إشعياء ٢٨
كلمة للسكارى
يبدأ إشعياء قسمًا من ثمانية إصحاحات (٢٨-٣٥) موجَّهة في معظمها إلى مملكة يهوذا الجنوبية. وبما أنه قد يكون فعّالًا جدًّا أن يتعامل النبي مع الخطية الموجودة لدى طرف ثالث، ثم يطبّقه على الشخص المعني بشكل مباشر، سيتكلم إشعياء أولًا عن خطية إسرائيل، وبعد ذلك سيحوّل تركيزه إلى يهوذا.
أولًا. الحالة الآثمة لسكّان أفرايم
أ ) الآيات (١-٤): طوفان الدينونة على سكان أفرايم
١وَيْلٌ لإِكْلِيلِ فَخْرِ سُكَارَى أَفْرَايِمَ، وَلِلزَّهْرِ الذَّابِلِ، جَمَالِ بَهَائِهِ الَّذِي عَلَى رَأْسِ وَادِي سَمَائِنِ، الْمَضْرُوبِينَ بِالْخَمْرِ. ٢هُوَذَا شَدِيدٌ وَقَوِيٌّ لِلسَّيِّدِ كَانْهِيَالِ الْبَرَدِ، كَنَوْءٍ مُهْلِكٍ، كَسَيْلِ مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ جَارِفَةٍ، قَدْ أَلْقَاهُ إِلَى الأَرْضِ بِشِدَّةٍ. ٣بِالأَرْجُلِ يُدَاسُ إِكْلِيلُ فَخْرِ سُكَارَى أَفْرَايِمَ. ٤وَيَكُونُ الزَّهْرُ الذَّابِلُ، جَمَالُ بَهَائِهِ الَّذِي عَلَى رَأْسِ وَادِي السَّمَائِنِ كَبَاكُورَةِ التِّينِ قَبْلَ الصَّيْفِ، الَّتِي يَرَاهَا النَّاظِرُ فَيَبْلَعُهَا وَهِيَ فِي يَدِهِ.
١. سُكَارَى أَفْرَايِمَ: كان السُّكْر في أَفْرَايِمَ (وهذا اسم آخر لمملكة إسرائيل الشمالية لأن سبط أفرايم كان المهيمن في تلك الأمة) مشكلة كبيرة حتى أن الرب وجّه إشعياء ليخاطب سُكَارَى أَفْرَايِمَ بشكل مباشر.
• هذا واحد من النصوص الكتابية التي تتحدث عن السكارى. إذ تتحدث أمثال ٢٣: ٢٩-٣٥ عن حماقة السًّكْر. وتطلب منا أفسس ٥: ١٨ أن نمتلئ بالروح بدلًا من أن نسكر. وتتضمن رومية ١٣: ١٣، و١ كورنثوس ٥: ١١، و٦: ١٠، و١١: ٢١، وغلاطية ٥: ٢١، و١ بطرس ٤: ٣ تعليمات بالنهي عن السُّكر. وحذّر المسيح بشكل خاص من السُّكر في الأيام الأخيرة (لوقا ٢١: ٣٤-٣٦).
• من ناحية روحية، كان إدمان الكحول والمخدرات دمارًا لكثيرين من الرجال والنساء. فقوة الإدمان تمنع كثيرين من المجيء إلى يسوع على الإطلاق، وهي تعوق النمو الروحي للذين يؤمنون بيسوع لكن ما زال عليهم أن يحاربوا هذا الإدمان. وينبغي لنا أن نستمع إلى ما يقوله سفر الأمثال حول السُّكر في نصوص مثل سفر الأمثال ٢٠: ١، و٢٣: ٢٩-٣٣.
• من ناحية عملية، يدفع العالم ثمنًا باهظًا بسبب الخراب الذي يحدثه إدمان الكحول والمخدرات. وفي ما يتعلق بمشكلة الكحول وحدها، يقول مركز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض إنه في عام ٢٠١٠، توفي ٨٨.٠٠٠ شخص لأسباب متعلقة بالكحول في الولايات المتحدة. وقد كلّف الإفراط في تعاطي الكحول الاقتصاد الأمريكي ٢٤٩ مليار دولار، أي ما يقارب ربع تريليون دولار.
• السّكْر هو وراء جرائم وخطايا كثيرة أخرى. إذ يرتكب سكارى كثيرون جرائم عنيفة أو جنسية، أو يصبحون ضحايا لمثل هذه الجرائم. وحسب بعض الإحصاءات القديمة، تورط ٧٥% من الرجال و٥٥% من النساء في قضايا اغتصاب أثناء المواعدة أو تعاطي المخدرات قبل الهجوم مباشرة. وفي وقت من الأوقات، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن ٥٠% من جميع حالات الاغتصاب شملت تعاطي الكحول.
