• Twitter
  • Facebook
  • Instagram
  • Youtube
Arabic Enduring Word
  • صفحة البداية
  • من نحن
  • تبرع
  • لغات أخرى
    • Commentary – English
    • Comentario – Español
    • Kommentar – Deutsch
    • 注释 – 中文 (Chinese)
    • русский (Russian)
    • Commentary – Tamil
  • Enduring Word
  • ابحث
  • Menu Menu
  • العهد القديم
    • تكوين
    • خروج
    • لاويين
    • صموئيل 1
    • صموئيل 2
    • المزامير
    • أمثال
    • راعوث
  • العهد الجديد
    • متى
    • مرقس
    • لوقا
    • يُوحَنَّا
    • أَعْمَالُ ٱلرُّسُلِ
    • رومية
    • 1 كورنثوس 
    • 2 كورنثوس 
    • غلاطية 
    • أفسس
    • فيلبي
    • كولوسي
    • 1 تسالونيكي 
    • 2 تسالونيكي 
    • 1 تيموثاوس
    • 2 تيموثاوس 
    • تيطس
    • فِلِيمُون
    • العبرانيين
    • يعقوب
    • بطرس الأولى
    • بطرس الثانية
    • يوحنا الأولى
    • يوحنا الثانية
    • يوحنا الثالثة
    • رسالة يهوذا
    • رؤيا يوحنا
  • سفر التكوين 
  • ١-٩
    • ١
    • ٢
    • ٣
    • ٤
    • ٥
    • ٦
    • ٧
    • ٨
    • ٩
  • ١٠-١٩
    • ١٠
    • ١١
    • ١٢
    • ١٣
    • ١٤
    • ١٥
    • ١٦
    • ١٧
    • ١٨
    • ١٩
  • ٢٠-٢٩
    • ٢٠
    • ٢١
    • ٢٢
    • ٢٣
    • ٢٤
    • ٢٥
    • ٢٦
    • ٢٧
    • ٢٨
    • ٢٩
  • ٣٠-٣٩
    • ٣٠
    • ٣١
    • ٣٢
    • ٣٣
    • ٣٤
    • ٣٥
    • ٣٦
    • ٣٧
    • ٣٨
    • ٣٩
  • ٤٠-٥٠
    • ٤٠
    • ٤١
    • ٤٢
    • ٤٣
    • ٤٤
    • ٤٥
    • ٤٦
    • ٤٧
    • ٤٨
    • ٤٩
    • ٥٠

تكوين ٤٤

يمتحِن يوسُف إخوته

أولًا. يُرسلهم يوسُف في طريقهم.

أ ) الآيات (١-٣): يضع يوسُف الفضَّة في عِدَالهم مرَّةً أُخرى.

١ ثُمَّ أَمَرَ ٱلَّذِي عَلَى بَيْتِهِ قَائِلًا: «ٱمْلَأْ عِدَالَ ٱلرِّجَالِ طَعَامًا حَسَبَ مَا يُطِيقُونَ حِمْلَهُ، وَضَعْ فِضَّةَ كُلِّ وَاحِدٍ فِي فَمِ عِدْلِهِ .٢ وَطَاسِي، طَاسَ ٱلْفِضَّةِ، تَضَعُ فِي فَمِ عِدْلِ ٱلصَّغِيرِ، وَثَمَنَ قَمْحِهِ». فَفَعَلَ بِحَسَبِ كَلَامِ يُوسُفَ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ .٣ فَلَمَّا أَضَاءَ ٱلصُّبْحُ ٱنْصَرَفَ ٱلرِّجَالُ هُمْ وَحَمِيرُهُمْ.

١.  فَلَمَّا أَضَاءَ ٱلصُّبْحُ ٱنْصَرَفَ ٱلرِّجَالُ هُمْ وَحَمِيرُهُمْ: ترك الإخوة مصرَ بمعنويَّاتٍ مُرتفِعة. فقد عُومِلوا حسنًا ومُلِئت عِدالهم بالقمح وأُخرِج شمعون من السجن. يبدو وكأنَّ خوف يعقوب لم يكُن في مكانه.

