سفر حزقيال – الإصحاح ١٨
مسئولية النفس الفردية
أولًا. الرد على المَثَل الكاذب
أ ) الآيات (١-٣): لا تضربوا هذا المثل بعد الآن.
١وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: ٢«مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ ٣حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ.
١. مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هذَا المَثَل: تكلم الله إلى إسرائيل بشأن مَثَل شائع كان يُستخدَم بين الشعب اليهودي في عهد حزقيال.
• كان هذا المَثَل شديد الانتشار في ذلك الوقت، حتى أن الناس كانت تستشهد به أيضًا في إرميا ٣١: ٢٩-٣٠، وبشكل مماثل في مراثي إرميا ٥: ٧.
• “أجاب شعب إسرائيل على وعظ رجال مثل إرميا وحزقيال بالتعبيرات الرنانة والأمثال، وليس بالحجج المنطقية.” سميث (Smith)
٢. الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟: إن ذِكر المَثَل كان احتجاجًا وشكوىً. كانت الفكرة هي أن الجيل الحالي يتم معاقبته بشكل غير عادل على ما فعله الآبَاء. يمكن للشخص أن يفترض أنه إذا كان الآبَاءُ يأكلون الْحِصْرِمَ، فإنهم سيشعرون بالطعم الحامض في أفواههم. ووفقًا للمَثَل، لم يكن الطعم الحامض في أفواه الآباء، ولكنه كان في أفواه الأبناء.
• “يعكس المَثَل القدرية المادية الميؤوس منها، واستسلامًا للقوانين الكونية الثابتة للسبب والنتيجة، وشللًا مريرًا للنفس، مما ترك المسبيين بلا أمل ولا إله.” بلوك (Block)
• “رأى كل من أرميا وحزقيال أن هذه عقيدة ضارة، لأنها تؤدي بالضرورة إلى روح القدرية وعدم تحمّل المسئولية. فإن كان من الممكن حقًا إلقاء الخطأ على جيل سابق، فإن أولئك الذين وقعت عليهم الدينونة يمكنهم أن يتجاهلوا بشكل منطقي أي شعور بالخطية ويتهمون الله بالظلم.” تايلور (Taylor)
• “ما زال البشر يستخدمون هذا المَثَل، وباستخدامهم هذا المثل، هم يظهرون اعتقادهم بأنه قول صحيح. وفي الواقع، لم يتم ابتكار قول أكثر كذبًا من ذلك. يستند هذا المَثَل إلى فلسفة واحدة جانبية موروثة. المَثَل، من ناحية، هو محاولة للهروب من المسئولية عن الخطية؛ وأيضًا هو احتجاج على العقاب.” مورجان (Morgan)
٣. الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟: هذا المَثَل الشعبي عبّر عن فكرة شعبية ونشرها. الفكرة هي أن الله غير عادل. هو غير عادل في عدم معاقبة الآباء بما يستحقون، وغير عادل في معاقبة الجيل الحالي بما لا يستحقون.
• يبدو أن أولئك الذين نقلوا هذا المَثَل الشرير وكانوا يأملون في اتهام الله به وجدوا ملجًأ في الالتواء أو تحريف الخطاب الثاني من سفر الخروج ٢٠: ٤-٦ “فقد فشلوا، مثل الكثيرون اليوم، في رؤية قوة الكلمات ’مُبْغِضِيَّ‘ و’مُحِبِّيَّ.‘ وبالتالي، إذا كانوا يحبون الله بشكل فردي، فإنهم لا يمكن أن يتعرضوا لعقوبة خطايا آبائهم.” فاينبرغ (Feinberg)
• “تكلمت الوصية الثانية (خروج ٢٠: ٥، ٦) عن الكارثة التراكمية التي تتزايد عندما ترفض الأجيال المتعاقبة التوبة. وهذا هو أيضًا تعليم يسوع المسيح (متى٢٣: ٣٥، ٣٦). يؤكد حزقيال أن كل جيل مسؤول عن كسر التقاليد السيئة أو الحفاظ على التقاليد الحسنة.” وايت (Wright)
٤. لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هذَا المَثَل فِي إِسْرَائِيلَ: لم يقبل الله المَثَل فقط لأنه كان رسالة شعبية. لقد كانت المواعظ والأمثال شكلًا شائعًا للإعلام أو التواصل في العالم القديم، ومن خلال نبيه أمر الله بكشف هذه الرسالة الخاطئة والرد عليها، والتكلم ضدها.
