سِفر القُضاة – الإصحاح ٩
اِرْتفاع أَبِيمَالِك وسُقُوطِه
أولًا. أَبِيمَالِك يتقلد السلطة
أ ) الآيات (١-٣): أبيمَالك يجبر عشيرة أُمِّه على الخضوع له.
١وَذَهَبَ أَبِيمَالِكُ بْنُ يَرُبَّعْلَ إِلَى شَكِيمَ إِلَى إِخْوَةِ أُمِّهِ، وَكَلَّمَهُمْ وَجَمِيعِ عَشِيرَةِ بَيْتِ أَبِي أُمِّهِ قَائِلاً: ٢«تَكَلَّمُوا الآنَ فِي آذَانِ جَمِيعِ أَهْلِ شَكِيمَ. أَيُّمَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ: أَأَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْكُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً، جَمِيعُ بَنِي يَرُبَّعْلَ، أَمْ أَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ؟ وَاذْكُرُوا أَنِّي أَنَا عَظْمُكُمْ وَلَحْمُكُمْ». ٣فَتَكَلَّمَ إِخْوَةُ أُمِّهِ عَنْهُ فِي آذَانِ كُلِّ أَهْلِ شَكِيمَ بِجَمِيعِ هذَا الْكَلاَمِ. فَمَالَ قَلْبُهُمْ وَرَاءَ أَبِيمَالِكَ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «أَخُونَا هُوَ».
١. وَذَهَبَ أَبِيمَالِكُ بْنُ يَرُبَّعْلَ إِلَى شَكِيم: كان أبيمَالك ابن يَرُبَّعْلَ (اسم آخر لجدعون كما ورد في قضاة ٨: ٣٥)، لكنه لم يكن هو الخليفة الواضح لأبيه وهذا لسببين: أولًا، لم يؤسس الله نظام ملكي وراثي في إسرائيل. وثانيًا، كان هناك تسعة وستون ابنًا آخرين لجدعون (قضاة ٨:٣٠) قد يرغبون أيضًا في خلافة أبيهم.
٢. فَمَالَ قَلْبُهُمْ وَرَاءَ أَبِيمَالِك: في مدينة شكيم، أقنع أبيمَالك عشيرة أُمِّه بدعمه كملك على إخوته من عشيرة أَبِيه (جدعون). فوافق أَهْل شَكِيم على قبول أبيمالك كقائد جديد لإسرائيل – وربما حتى ملكًا لإسرائيل.
• “الإشارة إلى أَهْل شَكِيم (قضاة ٩: ٢) تعني حرفيًا ’بَعْلِيم شَكِيم،‘ والكلمة هنا تحمل في معناها الأصلي ’السيد‘ أو ’المالك.‘” كوندال (Cundall)
ب) الآيات (٤-٥): أَبِيمَالِك يَقْتُل إِخْوَتَه.
٤وَأَعْطَوْهُ سَبْعِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ مِنْ بَيْتِ بَعْلِ بَرِيثَ، فَاسْتَأْجَرَ بِهَا أَبِيمَالِكُ رِجَالاً بَطَّالِينَ طَائِشِينَ، فَسَعَوْا وَرَاءَهُ. ٥ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ فِي عَفْرَةَ وَقَتَلَ إِخْوَتَهُ بَنِي يَرُبَّعْلَ، سَبْعِينَ رَجُلاً، عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ. وَبَقِيَ يُوثَامُ بْنُ يَرُبَّعْلَ الأَصْغَرُ لأَنَّهُ اخْتَبَأَ.
١. وَأَعْطَوْهُ سَبْعِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ مِنْ بَيْتِ بَعْلِ بَرِيث: قام أقارب أَبِيمَالِك، من جهة أُمِّه، بتزويده ببعض المال ليبدأ في تأسيس زعامته. وقد استخدم هذه الأموال بطريقة لم يتوقعوها على الإطلاق – حيث استأجر رِجَالًا بَطَّالِين طَائِشِين لقتل كل إخوته، وذلك لضمان عدم تهديد أي منافسين لقيادته.
• مِنْ بَيْتِ بَعْلِ بَرِيث: حصل أَبِيمَالِك على أجرته من المكان المخصص لعبادة بَعْل. “إن العمل الذي يبدأ باسم الشيطان وتحت تأثيره ليس من المرجح أن ينتهي لمجد الله أو لخير الإنسان.” كلارك (Clarke)
٢. وَقَتَلَ إِخْوَتَهُ بَنِي يَرُبَّعْلَ، سَبْعِينَ رَجُلًا: وهكذا، قتل أبيمَالك إخوته بدعم من عشيرة أُمِّه. وقد أيد أَهْلِ شَكِيم (قضاة ٩: ٢-٣) خطته لأنها كانت تخدم مصالحهم الخاصة، وليس لأنها كانت جيدة أو سليمة أخلاقيًا.
