سفر حزقيال – الإصحاح ٨
رجاسات بالهيكل
أولًا. حزقيال يذهب إلى أورشليم في رؤيا
أ ) الآية (١): حزقيال، المشايخ، ويد السيد الرب.
١وَكَانَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ، فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ، فِي الْخَامِسِ مِنَ الشَّهْرِ، وَأَنَا جَالِسٌ فِي بَيْتِي، وَمَشَايِخُ يَهُوذَا جَالِسُونَ أَمَامِي، أَنَّ يَدَ السَّيِّدِ الرَّبِّ وَقَعَتْ عَلَيَّ هُنَاكَ.
١. وَكَانَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ، فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ: بدأ حزقيال ١: ٢ بسلسلة من الرؤى في السنة الخامسة من أسر الملك يهوياكين. وهنا نجد علامة زمنية جديدة تصف الرؤى التي حدثت بعد حوالي عام ونصف. هذه السلسلة من الرؤى نجدها في حزقيال الإصحاحات ٨ -١١.
• إن حزقيال ٨-١١ هو تسجيل لرؤيا واحدة طويلة. في بداية الرؤيا يرى حزقيال مجد الرب في الهيكل في أورشليم. بنهاية الرؤيا (الإصحاحات ١٠ و١١)، سوف يزول هذا المجد.
• “لقد قدمت لنا الرؤى أيضًا تاريخًا يتوافق مع ١٧ سبتمبر ٥٩٢ ق.م، لذلك يعتبر هذا التاريخ هو بعد مرور أكثر من عام على تلقي حزقيال دعوته النبوية. فاوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
٢. وَأَنَا جَالِسٌ فِي بَيْتِي، وَمَشَايِخُ يَهُوذَا جَالِسُونَ أَمَامِي: هذا يذكرنا بأن حزقيال كان له بيته الخاص، وأنه كان محترمًا بدرجة كافية كنبي الله لاستقبال مَشَايِخُ يَهُوذَا في بيته كمتفرجين.
• “لم يُذكر سبب وجودهم في بيت حزقيال، رغم أن حزقيال ١٤: ١-٣ و٢٠: ١ يشيران إلى أنهم جاءوا إليه كعادتهم لطلب كلمة من الرب.” بلوك (Block)
٣. أَنَّ يَدَ السَّيِّدِ الرَّبِّ وَقَعَتْ عَلَيَّ هُنَاكَ: لقد حدث ما رأيناه من قبل في حزقيال ١: ٣،٣: ١٤، ٣: ٢٢، شعر حزقيال بحضور الرب وقوته عليه.
ب) الآيات (٢-٤): حزقيال ينتقل في رؤيا إلى أورشليم.
٢فَنَظَرْتُ وَإِذَا شِبْهٌ كَمَنْظَرِ نَارٍ، مِنْ مَنْظَرِ حَقْوَيْهِ إِلَى تَحْتُ نَارٌ، وَمِنْ حَقْوَيْهِ إِلَى فَوْقُ كَمَنْظَرِ لَمَعَانٍ كَشِبْهِ النُّحَاسِ اللاَّمِعِ. ٣وَمَدَّ شِبْهَ يَدٍ وَأَخَذَنِي بِنَاصِيَةِ رَأْسِي، وَرَفَعَنِي رُوحٌ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَأَتَى بِي فِي رُؤَى اللهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ الدَّاخِلِيِّ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الشِّمَالِ، حَيْثُ مَجْلِسُ تِمْثَالِ الْغَيْرَةِ، الْمُهَيِّجِ الْغَيْرَةِ. ٤وَإِذَا مَجْدُ إِلهِ إِسْرَائِيلَ هُنَاكَ مِثْلُ الرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتُهَا فِي الْبُقْعَةِ.
