سفر إرميا – الإصحاح ١٧
حماقة الثقة الموضوعة في غير مكانها
أولًا. عمق خطية يهوذا
أ ) الآيات (١-٤): قلم وورقة لخطية يهوذا
١خَطِيَّةُ يَهُوذَا مَكْتُوبَةٌ بِقَلَمٍ مِنْ حَدِيدٍ، بِرَأْسٍ مِنَ ٱلْمَاسِ مَنْقُوشَةٌ عَلَى لَوْحِ قَلْبِهِمْ وَعَلَى قُرُونِ مَذَابِحِكُمْ. ٢كَذِكْرِ بَنِيهِمْ مَذَابِحَهُمْ، وَسَوَارِيَهُمْ عِنْدَ أَشْجَارٍ خُضْرٍ عَلَى آكَامٍ مُرْتَفِعَةٍ. ٣يَا جَبَلِي فِي ٱلْحَقْلِ، أَجْعَلُ ثَرْوَتَكَ، كُلَّ خَزَائِنِكَ لِلنَّهْبِ، وَمُرْتَفَعَاتِكَ لِلْخَطِيَّةِ فِي كُلِّ تُخُومِكَ. ٤وَتَتَبَرَّأُ وَبِنَفْسِكَ عَنْ مِيرَاثِكَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتُكَ إِيَّاهُ، وَأَجْعَلُكَ تَخْدِمُ أَعْدَاءَكَ فِي أَرْضٍ لَمْ تَعْرِفْهَا، لِأَنَّكُمْ قَدْ أَضْرَمْتُمْ نَارًا بِغَضَبِي تَتَّقِدُ إِلَى ٱلْأَبَدِ.
١. خَطِيَّةُ يَهُوذَا مَكْتُوبَةٌ بِقَلَمٍ مِنْ حَدِيدٍ: عندما يبدأ النبي بوصف طبيعة خطية يهوذا ومداها، فإنه يبدأ باستعارة تؤكد تمرد يهوذا وعنادها تجاه الله. فقد نُقشت خطاياهم بعمق فيهم، كما لو أنها نُقشت بقلم من حديد له رأس من الماس. فلا يوجد ما هو سطحي حول حالتهم الآثمة.
• “كان قلم الحديد يُستخدم لنقش كتابات في الصخر أو الحجارة. وليس الهدف من الاستعارة هنا الإشارة إلى صلابة المواد المستخدمة، بل إلى تعذُّر محو ما هو مكتوب.” كوندال (Cundall)
٢. عَلَى لَوْحِ قَلْبِهِمْ وَعَلَى قُرُونِ مَذَابِحِكُمْ: كانت الخطية محفورة بعمق في قلوب الشعب وأعمالهم الدينية. فكانت هذه تحمل علامات عصيان يهوذا العنيد، والتي يتعذّر محوها.
• “لم يكن الذنب مكتوبًا فحسب في كل مكان من قلوب الشعب، بل كان محفورًا فيها ومنقوشًا بحيث لا سبيل إلى محوه.” كيدنر (Kidner)
• “لا يمكن أن تحل الطاعة محل التمرد إلا عندما يكتب الله شريعته على قلب شعبه.” ثومبسون (Thompson)
• “ربما تكون الإشارة إلى “قرون مذابحكم” إلى مذابح البعل.” فينبيرغ (Feinberg)
٣. كَذِكْرِ بَنِيهِمْ: يدوم النقش على ألواح حجرية لعدة أجيال. وبنفس الطريقة، فإن نقش الخطية على القلب والمذابح تشق مسارًا آثمًا لأجيال قادمة. إذ كانت خطيتهم مكتوبة بعمق في مثل هذه المواضع بحيث ستُقرأ لأجيال.
٤. وَأَجْعَلُكَ تَخْدِمُ أَعْدَاءَكَ: وعد الله بأن يدين يهوذا على هذه الخطايا المنقوشة بعمق – ولا سيما عبادة الأوثان باستخدام التماثيل الخشبية على المرتفعات.