• ليس لأن المَثَل شعبيًا ومنتشرًا فهذا يعني أنه كان صحيحًا.
ب) الآية (٤): الرد على المَثَل الكاذب.
٤هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الابْنِ، كِلاَهُمَا لِي. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ.
١. هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي: ” بدأ الله إجابته على المَثَل الخاطئ بإعلان مبدأ مهم. كُلُّ النُّفُوسِ تنتمي إلى الله وتخصّه، نفوس الآباء والأبناء على حد سواء. فإذا اشتكى إسرائيل من أن الأجيال السابقة نجت من عواقب خطيتها، أكد الله لهم أن لديه سلطان على الجميع.
• “إن فكرة سيادة يهوه الرب على كل حياة بشرية هي فكرة قديمة. ففي النهاية، إنه مصدر وخالق الجميع، وهو يحافظ على الحياة بنَفَسِه هو (أي نفخته).” بلوك (Block)
• “لنرجع دائمًا إلى بدايات الأشياء عندما نصرح بمطالب الله من نحو الناس. وبدلًا من أن نناشد معهم، دعونا نؤكد بجرأة مطالب الله عليهم. فجميع النفوس هي لله، سواء كانت نفس لأفريقي أو لأوروبي؛ للوثني وأيضًا للمولود المسيحي؛ للمتعب والمحزون والمذنب، كما هو الحال بالنسبة لأولئك الذين يقفون تحت الشمس.” ماير (Meyer)
٢. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ: لأن الله لديه سلطان على جميع النُّفُوسِ (بما في ذلك نَفْسُ الأَبِ ونَفْسِ الابْنِ)، وعد الله بإعلان الدينونة على كل نفس مذنبة. لن يفلت أي شخص يجب معاقبته عن خْطِاياه من هذه الدينونة.
• “لا ينبغي فهم كلمة النفوس بمعنى الأرواح غير المتجسدة. النفس العبرية (نَفْش nepes) تمثل الشخص في مجمله أو قوة الحياة الداخلية التي فيه.” تايلور (Taylor)
• “يعتقد بعضهم أن حزقيال تناول فقط الحياة الجسدية أو الموت الجسدي في هذه النصوص. المشكلة في ذلك هي أنه بالتأكيد كان هناك أشخاص جيدين نسبيًا وأبرياء ماتوا جسديًا في الدينونة التي أتت على أورشليم ويهوذا. ويعلمنا سفر أيوب وخبرتنا الشخصية أنه أحيانًا ما ينجو بعض الأشرار في هذه الحياة ويعاني الأبرار. لذا لابد وأن يكون في اعتبار حزقيال، بشكل رئيسي، الحياة الأبدية وموت الناس الأبدي.”
• “إن الحقيقة الصريحة، والتي كان حزقيال على دراية بها تمامًا كما نحن أيضًا، تجعل من المستحيل أن نحد المعنى بالموت الجسدي فقط، ولكن الموت الجسدي في الكتاب المقدس يرتبط بالموت الأبدي.” وايت (Wright)
ج) الآيات (٥-٩): وعد بالحياة للرجل البار.
٥وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ بَارًّا وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا، ٦لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ، وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثًا، ٧وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَانًا، بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ، وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَابًا بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ، وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْبًا، ٨وَلَمْ يُعْطِ بِالرِّبَا، وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً، وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ، وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَالإِنْسَانِ، ٩وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَامِي لِيَعْمَلَ بِالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
١. وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ بَارًّا وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا: وعد الله في الآية السابقة بأن اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. ومع ذلك، إذا كان الرجل بَارًّا، فلن يحكم الله على نفسه بالموت. بدأ حزقيال بعد ذلك في وصف طبيعة الرجل البَارّ.
• لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ: هو لا يأكل الوجبات الطقسية التي ترافق ذبائح الأصنام والتي تقدم على المرتفعات الجبلية.
• وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ: هو لا ينظر إلى الأصنَام أو يكرمها كما يفعل آخرون في بَيْتِ إِسْرَائِيلَ.
• وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ: إنه لا يرتكب الزنا ويحتفظ بالجنس لرابطة الزواج.
• وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثًا: إنه يلتزم بقوانين الطهارة الطقسية الموصوفة في اللاويين ١٥: ١٩-٣١.
• وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَانًا، بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ: فلديه القلب العادل المأمور به في شريعة موسى (كما في سفر التثنية ٢٤: ١٢-١٣ ونصوص أخرى).
• وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَابًا بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ: هو ليس أخَّذًا، بل معطاءً للآخرين.
• وَلَمْ يُعْطِ بِالرِّبَا، وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً: إنه يطيع أوامر الله في التعامل المالي مع الآخرين، مُكرِمًا الله بأمواله.
• وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَالإِنْسَانِ: إنه رجل عدل ومنصف في تعامله مع الآخرين.
وَلَمْ يُعْطِ بِالرِّبَا: “كانت مثل هذه الفائدة مسموحًا بها بموجب شريعة موسى في التعامل مع الأجانب (تثنية ٢٣: ٢٠)، ولكنه كان محظورًا بشدة في القروض التي تُعطى للإسرائيليين (خروج ٢٢: ٢٥؛ تثنية ٢٣: ١٩).” فاينبرغ (Feinberg)
يعلق كلارك (Clarke) عن الكلمة العبرية الرِّبَا ويقول: “كلمة (Nasach نساخ) تشير إلى معنى العض أو القضم. وصحيحًا يسمى الربا بهذه التسمية لأنه يعض في المبلغ الرئيسي ويأكل منه. يرمز الربا، عندنا، إلى المطالبة بفائدة غير قانونية على المال، واستغلال احتياج الشخص لإعطائه النقود بأرباح زائدة. وهذا يقضم من ممتلكات من أقترض المال، كما يعض في خلاص الشخص المُقرِض.”
٢. وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَامِي: كل ما سبق هو وصف عام للرجل (أو المرأة) المخلص للعهد الذي أقامته إسرائيل مع الله في أيام موسى. اليوم نحن نتعامل مع الله بعهد جديد وأفضل، ولكن لا يزال بإمكاننا فهم قلب الشريعة القديمة لله ليومنا هذا.
٣. فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا: وعد الله بأن هذا البار، في النهاية، يَحْيَا أمامه، ولن يعاني أخيرًا في الأيام الآتية من خطايا الأجيال السابقة.
• سيستخدم النبي في حزقيال ١٨، ثلاثة أمثلة: الرجل البار (١٨: ٥-٩)، وابنه الشرير (١٨: ١٠-١٣)، وحفيده البار (١٨: ١٤-١٨). “ينطبق وصف أولئك الثلاثة على ثلاثة ملوك من يهوذا – حزقيا ومنسى ويوشيا.” فاينبرغ (Feinberg)
د ) الآيات (١٠-١٣): الابن الشرير للأب البار.
١٠«فَإِنْ وَلَدَ ابْنًا مُعْتَنِفًا سَفَّاكَ دَمٍ، فَفَعَلَ شَيْئًا مِنْ هذِهِ، ١١وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ، بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ، وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ، ١٢وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ، وَاغْتَصَبَ اغْتِصَابًا، وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ، وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ، ١٣وَأَعْطَى بِالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ، أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتًا يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ.
١. فَإِنْ وَلَدَ ابْنًا مُعْتَنِفًا سَفَّاكَ دَمٍ: إذا كان للرجل البار الذي ذكر في حزقيال ١٨: ٥-٩ ابن شرير، الذي لَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ الواجبات، فسيحمل هذا الابن ذنبه الخاص.
٢. بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ: في كل تفاصيله، وصف حزقيال الرجل الشرير على أنه صورة عكسية تمامًا للرجل الذي وصفه في حزقيال ١٨: ٥-٩.
• “في حين أن الأول يبذل قصارى جهده للحفاظ على الحياة، حتى حياة الفقراء، حياة الآخرين لهذا الأخير، تصبح مستهلكة إن كانت تتداخل مع مساعيه الأنانية.” بلوك (Block)
٣. أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا: على الرغم من أن هذا الرجل الشرير كان له أب بار، إلا أنه يجب عليه أن يحاسب عن خطيته الخاصة. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ. للرد على المَثَل المذكور في حزقيال ١٨: ٢، أكل هذا الرجل الشرير العنب الحامض وستضرس أسنانه هو.
• دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ: “أتت كلمه ’دمه‘ في العبرية، بصيغة الجمع، دماء: أي دم الأبرياء الذين قتلهم، ودم نفسه الذي فقده، دم روحه وحياته ككل، أي، أن كل اللوم على بؤسه في الزمان والأبدية، سيقع على عاتقه هو، الذي جلب كل تلك الأحزان على نفسه بسبب شره.” بوله (Poole)
هـ) الآيات (١٤-١٨): الابن البار للأب الشرير.
١٤«وَإِنْ وَلَدَ ابْنًا رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا، فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. ١٥لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ، وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ، ١٦وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَانًا، وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْنًا، وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَابًا، بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ، وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْبًا ١٧وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ، وَلَمْ يَأْخُذْ رِبًا وَلاَ مُرَابَحَةً، بَلْ أَجْرَى أَحْكَامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي، فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. ١٨أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْمًا، وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَابًا، وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ، فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ.
١. وَإِنْ وَلَدَ ابْنًا رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا: استخدم حزقيال مثال الرجل الشرير المُصَوَّر في الخروج ١٨: ١٠-١٣ وابْنه. فَإذا رَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا، فقد يعيش الأبن حياة بارة.
• “لن يتأثر بجرائم والده بعد الآن، بقدر ما لم يستفد والده من بر جده.” كلارك (Clarke)
٢. لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ: وصف حزقيال الرجل البار بنفس معايير الإخلاص والامانة للعهد الذي ذكره في هذا الإصحاح سابقًا (حزقيال١٨: ٥-٩).
• “يتم تقديم سلوك هذا الرجل على أنه نقيض لسلوك والده ونسخة افتراضية طبق الأصل من سلوك جده.” بلوك (Block)
٣. فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ: إذا كان الابن بارًا، فلن يعاني من خطايا الأب الشرير. وللرد على المَثَل المذكور في حزقيال ١٨: ٢، إذا الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ، لن تضَرِسَ َأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ.
٤. أمَّا أَبُوهُ: إن بر الابن لن يبرر الأب الشرير. وبسبب خطاياه الكثيرة، فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. ومرة أخرى، في إطار المَثَل المذكور في حزقيال ١٨: ٢، فإن الأب الشرير أكل الحصرم، وستضرس أسنانه بسبب ذلك.
ثانيًا. مبدأ مسئولية النفس الفردية
أ ) الآيات (١٩-٢٠): تفسير مبدأ أن كل نفس تحمل ذنبها.
١٩«وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الابْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الابْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. ٢٠اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.
١. لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الابْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟: دعا الله إسرائيل بالنظر إلى السؤال من زاوية مختلفة. فالأب والابن مرتبطان؛ فلماذا لا يكون الابن مذنبًا بسبب ما فعله الأب؟
• يبدو سؤال الله كأنه سؤال جنوني بعض الشيء في مسامعنا الفردية المعاصرة. ففي كثير من الأحيان يكون من الصعب علينا التعامل مع الثقافات التي تتمتع بشعور أقوى بالارتباط الأسري والمجتمعي، حيث يؤثر ما يفعله شخص واحد على كامل العشيرة أو المجتمع.
• “ومهما بدا هذا معقولًا بالنسبة لنا، إذ نحن نعتاد على الشعور بالمسئولية الشخصية، تأتي هذه الفكرة كفكرة ثورية يقدمها إلى المعاصرين في زمن حزقيال. لقد كانوا أكثر ألفة وتسامحًا مع فكرة البر الجماعي واللوم الجماعي.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
• “إن التضامن المجتمعي والمسئولية الجماعية كانت حقائق تشهد بها الخبرة. إن هدف حزقيال هنا هو إظهار أنها ليست الحقائق الوحيدة. فمجتمع الله المفديين هو عبارة عن أمة بارة أو أمة من الأفراد الأبرار أو الأفراد التائبين.” تايلور (Taylor)
٢. أَمَّا الابْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا: كرر الله المبدأ الذي ينظر فيه إلى الناس كأفراد أمامه. بالتأكيد، هناك بعض الطرق التي قد يبارك بها الله أو يدين الناس في المجتمع، ولكن فيما يتعلق بالأبدية، ينظر الله إلى كل حياة فردية على حدا.
