سفر حزقيال – الإصحاح ٣٨
هزيمة جُوج ودفاع عن إسرائيل
أولًا. الرب يجذب جُوج لمهاجمة إسرائيل
أ ) الآيات (١-٣): الله ضد جُوج من أَرْضِ مَاجُوج.
١وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: ٢يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ عَلَى جُوجٍ، أَرْضِ مَاجُوجَ رَئِيسِ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ، وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِ ٣وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكَ يَا جُوجُ رَئِيسُ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ.
١. اجْعَلْ وَجْهَكَ عَلَى جُوجٍ، أَرْضِ مَاجُوجَ: في هذا السياق العام لاسترداد الله لإسرائيل، تنبأ حزقيال ضد جُوج (حاكم) ومَاجُوج (مكان جوج). يشار هنا إلى جُوج باعتباره رَئِيسِ رُوشٍ ومَاشِكَ وَتُوبَالَ.
• أثار تحديد هوية جُوج والمعركة الموصوفة في هذا الإصحاح اهتمام المفسرين وطلاب نبوءات الكتاب المقدس منذ العصور القديمة. إنها مشكلة صعبة بدون حل واضح تمامًا لعدة أسباب.
لا يوجد وصف آخر لجُوج في العهد القديم أو ارتباط آخر بها (بخلاف ١ أخبار الأيام ٥ :٤، ويبدو أنه ليس لها أي صلة بهذا النص). يبدو أن جُوج هو عدو جديد تمامًا وغريب عن إسرائيل.
ذُكرت أرض مَاجُوج مع سلالة يافث في سفر التكوين ١٠: ٢ (و١ أخبار ١: ٥) ولكنه لم يتم تقديمها كتهديد أو عدو لإسرائيل في أي نص من نصوص العهد القديم.
تم ترجمة عبارة رَئِيسِ رُوشٍ أيضًا بأنه الرئيس الرئيسي، بناءً على أن كلمة ’رُوش‘ تصف عظمة الرئيس وليس مكان حُكمه (رُوش). لا يتفق المترجمون والمفسرون على ما إذا كانت الترجمة ينبغي أن تكون رَئِيسِ رُوشٍ أو الرئيس الرئيسي.
إذا تم فهم رُوشٍ على أنها اسم لشعب أو مكان، فليس لها أي ارتباط أو إشارة أخرى في العهد القديم. هناك العديد من الذين يعتقدون أن رُوشٍ تتحدث عن روسيا أو الروس، ولكن الدليل المباشر الوحيد لهذا الاعتقاد هو التشابه الصوتي للأسماء.
مَاشِكَ وَتُوبَالَ هما شعوب شمال إسرائيل، في مكان ما بالقرب من البحر الأسود وبحر القزوين. لم يتم ذكر هذه الشعوب كتهديد أو كأعداء لإسرائيل في أي مكان آخر في العهد القديم.
على الرغم من أنه لأسماء مَاشِكَ وتُوبَالَ أصوات مشابهة لمدن روسية مثل موسكو وتوبولسك، إلا أن تشابه الأسماء وحده لا يكفي لتحديد ارتباط معين لهما مع روسيا ومدنها.
• “لاحظ أيضًا أن هؤلاء الأعداء ليسوا هم الأعداء القدامى الذين كانوا يمثّلون عداوة لإسرائيل. إنه تحالف وعداوة جديدة.” مورجان (Morgan)
• قام عدد من المفسرين القدامى (مثل ماثيو بوله وجون تراب وآدم كلارك) بتعريف جُوج على أنه أنطيوخس الرابع إبيفانيس، الذي كان يضطهد الشعب اليهودي في الفترة بين العهدين القديم والجديد. ولكن هذا استنتاجًا غير محتمل.
• يرى آخرون جُوج على أنه ملك عاش قبل أكثر من مئة عام من زمن حزقيال (غيغس الذي حكم ليديا). وهذا أيضًا استنتاجًا غير محتمل.
• أَرْضِ مَاجُوجَ: “ماجوج، هم من نسل يافث (تكوين ١٠ :٢) في قائمة الأمم، تم تعريفها بواسطة يوسيفوس (كتاب الآثار اليهودية I, ١٢٣ [vi. ١]) على أنها أرض السكيثيين (Scythians)، وهي منطقة جبلية حول البحرين الأسود والقزوين. وهذا التعريف مقبولًا بشكل عام” ألكسندر (Alexander)
• كتب فاينبرغ (Feinberg) معلقًا على رُوشٍ: “ذكر الكُتّاب البيزنطيين والعرب شعبًا يسمى ’روس‘ (Rus) يعيش في بلد توروس ويحسبون بين السكوثيون. هناك العديد من الكُتّاب الذين ربطوا اسم رُوش مع الروس، ولكن هذا لا يتم قبوله بشكل عام اليوم.”
