتقدم لخدمته هو (فَهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَيَّ لِيَخْدِمُونِي).
ج) الآيات (١٧-١٩): ملابس الكهنة.
١٧وَيَكُونُ عِنْدَ دُخُولِهِمْ أَبْوَابَ الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ، أَنَّهُمْ يَلْبَسُونَ ثِيَابًا مِنْ كَتَّانٍ، وَلاَ يَأْتِي عَلَيْهِمْ صُوفٌ عِنْدَ خِدْمَتِهِمْ فِي أَبْوَابِ الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ وَمِنْ دَاخِل. ١٨وَلْتَكُنْ عَصَائِبُ مِنْ كَتَّانٍ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَلْتَكُنْ سَرَاوِيلُ مِنْ كَتَّانٍ عَلَى أَحْقَائِهِمْ. لاَ يَتَنَطَّقُونَ بِمَا يُعَرِّقُ. ١٩وَعِنْدَ خُرُوجِهِمْ إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ، إِلَى الشَّعْبِ، إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ، يَخْلَعُونَ ثِيَابَهُمُ الَّتِي خَدَمُوا بِهَا، وَيَضَعُونَهَا فِي مَخَادِعِ الْقُدْسِ، ثُمَّ يَلْبَسُونَ ثِيَابًا أُخْرَى وَلاَ يُقَدِّسُونَ الشَّعْبَ بِثِيَابِهِمْ.
١. وَيَكُونُ عِنْدَ دُخُولِهِمْ أَبْوَابَ الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ، أَنَّهُمْ يَلْبَسُونَ ثِيَابًا مِنْ كَتَّانٍ: عندما يأتي أبناء صَادُوق لأداء خدمتهم الكهنوتية، كانوا يفعلون ذلك في ثِيَابًا مِنْ كَتَّانٍ وعَصَائِبُ مِنْ كَتَّانٍ وسَرَاوِيلُ مِنْ كَتَّانٍ التي كانت مقررة للكهنة. كان الغرض من الكتان حتى لاَ يَتَنَطَّقُونَ بِمَا يُعَرِّقُ. أراد الله لكهنته (القدماء والحديثين، الحرفيين والروحيين) أن يخدموه في سلام وراحة الروح، وليس عَرَق الجهد الإنساني بدون الله.
• “الكتان ليس فقط يصور النقاء ببياضه، ولكن جماله هو أنه يُبقي الكهنة بعيدين عن التعرق فيصبحون نجسين.” ألكسندر (Alexander)
٢. يَخْلَعُونَ ثِيَابَهُمُ: عندما تنتهي خدمتهم، كانوا يتركون ’الزي‘ الكهنوتي الخاص بهم وراءهم في الهيكل.
• وَلاَ يُقَدِّسُونَ الشَّعْبَ بِثِيَابِهِمْ: “يعني ’تقديس الشعب،‘ في هذا النص، إقناعهم بأنه تم تقديسهم من خلال لمس أو رؤية ثياب الكاهن. وفي يومنا هذا، يجعل الرهبان الناس الحمقى يعتقدون أنهم لا يمكن أن يُلعنوا عندما يموتون إذا كانوا مدفونين في قلنسوة الراهب الفرانسيسكاني.” تراب (Trapp)
د ) الآيات (٢٠-٢٢): المظاهر الخارجية لقداسة الكهنة.
٢٠وَلاَ يَحْلِقُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَلاَ يُرَبُّونَ خُصَلًا، بَلْ يَجُزُّونَ شَعْرَ رُؤُوسِهِمْ جَزًّا. ٢١وَلاَ يَشْرَبُ كَاهِنٌ خَمْرًا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ. ٢٢وَلاَ يَأْخُذُونَ أَرْمَلَةً وَلاَ مُطَلَّقَةً زَوْجَةً، بَلْ يَتَّخِذُونَ عَذَارَى مِنْ نَسْلِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، أَوْ أَرْمَلَةً الَّتِي كَانَتْ أَرْمَلَةَ كَاهِنٍ.