ج) الآية (٦): أهل شكيم يقيمون أبيمَالك عليهم ملكًا.
٦فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ أَهْلِ شَكِيمَ وَكُلُّ سُكَّانِ الْقَلْعَةِ وَذَهَبُوا وَجَعَلُوا أَبِيمَالِكَ مَلِكًا عِنْدَ بَلُّوطَةِ النَّصَبِ الَّذِي فِي شَكِيمَ.
١. وَذَهَبُوا وَجَعَلُوا أَبِيمَالِكَ مَلِكًا: من الصعب تحديد من كان أسوأ: أبيمَالك الذي ارتكب جرائم القتل، أم أَهْل شَكِيم الذين وافقوا عليها. كان هذا قائدًا غير تقي أُقيم ليملك على شعب غير تقي رفض قيادة الله أولًا ثم قَبِل رجلًا قاسيًا كقائد لهم.
٢. عِنْدَ بَلُّوطَةِ النَّصَبِ الَّذِي فِي شَكِيم: ومن المفارقة أن تتويج أبيمَالك كان عند نفس الشجرة التي وضع يشوع تحتها نسخة مِن سِفْرِ شَرِيعَةِ الله (يشوع ٢٤: ٢٦). لقد كانت الشريعة موجودة هناك، لكن بني إسرائيل رفضوا قراءتها أو حتى مراعاتها.
• “ومع ذلك، أصبح أبيمَالك أول شخص يُتوج ملكًا في إسرائيل. إلا أن حُكمه المشؤوم تجاهل بشكل صارخ المتطلبات الإلهية لمثل هذا المنصب.” والف (Wolf)
• “كانت الروابط بهذه المواقع قوية جدًا، ومن المهم ملاحظة أن رحبعام ذهب إلى شكيم بعد موت سليمان للحصول على دعم بني إسرائيل على الرغم من أن المدينة كانت في حالة خراب في ذلك الوقت (١ ملوك ١٢: ١، ٢٥).” كوندال (Cundall)
ثانيًا. تحذير يُوثَام
أ ) الآيات (٧-١٥): مَثَل الأشجار.
٧وَأَخْبَرُوا يُوثَامَ فَذَهَبَ وَوَقَفَ عَلَى رَأْسِ جَبَلِ جِرِزِّيمَ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَنَادَى وَقَالَ لَهُمْ: «اِسْمَعُوا لِي يَا أَهْلَ شَكِيمَ، يَسْمَعْ لَكُمُ اللهُ. ٨مَرَّةً ذَهَبَتِ الأَشْجَارُ لِتَمْسَحَ عَلَيْهَا مَلِكًا. فَقَالَتْ لِلزَّيْتُونَةِ: امْلِكِي عَلَيْنَا. ٩فَقَالَتْ لَهَا الزَّيْتُونَةُ: أَأَتْرُكُ دُهْنِي الَّذِي بِهِ يُكَرِّمُونَ بِيَ اللهَ وَالنَّاسَ، وَأَذْهَبُ لِكَيْ أَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟ ١٠ثُمَّ قَالَتِ الأَشْجَارُ لِلتِّينَةِ: تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا. ١١فَقَالَتْ لَهَا التِّينَةُ: أَأَتْرُكُ حَلاَوَتِي وَثَمَرِي الطَّيِّبَ وَأَذْهَبُ لِكَيْ أَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟ ١٢فَقَالَتِ الأَشْجَارُ لِلْكَرْمَةِ: تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا. ١٣فَقَالَتْ لَهَا الْكَرْمَةُ: أَأَتْرُكُ مِسْطَارِي الَّذِي يُفَرِّحُ اللهَ وَالنَّاسَ وَأَذْهَبُ لِكَيْ أَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟ ١٤ثُمَّ قَالَتْ جَمِيعُ الأَشْجَارِ لِلْعَوْسَجِ: تَعَالَ أَنْتَ وَامْلِكْ عَلَيْنَا. ١٥فَقَالَ الْعَوْسَجُ لِلأَشْجَارِ: إِنْ كُنْتُمْ بِالْحَقِّ تَمْسَحُونَنِي عَلَيْكُمْ مَلِكًا فَتَعَالَوْا وَاحْتَمُوا تَحْتَ ظِلِّي. وَإِلا فَتَخْرُجَ نَارٌ مِنَ الْعَوْسَجِ وَتَأْكُلَ أَرْزَ لُبْنَانَ!
١. وَأَخْبَرُوا يُوثَام: كان يُوثَام ابن جدعون الوحيد الذي نجا من المذبحة عند الحَجَر (قضاة ٩: ٥). وهنا قال مَثَلًا لتوبيخ أهل شكيم على اختيارهم لأبيمَالك ملكًا.
