سفر حزقيال – الإصحاح ٢٠
تاريخ إسرائيل مع الخطية، وتاريخ الله مع الرحمة
أولًا. رحمة الله لإسرائيل في أرض مصر وفي البرية
أ ) الآيات (١-٤): شيوخ إسرائيل يزورون حزقيال ليسألوا الرب.
١وَكَانَ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ، فِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ، فِي الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ، أَنَّ أُنَاسًا مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ جَاءُوا لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ، فَجَلَسُوا أَمَامِي. ٢فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: ٣ يَا ابْنَ آدَمَ، كَلِّمْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَلْ أَنْتُمْ آتُونَ لِتَسْأَلُونِي؟ حَيٌّ أَنَا، لاَ أُسْأَلُ مِنْكُمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. ٤هَلْ تَدِينُهُمْ؟ هَلْ تَدِينُ يَا ابْنَ آدَمَ؟ عَرِّفْهُمْ رَجَاسَاتِ آبَائِهِمْ.
١. وَكَانَ فِي السَّنَةِ السَّابِعَة: حدث هذا بعد حوالي عامين من نبوءات حزقيال في الإصحاحات ١-٣ (حزقيال ١: ٢) وبعد عام واحد من نبوءات حزقيال ٨ (حزقيال ٨: ١).
٢. أَنَّ أُنَاسًا مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ جَاءُوا لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ، فَجَلَسُوا أَمَامِي: تمامًا كما حدث سابقًا في حزقيال ١٤: ١، جاء شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ الذين في السبي إلى حزقيال كنبي معروف لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ من خلاله.
٣. لاَ أُسْأَلُ مِنْكُمْ: كان هذا رد الله الأولي على شيوخ إسرائيل، تمامًا كما قال لهم آخر مرة سْأَلُوا فيها الله (حزقيال ١٤: ٣). لقد قالها بقوة بقسم (حَيٌّ أَنَا).
• “لسبب غير مبرر، طلب سؤال الله هنا أمر سفيه ويحتاج مراجعة لخطايا إسرائيل السابقة لإظهار أن التاريخ قد أجاب عن سؤالهم.” تايلور (Taylor)
• وكأن الله يقول: أنتم تتصرفون بنفاق شديد، ومصممون على البقاء على طريقتكم الخاصة، وتتظاهرون أنكم تودون فعلًا معرفة مشورتي. إنه توبيخ حاد لشرهم، والله يرفض تمامًا أن يُسأل من أمثال هؤلاء.” بوله (Poole)
٤. عَرِّفْهُمْ رَجَاسَاتِ آبَائِهِمْ: لاحقًا، في حزقيال ٢٠ هناك وصفًا قويًا واستنكارًا لرَجَاسَاتِ إسرائيل عبر تاريخهم، جنبًا إلى جنب مع وعود رائعة بالاسترداد والرحمة.
ب) الآيات (٥-٧): قَسَم الله لإسرائيل.
٥وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي يَوْمِ اخْتَرْتُ إِسْرَائِيلَ وَرَفَعْتُ يَدِي لِنَسْلِ بَيْتِ يَعْقُوبَ، وَعَرَّفْتُهُمْ نَفْسِي فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَرَفَعْتُ لَهُمْ يَدِي قَائِلًا: أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ، ٦فِي ذلِكَ الْيَوْمِ رَفَعْتُ لَهُمْ يَدِي لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي تَجَسَّسْتُهَا لَهُمْ، تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا، هِيَ فَخْرُ كُلِّ الأَرَاضِي، ٧وَقُلْتُ لَهُمُ: اطْرَحُوا كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ أَرْجَاسَ عَيْنَيْهِ، وَلاَ تَتَنَجَّسُوا بِأَصْنَامِ مِصْرَ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ.
١. يَوْمِ اخْتَرْتُ إِسْرَائِيلَ وَرَفَعْتُ يَدِي لِنَسْلِ بَيْتِ يَعْقُوبَ: أشار الله إلى القَسَم الذي أقسمه لإسرائيل فِي أَرْضِ مِصْر. ليس لدينا تسجيل لهذا القَسَم المحدد، لكنه مجرد إعادة صياغة لأوجه العهد الذي قطعه الله مع إبراهيم وإسحق ويعقوب (تكوين ١٢: ١-٣).
• يظهر شيء من هذا القَسَم في خروج ٦: ٨ «وَأُدْخِلُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي أَنْ أُعْطِيَهَا لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ. وَأُعْطِيَكُمْ إِيَّاهَا مِيرَاثًا. أَنَا الرَّبُّ».
٢. رَفَعْتُ لَهُمْ يَدِي لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى الأَرْضِ… فَخْرُ كُلِّ الأَرَاضِي: كرر الله الوعد الذي أعطاه في الأصل لإبراهيم ونسل عهده، وجدده للجيل الذي لا يزال في مصر. لقد وعد الله أن يخرجهم من مصر ويدخلهم إلى كنعان التي دعاها فَخْرُ كُلِّ الأَرَاضِي.
• رَفَعْتُ لَهُمْ يَدِي: “لقد ألزمت نفسي بعهد معهم بالاستمرار في أن أكون إلههم، إذا كانوا أمناء، وإن استمروا كشعبي. يرفع المحلف بين اليهود يده اليمنى نحو السماء، وهذا الأمر يفسر المزمور ١٤٤: ٨ ’يَمِينُهُمْ يَمِينُ كَذِبٍ.‘ وهذه الصورة مستخدمة في إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا.” كلارك (Clarke)
• الأَرْضِ الَّتِي تَجَسَّسْتُهَا لَهُمْ: “يتكلم الله على طريقة الإنسان، كما لو كان جاسوسًا يتنقل من مكان إلى آخر ليبحث عن الأفضل، ويعينه لشعبه؛ لقد كانت رعايته الحكيمة والجيدة هي التي خصصت هذه الأرض لهم.” بوله (Poole)
• هِيَ فَخْرُ كُلِّ الأَرَاضِي: “كان الأمر بالفعل كذلك، ولكن الأمر قد اختلف الآن، بسبب أن اليهود كانوا محرومين ومكتئبين. ولكن كما حدث في الفردوس الأرضي، بعد سقوط الإنسان، سقطت الزهرة، وبقيت النبتة التي نبتت عليها؛ هذا هو الحادث هنا.” تراب (Trapp)
٣. اطْرَحُوا كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ أَرْجَاسَ عَيْنَيْهِ: لم يقسم الله فقط لإسرائيل بينما كان شعبه لا يزالون في مصر، لكنه قد أعطاهم أيضًا أمرًا. كان الأمر هو اطْرَحُوا أَصْنَامِ مِصْر. كان من المفترض ألا يكون لهم علاقة بآلهة مصر.