ب) الآيات (٥-٨): حماقة الثقة بالإنسان
٥هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مَلْعُونٌ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ ٱلْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ ٱلرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ. ٦وَيَكُونُ مِثْلَ ٱلْعَرْعَرِ فِي ٱلْبَادِيَةِ، وَلَا يَرَى إِذَا جَاءَ ٱلْخَيْرُ، بَلْ يَسْكُنُ ٱلْحَرَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، أَرْضًا سَبِخَةً وَغَيْرَ مَسْكُونَةٍ. ٧مُبَارَكٌ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى ٱلرَّبِّ، وَكَانَ ٱلرَّبُّ مُتَّكَلَهُ، ٨فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ، وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا، وَلَا تَرَى إِذَا جَاءَ ٱلْحَرُّ، وَيَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ، وَفِي سَنَةِ ٱلْقَحْطِ لَا تَخَافُ، وَلَا تَكُفُّ عَنِ ٱلْإِثْمَارِ.
١. مَلْعُونٌ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ: يمكن للمرء أن يقول إن هذه اللعنة لا تحتاج إلى نشاط خاص من قبل الله. فهي ببساطة مرتبطة بوضع الثقة في غير مكانها الصحيح، كالثقة بإنسان متسم بالتقصير وقابل لارتكاب الخطية والخطأ. وهذا صحيح بشكل خاص لأن المرء يجعل من الإنسان قوته، مبتعدًا بهذا بقلبه عن الرب.
٢. وَيَكُونُ مِثْلَ ٱلْعَرْعَرِ فِي ٱلْبَادِيَةِ: يصور إرميا شجيرة ضعيفة جافة في الصحراء تموت من الجفاف. وهذه صورة الشخص (سواء أكان مؤمنًا أم غير مؤمن) الذي يتكل على الإنسان بدلًا من الرب. فهو جاف وغير مستدام.
• “يمكن أن تكون الشجيرة في إرميا ١٧: ٦ العرعر القزم، والذي هو بالكاد على قيد الحياة في منطقة قليلة الأمطار وتربة سيئة.” كوندال (Cundall)
• مِثْلَ ٱلْعَرْعَرِ فِي ٱلْبَادِيَةِ: “يقول نوجاه هاروفيني (Nogah Hareuveni)، وهو خبير في نباتات الكتاب المقدس، إن اسم الشجرة هذه هي Arar ويشبه صوت هذه اللفظة كلمة تعني ’ملعون،‘ وهي Arur وهذا جزء من تلاعب الألفاظ، وهو أمر أساسي في هذه القصيدة.” تفيربيرغ (Tverberg)
• يسمّي البدو هذه الشجرة “الليمونة الملعونة” أو “تفاحة سدوم”، لأنها تنمو في أراض مالحة صحراوية تحيط بالبحر الميت حيث كانت سدوم وعمورة ذات يوم. وحسب أساطير البدو، عندما دمّر الله سدوم، لعن هذه الشجرة أيضًا. وعندما تُفتح الثمرة، فإنها تُصدر صوت Pssst وهي مجوفة وممتلئة بالشبكات والغبار وحفرة جافة. تفيربيرغ (Tverberg)
• “من المثير للاهتمام أن الشجرة الملعونة تبدو صحية ووفيرة، كما لو أنها صمدت حتى في أوقات صعبة، وما زالت تبلي بلاء في الحياة.” تفيربيرغ (Tverberg)
٣. مُبَارَكٌ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى ٱلرَّبِّ: وبالمقابلة، فإن من يتكل على الرب، فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ وذات أغصان دائمة الاخضرار. وقد استخدم إرميا هذه الصورة من المزمور الأول الذي يطوّب كل من يلهج بكلمة الرب (مزمور ١: ١-٣). وبمعنى ما، فإن إرميا يرى أن الثقة بالرب هي نفسها التلذذ بكلمته.
• “بما أن إرميا يقدم تنويعين لموضوع المزمور الأول هنا في ١٧: ٥-٨ وفي ١٢: ١-٢، يبدو أنه أمر محتمل أن المزمور الأول كان متاحًا للنبي.” ثومبسون (Thompson)
ج) الآيات (٩-١٠): حماقة اتكال المرء على قلبه
٩اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟ ١٠أَنَا ٱلرَّبُّ فَاحِصُ ٱلْقَلْبِ مُخْتَبِرُ ٱلْكُلَى لِأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.
١. اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الثقة بالقلب مجرد طريقة أخرى للثقة بالإنسان. وحتى هذه اللحظة، قدّم النبي بعض الأسباب لتوخّي الحذر بشأن ميول القلب واتجاهاته. ولاحظَ كيف أن قلب شعب يهوذا قد ضلّلهم.