١. فَنَظَرْتُ وَإِذَا شِبْهٌ كَمَنْظَرِ نَارٍ: رأى حزقيال شيئًا شِبْهٌ المثال الذي رآه في رؤيا الله ومجده في الإصحاح الأول (حزقيال ١:٢٧). كان هذا تمثيلًا لله في شِبْهٌ منظر بشري، وها نحن نرى الشيء نفسه هنا.
٢. وَمَدَّ شِبْهَ يَدٍ: في رؤيته، كان هناك شيء مثل يد مسك بحزقيال من شعره، ورُوحٌ رَفَعَه بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وحمله إلى أورشليم في الرؤيا.
• رأى حزقيال هذه الرؤيا الروحية لأورشليم في الأيام التي خدم فيها إرميا كنبي. كان ذلك في الفترة بين الغزو الثاني للبابليين وانتصارهم الأخير على أورشليم.
• “من الواضح من ١١: ٢٤ أنه لم يغادر بابل فعلًا. لقد نُقل بالروح إلى بابل بعد أن تمت الرؤى (١١: ٢٢-٢٥).” فاينبرغ (Feinberg)
• رأى حزقيال في هذه الرؤيا أربع رجاسات في الهيكل. ربما لم تكن بالمعنى الحرفي أي أن تلك الرجاسات كانت تحدث جميعًا في نفس الوقت في الهيكل فرأها حزقيال في الوقت الفعلي. لقد أظهر الله لحزقيال ما كان يحدث بشكل حرفي، بمعناه الظاهري والروحي.
تِمْثَالُ الْغَيْرَةِ المرتبط بالملك (حزقيال ٨: ٥-٦).
تصاوير (الصور) والمباخر المرتبطة بقادة المدينة (حزقيال ٨: ٧-١٣).
البكاء على تَمُّوز المرتبط بالنساء (حزقيال ٨: ١٤-١٥).
عبادة الشمس المرتبطة بالكهنة (حزقيال ٨: ١٦-١٨).
٣. إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ الدَّاخِلِيِّ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الشِّمَالِ: جاء حزقيال إلى الهيكل على وجه التحديد. فككاهن كان لديه اهتمام خاص ليس فقط بالهيكل، ولكن أيضًا بكل ما يحدث هناك.
٤. حَيْثُ مَجْلِسُ تِمْثَالِ الْغَيْرَة: من الواضح أن حزقيال رأى في رؤيته تمثال صنمي – تِمْثَالِ الْغَيْرَةِ – واقف في مَدْخَلِ الْبَابِ الدَّاخِلِيِّ. كان هذا على الأرجح خارج مبنى الهيكل نفسه مباشرة.
• كان هذا يُدعى تِمْثَالِ الْغَيْرَةِ لأنه يهيج الغيرة. أي أنه إهانة لله ولهيكله ولشعبه.” تايلور (Taylor)
• أزال حزقيا عبادة الأصنام من مملكة يهوذا (٢ ملوك ١٨: ١-٥)، لكن جاء ابنه منسّى وأعادها وجعلها أسوأ من أي وقت مضى، للدرجة التي فيها وضع صنمًا في الهيكل (٢ ملوك ٢١: ١-٧). وأكمل آمون ابن منسّى عبادة أبيه الوثنية التي صارت الدولة ترعاها. ثم جاء الملك يوشيا مطهرًا يهوذا من عبادة الأصنام وأحرق الصنم الذي وضعه منسّى في الهيكل (٢ ملوك ٢٣: ٤-٢٠). الآن نرى أن الصنم المعبود الذي كان في الهيكل قد عاد.
