إشعياء ١١
الغصن وجذر يسّى
أولًا. معدن الملك الأخلاقي
أ ) الآية (١): ينبت غصن من أصل يسّى
١وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ.
١. وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى: تركت لنا إشعياء ١٠: ٣٣ صورة الرب وهو يقطع المتكبرين كما لو أنهم أشجار عظيمة. والصورة الآن هي أن الرب ينظر إلى هذه الجذوع ويجعل واحدًا منها غصنًا (قَضِيب) ينمو، وهو أصل عائلة يسّى، أبي الملك داود.
• وبالفعل، جاء يسوع من جذع يسّى. وقد دامت السلطة الملكية لبيت داود ٦٠٠ سنة إلى أن جاء يسوع بصفته الملك المسيّا. فعندما جاء، كان مثل غصن أخضر جديد يأتي من جذع ميت كما يبدو.
• أراد الرب أن تعرف يهوذا أنه، رغم أن الأشوريين وغيرهم سيأتون جالبين الدينونة، إلا أن الله سيستخدمهم لجلب حياة منهم. وحتى لو بدوا كجذع مات منذ زمن، فإن الله يستطيع أن يجلب حياة له. فقد وعد الرب باسترداد مجيد تحت المسيّا.
• “نرى جدعة شجرة عارية ذابلة سُلبت من جذعها وأعلاها. ويبدو أن هذه الجدعة لن تحمل أي ثمر بعد. لكن برعمًا صغيرًا نبت من هذه الجدعة الجافة، أي السلالة الداودية. وبسبب عدم جاذبيتها وتعاستها، لم تتم تسميتها على اسم داود، بل على اسم أبيه. وعندما جاء يسوع، لم يكن هنالك ما هو ملكي في تلك السلالة. لكنّ برعمًا صغيرًا انبثق من هذا الجذع القديم.” بولتيما (Bultema)
٢. وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ: أكد الرب من خلال استخدامه لهذا اللقب الطبيعة المتواضعة للمسيّا. لم يكن يسّى، أبو الملك داود، مشهورًا. وإنه لأمر أكثر دلالة على التواضع أن تقول ’من يسّى‘ من أن تقول ’من الملك داود.‘
ب) الآية (٢): التمكين الروحي للمسيّا
٢وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ، رُوحُ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْفَهْمِ، رُوحُ ٱلْمَشُورَةِ وَٱلْقُوَّةِ، رُوحُ ٱلْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ ٱلرَّبِّ.
١. وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ: ليس الغصن الذي جاء من جذع يبدو ميتًا مفتقرًا إلى الحياة والقوة. فهو ممتلئ بروح الرب. ونحن نرى أن للمسيّا سبعة جوانب من رُوحُ ٱلرَّبِّ، وهذا رقم الملء والاكتمال.
• رُوحُ ٱلرَّبِّ حالٌّ على المسيا. لم يكن لدى يسوع روح كاذب، أو روح مخادع، أو حتى روح إنسان. رُوحُ ٱلرَّبِّ إله إسرائيل حلّ عليه. وفي إحدى المرات، وبخ يسوع اثنين من تلاميذه قائلًا: “لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا” (لوقا ٩: ٥٥).
• حل رُوحُ ٱلْحِكْمَةِ على المسيّا. ويسوع حكيم تمامًا في كل شيء. وقد أظهر هذا في أثناء خدمته الأرضية. وهو يظهر هذا الآن في خدمته المستمرة في السماء من أجل شعبه. وتقول ١ كورنثوس ١: ٣٠ إن يسوع صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ. وليست الفكرة أن يسوع يمتلك حكمة، بل هو الحكمة نفسها.
• حلّ رُوحُ… ٱلْفَهْمِ على المسيا. يفهم يسوع كل شيء. وهو يفهمنا تمامًا. وهو لهذا مناسب تمامًا ليكون رئيس كهنتنا المتعاطف معنا في السماء (عبرانيين ٤: ١٥-١٦). يحمل تصور ٱلْفَهْم في العبرية فكرة حاسة شم حادة. قال جون تراب (John Trapp) إن هذه الكلمة تصف “حدة التمييز في اكتشاف المنافق عن طريق الشم. إذ يميّز أنفه الحاد بسهولة روائح النجاسة. وهو ينفر من الأنفاس النتنة الخارجة من رئتي المنافق الفاسد رغم أن كلماته كانت دائمًا معطرة بإظهارات القداسة.”