• “فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُمِيلُوا أُذُنَهُمْ، بَلْ سَلَكُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي عِنَادِ قَلْبِهِ ٱلشِّرِّيرِ. فَجَلَبْتُ عَلَيْهِمْ كُلَّ كَلَامِ هَذَا ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي أَمَرْتُهُمْ أَنْ يَصْنَعُوهُ وَلَمْ يَصْنَعُوهُ” (إرميا ١١: ٨)
• “فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِي: «بِٱلْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ ٱلْأَنْبِيَاءُ بِٱسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ، وَلَا أَمَرْتُهُمْ، وَلَا كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ” (إرميا ١٤: ١٤).
• “وَأَنْتُمْ أَسَأْتُمْ فِي عَمَلِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِكُمْ. وَهَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ وَرَاءَ عِنَادِ قَلْبِهِ ٱلشِّرِّيرِ حَتَّى لَا تَسْمَعُوا لِي” (إرميا ١٦: ١٢)
٢. اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: غالبًا ما تخدعنا قلوبنا، حيث تقدّم إشباع القلب كمفتاح للسعادة. وليس ما نرغب فيه في الغالب هو ما نحتاج إليه. وتفشل النصيحة التي تقول: ’كن صادقًا مع قلبك‘ عندما يكون اَلْقَلْبُ أَخْدَعَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
• “يشير القلب في استخدامات العهد القديم إلى الكيان الداخي الكلي الذي يتضمن العقل أيضًا. فمن القلب يأتي العمل والإرادة.” فينبيرغ (Feinberg)
• يوصف هنا بوضوح وبوفرة فساد القلب البشري وانحرافه. فهو ممتلئ عهارةً وثقةً بالمخلوق. وهو الخادع والمخدوع. وليته يُنظر إليه بعمق وبشكل ملائم هكذا.” تراب (Trapp)
٣. وَهُوَ نَجِيسٌ (شرير بشكل لا فكاك منه): ليس القلب خدّاعًا فحسب، لكنه شرير أيضًا، وبشكل لا شفاء منه. فقد انقاد كثيرون إلى التمرد والعصيان والندم الشديد باتِّباع قلوبهم، من دون تغيير قلوبهم والحكم عليه بمقياس الحق الإلهي. فالنصيحة التي تقول لك ’اتبع قلبك‘ سيئة عندما يكون القلب نجيسًا(شريرًا بشكل لا فكاك منه).
• يبدو أن المعنى العبري لكلمة ’نجيس‘ ينطوي على المرض أكثر منه على الفساد. “الطبيعة البشرية غير المجدَّدة هي في حالة يائسة من دون النعمة الإلهية. وتترجم هذه الكلمة العبرية إلى ’ مريض بشكل خطير،‘ و’فاسد بشكل يائس،‘ و’مريض بشكل يائس.‘” هاريسون (Harrison)
• بالنسبة للمؤمن تحت العهد الجديد، فإننا نملك قلبًا جديدًا (حزقيال ٣٦: ٢٦)، ونحن خليقة جديدة (٢ كورنثوس ٥: ١٧)، وإنسان جديد على مثال يسوع (أفسس ٤: ٢٤؛ كولوسي ٣: ١٠). ومع ذلك، يبقى هنالك عنصر من الخطية والجسد في المؤمن. وبما أن إرميا استخدم تعبير ’القلب‘ بشكل عام، يمكننا القول إن هويتنا ليست خداعة وشريرة بشكل لا فكاك منه. ومع ذلك، ينبغي أن نتعامل مع عنصر من الخداع والشر الداخليين.
٤. مَنْ يَعْرِفُهُ؟: خداع القلب وشرّه متقدمان بما يكفي أن المرء نفسه ربما لا يفهم أو يعرف قلبه. ويواجه الخارجون صعوبة في تمييز قلوب الآخرين.
٥. أَنَا ٱلرَّبُّ فَاحِصُ ٱلْقَلْبِ مُخْتَبِرُ ٱلْكُلَى: رغم أن معرفة المرء لقلبه أو قلوب الآخرين أمر صعب، ومستحيل أحيانًا، إلا أن الله يبحث، ويفحص، ويختبر القلب والعقل. ومن الحكمة أن نثق بما يقوله الله أكثر مما نثق بأنفسنا، أو بما نعتقده أو نشعر به تجاه أنفسنا.