١. وَلاَ يَحْلِقُونَ رُؤُوسَهُمْ: لا يجب أن يحلقوا شعرهم، ولكنهم لا يجب أن يكون لهم شعر طويل/خُصَلًا. كان عليهم أن يتجنبوا التطرف في كلا الاتجاهين.
• “كما الجلد الموسوم بعلامة، كان كل من الرأس المحلوق والشعر الطويل غير المهذب، كلاهما كانا يعتبران علامات تشوه (انظر لاويين ١٩: ٢٧). إذا كان يجب أن تكون حيوانات الذبيحة خالية من العيوب أو العلامات، فكم بالأحرى يجب أن يكونوا من يقفون أمام الله القدوس في هذه الخدمة؟” بلوك (Block)
• وَلاَ يُرَبُّونَ خُصَلًا: “هم يفتخرون بشعرهم، كأبشالوم، ويعطون مثالًا سيئًا بمثل هذا الإفراط. يجب فقط أن يحلقوا رؤوسهم؛ عندما ينمو الشعر قليلًا، وأن يقلموا، يقصوا أطراف شعرهم، ويبقوه في حجم معتدل.” بوله (Poole)
• “كما النساء: بعض كهنة الوثنيين كانوا يطيلون شعرهم إلى مدى كبير. الخادم ذو الشعر الكثيف منظره قبيح: إن شجيرات الغرور الفانية لا تصدر بهذه الصورة من أي رجل.” تراب (Trapp)
٢. وَلاَ يَشْرَبُ كَاهِنٌ خَمْرًا: لن يكونوا تحت تأثير حتى الخمر الضعيف في ذلك اليوم.
• “يجب أن يكونوا في سيطرة كاملة على قدراتهم حتى يقدموا لله عبادة بانتباه، ولا يستخدمون الشراب (أو المخدرات؟) لينسوا الْمَفْرُوضَ (الناموس) (انظر أمثال ٣١: ٤-٥).” رايت (Wright)
• “يتفق الحظر المتعلق بشرب الخمر مع الآية في سفر اللاويين ١٠: ٩. يمكننا أن نرى أسوأ النتائج الكارثية لشرب الخمر في مأساة ناداب وأبيهو… يجب أن يكون حماس وغيرة الكهنة مقدسة وحقيقة، وليس أمرًا مستحدثًا بواسطة محفّزات جسدية خارجية.” فاينبرغ (Feinberg)
٣. وَلاَ يَأْخُذُونَ أَرْمَلَةً وَلاَ مُطَلَّقَةً زَوْجَةً: يجب على أبناء صَادُوق في أيام هيكل حزقيال أيضًا أن يلتزموا بقواعد الزواج المتعلقة بكهنة إسرائيل.
هـ) الآيات (٢٣-٢٤): خدمة التعليم والدور القيادي للكهنة.
٢٣وَيُرُونَ شَعْبِي التَّمْيِيزَ بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَيُعَلِّمُونَهُمُ التَّمْيِيزَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ. ٢٤وَفِي الْخِصَامِ هُمْ يَقِفُونَ لِلْحُكْمِ، وَيَحْكُمُونَ حَسَبَ أَحْكَامِي، وَيَحْفَظُونَ شَرَائِعِي وَفَرَائِضِي فِي كُلِّ مَوَاسِمِي، وَيُقَدِّسُونَ سُبُوتِي.
١. وَيُرُونَ شَعْبِي التَّمْيِيزَ بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ: كان هذا واحدًا من الواجبات الأساسية لكهنة إسرائيل. كان عليهم أن يعلموا الشعب التَّمْيِيزَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ بسلوكهم وبتعاليمهم.
• “تتناغم هذه الآية مع الآيات في لاويين ١٠: ١٠-١١، التي تُسلط الضوء أولًا على ضرورة أن يوضح الكاهن هذه الفروقات، ثم يتحدث عن مسئولية الكاهن لتعليم (hora) إسرائيل جميع الشرائع (huqqim) التي أوصلها الله لموسى.” بلوك (Block)
٢. وَفِي الْخِصَامِ هُمْ يَقِفُونَ لِلْحُكْمِ: كان بإمكان كهنة إسرائيل القديمة أيضًا أن يخدموا كقضاة أو وسطاء. لأنه يفترض أن يكونوا على دراية بشَرَائِعِ الله وَفَرَائِضِه، وأن يكونوا قادرين على تطبيقها في حالات معينة.