• “يبدو مغريًا ربط رُوش بروسيا وبالتالي ماشك بموسكو وتوبال بتوبولسك، كلتا المدينتين في روسيا. ولكننا سنواجه صعوبة في الدفاع عن هذا الرأي على أساس لغوي. ولكن هذا لا يستبعد مشاركة روسيا الحديثة في الأحداث، حيث إنها تقع في الشمال (الآيات ٦ و١٥ و٣٩: ٢)، ولكن ذلك غير ملزم.” ويرزبي (Wiersbe)
• مَاشِكَ وَتُوبَالَ: “على الرغم من قلة البيانات الكتابية وغير الكتابية إلا أنه يُفترض أن ماشك وتوبال يشيران إلى مناطق جغرافية أو بلدان في شرق تركيا الحديثة، وجنوب غرب روسيا وشمال غرب إيران.” ألكسندر (Alexander)
• جون تراب (John Trapp) هو مثال على التخمين المتضارب فيما يتعلق بهوية الشعوب المذكورة هنا، حيث قال أن مَاشِك يمثل المسلمين، وتُوبَال الكنيسة الكاثوليكية: “تم الجمع بين هذين الشعبين ليُظهرا، كما يعتقد البعض، أن الأتراك ومناصري الكنيسة الكاثوليكية سوف يوحدون قواهم في نهاية المطاف للقضاء على الدين الحقيقي، وأنه، بينما هم يضجّون ويضطربون محاولين الإطاحة بالكنيسة، سيأتي المسيح عليهم ويُربكهم.”
٢. هأَنَذَا عَلَيْكَ يَا جُوجُ رَئِيسُ رُوشٍ: على الرغم من أن تشابه الاسم لا يُعرف بالضرورة رُوشٍ على أنها روسيا، فإن هذا التحديد يتطابق مع ما نعرفه عن جوج وروش. نحن نعلم أنهما عدو جديد لم يُذكر سابقًا (على عكس بابل أو آشور أو مصر)، وأن هذا الحاكم جوج يحكم أكثر من شعب (بما في ذلك مَاشِكَ وَتُوبَالَ)، وأن أراضي جُوج تقع في أقصى الشمال من إسرائيل (حزقيال ٣٨: ١٥).
• “على عكس المصريين والآشوريين والبابليين الذين كان ليهوذا تعاملات متكررة معهم، كانت شعوب الشمال البعيدة مغمورة بالغموض. كانت التقارير التي تسربت عن هذه الشعوب الغامضة تتحدث عن شعوب برية ووحشية وبربرية. وقد جعل هذا الجمع بين الغموض والوحشية جُوج وحلفاؤه رموزًا مثالية للعدو الأسطوري الذي ينهض ضد الله وشعبه.” بلوك (Block)
• كتب فاينبرغ (Feinberg) في ملخص حول حزقيال ٣٨ و٣٩ ما يلي: “إذا تم تفسيرهما حرفيًا، فإنهما يتحدثان عن تحالف شمالي قادم للأمم حول البحار الأسود وقزوين مع بلاد فارس وشمال أفريقيا، الذين سيغزون الأرض الموعودة بعد استعادة إسرائيل لها.”
ب) الآيات (٤-٦): الله يعد بأن يلتفت ويجذب جوُج ليهاجم إسرائيل.
٤وَأُرْجِعُكَ، وَأَضَعُ شَكَائِمَ فِي فَكَّيْكَ، وَأُخْرِجُكَ أَنْتَ وَكُلَّ جَيْشِكَ خَيْلًا وَفُرْسَانًا كُلَّهُمْ لاَبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ، جَمَاعَةً عَظِيمَةً مَعَ أَتْرَاسٍ وَمَجَانَّ، كُلَّهُمْ مُمْسِكِينَ السُّيُوفَ. ٥فَارِسَ وَكُوشَ وَفُوطَ مَعَهُمْ، كُلَّهُمْ بِمِجَنٍّ وَخُوذَةٍ، ٦وَجُومَرَ وَكُلَّ جُيُوشِهِ، وَبَيْتَ تُوجَرْمَةَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ مَعَ كُلِّ جَيْشِهِ، شُعُوبًا كَثِيرِينَ مَعَكَ.
١. وَأُرْجِعُكَ، وَأَضَعُ شَكَائِمَ فِي فَكَّيْكَ، وَأُخْرِجُكَ أَنْتَ وَكُلَّ جَيْشِكَ: وعد الله بإحضار جُوج وَكُلَّ جَيْشِه ضد إسرائيل. مهما كانت دوافع جوُج الخاصة للهجوم والغزو فسيكون هناك غرض إلهي يفوق غرض جوُج.
