سفر التكوين – الإصحاح ٧
الله يُدمِّر العالَم بالطوفان
أولًا. تحضيرات نوح الأخيرة بالنسبة إلى الطوفان.
أ ) الآية (١): يدعو الله نوح إلى الفُلك.
١وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِنُوحٍ: «ٱدْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى ٱلْفُلْكِ، لِأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا لَدَيَّ فِي هَذَا ٱلْجِيلِ».
- ٱدْخُلْ … إِلَى ٱلْفُلْكِ: تقول الفكرة بأنَّ الله كان في الفُلك وكان مع نوح في الفُلك، لذلك دعا نوح أن يدْخُلْ إِلَى ٱلْفُلْكِ معه.
- “لاحظ أنَّ الرَّبَّ لم يقُل لنوح، ‘اذهب إلى الفُلك،’ بل ‘ادخل إلى الفُلك،’ مشيرًا بذلك أنَّ الله نفسه كان في الفُلك، مُنتظرًا أن يستقبل نوح وعائلته إلى هذه السفينة الكبيرة التي كانت ستكون مكانَ الملجأ بالنسبة إليهم، بينما غَرِق جميع الناس على وجه الأرض” سبيرجن (Spurgeon)
- لِأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا: أمضى نوح السنوات التي سبقت الطوفان في طاعةٍ عمليَّة ناشِطة. لم يؤمن فقط بأنَّ الله سيُرسل الطوفان؛ أطاع ما أمره الله به استعدادًا لذلك.
ب) الآيات (٢-٩): نوح يجمع كلَّ الحيوانات وعائلته.
٢مِنْ جَمِيعِ ٱلْبَهَائِمِ ٱلطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ ٱلْبَهَائِمِ ٱلَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ ٱثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى .٣ وَمِنْ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَيْضًا سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَرًا وَأُنْثَى. لِٱسْتِبْقَاءِ نَسْلٍ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ .٤ لِأَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ عَمِلْتُهُ .٥ فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ ٱلرَّبُّ. ٦ وَلَمَّا كَانَ نُوحٌ ٱبْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ صَارَ طُوفَانُ ٱلْمَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، ٧ فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَٱمْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى ٱلْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ ٱلطُّوفَانِ .٨ وَمِنَ ٱلْبَهَائِمِ ٱلطَّاهِرَةِ وَٱلْبَهَائِمِ ٱلَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ، وَمِنَ ٱلطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ :٩ دَخَلَ ٱثْنَانِ ٱثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى ٱلْفُلْكِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى، كَمَا أَمَرَ ٱللهُ نُوحًا.
- تَأْخُذُ مَعَكَ: يتساءل البعض كيف جاءت الحيوانات إلى نوح أو كيف حصل عليها نوح. في تكوين ٢٠:٦ قال الله أنَّ الحيوانات ستأتي إلى نوح بالنزوح. في بعض الحيوانات، خلق الله غريزةً للنزوح (التي يمكنها أن تعمل بأسلوبٍ مُذهِل). ليس من الصعوبة أبدًا أن يضع الله بشكلٍ عجائبيّ ميلًا إلى النزوح إلى الفُلك لكلِّ زوجٍ من الحيوانات التي وعد بحفظها في الفُلك.
- “إنَّ أكبر وأكثر حديقة حيوانيَّة مُكتملة جُمِعت معًا لم تُجمَع بواسطة حرفةٍ بشريَّة؛ القدرة الإلهيَّة وحدها يمكنها أن تُنجِز هذه المهمَّة كما أُنجِزت” سبيرجن (Spurgeon)
- دَخَلَ ٱثْنَانِ ٱثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى ٱلْفُلْكِ: لا يجد الله أبدًا مشكلة في حثِّ الحيوانات أن تعمل ما يريد. الإنسان وحدُه هو أكثر غباوةً من الحيوانات. اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَٱلْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلَا يَعْرِفُ. شَعْبِي لَا يَفْهَمُ (إشعياء ٣:١).
ج) الآيات (١٠-١٢): جلب الله المياه على الأرض.
١٠ وَحَدَثَ بَعْدَ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ ٱلطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى ٱلْأَرْضِ .١١ فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ، فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ فِي ذَلِكَ ٱليَوْمِ، ٱنْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ ٱلْغَمْرِ ٱلْعَظِيمِ، وَٱنْفَتَحَتْ طَاقَاتُ ٱلسَّمَاءِ .١٢ وَكَانَ ٱلْمَطَرُ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً.
