سفر إرميا – الإصحاح ٢١
التكلم إلى الملك صدقيّا
أولًا. رسالة إلى صدقيا: الدينونة القادمة
أ ) الآيات (١-٢): رسول من الملك صدقيّا
١اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ، حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ٱلْمَلِكُ صِدْقِيَّا فَشْحُورَ بْنَ مَلْكِيَّا وَصَفَنْيَا بْنَ مَعْسِيَّا ٱلْكَاهِنَ قَائِلًا: ٢”ٱسْأَلِ ٱلرَّبَّ مِنْ أَجْلِنَا، لِأَنَّ نَبُوخَذْراَصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ يُحَارِبُنَا. لَعَلَّ ٱلرَّبَّ يَصْنَعُ مَعَنَا حَسَبَ كُلِّ عَجَائِبِهِ فَيَصْعَدَ عَنَّا.”
١. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ: ليس سفر إرميا مرتّبًا زمنيًّا. فهنالك قفزة كبيرة من نهاية إرميا ٢٠ إلى بداية إرميا ٢١. فقد انتهى إرميا ٢٠ بحكم يهوياقيم بن يوشيا الذي حكم ١١ سنة. وتتقدم إرميا ٢١ سريعًا حوالي ٢٠ عامًا إلى الوقت الذي كانت فيه الجيوش البابلية في يهوذا وتحاصر أورشليم.
• “ينقلنا المشهد، حوالي ٥٨٨ ق. م.، فجأة إلى حصار أورشليم النهائي، بعد حوالي ٢٠ عامًا من أحداث الإصحاح العشرين.” كيدنر (Kidner) وفي هذه الفترة، لم تسقط يهوذا وأورشليم في معركة حاسمة واحدة، بل حدث هذا على مراحل.
قبل حوالي ١٧ سنة، جاء نبوخذنصر لأول مرة إلى أورشليم في عهد الملك يهوياقيم، وأخضع المدينة وأخذ أسرى من أفضل يهوذا وألمعها، مثل دانيال (حوالي ٦٠٥ ق. م.).
وبعد حوالي عشر سنوات من هذا، عاد نبوخذنصر مرة أخرى في عهد الملك يهوياكين، وأخذ كنوز أورشليم، وسبى مزيدًا من الأسرى (مثل حزقيال)، وخلع الملك يهوياكين (حوالي ٥٨٩ ق. م.)، ثم وضع صدقيا على العرش كملك دُمية.
بحلول إرميا ٢١، انتهى حكم الملك صدقيا تقريبًا. وعاد نبوخذنصر للمرة الثالثة لتدمير أورشليم وأخْذ من تبقّى من شعب يهوذا (حوالي ٥٨٩ ق. م.).
• كان صدقيا الابن الثالث للملك يوشيا. وقد حكم قبله أخواه الأكبر، يهوآحاز ويهوياقيم، إضافة إلى ابن أخيه يهوياكين.
٢. حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ٱلْمَلِكُ صِدْقِيَّا فَشْحُورَ بْنَ مَلْكِيَّا: لم يكن هذا نفس فشحور بن إمّير الذي ضرب إرميا ووضعه في المقطرة (إرميا ٢٠: ١-٢) قبل عشرين سنة.
٣. لَعَلَّ ٱلرَّبَّ يَصْنَعُ مَعَنَا حَسَبَ كُلِّ عَجَائِبِهِ فَيَصْعَدَ عَنَّا: أرسل الملك صدقيا فشحور لطلب كلمة مواتية من الرب. كان الأمر كما لو أنهم لم يسمعوا قط بما كرز به إرميا.