٣. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ: وبينما يحكم الله على كل رجل وامرأة بشكل فردي، فإن الأبرار سيتبررون والأشرار سيُحكم عليهم. لن يتم تبريرهم أو إدانتهم على أساس الأسرة أو المجتمع؛ اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ.
٤. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ: يتم التأكيد على هذا المبدأ بوضوح ويتكرر في حزقيال ١٨ حتى لا يوجد أي خلط فيما يتعلق بصحته أو أهميته. ومع ذلك، يجب القول إن هناك استثناءان كبيران لهذا المبدأ.
• يعلمنا العهد الجديد بوضوح أن ذنب آدم انتقل إلى جميع البشر، وأن بر يسوع المسيح ينتقل إلى كل من يؤمن به (رومية ٥: ١٢-١٩). هذان الرجلان – فريدين تمامًا في كل الإنسانية كرئيسين ممثلين للجنس البشري – ويأتي شرهما وبرهما عَلَى الآخرين.
ب) الآيات (٢١-٢٣): رغبة الله في توبة الأشرار.
٢١فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. ٢٢كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. ٢٣هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟
١. فَحَيَاةً يَحْيَا: للتأكيد، كرر الله هذا المبدأ مرارًا وتكرارًا. باب التوبة والاسترداد مفتوح لأي شِّرِّير. فاللص على الصليب – الذي بسبب توبته، دخل الفردوس بعد حياة شريرة – أظهر لوقا هذا فيما بعد (لوقا ٢٣: ٣٩-٤٣).
• “يمكن للمرء أن يشعر بالحماس الذي يشعر به حزقيال عندما يعلن الحُكم على أولئك الذين تنطبق عليهم هذه الشروط: فحياة يحيا! لاَ يَمُوتُ! سيتم عدم احتساب أفعال الماضي المتمردة، وسيكون بره الحالي هو كل ما يهم.” بلوك (Block)
٢. كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ: وعد الله بأنه لن يكون هناك استرداد تجريبي أو مؤقت لمثل هذا الرجل الشرير الذي يتوب، ولكن الاسترداد سيكون كاملًا.
• “أترك خطيتك الآن، ولن تتأثر أبدًا بخطايا الآخرين.” بوله (Poole)
• “لقد كان الدرس من هذين المثالين واضح ويجيب على أسئلتهما: إن الأشخاص هم من يحددون طبائعهم ومصائرهم من خلال القرارات التي يتخذونها. فليس المسبيون في بابل ولا المواطنون في أورشليم كانوا أسرى أو ضحايا لحتمية كونية اجبرتهم على أن يتصرفوا كما فعلوا.” ويرزبي (Wiersbe)
٣. هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟: في هذا النص، شرح الله مبدًا أساسيًا عن طبيعته فيما يخص التعامل مع البشرية. الله لا يشعر بأي مَسَرَّةً خاصة في موت الشِّرِّيرِ. بل قلب الله يريد للشرير أن يتوب، وأن يرجُعِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا. الله ليس ساديًا وقاسيًا، يجعل التوبة مستحيلة لأنه يحب أن يرى البشر يعانون.
• “هذا ما يحتاجه جمهور حزقيال لينقذهم من عبوديتهم للكآبة واليأس – يحتاجون إلى رؤية جديدة لله، الله كإله يقف على جانب البركة والحياة، لا على جانب اللعنة والموت.” بلوك (Block)
• “الإنسان الخاطئ عادة يرى الدينونة كما لو كانت مسرة لله. لا يمكن لشيء أن يكون أبعد من هذا عن رغبة الله، وإلا لما أرسل ابنه الوحيد ليُحكم عليه على الصليب بسبب خطية العالم بأسره (١ يوحنا ٢: ١-٢).” ألكسندر (Alexander)
• “إن شوق الرب وإرادته وغرضه هو خلاص النفوس. وينبغي أن يشاركه هذا الشوق كل واعظ يتكلم عن دينونة الله.” تايلور (Taylor)
• إن حقيقة أن الله لا يجد مَسَرَّةً في موت الشِّرِّيرِ لا يعني أن هذا الأمر لن يحدث. إن رغبة الله العامة لجميع البشرية هي أن يتوبوا، وأن يلتفتوا إليه ويخلصوا؛ ومع ذلك، فإنه لن يتراجع عن مطالب العدالة والقداسة لأولئك الذين يرفضون الرَجَوعَ إليه.