• “كلمة ’تمثال‘ في الأصل هي (semel) وهي كلمة موجودة في مكان واحد آخر فقط وذلك في تثنية ٤: ١٦ (حيث تمت ترجمتها ’صورة‘) وفي ٢ أخبار الأيام ٣٣: ٧ ، ١٥، أنها أشباه ’صنم‘ خاص أقامه الملك منسّى في الهيكل. وعلى الرغم من إزالة هذا المعبود فيما بعد، إلا أن استخدام حزقيال لهذه الكلمة قد يعني أنه تم إعادة نسخة طبق الأصل منه، إن لم يكن النسخة الأصلية. كما تُستخدم الكلمة أيضًا في الكتابات الفينيقية.” رايت (Wright)
٥. وَإِذَا مَجْدُ إِلهِ إِسْرَائِيلَ هُنَاكَ: رأى حزقيال في رؤيته ذات مَجْدُ الله الذي رآه فِي الْبُقْعَةِ. كان مجد الله حاضرًا في هيكل الله في أورشليم. هناك تناقض قوي بين هذا المَجْدُ والأوثان المنحطة وعبادة الأصنام التي سيراها حزقيال في بقية هذه الرؤيا.
• في (خروج ٤٠: ٣٤-٣٥) نرى أن مجد الله ملأ المسكن وبعد ذلك ملأ الهيكل (١ ملوك ٨: ١١). وبنهاية هذه الرؤيا (حزقيال ١٠-١١) لن يسكن مجد الرب في الهيكل.
ج ) الآية (٥): حزقيال ينظر إلى الشمال.
٥ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، ارْفَعْ عَيْنَيْكَ نَحْوَ طَرِيقِ الشِّمَالِ». فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ نَحْوَ طَرِيقِ الشِّمَالِ، وَإِذَا مِنْ شِمَالِيِّ بَابِ الْمَذْبَحِ تِمْثَالُ الْغَيْرَةِ هذَا فِي الْمَدْخَلِ.
١. ارْفَعْ عَيْنَيْكَ نَحْوَ طَرِيقِ الشِّمَالِ: إذا وقف أحد في مواجهة مدخل الهيكل، فسيكون الشِّمَالِ على الجانب الأيمن. لا نعرف في أي اتجاه كان على حزقيال أن يستدير، لكن تم توجيهه إلى طَرِيقِ الشِّمَالِ.
٢. مِنْ شِمَالِيِّ بَابِ الْمَذْبَحِ تِمْثَالُ الْغَيْرَةِ هذَا فِي الْمَدْخَلِ: كان هناك، مرة أخرى، تِمْثَالُ الْغَيْرَةِ هذا في مدخل الهيكل. سُمي هذا بتِمْثَالُ الْغَيْرَةِ لأنه كان يثير غيرة الله المقدسة.
• كان هناك ارتباطًا هامًا بين هذا التمثال والمدخل الشمالي (حزقيال ٨: ٣)، حيث تم ربط تِمْثَالُ الْغَيْرَةِ هذا بالملوكية والمَلك. “لقد كان هذا المدخل هو الأشرف من بين البوابات الثلاثة لأن القصر الملكي يقع على الجانب الشمالي من الهيكل، وكان الملك يستخدم هذا المدخل كلما ذهب للعبادة.” تايلور (Taylor)
د ) الآيات (٦-٨): رجاسات عظيمة ورجاسات أعظم.
٦وَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ مَا هُمْ عَامِلُونَ؟ الرَّجَاسَاتِ الْعَظِيمَةَ الَّتِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ عَامِلُهَا هُنَا لإِبْعَادِي عَنْ مَقْدِسِي. وَبَعْدُ تَعُودُ تَنْظُرُ رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ». ٧ثُمَّ جَاءَ بِي إِلَى بَابِ الدَّارِ، فَنَظَرْتُ وَإِذَا ثَقْبٌ فِي الْحَائِطِ. ٨ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، انْقُبْ فِي الْحَائِطِ». فَنَقَبْتُ فِي الْحَائِطِ، فَإِذَا بَابٌ.
١. الرَّجَاسَاتِ الْعَظِيمَةَ الَّتِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ عَامِلُهَا هُنَا: رأى حزقيال تمثال الغيرة، وأخبره الله أن هذه تمثل الرَّجَاسَاتِ الْعَظِيمَةَ التي لإسرائيل.
