إشعياء ٣٧
تدمير أشور وتمجيد الله
أولًا حزقيا يطلب الرب
أ ) الآيات (١-٥): رد فعل حزقيا الفوري عند سماعه كلام ربشاقى.
١فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ حَزَقِيَّا ذلِكَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَدَخَلَ بَيْتَ الرَّبِّ. ٢وَأَرْسَلَ أَلِيَاقِيمَ الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ وَشَبْنَةَ الْكَاتِبَ وَشُيُوخَ الْكَهَنَةِ مُتَغَطِّينَ بِمُسُوحٍ إِلَى إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ النَّبِيِّ. ٣فَقَالُوا لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ حَزَقِيَّا: هذَا الْيَوْمُ يَوْمُ شِدَّةٍ وَتَأْدِيبٍ وَإِهَانَةٍ، لأَنَّ الأَجِنَّةَ دَنَتْ إِلَى الْمَوْلِدِ وَلاَ قُوَّةَ عَلَى الْوِلاَدَةِ. ٤لَعَلَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَسْمَعُ كَلاَمَ رَبْشَاقَى الَّذِي أَرْسَلَهُ مَلِكُ أَشُّورَ سَيِّدُهُ لِيُعَيِّرَ الإِلهَ الْحَيَّ، فَيُوَبِّخَ عَلَى الْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعَهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. فَارْفَعْ صَلاَةً لأَجْلِ الْبَقِيَّةِ الْمَوْجُودَةِ». ٥فَجَاءَ عَبِيدُ الْمَلِكِ حَزَقِيَّا إِلَى إِشَعْيَاءَ.
١. فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ حَزَقِيَّا ذَلِكَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ: كان تمزيق الثياب والتغطي بالمسوح (الخيش الخشن) تعبيرًا عن الحزن العميق. وعادة ما يكون ذلك بسبب موت أحد الأحباء. لقد أخذ حزقيا هذا الخبر عن ربشاقى مأخذ الجد مدركًا تصميمه على غزو أورشليم بشكل تام.
• كان رد فعل حزقيّا الأولي جيدًا. فقد رأى الوضع كما هو. فغالبًا عندما ما نكون في محنة ما، فإننا نتعامل بشكل سيئ، لأننا لا نرى الوضع بشكل دقيق. ووضع أورشليم يائس تمامًا، ويعرف حزقيا هذا جيدًا.
• كان هنالك سبب وجيه لأن يتواضع حزقيا أمام الرب. “فقد سقطت مدينة بعد أخرى في يد سنحاريب. وبدأت صفوف طويلة من المرحَّلين تشق طريقها المرير إلى السبي. وكان هذا كله خطأ حزقيا! فقد اتّبع سياسة التمرد الجنونية مسحورًا بوعود مصر، حتى أنه كان بإمكانه أن يبيع شعبه! لكن حتى عندما يكون الخطأ خطأنا، ما زال بإمكاننا أن نصلي حول الأمر. ويمكننا دائمًا أن نثق بأن الرب سيشفق على شعبه.” موتير (Motyer)
٢. وَدَخَلَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ: كان رد فعل حزقيا الثاني أفضل. فلم يسمح لحزنه بأن يدفعه إلى رفض قوة الله وعونه. فقد عرف أن هذا هو أكثر الأوقات حيوية لطلب الرب.
• عندما يقول النص إن حزقيا ’دَخَلَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ‘ لا ينبغي أن نعتقد أنه دخل ’القُدْس‘ الذي كان ممنوعًا للجميع ما عدا الكهنة. بل يعني ببساطة أنه ذهب إلى ساحة بيت الرب ليطلب الله في المكان المتاح له كرجل إسرائيلي.
• رأى ملك سابق من ملوك يهوذا، وهو عزيا، حياته محطمة بشكل مأساوي عندما خالف أمر الرب بعدم دخول ’القدس‘ في الهيكل. تقول ٢ أخبار ٢٦: ١٦ “وَلَمَّا تَشَدَّدَ ٱرْتَفَعَ قَلْبُهُ إِلَى ٱلْهَلَاكِ وَخَانَ ٱلرَّبَّ إِلَهَهُ، وَدَخَلَ هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ لِيُوقِدَ عَلَى مَذْبَحِ ٱلْبَخُورِ.” ونتيجة لذلك، ضربه الرب بالبرص، فبقي أبرص معزولًا حتى موته.