• مُخْتَبِرُ ٱلْكُلَى: “تعبير ’الكلى‘ موازٍ لتعبير القلب، وهو يدل على العناصر الخفية في طبيعة الإنسان الأخلاقي وشخصيته. فلا يَخفى على الله أي شيء.” ثومبسون (Thomspon)
• “يُدعى الرب من قبل الرسل في أعمال الرسل ١: ٢٤ بأنه “عارف القلوب” Kardiognwsthv ولا تنطبق هذه الصفة إلا عليه وحده. ويمكننا أن نستمد منه الإرشادات التي يمكننا أن نعرف أنفسنا بها بمقدار ما.” كلارك (Clarke)
٦. لِأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ: لأن الله يعرف قلب الإنسان وفكره بشكل كامل، فإن حكمه عليه صحيح. فالله يعلم إلى أي مدى يبرر أو يدين القلب أفعال الإنسان.
د ) الآية (١١): حماقة الثقة بالغنى
١١حَجَلَةٌ تَحْضُنُ مَا لَمْ تَبِضْ مُحَصِّلُ ٱلْغِنَى بِغَيْرِ حَقٍّ. فِي نِصْفِ أَيَّامِهِ يَتْرُكُهُ وَفِي آخِرَتِهِ يَكُونُ أَحْمَقَ.
١. حَجَلَةٌ تَحْضُنُ مَا لَمْ تَبِضْ مُحَصِّلُ ٱلْغِنَى بِغَيْرِ حَقٍّ: تناول إرميا للتو حماقة ثقة المرء بقلبه. وهو الآن يذكر مثلًا يُقصَد به إظهار حماقة الثقة بالغنى. وهو لا يدين كل أنواع الغنى، بل ذلك النوع الذي يُكتَسب بغير حق.
• “وهكذا، فإن أثرياء كثيرين يغزلون خيطًا جميلًا يخنقون به أنفسهم زمنيًّا وأبديًّا.” تراب (Trapp)
٢. فِي نِصْفِ أَيَّامِهِ يَتْرُكُهُ: حسب المثل القديم، كانت الحجلة تجلس على بيض الطيور الأخرى. وعندما تفقس، فإن صغار الطيور تترك الحجلة لأنها لا تنتمي إلى ذلك الطير. وبنفس الطريقة، سيترك المرء غناه عندما يقف أمام الله في دينونة. وفي النهاية، سيفهم أنه كان أحمق في ثقته بمكاسبه غير المشروعة.
• “المكاسب غير المشروعة مثل طير لم تفقس صغارها، ولهذا ستخسرها.” فينبيرغ (Feinberg)
• “يشير ذِكر الحجلة إلى الاعتقاد السائد بأنها تفقس بيض الطيور الأخرى. فحالما تدرك الصغار الطبيعة الزائلة للأم تغادر العش. وبنفس الطريقة، تختفي الثروات المكتسبة ظُلمًا بمجرد أن يعتمد مالكها عليها للأمان.” هاريسون (Harrison)
هـ) الآيات (١٢-١٣): حماقة عدم الثقة بإله كل مجد
١٢كُرْسِيُّ مَجْدٍ مُرْتَفِعٌ مِنَ ٱلِٱبْتِدَاءِ هُوَ مَوْضِعُ مَقْدِسِنَا. ١٣أَيُّهَا ٱلرَّبُّ رَجَاءُ إِسْرَائِيلَ، كُلُّ ٱلَّذِينَ يَتْرُكُونَكَ يَخْزَوْنَ. «ٱلْحَائِدُونَ عَنِّي فِي ٱلتُّرَابِ يُكْتَبُونَ، لِأَنَّهُمْ تَرَكُوا ٱلرَّبَّ يَنْبُوعَ ٱلْمِيَاهِ ٱلْحَيَّةِ».
١. كُرْسِيُّ مَجْدٍ مُرْتَفِعٌ مِنَ ٱلِٱبْتِدَاءِ هُوَ مَوْضِعُ مَقْدِسِنَا: يُظهر إرميا حماقة الاتكال على أي شيء آخر غير الرب. وهو يبيّن هذا بالمقابلة مع عظمة الاتكال على الله المتوج رمزيًا في الهيكل في أورشليم مَوْضِع مَقْدِسِنَا.