٢.  وَطَاسِي، طَاسَ ٱلْفِضَّةِ، تَضَعُ فِي فَمِ عِدْلِ ٱلصَّغِيرِ، وَثَمَنَ قَمْحِهِ: وكما حصل معهم من قَبْل، وُضِعت فضَّةُ كلِّ واحدٍ في فَمِ عِدلِهِ. لكن الآن أمر يوسُف أن توضَع طاسَه الفضِّيَّة وتُخبَّأ في عِدلِ بنيامين. وفي الصباح ٱنْصَرَفَ ٱلرِّجَالُ مُبتدئين رحلةَ العودة إلى كنعان.

ب) الآيات (٤-٥): يواجِه وكيل يوسُف الإخوة في طريق عودتهم إلى كنعان.

٤ وَلَمَّا كَانُوا قَدْ خَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ وَلَمْ يَبْتَعِدُوا، قَالَ يُوسُفُ لِلَّذِي عَلَى بَيْتِهِ: «قُمِ ٱسْعَ وَرَاءَ ٱلرِّجَالِ، وَمَتَى أَدْرَكْتَهُمْ فَقُلْ لَهُمْ: لِمَاذَا جَازَيْتُمْ شَرًّا عِوَضًا عَنْ خَيْرٍ؟ ٥ أَلَيْسَ هَذَا هُوَ ٱلَّذِي يَشْرَبُ سَيِّدِي فِيهِ؟ وَهُوَ يَتَفَاءَلُ بِهِ. أَسَأْتُمْ فِي مَا صَنَعْتُمْ».

١.  لِمَاذَا جَازَيْتُمْ شَرًّا عِوَضًا عَنْ خَيْرٍ؟: وقع الإخوة في فخِّ يوسُف. يعتقد البعض خطأً بأنَّ يوسُف فعل هذا لمجرَّد استخدام موقعهِ في السلطة لتعذيب إخوته انتقامًا لقسوتهم تجاهه. مع ذلك، لِعِلمنا بشخصيَّة يوسُف، لم تكُن هذه هي الحال. فبإرشاد يدِ الله، امتحن يوسُف قلوب إخوته وأتى بهم إلى توبةٍ كاملة.

٢.  وَهُوَ يَتَفَاءَلُ بِهِ: نحن نعلَم من مصادر أُخرى أنَّ القدماء استخدموا طاساتٍ أو كؤوسٍ مُقدَّسة كأدواتٍ للكِهانة والعِرافة. من المحتمَل (لكن من غير الممكِن) أنَّ يوسُف قام بفعل نفس الشيء، ذلك لغيابِ أيِّ إعلانٍ مُحدَّد من الله بشأن مُمارسة العرافة أو عدَمها. إنَّ الرسالة التي أراد توصيلها إلى إخوته هي أنَّ هذه الكأس كانت مُميَّزة، لذلك كانت سرقتها جُرمًا.

ج) الآيات (٦-١٠): يدَّعي الإخوة أنَّهم أبرياءٌ من السرِقة.

٦ فَأَدْرَكَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ هَذَا ٱلْكَلَامَ. ٧ فَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ سَيِّدِي مِثْلَ هَذَا ٱلْكَلَامِ؟ حَاشَا لِعَبِيدِكَ أَنْ يَفْعَلُوا مِثْلَ هَذَا ٱلْأَمْرِ !٨ هُوَذَا ٱلْفِضَّةُ ٱلَّتِي وَجَدْنَا فِي أَفْوَاهِ عِدَالِنَا رَدَدْنَاهَا إِلَيْكَ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ. فَكَيْفَ نَسْرِقُ مِنْ بَيْتِ سَيِّدِكَ فِضَّةً أَوْ ذَهَبًا؟ ٩ ٱلَّذِي يُوجَدُ مَعَهُ مِنْ عَبِيدِكَ يَمُوتُ، وَنَحْنُ أَيْضًا نَكُونُ عَبِيدًا لِسَيِّدِي» .١٠ فَقَالَ: «نَعَمِ، ٱلْآنَ بِحَسَبِ كَلَامِكُمْ هَكَذَا يَكُونُ. ٱلَّذِي يُوجَدُ مَعَهُ يَكُونُ لِي عَبْدًا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَكُونُونَ أَبْرِيَاءَ».

١.  حَاشَا لِعَبِيدِكَ أَنْ يَفْعَلُوا مِثْلَ هَذَا ٱلْأَمْرِ: أعلن الإخوة بثقةٍ أنَّ الكأس ليس في حوزَتهم. يُشير هذا إلى وجودِ ثقةٍ صحِّيَّة بينهم. لَو لم يثقوا ببعضهم الآخَر، لَبَدأ الشكُّ فيهم يتساءل عمَّن منهم سرق الكأس.