٣. وَأَرْسَلَ أَلِيَاقِيمَ … وَشَبْنَةَ ٱلْكَاتِبَ وَشُيُوخَ ٱلْكَهَنَةِ … إِلَى إِشَعْيَاءَ: كان الشيء الثالث الذي فعله حزقيال جيدًا أيضًا. إذ طلب حكمة من الرب من خلال نبيّه.
٤. لِأَنَّ ٱلْأَجِنَّةَ دَنَتْ إِلَى ٱلْمَوْلِدِ وَلَا قُوَّةَ عَلَى ٱلْوِلَادَةِ: وضع حزقيا هذه الكلمات على فم رسله إلى إشعياء للتعبير عن الوضع الكارثي الكامل. كان قولًا يُضرب به المثل تعبيرًا عن كارثة – امرأة أنهكها المخاض لدرجة أنها لم تستطع أن تكمل الإنجاب. ولذلك، فإن من المحتمل أن تموت المرأة ومولودها معًا.
٥. لَعَلَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ يَسْمَعُ كَلَامَ رَبْشَاقَى: عرف إشعياء أن رجاءهم الوحيد هو أن يَعُد الله تجاديف ربشاقى إهانة له فيثور عليه.
٦. فَٱرْفَعْ صَلَاةً لِأَجْلِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَوْجُودَةِ: كأنّ حزقيا يقول: “صلِّ من أجلنا، يا إشعياء. لقد دمّر هذا الغزو الأشوري أُمّتنا، وبقيت أورشليم وحدها قائمة. فصلِّ من أجل ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَوْجُودَةِ.”
ب) الآيات (٦-٧): كلمات إشعياء المطمئنة للملك حزقيا.
٦فَقَالَ لَهُمْ إِشَعْيَاءُ: « هكَذَا تَقُولُونَ لِسَيِّدِكُمْ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: لاَ تَخَفْ بِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْتَهُ، الَّذِي جَدَّفَ عَلَيَّ بِهِ غِلْمَانُ مَلِكِ أَشُّورَ. ٧هأَنَذَا أَجْعَلُ فِيهِ رُوحًا فَيَسْمَعُ خَبَرًا وَيَرْجعُ إِلَى أَرْضِهِ، وَأُسْقِطُهُ بِالسَّيْفِ فِي أَرْضِهِ».
١. هَكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ: كان إشعياء مدركًا أنه كان يتكلم كنبي لله. ومن دون أي تردد، بدأ يتكلم باسم الرب، إله السماء. ويمكننا أن نتأكد من أن إشعياء لم يأخذ الأمر باستخفاف. فمصير الأمة ومصداقيته الكاملة كنبي يعتمدان على ما يقوله.
• كان إشعياء، وهو يتحدث باسم الرب، على وشك أن يطلق نبوة جريئة. وستكون نبوته قابلة للإثبات. فإما أن تتم أو لا تتم. وسرعان ما سيُعرَف إن كان نبيًّا حقيقيًّا أم زائفًا.
٢. لَا تَخَفْ بِسَبَبِ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي سَمِعْتَهُ: ربما يمكننا أن نستشعر توبيخًا لطيفًا جدًّا في كلمات الرب هذه: “حسنٌ لك أن تطلبني بقوة، يا إشعياء. لكن كلمات ربشاقى مجرد كلمات، فلا تخف منها.”
٣. ٱلَّذِي جَدَّفَ عَلَيَّ بِهِ غِلْمَانُ مَلِكِ أَشُّورَ: لا بد أن هذه الكلمات شجعت حزقيا كثيرًا. فقبل ذلك، أمِلَ حزقيا أن يسمع الرب كلام ربشاقى الذي يعيّر الإله الحي (إشعياء ٣٧: ٤). وهنا تكلم الرب على لسان النبي إشعياء قائلًا إنه سمع هذه الكلمات بالفعل وإنه سيأخذ الأمر على محمل شخصي.
• غِلْمَانُ مَلِكِ أَشُّورَ: “هذا تعبير استخفافي متعمّد. إنهم صبيان الملك.” موتير (Motyer)
• “يسمّي الرب ربشاقى ومسؤولي الملك الأشوري الآخرين غلمانًا أو أولادًا عند الملك – هم أولاد للقيام بمهمات له.” بولتيما (Bultema)
٤. هَأَنَذَا أَجْعَلُ فِيهِ رُوحًا فَيَسْمَعُ خَبَرًا وَيَرْجِعُ إِلَى أَرْضِهِ، وَأُسْقِطُهُ بِٱلسَّيْفِ فِي أَرْضِهِ: هنا يؤكد الرب لحزقيا أنه سيتعامل مع ربشاقى فعلًا. فقد سمع تجديفه، وسيجلب دينونته عليه.