• حل رُوحُ ٱلْمَشُورَةِ على المسيّا. ولدى يسوع مشورة كاملة ليعطيها لنا في كل وقت. إذ لديه الحكمة والفهم ليكون مشيرًا مثاليًّا.
• حل رُوحُ… ٱلْقُوَّةِ على المسيّا. ولدى يسوع القوة اللازمة ليفعل ما يرغب في فعله. قد يساعدنا كثيرون إن كان بمقدورهم ذلك، لكنهم عاجزون عن تقديم العون. وقد يكون لدى كثيرين القوة لمساعدتنا، لكنهم لا يأبهون بنا. أما يسوع، فلديه المحبة والقدرة على مساعدتنا.
• حلّ رُوحُ ٱلْمَعْرِفَةِ على المسيّا. إذ يعرف يسوع كل شيء. وهو يعرف قلوبنا وكل الحقائق. وقد اتخذنا في مرات كثيرة قرارات بدت غريبة أو خطأ للآخرين، لأنهم لا يملكون المعرفة التي لدينا. ولدى يسوع معرفة لا نمتلكها. ولهذا لا ينبغي أن نفاجأ بأن قراراته تبدو غريبة أو خطأ للآخرين.
• حلّ رُوحُ… مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ على المسيّا. إذ جعل يسوع نفسه طوعًا في مكان الخضوع لله الآب وتوقيره وإكرامه.
٢. رُوحُ ٱلرَّبِّ، رُوحُ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْفَهْمِ، رُوحُ ٱلْمَشُورَةِ وَٱلْقُوَّةِ، رُوحُ ٱلْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ ٱلرَّبِّ: ليست هذه الجوانب السبعة من روح الله مجرد خصائص للروح القدس، لكنها تُجمَع معًا في ’سبعة‘ لتبيّن ملء الروح وكماله.
• هذا النص هو وراء التعبير السباعي لروح الله المستخدم في رؤيا ١: ٤ و ٣: ١ و٤: ٥ و٥: ٦. وليست هذه سبعة أرواح مختلفة لله، لكن روح الرب يتمتع بهذه السمات، وهو يتمتع بها كلها في ملء وكمال.
• “كانت المنارة ذات السبعة سُرُج التي كانت تحمل مصابيح الزيت في خيمة الاجتماع توضيحًا تمثيليًّا للجوانب السبعة من الروح القدس. “كان لهذا الشمعدان ساق في الوسط تبرز منها ثلاثة فروع إلى اليمين، وثلاثة إلى اليسار. وبنفس الطريقة، وحسب هذا النص، تُجمَع ثلاثة أزواج من أسماء الروح القدس حول الساق المركزية.” بولتيما (Bultema)
٣. وَيَحُلُّ عَلَيْهِ: عاش يسوع المسيح وخدم كإنسان ممتلئ بروح الله. لم تنبع الْحِكْمَةِ، وَالْفَهْمِ، والْمَشُورَةِ، وَالْقُوَّةِ، والْمَعْرِفَةِ، وَمَخَافَةِ الرَّبِّ التي أظهرها يسوع من موارده الإلهية ’الخاصّة،‘ لكن من اعتماده على روح الرب الذي ملأه.
• امتلك يسوع هذه الصفات، بصفته الله، منذ الأزل. لكن عندما أخلى يسوع نفسه في التجسد، سمح للروح القدس بأن يملأه كإنسان، ليكون مثالًا أبديًّا لنا، وليتعاطف معنا. وعندما أضاف ناسوتًا إلى لاهوته، لم يتوقف عن كونه الله بأية طريقة كانت. لكن، كما تخبرنا فيلبي ٢: ٥-٨، يبدو أن هنالك معنى بموجبه اختار يسوع أن يخلي نفسه من بعض الامتيازات الإلهية. فاختار أن يعتمد على رُوحُ الرَّبِّ.
• أظهر يسوع ثمر الروح إلى أقصى حد، لأنه كان إناء كاملًا بلا عيب. وقد تلقّى الروح بلا قياس ’بلا كيل‘ (يوحنا ٣: ٣٤).
• يبدو أنه كانت أوقات عمل فيها يسوع بما يتجاوز ما يمكن أن يفعله إنسان ممتلئ بالروح، كما حدث عند التجلّي (متى ١٧: ١ – ٩)، أو عندما أجرى معجزاته على الطبيعة. لكن من المؤكد أن يسوع حارب كل معاركه كإنسان ممتلئ بالروح.
