سفر التكوين – الإصحاح ٢٧
يحظى يعقوب بمكاسب البركة التي لِعيسو بالخداع
أولًا. رفقة ويعقوب يُخطِّطان لخداع إسحاق
أ ) الآيات (١-٤): طلَبُ إسحاق من عيسو وهو على فراش الموت.
١وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ ٱلنَّظَرِ، أَنَّهُ دَعَا عِيسُوَ ٱبْنَهُ ٱلْأَكْبَرَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ٱبْنِي». فَقَالَ لَهُ: «هَأَنَذَا». ٢فَقَالَ: «إِنَّنِي قَدْ شِخْتُ وَلَسْتُ أَعْرِفُ يَوْمَ وَفَاتِي. ٣فَٱلْآنَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ، وَٱخْرُجْ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْدًا، ٤وَٱصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً كَمَا أُحِبُّ، وَأْتِنِي بِهَا لِآكُلَ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ».
- وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ: اعتقد إسحاق بأنَّ ميعادَ موته قد اقترَب، فكانت هذه طريقته في تدبير شؤونه قبل رحيله، كنوعٍ ما من الوصيَّة الأخيرة. كان عمره المتقدِّم واضحًا في ضعف نظرهِ (وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ ٱلنَّظَرِ).
- شَاخَ إِسْحَاقُ، لَربَّما لم يكُن قريبًا من الموت. قام مارتن لوثر بحساب عمر إسحاق مُقدِّرًا إيَّاه بـ ١٣٧ سنة في ذلك الوقت. عاش لِيُصبِح في ١٨٠ من عُمرهِ. فقد عاش إسحاق، إذًا، ٤٣ سنةً إضافيَّة.
- وَٱصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً كَمَا أُحِبُّ: سأل إسحاق طعامًا، لكن يبدو أنَّه كان فخورًا بقدرة عيسو كرجُل صيد. سنعرف فيما بعد أنَّ إسحاق لم يستطِع التَّمييز بين طعام عيسو المحضَّر من صيد الحقل والطعام الَّذي أعدَّته رفقة من المواشي. لم تكن نكهة الطعام التي جذبت إسحاق، بل تلك الفكرة حول مهارة وقدرة عيسو في الصيد اللَّتان ثمَّنَهُما.
- حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ: يا للعجَب! فقد أصرَّ إسحاق على إعطاء البركة لـِعيسو، ذلك الشخص الَّذي لم يختَرهُ الله (تكوين ٢٥: ٢٣) والَّذي احتقر البكوريَّة والَّذي تزوَّج بوثنيَّات. يبدو أنَّ إسحاق رفض الفكر الإلهيّ والحكمة الروحيَّة، وبدلًا من ذلك فكَّر في الطعام فقط وفي أفكارٍ مُشتركة عن قُدرةٍ محورها الإنسان.
- وفي عناد شيخوخته، كان مُصمِّمًا على مَنْح البركة لـِعيسو بالرغم ممَّا قاله الرَّبُّ وما أظهره الأخوان في حياتهما. إنَّ حقيقة محاولات إسحاق لتوزيع البركة بشكلٍ سرِّي أظهرت بأنَّه كان يعلَم أنَّ ما يفعله خاطئًا. وللأسف، في هذا البيت بالتَّحديد، لم يكن احدٌ يثق بالآخَر.
ب) الآيات (٥-١٠): تنصح رفقة يعقوب بخداع أبيه إسحاق.
٥وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً إِذْ تَكَلَّمَ إِسْحَاقُ مَعَ عِيسُو ٱبْنِهِ. فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ كَيْ يَصْطَادَ صَيْدًا لِيَأْتِيَ بِهِ. ٦وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَلمتْ يَعْقُوبَ ٱبْنِهَا قَائِلةً: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ أَخَاكَ قَائِلًا: ٧ٱئْتِنِي بِصَيْدٍ وَٱصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً لِآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ قَبْلَ وَفَاتِي. ٨فَٱلْآنَ يَا ٱبْنِي ٱسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا أَنَا آمُرُكَ بِهِ: ٩اِذْهَبْ إِلَى ٱلْغَنَمِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ جَيِّدَيْنِ مِنَ ٱلْمِعْزَى، فَأَصْنَعَهُمَا أَطْعِمَةً لِأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ، ١٠فَتُحْضِرَهَا إِلَى أَبِيكَ لِيَأْكُلَ حَتَّى يُبَارِكَكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ».
- وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً إِذْ تَكَلَّمَ إِسْحَاقُ مَعَ عِيسُو: لا تصِف الحادثة هنا بالتَّحديد بأنَّ رفقة تجسَّست على إسحاق وعيسو بشكلٍ غير لائق. الشعور هو بأنَّ هذا التَّصرُّف كان مكيدةً وتجسُّسًا، لكن من الممكِن أنَّها استمعت إلى حديثهما عرَضًا. عندما ذَهَبَ عِيسُو إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ، كانت رفقة جاهزة في خطَّتها.
- فَٱلْآنَ يَا ٱبْنِي ٱسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا أَنَا آمُرُكَ بِهِ: بدلًا من الوثوق بالله لتتميم ما وعد به في تكوين ٢٥: ٢٣، استخدمت رفقة طُرُقًا مُلتوية لتحقيق ما اعتقدت بأنَّها خُطَّة الله – وأيضًا، على الأرجح، تفضيلها.
- “ارتكب رجالٌ أتقياء الكثير من الأخطاء عندما فكَّروا بالمساهمة في تحقيق المواعيد والنبوَّات. لاحِظ كيف أنَّ رفقة أخطأت في مُحاولتها ضمان البركة ليعقوب. من الأفضل أن نترك أحكام الرَّبِّ بين يدَي الرِّبِّ” سبيرجن (Spurgeon)
- فَأَصْنَعَهُمَا أَطْعِمَةً لِأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ: لقد كانت رفقة تعرفُ زوجها معرفةً جيِّدة لِتُدرِك بأنّه لن يستطيع التَّمييز بين صيد عيسو وما ستُحضِّره له.
ج) الآيات (١١-١٧): التَّحضيرات على قدَمٍ وساق في مُحاولة خداع يعقوب لسرقة البركة.
١١فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «هُوَذَا عِيسُو أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ. ١٢رُبَّمَا يَجُسُّنِي أَبِي فَأَكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ، وَأَجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لَا بَرَكَةً». ١٣فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا ٱبْنِي. اِسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَٱذْهَبْ خُذْ لِي». ١٤فَذَهَبَ وَأَخَذَ وَأَحْضَرَ لِأُمِّهِ، فَصَنَعَتْ أُمُّهُ أَطْعِمَةً كَمَا كَانَ أَبُوهُ يُحِبُّ. ١٥وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ٱبْنِهَا ٱلْأَكْبَرِ ٱلْفَاخِرَةَ ٱلَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي ٱلْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ٱبْنَهَا ٱلْأَصْغَرَ، ١٦وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلَاسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ ٱلْمِعْزَى. ١٧وَأَعْطَتِ ٱلْأَطْعِمَةَ وَٱلْخُبْزَ ٱلَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ٱبْنِهَا.
- رُبَّمَا يَجُسُّنِي أَبِي فَأَكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ: كان يعقوب، الأمين لاسمه (مُخادِع أو وغد)، فرِحًا بمُجاراته لهذه الخطَّة. كان همُّه الوحيد أن تنجح.
- عندما نريد أن نترك ذلك التَّساؤل حول ما إذا كانت تصرُّفاتنا صحيحة أم خاطئة، وعندما يكون همُّنا الوحيد فقط ما ينجح، نتِّفق عندها مع الفكرة الحديثة المتعلِّقة بالبراغماتيَّة (الواقعيَّة والنفعيَّة)، كما يفعل الكثيرون في الكنائس اليوم.