• إنه لأمر مثير للاهتمام أن الرسالة الأولية من الرب لا تشير إلى إنقاذ أورشليم أو هزيمة الجيش الأشوري. فالله يركز في هذه الرسالة على ربشاقى شخصيًّا.
ج) الآيات (٨-١٣): رسالة ربشاقى إلى حزقيا.
٨فَرَجَعَ رَبْشَاقَى وَوَجَدَ مَلِكَ أَشُّورَ يُحَارِبُ لِبْنَةَ، لأَنَّهُ سَمِعَ أَنَّهُ ارْتَحَلَ عَنْ لَخِيشَ. ٩وَسَمِعَ عَنْ تِرْهَاقَةَ مَلِكِ كُوشَ قَوْلاً: «قَدْ خَرَجَ لِيُحَارِبَكَ». فَلَمَّا سَمِعَ أَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلاً: ١٠«هكَذَا تُكَلِّمُونَ حَزَقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا قَائِلِينَ: لاَ يَخْدَعْكَ إِلهُكَ الَّذِي أَنْتَ مُتَوَكِّلٌ عَلَيْهِ، قَائِلاً: لاَ تُدْفَعُ أُورُشَلِيمُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. ١١إِنَّكَ قَدْ سَمِعْتَ مَا فَعَلَ مُلُوكُ أَشُّورَ بِجَمِيعِ الأَرَاضِي لِتَحْرِيمِهَا. وَهَلْ تَنْجُو أَنْتَ؟ ١٢هَلْ أَنْقَذَ آلِهَةُ الأُمَمِ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَهْلَكَهُمْ آبَائِي، جُوزَانَ وَحَارَانَ وَرَصَفَ وَبَنِي عَدَنَ، الَّذِينَ فِي تَلَسَّارَ؟ ١٣أَيْنَ مَلِكُ حَمَاةَ وَمَلِكُ أَرْفَادَ وَمَلِكُ مَدِينَةِ سَفَرْوَايِمَ وَهَيْنَعَ وَعِوَّا؟».
١. فَرَجَعَ رَبْشَاقَى وَوَجَدَ مَلِكَ أَشُّورَ يُحَارِبُ لِبْنَةَ: لا بدّ أن هذا بدا لحزقيا تحقيقًا لوعد الرب على لسان إشعياء. ترك ربشاقى أورشليم، ولا بد أن حزقيا فكر قائلًا: “سيعود هذا القائد الأشوري إلى أرضه ويُقتل حسب كلام الرب. هذا خلاص عظيم! شكرًا، يا رب!”
٢. وَسَمِعَ عَنْ تِرْهَاقَةَ مَلِكِ كُوشَ قَوْلًا: قَدْ خَرَجَ لِيُحَارِبَكَ: بينما كان ربشاقى بعيدًا، علم الأشوريون أن القوات المصرية (بقيادة ملك كوش – الحبشة) كانت تتقدم من الجنوب. وسيكون هذا هو التدخل الذي خشيته أشور، والذي اتكل عليه كثيرون في يهوذا. لكن، كما تنبّأ إشعياء، لن يكون شيئًا (إشعياء ٢٠: ١-٦؛ ٣٠: ١-٧).
• “في واقع الأمر، لم يكن ترهاقة سوى أمير في ذلك الوقت. لكن لأنه تولى العرش في عام ٦٩٠ ق. م.، فإن لقب الملك استُخدِم بناء على ما سيكون (سلفًا).” وولف (Wolf)
٣. لَا يَخْدَعْكَ إِلَهُكَ ٱلَّذِي أَنْتَ مُتَوَكِّلٌ عَلَيْهِ: لم يكن ربشاقى في أورشليم، لكن هذا لم يمنعه من محاولة بناء الخوف والإحباط واليأس في قلب حزقيا. فأرسل رسالة إلى ملك يهوذا آملًا أن يهزمه من بعيد.
٤. آلِهَةُ ٱلْأُمَمِ: إذا قُرئت هذه الكلمات بعين الإيمان، لا بد أنها كانت تبني الإيمان في حزقيا. لكن عندما وضع ربشاقى الرب إله إسرائيل بين آلهة الشعوب، فقد جدّف جالبًا الدينونة على نفسه.
د ) الآيات (١٤-٢٠): صلاة حزقيا.