• “وإذا كان الله لا يُسر بموت الشرير، فلا يمكن أن يكون قد أصدر أمرًا بتركه لشرور طبيعته، ومن ثم يدينه على ما لم يتمكن من تجنبه: لأنه كما أن الله لا يمكنه فعل أي شيء لا يسر به، هكذا لا يمكنه أن يصدر أمرًا لا يسر به. ولكنه ’لا يُسر بموت الخاطئ،‘ لذلك لا يمكن أن يكون قد أصدر أمرًا ليأتي به لهذا الموت.” كلارك (Clarke)
ج) الآية (٢٤): وعد الله بالدينونة للأبرار الذين يبتعدون.
٢٤وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْمًا وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الشِّرِّيرُ، أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا يَمُوتُ.
١. وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ: لقد وعد الله بأنه لا يوجد ملجأ للرجل الْبَارُّ ظاهريًا والذي رَجَعَ إلى رَّجَاسَاتِ وأصنام الأشرار.
٢. كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ: هذا أمر مؤسف، ولكنه حقيقي. يمكن لرجل أو امرأة مشهور بحياة بارة أن تُنسى تلك الحياة “أمام الله والناس” بسبب رجوعه إلى الشر. إن وعد الله، عندما يحدث ذلك، أن هذا الإنسان يَمُوت بسبب خطاياه.
• “على الرغم من أن الآية ٢٤ تثير صعوبات في سياق العهد الجديد بخصوص الثبات النهائي للقديسين، إلا أن هذه التحذيرات يجب أن تبقى في الكتاب المقدس. لا يملك أي شخص – مؤمن أو غير مؤمن – الحق في القول: ’لأنني كنت صالحًا في السابق، فلا يهم إذا كنت أنزلق الآن في الخطية.‘” وايت (Wright)
د ) الآيات (٢٥-٢٩): إعلان الله النهائي عن عدالة طرقه.
٢٥«وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ مُسْتَوِيَةً. فَاسْمَعُوا الآنَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ: أَطَرِيقِي هِيَ غَيْرُ مُسْتَوِيَةٍ؟ أَلَيْسَتْ طُرُقُكُمْ غَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ؟ ٢٦إِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْمًا وَمَاتَ فِيهِ، فَبِإِثْمِهِ الَّذِي عَمِلَهُ يَمُوتُ. ٢٧وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ، وَعَمِلَ حَقًّا وَعَدْلًا، فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ. ٢٨رَأَى فَرَجَعَ عَنْ كُلِّ مَعَاصِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. ٢٩وَبَيْتُ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ مُسْتَوِيَةً. أَطُرُقِي غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ أَلَيْسَتْ طُرُقُكُمْ غَيْرَ مُسْتَقِيمَةٍ؟
١. أَطَرِيقِي هِيَ غَيْرُ مُسْتَوِيَةٍ؟ أَلَيْسَتْ طُرُقُكُمْ غَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ؟: من أجل التأكيد، يكرر الله مبادئ دينُونته وأسبابها. إن إسرائيل لم تكن مُسْتَوِيَةٍ (أي عادلة) لأنها كانت تأمل أن تجد الذنب أو البر في الأجيال الأخرى. ولكن كل نفس ستقف بمفردها أمام الله.
• “في حين يدّعون أنهم ضحايا لقانون عالمي ثابت يربط مصيرهم بسلوك آبائهم، فإنهم في الواقع يرون أنفسهم عرضة لرحمة إله متقلب، وأفعاله عشوائية وغير متوقعة.” بلوك (Block)
٢. وَبَيْتُ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: لأن زلتهم كانت مغروسة ومتأصلة فيهم بعمق، فكان على الله أن يرد على إثمهم بقوة وتكرار.
و ) الآيات (٣٠-٣٢): التصريح المختصر والدعوة إلى العمل.
٣٠مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، كُلِّ وَاحِدٍ كَطُرُقِهِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ، وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً. ٣١اِطْرَحُوا عَنْكُمْ كُلَّ مَعَاصِيكُمُ الَّتِي عَصَيْتُمْ بِهَا، وَاعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا وَرُوحًا جَدِيدَةً. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ ٣٢لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَارْجِعُوا وَاحْيَوْا.
١. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، كُلِّ وَاحِدٍ كَطُرُقِهِ: إن خطأ الاعتقاد بالخلاص أو الهلاك الجماعي أو العائلي هو أمر جاد وخطير لدرجة أن الله أكد بشكل واضح مسئولية الفرد أمامه.
• “قد يكون صحيحًا أني في وجودي الجسدي قد ورثت ميولًا لبعض أشكال الشر من والدي؛ ولكن فيما يخص حقيقة علاقتي الأساسية بالله، هناك قوى متاحة لي أكثر فعالية وأشد من كل هذه الميول. إن البر أو الشر ليس أمرًا موروثًا.” مورجان (Morgan)
٢. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ، وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً: بسبب مبدأ المسئولية الفردية أمام الله، فمن الضروري بشكل مطلق على كل نفس أن تتوب وأن ترْجِع عَنْ كُلِّ مَعَاصِيها دون أن يصبح الإِثْمُ مَهْلَكَةً.
• “لا يمكن للناس أن يعتمدوا على خزانة من الأعمال الصالحة في الماضي لضمان سلامتهم في المستقبل، ولا هم بحاجة لأن ييأسوا من أنه يمكن لخزانة شرورهم أن تمنعهم من الاستمتاع بالحياة.” بلوك (Block)
٣. وَاعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا وَرُوحًا جَدِيدَةً: في هذا، وجه حزقيال جميع مستمعيه وقرّاءه للنظر إلى الأمام حيث العهد الجديد (تثنية ٣٠: ١-٦، إرميا ٢٣: ١-٨، إرميا ٣١: ٣١-٣٤، إرميا ٣٢: ٣٧-٤١، حزقيال ١١: ١٦-٢٠، حزقيال ٣٦: ١٦-٢٨، حزقيال ٣٧: ١١-١٤، ٣٧: ٢١-٢٨). فهذا سيجعل التغيير الحياتي الذي يتمناه التائبُون أمرًا ممكنًا فعلًا.
• “في وقت لاحق، سيقدم لنا حزقيال كيف يتم تخصيص قلبٍ وروحٍ جديدين لإسرائيل في النهاية (حزقيال ٣٦: ٢٦). لقد كانت التوبة متاحة لشعب إسرائيل في أيام حزقيال.” ألكسندر (Alexander)
٤. لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ: مرة أخرى في هذا الجزء، أكد الله على هذا المبدأ (المذكور لأول مرة في حزقيال ١٨: ٢٣). اعتبر الله من المهم أن يفهم الجميع أن الله لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ. (٢ بطرس ٣: ٩).
• “تذكر أن الرب يسوع بكى عند قبر لعازر، حتى وهو على وشك إعادته إلى هذه الحياة. لقد دخل الموت عن طريق الإنسان، وليس هذا بسبب عمل الله، بل بسبب خطية الإنسان.” ماكجي (McGee)
• فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ: “لماذا تذهبون إلى الجحيم بينما ملكوت الله مفتوح لاستقبالكم؟ لماذا تكونون عبيد الشيطان، وأنتم تستطيعون أن تكونوا أحرار في المسيح! لماذا تريدون الموت؟” كلارك (Clarke)
٥. فَارْجِعُوا وَاحْيَوْا: اختتم الله هذه النبوءة بتحريض وتطبيق قوي وجدير بالاهتمام. يجب على شعب الله أن يرْجِعُوا وَيحْيَوْا. لا ينبغي أن يثقوا بالقضاء والقَدَر أو أن ييأسوا من آبائهم أو أحفادهم. لقد قدم الله طريقة للبشرية تمكنهم للوصول إليه، ويجب عليهم القدوم كأفراد.
• “إنه يرسل تحذيرًا شديد اللهجة إلى أولئك الذين يفترون على نعمة الله. ويقدم الأمل لأولئك الذين ييأسون من الحياة. في كلتا الحالتين، فهو يقدم تصحيحًا سويًا للنهج النظامي المتعلق بالشر والمعاناة الإنسانية الذي يعفي الفرد من مسئوليته عن حياته ومصيره.” بلوك (Block)