• “كان هذا خلال ذروة الحصار الأقسى الأخير، حيث أرسل صدقيا هذه الرسالة إلى إرميا. لقد أجّل الملك وشعبه التزامهم بتحذيرات الله ودعوته المُحبة حتى آخر ساعة ممكنة. وهم الآن أكثر حرصًا على الحصانة من عواقب خطاياهم من التوبة والعودة إلى الله.” ماير (Meyer)
• حَسَبَ كُلِّ عَجَائِبِهِ: ربما تذكّر صدقيا معجزة إنقاذ أورشليم في أيام حزقيا، عندما حاصرت الجيوش الأشورية بقيادة سنحاريب المدينة (٢ ملوك ١٨-١٩)، وأمِل في أن يرسل الله معجزة أخرى.
• حَسَبَ كُلِّ عَجَائِبِهِ: سيتعامل الله مع الناس حسب عجائبه، لكن ليس ليخلّص النفوس المتمردة من العقاب العادل على إثمهم، بل ليسلّمهم إلى ذلك العقاب رغم ذكاء سياساتهم.” مورجان (Morgan)
ب) الآيات (٣-٦): الرسالة إلى الملك حول الغزو القادم لأورشليم
٣فَقَالَ لَهُمَا إِرْمِيَا: “هَكَذَا تَقُولَانِ لِصِدْقِيَّا: ٤هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: هَأَنَذَا أَرُدُّ أَدَوَاتِ ٱلْحَرْبِ ٱلَّتِي بِيَدِكُمُ ٱلَّتِي أَنْتُمْ مُحَارِبُونَ بِهَا مَلِكَ بَابِلَ وَٱلْكَلْدَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُحَاصِرُونَكُمْ خَارِجَ ٱلسُّورِ، وَأَجْمَعُهُمْ فِي وَسْطِ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ. ٥وَأَنَا أُحَارِبُكُمْ بِيَدٍ مَمْدُودَةٍ وَبِذِرَاعٍ شَدِيدَةٍ، وَبِغَضَبٍ وَحُمُوٍّ وَغَيْظٍ عَظِيمٍ. ٦وَأَضْرِبُ سُكَّانَ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ، ٱلنَّاسَ وَٱلْبَهَائِمَ مَعًا. بِوَبَإٍ عَظِيمٍ يَمُوتُونَ.”
١. هَكَذَا تَقُولَانِ لِصِدْقِيَّا: تعجبنا جسارة إرميا وهو يتكلم بوضوح وجرأة إلى ملك حكم عشر سنوات حتى الآن.
• “هو يجيبهما بتواضع ومن دون شتائم وإهانات، لكن بحرية وجرأة كرجل ذي روح بطولية وكرسول لملك الملوك.” تراب (Trapp)
٢. هَأَنَذَا أَرُدُّ أَدَوَاتِ ٱلْحَرْبِ ٱلَّتِي بِيَدِكُمُ: كانت نبوّة إرميا في الصميم. فلن يُجري الله ’عجيبة‘ من عجائبه (إرميا ٢١: ٢) لإنقاذه من الغزو البابلي القادم. ولن تُجدي جهودهم الدفاعية.
٣. وَأَجْمَعُهُمْ فِي وَسْطِ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ: لن يقوم البابليون بمحاصرة أورشليم فحسب، لكنهم سيخرقون الأسوار ويصلون إلى وسط المدينة.
٤. وَأَنَا أُحَارِبُكُمْ بِيَدٍ مَمْدُودَةٍ وَبِذِرَاعٍ شَدِيدَةٍ: لن تضطر يهوذا إلى محاربة البابليين فحسب، بل ستضطر إلى محاربة الرب نفسه لأنه سيحاربها ’بِغَضَبٍ وَحُمُوٍّ وَغَيْظٍ عَظِيمٍ.‘
٥. وَأَضْرِبُ سُكَّانَ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ، ٱلنَّاسَ وَٱلْبَهَائِمَ مَعًا. بِوَبَإٍ عَظِيمٍ يَمُوتُونَ: لن تكون الحرب هي السبب الوحيد للموت في الخراب القادم. إذ سيموت كثيرون أيضًا بسبب المرض والوبأ.