• “إن حقيقة تحولهم السهل إلى أصنام جديدة مثل العجل الذهبي، تشير إلى أنه من المؤكد أن الكثيرين، كما يقول حزقيال، كانوا قد انجذبوا أيضًا إلى الممارسات الدينية المصرية.” رايت (Wright)
ج) الآيات (٨-٩): رحمة الله رغم عدم طاعة إسرائيل عندما كانوا لا يزالون في مصر.
٨فَتَمَرَّدُوا عَلَيَّ وَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَسْمَعُوا لِي، وَلَمْ يَطْرَحِ الإِنْسَانُ مِنْهُمْ أَرْجَاسَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَتْرُكُوا أَصْنَامَ مِصْرَ. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ لأُتِمَّ عَلَيْهِمْ سَخَطِي فِي وَسْطِ أَرْضِ مِصْرَ. ٩لكِنْ صَنَعْتُ لأَجْلِ اسْمِي لِكَيْلاَ يَتَنَجَّسَ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ الَّذِينَ هُمْ فِي وَسْطِهِمِ، الَّذِينَ عَرَّفْتُهُمْ نَفْسِي أَمَامَ عُيُونِهِمْ بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.
١. فَتَمَرَّدُوا عَلَيَّ وَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَسْمَعُوا لِي: حتى أثناء وجود شعب إسرائيل في مصر، لم يسمعوا لكلام الله وَلَمْ يَتْرُكُوا أَصْنَامَ مِصْر. وردًا على ذلك، قال الله أنه سيدينهم (إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ).
• “لقد استمروا في التعلّق بعبادة الأصنام في مصر. لذلك، لو استشرت عدلي فقط، كان يجب أن ألتهمهم وهم حتى في مصر نفسها.” كلارك (Clarke)
• “لم يتركوا أصنام مصر. من المحتمل أنه كان هناك من بينهم البعض الذين حملوا معهم بعض أصنام مصر (كما فعلت راحيل وأخذت أصنام أبيها).” بوله (Poole)
• كانت هناك عدة شواهد على عبادة إسرائيل للأصنام في مصر:
عبادة العجل الذهبي في جبل سيناء (خروج ٣٢: ١-٦).
عبادة الأصنام التي تم ممارستها في مصر: انْزِعُوا الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمْ فِي عِبْرِ النَّهْرِ وَفِي مِصْرَ، وَاعْبُدُوا الرَّبَّ. (يشوع ٢٤: ١٤)
اختيار يربعام للعجول الذهبية كأشكال للعبادة (ملوك الأول ١٢: ٢٦-٣٣).
٢. لكِنْ صَنَعْتُ لأَجْلِ اسْمِي لِكَيْلاَ يَتَنَجَّسَ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ: على الرغم من خطية إسرائيل، فقد مد الله نعمته ورحمته لإسرائيل بينما كانوا لا يزالون في مصر. لقد فعل هذا للحفاظ على اسمه وسمعته أي صيته بين الأمم، وليتمم وعده بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْر.
• “عندما لم يستطع الله أن يجد فيهم أساسًا لمنحهم رحمته ونعمته، فعل ذلك فقط من أجل اسمه، أي من أجل مجده.” فاينبرغ (Feinberg)
• “الصيت الإلهي يعتمد على مصير وسلامة شعبه. لقد كانت كل تعاملات الله مع إسرائيل علنية أمام أعين الأمم. وكان على إسرائيل أن يكون الوكيل الذي من خلاله ستعرف الأمم أن هذا هو يهوه الرب.” بلوك (Block)
د ) الآيات (١٠-١٧): رحمة الله لبيت إسرائيل المتمرد في البرية.
١٠فَأَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ. ١١وَأَعْطَيْتُهُمْ فَرَائِضِي وَعَرَّفْتُهُمْ أَحْكَامِي الَّتِي إِنْ عَمِلَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا. ١٢وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا سُبُوتِي لِتَكُونَ عَلاَمَةً بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، لِيَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُهُمْ. ١٣«فَتَمَرَّدَ عَلَيَّ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ. لَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَرَفَضُوا أَحْكَامِي الَّتِي إِنْ عَمِلَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا، وَنَجَّسُوا سُبُوتِي كَثِيرًا. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ لإِفْنَائِهِمْ. ١٤لكِنْ صَنَعْتُ لأَجْلِ اسْمِي لِكَيْلاَ يَتَنَجَّسَ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ. ١٥وَرَفَعْتُ أَيْضًا يَدِي لَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ بِأَنِّي لاَ آتِي بِهِمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا، هِيَ فَخْرُ كُلِّ الأَرَاضِي. ١٦لأَنَّهُمْ رَفَضُوا أَحْكَامِي وَلَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي، بَلْ نَجَّسُوا سُبُوتِي، لأَنَّ قَلْبَهُمْ ذَهَبَ وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ. ١٧لكِنَّ عَيْنِي أَشْفَقَتْ عَلَيْهِمْ عَنْ إِهْلاَكِهِمْ، فَلَمْ أُفْنِهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ.
١. فَأَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ: بالرغم من الخطايا المذكورة في حزقيال ٢٠: ٨، فعل الله ما وصفه في حزقيال ٢٠: ٩. حررهم الله من العبودية ومن مصر ووضعهم على طريق كنعان، أرض الموعد.