١٤فَأَخَذَ حَزَقِيَّا الرَّسَائِلَ مِنْ يَدِ الرُّسُلِ وَقَرَأَهَا، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَنَشَرَهَا حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ، ١٥وَصَلَّى حَزَقِيَّا إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: ١٦«يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِلهَ إِسْرَائِيلَ الْجَالِسَ فَوْقَ الْكَرُوبِيمِ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. ١٧أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعِ. افْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ، وَاسْمَعْ كُلَّ كَلاَمِ سَنْحَارِيبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ اللهَ الْحَيَّ. ١٨حَقًّا يَا رَبُّ إِنَّ مُلُوكَ أَشُّورَ قَدْ خَرَّبُوا كُلَّ الأُمَمِ وَأَرْضَهُمْ، ١٩وَدَفَعُوا آلِهَتَهُمْ إِلَى النَّارِ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا آلِهَةً بَلْ صَنْعَةُ أَيْدِي النَّاسِ، خَشَبٌ وَحَجَرٌ، فَأَبَادُوهُمْ. ٢٠وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُنَا خَلِّصْنَا مِنْ يَدِهِ، فَتَعْلَمَ مَمَالِكُ الأَرْضِ كُلِّهَا أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ وَحْدَكَ».
١. صَعِدَ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَنَشَرَهَا حَزَقِيَّا أَمَامَ ٱلرَّبِّ: فعل حزقيا تمامًا ما ينبغي أن يفعله كل ابن لله بمثل هذه الرسالة. لقد أخذها إلى بَيْتِ ٱلرَّبِّ (الساحة الخارجية، لا القُدس) وَنَشَرَهَا أَمَامَ ٱلرَّبِّ. وبهذا حقق حزقيا بجرأة وفاعلية الوصية اللاحقة في ١ بطرس ٥: ٧ “مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ.”
• أن تكون في الخدمة يعني أنك ستتلقى من حين إلى آخر رسائل بغيضة من آخرين. فماذا ينبغي أن تفعل بها؟ غالبًا ما يكون أفضل ما يمكنك أن تفعله هو التخلص منها، وبشكل خاص إذا كانت مجهولة المصدر. لكن إذا كانت تستحق القراءة والحفظ، انشرها أمام الرب: “يا رب، أرني ما ينبغي أن أسمعه فيها. وأرني ما ينبغي أن أتجاهله. ساعدني في رؤية ما وراء هذا السلوك الآثم أو هذه النغمة الآثمة لهذا الشخص وإن كانت هنالك رسالة منك لي.”
• تلقّى واعظ قديم رسالة لا تتضمن اسم المرسل أو عنوانه. وعندما فتح المغلف، قرأ رسالة من كلمة واحدة – غبي! وأخذها في يوم الأحد التالي إلى المنبر، وقال: “تلقيت رسالة غير معتادة هذا الأسبوع. لم أتلقَّ من قبل رسالة موقَّعة من كاتب نسي أن يكتب فيها أي شيء آخر!”
٢. يَا رَبَّ ٱلْجُنُودِ: يعني هذا اللقب الإلهي ’رب جيوش السماء.‘ كان حزقيا في أزمة ذات طبيعة عسكرية في المقام الأول، لذلك كان من المنطقي له أن يخاطب الرب حسب طبيعته التي كان الملك في أمَسِّ الحاجة إليها، وكأنه يقول: “يا رب جيوش السماء، أرسلْ بعضًا من قواتك السماوية لتساعدنا.”
٣. إِلَهَ إِسْرَائِيلَ: ذكّر هذا اللقب الإلهي – والرب أيضًا، حسب طريقتنا البشرية في الفهم – بأن الرب هو إله عهد إسرائيل، وأنه لا ينبغي أن يترك شعبه.
٤. ٱلْجَالِسَ فَوْقَ ٱلْكَرُوبِيمِ: هنا يرى حزقيال عِظَم جلال الرب. فمن المؤكد أن ذاك ٱلْجَالِسَ فَوْقَ ٱلْكَرُوبِيمِ لن يسمح بأن يمر تجديف ربشاقى بلا عقاب.
٥. أَنْتَ هُوَ ٱلْإِلَهُ وَحْدَكَ: ’ٱلْإِلَهُ‘ لقب بسيط للرب، لكن ربما يكون اللقب الأقوى. فإن كان هو الأعلى، فما الذي لا يستطيع أن يفعله؟ وإن كان الله، فما الذي يمكن أن يخرج عن سيطرته؟ أدرك حزقيا الحقيقة الأساسية لكل علم اللاهوت: الله هو الله. ولسنا نحن الله! وليس ربشاقى (أو الأشوريون)!