٢. لإِبْعَادِي عَنْ مَقْدِسِي: كانت عبادة الأوثان أمرًا شديد التأصل والثبات، كما كان شديد الإساءة لله للدرجة التي فيها أصر الله على الابتعاد (لإِبْعَادِي). لقد كان هذا مَقْدِسِه، إنه يخص الله، ولكن كان عليه أن يغادره بسبب تلك الرَّجَاسَاتِ الْعَظِيمَةَ.
٣. وَبَعْدُ تَعُودُ تَنْظُرُ رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ: إن ما رآه حزقيال كان سيئًا بما فيه الكفاية. ولكن الله وعده أن يريه ما هو أسوأ، رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ.
٤. يَا ابْنَ آدَمَ، انْقُبْ فِي الْحَائِط: ولكي يرى حزقيال رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ، كان عليه أن يثقب في الحائط حتى يرى في رؤياه ما بداخل الهيكل نفسه.
• “وبينما نحن قد نتحير حول كيفية قدرته على حفر ثقب في الحائط أو لماذا لا يستخدم المدخل الحالي لهذه الغرفة، فإن طبيعة الرؤية لهذه الوحدة بأكملها تزيل ضرورة الواقعية أو الاتساق المنطقي.” بلوك (Block)
• إن هذا يدل، على مستوى التطبيق الروحي، أن الأمر قد يتطلب بعض الجهد والطاقة لرؤيا الداخل حقًا. فقد لا يمكن رؤيا الحالة الحقيقية للأشياء، إذا سُمح فقط بالملاحظة البسيطة أو السطحية.
ثانيًا. حزقيال يرى ما وراء الحائط
أ ) الآيات (٩-١٢): أمور شريرة ورجال عميان.
٩وَقَالَ لِي: «ادْخُلْ وَانْظُرِ الرَّجَاسَاتِ الشِّرِّيرَةَ الَّتِي هُمْ عَامِلُوهَا هُنَا». ١٠فَدَخَلْتُ وَنَظَرْتُ وَإِذَا كُلُّ شَكْلِ دَبَّابَاتٍ وَحَيَوَانٍ نَجِسٍ، وَكُلُّ أَصْنَامٍ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، مَرْسُومَةٌ عَلَى الْحَائِطِ عَلَى دَائِرِهِ. ١١وَوَاقِفٌ قُدَّامَهَا سَبْعُونَ رَجُلًا مِنْ شُيُوخِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، وَيَازَنْيَا بْنُ شَافَانَ قَائِمٌ فِي وَسْطِهِمْ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتُهُ فِي يَدِهِ، وَعِطْرُ عَنَانِ الْبَخُورِ صَاعِدٌ. ١٢ثُمَّ قَالَ لِي: «أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا تَفْعَلُهُ شُيُوخُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فِي الظَّلاَمِ، كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَخَادِعِ تَصَاوِيرِهِ؟ لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: الرَّبُّ لاَ يَرَانَا! الرَّبُّ قَدْ تَرَكَ الأَرْضَ!».
١. كُلُّ شَكْلِ دَبَّابَاتٍ وَحَيَوَانٍ نَجِسٍ، وَكُلُّ أَصْنَامٍ: رأى حزقيال في رؤيته داخل الهيكل وفيه كل أنواع الأشياء النجسة والوثنية مَرْسُومَةٌ عَلَى الْحَائِطِ عَلَى دَائِرِهِ (أي في كل مكان). كان من المفترض أن يحتوي الجزء الداخلي من الهيكل على صور الكروبيم تحيط بعرش الله على الجدران، وبدلًا من ذلك صار عليها أصنام قذرة.