• لقد ألقى هذا الخطاب من رَأْسِ جَبَلِ جِرِزِّيم، الجبل الذي سمع منه إسرائيل بركات الله على كل من يطيع وصايا الرب (تثنية ١١: ٢٩ و٢٧: ١٢؛ يشوع ٨: ٣٣) قبل حوالي ١٥٠ عامًا.
٢. مَرَّةً ذَهَبَتِ الأَشْجَارُ لِتَمْسَحَ عَلَيْهَا مَلِكًا: في مَثَل يُوثَام، رفضت الأشجار المستحقة (مِثل الزَّيْتُونَة والتِّينَة والْكَرْمَة) أن تُنصِّب نفسها كملكٍ، لكن الْعَوْسَج غير الجدير وافق على أن يكون ملكًا.
• كان وعد الْعَوْسَج ’تَعَالَوْا وَاحْتَمُوا تَحْتَ ظِلِّي‘ وعدًا ساخرًا وعبثيًا. فالْعَوْسَج هو شجيرة شائكة لا توفر الظل لأحد، وخاصة للأشجار.
٣. وَإِلا فَتَخْرُجَ نَارٌ مِنَ الْعَوْسَجِ وَتَأْكُلَ أَرْزَ لُبْنَان: حذّر الْعَوْسَج من أنه سيكون حاكمًا ظالمًا وسيدمر كل من يعارضه.
• من الاختبارات التي تُحدد شخصية الرجل هي كيفية تعامله مع من لا يوافقه الرأي. فإذا كانت رغبته الوحيدة هي القضاء على معارضيه، فهو يشبه شجرة الْعَوْسَج – لديه الكثير من النقاط الجيدة، ولكن جوهره فاسد.
• “وفي النهاية، عُرِض المنصب على شجرة الْعَوْسَجِ، التي لم تكن فقط عقيمة لا تنتج ما هو مفيد وحَطَبها ناشف تمامًا، بل كانت أيضًا تُشكّل تهديدًا مستمرًا للمُزارع الذي كان عليه أن يقاوم باستمرار اتهاكاتها.” كوندال (Cundall)
• “إن المغزى المختصر لهذا المثل هو أن الرجال الضعفاء وعديمي القيمة والأشرار هم دائمًا أول من يدفعون بأنفسهم إلى السلطة، مما يؤدي في النهاية إلى جلب الخراب على أنفسهم وعلى الشعب التعيس الذي يرأسونه.” كلارك (Clarke)
ب) الآيات (١٦-٢١): يُوثَام يطبِّق المَثَل: مدينة شكيم ستُكافأ على اختيارها لمثل هذا الرجل التافه.
١٦فَالآنَ إِنْ كُنْتُمْ قَدْ عَمِلْتُمْ بِالْحَقِّ وَالصِّحَّةِ إِذْ جَعَلْتُمْ أَبِيمَالِكَ مَلِكًا، وَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ خَيْرًا مَعَ يَرُبَّعْلَ وَمَعَ بَيْتِهِ، وَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ لَهُ حَسَبَ عَمَلِ يَدَيْهِ. ١٧لأَنَّ أَبِي قَدْ حَارَبَ عَنْكُمْ وَخَاطَرَ بِنَفْسِهِ وَأَنْقَذَكُمْ مِنْ يَدِ مِدْيَانَ. ١٨وَأَنْتُمْ قَدْ قُمْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى بَيْتِ أَبِي وَقَتَلْتُمْ بَنِيهِ، سَبْعِينَ رَجُلاً عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ، وَمَلَّكْتُمْ أَبِيمَالِكَ ابْنَ أَمَتِهِ عَلَى أَهْلِ شَكِيمَ لأَنَّهُ أَخُوكُمْ. ١٩فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ عَمِلْتُمْ بِالْحَقِّ وَالصِّحَّةِ مَعَ يَرُبَّعْلَ وَمَعَ بَيْتِهِ فِي هذَا الْيَوْمِ، فَافْرَحُوا أَنْتُمْ بِأَبِيمَالِكَ، وَلِيَفْرَحْ هُوَ أَيْضًا بِكُمْ. ٢٠وَإِلا فَتَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَبِيمَالِكَ وَتَأْكُلَ أَهْلَ شَكِيمَ وَسُكَّانَ الْقَلْعَةِ، وَتَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَهْلِ شَكِيمَ وَمِنْ سُكَّانِ الْقَلْعَةِ وَتَأْكُلَ أَبِيمَالِكَ». ٢١ثُمَّ هَرَبَ يُوثَامُ وَفَرَّ وَذَهَبَ إِلَى بِئْرَ، وَأَقَامَ هُنَاكَ مِنْ وَجْهِ أَبِيمَالِكَ أَخِيهِ.
١. فَالآنَ إِنْ كُنْتُمْ قَدْ عَمِلْتُمْ بِالْحَقِّ وَالصِّحَّة: لقد أثار يُوثَام هذه القضية للجدل فقط. فهو لم يصدق أن ٦٨ من إخوته قُتلوا بالْحَقِّ وَالصِّحَّة.