- فَذَهَبَ وَأَخَذَ وَأَحْضَرَ لِأُمِّهِ: في تلك اللَّحظة التي تغلَّب فيها يعقوب على خوفه، أصبح مُستعدًّا لإنجاح العمل. تلاعبت رفقة بإسحاق ويعقوب كليهما، إلَّا أنَّ يعقوب كان مُستعدًّا للتَّلاعُب معه.
- أَبُوهُ … رِفْقَة … عِيسُو … يَعْقُوبَ: وبشكلٍ ملحوظ، وإلى تلك اللَّحظة، تصرَّف كلُّ شخصٍ في هذه الدراما بحكمةٍ وطاقةٍ بشريَّتَين وليس بحسب الحكمة والطاقة الإلهيَّتين أو الروحيَّتين. حتَّى عيسو، في قبوله لِخطَّة يعقوب للحصول على البكوريَّة، تجاهل وعدَه السابق بأن يسمح ليعقوب بالبكوريَّة.
- لم يثِق أربعتهم – إسحاق ورفقة ويعقوب وعيسو – ببعضهم البعض. والأسوأ من ذلك أنَّهم لم يثقوا في الرَّبِّ. لقد خطَّط كلُّ واحدٍ منهم ضدَّ الآخَر وضدَّ الله أيضًا. “تعكس مُجمَل هذه القصَّة أن لا فضلَ لأحدٍ من هؤلاء الأشخاص المنخرطين في هذه القضيَّة.” سبيرجن (Spurgeon)
- إنَّ الجزء الأسوأ من كلِّ هذا هو اعتبارهم أنَّ البركة سحريَّة، كأمرٍ مُنفصِلٍ عن حكمة الله وإرادته. ولكن في إعطائهِ البركة، إنَّ أكثر ما استطاع إسحاق فعله هو مُلاحظة دعوة الله وبركته في يعقوب. وحده الله يستطيع أن يمنح البركة. قد يحصل عيسو على البركة من إسحاق مئة مرَّةٍ، لكنَّ الأهمّ هو ما إذا كان الله سيحترمها.
ثانيًا. يحصل يعقوب على البركة التي كان إسحاق قد خصَّصها لـِعيسو
أ ) الآيات (١٨-٢٧أ): يكذب يعقوب على إسحاق مُدَّعيًا بأنَّه عيسو.
١٨فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هَأَنَذَا. مَنْ أَنْتَ يَا ٱبْنِي؟». ١٩فَقَالَ يَعْقُوبُ لِأَبِيهِ: «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ ٱجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي لِكَيْ تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». ٢٠فَقَالَ إِسْحَاقُ لِٱبْنِهِ: «مَا هَذَا ٱلَّذِي أَسْرَعْتَ لِتَجِدَ يَا ٱبْنِي؟». فَقَالَ: «إِنَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي». ٢١فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: «تَقَدَّمْ لِأَجُسَّكَ يَا ٱبْنِي. أَأَنْتَ هُوَ ٱبْنِي عِيسُو أَمْ لَا؟». ٢٢فَتَقَدَّمَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ، فَجَسَّهُ وَقَالَ: «ٱلصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، وَلَكِنَّ ٱلْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو». ٢٣وَلَمْ يَعْرِفْهُ لِأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ، فَبَارَكَهُ. ٢٤وَقَالَ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي عِيسُو؟». فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». ٢٥فَقَالَ: «قَدِّمْ لِي لِآكُلَ مِنْ صَيْدِ ٱبْنِي حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي». فَقَدَّمَ لَهُ فَأَكَلَ، وَأَحْضَرَ لَهُ خَمْرًا فَشَرِبَ. ٢٦فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «تَقَدَّمْ وَقَبِّلْنِي يَا ٱبْنِي». ٢٧فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ، فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ.
- أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ: من الصعب أحيانًا تمييز الكذب، ومعرفةُ ما إذا كانت عبارةٌ ما خطيَّة أم لا إنَّما تعود إلى السؤال المتعلِّق بالنيَّة؛ ولكن في بعض الأحيان لا يكون التَّمييز صعبًا أبدًا، لذلك نجد أنَّ يعقوب كَذبَ على أبيه.
- إِنَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي: لم يتوانَ يعقوب، المخادع والمختال، عن أن ينسب الفضل إلى الله كجزءٍ من خداعه.
- يمكن ليعقوب أن يقوم بذلك، ذلك بسبب اهتمامه الأوحد بما نجح. بما أنَّه (بحقٍّ) عرف بأنَّ الله يُريده أن يأخذ البكوريَّة، فقد برَّر أيَّة كذبةٍ أو خطيَّةٍ ارتكبها في سعيه وراء البكوريَّة. لقد فعل ذلك وهو يقول لنفسه لربَّما أنَّ كلَّ هذا مُبرَّر من أجل قضيَّةٍ مُحقَّة.
- لربَّما استخدم يعقوب وعد ودعوة الله كعذرٍ للخطيَّة؛ لقد برَّر ذلك لنفسه بالقول أنَّ سلوكه الخاطئ كان يعمل في اتِّجاه تتميم وعد الله.
- أَأَنْتَ هُوَ ٱبْنِي عِيسُو؟: حتَّى في ظلِّ الاستجواب المتكرِّر، بقي يعقوب مُستمرًّا في كَذِبه. جزئيًّا، استغلَّ يعقوب طبيعة أبيه الصالحة. لربَّما لم يكن يعتقد إسحاق بأنَّ يعقوب سيكذب عليه مرارًا وتكرارًا.
ب) الآيات (٢٧ب-٢٩): أُعطيت البركة ليعقوب.
وَبَارَكَهُ، وَقَالَ: «ٱنْظُرْ! رَائِحَةُ ٱبْنِي كَرَائِحَةِ حَقْلٍ قَدْ بَارَكَهُ ٱلرَّبُّ. ٢٨فَلْيُعْطِكَ ٱللهُ مِنْ نَدَى ٱلسَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ ٱلْأَرْضِ. وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. ٢٩لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ، وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّدًا لِإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لَاعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».
- وَبَارَكَهُ: بارك إسحاق يعقوب كالرأس الروحيّ للعائلة. كان لإسحاق الحقّ (وليس لإسماعيل) بنقل البركة المتعلِّقة بالعهد مع إبراهيم. وكان بمقدور الابن (يعقوب أو عيسو) الَّذي حصل على البركة أن ينقلها إلى نسله.
- فَلْيُعْطِكَ ٱللهُ مِنْ نَدَى ٱلسَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ ٱلْأَرْضِ: كانت كلمات البركة ممتلئة بصُوَرٍ عن مكافآت الرَّبِّ الغنيَّة وهي تُردِّد بعض كلمات العهد الَّذي صنعه الله مع إبراهيم.
- لِيَكُنْ لَاعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ: بالإضافة إلى ذلك، من المهمِّ رؤية أن ليس إغداق هذه الكلمات على يعقوب الأمر الَّذي جعله رجُلًا مباركًا. بدلًا من ذلك، بُورِك يعقوب لأنَّ الله اختاره قبلًا منذ القديم (تكوين ٢٣:٢٥). إنَّ الأمر الَّذي يهمُّ هو ما قاله الله بأنَّ الكبير يُستعبَد للصغير (إذا رجعنا إلى تكوين ٢٣:٢٥)، وليس ما قاله إسحاق: كُن سيِّدًا لِإِخْوَتِك.
- “إنَّ الفكرة الرئيسيَّة هنا هي أنَّ إرادة الله السياديَّة قد تمَّت، بالرغم من مقاومتنا ومقاومة أيِّ شخصٍ آخَر لها.” بويس (Boice)
ثالثًا. يكتشف عيسو خداع يعقوب
أ ) الآيات (٣٠-٣٢): يعود عيسو إلى أبيه بأكلٍ من الصيد.