• “إن تعبير ’كرسي مجد‘ (أو الكرسي المجيد) إشارة إلى الهيكل، حيث كان حضور الرب معروفًا بين شعبه.” ثومبسون (Thompson)
• كُرْسِيُّ مَجْدٍ مُرْتَفِعٌ: “يمكن وصف هذا على أنه أحد أعظم التعابير المستخدمة في العهد القديم. فهو يعبّر عن أعمق سر في الحياة يعطي اكتشافه للنفس سلامًا دائمًا، واتزانًا، وقوة، مهما كانت الظروف الحالية.” مورجان (Morgan)
• “الكرسي هُوَ مَوْضِعُ مَقْدِسِنَا. ويجد المرء في سلطة ذلك الكرسي، وعمله التنفيذي، وإدارته أمانًا وملجأ من كل القوى التي ضده.” مورجان (Morgan)
• “كما أن المتكل على الإنسان ملعون، فإن المتكل على الله مبارَك. ويمثّل الرب هنا على أنه في هيكله. وينبغي أن يلجأ الجميع إليه من أجل نعمته. إنه دعم مجيد لكل الذين يتكلون عليه.” كلارك (Clarke)
٢. أَيُّهَا ٱلرَّبُّ رَجَاءُ إِسْرَائِيلَ: كان الرب رجاء إسرائيل الواثق، حتى لو ابتعد عنه كثيرون. وسيلاحَظ الذين يبتعدون عنه ويُكتَبون في التراب (ٱلْحَائِدُونَ عَنِّي فِي ٱلتُّرَابِ يُكْتَبُونَ)، وسيخجلون لرفضهم الأحمق له.
ثانيًا. صلاة إرميا للإنقاذ
أ ) الآيات (١٤-١٧): صلاة للخلاص والحماية
١٤ اِشْفِنِي يَا رَبُّ فَأُشْفَى. خَلِّصْنِي فَأُخَلَّصَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ تَسْبِيحَتِي. ١٥هَا هُمْ يَقُولُونَ لِي: «أَيْنَ هِيَ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ؟ لِتَأْتِ!» ١٦أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَعْتَزِلْ عَنْ أَنْ أَكُونَ رَاعِيًا وَرَاءَكَ، وَلَا ٱشْتَهَيْتُ يَوْمَ ٱلْبَلِيَّةِ. أَنْتَ عَرَفْتَ. مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ كَانَ مُقَابِلَ وَجْهِكَ. ١٧لَا تَكُنْ لِي رُعْبًا. أَنْتَ مَلْجَإِي فِي يَوْمِ ٱلشَّرِّ.
١. اِشْفِنِي يَا رَبُّ فَأُشْفَى. خَلِّصْنِي فَأُخَلَّصَ: على نقيض شعب يهوذا الحمقى الذين اتكلوا على قلوبهم أو على غناهم، تطلّع إرميا إلى الرب، إلى عهد إسرائيل. إذ كان واثقًا بأن الشفاء والخلاص من الرب سيكونان حقيقيين.
• يصعب القول إن كان الشفاء الذي طلبه إرميا حرفيًّا أم روحيًّا في طبيعته. لكن في الصورة الأكبر، فإن هذا لا يهم كثيرًا. فكلاهما حقيقي، وقدرته على شفائنا جسديًّا وروحيًّا أمر حقيقي ومثبَّت.
٢. أَنْتَ تَسْبِيحَتِي: حتى في احتياج إرميا إلى الشفاء والخلاص، أمكن له أن يسبّح الله، بل جعل الرب تسبيحته. ورغم أن آخرين طالبوا في كبرياء بإعلان فوري لله وقوّته، إلا أن النبي كان مستعدًّا للانتظار والثقة بالرب.
٣. أَمَّا أَنَا: في سلسلة من التصريحات الموجزة، دافع النبي عن خدمته وبرّرها أمام الرب. وقد فعل هذا بالمقابلة مع الذين طالبوا الله بجلب إعلان وحلٍّ فوريين.
• لَمْ أَعْتَزِلْ عَنْ أَنْ أَكُونَ رَاعِيًا وَرَاءَكَ: كان إرميا واثقًا بدعوة الله على حياته.