• فَأَخْرَجْتُهُمْ: “على الرغم من كونهم مظلومين ومذلولين، إلا أنهم لم يكونوا مستعدين لمغادرة بيتهم، بيت العبودية. لقد اضطررت إلى إجبارهم على الابتعاد.” كلارك (Clarke)
٢. وَأَعْطَيْتُهُمْ فَرَائِضِي وَعَرَّفْتُهُمْ أَحْكَامِي: لقد فعل الله أكثر بكثير من إخراج إسرائيل من مصر. لقد أحضرهم إلى جبل سيناء حيث أعطاهم شريعته. أعطاهم سُبُوتِه لتَكُونَ عَلاَمَةً بَيْنِه وَبَيْنَهُمْ. فعل الله كل شيء ليفرز ويفصل إسرائيل لنفسه.
• “لأنه أعطاهم هذه الأمور، كان عليهم أن يطبقوها. ولو فعلوا ذلك لصاروا مقدسين وأصحاء وسعداء.” كلارك (Clarke)
• “كان يوم السبت هو العلامة المركزية للعهد القديم (راجع إشعياء ٥٦: ٢، ٤). يتضح مرارًا وتكرارًا أن ناموس السبت لم يكن تشريعًا يمكنهم من خلاله كسب الحياة، بل بالأحرى كان هو علامة العهد بين الله وإسرائيل.” فاينبرغ (Feinberg)
• “إن عبارة ’إِنْ عَمِلَهَا (يطيعها) إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا‘ (آية ١٣) تعكس ما هو مدون في سفر اللاويين ١٨: ٥. فهذه لم تكن إشارة إلى الخلاص الأبدي بالأعمال.” ألكسندر (Alexander)
٣. فَتَمَرَّدَ عَلَيَّ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ: كانت هناك مرات عديدة عندما تصرف إسرائيل بهذا الشكل. كان من أبرزها خطيتهم مع العجل الذهبي (خروج ٣٢: ١-٨). حتى في البرية، نَجَّسُوا سُبُوتِي كَثِيرًا.
• لأَنَّ قَلْبَهُمْ ذَهَبَ وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ: “تترجم كلمة أصنام في اللغة العبرية: آلهتهم القذرة. ’تلك المسرات القذرة‘ حملتهم بعيدًا عن الله وعن الصلاح. تمامًا كما تفعل بنا أي خطية محبوبة.” تراب (Trapp)
٤. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ لإِفْنَائِهِمْ: وكما فعل في مصر (حزقيال ٢٠: ٨)، قال الله أنه سيدين إسرائيل في البرية. وكما فعل أيضًا من قبل، أوقف الله دينونته عن العمل، وصَنَعْ ذلك لأَجْلِ اسْمِه، حفاظًا على صيته أمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ.
٥. فَلَمْ أُفْنِهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ: بالتأكيد استحق إسرائيل دينونة الله في البرية، لكن الله أدخلهم برحمته إلى أرض الموعد.
هـ) الآيات (١٨-٢٠): مناشدة الله لجيل إسرائيل التالي في البرية.
١٨وَقُلْتُ لأَبْنَائِهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ: لاَ تَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِ آبَائِكُمْ، وَلاَ تَحْفَظُوا أَحْكَامَهُمْ، وَلاَ تَتَنَجَّسُوا بِأَصْنَامِهِمْ. ١٩أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ، فَاسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَاحْفَظُوا أَحْكَامِي وَاعْمَلُوا بِهَا، ٢٠وَقَدِّسُوا سُبُوتِي فَتَكُونَ عَلاَمَةً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ.
١. وَقُلْتُ لأَبْنَائِهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ: الجيل الذي جاء من مصر لم يكن ليثق بالله أو يطيعه كما ينبغي. فخاطب الله الأجيال القادمة برحمة وقال لهم ألا يكرروا نفس أخطاء آبائهم.
٢. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ، فَاسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَاحْفَظُوا أَحْكَامِي وَاعْمَلُوا بِهَا: لقد أعطى الله ذلك الجيل، الذي وُلِد وتربى في البرية، الطريق والفرصة ليسْلُكُوا في طرقه.
و ) الآيات (٢١-٢٤): مزيد من رحمة الله لإسرائيل العاصية في البرية.
٢١فَتَمَرَّدَ الأَبْنَاءُ عَلَيَّ. لَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَلَمْ يَحْفَظُوا أَحْكَامِي لِيَعْمَلُوهَا، الَّتِي إِنْ عَمِلَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا، وَنَجَّسُوا سُبُوتِي. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ لأُتِمَّ سَخَطِي عَلَيْهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ. ٢٢ثُمَّ كَفَفْتُ يَدِي وَصَنَعْتُ لأَجْلِ اسْمِي لِكَيْلاَ يَتَنَجَّسَ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ. ٢٣وَرَفَعْتُ أَيْضًا يَدِي لَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ لأُفَرِّقَهُمْ فِي الأُمَمِ وَأُذَرِّيَهُمْ فِي الأَرَاضِي، ٢٤لأَنَّهُمْ لَمْ يَصْنَعُوا أَحْكَامِي، بَلْ رَفَضُوا فَرَائِضِي، وَنَجَّسُوا سُبُوتِي، وَكَانَتْ عُيُونُهُمْ وَرَاءَ أَصْنَامِ آبَائِهِمْ.
١. فَتَمَرَّدَ الأَبْنَاءُ عَلَيَّ: للأسف، الجيل الذي ولد ونشأ في البرية لم يطع الله. قال الله أنهم لَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَلَمْ يَحْفَظُوا أَحْكَامِي لِيَعْمَلُوهَا.
٢. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ لأُتِمَّ سَخَطِي عَلَيْهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ: وكما فعلت بإسرائيل في مصر (حزقيال ٢٠: ٨) وبالجيل الذي جاء من مصر (حزقيال ٢٠: ١٣)، قال الله أنه سيدين جيل إسرائيل الذي ولد ونشأ في البرية.
٣. ثُمَّ كَفَفْتُ يَدِي وَصَنَعْتُ لأَجْلِ اسْمِي: مرة أخرى، أنقذ الله إسرائيل وفعل ذلك من أجل صيته بين الأمم.