٣٠وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَ إِسْحَاقُ مِنْ بَرَكَةِ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ قَدْ خَرَجَ مِنْ لَدُنْ إِسْحَاقَ أَبِيهِ، أَنَّ عِيسُوَ أَخَاهُ أَتَى مِنْ صَيْدِهِ، ٣١فَصَنَعَ هُوَ أَيْضًا أَطْعِمَةً وَدَخَلَ بِهَا إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ لِأَبِيهِ: «لِيَقُمْ أَبِي وَيَأْكُلْ مِنْ صَيْدِ ٱبْنِهِ حَتَّى تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». ٣٢فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ: «أَنَا ٱبْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو».
- وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَ إِسْحَاقُ مِنْ بَرَكَةِ يَعْقُوبَ: إنَّ توقيت كلِّ جانبٍ من هذه القصَّة يجعلها أكثر دراماتيكيَّة. وَحَدَثَ عِنْدَمَا أخذ يعقوب البركة وخرج من لَدُن أبيه، أَنَّ عِيسُوَ أَخَاهُ أَتَى مِنْ صَيْدِهِ.
- حَتَّى تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ: نتخيَّل عيسو وهو يتصيَّد ويعود ويُحضِّر الطعام بسرور. سيحصل على البركة من أبيه وكلِّ البركات المادِّيَّة المرتبطة بها.
- مَنْ أَنْتَ؟: قد يبدو هذا السؤال غريبًا بالنسبة إلى عيسو، لكنَّه تذكَّر أنَّ أباه هو رجلٌ مُتقدِّمٌ في السنِّ وعينَيهِ قد كلَّتا عن النظر. ظنَّ عيسو في البداية أنَّه خطأٌ بسيط.
ب) الآية (٣٣): يستوعب إسحاق ما قام به يعقوب.
٣٣فَٱرْتَعَدَ إِسْحَاقُ ٱرْتِعَادًا عَظِيمًا جِدًّا وَقَالَ: «فَمَنْ هُوَ ٱلَّذِي ٱصْطَادَ صَيْدًا وَأَتَى بِهِ إِلَيَّ فَأَكَلْتُ مِنَ ٱلْكُلِّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ، وَبَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ، وَيَكُونُ مُبَارَكًا».
- فَٱرْتَعَدَ إِسْحَاقُ ٱرْتِعَادًا عَظِيمًا جِدًّا: بدأ إسحاق يرتجف بشكلٍ مُتشنِّج. هذه العبارة قويَّةٌ جدًّا. فقد أُخِذ إسحاق بهذا الشعور العميق بأنَّ خطأً ما قد حدث في خطَّته ليبارك عيسو بدلًا من يعقوب.
- يمكن ترجمة هذه العبارة على الشكل التالي، “ارتجف إسحاق بشكلٍ مُفرِطٍ وأُصيب بارتجافٍ عظيم.” موريس (Morris)
- فَٱرْتَعَدَ إِسْحَاقُ ٱرْتِعَادًا عَظِيمًا جِدًّا: انزعج إسحاق، ذلك بسبب معرفته أنَّه كان يُحاول أن يعمل ضدَّ خطَّة الله المعلَنة في تكوين ٢٣:٢٥ – وبأنَّ الله قد غلبَه. في تلك اللَّحظة، أدرك إسحاق أنَّه سيخسر دائمًا عندما يحاول مقاومة إرادة الله، حتَّى عندما لم تُعجبه تلك الإرادة. وأدرك أيضًا أنَّه وبالرغم من كبريائه الموجَّه ضدَّ مشيئة الله، ستتعظَّم هذه المشيئة.
- لاحقًا، في عبرانيِّين٢٠:١١، نقرأ هذه العبارة، بِٱلْإِيمَانِ إِسْحَاقُ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَعِيسُو مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ عَتِيدَةٍ. ظهر إيمان إسحاق بعد تدمير محاولته لإعادة توجيه إرادة الله، فقال عن يعقوب ‘نَعَمْ، وَيَكُونُ مُبَارَكًا.’