• أولئك الذين يرون جُوج قائدًا لروسيا قدموا العديد من الأفكار حول سبب غزو روسيا لإسرائيل (رغبة في الحصول على ميناء دافئ، رغبة في التدخل في الشرق الأوسط من أجل النفط، رغبة في المعادن الصالحة للاستخراج من بحر الميت). في وقت كتابة هذا التفسير، يوجد تورط عسكري روسي نشط في سوريا، لدعم حكومة سوريا التي كانت في بعض الأحيان عدائية تجاه إسرائيل.
• يمكن للقارئ تقييم مثل هذه الاحتمالات لنفسه، مع فهم أن الظروف السياسية والعسكرية تتغير باستمرار. ومع ذلك، على الرغم من أي دوافع بشرية قد تكون موجودة، فإن السبب النهائي هو أن الله قال إنه سيجبر جُوج على القدوم ضد إسرائيل.
٢. وَكُلَّ جَيْشِكَ خَيْلًا وَفُرْسَانًا كُلَّهُمْ لاَبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ: وصف حزقيال الجيش باستخدام المصطلحات التي كانت منطقية بالنسبة له والمتعلقة بمعظم تاريخ البشرية. كان هذا جيشًا كبيرًا وسريعًا ومجهزًا بشكل جيد للغزو.
• “هنا رأى النبي المظهر النهائي للعداء ليهوه الرب وشعبه. لقد رأى تحالف جُوج بقوة رهيبة تمثل أقوى تحالف عُمِل ضد إسرائيل.” مورجان (Morgan)
• “تخلق هذه الآيات انطباعًا بأن جُوج هي سلطة إمبراطورية بموارد عسكرية واسعة.” بلوك (Block)
• “وجد بعض الناس صعوبة كبيرة في الإشارات إلى السلاح، أَتْرَاسٍ وَمَجَانَّ وسُّيُوفَ وَخُوذَةٍ، ولكن حتى في يومنا هذا المعروف بأسلحته المتقدمة، فمن المثير للاهتمام أن نعلم أنه في بعض أنحاء العالم يدور الصراع باستخدام أسلحة بدائية. (وكيف يمكن لكاتب قديم أن يصف الحرب؟ لم يكن يعرف شيئًا عن الطائرات والبنادق). إن مسئوليتنا هي فقط فهم ما يشير إليه التفسير السليم والمنطقي للنص.” فاينبرغ (Feinberg)
٣. فَارِسَ وَكُوشَ وَفُوطَ مَعَهُمْ: كون جُوج آتٍ من أَقَاصِي الشِّمَال (حزقيال ٣٨: ١٥) فقد كان أيضًا لديه حلفاء غرب إسرائيل (فَارِسَ/إيران)، وجنوب إسرائيل (كُوشَ/أثيوبيا)، وشرق إسرائيل (فُوطَ/ليبيا).
٤. وَجُومَرَ وَكُلَّ جُيُوشِهِ، وَبَيْتَ تُوجَرْمَةَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ: يعتبر معظم الناس جُومَر أنهم شعبًا من كابادوكيا في تركيا الحديثة. وغالبًا ما يُنظر إلى بَيْتَ تُوجَرْمَةَ على أنه الشعب الأرميني شمال إسرائيل.
• “جُومر (ربما السكان القدماء السيمريين) وبيت تُوجرمة (ربما مدينة تل-جاريمو Til-garimmu جنوب شرق البحر الأسود).” ألكسندر (Alexander)
• “يتم تحديد جُومر على أنها قبيلة برية تعيش في الجبال الضبابية شمال البحر الأسود، وربما غربًا مثل شبه جزيرة القرم.” بلوك (Block)
• إن ذِكر أمم محددة يعطي انطباعين على الأقل:
ستأتي الأمم المتحالفة مع جُوج وماجوج من كل اتجاه ضد إسرائيل.
يبلغ عدد الدول المذكورة المتحالفة مع جُوج وماجوج سبعة، مما يشير إلى استكمال أو كمال العداء.
ج) الآيات (٧-٩): تأتي جيوش ماجوج إلى أرض إسرائيل.
٧اِسْتَعِدَّ وَهَيِّئْ لِنَفْسِكَ أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَاتِكَ الْمُجْتَمِعَةِ إِلَيْكَ، فَصِرْتَ لَهُمْ مُوَقَّرًا. ٨بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ تُفْتَقَدُ. فِي السِّنِينَ الأَخِيرَةِ تَأْتِي إِلَى الأَرْضِ الْمُسْتَرَدَّةِ مِنَ السَّيْفِ الْمَجْمُوعَةِ مِنْ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي كَانَتْ دَائِمَةً خَرِبَةً، لِلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنَ الشُّعُوبِ وَسَكَنُوا آمِنِينَ كُلُّهُمْ. ٩وَتَصْعَدُ وَتَأْتِي كَزَوْبَعَةٍ، وَتَكُونُ كَسَحَابَةٍ تُغَشِّي الأَرْضَ أَنْتَ وَكُلُّ جُيُوشِكَ وَشُعُوبٌ كَثِيرُونَ مَعَكَ.