• “إن لهذا الدور القضائي لرجال الدين في إسرائيل تاريخ طويل. تقدم تثنية ٣٣: ١٠ هذا الدور كنتيجة طبيعية لمسئوليات تعليم اللاويين.” بلوك (Block)
٣. وَيَحْفَظُونَ شَرَائِعِي وَفَرَائِضِي: كان من المفترض أيضًا أن يعيش الكهنة حياة الطاعة الكاملة لله. كان يجب أن يكون هذا صحيحًا فِي كُلِّ مَوَاسِمِ العبادة، والتعليم، وتقديم الذبائح وأيضًا في السُبُوتِ المعينة من الله.
و) الآيات (٢٥-٢٧): تدنيس الكهنة.
٢٥وَلاَ يَدْنُوا مِنْ إِنْسَانٍ مَيِّتٍ فَيَتَنَجَّسُوا. أَمَّا لأَبٍ أَوْ أُمٍّ أَوِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ أَوْ أَخٍ أَوْ أُخْتٍ لَمْ تَكُنْ لِرَجُل يَتَنَجَّسُونَ. ٢٦وَبَعْدَ تَطْهِيرِهِ يَحْسِبُونَ لَهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. ٢٧وَفِي يَوْمِ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ لِيَخْدِمَ فِي الْقُدْسِ، يُقَرِّبُ ذَبِيحَتَهُ عَنِ الْخَطِيَّةِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
١. وَلاَ يَدْنُوا مِنْ إِنْسَانٍ مَيِّتٍ فَيَتَنَجَّسُوا: كما كان الحال بالنسبة للكهنة الذين أمرهم موسى، يجب أن يكون الأمر كذلك بالنسبة للكهنة في عهد هيكل حزقيال. يجب عليهم تجنب أجساد الموتى والجثث. سيكون لهم خدمة الحياة، وليس الموت.
• “سيكون هناك أفراد يدخلون المُلك الألفي من فترة الضيقة العظيمة بأجساد طبيعية. هؤلاء، بالطبع، سوف يموتون جسديًا في النهاية، على الرغم من أن الحياة الجسدية ستكون أطول بكثير خلال المُلك الألفي (راجع إشعياء ٦٥: ٢٠).” ألكسندر (Alexander)
• “نظرًا لأن الموت يُعتبر في الكتاب المقدس أمرًا مُدنِّسًا من منظور اللاويين، مما يذكرنا بقوة بخطية آدم التي أتت بالموت إلى العائلة البشرية، سيتعين على الكهنة أن يكونوا حذرين في تعاملهم مع الموتى.” فاينبرغ (Feinberg)
• “يقول لنا اليهود أن من يقترب على بعد أربعة أذرع من الميت يُدنس؛ وهكذا الناموس، فعلى الرغم من أنه لا يحدد المسافة التي يتم بها تنجس هؤلاء، لكنه يحدد أنهم نجسين حتى المساء عن طريق اللمس أو الاقتراب من جثة أي شيء غير الإنسان، بينما تستمر النجاسة لمدة سبعة أيام وذلك بالاقتراب من رجل ميت.” بوله (Poole)
٢. يُقَرِّبُ ذَبِيحَتَهُ عَنِ الْخَطِيَّةِ: إذا كان يجب على الكاهن أن يكون له اتصال بجثة (كما في حالة القريب المقرب)، فسوف يتعين عليه أن يقدم التقدمة المقررة للتطهير عند استئناف الخدمة الكهنوتية.
ز) الآيات (٢٨-٣١): ميراث وإمدادات الكهنة.