- وَحَدَثَ بَعْدَ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ ٱلطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى ٱلْأَرْضِ: كان على نوح والحيوانات وعائلته الانتظار سبعة أيام في الفُلك حتى يأتي المطر. لم يروا المطر قط حتَّى هذا الوقت. كان هذا اختبارًا حقيقيًّا للإيمان – الانتظار لمدَّة أسبوع بعد أكثر من ١٠٠ عامٍ من التحضير.
- وَٱنْفَتَحَتْ طَاقَاتُ ٱلسَّمَاءِ: حصل هذا الأمر عندما انفتحت السماوات التي تحتوي على المياه الكثيرة فوق الجلد (تكوين ٧:١). شكَّلت هذه المياه منذ الخلق ما يُسمَّى بغطاء الماء الضخم في الجزء العلويّ من الغلاف الجويّ للأرض.
- ٱنْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ ٱلْغَمْرِ ٱلْعَظِيمِ: طلعت المياه من تحت الأرض، مُترافقةً بدون شكٍّ مع كارثةٍ جيولوجيَّة كبيرة.
- أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً: ارتبط الرقم ٤٠ بالامتحان والتطهير، خصوصًا قبل الدخول في أمرٍ جديد ومُهمٍّ. يمكن أن يُرى هذا في:
- أيَّام موسى على جبل سيناء (خروج ١٨:٢٤؛ تثنية ٢٥:٩).
- رحلة الجواسيس إلى كنعان (عدد ٢٥:١٣).
- وقت إسرائيل في البريَّة (عدد ٣٣:١٤، ١٣:٣٢).
- رحلة إيليا العجائبيَّة إلى سيناء (١ ملوك ٨:١٩).
- تجربة يسوع في البريَّة (مرقُس ١٣:١).
د ) الآيات (١٣-١٦): دخل الجميع إلى الفُلك وأُغلِق الباب.
١٣ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ، وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ، وَٱمْرَأَةُ نُوحٍ، وَثَلَاثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى ٱلْفُلْكِ .١٤ هُمْ وَكُلُّ ٱلْوُحُوشِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ ٱلْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ ٱلدَّبَّاباتِ ٱلَّتِي تَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ ٱلطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا: كُلُّ عُصْفُورٍ، كُلُّ ذِي جَنَاحٍ .١٥ وَدَخَلَتْ إِلَى نُوحٍ إِلَى ٱلْفُلْكِ، ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ .١٦ وَٱلدَّاخِلَاتُ دَخَلَتْ ذَكَرًا وَأُنْثَى، مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، كَمَا أَمَرَهُ ٱللهُ. وَأَغْلَقَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِ.
- وَدَخَلَتْ … كَمَا أَمَرَهُ ٱللهُ: تصِف هذه العبارة المختصرَة أنَّ كلَّ شيءٍ تُمِّم كما تكلَّم الرَّبُّ. أصبح كلُّ شيءٍ مُستعدًّا للطوفان الَّذي سيجلبه الله على الأرض.
- وَأَغْلَقَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِ: لم يكُن على نوح أن يُغلِق الباب على خلاص أيِّ واحد؛ فالله هو مَن قام بذلك. وبنفس الأسلوب، ليس عملنا أبدًا أن نحرِم الناس من الخلاص. إذا كان الباب سيُغلَق، دعِ الله يُغلِق الباب.
- ظلَّ الله فاتحًا الباب حتَّى اللَّحظة الأخيرة الممكنة، لكن أتى وقتٌ كان لا بُدَّ أن يُغلَق الباب. عندما يكون الباب مفتوحًا، يبقي مفتوحًا، ولكن عندما يُغلَق، فهو سيُغلَق ويبقى مُغلَقًا. يسوع هو ٱلَّذِي يَفْتَحُ وَلَا أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلَا أَحَدٌ يَفْتَحُ (رؤيا ٧:٣).