٢. لأَنَّهُ أَخُوكُم: السبب الرئيسي وراء تأييد أهل شكيم لأبيمَالك هو لأنه كان أَخُوهم. ورغم أن أم أبيمَالك كانت مجرد خادمة لجدعون، إلا أنها كانت من شكيم، ومن المرجح أن أبيمَالك نشأ هناك (قضاة ٨: ٣١).
• أَبِيمَالِكَ ابْنَ أَمَتِه: يُشار إلى والدة أبيمَالك بأنها ’أَمَة‘ (أي جارية)، وهو مصطلح يشير عادة إلى خادمة الزوجة التي هي أيضًا سُرِّيَّة الزوج، مثلها مثل هَاجَر أو بِلْهَة.” والف (Wolf)
٣. وَإِلا فَتَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَبِيمَالِكَ وَتَأْكُلَ أَهْلَ شَكِيم: حذّر يوثام أهل شكيم من أن اختيارهم غير الحكيم سيؤذيهم في النهاية. وتنبأ بأن “نارًا” ستأتي من أبيمَالك وتأكلهم. وبعد أن وجّه هذا التحذير الجريء هَرَبَ يُوثَامُ وَفَرَّ خوفًا على حياته.
• “لم تتحقق نبوءة يوثام على الفور؛ استمرت النار كامنة لمدة ثلاث سنوات، لكنها في النهاية اشتعلت وتجلت بوضوح.” مورجان (Morgan)
ثالثًا. تحذير يوثام يتحقق
أ ) الآيات (٢٢-٢٥): روح عَدَاوَة بين أبيمَالك وشكيم.
٢٢فَتَرَأَّسَ أَبِيمَالِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ ثَلاَثَ سِنِينَ. ٢٣وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحًا رَدِيًّا بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ، فَغَدَرَ أَهْلُ شَكِيمَ بِأَبِيمَالِكَ. ٢٤لِيَأْتِيَ ظُلْمُ بَنِي يَرُبَّعْلَ السَّبْعِينَ، وَيُجْلَبَ دَمُهُمْ عَلَى أَبِيمَالِكَ أَخِيهِمِ الَّذِي قَتَلَهُمْ، وَعَلَى أَهْلِ شَكِيمَ الَّذِينَ شَدَّدُوا يَدَيْهِ لِقَتْلِ إِخْوَتِهِ. ٢٥فَوَضَعَ لَهُ أَهْلُ شَكِيمَ كَمِينًا عَلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ، وَكَانُوا يَسْتَلِبُونَ كُلَّ مَنْ عَبَرَ بِهِمْ فِي الطَّرِيقِ. فَأُخْبِرَ أَبِيمَالِكُ.
١. وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحًا رَدِيًّا بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيم: خلال ثلاث سنوات، بدا أن كل شيء يسير على ما يُرام بين أهل شكيم وأبيمالك. ولكن كقضاء الله لهم، زعزع السلام الذي بينهما وَأَرْسَلَ رُوحًا رَدِيًّا بينهم.
• “استخدم كاتب سِفر القضاة كلمة مميزة لوصف حُكم أبيمالك على إسرائيل: تَرَأَّسَ أَبِيمَالِك عَلَى إِسْرَائِيل. هذه الكلمة فريدة من نوعها في السِفر وربما اختارها الكاتب لتسليط الضوء على التباين بين حُكم أبيمَالك المشئوم وقيادة القضاة الحقيقيين. كان أبيمَالك يشبه الطاغية أكثر من كونه ملكًا.” والف (Wolf)
• “كان نطاق حُكم أبيمَالك محدودًا للغاية؛ فلم يذكر سوى شَكِيم والْقَلْعَة وأَرُومَة (قضاة ٩: ٤١) وتَابَاص (قضاة ٩: ٥٠) أنهم كانوا تحت سيطرته. ومن غير المرجح أن يكون حُكمه قد امتد إلى ما هو أبعد من أَرضِ مَنَسَّى غربًا.” كوندال (Cundall)
• “كلّف الله الشيطان بمهمة التأثير على عقولهم وقلوبهم، عالمًا أن الشيطان بطبيعته وبميوله سوف يملئهم بالأخطاء والغيرة والشقاق والحقد، مما سيؤدي في النهاية إلى حرب أهلية ودَمار مشترك.” بوله (Poole)
٢. فَوَضَعَ لَهُ أَهْلُ شَكِيمَ كَمِينًا… وَكَانُوا يَسْتَلِبُونَ كُلَّ مَنْ عَبَرَ بِهِم: مدفوعين برُوح رَدِيّة، نصب رجال شكيم كمائن على الطرق الجبلية، آملين تعطيل طرق التجارة التي تفيد أبيمَالك.