٢. وَيْلٌ لِإِكْلِيلِ فَخْرِ سُكَارَى أَفْرَايِمَ: السًّكر، شأنه شأن أية خطية أخرى، مرتبط بالكبرياء بشكل قوي حتى أن إشعياء شبّه سكارى أفرايم بإكليل من الكبرياء. ويتجذّر بغض الذات أو احتقار الذات لدى السكارى في التركيز الزائد على الذات، وهذا جوهر الكبرياء.
٣. وَلِلزَّهْرِ ٱلذَّابِلِ، جَمَالِ بَهَائِهِ: يجعل السُّكر كل شيء جميلٍ وحسنٍ في حياتنا يتلاشى. فقد انتقل رجال ونساء كثيرون من قمة النجاح إلى التشرد بسبب السُّكر.
٤. ٱلْمَضْرُوبِينَ (المغلوبين) بِٱلْخَمْرِ: عندما تغلبنا الكحول، فإننا نكون في خطية. وعندما تَضعُف حواسنا، وتفكيرنا، وحسن التمييز لدينا، أو ردود فعلنا، فإننا مغلوبون من الخمر. وهذه خطية.
• قد يتمنى المرء أنه يوجد في الكتاب المقدس تحريم صارم لشرب الخمر، لكن لا يوجد تحريم كهذا. فقد صنع يسوع خمرًا (يوحنا ٢: ١-١٠)، وشرب الخمر (مرقس ١٤: ٢٢-٢٦)، حتى أن يسوع اتُّهِم جزافًا بأنه سكير (متى ١١: ١٩). وأوصى بولس تيموثاوس باستخدام الخمر، عالمًا أن شرب الخمر أكثر فائدة في حالات صحية معيّنة (١ تيموثاوس ٥: ٢٣). ويَعُد الكتاب المقدس شرب الخمر باعتدال عطية من الله (مزمور ١٥: ١٠٤). ولهذا، بينما يسمح الكتاب المقدس بشرب الخمر باعتدال، فإنه يدين السُّكر بشدّة.
• ما هو السُّكر؟ يَعُد بعضهم أن الشخص السكير هو الذي يفقد وعيه من تأثير الشرب. لكن عندما تَضعُف حواسنا، وتفكيرنا، وحسن التمييز لدينا، أو ردود فعلنا، فإننا مغلوبون من الخمر. وهذه خطية. وكلما أحسسنا بأننا مضطرون للشرب، أو واجهنا صعوبة في عدم الشرب، فإننا مغلوبون من الخمر. وهذه خطية. وإذا اضطررنا لإخفاء تعاطينا للخمر، أو أحسسنا بالخجل من هذا التعاطي، فإننا مغلوبون من الخمر، وهذه خطية.
• الكلمة العبرية المترجمة إلى ’ٱلْمَضْرُوبِينَ‘ (مغلوبين) هي (halam) وتعني مهزوم أو مضروب (كما في الترجمة العربية)، وبالتضمين تعني “يدق، يتغلب، يضرب بمطرقة.” ونفس الكلمة مترجمة إلى “يدق” في سفر القضاة ٥: ٦ عندما دقّت ياعيل وتدًا في رأس سيسرا. فعندما تسكر، فإن هذا هو ما تفعله بنفسك.
٥. هُوَذَا شَدِيدٌ وَقَوِيٌّ لِلسَّيِّدِ: يحتاج السكير إلى أن يعرف أن الله أقوى منه، وأقوى من قوة الكحول، وأقوى من أي شيء آخر. فإذا كان السكير عاجزًا عن التوقف عن الشرب، فإن لدى الله القدرة على مساعدته في التوقف، أو القدرة على أن يدينه (بِٱلْأَرْجُلِ يُدَاسُ إِكْلِيلُ فَخْرِ سُكَارَى أَفْرَايِمَ).
٦. كَبَاكُورَةِ ٱلتِّينِ قَبْلَ ٱلصَّيْفِ، ٱلَّتِي يَرَاهَا ٱلنَّاظِرُ فَيَبْلَعُهَا وَهِيَ فِي يَدِهِ: يحتاج السكير إلى أن يعرف قيمة الإشباع المتأخر. قد يكون إشباع الشرب حادًّا ومباشرًا، لكنه يتلاشى بسرعة ويتحطم بقوة. يحتاج السكير إلى أن يعرف أن لقيمة الإشباع المتأخر فائدة مستقبلة بدلًا من أن يَبْلَعَهَا وَهِيَ فِي يَدِهِ.