٤. وَرَفَعْتُ أَيْضًا يَدِي لَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ لأُفَرِّقَهُمْ فِي الأُمَمِ وَأُذَرِّيَهُمْ فِي الأَرَاضِي: في فترة البرية المتأخرة، وعد الله إسرائيل بأنهم إذا أصروا على العصيان والتمرد، فإنه سيذَرِّيَهُمْ بين الأمم (تثنية ٤: ٢٧؛ ٢٨: ٦٤). اختبر حزقيال والشيوخ الذين تحدث إليهم إتمام هذا القَسَم.
• “ولكن حتى في وقت مبكر من زمن البرية، توقع الله تشتت إسرائيل في جميع أنحاء العالم بين الأمم (تثنية ٢٨: ٦٤-٦٨). كان السبي البابلي مجرد تحقيق جزئي لهذه النبوءة التي قالها موسى.” فاينبرغ (Feinberg)
ز ) الآيات (٢٥-٢٦): في دينونته، يسمح الله لإسرائيل أن يعاني من عواقب خطاياهم.
٢٥وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ، وَأَحْكَامًا لاَ يَحْيَوْنَ بِهَا، ٢٦وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحْمٍ، لأُبِيدَهُمْ، حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
١. وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ: بما أن إسرائيل رفضت شريعة الله (حزقيال ٢٠: ٨، ٢٠: ١٣، ٢٠: ١٦)، سمح لهم الله أن يعيشوا تحت شريعة الأمم الأخرى – شرائع كانت غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَامًا لاَ يَحْيَوْنَ بِهَا.
• “كان حزقيال يعلن أن الرب سمح لهم في قصاصه بالسير وراء طرقهم الخاصة من أجل معاقبتهم وفقًا لأفعالهم. يتكلم النص هنا بمغزى حكم قضائي…. يؤدي العصيان إلى خطية أعظم. وتصبح الخطية هي العقاب.” فاينبرغ (Feinberg)
• “أسلمهم الله لعادات وعواقب الديانة التي اختاروها.” رايت (Wright)
• “فلما تمردوا على الرب واحتقروا فرائضه ودنسوا سبوه – تخلّوا عنه في الواقع وأسلموا أنفسهم بالكامل لأصنامهم، عندئذ تركهم، وهم تركوا أنفسهم لعادات الديانة الوثنية ومراسيمها.” كلارك (Clarke)
٢. وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ: خدم إسرائيل الأصنام الوثنية وكرموها بأكثر الطرق نجاسة وفظاعة، بما في ذلك ذبائح الأطفال (إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحْمٍ).
٣. لأُبِيدَهُمْ، حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ: أخيرًا، جلبت هذه الخطايا العظيمة، أثناء تواجدها في الأرض، دينونة الله التي حُجبت منذ زمن بعيد.
ثانيًا. رحمة الله لإسرائيل العاصية في أرض الموعد
أ ) الآيات (٢٧-٢٨): عبادة إسرائيل للأصنام في أرض الموعد.
٢٧«لأَجْلِ ذلِكَ كَلِّمْ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ يَا ابْنَ آدَمَ، وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي هذَا أَيْضًا جَدَّفَ عَلَيَّ آبَاؤُكُمْ، إِذْ خَانُونِي خِيَانَةً ٢٨ لَمَّا أَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي رَفَعْتُ لَهُمْ يَدِي لأُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا، فَرَأَوْا كُلَّ تَلّ عَال وَكُلَّ شَجَرَةٍ غَبْيَاءَ، فَذَبَحُوا هُنَاكَ ذَبَائِحَهُمْ، وَقَرَّبُوا هُنَاكَ قَرَابِينَهُمُ الْمُغِيظَةَ، وَقَدَّمُوا هُنَاكَ رَوَائِحَ سُرُورِهِمْ، وَسَكَبُوا هُنَاكَ سَكَائِبَهُمْ.
١. فِي هذَا أَيْضًا جَدَّفَ عَلَيَّ آبَاؤُكُمْ: يتتبع حزقيال هنا بعضًا من تاريخ إسرائيل، بدءًا من الأمة حيث استقبلوا كنعان كهدية من الله. وحتى في ذلك الوقت كانوا غير أمناء لله إِذْ خَانُوه خِيَانَةً عندما أَتَى بِهِمْ إِلَى الأَرْضِ.
٢. فَرَأَوْا كُلَّ تَلّ عَال وَكُلَّ شَجَرَةٍ غَبْيَاءَ، فَذَبَحُوا هُنَاكَ ذَبَائِحَهُمْ: في نكران للجميل رهيب استخدم إسرائيل التلال والأشجار التي أعطاها الله لهم لتقديم ذبائحهم للأصنام الوثنية. وكانت الذبائح من كل الأنواع، بما في ذلك رَوَائِحَ سُرُورِهِمْ والسَكَائِبَ.
• “كان قمة التمرد في تاريخ إسرائيل عندما دخلوا أخيرًا برحمة الله لأرض الموعد، أنهم فرضوا سيطرتهم على الفور على الأضرحة الوثنية أعلى التل الكنعاني كأماكن لتقديم ذبائحهم الخاصة.” تايلور (Taylor)
ب) الآيات (٢٩-٣٢): يرفض الله التحدث إلى إسرائيل التي لن تسمع له.
٢٩فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا هذِهِ الْمُرْتَفَعَةُ الَّتِي تَأْتُونَ إِلَيْهَا؟ فَدُعِيَ اسْمُهَا «مُرْتَفَعَةً» إِلَى هذَا الْيَوْمِ. ٣٠«لِذلِكَ قُلْ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَلْ تَنَجَّسْتُمْ بِطَرِيقِ آبَائِكُمْ، وَزَنَيْتُمْ وَرَاءَ أَرْجَاسِهِمْ؟ ٣١وَبِتَقْدِيمِ عَطَايَاكُمْ وَإِجَازَةِ أَبْنَائِكُمْ فِي النَّارِ، تَتَنَجَّسُونَ بِكُلِّ أَصْنَامِكُمْ إِلَى الْيَوْمِ. فَهَلْ أُسْأَلُ مِنْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لاَ أُسْأَلُ مِنْكُمْ. ٣٢وَالَّذِي يَخْطُرُ بِبَالِكُمْ لَنْ يَكُونَ، إِذْ تَقُولُونَ: نَكُونُ كَالأُمَمِ، كَقَبَائِلِ الأَرَاضِي فَنَعْبُدُ الْخَشَبَ وَالْحَجَرَ.