• “وسينتج عن هذا انخفاض عدد المسافرين والقوافل التي تمر عبر تلك المنطقة المضطربة، مما يقلل من دخل أبيمَالك فيصيب كبريائه، لأنه لم يكن قادرًا على ضمان السفر الآمن في مملكته.” كوندال (Cundall)
ب) الآيات (٢٦-٢٩): أهل شكيم يختارون قائدًا جديدًا.
٢٦وَجَاءَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ مَعَ إِخْوَتِهِ وَعَبَرُوا إِلَى شَكِيمَ فَوَثِقَ بِهِ أَهْلُ شَكِيمَ. ٢٧وَخَرَجُوا إِلَى الْحَقْلِ وَقَطَفُوا كُرُومَهُمْ وَدَاسُوا وَصَنَعُوا تَمْجِيدًا، وَدَخَلُوا بَيْتَ إِلهِهِمْ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَلَعَنُوا أَبِيمَالِكَ. ٢٨فَقَالَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ: «مَنْ هُوَ أَبِيمَالِكُ وَمَنْ هُوَ شَكِيمُ حَتَّى نَخْدِمَهُ؟ أَمَا هُوَ ابْنُ يَرُبَّعْلَ، وَزَبُولُ وَكِيلُهُ؟ اخْدِمُوا رِجَالَ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ. فَلِمَاذَا نَخْدِمُهُ نَحْنُ؟ ٢٩مَنْ يَجْعَلُ هذَا الشَّعْبَ بِيَدِي فَأَعْزِلَ أَبِيمَالِكَ». وَقَالَ لأَبِيمَالِكَ: «كَثِّرْ جُنْدَكَ وَاخْرُجْ!».
١. فَوَثِقَ بِهِ أَهْلُ شَكِيم: فقد أهل شكيم ثقتهم بأبيمَالك، فاختاروا قائدًا جديدًا اسمه جَعَل ابْنُ عَابِد.
٢. وَدَخَلُوا بَيْتَ إِلهِهِمْ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَلَعَنُوا أَبِيمَالِك: كان أهل شكيم واثقين جدًا من قدرة زعيمهم الجديد ’جَعَل‘ على حمايتهم من أبيمالك، فبدأوا يقيمون حفلات سُكر ويلعنون أبيمَالك علنًا ويتحدونه للقتال (كَثِّرْ جُنْدَكَ وَاخْرُجْ!).
ج) الآيات (٣٠-٣٣): نصيحة زَبُول، رَئِيسُ الْمَدِينَةِ.
٣٠وَلَمَّا سَمِعَ زَبُولُ رَئِيسُ الْمَدِينَةِ كَلاَمَ جَعَلَ بْنِ عَابِدٍ حَمِيَ غَضَبُهُ، ٣١وَأَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي تُرْمَةَ يَقُولُ: «هُوَذَا جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَإِخْوَتُهُ قَدْ أَتَوْا إِلَى شَكِيمَ، وَهَا هُمْ يُهَيِّجُونَ الْمَدِينَةَ ضِدَّكَ. ٣٢فَالآنَ قُمْ لَيْلاً أَنْتَ وَالشَّعْبُ الَّذِي مَعَكَ وَاكْمُنْ فِي الْحَقْلِ. ٣٣وَيَكُونُ فِي الصَّبَاحِ عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ أَنَّكَ تُبَكِّرُ وَتَقْتَحِمُ الْمَدِينَةَ. وَهَا هُوَ وَالشَّعْبُ الَّذِي مَعَهُ يَخْرُجُونَ إِلَيْكَ فَتَفْعَلُ بِهِ حَسَبَمَا تَجِدُهُ يَدُكَ».
١. وَلَمَّا سَمِعَ زَبُولُ رَئِيسُ الْمَدِينَةِ كَلاَمَ جَعَلَ بْنِ عَابِدٍ حَمِيَ غَضَبُهُ: زَبُول، رئيس المدينة ونائب أبيمَالك، أخبر أبيمَالك بكل ما يتعلق بجَعَل وهذا التمرد، ونصحه بأن يأتي ويهاجم المدينة.
٢. أَنَّكَ تُبَكِّرُ وَتَقْتَحِمُ الْمَدِينَةَ: نصح زَبُول أبيمَالك بأن ينظّم هجومًا مفاجئًا للقضاء على متمردي شكيم.
د ) الآيات (٣٤-٤١): أبيمَالك يقضي على تمرد شكيم الذي نظمه جَعَل.