• وَلَا ٱشْتَهَيْتُ يَوْمَ ٱلْبَلِيَّةِ: تحدّث إرميا كثيرًا عن الدينونة القادمة، لكنه لم يكن يرغب فيها. فكانت هذه رسالة مؤلمة له في تقديمها.
• أَنْتَ عَرَفْتَ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ: أمكن لإرميا أن يحتكم إلى الله باعتباره ذاك الذي سمع رسالة النبي وحكم عليها، حيث رأى أنها كانت أمينة لصوت الله وقلبه.
• أَنْتَ مَلْجَإِي فِي يَوْمِ ٱلشَّرِّ: جاهر إرميا بثقته بالله وبأنه وحده رجاؤه، لا في حماقة معظم شعب يهوذا.
“عادة ما تشير كلمة ’الراعي‘ إلى ملك. لكنها تشير هنا إلى إرميا كقائد للشعب.” فينبيرغ (Feinberg)
ب) الآية (١٨): صلاة من أجل تبرير نبي الله
١٨لِيَخْزَ طَارِدِيَّ وَلَا أَخْزَ أَنَا. لِيَرْتَعِبُوا هُمْ وَلَا أَرْتَعِبْ أَنَا. اِجْلِبْ عَلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلشَّرِّ وَٱسْحَقْهُمْ سَحْقًا مُضَاعَفًا.
١. لِيَخْزَ طَارِدِيَّ: كان إرميا جزءًا من تقليد طويل من الأنبياء ورجال الله في إسرائيل الذين صرخوا إلى الله لأجل الدفاع والحماية. كانت هذه صلاة انتقام، لكنها تركت الانتقام في يد الرب.
٢. وَلَا أَخْزَ أَنَا: لأنه أمكن لإرميا أن يدافع عن عمله ويبرره أمام الله، فقد صلى بثقة أن يدافع الله عنه ويبرره، ويجلب الخزي والرعب والهلاك والدمار على أعدائه ومضطهِديه.
ثالثًا. مثل لعصيان يهوذا: انتهاك السبت
أ ) الآيات (١٩-٢٣): إرميا يقدم رسالة للشعب: أطيعوا وصية الرب حول السبت
١٩هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ لِي: «ٱذْهَبْ وَقِفْ فِي بَابِ بَنِي ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ مُلُوكُ يَهُوذَا وَيَخْرُجُونَ مِنْهُ، وَفِي كُلِّ أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ، ٢٠وَقُلْ لَهُمُ: ٱسْمَعُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ يَا مُلُوكَ يَهُوذَا، وَكُلَّ يَهُوذَا، وَكُلَّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ ٱلدَّاخِلِينَ مِنْ هَذِهِ ٱلْأَبْوَابِ. ٢١هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: تَحَفَّظُوا بِأَنْفُسِكُمْ وَلَا تَحْمِلُوا حِمْلًا يَوْمَ ٱلسَّبْتِ وَلَا تُدْخِلُوهُ فِي أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ، ٢٢وَلَا تُخْرِجُوا حِمْلًا مِنْ بُيُوتِكُمْ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ، وَلَا تَعْمَلُوا شُغْلًا مَّا، بَلْ قَدِّسُوا يَوْمَ ٱلسَّبْتِ كَمَا أَمَرْتُ آبَاءَكُمْ. ٢٣فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُمِيلُوا أُذُنَهُمْ، بَلْ قَسَّوْا أَعْنَاقَهُمْ لِئَلَّا يَسْمَعُوا وَلِئَلَّا يَقْبَلُوا تَأْدِيبًا.
١. ٱسْمَعُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ يَا مُلُوكَ يَهُوذَا، وَكُلَّ يَهُوذَا، وَكُلَّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ: قدّم إرميا، بتوجيه من الرب، رسالة علنية قوية لكل يهوذا وأورشليم، لملوكهم وللعامّة. وستكشف استجاباتهم لهذه الرسالة خضوعهم للرب أو تمردهم عليه.