٦. أَنْتَ صَنَعْتَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلْأَرْضَ: في إدراك حزقيا كون الله خالقًا، رأى أن لدى الرب كل القوة وكل الحقوق على كل شيء مخلوق ويمكننا أن نستشعر ارتفاع منسوب الإيمان لدى حزقيا وهو يصلّي هذا.
٧. أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَٱسْمَعِ. ٱفْتَحْ يَارَبُّ عَيْنَيْكَ وَٱنْظُرْ: عرف حزقيا فعلًا أن الرب سمع تجديفات ربشاقى. وهذه طريقة شعرية للطلب من الله أن يتصرف وفق ما رآه وسمعه. فما دام الله قد رأى وسمع مثل هذه الأمور، فمن المؤكد أنه سيتصرف.
٨. وَٱسْمَعْ كُلَّ كَلَامِ سَنْحَارِيبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ ٱللهَ ٱلْحَيَّ: يرسم الملك حزقيا مقابلة بين الإله الحي وآلهة الشعوب الزائفة التي غزاها الأشوريون بالفعل. لم تكن آلهة حقيقية، بَلْ صَنْعَةُ أَيْدِي ٱلنَّاسِ، خَشَبٌ وَحَجَرٌ. ولهذا لم تقدر أن تحمي تلك الشعوب من الأشوريين. لكن حزقيا يصلي بثقة إلى الإله الحي الذي يقدر أن يخلصهم، فَتَعْلَمَ مَمَالِكُ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا أَنَّكَ أَنْتَ ٱلرَّبُّ وَحْدَكَ.
ثانيًا. إشعياء يجلب استجابة الرب لصلاة الملك حزقيا، مع كلمة لربشاقى.
الآية (٢١): قوة صلاة حزقيا.
٢١فَأَرْسَلَ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلاً: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَلَّيْتَ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ.
١. يَقُولُ ٱلرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي صَلَّيْتَ إِلَيْهِ: جاء الجواب المجيد الذي يملأ بقية هذا الإصحاح لأن حزقيا صلى. فماذا لو لم يصلِّ؟ يفترض أن نفكر أنه لو لم يصلِّ، لما جاء إليه جواب. هنالك بركات كثيرة تنتظر، وهنالك انتصارات كثيرة لن تتحقق، وهنالك نفوس لم تُخلَّص بعد إلى أن يقول الرب: “هَكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي صَلَّيْتَ إِلَيْهِ.”
ب) الآيات (٢٢-٣٥): كلمة الرب إلى ربشاقى
٢٢هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَلَيْهِ: اِحْتَقَرَتْكَ. اسْتَهْزَأَتْ بِكَ الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ. نَحْوَكَ أَنْغَضَتِ ابْنَةُ أُورُشَلِيمَ رَأْسَهَا. ٢٣مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ، وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ صَوْتًا، وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى الْعَلاَءِ عَيْنَيْكَ؟ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ! ٢٤عَنْ يَدِ عَبِيدِكَ عَيَّرْتَ السَّيِّدَ، وَقُلْتَ: بِكَثْرَةِ مَرْكَبَاتِي قَدْ صَعِدْتُ إِلَى عُلُوِّ الْجِبَالِ، عِقَابِ لُبْنَانَ، فَأَقْطَعُ أَرْزَهُ الطَّوِيلَ وَأَفْضَلَ سَرْوِهِ، وَأَدْخُلُ أَقْصَى عُلُوِّهِ، وَعْرَ كَرْمَلِهِ. ٢٥أَنَا قَدْ حَفَرْتُ وَشَرِبْتُ مِيَاهًا، وَأُنَشِّفُ بِبَطْنِ قَدَمِي جَمِيعَ خُلْجَانِ مِصْرَ. ٢٦أَلَمْ تَسْمَعْ؟ مُنْذُ الْبَعِيدِ صَنَعْتُهُ. مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ صَوَّرْتُهُ. الآنَ أَتَيْتُ بِهِ. فَتَكُونُ لِتَخْرِيبِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ حَتَّى تَصِيرَ رَوَابِيَ خَرِبَةً. ٢٧فَسُكَّانُهَا قِصَارُ الأَيْدِي قَدِ ارْتَاعُوا وَخَجِلُوا. صَارُوا كَعُشْبِ الْحَقْلِ وَكَالنَّبَاتِ الأَخْضَرِ، كَحَشِيشِ السُّطُوحِ، وَكَالْمَلْفُوحِ قَبْلَ نُمُوِّهِ. ٢٨وَلكِنَّنِي عَالِمٌ بِجُلُوسِكَ وَخُرُوجِكَ وَدُخُولِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ. ٢٩لأَنَّ هَيَجَانَكَ عَلَيَّ وَعَجْرَفَتَكَ قَدْ صَعِدَا إِلَى أُذُنَيَّ، أَضَعُ خِزَامَتِي فِي أَنْفِكَ وَشَكِيمَتِي فِي شَفَتَيْكَ، وَأَرُدُّكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ. ٣٠«وَهذِهِ لَكَ الْعَلاَمَةُ: تَأْكُلُونَ هذِهِ السَّنَةَ زِرِّيعًا، وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ خِلْفَةً، وَأَمَّا السَّنَةُ الثَّالِثَةُ فَفِيهَا تَزْرَعُونَ وَتَحْصِدُونَ، وَتَغْرِسُونَ كُرُومًا وَتَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. ٣١وَيَعُودُ النَّاجُونَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا الْبَاقُونَ يَتَأَصَّلُونَ إِلَى أَسْفَلَ، وَيَصْنَعُونَ ثَمَرًا إِلَى مَا فَوْقُ. ٣٢لأَنَّهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ تَخْرُجُ بَقِيَّةٌ، وَنَاجُونَ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا. ٣٣«لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُّورَ: لاَ يَدْخُلُ هذِهِ الْمَدِينَةَ، وَلاَ يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا، وَلاَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا بِتُرْسٍ، وَلاَ يُقِيمُ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً. ٣٤فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجعُ، وَإِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. ٣٥وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي، وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي».
١. اِحْتَقَرَتْكَ. ٱسْتَهْزَأَتْ بِكَ ٱلْعَذْرَاءُ ٱبْنَةُ صِهْيَوْنَ: الفكرة هنا هي أن الأشوريين جاءوا لكي يغتصبوا ٱبْنَةُ صِهْيَوْنَ، مدينة أورشليم، لكن الله لن يسمح بهذا.
• “تُمَثَّل أورشليم كشابّة ترفض بازدراء مغازلات غير مرغوب فيها من رجل فظّ لئيم.” جروجان (Grogan)
• “تُستخدم كلمة ’العذراء‘ هنا بمعنى أنها لم تُمس من السلّاب أو النهّاب. جاء الأشوري بنيّة الاغتصاب، لكن ضحيته لم تتأذَّ بسبب صلاة حزقيا.” موتير (Motyer)
٢. مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ، وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ صَوْتًا، وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى ٱلْعَلَاءِ عَيْنَيْكَ؟ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ: يقول الرب هنا على لسان النبي إشعياء ما مفاده: “هل تعلم من تتعامل معه؟” ومن الواضح أن ربشاقى لم يكن يعلم.
• من الغريب أن هذه الرسالة ربما لم تصل إلى أذني ربشاقى. فلم تكن لديه إمكانية للوصول إليها. لكن ربما قبل نهايته الرهيبة، وجد الله طريقة لإيصالها إليه. أو ربما وضعها الله كرسالة خاصة في الجحيم لهذا المجدّف. وعلى أقل تقدير، كانت هذه النبوة مشجعة لحزقيا وكل يهوذا، حتى لو لم يسمعها ربشاقى على الأرض.
٣. بِكَثْرَةِ مَرْكَبَاتِي قَدْ صَعِدْتُ إِلَى عُلُوِّ ٱلْجِبَالِ: يصف الرب هنا افتخار الأشوريين بغزواتهم. لكنهم نسوا أن الله متحكم في الأمور (ٱلْآنَ أَتَيْتُ بِهِ. فَتَكُونُ لِتَخْرِيبِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ حَتَّى تَصِيرَ رَوَابِيَ خَرِبَةً. فَسُكَّانُهَا قِصَارُ ٱلْأَيْدِي). وحتى لو لم يعرفوا الأشوريون ذلك، فإنهم مدينون بنجاحهم للرب.
• كان هذا أمرًا مُذلًّا للأشوريين. فقد ظنوا طوال الوقت أن قوتهم الجبارة كانت سر إنجازاتهم كلها. لكن الله يوضح هنا أن قوته هي التي فعلت كل هذا.