ج) الآية (٧): الرسالة إلى صدقيا حول مصيره الرهيب
٧ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ ٱلرَّبُّ: أَدْفَعُ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا وَعَبِيدَهُ وَٱلشَّعْبَ وَٱلْبَاقِينَ فِي هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ مِنَ ٱلْوَبَإِ وَٱلسَّيْفِ وَٱلْجُوعِ لِيَدِ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ وَلِيَدِ أَعْدَائِهِمْ وَلِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ، فَيَضْرِبُهُمْ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ. لَا يَتَرَأَّفُ عَلَيْهِمْ وَلَا يَشْفُقُ وَلَا يَرْحَمُ.
١. لِيَدِ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ: لن يجد أولئك المحظوظون بما يكفي للنجاة مِنَ ٱلْوَبَإِ وَٱلسَّيْفِ وَٱلْجُوعِ خلاصًا. إذ سيؤخذون أسرى خارج المدينة، وإلى أرض بابل.
• بعد فترة وجيزة من إطلاق هذه النبوة، استولى البابليون على أورشليم، وأسروا الملك صدقيا، ثم قتلوا أبناءه أمام عينيه، وفقأوهما، وأوثقوه بسلاسل نحاسية، وأخذوه إلى بابل (٢ ملوك ٢٥: ٧)، حيث مات في بؤس وحزن.
٢. لَا يَتَرَأَّفُ عَلَيْهِمْ وَلَا يَشْفُقُ وَلَا يَرْحَمُ: لم يكن بوسعهم أن يتوقعوا رحمة من نبوخذنصّر في الحرب القادمة والسبي.
• فَيَضْرِبُهُمْ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ: “الضرب بحد السيف تعبير اصطلاحي يعني أن يُذبحوا بقسوة، وبلا رحمة أو شفقة.” فينبيرغ (Feinberg)
• لاحظ المفسر البيوريتاني جون تراب شيئًا حول إرميا ٢١: ٧: “هذا هو ما لاحظه النقاد العبرانيون بالنسبة لآية طويلة جدًّا كهذه، حيث تتكون من ٤٢ كلمة ومن ١٦٠ حرفًا. وتبدو ثقيلة على طول الخط.” تراب (Trapp)
د ) الآيات (٨-١٠): الرسالة إلى أورشليم في ضوء الغزو القادم
٨وَتَقُولُ لِهَذَا ٱلشَّعْبِ: هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: هَأَنَذَا أَجْعَلُ أَمَامَكُمْ طَرِيقَ ٱلْحَيَاةِ وَطَرِيقَ ٱلْمَوْتِ. ٩ٱلَّذِي يُقِيمُ فِي هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ يَمُوتُ بِٱلسَّيْفِ وَٱلْجُوعِ وَٱلْوَبَإِ. وَٱلَّذِي يَخْرُجُ وَيَسْقُطُ إِلَى ٱلْكَلْدَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُحَاصِرُونَكُمْ يَحْيَا وَتَصِيرُ نَفْسُهُ لَهُ غَنِيمَةً. ١٠لِأَنِّي قَدْ جَعَلْتُ وَجْهِي عَلَى هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ لِلشَّرِّ لَا لِلْخَيْرِ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ تُدْفَعُ فَيُحْرِقُهَا بِٱلنَّارِ.
١. هَأَنَذَا أَجْعَلُ أَمَامَكُمْ طَرِيقَ ٱلْحَيَاةِ وَطَرِيقَ ٱلْمَوْتِ: والآن، يتكلم إرميا إلى أهل أورشليم داعيًا إياهم إلى اتخاذ قرار. وقد وضع الله هذا الاختيار أمام بني إسرائيل عدة مرات في تاريخهم.
• “انْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ ٱلْيَوْمَ قُدَّامَكَ ٱلْحَيَاةَ وَٱلْخَيْرَ، وَٱلْمَوْتَ وَٱلشَّرَّ” (تثنية ٣٠: ١٥).