• بَابِ بَنِي ٱلشَّعْبِ: “موقع ’باب بنيامين‘ أو ’باب العلمانيين‘ أو العامّة (بَنِي ٱلشَّعْبِ) غير مؤكد. لكن يبدو أنه كان يُستخدم من قبل أشخاص غير الكهنة واللاويين.” هاريسون (Harrison)
٢. وَلَا تَحْمِلُوا حِمْلًا يَوْمَ ٱلسَّبْتِ: كرر إرميا ببساطة الأوامر المتعلقة بالسبت التي وافقت عليها إسرائيل كجزء من العهد السيناوي (خروج ٢٠: ٨-١١). وذكّرهم بأن هذا هو ’كَمَا أَمَرْتُ آبَاءَكُمْ.‘
• “تذكّرنا عدة عبارات في هذه الآيات بقوة بالوصايا العشرة التي تضمنت صيغة شريعة السبت.” ثومبسون (Thompson)
٣. فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُمِيلُوا أُذُنَهُمْ، بَلْ قَسَّوْا أَعْنَاقَهُمْ لِئَلَّا يَسْمَعُوا وَلِئَلَّا يَقْبَلُوا تَأْدِيبًا: قدم إرميا رسالة واضحة متجذرة في إعلان إلهي سابق. غير أن الملوك والعامّة رفضوا كلمة الرب مستمرين في التعامل مع السبت كأي يوم آخر.
ب) الآيات (٢٤-٢٧): بركة موعودة للطاعة، ولعنة للعصيان
٢٤وَيَكُونُ إِذَا سَمِعْتُمْ لِي سَمْعًا، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَلَمْ تُدْخِلُوا حِمْلًا فِي أَبْوَابِ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ، بَلْ قَدَّسْتُمْ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ وَلَمْ تَعْمَلُوا فِيهِ شُغْلًا مَّا، ٢٥أَنَّهُ يَدْخُلُ فِي أَبْوَابِ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ مُلُوكٌ وَرُؤَسَاءُ جَالِسُونَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ، رَاكِبُونَ فِي مَرْكَبَاتٍ وَعَلَى خَيْلٍ، هُمْ وَرُؤَسَاؤُهُمْ رِجَالُ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ، وَتُسْكَنُ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. ٢٦وَيَأْتُونَ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا، وَمِنْ حَوَالَيْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ أَرْضِ بِنْيَامِينَ وَمِنَ ٱلسَّهْلِ وَمِنَ ٱلْجِبَالِ وَمِنَ ٱلْجَنُوبِ، يَأْتُونَ بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ وَتَقْدِمَاتٍ وَلُبَانٍ، وَيَدْخُلُونَ بِذَبَائِحِ شُكْرٍ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ. ٢٧وَلَكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي لِتُقَدِّسُوا يَوْمَ ٱلسَّبْتِ لِكَيْلَا تَحْمِلُوا حِمْلًا وَلَا تُدْخِلُوهُ فِي أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ، فَإِنِّي أُشْعِلُ نَارًا فِي أَبْوَابِهَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ وَلَا تَنْطَفِئُ.
١. وَيَكُونُ إِذَا سَمِعْتُمْ لِي سَمْعًا: تكلّم إرميا نيابة عن الرب واعدًا أهل أورشليم ويهوذا، إذا أطاعوا هذه الوصية بشكل جذري، فسيحفظ الله مدينتهم ومملكتهم (مُلُوكٌ وَرُؤَسَاءُ جَالِسُونَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ).
• لم يكن الأمر كما لو أن السبت هو الوصية المهمة الوحيدة عند الله، لكن هذا العرض لأورشليم ويهوذا كان مجرد نقطة اختبار. فإذا كانوا مستعدين لطاعة الله بشكل جذري في هذه النقطة، فإن هذا سيشير إلى توبة حقيقية وخضوع لله سيمتد إلى كل النقاط الأخرى، تمامًا كما أن طاعة آدم أو عصيانه لوصية عدم الأكل من الشجرة المحرمة في جنة عدن ستمثّل موقفه من الرب.
• “تُذكَر هنا عدة مناطق في يهوذا (الآية ٢٦)، وكانت ما زالت ممتلَكة من يهوذا وبنيامين. وكانت أرض بنيامين شمال يهوذا. وكانت الأراضي المنخفضة Shephelah تلالًا منخفضة ممتدة نحو السهل البحري الفلسطيني إلى الغرب والجنوب الغربي من يهوذا. وكانت مركز الزراعة. وكانت المنطقة الجبلية هي المنطقة الوسطى مع امتداد برية يهوذا حتى البحر الميت. وكان النقب هو الجنوب القاحل (انظر يشوع ١٥: ٢١-٣٢). فينبيرغ (Feinberg)
٢. وَلَكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي لِتُقَدِّسُوا يَوْمَ ٱلسَّبْتِ… فَإِنِّي أُشْعِلُ نَارًا فِي أَبْوَابِهَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ: كان الوعد بالطاعة عظيمًا، وكان التهديد مقابل العصيان مهمًّا أيضًا. وسيسمح الله لعصيانهم أو طاعتهم في هذه النقطة بأن تمثل كل النقاط الأخرى.