٤. وَلَكِنَّنِي عَالِمٌ بِجُلُوسِكَ وَخُرُوجِكَ وَدُخُولِكَ: عرف الله كل شيء عن هذا العدو. ولأن أشور تمادت كثيرًا في التجديف على ذاك الذي جعل كل نجاح لها ممكنًا، قال لهم: أَضَعُ خِزَامَتِي فِي أَنْفِكَ وَشَكِيمَتِي فِي شَفَتَيْكَ، وَأَرُدُّكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي جِئْتَ فِيهِ. فكان هذا تصريحً مثيرًا للغاية، لأن هذه تمامًا الكيفية التي كان الأشوريون يسيّرون بقسوة الذين كانوا يجبرونهم على الانتقال من أراضيهم التي احتلوها. كانوا يصفّون الأسرى، ويدخلون خطّافًا (خزامة) كبيرًا من خلال شفة كل أسير أو أنفه، ويربطونهم معًا ويقودونهم كالقطيع. فقال الله لأشور: “سأفعل الشيء نفسه بك.”
• تَأْكُلُونَ هَذِهِ ٱلسَّنَةَ زِرِّيعًا: “منَعَ الغزو الزراعة في عام ٧٠٢ ق. م. لكن عندما انتهى التهديد في عام ٧٠١، وجدوا نموًّا كافيًا للحفاظ على الحياة. وفي عام ٧٠١ كان الأشوريون المنسحبون ما زالوا يعيقون الزراعة. ومع ذلك، سيكون هنالك ما يكفي من فرص النمو. وهنا يؤكد الرب بشكل رجعي أن يده هي التي بددت التهديد.” موتير (Motyer)
٥. لِأَنَّهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ تَخْرُجُ بَقِيَّةٌ: بقدر ما يرغب الأشوريون في سحق أورشليم ويهوذا، لن يكونوا قادرين على فعل هذا. فالله سيحفظ البقية.
٦. لَا يَدْخُلُ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةَ، وَلَا يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا… وَأُحَامِي عَنْ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ لِأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي، وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي: يرسم الله خطًّا واضحًا تمامًا. فرغم الآلة العسكرية الأشورية المتأهبّة لفرض حصار على أورشليم وسحْقها في نهاية المطاف، إلا أنها لن تفعل هذا. فلن يدخل الملك هذه المدينة لأن الله يحامي عنها.
• لماذا يحامي الله عن المدينة؟ مِنْ أَجْلِ نَفْسِي! سيحامي الله عنها من أجل مجده. وغالبًا ما نعتقد بلا داعٍ أنه يتوجب علينا أن نحامي عن مجد الرب. لكن ليس هذا هو الحال بالفعل. فالله قادر تمامًا على الدفاع عن مجده.
• لماذا يحامي الله عن المدينة؟ مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي. مات الملك داود قبل ٣٠٠ عام من ذلك الوقت. لكن الله ما زال يكرم وعده لداود (٢ صموئيل ٧: ١٠-١٧). لن يدافع الله عن المدينة من أجل المدينة نفسها. فأورشليم تستحق الدينونة. لكنه يفعل هذا من أجله ومن أجل داود. وبنفس الطريقة، يدافع الله الآب عنا ويباركنا، لا من أجلنا. فغالبًا ما نستحق دينونته. لكنه يفعل ذلك من أجله ومن أجل يسوع المسيح، ربنا.
ج) الآية (٣٦): الله يضرب جيش أشور الجبّار.
٣٦فَخَرَجَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَضَرَبَ مِنْ جَيْشِ أَشُّورَ مِئَةً وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا. فَلَمَّا بَكَّرُوا صَبَاحًا إِذَا هُمْ جَمِيعًا جُثَثٌ مَيِّتَةٌ.
١. فَخَرَجَ مَلَاكُ ٱلرَّبِّ: بكل بساطة وقوة، دمّر الله هذه الأمّة العظيمة في ليلة واحدة، حيث مات ١٨٥.٠٠٠ جندي أشوري على يد ملاك الرب. فرغم كل الصعاب، وعلى نقيض كل التوقعات غير توقعات الإيمان، تمّ صد الجيش الأشوري وإرجاعه من دون أن يرمي سهمًا واحدًا على أورشليم. لقد تم إيقاف من لا يمكن إيقافه، وتمت هزيمة من لا يُهزَم!
• قدّم النبي هوشع نفس النبوة: “وَأَمَّا بَيْتُ يَهُوذَا فَأَرْحَمُهُمْ وَأُخَلِّصُهُمْ بِٱلرَّبِّ إِلَهِهِمْ، وَلَا أُخَلِّصُهُمْ بِقَوْسٍ وَبِسَيْفٍ وَبِحَرْبٍ وَبِخَيْلٍ وَبِفُرْسَانٍ” (هوشع ١: ٧).