• لقد دعاها الله ’الرَّجَاسَاتِ الشِّرِّيرَةَ‘ إنها أشر الرجاسات، وهي بغيضة بطبيعتها، ومضاعفة في عددها أمامه.” بوله (Poole)
• “أجمع المترجمين على أن هذه كانت عبادات حيوانية تنتمي لمصر (راجع رومية ١: ٢٣). ربما شهدت هذه العبادة في مصر أعلى مستوياتها وأكثرها شمولًا في العصور القديمة.” فاينبرغ (Feinberg)
• “لقد تعلّم اليهود هذا الجزء من عبادة الأصنام من المصريين الذين عبدوا، بجنون، الثيران والحمير والماعز والكلاب والقطط والثعابين والتماسيح وطائر أبو منجل وما إلى ذلك.” تراب (Trapp)
٢. وَوَاقِفٌ قُدَّامَهَا سَبْعُونَ رَجُلًا مِنْ شُيُوخِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ: كان قادة إسرائيل هم من وقفوا أمام هذه التماثيل البغيضة والوثنية. وكان مع كل واحد منهم مِجْمَرَة ومنها ينبعث عِطْرُ عَنَانِ الْبَخُورِ صَاعِدٌ. كانوا يقدمون الخدمة الكهنوتية والبخور المرتبط بالصلاة وسط عبادة الأصنام والنجاسة.
• شُيُوخِ: “إنهم يشيرون إلى القادة العلمانيين الذين برزوا في أورشليم بعد سبي يهوياكين ورجاله (٢ ملوك ٢٤: ١٢-١٦). من الواضح أن هؤلاء كانوا رجالًا ذو شأن في المدينة.” بلوك (Block)
• يَازَنْيَا بْنُ شَافَان:َ “من المحتمل أن يكون شافان مرتبطًا بوزير خارجية يوشيا (٢ ملوك ٢٢: ٣)، وكان أخيقام، وهو أحد أبناء شافان، مؤيدًا ومؤثرًا على أرميا (إرميا ٢٦: ٢٤). من الواضح أن يَازَنْيَا كان الابن الضال لعائلة بارزة.” تايلور (Taylor)
٣. أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا تَفْعَلُهُ شُيُوخُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فِي الظَّلاَمِ، كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَخَادِعِ تَصَاوِيرِهِ: لقد أظهر الله لحزقيال أن الرؤيا كانت حول ما فعله قادة إسرائيل فِي الظَّلاَمِ، فِي مَخَادِعِ تَصَاوِيرِهِم. لم يكن الأمر متعلقًا بما فعله القادة في الهيكل، ولكن أن المكان الخفي في قلبهم كان مليئًا بالأفعال المظلمة وعبادة الأصنام – ومع ذلك استمروا في خدمتهم كما لو كان كل شيء على ما يرام.
• ربما شعر حزقيال بالصدمة عندما رأى أن كل قادة المدينة هؤلاء كانوا عابدين للأوثان في الخفاء.
• “لقد حملوا الأوثان التي بالهيكل إلى منازلهم الخاصة. مما يعني أن عبادة الأصنام التي تسيئ إلى الله كانت تتخلل كلٍ من العبادة العامة والخاصة. وكانوا هم راضين بشكل كبير عن كل هذا.” فاينبرغ (Feinberg)
• “بينما كان يتم مراعاة كل الشعائر الظاهرة بهيكل يهوه، فقد كانت كلها بمثابة العباءة التي تغطي أفكار القلب ورغباته وأنشطته. إن الحالة في هذه المرحلة هي الأكثر تلوثًا ويأسًا.” مورجان (Morgan)
• “من المؤكد تمامًا أن تلك الأفكار والتخيلات الشريرة لم تطبع نفسها على جدران القلب؟ آه، قد يكون الأمر كذلك. فما يبدو جميلًا وجذابًا في نظر الإنسان قد يُخفي وراءه أسرارًا مروعة، تظهر فقط أمام الله.” ماير (Meyer)
٤. الرَّبُّ لاَ يَرَانَا! الرَّبُّ قَدْ تَرَكَ الأَرْضَ: لقد التمسوا العذر لخطيتهم لأنهم لم يظنوا أن يهوه الرب يراهم، ولا يرى ما يدور في أذهانهم ولا في أفعالهم. كما أنهم التمسوا العذر لخطاياهم لأنهم اعتقدوا أن الله قد تَرَكَ إسرائيل، بينما هم في الواقع من قد تركوا الله.
• “ومع هذا النوع من التبرير سمحوا لأنفسهم بفعل أي شيء يرغبون فيه. إذا لم يكن الله موجودًا فلا أحد بحاجة لأن يشغل نفسه به. إنه أمر مأساوي أن نفس الموقف يحدث اليوم وموجود بين الكثير من الناس.” ألكسندر (Alexander)
• “إن ما يقوله الرجال في هذه الغرفة المظلمة عن الرب هو مجرد أكاذيب عنه، لكنه صحيح بالنسبة للصور التي يقفون أمامها.” بلوك (Block)
ب) الآيات (١٣-١٤): نساء يبكين على تموز.
١٣وَقَالَ لِي: «بَعْدُ تَعُودُ تَنْظُرُ رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ هُمْ عَامِلُوهَا». ١٤فَجَاءَ بِي إِلَى مَدْخَلِ بَابِ بَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي مِنْ جِهَةِ الشِّمَالِ، وَإِذَا هُنَاكَ نِسْوَةٌ جَالِسَاتٌ يَبْكِينَ عَلَى تَمُّوزَ.
١. بَعْدُ تَعُودُ تَنْظُرُ رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ: رأى حزقيال عبادة الأصنام خارج الهيكل والفساد بين القادة في الداخل. ومع ذلك، كانت هناك بعد رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ لينظرها.
• “لا نحتاج إذن إلى إرباك قارئنا بكثير من الكلام لنبين فيه أن هذه الآثام الأخيرة أعظم من تلك المذكورة قبلًا؛ فكلهم رجاسات عظيمة جدًا.” بوله (Poole)
٢. وَإِذَا هُنَاكَ نِسْوَةٌ جَالِسَاتٌ يَبْكِينَ عَلَى تَمُّوزَ: هذه هي الإشارة الوحيدة لـ ’تَمُّوز‘ في حزقيال والعهد القديم. لقد كان هذا مثالًا آخر على العبادة الوثنية، وكان تَمُّوز إلهًا يعبده الكثيرين في الدول المجاورة، وكان عبادته غالبًا مصحوبة مع طقوس غير أخلاقية أو غير نقيّة. فزع حزقيال بسبب وجود النساء هُنَاكَ في المكان المقدس المخصص للكهنة فقط، وهم هناك لأجل عبادة الأصنام غير الأخلاقية.
• “من المحتمل أن النبي كان يرى أن وجود النساء في الدار الداخلية هو تدنيس للهيكل.” فاوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
• جاءت عبادة تموز من بابل عبر الفينيقيين (الكنعانيين) ثم اليونانيين. لم يرد ذكر تموز في أي مكان آخر في الكتاب المقدس، كان تموز هو الإله البابلي دوموزي، وهو محبوب عشتار/عشتاروث، ويُعرف عادة مع أدونيس اليوناني.” فاينبرغ (Feinberg)
• “حدث أنه في الدورة الأسطورية الموسمية، مات في وقت مبكر من الخريف عندما ذبلت النباتات. واتسم إحياؤه بنحيب عشتاروث بظهور براعم الربيع وخصوبة الأرض. وقد تم تشجيع هذه التجديد والاحتفاء به من خلال مهرجانات الخصوبة الفاضحة.” ألكسندر (Alexander)
• “ارتبطت عبادة هذا الإله في العصور القديمة بأبسط الفجور. ومعها سلمت النساء أنفسهن تمامًا لأكثر الممارسات المخزية.” فاينبرغ (Feinberg)
ج) الآيات (١٥-١٦): الكهنة يعبدون الشمس.