• تم قياس أهمية قيمة الإشباع المتأخر في اختبار يدعى الاختبار الخطمي (مارشمالو). أعطى باحث هذا الخيار لطفل في الرابعة من عمره: “سأتركك لبضع دقائق لأقوم بمهمة. يمكنك أن تأكل قطعة المارشمالو هذه بينما أنا غائب. لكن، إذا انتظرت إلى أن أجيء، يمكنك الحصول على قطعتين.” قام الباحثون في الستينيات من القرن الماضي بهذا الاختبار. واكتشفوا أنه بعد ١٢ سنة أن الأطفال الذين أخذوا قطعة واحدة من المارشمالو كانوا أكثر اضطرابًا في مرحلة المراهقة. وسجلوا علامات متدنية في الامتحانات العامة. وإنّ تعلُّم تأخير الإشباع مهم للتطوير والنضج البشريين.
ب) الآيات (٥-٦): جمال الرب يحل محل جمال أفرايم الذابل.
٥فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ رَبُّ الْجُنُودِ إِكْلِيلَ جَمَال وَتَاجَ بَهَاءٍ لِبَقِيَّةِ شَعْبِهِ، ٦وَرُوحَ الْقَضَاءِ لِلْجَالِسِ لِلْقَضَاءِ، وَبَأْسًا لِلَّذِينَ يَرُدُّونَ الْحَرْبَ إِلَى الْبَابِ.
١. يَكُونُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ إِكْلِيلَ جَمَالٍ وَتَاجَ بَهَاءٍ: أحيانًا عندما نرى المجد الباهت الذي يأتي مع خطايا مثل السُّكْر، ربما نصاب بالإحباط والاكتئاب. ولكن، حتى لو تلاشى مجد الإنسان بسبب العصيان والخطية، فإن مجد الله باقٍ. وعندما نكون ’غير ممجّدين‘ بسبب حطام الخطية، يمكننا أن نركز على مجد الرب.
٢. وَرُوحَ ٱلْقَضَاءِ (العدالة) لِلْجَالِسِ لِلْقَضَاءِ: عندما يكون قد ذبل مجدنا بسبب خطيتنا، ربما نفقد القدرة على الحُكم وحسن التمييز. لكن عندئذٍ، يمكننا أن نحصل عليهما من الرب.
٣. وَبَأْسًا لِلَّذِينَ يَرُدُّونَ ٱلْحَرْبَ إِلَى ٱلْبَابِ: عندما يكون قد ذبل مجدنا بسبب خطيتنا، ربما نفقد قوتنا وقدرتنا على القتال. لكن عندئذٍ، يمكننا أن نحصل عليهما من الرب.
ج) الآيات (٧-٨): فساد السُّكْر في يهوذا
٧وَلكِنَّ هؤُلاَءِ أَيْضًا ضَلُّوا بِالْخَمْرِ وَتَاهُوا بِالْمُسْكِرِ. الْكَاهِنُ وَالنَّبِيُّ تَرَنَّحَا بِالْمُسْكِرِ. ابْتَلَعَتْهُمَا الْخَمْرُ. تَاهَا مِنَ الْمُسْكِرِ، ضَلاَّ فِي الرُّؤْيَا، قَلِقَا فِي الْقَضَاءِ. ٨فَإِنَّ جَمِيعَ الْمَوَائِدِ امْتَلأَتْ قَيْئًا وَقَذَرًا. لَيْسَ مَكَانٌ.
١. هَؤُلَاءِ أَيْضًا: بما أن إشعياء يذكر الكاهن والنبي في هذا القسم، يبدو أنه يشير أيضًا إلى أهل أورشليم ويهوذا معًا. فإن شعب أفرايم يعاني مشكلة السُّكر، فلا بد أن شعب يهوذا يعانيها أيضًا.
• “أُصيبت يهوذا بمرض أفرايم. فالخطية مُعدية، بل هي معدية أكثر من الطاعون.” تراب (Trapp)
٢. ضَلُّوا بِٱلْخَمْرِ وَتَاهُوا بِٱلْمُسْكِرِ: يؤدي السُّكْر دائمًا إلى الضلال. وهو يخرجنا عن الطريق السوي، طريق الحكمة ومشيئة الله.
٣. ٱلْكَاهِنُ وَٱلنَّبِيُّ تَرَنَّحَا بِٱلْمُسْكِرِ: السُّكْر شيء يمكن أن يمس أي إنسان في أية مرحلة من حياته. فقد يجد الكاهن أو النبي نفسه تحت طغيان السُّكْر (ٱبْتَلَعَتْهُمَا ٱلْخَمْرُ).
٤. فَإِنَّ جَمِيعَ ٱلْمَوَائِدِ ٱمْتَلَأَتْ قَيْئًا وَقَذَرًا. لَيْسَ مَكَانٌ: يؤدي السُّكْر إلى هذا النوع من الانحطاط والخزي بسبب الطريقة التي تعمل بها الكحول. فالكحول “مُكئِبة” ومثبّطة. وهي “تحل، تُرخي” الأشخاص لأنها تثبّط ضبط النفس لديهم، وحكمتهم، وتوازنهم، وحُسن تمييزهم للأمور.