١. مَا هذِهِ الْمُرْتَفَعَةُ الَّتِي تَأْتُونَ إِلَيْهَا؟: استخدمت إسرائيل قمم التلال والجبال لمذابح الأوثان وتقديم الذبائح في كثير من الأحيان لدرجة أن مصطلح مكان مرتفع استخدم للإشارة إلى أي مكان عبادة أصنام، بغض النظر عن ارتفاعه (كما في حزقيال ١٦: ٢٤-٢٥). يعني الاسم “مُرْتَفَعَةً” أي مكان عالي.
• ”’مُرْتَفَعَةً‘ اسم جيد بما فيه الكفاية في حد ذاته، ولكن، بالطريقة التي استخدموه بها، هو مكان بغيض لجميع القلوب الطيبة، إنه مثل بيت الدعارة بالنسبة لمربية عفيفة. أقصى ما يمكنها فعله هو أن تعبر بجواره وتبصق عليه. وهكذا نحن ينبغي أن نكون في حالة كهذه.” تراب (Trapp)
٢. هَلْ تَنَجَّسْتُمْ بِطَرِيقِ آبَائِكُمْ: كان هذا هو السؤال الحاسم الذي طرحه حزقيال على الشيوخ الذين أتوا إليه كنبي ليسألوا الرب (حزقيال ٢٠: ١). بعد توضيح تاريخ طويل من خطية إسرائيل وعبادة الأصنام، كان أولئك الشيوخ ومن مثّلوهم هم أنفسهم من قيل عنهم “تتَنَجَّسُونَ بِكُلِّ أَصْنَامِكُمْ إِلَى الْيَوْمِ.” ولم يتغير أي شيء.
• “لماذا مراجعة ذنوب الأمة في الماضي لأبناء وطن النبي في السبي؟ السبب واضح: لقد انعكست خطايا آبائهم على حياتهم الخاصة، كما يتضح في سياق الرسالة.” فاينبرغ (Feinberg)
• ومع ذلك، استخدم الله فترة السبي لتنقية وتغيير إسرائيل. عندما خرجوا من سبيهم البابلي، لم يعد لديهم نفس المشكلة مع عبادة الأصنام كما كانت من قبل. من المؤكد أن لديهم خطايا وإخفاقات أخرى، لكن يبدو أنهم قد “شُفوا” من عبادتهم لآلهة الأصنام الظاهرة.
٣. فَهَلْ أُسْأَلُ مِنْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟: جاء الشيوخ في الأصل لطلب كلمة من الله من خلال النبي حزقيال (حزقيال ٢٠: ١). وأوضح الله أنه غير مديون لمثل هذا الشعب العاصي بإعلان خاص. فإذا أردنا أن نسمع صوت الله ونستقبل إرشاده فمن الأفضل دائمًا أن نطيع ما قد قاله لنا قبلًا وأن نسير في الطريق الذي كشفه بالفعل.
• “يبدو وكأنه أعرب عن دهشته من أن أولئك الذين استمروا في الخطية وقلدوا عصيان آبائهم لا يزالون يتوقعون استقبال إعلانات جديدة من الله.” فاينبرغ (Feinberg)
• “هل موقفك مناسب للمجيء وطلب مشورة مني، أنت الذي قد هجرتني بلا خجل وتكلمت عليّ بوقاحة؟ فهل تتوقع أن أجيب عليك؟” بوله (Poole)
٤. نَكُونُ كَالأُمَمِ، كَقَبَائِلِ الأَرَاضِي: لقد وبَّخ الله بقوة الشيوخ وكثيرين غيرهم من المسبيين الإسرائيليين، على خطاياهم الخفيّة وغير المعلنة. لقد كادوا يتطلعون إلى فرصة العيش كَقَبَائِلِ الأَرَاضِي والتخلي عن الرب، وعْبُادة الْخَشَبَ وَالْحَجَرَ. كان على الله أن يصحح هذا الموقف الشرير وإلا ستندمج إسرائيل تمامًا مع البلدان التي تم سبيهم إليها.
• “أنتم ترغبون في أن تكونوا وسط عابدي الأصنام، وأن تكونوا جزءًا من هذه الأمم. لكن هذا لن يحدث على الإطلاق. ستُحفظون كشعب مميز. لا يجوز لكم أن تختلطوا بشعوب تلك البلدان: حتى عبدة الأصنام، سوف يحتقرونك ويرفضونك.” كلارك (Clarke)
• نَكُونُ كَالأُمَمِ: “كلما زادت سعادتنا بالطرق المحرمة، كلما زادت حدة الألم الذي يتعين علينا أن نجتازه لكي نسترد آثار طريقنا من جديد. لا يمكننا أن نكون مثل الأمم. لا يمكننا تقديم الخشب والحجر. ولا يمكننا السير في طريقنا الخاص.” ماير (Meyer)
ج) الآيات (٣٣-٣٦): وعد الله القوي بالاسترداد.
٣٣حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي بِيَدٍ قَوِيَّةٍ وَبِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، وَبِسَخَطٍ مَسْكُوبٍ أَمْلِكُ عَلَيْكُمْ. ٣٤وَأُخْرِجُكُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ، وَأَجْمَعُكُمْ مِنَ الأَرَاضِي الَّتِي تَفَرَّقْتُمْ فِيهَا بِيَدٍ قَوِيَّةٍ وَبِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، وَبِسَخَطٍ مَسْكُوبٍ. ٣٥وَآتِي بِكُمْ إِلَى بَرِّيَّةِ الشُّعُوبِ، وَأُحَاكِمُكُمْ هُنَاكَ وَجْهًا لِوَجْهٍ. ٣٦كَمَا حَاكَمْتُ آبَاءَكُمْ فِي بَرِّيَّةِ أَرْضِ مِصْرَ، كَذلِكَ أُحَاكِمُكُمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
١. إِنِّي بِيَدٍ قَوِيَّةٍ وَبِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، وَبِسَخَطٍ مَسْكُوبٍ أَمْلِكُ عَلَيْكُمْ: قال الله هذه الكلمات مصحوبة بقَسَم (حَيٌّ أَنَا)، مشددًا على حقيقة أنه على الرغم من أن إسرائيل قد تركه من نواح كثيرة، إلا أن الرب لم يتركهم. وسوف يمْلِكُ الله عَلَيْهم وفقًا لشروطه.