٣٤فَقَامَ أَبِيمَالِكُ وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ لَيْلاً وَكَمَنُوا لِشَكِيمَ أَرْبَعَ فِرَق. ٣٥فَخَرَجَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَوَقَفَ فِي مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ. فَقَامَ أَبِيمَالِكُ وَالشَّعْبُ الَّذِي مَعَهُ مِنَ الْمَكْمَنِ. ٣٦وَرَأَى جَعَلُ الشَّعْبَ فَقَالَ لِزَبُولَ: «هُوَذَا شَعْبٌ نَازِلٌ عَنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ». فَقَالَ لَهُ زَبُولُ: «إِنَّكَ تَرَى ظِلَّ الْجِبَالِ كَأَنَّهُ أُنَاسٌ». ٣٧فَعَادَ جَعَلُ وَتَكَلَّمَ أَيْضًا قَائِلاً: «هُوَذَا شَعْبٌ نَازِلٌ مِنْ عِنْدِ أَعَالِي الأَرْضِ، وَفِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ آتِيَةٌ عَنْ طَرِيقِ بَلُّوطَةِ الْعَائِفِينَ». ٣٨فَقَالَ لَهُ زَبُولُ: «أَيْنَ الآنَ فُوكَ الَّذِي قُلْتَ بِهِ: مَنْ هُوَ أَبِيمَالِكُ حَتَّى نَخْدِمَهُ؟ أَلَيْسَ هذَا هُوَ الشَّعْبُ الَّذِي رَذَلْتَهُ؟ فَاخْرُجِ الآنَ وَحَارِبْهُ». ٣٩فَخَرَجَ جَعَلُ أَمَامَ أَهْلِ شَكِيمَ وَحَارَبَ أَبِيمَالِكَ. ٤٠فَهَزَمَهُ أَبِيمَالِكُ، فَهَرَبَ مِنْ قُدَّامِهِ وَسَقَطَ قَتْلَى كَثِيرُونَ حَتَّى عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ. ٤١فَأَقَامَ أَبِيمَالِكُ فِي أَرُومَةَ. وَطَرَدَ زَبُولُ جَعَلاً وَإِخْوَتَهُ عَنِ الإِقَامَةِ فِي شَكِيمَ.
١. فَقَامَ أَبِيمَالِكُ وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ لَيْلاً وَكَمَنُوا: وافق أبيمَالك على خطة زَبُول ونفذّها.
٢. فَقَالَ لَهُ زَبُولُ: «إِنَّكَ تَرَى ظِلَّ الْجِبَالِ كَأَنَّهُ أُنَاسٌ»: خدع زَبُول جَعَل، فسمح لقوات أبيمَالك أن يتخذوا مواقعهم. وبفضل موقعهم المُميَّز، تمكّن أبيمَالك وجنوده من طرد جَعَل ورجاله.
٣. أَيْنَ الآنَ فُوكَ (أي فَمُكَ): عندما رأى زَبُول أن وضع جَعَل كان سيئًا للغاية، لم يمنع نفسه عن توبيخه على كلامه المتبجّح والمتغطرس ضد أبيمَالك، عدوه الذي لم يتمكّن جَعَل من هزيمته.
• “كان جَعَل على الأرجح غير مستعد لتحمّل الحصار؛ لم يُترك له خيارًا سوى التخلّي عن أمان أسوار المدينة ومواجهة أبيمَالك في العراء.” والف (Wolf)
هـ) الآيات (٤٢-٤٥): أبيمَالك يهاجم شكيم ويحتل المدينة.
٤٢وَكَانَ فِي الْغَدِ أَنَّ الشَّعْبَ خَرَجَ إِلَى الْحَقْلِ وَأَخْبَرُوا أَبِيمَالِكَ. ٤٣فَأَخَذَ الْقَوْمَ وَقَسَمَهُمْ إِلَى ثَلاَثِ فِرَق، وَكَمَنَ فِي الْحَقْلِ وَنَظَرَ وَإِذَا الشَّعْبُ يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَامَ عَلَيْهِمْ وَضَرَبَهُمْ. ٤٤وَأَبِيمَالِكُ وَالْفِرْقَةُ الَّتِي مَعَهُ اقْتَحَمُوا وَوَقَفُوا فِي مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ. وَأَمَّا الْفِرْقَتَانِ فَهَجَمَتَا عَلَى كُلِّ مَنْ فِي الْحَقْلِ وَضَرَبَتَاهُ. ٤٥وَحَارَبَ أَبِيمَالِكُ الْمَدِينَةَ كُلَّ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَأَخَذَ الْمَدِينَةَ وَقَتَلَ الشَّعْبَ الَّذِي بِهَا، وَهَدَمَ الْمَدِينَةَ وَزَرَعَهَا مِلْحًا.
١. وَكَانَ فِي الْغَد: بعد هزيمة جَعَل، استطاع أبيمَالك أن يسترد سيطرته على شكيم بكل سهولة. فشنّت قواته هجمات خارج المدينة وداخلها، فقتلت أهل شكيم (حتى أولئك الذين لم يشاركوا بشكل مباشر في التمرد).