- كان الفُلك بمثابة خلاصٍ لنوح، لكن دينونة للعالَم. لم يعُد هناك من فرَصٍ ثانية للَّذين ظلُّوا خارجًا. “نعم، عندما انتهت فترة ١٢٠ سنة، وروح الله لا يدين بعد في الإنسان، وقف ذلك الفُلك العظيم ببابه الواسع جدًّا مفتوحًا، واستمرَّ نوح بالكرازة والإعلان حتَّى أنَّ كلَّ مَن يعبر من خلال هذا المعبر المفتوح إلى فُلك الأمان سيُحفظ من الدمار الآتي. أمَّا خارج ذلك الباب فسيسود الموت عالميًّا، لكن سيكون السلام في الداخل” سبيرجن (Spurgeon)
ثانيًا. نوح داخل الفُلك خلال الطوفان
أ ) الآيات (١٧-٢٣): وصفُ الطوفان.
١٧ وَكَانَ ٱلطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَتَكَاثَرَتِ ٱلْمِيَاهُ وَرَفَعَتِ ٱلْفُلْكَ، فَٱرْتَفَعَ عَنِ ٱلْأَرْضِ .١٨ وَتَعَاظَمَتِ ٱلْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ، فَكَانَ ٱلْفُلْكُ يَسِيرُ عَلَى وَجْهِ ٱلْمِيَاهِ .١٩ وَتَعَاظَمَتِ ٱلْمِيَاهُ كَثِيرًا جِدًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ، فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ ٱلْجِبَالِ ٱلشَّامِخَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ كُلِّ ٱلسَّمَاءِ .٢٠ خَمْسَ عَشَرَةَ ذِرَاعًا فِي ٱلِٱرْتِفَاعِ تَعَاظَمَتِ ٱلْمِيَاهُ، فَتَغَطَّتِ ٱلْجِبَالُ .٢١ فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنَ ٱلطُّيُورِ وَٱلْبَهَائِمِ وَٱلْوُحُوشِ، وَكُلُّ ٱلزَّحَّافَاتِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَجَمِيعُ ٱلنَّاسِ. ٢٢ كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي ٱلْيَابِسَةِ مَاتَ .٢٣ فَمَحَا ٱللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ: ٱلنَّاسَ، وَٱلْبَهَائِمَ، وَٱلدَّبَّابَاتِ، وَطُيُورَ ٱلسَّمَاءِ. فَٱنْمَحَتْ مِنَ ٱلْأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ فَقَطْ.
- وَتَعَاظَمَتِ ٱلْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ: إنَّ وصف الطوفان في هذه الفقرة هو كاملٌ ومُحدَّد لدرجة أنَّه يستحيل توفيق الطوفان المحليّ مع التدوين الكتابيّ. بالرغم من ادِّعاءات البعض، هذا هو وصفٌ لطوفانٍ عالميّ.
- إذا كان هذا ليس طوفانًا عالميًّا، عندها تنتفي الحاجة إلى وجود الفُلك. إذا كان هذا مجرَّد طوفان محليّ، فإنَّ وعد الله بعدم جلب مثل هذا الطوفان مرَّةً أخرى غير صحيح. إذا كان هذا مجرَّد طوفان محليّ، فالكتاب المقدَّس مخطئٌ عندما يُرجِع أصل البشريَّة إلى أبناء نوح كما هناك فقراتٌ أخرى تتكلَّم عن طوفانٍ عالميّ (مثل مزمور ٥:١٠٤-٩ و٢ بطرس ٥:٣-٦).
- حرفيًّا، مئات المجموعات من الناس لها تدويناتها وأساطيرها عن الطوفان. واحدةٌ من أبرز هذه الروايات هي تلك الرواية البابليَّة التي تُشبه رواية سفر التكوين بطرقٍ عدَّة والتي أُخِذت بوضوحٍ منها. بما أنَّ كل البشريَّة جاءت من أبناء نوح، فإنَّ كلّ البشريَّة تتذكَّر الطوفان.
- يستشهد بويس خصِّيصًا بأساطير قبيلة سامو-كوبو من غينيا الجديدة وهنود أثاباسكان في أمريكا وهنود باباجو في أريزونا والقبائل البرازيليَّة وهنود بيرو والخويخوئيُّون الإفريقيُّون وسكَّان غرينلاند والسكَّان الأصليُّون في هاواي والهندوس والصينيِّين والمصريِّين واليونانيِّين والفرس والأستراليِّين الأصليِّين والغاليِّين أو الويلزيِّين والسَّلتيّ والدرويد والسيبيريِّين واللِّيتوانيين.
- من أكثر من مئتَين من الثقافات التي لها رواياتها الخاصَّة عن الطوفان، نعتبر أنَّ هذه الجوانب التالية للقصَّة هي مشتركة:
- ٨٨ ٪ يصفون عائلة مُفضَّلة.