• “لن يُسمح بحدوث ذلك الموقف الغادر المتمثل في تبني عبادة الأصنام الوثنية بطرقها.” تايلور (Taylor)
• “إذا قرأ المرء هذه الآيات دون تعاطف، فإنها لا تقدم الخلاص لإسرائيل الكائنة القائمة، بل على العكس. إن ’الرحمة‘ الوحيدة التي يعد بها الرب وتجاوز السبي الوحيد، حيث يجد إسرائيل نفسه، هو أنه يقف أمام سيده. وستدرك إسرائيل فداحة ذنبها نتيجة هذه المواجهة. سيكره الناس الشر الذي فعلوه.” فاوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
٢. وَأُخْرِجُكُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ، وَأَجْمَعُكُمْ: حقق الله وعده بتشتيت إسرائيل العاصية. وسريعًا، سيتمم وعده باستردادهم، وبنفس الطاقة والعزم الذي كانت لديه في دينونته السابقة.
٣. وَآتِي بِكُمْ إِلَى بَرِّيَّةِ الشُّعُوبِ، وَأُحَاكِمُكُمْ هُنَاكَ وَجْهًا لِوَجْهٍ: وعد الله أن يتعامل مع إسرائيل في عودتهم من السبي بقدر ما تعامل معهم عند خروجهم من مصر. سيثبت لهم محبته وأمانته، وبالتالي سيحَاكِم إسرائيل.
• إِلَى بَرِّيَّةِ: “هكذا يتم النظر إلى الفترة الأخيرة من تاريخ إسرائيل، والتشتت في السبي، على أنها انعكاس لحياة البرية التي سبقت مرحلة الاستيطان في كنعان.” تايلور (Taylor)
• وَجْهًا لِوَجْهٍ: “التركيز هنا ليس على العلاقة الحميمة بين الإله والإنسان، بل على مباشرة ووضوح العلاقة ولقاء الإنسان مع الله. ففي هذه المرة لن تكون هناك سحابة أو وسيط لحماية إسرائيل من الجلالة الإلهية الرهيبة.” بلوك (Block)
د ) الآيات (٣٧-٣٨): وعد الله بالتقويم والعهد.
٣٧وَأُمِرُّكُمْ تَحْتَ الْعَصَا، وَأُدْخِلُكُمْ فِي رِبَاطِ الْعَهْدِ. ٣٨وَأَعْزِلُ مِنْكُمُ الْمُتَمَرِّدِينَ وَالْعُصَاةَ عَلَيَّ. أُخْرِجُهُمْ مِنْ أَرْضِ غُرْبَتِهِمْ وَلاَ يَدْخُلُونَ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
١. وَأُمِرُّكُمْ تَحْتَ الْعَصَا، وَأُدْخِلُكُمْ فِي رِبَاطِ الْعَهْدِ: وعد الله أن يكون وقت السبي وقتًا أساسيًا وضروريًا للتصحيح، وأن الْعَهْدِ الذي كان له مع إسرائيل سوف يُسترد ثانية. سيبدأ التصحيح باختيار أولئك الذين أعيدوا إلى الأرض، كما يحدد الراعي قطيعه بمرورهم تَحْتَ الْعَصَا.
• تَحْتَ الْعَصَا: “يُستمد هذا المصطلح من عادة الراعي الواقف عند مدخل الحظيرة واستخدامه لعصاه لعدّ وفحص وتصنيف أغنامه.” بلوك (Block)
• “كما يتم استخدام عصا الراعي لعدّ الأغنام (أرميا ٣٣: ١٣)، سيأتي الرب بكل القطيع تحت العصا، ولكن هذه المرة يكون الهدف هو فصل الأتقياء عن الأشرار.” فاينبرغ (Feinberg)
٢. وَأَعْزِلُ مِنْكُمُ الْمُتَمَرِّدِينَ: وعد الله أنه لن يعود جميع المسبيين. فالْمُتَمَرِّدِينَ وَالْعُصَاةَ لن يَدْخُلُونَ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ. سيكون هذا العمل التطهيري هو طريقة أخرى يُظهر بها الله نفسه لإسرائيل (فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ).
• نرى من هذه الوعود تتميمًا جزئيًا في العودة من السبي البابلي تحت قيادة عزرا وزربابل، أما التتميم الأكبر والأكثر اكتمالًا سيتحقق في الملك الألفي.
• تحدث سميث (Smith) عن التتميم الجزئي السابق قائلًا: “من قرون مضت في صحراء مصر، ميّز الرب بين أولئك الذين كانوا مُعدَّين للدخول إلى أرض الموعد وأولئك الذين لم يكونوا كذلك. لذلك، سيتم استخدام سبي بابل للتمييز بين أولئك الذين سيُسمح لهم بالعودة وأولئك الذين سيتم حرمانهم.”
• تحدث ويرزبي (Wiersbe) عن تتميم الوعد النهائي اللاحق وقال: “سيتم استرداد إسرائيل لعلاقتها بالله المؤسسة على العهد، وسوف تختبر نِعَم العهد الجديد (١٨: ٣١؛ ٣٦: ٢٦-٢٧). ‘سأَعْزِلُ مِنْكُمُ الْمُتَمَرِّدِينَ’ (٢٠: ٣٨) ولن يُسمح لهم بالدخول إلى أرض إسرائيل والتمتع بنِعَم المملكة المسيانية.”
ثالثًا. الله يكشف عن ذاته من خلال الاسترداد والرحمة
أ ) الآية (٣٩): تحدي اختيار الرب أم الأصنام.