• “وبينما اطمئن الناس إلى أن المسألة قد حُسمت، عادوا إلى الحقول لممارسة أنشطتهم اليومية كالمعتاد.” كوندال (Cundall)
٢. وَأَخَذَ الْمَدِينَةَ وَقَتَلَ الشَّعْبَ الَّذِي بِهَا، وَهَدَمَ الْمَدِينَةَ وَزَرَعَهَا مِلْحًا: صبَّ أبيمَالك غيظه على أهل شكيم، فقتل منهم كل من استطاع أن يقتله، وهدم مدينتهم.
• “لم يتم إعادة بناء شكيم في الواقع إلا في عهد يربعام الأول، أي بعد قرنين تقريبًا (١ ملوك ١٢: ٢٥).” والف (Wolf)
• هذا يوضح خطورة اتِّباع شخص يكتسب السلطة عن طريق العنف. فعادة ما يكون الأمر هو مسألة وقت فقط قبل أن ينقلب نفس العنف على أولئك الذين ساعدوه في الوصول إلى السلطة.
و ) الآيات (٤٦-٤٩): المذبحة عند برج شكيم.
٤٦وَسَمِعَ كُلُّ أَهْلِ بُرْجِ شَكِيمَ فَدَخَلُوا إِلَى صَرْحِ بَيْتِ إِيلِ بَرِيثَ. ٤٧فَأُخْبِرَ أَبِيمَالِكُ أَنَّ كُلَّ أَهْلِ بُرْجِ شَكِيمَ قَدِ اجْتَمَعُوا. ٤٨فَصَعِدَ أَبِيمَالِكُ إِلَى جَبَلِ صَلْمُونَ هُوَ وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ. وَأَخَذَ أَبِيمَالِكُ الْفُؤُ وسَ بِيَدِهِ، وَقَطَعَ غُصْنَ شَجَرٍ وَرَفَعَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى كَتِفِهِ، وَقَالَ لِلشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ: «مَا رَأَيْتُمُونِي أَفْعَلُهُ فَأَسْرِعُوا افْعَلُوا مِثْلِي». ٤٩فَقَطَعَ الشَّعْبُ أَيْضًا كُلُّ وَاحِدٍ غُصْنًا وَسَارُوا وَرَاءَ أَبِيمَالِكَ، وَوَضَعُوهَا عَلَى الصَّرْحِ، وَأَحْرَقُوا عَلَيْهِمِ الصَّرْحَ بِالنَّارِ. فَمَاتَ أَيْضًا جَمِيعُ أَهْلِ بُرْجِ شَكِيمَ، نَحْوُ أَلْفِ رَجُل وَامْرَأَةٍ.
١. وَأَخَذَ أَبِيمَالِكُ الْفُؤُوسَ بِيَدِهِ، وَقَطَعَ غُصْن… «مَا رَأَيْتُمُونِي أَفْعَلُهُ فَأَسْرِعُوا افْعَلُوا مِثْلِي»: على الرغم من كونه شريرًا وعنيفًا، إلا أن أبيمَالك استوعب بعض المبادئ الأساسية للقيادة. لقد أدرك أهمية القيادة بالقدوة، فكان بإمكانه أن يقول للشعب: «مَا رَأَيْتُمُونِي أَفْعَلُهُ فَأَسْرِعُوا افْعَلُوا مِثْلِي،» وقد فعلوا.
٢. فَمَاتَ أَيْضًا جَمِيعُ أَهْلِ بُرْجِ شَكِيمَ، نَحْوُ أَلْفِ رَجُل وَامْرَأَة: وبهذا قتل أبيمَالك آخر الناجين من مدينة شكيم، فمات نَحْوُ أَلْفِ رَجُل وَامْرَأَة. كان هذا تحقيقًا واضحًا للتحذير الذي أعلنه يُوثَام في وقت سابق من هذا الإصحاح (قضاة ٩: ١٩-٢٠).
• ” كان هذا أشبه برجل يندفع نحو كومة من القش أو برميل من البارود ليحتمي من نار مشتعلة. كان عهدهم مع بَعل، تِمْثَال الْغَيْرَة (حزقيال ٨: ٣)، هو سبب هلاكهم. لقد لجأوا إلى هذا الصَرْح باعتباره حصنًا وملاذًا؛ لكنه لم يخلصهم.” تراب (Trapp)
• لم يكن بوسع البُرْج الآمن أن يوفر الحماية لأهل شكيم. ولكن يوجد برج أكثر أمانًا من برج شكيم. اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ (أمثال ١٠:١٨). لأَنَّكَ كُنْتَ مَلْجَأً لِي، بُرْجَ قُوَّةٍ مِنْ وَجْهِ الْعَدُوِّ (مزمور ٣:٦١).
ز ) الآيات (٥٠-٥٥): دينونة الله على أبيمَالك.