• يجعل هذا فكرة كون المرء سكرانًا بالروح القدس غير كتابية، بل مهينة. فالروح القدس لا يُكْئبنا أو يثبّطنا. بل تأثيره مناقض لهذا تمامًا. فهو منبّه، وهو يحرك كل جانب من جوانب كياننا إلى أداء أفضل وأكثر دقة واكتمالًا. أمّا الذين يتصرفون بسخافة مدّعين أنهم سكارى بالروح القدس، فإن أفضل شيء يمكننا قوله لهم إنهم يتصرفون تحت تأثير الجسد. ومن المؤكد أنهم غير منقادين بالروح القدس.
ثانيًا. رسالة الله إلى الذين نضجوا للدينونة
أ ) الآيات (٩-١٠): الرسالة البسيطة موضع للاستهزاء.
٩«لِمَنْ يُعَلِّمُ مَعْرِفَةً، وَلِمَنْ يُفْهِمُ تَعْلِيمًا؟ أَلِلْمَفْطُومِينَ عَنِ اللَّبَنِ، لِلْمَفْصُولِينَ عَنِ الثُّدِيِّ؟ ١٠لأَنَّهُ أَمْرٌ عَلَى أَمْرٍ. أَمْرٌ عَلَى أَمْرٍ. فَرْضٌ عَلَى فَرْضٍ. فَرْضٌ عَلَى فَرْضٍ. هُنَا قَلِيلٌ هُنَاكَ قَلِيلٌ».
١. لِمَنْ يُعَلِّمُ مَعْرِفَةً؟ هذه هي كلمات الأنبياء والكهنة السكارى المذكورين في إشعياء ٢٨: ٧-٨. وهم يسألون النبي التقي، إشعياء: لِمَنْ يُعَلِّمُ مَعْرِفَةً؟ وَلِمَنْ يُفْهِمُ تَعْلِيمًا لرسالة الله؟ ففي أذهانهم المستهزئة، كانت رسالة إشعياء غير ملائمة إلا للأطفال الصغار لِلْمَفْصُولِينَ عَنِ ٱلثُّدِيِّ.
• “تصور الآيتان ٩ و ١٠ رد الفعل الساخر لقادة يهوذا لكلمات إشعياء التوبيخية. لقد سئموا من صرامة النبي وتطبيقه المتكرر لشريعة الله. وقد تعني سلسلة العبارات أحادية المقطع في الآية ١٠ أن قادة يهوذا نظروا إلى رسالة إشعياء على أنها بلا معنى، أو أنها مسرحية للأطفال.” وولف (Wolf)
• “لقد حيّرت الآية ١٠ مفسرين كثيرين، وجاهدوا من أجل فهم المعنى العبري. ويبدو واقع الأمر، كما تشير حاشية لإحدى الترجمات أن هذه الآية لا تهدف إلى أن يكون لها معنى. فلم تكن كلمات إشعياء قد تغلغلت في الجو المشبع بالكحول الذي أحاط بسامعيه.” جروجان (Grogan)
• “هكذا أصبح هذا النبي الصالح أغنية للسكارى. قد يكون أي رجل بارعًا بطريقة لاذعة، لكن لهؤلاء الأشخاص ذوي الأدمغة البليدة جدًّا أسنان أكثر حدة لهذا الغرض.” تراب (Trapp)
٢. أَمْرٌ عَلَى أَمْرٍ (وصية على وصية): وبهذا يسخر الأنبياء والكهنة السكارى من تعليم إشعياء. “إنها رسالة بسيطة (لِأَنَّهُ أَمْرٌ عَلَى أَمْرٍ. فَرْضٌ عَلَى فَرْضٍ. هُنَا قَلِيلٌ هُنَاكَ قَلِيلٌ). ونحن أذكياء للغاية ومتطورون بحيث يمكننا أن نخوض في أمور أعمق من هذا.”
• في استهزائهم بإشعياء، فإنهم يقدمون له مجاملة عظيمة. فإنه أمر جميل أن يقدَّم الحق الإلهي بشكل بسيط (أَمْرٌ عَلَى أَمْرٍ. فَرْضٌ عَلَى فَرْضٍ. هُنَا قَلِيلٌ هُنَاكَ قَلِيلٌ). وعندما تقدَّم رسالة الله بشكل لائق، فإن هنالك شيئًا للبسيط وغير الناضج أن يقبله، وشيئًا للقديس العظيم أن يفرح ويتغذى به.