- “حالما أدرك إسحاق أنَّه أخطأ في رغبته في أن يُبارك عيسو، لم يُصرّ على ذلك. سيُبارك عيسو بقدر ما يشاء، لكنَّه لا يفكِّر للحظة في التَّراجع عمَّا فعله – يشعر أن يد الله كانت في هذا الأمر. علاوةً على ذلك، يُخبِر ابنه، ‘نعم، ويكون مُباركًا.’” سبيرجن (Spurgeon)
ج) الآيات (٣٤-٣٨): ردَّة فعل عيسو على البركة المعطاة ليعقوب.
٣٤فَعِنْدَمَا سَمِعَ عِيسُو كَلَامَ أَبِيهِ صَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً وَمُرَّةً جِدًّا، وَقَالَ لِأَبِيهِ: «بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي». ٣٥فَقَالَ: «قَدْ جَاءَ أَخُوكَ بِمَكْرٍ وَأَخَذَ بَرَكَتَكَ». ٣٦فَقَالَ: «أَلَا إِنَّ ٱسْمَهُ دُعِيَ يَعْقُوبَ، فَقَدْ تَعَقَّبَنِي ٱلْآنَ مَرَّتَيْنِ! أَخَذَ بَكُورِيَّتِي، وَهُوَذَا ٱلْآنَ قَدْ أَخَذَ بَرَكَتِي». ثُمَّ قَالَ: «أَمَا أَبْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟». ٣٧فَأَجَابَ إِسْحَاقُ وَقَالَ لِعِيسُو: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّدًا لَكَ، وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ عَبِيدًا، وَعَضَدْتُهُ بِحِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. فَمَاذَا أَصْنَعُ إِلَيْكَ يَا ٱبْنِي؟» ٣٨فَقَالَ عِيسُو لِأَبِيهِ: «أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي». وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى.
- صَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً وَمُرَّةً جِدًّا: هذه كلماتٌ دالَّة على أقوى وصفٍ مُمكن للإشارة إلى عمق رعب عيسو عندما عَلِم أنَّ يعقوب قد استخدم الخداع لـ ‘يأخذ’ البكوريَّة.
- بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي: كرَّر عيسو هذا التضرُّع المؤلِم. لكنَّنا نفهم أنَّ عيسو قدَّر نعمة أبيه بشكلٍ أساسيٍّ من الناحية المادِّيَّة. لم يُقدِّر قيمة النعمة الروحيَّة.
- أَخَذَ بَكُورِيَّتِي: حَزِن إسحاق وعيسو كلاهما عندما فَهِما ما قام به يعقوب، وكان عيسو الآن مُهتمًّا بالبكوريَّة. سابقًا (تكوين ٣٢:٢٥-٣٤)، كان مُستعدًّا لبيع بكوريَّته بأكلة عدَس، كما واحتقر بكوريَّته. أمَّا الآن، فقد أراد المزايا المادِّيَّة والإجتماعيَّة لهذه البكوريَّة.
- عندما رآها كبكوريَّةٍ روحيَّة، لم يُقدِّر عيسو البكوريَّة؛ ولكن الآن عندما رأى هذه المزايا المادِّيَّة والسياسيَّة، أرادها.
- فَقَدْ تَعَقَّبَنِي ٱلْآنَ مَرَّتَيْنِ!: فشل عيسو في تحمُّل مسؤوليَّة حقيقة ما أشار إليه في المرَّة الأولى من الحادثتَين اللَّتَين أشار إليهما، فهو بالفعل قد احتقر بكوريَّته (تكوين ٣٤:٢٥)، بائعًا إيَّاها مُقابل صحن عدس. ففي المرَّة الأولى، لم يكن بمقدور عيسو أن يقول أنَّ يعقوب قد أَخَذَ بَكُورِيَّتِي. لقد أعطاها عيسو، فقد كان الله ربًّا على البكوريَّة على أيِّة حال.
- وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى: كانت دموع عيسو دموع الأنانيَّة الخائبة، وليست دموع الندم على خطيَّته ومَقتهِ للبكوريَّة.