١٥فَقَالَ لِي: «أَرَأَيْتَ هذَا يَا ابْنَ آدَمَ؟ بَعْدُ تَعُودُ تَنْظُرُ رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ». ١٦فَجَاءَ بِي إِلَى دَارِ بَيْتِ الرَّبِّ الدَّاخِلِيَّةِ، وَإِذَا عِنْدَ بَابِ هَيْكَلِ الرَّبِّ، بَيْنَ الرِّوَاقِ وَالْمَذْبَحِ، نَحْوُ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا ظُهُورُهُمْ نَحْوَ هَيْكَلِ الرَّبِّ وَوُجُوهُهُمْ نَحْوَ الشَّرْقِ، وَهُمْ سَاجِدُونَ لِلشَّمْسِ نَحْوَ الشَّرْقِ.
١. بَعْدُ تَعُودُ تَنْظُرُ رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ هُمْ عَامِلُوهَا: وعد الله حزقيال باستمرار أنه سيرى رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ وأعظم. هذه المرة، ستظهرهم رؤيته في دَارِ بَيْتِ الرَّبِّ الدَّاخِلِيَّةِ.
• “كانت عبادة الأوثان للسبعين شيخًا غير ظاهرة في الهيكل، لكن هؤلاء الرجال مارسوا عبادة الأصنام علانية!” ويرزبي (Wiersbe)
٢. نَحْوُ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا ظُهُورُهُمْ نَحْوَ هَيْكَلِ الرَّبِّ… وَهُمْ سَاجِدُونَ لِلشَّمْسِ نَحْوَ الشَّرْقِ: وقف هؤلاء الرجال حيث كان الكهنة يقفون عادة ليباركوا الشعب. ومع ذلك، كان الهيكل خلفهم والمذبح أمامهم (وُجُوهُهُمْ نَحْوَ الشَّرْقِ)، وَهُمْ سَاجِدُونَ لِلشَّمْسِ نَحْوَ الشَّرْقِ. لم يعبدوا الرب، حتى في هيكله – بل عبدوا الشمس، كما فعلت الأمم الوثنية الأخرى.
• إن عدد ومكان هؤلاء الرجال يجعل من المحتمل (وإن لم يكن مؤكدًا) أنهم كانوا كهنة. “إذا كانوا كهنة، فربما يكون العدد خمسة وعشرين لأنه كان هناك ممثل لكل من الفرق الأربع والعشرين للكهنة بالإضافة إلى رئيس الكهنة (راجع ١ أخبار الأيام ٢٣).” ألكسندر (Alexander)
• “أظهر هؤلاء المصلين ازدراءهم لله بوقوفهم بطريقة تجعلهم يعطون الهيكل ظهورهم بينما يوقرون الشمس (راجع ٢ ملوك ٢٣: ٥، ١١) وهم يعبدون المخلوق بدلًا من الخالق (رومية ١: ٢٥).” رايت (Wright)
• يعلّق بلوك (Block) عن منع عبادة الشَّمْسِ في إسرائيل: “بحسب ما نقرأه في ٢ ملوك ٢١: ٥ يبدو أن الشمس اكتسبت اهتمامًا ملكيًا في عهد منسّى، الذي بنى مذابح لكل جند السماء في ساحات الهيكل. من ٢ ملوك ٢٣: ١١-١٢ يمكن للمرء أيضًا أن يستنتج وجود خيل ومركبات الشمس عند مدخل الهيكل التي هدمها يوشيا وقد عاد منسّى وأقامها ثانية.”
د ) الآيات (١٧-١٨): وعد بالقضاء على كل هذه الرجاسات.
١٧وَقَالَ لِي: «أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ؟ أَقَلِيلٌ لِبَيْتِ يَهُوذَا عَمَلُ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي عَمِلُوهَا هُنَا؟ لأَنَّهُمْ قَدْ مَلأُوا الأَرْضَ ظُلْمًا وَيَعُودُونَ لإِغَاظَتِي، وَهَا هُمْ يُقَرِّبُونَ الْغُصْنَ إِلَى أَنْفِهِمْ. ١٨فَأَنَا أَيْضًا أُعَامِلُ بِالْغَضَبِ، لاَ تُشْفُقُ عَيْنِي وَلاَ أَعْفُو. وَإِنْ صَرَخُوا فِي أُذُنَيَّ بِصَوْتٍ عَال لاَ أَسْمَعُهُمْ».