ب) الآيات (١١-١٣): يحذّر إشعياء من عواقب رفض رسالة الله البسيطة.
١١إِنَّهُ بِشَفَةٍ لَكْنَاءَ وَبِلِسَانٍ آخَرَ يُكَلِّمُ هذَا الشَّعْبَ، ١٢الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ: «هذِهِ هِيَ الرَّاحَةُ. أَرِيحُوا الرَّازِحَ، وَهذَا هُوَ السُّكُونُ». وَلكِنْ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا. ١٣فَكَانَ لَهُمْ قَوْلُ الرَّبِّ: أَمْرًا عَلَى أَمْرٍ. أَمْرًا عَلَى أَمْرٍ. فَرْضًا عَلَى فَرْضٍ. فَرْضًا عَلَى فَرْضٍ. هُنَا قَلِيلاً هُنَاكَ قَلِيلاً، لِكَيْ يَذْهَبُوا وَيَسْقُطُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَيَنْكَسِرُوا وَيُصَادُوا فَيُؤْخَذُوا.
١. بِشَفَةٍ لَكْنَاءَ وَبِلِسَانٍ آخَرَ يُكَلِّمُ هَذَا ٱلشَّعْبَ: إن كانت الرسالة البسيطة المباشرة تُرفَض، فسيجد الله طريقة أخرى للتواصل مع قساة القلوب. وسيرسل رسلًا غير عاديين لجلب الكلمة.
٢. هَذِهِ هِيَ ٱلرَّاحَةُ… وَهَذَا هُوَ ٱلسُّكُونُ (منعش): ستُرفض رسالة الإنقاذ والراحة (لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا). لكن هذا ليس خطأ كلمة الله الموجهة إليهم (أَمْرًا عَلَى أَمْرٍ. أَمْرًا عَلَى أَمْرٍ. فَرْضًا عَلَى فَرْضٍ. فَرْضًا عَلَى فَرْضٍ. هُنَا قَلِيلًا هُنَاكَ قَلِيلًا).
• هذه هي الطريقة المباركة لتقديم كلمة الله. يأخذ إشعياء تهكم السكارى ويتقبّله كمجاملة. إذ يفترض في رسل الله أن يقدموا كلمة الله بأكملها (من دون تخطّي سطر واحد)، وأن يقدموها ببساطة.
• يوحي هذا أيضًا بأننا لا نستطيع أن نتلقى كل جوانب رسالة الله مرة واحدة. “إنه لأمر رائع أن نعلَّم رسالة الإنجيل بدرجات. وهي لا تُفرض على عقول البشر دفعة واحدة، لكنها تأتي هكذا (أَمْرًا عَلَى أَمْرٍ. أَمْرًا عَلَى أَمْرٍ. فَرْضًا عَلَى فَرْضٍ. فَرْضًا عَلَى فَرْضٍ. هُنَا قَلِيلًا هُنَاكَ قَلِيلًا). فالله لا يرسل وميض النهار الأبدي إلى العيون الضعيفة في لهيب واحد من المجد. إذ يوجد في البداية فجر خافت، وقدوم ناعم لضوء رقيق للعيون الرقيقة. وهكذا نرى بدرجات.” سبيرجن (Spurgeon)
٣. لِكَيْ يَذْهَبُوا وَيَسْقُطُوا إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَيَنْكَسِرُوا وَيُصَادُوا فَيُؤْخَذُوا: إن نتيجة التقديم الأمين لكلمة الله لمن يرفضها سيئة جدًّا. إذ سيؤدي هذا إلى هلاكهم.
ج) الآيات (١٤-١٥): الثقة الزائفة للقادة الآثمين
١٤لِذلِكَ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ يَا رِجَالَ الْهُزْءِ، وُلاَةَ هذَا الشَّعْبِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. ١٥لأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: «قَدْ عَقَدْنَا عَهْدًا مَعَ الْمَوْتِ، وَصَنَعْنَا مِيثَاقًا مَعَ الْهَاوِيَةِ. السَّوْطُ الْجَارِفُ إِذَا عَبَرَ لاَ يَأْتِينَا، لأَنَّنَا جَعَلْنَا الْكَذِبَ مَلْجَأَنَا، وَبِالْغِشِّ اسْتَتَرْنَا».
١. يَا رِجَالَ ٱلْهُزْءِ، وُلَاةَ هَذَا ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ: من المؤسف أن بعض البسطاء وغير الناضجين هم الذين كانوا يحكمون هذا الشعب، فاحتاجوا إلى كلمة الله كأي شخص آخر.