١. اِسْتَعِدَّ وَهَيِّئْ لِنَفْسِكَ: نظرًا لأن جُوج سيأتي بجيوش عظيمة ضد إسرائيل، طلب الرب منه أن يستعد ويهيئ نفسه. ولأنهم سيأتون بموجب إرادة الله (حزقيال ٣٨: ٤) وسوف يخدمون هدفه، فيجب عليهم أن يستعدوا ويجهزوا أنفسهم.
• “يبدو أن يهوه يحث جُوج على قيادة القوات المتحالفة معه كوصي عليهم، دون التخلي عن دوره كقائد لهم.” بلوك (Block)
٢. بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ… فِي السِّنِينَ الأَخِيرَةِ: لن يتم تحقيق نبوءة جُوج وماجوج في القريب العاجل، ولكن ستتحقق في الأيام الأخيرة. سيأتون ضد إسرائيل إِلَى الأَرْضِ الْمُسْتَرَدَّةِ مِنَ السَّيْفِ الْمَجْمُوعَةِ مِنْ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ تحقيقًا لنبوات سابقة.
• “كانت عبارة (miyamim rabbim) – أي ’بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ‘ (الآية ٨)، تستخدم عادة للتعبير عن فترة زمنية غير محددة – فترة طويلة. ومع ذلك، كانت تستخدم في بعض الأحيان للإشارة إلى نهاية الأزمان (انظر إرميا ٣٢: ١٤، دانيال ٨: ٢٦، هوشع ٣: ٤).” ألكسندر (Alexander)
• “سيأتي الهجوم فِي السِّنِينَ الأَخِيرَةِ (الآية ٨)، وهو دليل واضح على الأخرويات.” تايلور (Taylor)
٣. وَسَكَنُوا آمِنِينَ كُلُّهُمْ: سيأتي جُوج ضد إسرائيل عندما يتمتعون بالأمان في أرضهم.
٤. وَتَصْعَدُ وَتَأْتِي كَزَوْبَعَةٍ: ستأتي جيوش جُوج ضد إسرائيل كقوة تدميرية هائلة، شيء مثل الطاعون.
• “قد ذُكر بوضوح أن كل هذه الجماعات ستخرج من أقاصي شمال أرض الموعد وستكون غفيرة بالفعل. فإذا كان يمكن لغزو ما أن ينجح بسبب الأعداد العظيمة، فسيكون هذا هو. ولكن لم يتم الكشف عن القصة بأكملها.” فاينبرغ (Feinberg)
• كَزَوْبَعَةٍ: “هذه العاصفة ستكون عنيفة، يصحبها أصوات مربكة ومضطربة، ودمار، كما توحي الكلمة. وستأتي كغيمة، أي كظلام كبير، وحتمية كالعاصفة الموجهة بقوة.” بوله (Poole)
د ) الآيات (١٠-١٣): خطة جُوج الشريرة.
١٠هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أُمُورًا تَخْطُرُ بِبَالِكَ فَتُفَكِّرُ فِكْرًا رَدِيئًا، ١١وَتَقُولُ: إِنِّي أَصْعَدُ عَلَى أَرْضٍ أَعْرَاءٍ. آتِي الْهَادِئِينَ السَّاكِنِينَ فِي أَمْنٍ، كُلُّهُمْ سَاكِنُونَ بِغَيْرِ سُورٍ وَلَيْسَ لَهُمْ عَارِضَةٌ وَلاَ مَصَارِيعُ، ١٢لِسَلْبِ السَّلْبِ وَلِغُنْمِ الْغَنِيمَةِ، لِرَدِّ يَدِكَ عَلَى خِرَبٍ مَعْمُورَةٍ وَعَلَى شَعْبٍ مَجْمُوعٍ مِنَ الأُمَمِ، الْمُقْتَنِي مَاشِيَةً وَقُنْيَةً، السَّاكِنُ فِي أَعَالِي الأَرْضِ. ١٣شَبَا وَدَدَانُ وَتُجَّارُ تَرْشِيشَ وَكُلُّ أَشْبَالِهَا يَقُولُونَ لَكَ: هَلْ لِسَلْبِ سَلْبٍ أَنْتَ جَاءٍ؟ هَلْ لِغُنْمِ غَنِيمَةٍ جَمَعْتَ جَمَاعَتَكَ، لِحَمْلِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، لأَخْذِ الْمَاشِيَةِ وَالْقُنْيَةِ، لِنَهْبِ نَهْبٍ عَظِيمٍ؟
١. فَتُفَكِّرُ فِكْرًا رَدِيئًا: يذكر الكتاب المقدس في حزقيال ٣٨ :٤ أن الله جذب جُوج وحلفاؤه بقصد القدوم ضد إسرائيل. وفي نفس الوقت، كان ما يدفع جُوج هو فِكْره الرديء. لم يجبر يهوه الرب جُوج الذي كان معارضًا للهجوم على إسرائيل.