٤. رُوحُ ٱلرَّبِّ: تصف هذه السمات السبع طبيعة رُوحُ ٱلرَّبِّ. وهي تصف أيضًا طبيعة يسوع. ولا يوجد أي فرق بين طبيعة يسوع وطبيعة الروح القدس. وعندما نرى يسوع، فإننا نرى الله الآب (يوحنا ١٤: ٩). وعندما نرى روح الرب يعمل، فإنه يعكس خدمة يسوع وطبيعته.
ج) الآيات (٣-٥): المعدن الأخلاقي الكامل للمسيّا
٣وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، ٤بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. ٥وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ.
١. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ: لا شيء يسر يسوع مثل فعل إرادة أبيه. “قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.” (يوحنا ٤: ٣٤)
٢. يَقْضِي بِٱلْعَدْلِ (بالبر): لم يعتمد يسوع على المظهر الخارجي، أو على مجرد كلمات يقولها شخص. ولم يخدع المساكين فيسلبهم العدالة. وإذا أُنصِف الضعفاء، يُنصف الجميع.
٣. وَيَضْرِبُ ٱلْأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ: تمتلك حتى مجرد كلمات يسوع القوة على إدانة الأشرار. فما عليه إلا أن يعلن دينونة، وسيتم الأمر.
• يقتبس بولتيما (Bultema) كلام الدكتور ف. هيب (V. Hepp) حول ’وَيُمِيتُ ٱلْمُنَافِقَ (الشرير) بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ‘: “منذ القدم، تمسّك معلمو الشريعة اليهود بالتفسير الأول، ورأوا في هذا ’الشرير‘ضدَّ المسيحِ اليهوديَّ… ويمكن أن يطبَّق هذا على التنبّؤ من دون تردد على ضد المسيح.” وقد أدلى الدكتور ف. هيب بهذه الملاحظة في ضوء ٢ تسالونيكي ٢: ٨ “وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ ٱلْأَثِيمُ، ٱلَّذِي ٱلرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ.”
٤. وَيَكُونُ ٱلْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ: صفتا ٱلْبِرّ والأَمَانَة قريبتان جدًّا من يسوع مثل الحزام حول خصره (مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ). فكل ما يفعله يسوع محكوم بٱلْبِرّ والأَمَانَة.
ثانيًا. حُكم الملك المجيد
أ ) الآيات (٦-٩): البيئة الجديدة لحكم المسيّا
٦فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. ٧وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا. ٨وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ. ٩لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ.
١. فَيَسْكُنُ ٱلذِّئْبُ مَعَ ٱلْخَرُوفِ: عندما يحكم المسيّا، ستتحول الطبيعة بشكل جذري. ولن يكون بين الحيوانات مفترس بعد. ويبدو أن كل الحيوانات ستكون آكلة نباتات فقط (وَٱلْبَقَرَةُ وَٱلدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ… ٱلْأَسَدُ كَٱلْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا).
• تحدثنا رسالة رومية عن المزيد حول هذا التحول الجذري في الخليقة: لِأَنَّ ٱنْتِظَارَ ٱلْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ ٱسْتِعْلَانَ أَبْنَاءِ ٱللهِ. إِذْ أُخْضِعَتِ ٱلْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ – لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِي أَخْضَعَهَا – عَلَى ٱلرَّجَاءِ، لِأَنَّ ٱلْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ ٱلْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلَادِ ٱللهِ. فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ ٱلْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى ٱلْآنَ” (رومية ٨: ١٩-٢٢). وهكذا تنتظر الطبيعة هذا التحول الجذري عندما يملك المسيّا ويتمجد المؤمنون.
٢. وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا: عندما يملك المسيّا، لن تتغير العلاقات بين الحيوانات بعضها ببعض فحسب، لكن علاقات البشر بها وكيفية معاملتهم لها ستتغير أيضًا. إذ سيكون الطفل آمنًا وقادرًا على قيادة ذئب، أو نمر، أو شبل، أو دب. وسيزول خطر الحيوانات المفترسة مثل الكوبرا والأفاعي.