٢.  ٱلَّذِي يُوجَدُ مَعَهُ مِنْ عَبِيدِكَ يَمُوتُ، وَنَحْنُ أَيْضًا نَكُونُ عَبِيدًا لِسَيِّدِي: كان لدى الاخوةِ درجةٌ عاليةٌ من الثقة بالنِّسبة إلى عدَم وجود الكأس معهم (فقد وثقوا ببعضهم الآخَر بشكلٍ كبير) حتَّى أنَّهم أعلنوا أنَّ السارق يجب أن يُقتَل والآخَرين يصيرون عبيدًا.

٣.  نَعَمِ، ٱلْآنَ بِحَسَبِ كَلَامِكُمْ هَكَذَا يَكُونُ. ٱلَّذِي يُوجَدُ مَعَهُ يَكُونُ لِي عَبْدًا: لم يُكرِّر وكيل يوسُف (عدد ٤) عرضَهم بِحُكم الموت، ذلك بسبب عدم رغبته في إراقة الدِّماء. وكلَّما أمطنا اللِّثام عن أجزاء هذه القصَّة، كلَّما رأينا استخدام الله لِعدَّة مواقف ومن بينها اقتراح الإخوة باستعباد الجهَّة المذنِبة.

د ) الآيات (١١-١٣): وُجِدت الكأس في عِدلِ بنيامين.

١١ فَٱسْتَعْجَلُوا وَأَنْزَلُوا كُلُّ وَاحِدٍ عِدْلَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ، وَفَتَحُوا كُلُّ وَاحِدٍ عِدْلَهُ .١٢ فَفَتَّشَ مُبْتَدِئًا مِنَ ٱلْكَبِيرِ حَتَّى ٱنْتَهَى إِلَى ٱلصَّغِيرِ، فَوُجِدَ ٱلطَّاسُ فِي عِدْلِ بَنْيَامِينَ .١٣ فَمَزَّقُوا ثِيَابَهُمْ وَحَمَّلَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حِمَارِهِ وَرَجَعُوا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ.

١.  فَٱسْتَعْجَلُوا وَأَنْزَلُوا كُلُّ وَاحِدٍ عِدْلَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ: قاموا بفعل ذلك بسرعةٍ بسبب يقينهم بأنَّهم أبرياء. كانوا مُتأكِّدين لِدَرجة أنَّهم تعهَّدوا فيما إذا وُجِدَ الطَّاس معهم فالمذنِب سيبقى في مصرَ كَعَبدٍ.

٢.  فَوُجِدَ ٱلطَّاسُ فِي عِدْلِ بَنْيَامِينَ: لقد وُجِد الدَّليلُ المزروع. وبحسب قَسَمهم، يجب أن يتخلَّصوا الآن من الابن المفضَّل الآخَر. لَو كَرِهوا بنيامين بمقدار كراهيَّتهم لِيوسُف، فسيكونون سُعداء بذلك.

٣.  فَمَزَّقُوا ثِيَابَهُمْ: كان هذا تعبيرًا شديدًا عن الرعب، كَمَن مات أحدٌ ما. لم يكونوا سُعداء لِفكرة التَّخلُّص من بنيامين؛ لقد تملَّكهم الرعب. فجميعهم مَزَّقُوا ثِيَابَهُمْ وجميعهم رَجَعُوا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ.

·      أظهرت ردَّة فعل الإخوة أنَّ هذا الأمر هو أسوأُ كوابيسهم. وُجِدت الكأسُ في عِدلِ ابنِ أبيهم المفضَّل الَّذي كان أكثر ما يُقلَقُ بشأنه. والآن، سيُحكَمُ على بنيامين بحياة العبوديَّة في مصرَ، إذا لم نقُل الموت.

·      كان هذا تغييرًا دراماتيكيًّا في الإخوة. قبلًا، لم يكترث الإخوة لابنِ أبيهم المفضَّل. الآن، مُجرَّد التَّفكير في أذيَّة الوالِد أو الابن جعلهم يشعرون بالسوء كَأن تُوفيَ أحدهم.