٢. إِنِّي أَصْعَدُ عَلَى أَرْضٍ أَعْرَاءٍ: إن الفكرة الشريرة الأولى التي جاءت في ذهن جُوج ضد إسرائيل هي الهجوم عليهم لأنهم يبدون أنهم بدون حماية بينما كانوا يتجمعون في الأرض. والفكرة الثانية كانت لِسَلْبِ السَّلْبِ وَلِغُنْمِ الْغَنِيمَةِ؛ لمهاجمة إسرائيل من أجل المصلحة الاقتصادية. فبعدما عادوا إلى الأرض وازدهروا، كانت هناك ثروات لِسَلْبِها.
• “لقد حسب جُوج أن الهجوم على شعب الله سيكون سهلًا نسبيًا ومربحًا للغاية.” سميث (Smith)
• “تجب الإشارة بوضوح إلى أن غزو جُوج وحلفائه كان غزوًا ليس لأرض خربة ومدمرة، بل لأرض رأوا فيها شعب الله يعيشون في سلام وازدهار.” مورجان (Morgan)
٣. السَّاكِنُ فِي أَعَالِي الأَرْضِ (وفقًا للترجمة الإنجليزية: ’في مركز الأرض‘): “مثل هذه العبارة هي مثيرة للاهتمام لأنها تحدد المكان الذي سيعيش فيه شعب الله. إنه يُسمى وَسَط (حرفيًا، سُرّة) الأرض، كما هو موضح في ٥: ٥. إن أرض إسرائيل في وسط الأرض فيما يتعلق بأغراض الله للعالم (انظر التثنية ٣٢:٨).” فاينبرغ (Feinberg)
• “يعد ’وسط الأرض‘ هو أورشليم، إن هذا النص يصورها أكثر من مركز سياسي أو ديني، بل هو أساس النظام التاريخي للعالم.” فاوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
• “يقول الأدب اليهودي: ’كما توجد سُرّة البَطْنِ في وسط جسم الإنسان، فإن أرض إسرائيل هي سُرّة العالم… التي تقع في وسط العالم، وأورشليم في وسط أرض إسرائيل، والهيكل في وسط أورشليم، الْقُدْسِ في وسط الهيكل، وتابوت العهد في وسط قُدْسِ الأَقْدَاسِ؛ وحجر الأساس أمام قُدْسِ الأَقْدَاس، لأن به تأسس العالم.‘” فاينبرغ (Feinberg)
٤. شَبَا وَدَدَانُ وَتُجَّارُ تَرْشِيشَ: تتطلع شعوب التجارة في العالم إلى نيّة جُوج باهتمام. وربما يمكنهم أن يستفيدوا من غزو جُوج ونهب إسرائيل.
• “شَبَا وَدَدَانُ كانوا شعوبًا عربية. وقد تم تحديد ترشيش بأنها بريطانيا العظمى، ولكن هذا التصور ليس مبنيًا على أساس جيد. فيمكن أن تكون إسبانيا أو سردينيا، لأن هناك موقعًا يعرف باسم ’تارتيسوس‘ في كلا المنطقتين.” فاينبرغ (Feinberg)
• “لقد أثارت جُوج الطمع لدى الأمم الأخرى للانضمام إلى النهب، أو للتجارة في البضائع المسروقة. إنهم يمثلون الأشخاص الذين لن يبدأوا بالشر، لكن لديهم الشغف وحريصون لاستغلال نتائج الشر.” تايلور (Taylor)
• “يتم تفسير أشبال ترشيش على أنهم إما قادة ورؤساء أقوياء أو حكام جشعين بهذه المجتمعات التجارية.” فاينبرغ (Feinberg)
هـ) الآيات (١٤-١٧): جُوج سيأتي على شعب الله إسرائيل.