٣٩«أَمَّا أَنْتُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: اذْهَبُوا اعْبُدُوا كُلُّ إِنْسَانٍ أَصْنَامَهُ. وَبَعْدُ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي فَلاَ تُنَجِّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ بَعْدُ بِعَطَايَاكُمْ وَبِأَصْنَامِكُمْ.
١. أَمَّا أَنْتُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ: بعدما تم استعراض تاريخ إسرائيل من جهة الخطية وتاريخ رحمة الله على إسرائيل، حتى الوقت الحاضر، وبعد أن تحدث عن المستقبل، أعطاهم الرب الآن تحديًا.
٢. اذْهَبُوا اعْبُدُوا كُلُّ إِنْسَانٍ أَصْنَامَهُ: دعا الله شعبه إلى نقطة اتخاذ القرار. فإذا أرادوا أن يعبدوا أَصْنَامَهُم، فليتخذوا قرارهم ويفعلوا ذلك، وليصبحوا بابليين في كل شيء بما أنهم الآن في بابل.
٣. فَلاَ تُنَجِّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ بَعْدُ بِعَطَايَاكُمْ وَبِأَصْنَامِكُمْ: ما لم يريده الله من إسرائيل هو القلوب المنقسمة. عندما يأتون بعبادة الرب يهوه بقلوب تعبد الأصنام أيضًا، فإن ذلك يدنس الله واسمه. وبتعبير العهد الجديد، دعا الله إسرائيل لتكون حارة أو باردة، ولكن ليست فاترة بعد الآن (رؤيا ٣: ١٥-١٦).
ب) الآيات (٤٠-٤١): يُجمعون ثانية لعبادة الله بشكل صحيح.
٤٠لأَنَّهُ فِي جَبَلِ قُدْسِي، فِي جَبَلِ إِسْرَائِيلَ الْعَالِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، هُنَاكَ يَعْبُدُنِي كُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، كُلُّهُمْ فِي الأَرْضِ. هُنَاكَ أَرْضَى عَنْهُمْ، وَهُنَاكَ أَطْلُبُ تَقْدِمَاتِكُمْ وَبَاكُورَاتِ جِزَاكُمْ مَعَ جَمِيعِ مُقَدَّسَاتِكُمْ. ٤١بِرَائِحَةِ سُرُورِكُمْ أَرْضَى عَنْكُمْ، حِينَ أُخْرِجُكُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ، وَأَجْمَعُكُمْ مِنَ الأَرَاضِي الَّتِي تَفَرَّقْتُمْ فِيهَا، وَأَتَقَدَّسُ فِيكُمْ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ.
١. لأَنَّهُ فِي جَبَلِ قُدْسِي… هُنَاكَ يَعْبُدُنِي كُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ: لقد وعد الله بأنه عندما يتم استرداد إسرائيل إلى الأرض، سيعبد الناس الله مرة أخرى بطريقة يرْضَى عَنْهُا. وتحقق هذا الوعد عندما تم إعادة بناء الهيكل تحت قيادة عزرا وزربابل.
• يَعْبُدُنِي كُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ: “سيؤدون خدمة كهنوتية لله، لأن كلمة ’يَعْبُدُ‘ هي المصطلح التقني لخدمة الكهنوت (انظر إلى هذه المهمة في سفر الخروج ١٩: ٦).” فاينبرغ (Feinberg)
٢. بِرَائِحَةِ سُرُورِكُمْ أَرْضَى عَنْكُمْ، حِينَ أُخْرِجُكُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ: من الواضح أن الله يتوق إلى استعادة إسرائيل للأرض. وعندما يعيد الله الشعب من حيث قد فَرَّقْهمْ، سيكون ذلك مثل ذبيحة مرضية. كما أن ذلك سيمجِّد الله أمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ.
ج) الآيات (٤٢-٤٤): استعلان الله في استرداده ورحمته.
٤٢فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، حِينَ آتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، إِلَى الأَرْضِ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي لأُعْطِي آبَاءَكُمْ إِيَّاهَا. ٤٣وَهُنَاكَ تَذْكُرُونَ طُرُقَكُمْ وَكُلَّ أَعْمَالِكُمُ الَّتِي تَنَجَّسْتُمْ بِهَا، وَتَمْقُتُونَ أَنْفُسَكُمْ لِجَمِيعِ الشُّرُورِ الَّتِي فَعَلْتُمْ. ٤٤فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِذَا فَعَلْتُ بِكُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. لاَ كَطُرُقِكُمُ الشِّرِّيرَةِ، وَلاَ كَأَعْمَالِكُمُ الْفَاسِدَةِ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».
١. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، حِينَ آتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ: سيكون استرداد الله لإسرائيل إلى الأرض بمثابة إظهارًا قويًا لذاته، سواء بالنسبة لإسرائيل أو للعالم. وهذا صحيح بالنسبة للعودة من سبي بابل، وهو صحيح أيضًا بالنسبة لعودة إسرائيل إلى الأرض في عام ١٩٤٨.
٢. إِلَى الأَرْضِ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي لأُعْطِي آبَاءَكُمْ إِيَّاهَا: لقد وعد الله إبراهيم وأنسابه الذين دخلوا العهد معه بالأرض (تكوين ١٢: ١-٣). كانت هذه أرضهم، وظلت أرضهم حتى بعدما طردهم الله منها بسبب عصيانهم.
٣. وَهُنَاكَ تَذْكُرُونَ طُرُقَكُمْ وَكُلَّ أَعْمَالِكُمُ الَّتِي تَنَجَّسْتُمْ بِهَا: لن تُسلّم إسرائيل المستردة لنفس الخطايا التي ارتكبوها قبل السبي. سيمْقُتُونَ أَنْفُسَهمْ لِجَمِيعِ الشُّرُورِ الَّتِي فَعَلْوا.