• لا يوجد أي أحد عالٍ، أو معظَّم، أو ناضج، أو متقدم جدًّا بشكل زائد بحيث لا يحتاج إلى سماع كلمة الله (أَمْرًا عَلَى أَمْرٍ. أَمْرًا عَلَى أَمْرٍ. فَرْضًا عَلَى فَرْضٍ. فَرْضًا عَلَى فَرْضٍ. هُنَا قَلِيلًا هُنَاكَ قَلِيلًا).
٢. قَدْ عَقَدْنَا عَهْدًا مَعَ ٱلْمَوْتِ: كان حكام أورشليم متطرفين في رفضهم لله، وأحسوا بأنهم عقدوا اتفاقًا مع الموت والقبر (الهاوية). لقد اعتقدوا بفخر أن سوط دينونة الله وتقويمه لن يَمَسّاهم.
• لم يكن لديهم خوف من الموت، واعتقدوا أنهم عقدوا صداقة مع الموت والقبر. وهذه الطريقة في التفكير شائعة أيضًا في عالمنا الحديث. لكن ينبغي للأشرار أن يخافوا الموت، لأنه ينهي كل فرصة للتوبة، ويختم مصيرهم الأبدي. ولدى إبليس مصلحة كبيرة في جعل الأشرار يشعرون بأن الموت صديقهم.
• ينخدع كثيرون ممن ينتحرون ظانّين أن الموت صديقهم. لكن من دون يسوع المسيح، فإن هؤلاء الأشخاص التعساء، في لحظة دخولهم الأبدية، سيكونون مستعدين لأن يعطوا أي شيء للعودة إلى العالم حيث ما زال الإيمان والتوبة ممكنين.
٣. جَعَلْنَا ٱلْكَذِبَ مَلْجَأَنَا: كانت تلك قوتهم وحمايتهم. والأكاذيب ملجأ تعيس وعديم الفائدة.
• ذكر تشارلز سبيرجن (Charles Spurgeon) في عظة له حول هذه الآية بعنوان “ملجأ الأكاذيب ومصيره” ستة أكاذيب يجعلها الناس ملجأ لهم:
الأكذوبة أننا صالحون بما يكفي، أو يمكننا أن نكون صالحين بما يكفي.
الأكذوبة أن القدر يقرر كل شيء، لذلك لا يوجد ما يمكن أن نفعله.
الأكذوبة التي تضع ثقة في تعاليم جديدة زائفة.
الأكذوبة أن مجرد المجاهرة بالانتماء إلى الدين كافٍ.
الأكذوبة أنه يمكن للمرء أن تكون له روح مخلَّصة وحياة غير متغيّرة.
الأكذوبة التي تتكل على اختبار قديم بدلًا من علاقة مستمرة.
د ) الآيات (١٦-١٩): أمان المسيّا ومكان الخطاة المحفوف بالمخاطر
١٦لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرًا، حَجَرَ امْتِحَانٍ، حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيمًا، أَسَاسًا مُؤَسَّسًا: مَنْ آمَنَ لاَ يَهْرُبُ. ١٧وَأَجْعَلُ الْحَقَّ خَيْطًا وَالْعَدْلَ مِطْمَارًا، فَيَخْطَفُ الْبَرَدُ مَلْجَأَ الْكَذِبِ، وَيَجْرُفُ الْمَاءُ السِّتَارَةَ. ١٨وَيُمْحَى عَهْدُكُمْ مَعَ الْمَوْتِ، وَلاَ يَثْبُتُ مِيثَاقُكُمْ مَعَ الْهَاوِيَةِ. السَّوْطُ الْجَارِفُ إِذَا عَبَرَ تَكُونُونَ لَهُ لِلدَّوْسِ. ١٩كُلَّمَا عَبَرَ يَأْخُذُكُمْ، فَإِنَّهُ كُلَّ صَبَاحٍ يَعْبُرُ، فِي النَّهَارِ وَفِي اللَّيْلِ، وَيَكُونُ فَهْمُ الْخَبَرِ فَقَطِ انْزِعَاجًا».
١. هَأَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرًا: مع المقابلة مع أساس الأشرار الضعيف الضيّق (جَعَلْنَا ٱلْكَذِبَ مَلْجَأَنَا، وَبِٱلْغِشِّ ٱسْتَتَرْنَا)، لدى الله أساس متين للذين يتكلون عليه، حجر أساس.
• ما هو هذا الأساس؟ تطبّق ١ بطرس ٢: ٦ هذا النص بشكل مباشر على المسيا، يسوع المسيح. فهو أساس حياتنا. فبه وحده يمكن أن نحصل على أساس ثابت يمكن أن يُبنى عليه أي شيء دائم. ومن المؤكد أن أي شيء “يضاف” إلى البيت، وليس مبنيًّا على هذا الأساس، سينتهي إلى الخراب.