١٤لِذلِكَ تَنَبَّأْ يَا ابْنَ آدَمَ، وَقُلْ لِجُوجٍ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عِنْدَ سُكْنَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ آمِنِينَ، أَفَلاَ تَعْلَمُ؟ ١٥وَتَأْتِي مِنْ مَوْضِعِكَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ أَنْتَ وَشُعُوبٌ كَثِيرُونَ مَعَكَ، كُلُّهُمْ رَاكِبُونَ خَيْلًا، جَمَاعَةٌ عَظِيمَةٌ وَجَيْشٌ كَثِيرٌ. ١٦وَتَصْعَدُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ كَسَحَابَةٍ تُغَشِّي الأَرْضَ. فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ يَكُونُ. وَآتِي بِكَ عَلَى أَرْضِي لِكَيْ تَعْرِفَنِي الأُمَمُ، حِينَ أَتَقَدَّسُ فِيكَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ يَا جُوجُ. ١٧هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَلْ أَنْتَ هُوَ الَّذِي تَكَلَّمْتُ عَنْهُ فِي الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ عَنْ يَدِ عَبِيدِي أَنْبِيَاءِ إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ سِنِينًا أَنْ آتِيَ بِكَ عَلَيْهِمْ؟
١. وَتَأْتِي مِنْ مَوْضِعِكَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ أَنْتَ وَشُعُوبٌ كَثِيرُونَ مَعَكَ: في الوقت المحدد، سيأتي جُوج والذين تحالفوا معه ضد إسرائيل. وبالتأكيد، سيشمل ذلك السبعة شعوب أو الأمم المذكورة في حزقيال ٣٨: ٣-٦، وربما هذا يعني المزيد غير المذكور هنا بالتحديد.
٢. كُلُّهُمْ رَاكِبُونَ خَيْلًا، جَمَاعَةٌ عَظِيمَةٌ: وصف حزقيال الهجوم مستخدمًا صورًا تصف هجومًا عسكريًا سريعًا، تجعل من المعنى مفهومًا لحزقيال وللناس في عصره ولمعظم تاريخ البشرية. سيأتون كَسَحَابَةٍ، كعاصفة ضخمة ولا يمكن إيقافها.
٣. فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ يَكُونُ: مرة أخرى، أكد حزقيال أن هذا الهجوم ضد إسرائيل سيحدث في آخر الأيام من تاريخ البشرية كما نفهم نحن حاليًا. سيحقق الله ذلك لتمجيد نفسه بين الأمم (لِكَيْ تَعْرِفَنِي الأُمَمُ، حِينَ أَتَقَدَّسُ فِيكَ).
• التركيز على هذه المعركة فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ دفع الكثيرين إلى التساؤل والتكهن عن الوقت الذي سيهاجم فيه جُوج وحلفاؤه إسرائيل. وصَرّح البعض أن حزقيال ٣٨ و٣٩ هي مجرد مثل نبوي يقول: “سيحمي الله شعبه.” يبدو أن هذا النهج العابر لهذين الإصحاحان يفتقر إلى احترام جاد للنص ومعناه.
• “تم تحديد العنصر الزمني بوضوح فيما كُتب كما في ’السنوات الأخيرة،‘ والتي تعادل ’الأيام الأخيرة‘ في الآية ١٦. لا يمكن لأي طالب للنبوءات تجاهل هذه العبارة في العهد القديم أو ما يعادلها في العهد الجديد.” فاينبرغ (Feinberg)
• على الرغم من أن هناك الكثير مما لا نعرفه عن هجوم جُوج ضد إسرائيل، إلا أننا نعرف الكثير إجمالًا.
سيقود رَئِيس من الشمال (جُوج)، والذي لم يكن عدوًا قديمًا لإسرائيل، تحالفًا من الأمم ضدها (حزقيال ٣٨: ١-٦).
ستدفعه خططه الشريرة الخاصة وسيجذبه الله في نفس الوقت (حزقيال ٣٨: ١٠).
هذا سيحدث في ’الأيام الأخيرة،‘ بعيدًا عن عصر حزقيال (حزقيال ٣٨: ٨).
ستأتي الأمم المتحالفة من كل اتجاه، بما في ذلك فارس (إيران الحديثة) وتركيا وليبيا وإثيوبيا وربما أرمينيا وألمانيا (حزقيال ٣٨: ١-٦).
سيأتي جُوج وحلفاؤه كجيش ضخم وسريع ومجهّز جيدًا (حزقيال ٣٨: ٤-٦).
سيأتي جُوج إلى شعب جُمع مرة أخرى في أرضهم (حزقيال ٣٨: ٨، ١٢).
سيأتي جُوج إلى شعب يتمتع بقدر من الأمان. (حزقيال ٣٨: ٨).
سيأتي جُوج ضد إسرائيل عندما يكونون مزدهرين. (حزقيال ٣٨: ١٢-١٣).
ستشاهد الدول الأخرى وتتساءل كيف يمكنها الاستفادة من غزو جُوج لإسرائيل (حزقيال ٣٨: ١٢-١٣).
سيحامي يهوه الرب على إسرائيل وسيهزم جُوج، وبالتالي يمجد نفسه بين الأمم (حزقيال ٣٨: ١٦).