• إنه لأمر واضح – ومأساوي أيضًا – أن أهل أورشليم ويهوذا لم يرجعوا إلى السبت حسب رسالة إرميا، فواجهوا دينونة الله القاسية.
• عندما أمرهم الله بتقديس السبت، طلب منهم أن يقدسوا الوصايا الأخرى أيضًا. “إن تعبير ’السبت‘ مشتق من الفعل العبري الذي يعني ’يرتاح، أو يتوقف عن العمل.‘” كايزر (Kaiser) وكان الهدف الأهم ليوم السبت أن يكون صورة مسبقة لراحتنا في يسوع.
• نحن نفهم هذا، مثل أي شيء آخر في الكتاب المقدس، من منظور شامل لكلمة الله، لا من خلال هذا النص وحده. وبهذا الفهم، نرى أن هنالك معنى حقيقيًّا بموجبه حقق يسوع الغرض من السبت لنا وفينا (عبرانيين ٤: ٩-١١). فهو راحتنا. وعندما نتذكر عمله المكتمل، فإننا نقدّس السبت… نقدّس الراحة.
• ولهذا يوضح الكتاب المقدس كل هذا في ظل العهد الجديد. فلا يوجد إلزام على أحد بمراعاة يوم السبت (كولوسي ٢: ١٦-١٧؛ غلاطية ٤: ٩-١١). إذ تخبرنا غلاطية ٤: ١٠ أن المؤمنين بالمسيح غير ملزمين بمراعاة أيام شهور وأوقات وسنوات. فالراحة التي ندخلها كمؤمنين شيء نختبره كل يوم، لا في يوم واحد فقط من الأسبوع. وهي راحة المؤمن في معرفة أننا غير مضطرين للعمل لتخليص أنفسنا. لكن خلاصنا يتحقق في يسوع (عبرانيين ٤: ٩-١٠).
• كان السبت المأمور به هنا، والذي راعته إسرائيل، ظلًّا لأشياء قادمة، لكن الجوهر هو المسيح (كولوسي ٢: ١٦-١٧). وفي العهد الجديد، ليست الفكرة هي أنه لا يوجد سبت، بل هي أن كل يوم هو سبت راحة في عمل الله الكامل. فبما أن ظل السبت تحقق في يسوع، فإننا أحرار في أن نحفظ أي يوم معين – أو لا نحفظ أي يوم – بصفته السبت على غرار إسرائيل قديمًا.
• غير أننا لا نجرؤ على تجاهل يوم الراحة. فقد صمّمنا الله بحيث نحتاج إلى يوم راحة. فكما تحتاج السيارة إلى صيانة دورية، كذلك نحتاج إلى راحة منتظمة، وإلا سنُنهك كثيرًا. ويُشبه بعض الأشخاص سيارات قطعت مسافات طويلة جدًّا من دون صيانتها. وهذا أمر واضح عليهم.
• هنالك مؤمنون مدققون حول مراعاة يوم السبت بالمقابلة مع يوم الأحد. لكن لأننا أحرار في أن نعد كل الأيام على أنها معطاة من الله، فإن هذا لا يفرق شيئًا. لكن من بعض النواحي، يكون يوم الأحد أكثر ملاءمة. ففيه قام يسوع من بين الأموات (مرقس ١٦: ٩)، واجتمع لأول مرة مع تلاميذه (يوحنا ٢٠: ١٩)، وهو يوم اجتمع فيه المؤمنون معًا للشركة (أعمال الرسل ٢٠: ٧؛ ١ كورنثوس ١٦: ٢). وفي ظل الشريعة، كان الناس يعملون نحو راحة الله. لكن بعد عمل يسوع المسيح على الصليب، يدخل المؤمن إلى الراحة، وينطلق من تلك الراحة إلى العمل.