١. أَقَلِيلٌ لِبَيْتِ يَهُوذَا عَمَلُ الرَّجَاسَاتِ: رأى حزقيال في رؤيته للهيكل تنوعًا رهيبًا في عبادة الأصنام والرَّجَاسَاتِ. اعتبر زعماء وسكان أورشليم كل هذا أنه أمر تافِه (قَلِيلٌ). بينما لم يراه الله هكذا.
٢. لأَنَّهُمْ قَدْ مَلأُوا الأَرْضَ ظُلْمًا: لم تكن هذه مجرد خطايا دينية أو روحية فقط. فرفضهم للرب ولعبادته الحقيقية أدى إلى انهيار النظام الاجتماعي.
• “لم يكتف سكان يهوذا بإغاظة الرب برجاساتهم. لكنهم ملأوا الأرض أيضًا بالظُلم، أي الفوضى الاجتماعية والعنف.” سميث (Smith)
٣. وَهَا هُمْ يُقَرِّبُونَ الْغُصْنَ إِلَى أَنْفِهِمْ: هذه عبارة غير مألوفة، وقد اُستخدمت هنا فقط في العهد القديم. لقد كان ذلك تعبيرًا غامضًا عن ازدراء الله.
• إن عبارة ’يُقَرِّبُونَ الْغُصْنَ إِلَى أَنْفِهِمْ‘ هي عبارة غامضة. قد فهم المفسرون اليهود أنها تشير إلى بعض الطقوس المثيرة والشريرة. فإذا كان عملًا طقسيًا في عبادة وثنية، فهو أمر خطير حقًا. ولكن لا يوجد مثل هذا العمل الطقسي بين الشعوب السامية. يأخذ بعضهم هذه العبارة على إنها إشارة تحمل ازدراء لله.” فاينبرغ (Feinberg)
• إن ’تقريب الغصن للأنف‘ يمكن وصفه ببساطة على أنه إيماءة وإشارة جسدية مُهينة، يتم استخدامها هنا بنوع من التلطيف للتعبير عن شعور يهوه تجاه الطريقة التي عامله بها رعاياه.” بلوك (Block)
• كان لدى رايت (Wright) فكرة أخرى: “يُمكن أن يكون الغصن الممسوك بالأنف تقليدًا لرمز الحياة المصري ’عنخ‘ الذي يُظهر في النحت وهو ممسوك بالأنف، أو ربما كان مرتبطًا بالنباتات المقدسة لتموز أو آلهة أخرى.”
• يجادل فاوتر (Vawter) وهوب (Hoppe) بأن النص قد تم إتلافه ويجب أن يُقرأ، ’غصن في أنفي.‘ “إن كل ما يقوله الرب هو أنه بدلًا من الرائحة السارة لعبادة الذبيحة الصادقة (لاويين ١: ٩ ، إلخ)، فإن ما يناله الله من بني إسرائيل يأتيه كرائحة كريهة في أنف الله.”
٤. فَأَنَا أَيْضًا أُعَامِلُ بِالْغَضَبِ، لاَ تُشْفُقُ عَيْنِي: بسبب عبادة أورشليم وخطاياها العظيمة واعتبار الناس لكل هذا أنه شيئًا قَلِيلٌ، تم التأكيد على دينونة الله، ولا يمكن التراجع عنها.
• “بسبب هذا الفساد المطلق للشعب، كان يهوه سيمضي في قضاءه ودينونته على الشعب، على الرغم من كل صراخ الشعب الصاخب.” مورجان (Morgan)
• “يؤكد الرب بأنه من الآن فصاعدًا ستُغلق أذنيه أمام كل توسلات لطلب الرحمة…. لن يسمح لقلبه أن يغيّر رأيه.” بلوك (Block)