ستحقق هذه النصرة التوقعات النبوية لعدد من أنبياء إسرائيل السابقين (حزقيال ٣٨: ١٧).
• بشكل عام، تساعدنا هذه العلامات على توقع موعد حدوث هذه المعركة في خطة الله النبوية المستقبلية. ومع ذلك، فإن المعلومات غير كافية بما يكفي للتأكد بشكل كبير من الاختيارات المتعددة.
• قد تحدث هذه المعركة قبل بدء فترة السنوات السبع الأخيرة للحكم البشري قبل عودة يسوع المسيح المجيدة. وقد تؤدي بطريقة ما إلى سيطرة وهيمنة القائد العالمي الأخير وحكومته.
• قد تحدث هذه المعركة في منتصف فترة السنوات السبع الأخيرة للحكم البشري قبل عودة يسوع المسيح المجيدة. وقد يكون ذلك علامة للعداوة الموعود بها الآتية ضد إسرائيل والشعب اليهودي، ولحمايتهم التي وعد بها الله.
• قد تحدث هذه المعركة في نهاية فترة السنوات السبع الأخيرة للحكم البشري قبل عودة يسوع المسيح المجيدة. وهناك صلة بين رؤيا ١٩: ١٧-١٨ وحزقيال ٣٩: ١٧-٢٠.
• قد تحدث هذه المعركة كما أشار إليها سفر الرؤيا ٢٠: ٧-٩. لا يتفق جميع المؤمنين على المفاهيم الخاصة بخطة الله للمستقبل، ولكن بعض الذين يرون أن يسوع سيؤسس مملكة مادية وجسدية على هذه الأرض لمدة ١٠٠٠ عام يرون أن غزو جُوج سيحدث في نهاية تلك الفترة، حيث يذكر رؤيا ٢٠: ٧-٩ جُوج وماجوج.
• لكل سيناريو من هذه السيناريوهات الاعتراضات عليه ومشاكله الخاصة، وربما تكون هذه هي الحالة التي لا يمكن فهم تحقق النبوءة حقًا حتى يتم تحقيقها.
٤. هَلْ أَنْتَ هُوَ الَّذِي تَكَلَّمْتُ عَنْهُ فِي الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ عَنْ يَدِ عَبِيدِي أَنْبِيَاءِ إِسْرَائِيلَ: إن هذا السؤال البلاغي مع الإجابة المفترضة بـ ’نعم‘ يعني أن هذا الهجوم وعمل الله فيه تم التنبؤ عنه بواسطة رسل معينون سابقًا في إسرائيل.
• “على أي حال، علينا أن نربط بطريقة ما هذا الإصحاح بيوئيل ٣ وزكريا ١٤، اللذان يصفان هجومًا كبيرًا على أورشليم، الذي خلاله يظهر الرب لإسقاط العدو.” رايت (Wright)
• “لاحظ أنه ذُكر مرتين (حزقيال ٣٨: ١٧؛ ٣٩: ٨) أن الأنبياء السابقين تنبأوا بهذا الغزو (مزمور ٢: ١-٣؛ إشعياء ٢٩: ١-٨؛ يوئيل ٢: ٢٠؛ ٣: ٩-٢١؛ زكريا ١٢: ١ وما يليها؛ ١٤: ٢-٣).” فاينبرغ (Feinberg)
ثانيًا. الوعد بالدينونة على جُوج
أ) الآيات (١٨-٢٠): غضب الله ضد جُوج في زلزال عظيم.
١٨وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَوْمَ مَجِيءِ جُوجٍ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنَّ غَضَبِي يَصْعَدُ فِي أَنْفِي. ١٩وَفِي غَيْرَتِي، فِي نَارِ سَخَطِي تَكَلَّمْتُ، أَنَّهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ رَعْشٌ عَظِيمٌ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. ٢٠فَتَرْعَشُ أَمَامِي سَمَكُ الْبَحْرِ وَطُيُورُ السَّمَاءِ وَوُحُوشُ الْحَقْلِ وَالدَّابَّاتُ الَّتِي تَدُبُّ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلُّ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَتَنْدَكُّ الْجِبَالُ وَتَسْقُطُ الْمَعَاقِلُ وَتَسْقُطُ كُلُّ الأَسْوَارِ إِلَى الأَرْضِ.
١. يَوْمَ مَجِيءِ جُوجٍ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ…. أَنَّ غَضَبِي يَصْعَدُ فِي أَنْفِي: تعهد يهوه الرب بأنه على الرغم من أن جُوج يعتقد أن إسرائيل ستكون غزوًا سهلًا (حزقيال ٣٨: ١١)، سيصعد غَضَبِه الخاص ضد جُوج وحلفائه.