٢٨وَيَكُونُ لَهُمْ مِيرَاثًا. أَنَا مِيرَاثُهُمْ. وَلاَ تُعْطُونَهُمْ مِلْكًا فِي إِسْرَائِيلَ. أَنَا مِلْكُهُمْ. ٢٩يَأْكُلُونَ التَّقْدِمَةَ وَذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ وَذَبِيحَةَ الإِثْمِ، وَكُلُّ مُحَرَّمٍ فِي إِسْرَائِيلَ يَكُونُ لَهُمْ. ٣٠وَأَوَائِلُ كُلِّ الْبَاكُورَاتِ جَمِيعِهَا، وَكُلُّ رَفِيعَةٍ مِنْ كُلِّ رَفَائِعِكُمْ تَكُونُ لِلْكَهَنَةِ. وَتُعْطُونَ الْكَاهِنَ أَوَائِلَ عَجِينِكُمْ لِتَحِلَّ الْبَرَكَةُ عَلَى بَيْتِكَ. ٣١لاَ يَأْكُلُ الْكَاهِنُ مِنْ مَيِّتَةٍ وَلاَ مِنْ فَرِيسَةٍ، طَيْرًا كَانَتْ أَوْ بَهِيمَةً.
١. أَنَا مِيرَاثُهُمْ: كان هذا المبدأ صحيحًا في الأيام التي تم فيها تأسيس الكهنوت بواسطة موسى، وسيكون صحيحًا أيضًا في أيام هيكل حزقيال. لن يكون لديهم ميراث حقيقي في أرض إسرائيل؛ الرب نفسه سيكون مِيرَاثُهُمْ.
• “مثل كهنة العهد القديم، لن يكون لكهنة المملكة ميراث أرضي، ولكن الرب سيكون ميراثهم وسيتمكنون من العيش من تقدمات الهيكل.” ويرزبي (Wiersbe)
• بالمقارنة الروحية، يمكننا ربط هذا بميراثنا في الله. “الله مِلْكُنا (حِصَّتُنا) كما الزهرة لأشعة الشمس، والطفل لأمه. وضع الله كل موارده تحت تصرفنا… جميع الموارد التي وُضعت تحت تصرف المسيح في صعوده وحكمه الأبدي هي عطايا يحتفظ بها للبشر.” ماير (Meyer)
٢. يَأْكُلُونَ التَّقْدِمَةَ وَذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ وَذَبِيحَةَ الإِثْمِ: على الرغم من أنهم لن يمتلكوا نفس الميراث الأرضي كباقي قبائل إسرائيل، وعد الله بتوفير ما يحتاجه كهنته. أحد الطرق التي سيتم من خلالها توفير احتياجاتهم هو أن يتلقوا جزءًا مما يأتي إلى الهيكل كتقدمات. سيتم إعطاء أجزاء من الرَفَائِعِ والْبَاكُورَات لِلْكَهَنَةِ.
• “يكسب الكهنة معيشتهم من خلال العمل الخاص الذي أعطاهم الله، ويأتي دخلهم من التقدمات (٢٨-٣٠). لا يزال الله يدعو بعض الأشخاص للتفرغ للخدمة، وعندما نعطي لدعم أولئك، فنحن نقدم لله، مثل الناس الذين كانوا يجيئون للهيكل بقرابينهم.” رايت (Wright)
٣. لِتَحِلَّ الْبَرَكَةُ عَلَى بَيْتِكَ: وعد الله أنه حتى في فترة الهيكل الألفي المقبل، سيكون هناك بركة للذين يعطون لعمل الله. ولن تكون البركة مالية فقط، بل تَحِلَّ الْبَرَكَةُ عَلَى بَيْتِكَ.
• “أعطِ العُشر وكن غنيًا. انظر ملاخي ٣: ١٠.” تراب (Trapp)
٤. لاَ يَأْكُلُ الْكَاهِنُ مِنْ مَيِّتَةٍ وَلاَ مِنْ فَرِيسَةٍ، طَيْرًا كَانَتْ أَوْ بَهِيمَةً: الأشياء التي ماتت طبيعيًا أو بسبب الحوادث لا يجب أن تكون طعامًا للكهنة. هذا سينتهك مبدأ عدم لمس الجثث (حزقيال ٤٤: ٢٥)، ولكنه سيكون أيضًا تعبيرًا عن ثقتهم أن الله سيوفر لهم. لن يكون عليهم البحث عن الطعام كما قد يفعل بعض الحيوانات.