• في تكوين ٩: ٢-٣، أعطى الرب نوحًا وكل البشر من بعده السماح بأكل اللحوم. وفي الوقت نفسه، وضع الله رهبة الإنسان في الحيوانات لئلا تفترس الناس بلا جهد. وستنقلب الأمور في حكم المسيّا الألفي. ولهذه يعتقد كثيرون أن البشر سيعودون إلى كونهم نباتيين في تلك الفترة، كما يبدو قبل تكوين ٩: ٢-٣.
٣. لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ ٱلرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي ٱلْمِيَاهُ ٱلْبَحْرَ: عندما يملك المسيّا، ستغطي مَعْرِفَةِ ٱلرَّبِّ – بالمعنى العلاقي، لا بالمعنى الذهني – الأرض كلها. وسيكون حكم المسيّا مجيدًا.
ب) الآيات (١٠-١٢): الخروج الجديد لحكم المسيّا الألفي
١٠وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا. ١١وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ السَّيِّدَ يُعِيدُ يَدَهُ ثَانِيَةً لِيَقْتَنِيَ بَقِيَّةَ شَعْبِهِ، الَّتِي بَقِيَتْ، مِنْ أَشُّورَ، وَمِنْ مِصْرَ، وَمِنْ فَتْرُوسَ، وَمِنْ كُوشَ، وَمِنْ عِيلاَمَ، وَمِنْ شِنْعَارَ، وَمِنْ حَمَاةَ، وَمِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ. ١٢وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ.
١. إِيَّاهُ تَطْلُبُ ٱلْأُمَمُ: لن يكون مجد حكم المسيّا للشعب اليهودي فحسب، لكن للأمم أيضًا. إذ سيكون ٱلْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ مرفوعة لجذب كل الشعوب إليه.
• في إشعياء ٥: ٢٦، استُخدمت الراية لدعوة الشعوب إلى دينونة إسرائيل. وهي الآن تدعو الأمم إلى بركات المسيّا.
٢. أَنَّ ٱلسَّيِّدَ يُعِيدُ يَدَهُ ثَانِيَةً لِيَقْتَنِيَ بَقِيَّةَ شَعْبِهِ: سيكون هنالك خروج آخر للشعب اليهودي، محرّرًا إياهم لا من مصر، لكن من كل الشعوب التي تشتتوا فيها.
ج) الآيات (١٣-١٦): السلام في حكم المسيّا
١٣فَيَزُولُ حَسَدُ أَفْرَايِمَ، وَيَنْقَرِضُ الْمُضَايِقُونَ مِنْ يَهُوذَا. أَفْرَايِمُ لاَ يَحْسِدُ يَهُوذَا، وَيَهُوذَا لاَ يُضَايِقُ أَفْرَايِمَ. ١٤وَيَنْقَضَّانِ عَلَى أَكْتَافِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ غَرْبًا، وَيَنْهَبُونَ بَنِي الْمَشْرِقِ مَعًا. يَكُونُ عَلَى أَدُومَ وَمُوآبَ امْتِدَادُ يَدِهِمَا، وَبَنُو عَمُّونَ فِي طَاعَتِهِمَا. ١٥وَيُبِيدُ الرَّبُّ لِسَانَ بَحْرِ مِصْرَ، وَيَهُزُّ يَدَهُ عَلَى النَّهْرِ بِقُوَّةِ رِيحِهِ، وَيَضْرِبُهُ إِلَى سَبْعِ سَوَاق، وَيُجِيزُ فِيهَا بِالأَحْذِيَةِ. ١٦وَتَكُونُ سِكَّةٌ لِبَقِيَّةِ شَعْبِهِ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ أَشُّورَ، كَمَا كَانَ لإِسْرَائِيلَ يَوْمَ صُعُودِهِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.
١. فَيَزُولُ حَسَدُ أَفْرَايِمَ… أَفْرَايِمُ لاَ يَحْسِدُ يَهُوذَا: في حكم المسيّا، لن تحارب الشعوب بعضها بعضًا بعد. إذ ستتم تسوية النزاعات بشكل سريع وعادل من قِبل المسيح وحكومته. أمّا الشعوب العاصية (وهي تُذكر هنا على أنها الفلسطيون وأَدُوم وَمُوآبَ وعَمُّونَ، أعداء إسرائيل التقليديون) فستعاقَب.
٢. وَتَكُونُ سِكَّةٌ لِبَقِيَّةِ شَعْبِهِ: ستُزال أية عوائق أمام تجمُّع أولئك المشتتين بين الأمم. ولن يكون هنالك من يقاوم حكومة المسيّا.