٤.  وَحَمَّلَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حِمَارِهِ وَرَجَعُوا: عندما أُخِذَ يوسُف إلى العبوديَّة، سمح له الإخوة بالذهاب ولم يُحرِّكوا ساكنًا. أمَّا الآن، فكانوا مُستعدِّين لِيَقفوا بجانب بنيامين في مواجهته للعبوديَّة أو الموت. أظهر هذا الأمر تغييرًا مُهمًّا في قلوبهم ومواقفهم تجاه أخي يوسُف.

هـ) الآيات (١٤-١٥): رَجِع الإخوة مُتصاغرين إلى مسؤولٍ مصريٍّ غاضِب (يوسُف).

١٤ فَدَخَلَ يَهُوذَا وَإِخْوَتُهُ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ وَهُوَ بَعْدُ هُنَاكَ، وَوَقَعُوا أَمَامَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ .١٥ فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «مَا هَذَا ٱلْفِعْلُ ٱلَّذِي فَعَلْتُمْ؟ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَجُلًا مِثْلِي يَتَفَاءَلُ؟».

١.  وَوَقَعُوا أَمَامَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ: رجعوا إلى المسؤول المصريّ باتِّضاع. لقد ظُلِموا؛ فالدَّليلُ مزروع. رغمًا عن ذلك، لم يأتوا طالبين العدالة، بل بِدُعاءٍ وضيع للرحمة.

·      وعندما وَقَعُوا أَمَامَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، مرَّةً أُخرى – للمرَّة الثَّالثة – تحقَّقت بذلك أحلامُ يوسُف منذ أكثر من ٢٠سنةً (تكوين ٥:٣٧-١١).

·      وعندما وَقَعُوا أَمَامَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، أُظهِر الإخوة في حالةٍ من اليأس وهُم يطلبون نعمةً من المسؤول المصريّ كي يُطلِق بنيامين حُرًّا. لقد علِموا بأنَّ خسارة بنيامين ستكون كارثةً حقيقيَّة وستؤدِّي إلى ثَكْلِ أبيهم.

٢.  أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَجُلًا مِثْلِي يَتَفَاءَلُ؟: تكلَّم يوسُف بهذه الأسلوب لأنَّ الأمر كان مُهمًّا بأن يستمرَّ بِلَعِب دور المسؤول المصريّ لِبُرهةٍ قليلة بعد قبل إعلامهم بأنَّه عبرانيّ يعبد يهوه.

و) الآيات (١٦-١٧): يتعهَّد يهوذا نفسه مع إخوته الوقوفَ إلى جانبِ بنيامين، حتَّى ولَو صاروا عبيدًا في مصر.

١٦ فَقَالَ يَهُوذَا: «مَاذَا نَقُولُ لِسَيِّدِي؟ مَاذَا نَتَكَلَّمُ؟ وَبِمَاذَا نَتَبَرَّرُ؟ ٱللهُ قَدْ وَجَدَ إِثْمَ عَبِيدِكَ. هَا نَحْنُ عَبِيدٌ لِسَيِّدِي، نَحْنُ وَٱلَّذِي وُجِدَ ٱلطَّاسُ فِي يَدِهِ جَمِيعًا». ١٧ فَقَالَ: «حَاشَا لِي أَنْ أَفْعَلَ هَذَا! ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي وُجِدَ ٱلطَّاسُ فِي يَدِهِ هُوَ يَكُونُ لِي عَبْدًا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَٱصْعَدُوا بِسَلَامٍ إِلَى أَبِيكُمْ».

١.  ٱللهُ قَدْ وَجَدَ إِثْمَ عَبِيدِكَ: أظهر يهوذا بهذه الكلِمات عمل الله في حياةِ إخوته. ففي ذهن يهوذا، حُتِّم على الإخوة الآن أن يمضوا بقيَّة حياتهم في العبوديَّة في مصرَ بسبب بَيعِهم يوسُف كعبدٍ منذ أكثر من ٢٠ سنة.

·      كان الإخوة أبرياء من خطيَّة سَرِقة الكأس، لكنَّهم كانوا مُذنبين بسبب خطايا أُخرى أكبر بكثير. وبنفس الطريقة نحن نفتخِرُ بأنَّنا أبرياء من خطيَّةٍ أو أُخرى، لكنَّنا نبقى مُذنبين بخطايا أكبر بكثير. لا يُمكننا الاختباء من خطيَّتنا. والوقت لا يَمحي الشعور بالذَنب بسبب الخطيَّة؛ فقط دمُ يسوع يستطيع ذلك.