• تَذْكُرُونَ طُرُقَكُمْ: “الاعتراف هو أول شيء في الإصلاح.” تراب (Trapp) “كما هو الحال في مكان آخر، لا تعني كلمة ‘زاكار’ [تَذْكُرُونَ] ببساطة ‘استدعاء الذاكرة،’ بل تعني ‘الاعتراف، وقبول المحاسبة، وقبول المسئولية من جهة سلوكهم.'” بلوك (Block)
• “وبمعنى محدود، يمكن تطبيق هذه الوعود على الاسترداد من الأسر البابلي؛ ولكن يجب أن يكون لها أيضًا التتميم الصحيح الكامل عندما يقبل اليهود يسوع كمخلص لهم، ونتيجة لذلك يتم إعادتهم من كل تشتيتاهم إلى أرضهم الخاصة.” كلارك (Clarke)
٤. أَنَا الرَّبُّ إِذَا فَعَلْتُ بِكُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. لاَ كَطُرُقِكُمُ الشِّرِّيرَةِ: إن رحمة الله الغامرة تجاه إسرائيل ستكون إظهارًا قويًا لوجود الرب يهوه وإظهار لطبيعته (فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ).
• “سيكون لإسرائيل فهم جديد للرب يهوه، وسيعرفون أن السبب الدائم لعمله هو مجد اسمه، وليس مجرد معاقبتهم على طرقهم الشريرة، وهذا يعني أن عقاب الرب يهوه لم يكن أبدًا مجرد انتقام، بل أن عمله دائمًا يتحرك نحو تحقيق قصد الأصلي الصالح لشعوب الأرض.” مورجان (Morgan)
رابعًا. دينونة تشبه حريق الغابة
“في النص العبري لسفر حزقيال، تُعتبر الآية ٤٥ من هذا الإصحاح هي بداية الإصحاح ٢١، حيث يكون الارتباط واضحًا ويتم شرح الرمز في خطاب نبوي مباشر.” فاينبرغ (Feinberg)
أ ) الآيات (٤٥-٤٨): دينونة على وَعْرِ الْجَنُوبِ.
٤٥وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: ٤٦«يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ التَّيْمَنِ، وَتَكَلَّمْ نَحْوَ الْجَنُوبِ، وَتَنَبَّأْ عَلَى وَعْرِ الْحَقْلِ فِي الْجَنُوبِ، ٤٧وَقُلْ لِوَعْرِ الْجَنُوبِ: اسْمَعْ كَلاَمَ الرَّبِّ. هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُضْرِمُ فِيكَ نَارًا فَتَأْكُلُ كُلَّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ فِيكَ وَكُلَّ شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ. لاَ يُطْفَأُ لَهِيبُهَا الْمُلْتَهِبُ، وَتُحْرَقُ بِهَا كُلُّ الْوُجُوهِ مِنَ الْجَنُوبِ إِلَى الشِّمَالِ. ٤٨فَيَرَى كُلُّ بَشَرٍ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ أَضْرَمْتُهَا. لاَ تُطْفَأُ».
١. يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ التَّيْمَنِ: أمر الله حزقيال أن يتَكَلَّمْ نَحْوَ الْجَنُوبِ. ويشير هنا إلى أرض يهوذا التي تقع جنوب المكان الذي كان فيه حزقيال (بابل). يتم تصوير يهوذا وأورشليم هنا كغابة جاهزة للحرق. لقد كانت أورشليم مليئة بالناس كما تكون الغابة مليئة بالأشجار.
• “يوجد في اللغة العبرية ثلاث كلمات مختلفة مستخدمة للتعبير عن [الْجَنُوبِ] (تيمنا، داروم، ونقب). من بين هذه، الكلمتان الأوليان كلمات شعرية عامة لوصف الاتجاه الجنوبي، في حين تشير الثالثة إلى منطقة جغرافية تحمل اسمًا، وتسمى في إسرائيل الحديثة النقب، والتي تقع جنوب تلال يهوذا.” تايلور (Taylor)
• “تَكَلَّمْ نَحْوَ (ضد) الْجَنُوبِ (وفقًا لبعض الترجمات الإنجليزية) وهذا المعنى يعادل في اللغة العبرية، والأكثر قربًا لكلمة ’ابصق نحو الجنوب‘ – ظهرت هذه الكلمة في هذا النص في سفر حزقيال فقط.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
• “الغابة الجنوبية المشار إليها تشير إلى مملكة يهوذا الجنوبية، وهي منطقة مغطاة بالغابات في عصر الكتابي، وحتى في النقب العلوي.” ألكسندر (Alexander)
٢. هأَنَذَا أُضْرِمُ فِيكَ نَارًا: سيأتي جيش بابل بقضاء مدمر ضد يهوذا وأورشليم. سيكون القضاء كاملًا لدرجة أنه سيحرق كل شيء – سواء كُلَّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ أو كُلَّ شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ – أنه على استعداد لحرق الذين من الواضح أن الدينونة أتت عليهم، وأيضًا أولئك الذين يبدون نسبيًا صالحين وأبرياء.
• “يصف حزقيال الرب يهوه كعدو يشعل الغابة، مشعلًا حريقًا لا يتوقف حتى يحترق كل فرع.” بلوك (Block)
• “إن تلك النار ستأكل كل شجرة خضراء وكذلك كل شجرة يابسة. الفكرة هي أن الصالحين والأشرار سيتألمون من الدمار الذي يسببه الغزاة الكلدانيون.” سميث (Smith)
٣. فَيَرَى كُلُّ بَشَرٍ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ أَضْرَمْتُهَا: سيكون القضاء الذي يفرضه الله على إسرائيل قويًا وشاملًا لدرجة أن العالم كله سيلاحظه.
ب) الآية (٤٩): شكوى النبي.
٤٩فَقُلْتُ: «آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ! هُمْ يَقُولُونَ: أَمَا يُمَثِّلُ هُوَ أَمْثَالًا؟».
١. آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ!: كان هذ توسلًا حارًا آخر من توسلات حزقيال لله.
٢. أَمَا يُمَثِّلُ هُوَ أَمْثَالًا؟: رفض شيوخ إسرائيل (حزقيال ٢٠: ١) وغيرهم رسالة حزقيال بل واحتقروها واعتبروها صعبة الفهم. كان فشلهم في فهم الرسالة أمرًا متعمدًا وسيتم إدانته.
• “يجد الناس صعوبة في فهم رسالة تكون مملة لهم… ومن المعروف جيدًا أن أي رسالة من الله تبدو صعبة الفهم للقلب غير المستعد.” فاينبرغ (Feinberg)