• “وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا ٱلرَّبَّ، فَٱخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمُ ٱلْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ ٱلْآلِهَةَ ٱلَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ ٱلَّذِينَ فِي عَبْرِ ٱلنَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ ٱلْأَمُورِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ ٱلرَّبَّ” (يشوع ٢٤: ١٥).
• “فَتَقَدَّمَ إِيلِيَّا إِلَى جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ وَقَالَ: «حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ ٱلْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ ٱلرَّبُّ هُوَ ٱللهَ فَٱتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ ٱلْبَعْلُ فَٱتَّبِعُوهُ». فَلَمْ يُجِبْهُ ٱلشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ” (١ ملوك ١٨: ٢١).
٢. ٱلَّذِي يُقِيمُ فِي هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ يَمُوتُ… وَٱلَّذِي يَخْرُجُ وَيَسْقُطُ إِلَى ٱلْكَلْدَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُحَاصِرُونَكُمْ يَحْيَا: أوضح لهم إرميا أن رجاءهم الوحيد يتمثل في الاستسلام. وأمِل قادة يهوذا أن يلهموا شعبهم روح المقاومة للدفاع بشجاعة وإصرار، فأخبرهم إرميا أنه بما أن الرب كان ضدهم، فلا رجاء لهم غير الاستسلام.
• لم يقل إرميا هذا لأنه كان مناصرًا للبابليين، رغم أنه اتُّهِم بأنه خائن. بل قال هذا لأنه كان مناصرًا لله. ’عندما نصح إرميا الشعب بالاستسلام، فإنه دعاهم إلى قبول دينونة الله، لأن هذه هي الخطوة الأولى للتجديد في المستقبل.‘ ثومبسون (Thompson)
• هذا تناقض ظاهري في الحياة الروحية مع الله. وهو يعبَّر عنه بوضوح أكبر في العهد الجديد. فنحن نفوز بالحياة عندما نستسلم لها. “ومن المؤكد أن هذا هو المقابل الدقيق للكلام الذي نطق به الرب في أربع مناسبات مختلفة: ’فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.‘” ماير (Meyer)
• لو كانت المعركة ضد الكلدانيين فقط، لربما حث الشعب على الشجاعة والتضحية، لكن هذا لم يكن واقع الحال، لأن الرب قال: ’قَدْ جَعَلْتُ وَجْهِي عَلَى هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ لِلشَّرِّ لَا لِلْخَيْرِ.‘ فمع مقاومة الله لهم، فإن الاستمرار في المعركة حماقة.
• هذا مبدأ روحي ثابت. فعندما نحارب الله، فإن أملنا الوحيد في النجاح هو الاستسلام.
ثانيًا. كلمة الله إلى بيت داود
أ ) الآيات (١١-١٢): دعوة إلى التوبة
١١وَلِبَيْتِ مَلِكِ يَهُوذَا تَقُولُ: ٱسْمَعُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ ١٢يَا بَيْتَ دَاوُدَ، هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: ٱقْضُوا فِي ٱلصَّبَاحِ عَدْلًا، وَأَنْقِذُوا ٱلْمَغْصُوبَ مِنْ يَدِ ٱلظَّالِمِ، لِئَلَّا يَخْرُجَ كَنَارٍ غَضَبِي فَيُحْرِقَ وَلَيْسَ مَنْ يُطْفِئُ، مِنْ أَجْلِ شَرِّ أَعْمَالِكُمْ.
١. يَا بَيْتَ دَاوُدَ: أسّس الله بيت داود كسلالة ملكية دائمة حتى تتم في المسيح (٢ صموئيل ٧: ١٢-١٦). فكان لدى الله اهتمام خاص بهذه السلالة الملكية، ولهذا خاطبها من خلال إرميا.