• أَنَّ غَضَبِي يَصْعَدُ فِي أَنْفِي: “إن رد الفعل على جرأة ووقاحة غزو جُوج وقواته تم ذكره بعبارات جريئة وتم تجسيمه بصورة حية جريئة (انظر المزمور ١٨: ٨). والصورة هي للنَفَس الذي يستنشقه الإنسان الغاضب ويزفره من أنفه. سينفد صبر الله مع المحاولات المتكررة لأعداء إسرائيل لإبادتها.” فاينبرغ (Feinberg)
٢. أَنَّهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ رَعْشٌ عَظِيمٌ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ: واحدة من الطرق التي سيدافع بها الله عن إسرائيل ويتصدى لجُوج هي إرسال رَعْشٌ عَظِيمٌ (هِزَّة أو زلزال) فِي أَرض إسرائيل. ليست واضحًا على الفور كيف سيؤذي هذا الرَعْش الجيوش المُعادية فقط، ولكن يبدو أن هذا هو الحال.
٣. فَتَرْعَشُ أَمَامِي… كُلُّ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: الرَعْش العَظِيم سيُخضع الإنسان وسيجلب المجد لله. بمجرد أن تَنْدَكُّ الْجِبَالُ وَتَسْقُطُ كُلُّ الأَسْوَارِ، سيعرفون أن يد الرب هي التي فعلت هذا.
ب) الآيات (٢١-٢٣): دينونة الله على جُوج.
٢١وَأَسْتَدْعِي السَّيْفَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ جِبَالِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَيَكُونُ سَيْفُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى أَخِيهِ. ٢٢وَأُعَاقِبُهُ بِالْوَبَإِ وَبِالدَّمِ، وَأُمْطِرُ عَلَيْهِ وَعَلَى جَيْشِهِ وَعَلَى الشُّعُوبِ الْكَثِيرَةِ الَّذِينَ مَعَهُ مَطَرًا جَارِفًا وَحِجَارَةَ بَرَدٍ عَظِيمَةً وَنَارًا وَكِبْرِيتًا. ٢٣فَأَتَعَظَّمُ وَأَتَقَدَّسُ وَأُعْرَفُ فِي عُيُونِ أُمَمٍ كَثِيرَةٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
١. وَأَسْتَدْعِي السَّيْفَ عَلَيْهِ: بسبب غطرسة جُوج الكافية لغزو أرض الرب (جِبَالِي)، سيأتي الرب ضد جُوج وحلفائه بالقوة العسكرية. واحدة من الطرق التي سيأتي بها هي عندما تبدأ الدول المتحالفة بمهاجمة بعضهم البعض (فَيَكُونُ سَيْفُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى أَخِيهِ).
• “ستصبح جيوش جُوج والأمم التي تتبعه مرتبكين لدرجة أنهم سيقتلون بعضهم البعض في نزاع انتحاري (انظر القضاة ٧: ٢٢؛ ١ صموئيل ١٤: ٢٠؛ حجي ٢: ٢٢؛ زكريا ١٤: ١٣)، بينما يدمرهم الرب بطريقة عجيبة.” ألكسندر (Alexander)
٢. وَأُعَاقِبُهُ بِالْوَبَإِ وَبِالدَّمِ: سيقوم يهوه الرب أيضًا بإرسال الأمراض والموت ضد الجيوش المهاجمة. وسيكون هذا إظهارًا لعدالته.
٣. مَطَرًا جَارِفًا وَحِجَارَةَ بَرَدٍ عَظِيمَةً وَنَارًا َوكِبْرِيتًا: سيتم إرسال أدوات الدينونات السابقة كلها ضد جُوج وحلفائه.
• “قتلت بعضهم، جيش سنحاريب، بواسطة الوباء، وربما كان هذا سيف الملاك؛ والبعض الآخر، مثل عمون وموآب وجبل سعير، بالدماء التي سفكوها بسيوفهم؛ والأموريين بحجارة البرد، وسدوم وعمورة بالنار والكبريت، والعالم القديم بطوفان فائض. كل واحدة من هذه الدينونات كانت مريعة، ولكن كلها ستجتمع معًا لتدمير جُوج ليصير الأكثر رعبًا.” بوله (Poole)
• “سيتم تدمير المهاجمون بزلزال (رَعْشٌ عَظِيمٌ) (انظر زكريا ١٤: ٤-٥)، وبالعنف والشك المتبادل (زكريا ١٤: ١٣)، وبالوباء (زكريا ١٤: ١٢)، وبالأمطار الغزيرة والنار من السماء (رؤيا ٢٠: ٩).” رايت (Wright)
٤. فَأَتَعَظَّمُ وَأَتَقَدَّسُ: إن هذه الهزيمة الساحقة والواضحة الإلهية لجُوج وحلفائه ستشهد للعالم كله عن شخص الله وقوته.