- ٧٠ ٪ ينسبون النجاة إلى سفينة.
- ٩٥ ٪ يقولون أنَّ السبب الوحيد للدمار هو الطوفان.
- ٦٦ ٪ يقولون أنَّ الكارثة سببها شرُّ الإنسان.
- ٦٧ ٪ يُسجِّلون أنَّ الحيوانات أيضًا قد نجت.
- ٥٧ ٪ يصفون أنَّ النَّاجون انتهى بهم المطاف على جبل.
- إنَّ الكثير من الروايات أيضًا يذكر خصِّيصًا أنَ طيورًا أُرسِلت إلى الخارج وظهر قوس قزَح وثمانية أشخاص نجوا.
- فَتَغَطَّتِ ٱلْجِبَالُ: تطلَّب هذا كمِّيَّاتٍ هائلة من المياه، لكن يوجد الكثير من المياه على الأرض اليوم لتقوم بذلك – لكن بسبب طبيعة الأرض السطحيَّة، تجتمع المياه إلى البحار والمحيطات. لو كانت الأرض دائرةً كاملة، ستغمر مياه المحيطات اليابسة بعمق ٢،٥ إلى ٣ أميال. قبل الطوفان الكارثيّ، كانت الأرض ربَّما أكثر قربًا من كرةٍ كاملة.
- “إذا كان موسى قد قصد أن يصف طوفانًا جزئيًّا على قسمٍ صغير فقط من الأرض، فقد استخدم لُغَّة مُضلِّلة للغاية؛ لكن، إذا قصد أن يُعلِّمنا أنَّ الطوفان كان عالميًّا، فقد استخدم ذات الكلمة التي نتوقَّعه أن يستخدمها” سبيرجن (Spurgeon)
- كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي ٱلْيَابِسَةِ مَاتَ: خلال محاكمة سكوبس (في أمريكا، ١٩٢٥)، والتي تُعرف رسميًّا بمحاكمة ولاية تينيسي ضد جون توماس سكوبس، أذلَّ كلارنس دارو شخصًا اسمه وليام جينينغز براين بسؤاله عمَّا إذا كان يؤمن بكلِّ كلمةٍ في الكتاب المقدَّس. عندما قال براين أنَّه يؤمِن كذلك، سأله دارو كيف غرقت الأسماك في الطوفان. لم يعرف براين الإجابة، فألقى خطابا طويلًا ومشوَّشًا، ومات في اليوم الثَّاني. فقط لو عرف الكتاب المقدَّس بشكلٍ أفضل، لَعرف ماذا يقول عن نسمة روح الحياة. لم تمُت الأسماك في الطوفان؛ فقط الحيوانات التي لها نسمة الحياة فيها ماتت، أي الحيوانات التي على الأرض اليابسة.
- قام الله بفعل كلِّ ما قاله بالضبط. في الواقع، لم يؤمن جميع معاصري نوح أنَّ الله سيفعل تمامًا كما قال. بالرغم من أنَّ الأمر استغرق ١٢٠ عامًا، إلَّا أنَّ الله أظهر أنَّه يفي بوعوده وأنَّه أمين تمامًا.
ب) الآية (٢٤): استمرَّ الطوفان ١٥٠ يومًا بدون هوادة.
٢٤ وَتَعَاظَمَتِ ٱلْمِيَاهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا.
- مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا: يقترح البعض أنَّ الله وضع البعض أو العديد من هذه الحيوانات في فترة سباتٍ أو إشتاءٍ في هذه الفترة، ممَّا يعني أنَّ الحاجة للطعام والمكان والعناية تقلُّ.
- يمنح الله العديد من الحيوانات اليوم غريزة رائعة للسبات أو الإشتاء. لن يكون من الصعب عليه أن ينقل بأعجوبة غريزةً فريدة لهذه الحيوانات بعينها.
- مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا: بأمانٍ في الفُلك، دعم الله نوح وعائلته خلال هذا الوقت من النكبة والدينونة. محجورون ومحروسون من العاصفة والطوفان، فقد كانوا بأمان.
- “دفن نوح كلَّ شيءٍ قديم عندما خرج إلى عالمٍ جديد، ونحن أيضًا عندما نموت في المسيح، ذلك لكي نحيا أيضًا معه.” سبيرجن (Spurgeon)