• لأن هذا القسم (إرميا ٢١: ١١-١٤) يحمل بعض الأمل في الإصلاح إذا كانت هنالك توبة، يعتقد بعضهم أن هذا النص ينتمي إلى زمن سابق، قبل نقطة أزمة حكم صدقيا. وهنالك أيضًا إحساس بالثقة (إرميا ٢١: ١٣) لم يكن موجودًا حالما بدأ نبوخذنصّر هجومه على أورشليم.
• “تتعلق هذه الرسالة الموجهة إلى البيت الملكي بوقت عندما كانت هنالك إمكانية للهروب من خلال التوبة والحياة المقدسة.” فينبيرغ (Feinberg)
٢. ٱقْضُوا فِي ٱلصَّبَاحِ عَدْلًا، وَأَنْقِذُوا ٱلْمَغْصُوبَ مِنْ يَدِ ٱلظَّالِمِ: دعا الله بيت داود – الملك وعائلة يهوذا الملكية – إلى القيام بعملهم بأمانة في قيادة المملكة. وتمثلت إحدى المسؤوليات التي عيّنها الله للحكومة المدنية في تطبيق العدالة (رومية ١٣: ١-٧). فقد أمرهم الله بالوفاء بمسؤولياتهم، مع إيحاء قوي بأنهم لم يفعلوا ذلك.
• ٱقْضُوا فِي ٱلصَّبَاحِ عَدْلًا: “يرجّح أن تطبيق العدالة كان يتم في الصباح عندما كان الشعب يذهبون إلى أعمالهم. لكن الكلمات يمكن أن تعني: اقضوا عدلًا فورًا. لا تتأخروا. اقضوا عدلًا بأسرع ما يمكن.” كلارك (Clarke)
٣. لِئَلَّا يَخْرُجَ كَنَارٍ غَضَبِي فَيُحْرِقَ وَلَيْسَ مَنْ يُطْفِئُ: إذا لم يتوبوا توبة صادقة، فإن الدينونة مؤكدة، وستأتي كالنار.
• “ما زال إرميا يتمسك بالأمل (بلا جدوى، كما أثبتت الأحداث لاحقًا) في إصلاح سريع للحياة العامة والخاصة حسب مُثُل العهد، من أجل تفادي الكارثة الوشيكة.” هاريسون (Harrison)
ب) الآيات (١٣-١٤): النار الآكلة
١٣هَأَنَذَا ضِدُّكِ يَا سَاكِنَةَ ٱلْعُمْقِ، صَخْرَةَ ٱلسَّهْلِ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ: مَنْ يَنْزِلُ عَلَيْنَا وَمَنْ يَدْخُلُ إِلَى مَنَازِلِنَا؟ ١٤وَلَكِنَّنِي أُعَاقِبُكُمْ حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِكُمْ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَأُشْعِلُ نَارًا فِي وَعْرِهِ فَتَأْكُلُ مَا حَوَالَيْهَا.
١. هَأَنَذَا ضِدُّكِ: قال الله إنه كان ضد أولئك الذي يحسون بالأمن والأمان رغم الدينونة القادمة. فرغم شعورهم بالأمان كصخرة في سهل، إلا أن الدينونة قادمة.
• يَا سَاكِنَةَ ٱلْعُمْقِ (الوادي): “كانت ساكنة العمق أو الوادي هي أورشليم المحاطة بأودية من ثلاث جهات.” هاريسون (Harrison)
• “لا شك أن المخاطب هنا هو أورشليم، لأن صيغة المؤنث تُستخدم هنا.” فينبيرغ (Feinberg)
٢. أُعَاقِبُكُمْ حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِكُمْ: رغم إحساسهم بالأمان، ستأتي الدينونة كنار عليهم – ما لم يتوبوا توبة جذرية.
• وَأُشْعِلُ نَارًا فِي وَعْرِهِ: “يرى يعض المفسرين أن الإشارة هي إلى القصر الملكي الذي سُمِّي في ١ ملوك ٧: ٢ ’بيت غابة لبنان‘ بسبب كمية الأرز الكبيرة المستخدمة في بنائه.” ثومبسون (Thompson)