• من الذي يضع هذا الحجر أو الأساس؟ هَأَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرًا. إنه عمل الله. ونحن غير قادرين على وضع أساس مناسب لحياتنا. لكن الله يستطيع أن يفعل هذا من أجلنا. ويطلب النص منا أن نتأمل هذا الأساس، ونقدّره، ونثمّنه، ونتعجب منه، ونبني حياتنا عليه.
٢. حَجَرَ ٱمْتِحَانٍ (حجرًا مجرَّبًا): لقد جُرِّب المسيّا. لقد امتُحِن، وتزكّى مبرهنًا أنه ابن الله المجيد المطيع في كل شيء.
٣. حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيمًا: مسيحنا حجر زاوية وكريم. ويوفّر حجر الزاوية الخطوط والنمط لبقية البناء. وحجر الزاوية مستقيم وصحيح. وكل شيء في البناء بأكمله يصطف منسجمًا مع حجر الزاوية.
٤. أَسَاسًا مُؤَسَّسًا (أكيدً): مسيحنا أساس أكيد، ويمكننا أن نبني عليه كل شيء من دون خوف.
٥. وَأَجْعَلُ ٱلْحَقَّ خَيْطًا وَٱلْعَدْلَ مِطْمَارًا: في بناء الله، ليس الأمر كما لو أنه وضع حجر الأساس ليترك بعد ذلك أي شخص بالبناء عليه كما يشاء. بل يبقى البناء بالحق والعدل.
٦. فَيَخْطَفُ ٱلْبَرَدُ مَلْجَأَ ٱلْكَذِبِ، وَيَجْرُفُ ٱلْمَاءُ ٱلسِّتَارَةَ: جعل قادة أورشليم الأكاذيب ملجأهم، ووجدوا سِترًا وراء الزيف (إشعياء ٢٨: ١٥)، لكن عواصف الحياة ودينونة الله ستجرفهم من ملجأ الأكاذيب ومن ستارة الزيف. لقد بنوا أساسًا خطأ، ولهذا سيتم تدميرهم.
٧. وَيُمْحَى عَهْدُكُمْ مَعَ ٱلْمَوْتِ: ظن قادة أورشليم أنهم عقدوا صفقة مع الموت، لكنهم سيكتشفون أن الله سيلغي عقدهم هذا. وعندما يأتي سوط الدينونة، فمن المؤكد أنهم سيداسون بهذه الدينونة.
• سيشعرون بلسعة تقويم الله لهم كل وقت (فَإِنَّهُ كُلَّ صَبَاحٍ يَعْبُرُ، فِي ٱلنَّهَارِ وَفِي ٱللَّيْلِ).
هـ) الآيات (٢٠-٢٢): نصائح للناضجين للدينونة
٢٠لأَنَّ الْفِرَاشَ قَدْ قَصَرَ عَنِ التَّمَدُّدِ، وَالْغِطَاءَ ضَاقَ عَنِ الالْتِحَافِ. ٢١لأَنَّهُ كَمَا فِي جَبَلِ فَرَاصِيمَ يَقُومُ الرَّبُّ، وَكَمَا فِي الْوَطَاءِ عِنْدَ جِبْعُونَ يَسْخَطُ لِيَفْعَلَ فَعْلَهُ، فَعْلَهُ الْغَرِيبَ، وَلِيَعْمَلَ عَمَلَهُ، عَمَلَهُ الْغَرِيبَ. ٢٢فَالآنَ لاَ تَكُونُوا مُتَهَكِّمِينَ لِئَلاَّ تُشَدَّدَ رُبُطُكُمْ، لأَنِّي سَمِعْتُ فَنَاءً قُضِيَ بِهِ مِنْ قِبَلِ السَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.
١. لِأَنَّ ٱلْفِرَاشَ قَدْ قَصَرَ… وَٱلْغِطَاءَ ضَاقَ: كان على حكام أورشليم أن يدركوا أن وضعهم الحالي خطر، وأنهم لم يجدوا بعد أي ملجأ حيث كانوا في ذلك الوقت.
• لم يمنحهم رفضه لله سلامًا أو دفئًا. فما الذي يمكن أن يكون أسوأ من محاولة النوم على فراش قصير جدًّا، ومحاولة الالتحاف بغطاء لا يلف جسد المرء؟ غير أن هذه هي صورة أهل العالم وهم يعملون ويجاهدون ويتوقون إلى فراش. وعندما يحصلون عليه، يجدون أنه قصير جدًّا، وأنه لا توجد بطانيات ملائمة. غير أن أيّ ابن لله يعطى سلامًا وغطاء من يسوع المسيح. فلا ينبغي أن نتوق إلى الفُرُش القصيرة والغطاءات الضيقة التي يقدمها العالم. وينبغي أن نشكر الرب على المكان الذي أعطانا إياه لنتمتع به.