·      منذ ٢٢ سنة، عندما حاول إخوة يوسُف قتلَهُ وإلقاءَهُ في البئر، صرخ يوسُف نحوهم مُترجِّيًا في عذابه (تكوين ٢١:٤٢). يقول دونالد بارنهاوس (Donald Barnhouse)، “يُمكِن للفيزيائيّ أن يحسِب الوقت الَّذي يستغرقه الصوت ليقطع مسافة خمسةٍ وعشرين ياردًا لِيَصِل إلى آذان الإخوة. لكنَّ هذه الصرخة استغرقت اثنَين وعشرين عامًا كي تنتقِل من آذانهم إلى قلوبهم.”

٢.  هَا نَحْنُ عَبِيدٌ لِسَيِّدِي، نَحْنُ وَٱلَّذِي وُجِدَ ٱلطَّاسُ فِي يَدِهِ جَمِيعًا: وبهذه الكلِمات أصرَّ يهوذا بأن يبقى الإخوة إلى جانب بنيامين، بالرغم من كونه الابن المفضَّل والأكثر بركةً. لَو تخلَّوا عن بنيامين بسرعة، سيظهَر أنَّ تغييرًا طفيفًا طرأ على قلوبهم منذ ٢٠ سنةً لـمَّا تخلَّوا عن يوسُف.

·      إنَّ استسلامهم لِقَدَر العبوديَّة في مصرَ كان أمرًا مُهمًّا إذا أخذنا بِعَين الاعتبار كَونَهُم رجالًا في مُنتصف العمر أتَوا من بيئةِ حياةٍ ترتبِطُ بامتيازٍ نسبيٍّ وبالغِنى والمقام.

ثانيًا. يُرافِع يهوذا بالنيابة عن بنيامين.

أ ) الآيات (١٨-٢٣): يستذكِر يهوذا حواراته السَّابقة مع المسؤول المصريّ.

١٨ ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَهُوذَا وَقَالَ: «ٱسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. لِيَتَكَلَّمْ عَبْدُكَ كَلِمَةً فِي أُذُنَيْ سَيِّدِي وَلَا يَحْمَ غَضَبُكَ عَلَى عَبْدِكَ، لِأَنَّكَ مِثْلُ فِرْعَوْنَ .١٩ سَيِّدِي سَأَلَ عَبِيدَهُ قَائِلًا: هَلْ لَكُمْ أَبٌ أَوْ أَخٌ؟ ٢٠ فَقُلْنَا لِسَيِّدِي: لَنَا أَبٌ شَيْخٌ، وَٱبْنُ شَيْخُوخَةٍ صَغِيرٌ، مَاتَ أَخُوهُ وَبَقِيَ هُوَ وَحْدَهُ لِأُمِّهِ، وَأَبُوهُ يُحِبُّهُ. ٢١ فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: ٱنْزِلُوا بِهِ إِلَيَّ فَأَجْعَلَ نَظَرِي عَلَيْهِ .٢٢ فَقُلْنَا لِسَيِّدِي: لَا يَقْدِرُ ٱلْغُلَامُ أَنْ يَتْرُكَ أَبَاهُ، وَإِنْ تَرَكَ أَبَاهُ يَمُوتُ .٢٣ فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: إِنْ لَمْ يَنْزِلْ أَخُوكُمُ ٱلصَّغِيرُ مَعَكُمْ لَا تَعُودُوا تَنْظُرُونَ وَجْهِي».

١.  ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَهُوذَا وَقَالَ: لم يعتبِر يهوذا هذا الأمر قدَرًا. قدَّم مُرافعةً أمام المسؤول المصريّ. يبدو كلُّ شيءٍ سيِّئًا؛ فالدَّليلُ المزروع ضدَّهُم حتَّمَ مصيرَهُم. بالرغم من ذلك، قدَّم دفاع مُرافعته.

·      يُعتبَر خطاب يهوذا العاطفيّ أُنموذجًا لِنداءٍ قلبيٍّ يائِس. كتب ف. ب. ماير عن خطاب يهوذا التالي: ‘لا نجِدُ في كلِّ الكُتُب الأدبيَّة خطابًا أكثر إثارةً للشَّفقة.’ كتب ه. س. ليوبولد التالي، ‘كان هذا واحدًا من أكثر الخطابات رجولةً وصراحةً ألقاها أيُّ إنسان. يقِف هذا الخطاب بارزًا بسبب عُمق المشاعر وصدقيَّة القَصد.’ أسماهُ بارنهاوس ‘أكثرُ خطابٍ حيويّ في كلِّ كلِمة الله.’