• “سجّل المؤرخ هيرودتس أنه في إحدى الليالي، امتلأ معسكر سنحاريب بالفئران (أو الجرذان) التي دمرت سهام الجنود ودروعهم. وربما حصل هذا المؤرخ على هذا التقليد من مصادر مصرية. ويمكن أن تكون هذه رواية مشوّشة إلى حد ما لما هو مسجل هنا.” جروجان (Grogan)
٢. إِذَا هُمْ جَمِيعًا جُثَثٌ مَيِّتَةٌ: لم يكن هذا صعبًا أن يفعله الله. لكن ما كان أصعب على الله هو الحصول على قلوب شعبه وعقولهم في المكان الصحيح. وحالما وصلوا إلى هذه النقطة، لم يكن شيئًا كثيرًا أن يرسل الله ملاكًا واحدًا ليقوم بهذا العمل.
د ) الآيات (٣٧-٣٨): نهاية سنحاريب، ملك أشور.
٣٧فَانْصَرَفَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ وَذَهَبَ رَاجِعًا وَأَقَامَ فِي نِينَوَى. ٣٨وَفِيمَا هُوَ سَاجِدٌ فِي بَيْتِ نِسْرُوخَ إِلهِهِ ضَرَبَهُ أَدْرَمَّلَكُ وَشَرْآصَرُ ابْنَاهُ بِالسَّيْفِ، وَنَجَوَا إِلَى أَرْضِ أَرَارَاطَ. وَمَلَكَ أَسَرْحَدُّونَ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
١. فَٱنْصَرَفَ… وَذَهَبَ رَاجِعًا: هذا هو تمامًا ما قال الله إنه سيحدث. لكن سنحاريب انصرف وهو ممتلئ بالكبرياء. فبعد انسحابه من يهوذا، أمر بتسجيل سجل في حوليّاته (منشور تايلور)، ويمكن رؤيته في المتحف البريطاني. ويبيّن السجل كيف أن قلبه ما زال ممتلئًا بالكبرياء حتى لو لم يحتل أورشليم.
• “هاجمتُ حزقيا، ملك يهوذا الذي لم يخضع لي، وأخذت منه ٤٦ حصنًا وقلعة ومدنًا صغيرة. وحملت ٢٠٠.١٥٠ أسير، كبارًا وصغارًا، إناثًا وذكورًا، مع خيول، وعجول، وحمير، وجمال، وثيران كثيرة. وحبست حزقيا نفسه في أورشليم كطائر في قفص. ووضعت ركامًا ضد المدينة. وفصلتُ مدنه التي أخذت أهلها أسرى من مملكته وأعطيتها للملك ميتينيتي، ملك أشدود، وبادي ملك عقرون، وزيبل ملك غزة، وبالتالي تضاءل بلده. وأضفت ضريبة أخرى على الضريبة التي فُرضت عليه سابقًا.” مقتبس في بولتيما (Bultema)
• “تختتم الرواية الكتابية بالبيان المختلف عليه أن الجيش الأشوري ضُرب بطريقة ما أثناء الليل مع خسائر كثيرة في الأرواح. وبعد ذلك، أُلغي الحصار. وتتفق الحوليات الأشورية ضمنيًّا مع الرواية الكتابية من حيث عدم الادعاء بأن أورشليم سقطت. بل تذكر جزية من حزقيا.” (ت. سي. ميتشيل – الكتاب المقدس في المتحف البريطاني)
٢. وَفِيمَا: مرت سنوات بين إشعياء ٣٧: ٣٧ و ٣٧: ٣٨. ربما فكّر سنحاريب أنه أفلت من دينونة الله، لكنه لم يفعل. فقد قابل نهاية موت مريرة على يدي ابنيه بالسيف.
• تتحدث أسطورة يهودية (وهي مجرد أسطورة) كيف أن ابنَي سنحاريب قتلاه. لقد انزعج سنحاريب كيف أن الله بارك اليهود كثيرًا، وحاول أن يعرف السبب. فأخبره أحدهم أن السبب هو إبراهيم الذي أحب الله حتى أنه كان مستعدًّا لتقديم ابنه ذبيحة له. فاعتقد سنحاريب أنه سيكون في موضع أكثر تفضيلًا لدى الله من إبراهيم ونسله لو أنه قدّم اثنين من أبنائه للرب كذبيحة. لكن ابنيه عرفا بخطته فقتلاه قبل أن يقتلهما، وبذلك تحقق كلام الرب.