٢. لِأَنَّهُ يَقُومُ ٱلرَّبُّ: كان على حكام أورشليم أن يدركوا أن القتال ضد الله كان افتراضًا خاسرًا على الدوام. فلم يكن لديهم أي سبيل للفوز بهذه المعركة، لأن الله يقوم بعمله المهيب.
٣. لِأَنَّهُ كَمَا فِي جَبَلِ فَرَاصِيمَ يَقُومُ ٱلرَّبُّ: حقق الله فِي جَبَلِ فَرَاصِيمَ نصرًا عظيمًا في أيام داود (٢ صموئيل ٥: ٢٠). وفي جبعون أيضًا، حقق نصرًا عظيمًا لإسرائيل في أيام يشوع (يشوع ١٠: ١١). وفي حالات كهذه، كان الرب يحارب من أجل إسرائيل، لكن إذا لم يتب قادتها، فسرعان ما كانوا يجدون أن الرب يحارب إسرائيل. ومن المؤكد أن استخدامه لقوته ضد شعبه أمر مهيب (أو “غريب،” كما تقول الترجمة العربية).
٤. فَٱلْآنَ لَا تَكُونُوا مُتَهَكِّمِينَ: كان على حكام أورشليم أن يدركوا خطر الاستهزاء بالله بالصفقة التي عقدوها مع الموت وبكلماتهم المتغطرسة ضد الله.
و ) الآيات (٢٣-٢٩): توقيت المزارع وتوقيت الله
٢٣اُصْغُوا وَاسْمَعُوا صَوْتِي. انْصُتُوا وَاسْمَعُوا قَوْلِي: ٢٤هَلْ يَحْرُثُ الْحَارِثُ كُلَّ يَوْمٍ لِيَزْرَعَ، وَيَشُقُّ أَرْضَهُ وَيُمَهِّدُهَا؟ ٢٥أَلَيْسَ أَنَّهُ إِذَا سَوَّى وَجْهَهَا يَبْذُرُ الشُّونِيزَ وَيُذَرِّي الْكَمُّونَ، وَيَضَعُ الْحِنْطَةَ فِي أَتْلاَمٍ، وَالشَّعِيرَ فِي مَكَانٍ مُعَيَّنٍ، وَالْقَطَانِيَّ فِي حُدُودِهَا؟ ٢٦فَيُرْشِدُهُ. بِالْحَقِّ يُعَلِّمُهُ إِلهُهُ. ٢٧إِنَّ الشُّونِيزَ لاَ يُدْرَسُ بِالنَّوْرَجِ، وَلاَ تُدَارُ بَكَرَةُ الْعَجَلَةِ عَلَى الْكَمُّونِ، بَلْ بِالْقَضِيبِ يُخْبَطُ الشُّونِيزُ، وَالْكَمُّونُ بِالْعَصَا. ٢٨يُدَقُّ الْقَمْحُ لأَنَّهُ لاَ يَدْرُسُهُ إِلَى الأَبَدِ، فَيَسُوقُ بَكَرَةَ عَجَلَتِهِ وَخَيْلَهُ. لاَ يَسْحَقُهُ. ٢٩هذَا أَيْضًا خَرَجَ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْجُنُودِ. عَجِيبِ الرَّأْيِ عَظِيمِ الْفَهْمِ.
١. اُصْغُوا وَٱسْمَعُوا صَوْتِي: كان على حكام أورشليم أن يستمعوا إلى كلمة الله وأن يصغوا إلى صوته.
٢. هَلْ يَحْرُثُ ٱلْحَارِثُ كُلَّ يَوْمٍ؟: نهاية إشعياء ٢٨ قصيدة تتعلق بعمل الله وعمل المزارع. فالزارع لا يزرع فقط. فهو يعرف متى يتوقف عن الحرث، ومتى يمهّد الأرض، ومتى يزرع، وما يزرع، وأين. ويستخدم المزارع أدوات مختلفة في أوقات مختلفة، ويستخدمها كلها معًا لإنتاج المحاصيل. وبنفس الطريقة، يعرف الله أية أدوات يستخدمها في حياتنا، لأنه مزارع خبير، ويعمل فينا بكل حكمته.
• “استخدم الله الأداة والإجراء الملائمين في الوقت الملائم لتحقيق مقاصده بين شعبه العنيد.” وولف (Wolf)
٣. عَجِيبُ ٱلرَّأْيِ عَظِيمُ ٱلْفَهْمِ: تعبير “عَجِيبُ ٱلرَّأْيِ” هو نفس التعبير الذي وُصِف به المسيّا في إشعياء ٩: ٦: “مشيرًا عجيبًا.” ويذكّرنا هذا بتوقيت الله الكامل وحكمة عمله في حياتنا.