٢.  سَيِّدِي سَأَلَ عَبِيدَهُ قَائِلًا: ذكَّر يهوذا المسؤول المصريّ أنَّ كلَّ هذا بدأ من أسئلته هو. فجُلَّ ما ارادوهُ كان أن يبتاعوا قمحًا. أُكِّدت هذه النقطة مرارًا وتكرارًا: قَائِلًا … فَقُلْنَا …  فَقُلْتَ ….

٣.  لَنَا أَبٌ شَيْخٌ، وَٱبْنُ شَيْخُوخَةٍ صَغِيرٌ، مَاتَ أَخُوهُ: قدَّم يهوذا القضيَّة بشكلٍ طبيعيّ وبأسلوبٍ عاطفيّ. لا بُدَّ وأن يكون يوسُف قد ضَحِك في داخله عندما قال يهوذا، مَاتَ أَخُوهُ.

ب) الآيات (٢٤-٢٩): يتذكَّر يهوذا حديثه السَّابق مع أبيه يعقوب.

٢٤ فَكَانَ لَمَّا صَعِدْنَا إِلَى عَبْدِكَ أَبِي أَنَّنَا أَخْبَرْنَاهُ بِكَلَامِ سَيِّدِي .٢٥ ثُمَّ قَالَ أَبُونَا: ٱرْجِعُوا ٱشْتَرُوا لَنَا قَلِيلًا مِنَ ٱلطَّعَامِ .٢٦ فَقُلْنَا: لَا نَقْدِرُ أَنْ نَنْزِلَ، وَإِنَّمَا إِذَا كَانَ أَخُونَا ٱلصَّغِيرُ مَعَنَا نَنْزِلُ، لِأَنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَنْظُرَ وَجْهَ ٱلرَّجُلِ وَأَخُونَا ٱلصَّغِيرُ لَيْسَ مَعَنَا .٢٧ فَقَالَ لَنَا عَبْدُكَ أَبِي: أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱمْرَأَتِي وَلَدَتْ لِي ٱثْنَيْنِ، ٢٨ فَخَرَجَ ٱلْوَاحِدُ مِنْ عِنْدِي، وَقُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ قَدِ ٱفْتُرِسَ ٱفْتِرَاسًا، وَلَمْ أَنْظُرْهُ إِلَى ٱلْآنَ .٢٩ فَإِذَا أَخَذْتُمْ هَذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِ وَجْهِي وَأَصَابَتْهُ أَذِيَّةٌ، تُنْزِلُونَ شَيْبَتِي بِشَرٍّ إِلَى ٱلْهَاوِيَةِ.

١.  ٱرْجِعُوا ٱشْتَرُوا لَنَا قَلِيلًا مِنَ ٱلطَّعَامِ: أخبرَ يهوذا المسؤول المصريّ أحداث سفر التَّكوين ١:٤٣-١٠.

٢.  إِنَّمَا هُوَ قَدِ ٱفْتُرِسَ ٱفْتِرَاسًا، وَلَمْ أَنْظُرْهُ إِلَى ٱلْآنَ: ففي هذه الكلِمات المختارة بعناية، لم يَقُل يهوذا أنَّ أخا بنيامين قد مات – بل أنَّ يعقوب قال، ‘إِنَّمَا هُوَ قَدِ ٱفْتُرِسَ ٱفْتِرَاسًا،’ وأنَّ يهوذا لَمْ يَنْظُرْهُ إِلَى ٱلْآنَ. لا شكَّ أنَّ يهوذا تذكَّر الكذبة القاسية التي قصَّها إخوته على يعقوب أبيهم كي يعتقِد بأنَّ يوسُف قد مات (تكوين ٣١:٣٧-٣٥).

ج) الآيات (٣٠-٣٢) يشرح يهوذا أهمِّيَّة رجوع بنيامين إلى أرض كنعان.