- يستخدم سفر العبرانيِّين ١٢ هذه المناسبة المتعلِّقة بعيسو كتحذير: مُلَاحِظِينَ لِئَلَّا يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ ٱللهِ. لِئَلَّا يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ ٱنْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ. لِئَلَّا يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا كَعِيسُو، ٱلَّذِي لِأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضًا بَعْدَ ذَلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ ٱلْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَانًا، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ (عبرانيِّين ١٥:١٢-١٧).
د ) الآيات (٣٩-٤٠): يُعطي إسحاق بركةً محدودة لـِعيسو.
٣٩فَأَجَابَ إِسْحَاقُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ: «هُوَذَا بِلَا دَسَمِ ٱلْأَرْضِ يَكُونُ مَسْكَنُكَ، وَبِلَا نَدَى ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ. ٤٠وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ، وَلِأَخِيكَ تُسْتَعْبَدُ، وَلَكِنْ يَكُونُ حِينَمَا تَجْمَحُ أَنَّكَ تُكَسِّرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ».
- هُوَذَا بِلَا دَسَمِ ٱلْأَرْضِ يَكُونُ مَسْكَنُكَ: تبدو كلمات إسحاق هذه أشبه باللَّعنة أكثر منها بالنِّعمة. ومع ذلك، فقد انتهى الأمر بـ عيسو بأن يُصبح رجلًا مُباركًا. وبعد سنواتٍ كثيرة، عندما التقى بأخيه يعقوب مرَّةً ثانية، استطاع أن يقول هذه الكلمات المبارَكة: لِي كَثِيرٌ، يَا أَخِي (تكوين ٩:٣٣).
- يُشير بارنهاوس (Barnhouse) (وآخرون) أنَّ بركة إسحاق لـِعيسو عنَت بالفعل التالي: ‘هوذا مسكنك يكون من دسم الأرض،’ ممَّا يعني أنَّ عيسو ونسله سيعيشون كبدوٍ رُحَّل غالِبًا في الأراضي البريَّة.
- وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ: مهما كانت البركات والأمان التي يُمكِن أن يتمتَّع بها عيسو، فستأتي باستخدامهِ سيفه بمهارة. لن تكون حياته سهلة، لكنَّها ستكون مُبارَكة.
- وَلِأَخِيكَ تُسْتَعْبَدُ: سيُستعبَد عيسو ليعقوب، ولكن ليس إلى الأبد. فقد كان الوعد أيضًا لـِعيسو: أَنَّكَ تُكَسِّرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ – أي أنَّه لن يخدُم أو يُستعبَد لأخيهِ إلى الأبد.
هـ) الآيات (٤١-٤٢): غضب عيسو.
٤١فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَرَكَةِ ٱلَّتِي بَارَكَهُ بِهَا أَبُوهُ. وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ: «قَرُبَتْ أَيَّامُ مَنَاحَةِ أَبِي، فَأَقْتُلُ يَعْقُوبَ أَخِي». ٤٢فَأُخْبِرَتْ رِفْقَةُ بِكَلَامِ عِيسُوَ ٱبْنِهَا ٱلْأَكْبَرِ، فَأَرْسَلَتْ وَدَعَتْ يَعْقُوبَ ٱبْنَهَا ٱلْأَصْغَرَ وَقَالَتْ لَهُ: «هُوَذَا عِيسُو أَخُوكَ مُتَسَلٍّ مِنْ جِهَتِكَ بِأَنَّهُ يَقْتُلُكَ».
- فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَرَكَةِ: قَوِيَت كراهيَّة عيسو ضدَّ يعقوب لأسبابٍ عديدة، لكن في الغالب كانت بدافع الكبرياء والحسد. الكبرياء، ذلك لأنَّ أخاه سيكون مفضَّلًا عليه بالنسبة إلى العهد. الحسد، ذلك لأنَّ شقيقه سيتمتَّع بقدرٍ أكبر من الازدهار والبحبوحة.