٥٠ثُمَّ ذَهَبَ أَبِيمَالِكُ إِلَى تَابَاصَ وَنَزَلَ فِي تَابَاصَ وَأَخَذَهَا. ٥١وَكَانَ بُرْجٌ قَوِيٌّ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ فَهَرَبَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَكُلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَأَغْلَقُوا وَرَاءَهُمْ، وَصَعِدُوا إِلَى سَطْحِ الْبُرْجِ. ٥٢فَجَاءَ أَبِيمَالِكُ إِلَى الْبُرْجِ وَحَارَبَهُ، وَاقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْبُرْجِ لِيُحْرِقَهُ بِالنَّارِ. ٥٣فَطَرَحَتِ امْرَأَةٌ قِطْعَةَ رَحًى عَلَى رَأْسِ أَبِيمَالِكَ فَشَجَّتْ جُمْجُمَتَهُ. ٥٤فَدَعَا حَالاً الْغُلاَمَ حَامِلَ عُدَّتِهِ وَقَالَ لَهُ: «اخْتَرِطْ سَيْفَكَ وَاقْتُلْنِي، لِئَلاَّ يَقُولُوا عَنِّي: قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ». فَطَعَنَهُ الْغُلاَمُ فَمَاتَ. ٥٥وَلَمَّا رَأَى رِجَالُ إِسْرَائِيلَ أَنَّ أَبِيمَالِكَ قَدْ مَاتَ، ذَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَكَانِهِ.
١. فَجَاءَ أَبِيمَالِكُ إِلَى الْبُرْجِ وَحَارَبَهُ: بعد انتصاره الهمجي في برج شكيم، ربما اعتقد أبيمَالك أنه صار خبيرًا في مهاجمة الأبراج. فتوجه إلى تَابَاص وهاجم المدينة والبرج هناك.
٢. فَطَرَحَتِ امْرَأَةٌ قِطْعَةَ رَحًى عَلَى رَأْسِ أَبِيمَالِكَ فَشَجَّتْ جُمْجُمَتَهُ: في تَابَاص ألقت امرأة حَجَرِ رَحَى على رأس أبيمالك وأصابته بجروح قاتلة.
• ربما كان هذا الحجر يستخدم لطحن الحبوب. “يتراوح متوسط طول هذه الحجارة اليدوية من عشرة إلى أربع عشرة بوصة، ووزنها خمسة أرطال أو أكثر.” وود (Wood)
٣. اخْتَرِطْ سَيْفَكَ وَاقْتُلْنِي، لِئَلاَّ يَقُولُوا عَنِّي: قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ: فضّل أبيمَالك أن يُقتَل على يد حامل سلاحه، معتقدًا أن هذا أكثر شرفًا؛ لكنه مات على أية حال. إنه متكبرًا حتى في مَمَاتِه، ومع ذلك، كان عليه أن يقف أمام الله ويجيبه على أفعاله الشريرة.
• “حتى بعد موته بفترة طويلة، ظل فضل التخلّص منه يُنسب إلى المرأة (راجع ٢ صموئيل ١١: ٢١).” والف (Wolf)
• ” لكن المفسرين يرون في ذلك يد الله العادلة على أبيمَالك، حيث إنه على حجر واحد قتل إخوته السبعين، والآن يموت بحَجَرٍ وَاحِد؛ لقد سرق تاج إسرائيل (تَرَأَّسَ عَلَى إِسْرَائِيل)، والآن تُضرب رأسه.”تراب (Trapp)
ح) الآيات (٥٦-٥٧): الملخّص: حَقِيقَة دينونات الله.
٥٦فَرَدَّ اللهُ شَرَّ أَبِيمَالِكَ الَّذِي فَعَلَهُ بِأَبِيهِ لِقَتْلِهِ إِخْوَتَهُ السَّبْعِينَ، ٥٧وَكُلَّ شَرِّ أَهْلِ شَكِيمَ رَدَّهُ اللهُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَأَتَتْ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ يُوثَامَ بْنِ يَرُبَّعْلَ.
١. فَرَدَّ اللهُ شَرَّ أَبِيمَالِك: يمكننا أن نكون على يقين من أن الله سيجازي الشر، سواء في هذه الحياة أو في الحياة الآتية. وفي الغالب يجد الله طريقة لمجازاة الشر في كلا من الحياة الحاضرة والآتية.
٢. وَأَتَتْ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ يُوثَامَ بْنِ يَرُبَّعْل: لقد حذّر الله أهل شكيم عن طريق يُوثَام. لكنهم رفضوا تحذير الله، ولذلك هلكوا.
• ينبغي لكل مِنّا أن يفكر فيما إذا كان الله ينبهنا إلى أمر ما في هذا الوقت. تُبيّن لنا قصة أبيمَالك ورجال شكيم ويوثام أن تجاهل تحذيرات الله له ثمنًا حقيقيًا ومروعًا يجب دفعه.