٣٠ فَٱلْآنَ مَتَى جِئْتُ إِلَى عَبْدِكَ أَبِي، وَٱلْغُلَامُ لَيْسَ مَعَنَا، وَنَفْسُهُ مُرْتَبِطَةٌ بِنَفْسِهِ، ٣١ يَكُونُ مَتَى رَأَى أَنَّ ٱلْغُلَامَ مَفْقُودٌ، أَنَّهُ يَمُوتُ، فَيُنْزِلُ عَبِيدُكَ شَيْبَةَ عَبْدِكَ أَبِينَا بِحُزْنٍ إِلَى ٱلْهَاوِيَةِ، ٣٢ لِأَنَّ عَبْدَكَ ضَمِنَ ٱلْغُلَامَ لِأَبِي قَائِلًا: إِنْ لَمْ أَجِئْ بِهِ إِلَيْكَ أَصِرْ مُذْنِبًا إِلَى أَبِي كُلَّ ٱلْأَيَّامِ.

١.  يَكُونُ مَتَى رَأَى أَنَّ ٱلْغُلَامَ مَفْقُودٌ، أَنَّهُ يَمُوتُ: إذا رجعنا ٢٠ سنةً إلى الوراء، نرى إخوة يوسُف غير مُكترثين بأبيهم عندما أخبروه عن مزاعِم موت يوسُف (تكوين ٣١:٣٧-٣٥). أظهر يهوذا آنذاك أنَّه واخوتهُ لم يكونوا مُهتمِّين كثيرًا بمشاعرِ وخَيرِ أبيهم. فكان هذا الحدَث اليوم دليلًا إضافيًّا على تغيير القلب – أن تهتمَّ الآن عندما لم تكُن مُهتمًّا من قَبْل.

·      يُعتبَرُ هذا الأمرُ ذا أهمِّيَّةٍ خاصَّة ولا سيَّما عندما نفتكِرُ بِمقدارِ عُمق إساءة يعقوب، أبو يهوذا، له ولإخوته الآخَرين لسنين طويلة بسبب تفضيله المستمرَّ لِيوسُف وبنيامين. فقد كان هذا جُرحٌ عميق؛ وعلى الرغم من ذلك، فقد تغيَّر قلبُ يهوذا وأصبح قادِرًا على الاهتمام بأبيه الَّذي سبَّب له جُرحًا عميقًا.

٢.  لِأَنَّ عَبْدَكَ ضَمِنَ ٱلْغُلَامَ لِأَبِي: جعل يهوذا طلَبَه شخصيًّا أيضًا. ستتدمَّر حياة يهوذا ومكانته أمام أبيه إذا لم يَعُد بنيامين أبدًا.

د ) الآيات (٣٣-٣٤): يُقدِّم يهوذا حياتهُ من أجل بنيامين وأبيه.

٣٣ فَٱلْآنَ لِيَمْكُثْ عَبْدُكَ عِوَضًا عَنِ ٱلْغُلَامِ، عَبْدًا لِسَيِّدِي، وَيَصْعَدِ ٱلْغُلَامُ مَعَ إِخْوَتِهِ .٣٤ لِأَنِّي كَيْفَ أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَٱلْغُلَامُ لَيْسَ مَعِي؟ لِئَلَّا أَنْظُرَ ٱلشَّرَّ ٱلَّذِي يُصِيبُ أَبِي».

١.  فَٱلْآنَ لِيَمْكُثْ عَبْدُكَ عِوَضًا عَنِ ٱلْغُلَامِ، عَبْدًا لِسَيِّدِي: قدَّم يهوذا حياته من أجل بنيامين بشكلٍ دراماتيكيّ. كان هذا تغييرًا دراماتيكيًّا مُقارنةً مع موقفهم منذ حوالي ٢٢ سنة عندما لم يكترِث أحدٌ منهم لِيوسُف أو بنيامين أو حتَّى أبيهم.

·      ميَّز يهوذا نفسهُ بكَونه مُستعِدًّا أن يكون تضحيةً بديلة نابعة من محبَّته لأبيه ولإخوته. هذه هي المحبَّة – تضحية ذاتيَّة بطوليَّة.

٢.  لِأَنِّي كَيْفَ أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَٱلْغُلَامُ لَيْسَ مَعِي؟: كان يهوذا مَن اقترَح بَيعَ يوسُف منذ أكثر من ٢٠ سنة (تكوين ٢٦:٣٧-٢٧). وهُنا، بمحبَّةٍ بطوليَّة، قدَّم نفسه وحياته من أجل الابن المفضَّل. هذه العرَاضَة للمحبَّة المضحيَّة كانت مثلًا للتَّغيير في إخوته.