- فَأَقْتُلُ يَعْقُوبَ أَخِي: سرعان ما اختفى اهتمام عيسو الروحيّ إلى حدٍّ ما بمُبارَكة أبيه في كراهيَّة مريرةٍ ليعقوب، في كراهيةٍ مريرة تصطبغ بنيَّةٍ قاتلة. خطَّط عيسو لقتل يعقوب بمجَّرد موت إسحاق، وقد كان هذا الأمر بمثابة تعزيةٍ لـِعيسو (وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ).
- إنَّ الانتقام فكرة تُريح أولئك الَّذين يشعرون بأنَّهم ظُلِموا مثل عيسو، لكنَّ الأمور لم تَسِر كما كان عيسو يأمل أو يُخطِّط. نذر بقتل أخيه بعد وفاة أبيه، مُعتقِدًا أنَّها كانت قريبًا (قَرُبَتْ أَيَّامُ مَنَاحَةِ أَبِي)، ومع ذلك، عاش إسحاق أطول بكثير، لربَّما ٤٣ سنة أخرى.
- لربَّما كان عيسو سيختبر كيف كان يعقوب مُباركًا. لربَّما كانت نيَّة قتلهِ محاولة لهزيمة إرادة الله المعلَنة فيما يتعلَّق بحقِّ البكوريَّة.
و ) الآيات (٤٣-٤٦): تُخطِّط رفقة لهروب يعقوب.
٤٣فَٱلْآنَ يَا ٱبْنِي ٱسْمَعْ لِقَوْلِي، وَقُمِ ٱهْرُبْ إِلَى أَخِي لَابَانَ إِلَى حَارَانَ، ٤٤وَأَقِمْ عِنْدَهُ أَيَّامًا قَلِيلَةً حَتَّى يَرْتَدَّ سُخْطُ أَخِيكَ. ٤٥حَتَّى يَرْتَدَّ غَضَبُ أَخِيكَ عَنْكَ، وَيَنْسَى مَا صَنَعْتَ بِهِ. ثُمَّ أُرْسِلُ فَآخُذُكَ مِنْ هُنَاكَ. لِمَاذَا أُعْدَمُ ٱثْنَيْكُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟». ٤٦وَقَالَتْ رِفْقَةُ لِإِسْحَاقَ: «مَلِلْتُ حَيَاتِي مِنْ أَجْلِ بَنَاتِ حِثَّ. إِنْ كَانَ يَعْقُوبُ يَأْخُذُ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ حِثَّ مِثْلَ هَؤُلَاءِ مِنْ بَنَاتِ ٱلْأَرْضِ، فَلِمَاذَا لِي حَيَاةٌ؟».
- وَأَقِمْ عِنْدَهُ أَيَّامًا قَلِيلَةً: تبيَّن أنَّ هذه الأيَّام القليلة التي كان من المقرَّر أن يقضيها يعقوب عند لابان وعائلة رفقة ستكون أكثر من ٢٠ سنةً. ومع ذلك، فالله سيُتمِّم قصده في كلِّ ذلك.
- إِنْ كَانَ يَعْقُوبُ يَأْخُذُ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ حِثَّ مِثْلَ هَؤُلَاءِ مِنْ بَنَاتِ ٱلْأَرْضِ، فَلِمَاذَا لِي حَيَاةٌ؟: نجحت رفقة في التَّلاعب بإسحاق كي يطلب من يعقوب المغادرة. فقد كان هذا سببًا في نجاة حياته، لكن من الممكن أيضًا أنَّها لن ترَ وجه ابنها ثانيةً.
- “كان انتصار رفقة الدبلوماسيّ كاملًا؛ لكنَّها لن ترى ابنها مرَّة أخرى.” كيدنر (Kidner)
- في هذه القصَّة المأساويَّة، خسِر الجميع. فكلٌّ من الشخصيَّات الرئيسيَّة – إسحاق ورفقة وعيسو ويعقوب – خطَّط وناور بحكمةٍ وطاقةٍ بشريَّتَين، رافضًا كلمة الله وحكمته. ومع ذلك، لا يزال الله يُحقِّق قصده. كانت المأساة أن عانى كلٌّ من المشاركين في هذه الحادثة لأنَّهم أصرُّوا على العمل ضدَّ كلمة الله وحكمته.