·      كان موسى مُستعِدًّا لأن يُقدِّم نفسه من أجلِ خلاص إسرائيل (خروج ٣١:٣٢-٣٢)، كما كان بولس (رومية ١:٩-٤). إنَّ المحبَّة المضحيَّة لَهِيَ دليلٌ على تغييرنا (٣٤:١٣).

·      رأينا من خلال هذا الأصحاح دليلًا رائعًا على تغيُّر قلوب إخوة يوسُف.

ü        لم يستاؤوا عندما أُعطيَ بنيامين الحُصَّة الفُضلَى (تكوين ٣٤:٤٣).

ü        وَثِقوا ببعضهم البعض، غيرَ مُتَّهِمين بعضهم الآخَر بأيِّ خطأٍ عندما اتُّهِموا بسرقة الكأس (تكوين ٩:٤٤).

ü        لازَموا بعضهم البعض عندما اكتُشِفَت الكأس الفضِّيَّة. لم يتركوا الابن المفضَّل كي يعودَ وحيدًا إلى مصرَ (تكوين ١٣:٤٤).

ü        تواضَعوا بشكلٍ كاملٍ من أجل الابن المفضَّل (تكوين ١٤:٤٤).

ü        علِموا أنَّ مصيبتهم كانت نتيجةً لِخطيَّتهم الموجَّهة ضدَّ يوسُف (تكوين ١٦:٤٤).

ü        قدَّموا أنفسهم كعبيدٍ في مصرَ غير تاركين أخيهم بنيامين، الابن المفضَّل (تكوين ١٦:٤٤).

ü        أظهروا قلقًا بَيِّنًا بالنسبة إلى تأثير مجريات الأحداث على أبيهم (تكوين ٢٩:٤٤-٣١).

ü        كان يهوذا مُستعِدًّا أن يكون تضحيةً بديلة عن أخيه في ظاهرةِ محبَّةٍ مُوجَّهة نحو أبيه وإخوته (تكوين ٣٣:٤٤).

Copyright © Enduring Word - Privacy Policy - Enfold Theme by Kriesi
Scroll to top

Our website uses cookies to store user preferences. By proceeding, you consent to our cookie usage. Please see our Privacy Policy for cookie usage details.

Privacy PolicyOK

Cookie and Privacy Settings



How we use cookies

We may request cookies to be set on your device. We use cookies to let us know when you visit our websites, how you interact with us, to enrich your user experience, and to customize your relationship with our website.

Click on the different category headings to find out more. You can also change some of your preferences. Note that blocking some types of cookies may impact your experience on our websites and the services we are able to offer.

Essential Website Cookies

These cookies are strictly necessary to provide you with services available through our website and to use some of its features.

Because these cookies are strictly necessary to deliver the website, refuseing them will have impact how our site functions. You always can block or delete cookies by changing your browser settings and force blocking all cookies on this website. But this will always prompt you to accept/refuse cookies when revisiting our site.

We fully respect if you want to refuse cookies but to avoid asking you again and again kindly allow us to store a cookie for that. You are free to opt out any time or opt in for other cookies to get a better experience. If you refuse cookies we will remove all set cookies in our domain.

We provide you with a list of stored cookies on your computer in our domain so you can check what we stored. Due to security reasons we are not able to show or modify cookies from other domains. You can check these in your browser security settings.

Google Analytics Cookies

These cookies collect information that is used either in aggregate form to help us understand how our website is being used or how effective our marketing campaigns are, or to help us customize our website and application for you in order to enhance your experience.

If you do not want that we track your visit to our site you can disable tracking in your browser here:

Other external services

We also use different external services like Google Webfonts, Google Maps, and external Video providers. Since these providers may collect personal data like your IP address we allow you to block them here. Please be aware that this might heavily reduce the functionality and appearance of our site. Changes will take effect once you reload the page.

Google Webfont Settings:

Google Map Settings:

Google reCaptcha Settings:

Vimeo and Youtube video embeds:

Other cookies

The following cookies are also needed - You can choose if you want to allow them:

Privacy Policy

You can read about our cookies and privacy settings in detail on our Privacy Policy Page.

Privacy Policy
Accept settingsHide notification only