سفر الخروج – الإصحاح ١٢
يُؤسِّس الله الفصح
أولًا. تعليمات الفصح
أ ) الآيات (١-٦): يجب أن يأخذَ كلُّ بيتٍ شاةً.
١وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا: ٢«هَذَا ٱلشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ ٱلشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ ٱلسَّنَةِ. ٣كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي ٱلْعَاشِرِ مِنْ هَذَا ٱلشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ ٱلْآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ. ٤وَإِنْ كَانَ ٱلْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ ٱلْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ ٱلنُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسُبُونَ لِلشَّاةِ. ٥تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ٱبْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ ٱلْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ ٱلْمَوَاعِزِ. ٦وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ ٱلْحِفْظِ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا ٱلشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْعَشِيَّةِ.
- هَذَا ٱلشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ ٱلشُّهُورِ: إنَّ الخلاص الآتي من مصرَ كان عملًا هامًّا جعلَ الله يطلُب من بَني إسرائيل إعادَة تعديل تقويمهم. ستبدأ السَّنةُ الجديدةُ الآن من شهر افتدائهم من مصرَ. لكن كان هذا طريقًا دراماتيكيًّا للقَول بأنَّ كلَّ شيءٍ كان على وشك أن يتغيَّر.
- “لطالَما كان اللهُ إله البدايات الجديدة في تاريخ الفشل. فالعبارةُ النِّهائيَّة موجودةٌ في هذه الكلِمات الإعلانيَّة النبويَّة: ’هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!‘” مورجان (Morgan)
- “فَلتبدأ حوليَّاتُ وسجلَّاتُ الأُمَّةِ من يومِ تبشيرها بالإنجيل. ولْيَبدأ تاريخُ الشُّعوبِ من ذلك اليوم الَّذي تنحني فيه أمامَ أقدام يسوع.” سبيرجن (Spurgeon)
- كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ: “هذا هو أوَّلُ حدَثٍ في التَّوراة يصِفُ كلِمةً تقنيَّة بالمفهوم الدِّينيّ لجماعة إسرائيل … والتي تكمن في أساس استخدام العهد الجديد لِكَلِمة الإكيلازيا أو الإكيلِسيَّا، أي ’الكنيسة.‘” كُول (Cole)
- يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً: في العاشِر من هذا الشَّهر الأوَّل، كان على كلِّ عائلةٍ – أو أهلِ البيتِ – أن تأخُذَ شاةً، وتعيش الشَّاة مع العائلة لِمُدَّة أربعة أيَّامٍ حتَّى وقتِ الفصح (فِي ٱلْعَاشِرِ مِنْ هَذَا ٱلشَّهْرِ … وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ ٱلْحِفْظِ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا ٱلشَّهْرِ).
- بهذه الطَّريقة، تُصبِح الشَّاة جزءًا من العائلة. وبحلول وقتِ الذَّبيحة في اليوم الرَّابع عشَر، تكون هذه الشَّاة قد عُزِّزَت وحُزِنَ عليها. لقد أرادَ الله من الذَّبيحة بأن تكونَ أمرًا ثمينًا.
- وَإِنْ كَانَ ٱلْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ: حدَّد الحاخاماتُ في مرحلةٍ لاحِقة وجودَ عشرةِ أشخاصٍ على الأقلِّ لكلِّ شاةِ فصحٍ، بشرط أن لا يتخطَّى هذا العدد العشرين.
- “كان الفصحُ احتفالًا وطنيًّا وعائليًّا، وبذلك تَظهَر أُصولَهُ الأساسيَّة. فليس للفصحِ هُنا هيكلٌ ولا خيمةُ اجتماعٍ ولا مذبَحٌ ولا كاهنٌ: لكنَّ التَّمثيلَ، إن لَم نَقُل الإستبدال، لَمَفهومٌ ضمنيًّا بشكلٍ جليٍّ.” كُول (Cole)
- تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً: كان يجبُ على الشَّاةِ بأن تكونَ صَحِيحَة (بدون عيبٍ). فهذه الذَّبيحة للرَّبِّ ينبغي أن تكونَ كامِلَة كما يجب.
- تَأْخُذُونَهُ مِنَ ٱلْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ ٱلْمَوَاعِزِ: إنَّ الكلِمة العبريَّة لِـ شاة يُمكِن أن تُشيرَ إلى شاةٍ صغيرة من الخرفان أو المواعِز.
- “إنَّ الكلِمة العبريَّة ’seh‘ لَهِيَ كلِمة مُحايدة ويجب استخدامها في التَّرجمة كَـ ’رأس (صغير) الماشية،‘ كما ويُمكِن تطبيقها بشكلٍ مُتساوٍ على الخرفان والمواعِز من أيِّ عمرٍ. يبدو بأنَّ العبرانيِّين، كما الصِّينيِّين، قد لاحظوا بأنَّ أيَّ فرقٍ بين الخرفان والمواعز لَهُوَ فرقٌ ثانويٌّ. لَرُبَّما بسبب هذا، فإنَّ ’تمييز الخراف عن الجِداء‘ لَهُوَ مُعبَّرٌ عنه في تمييز الله في أيَّام العهد الجديد (متَّى ٣٢:٢٥).” كُول (Cole)
- ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْعَشِيَّةِ: “لقد جاءَ المسيح في عتمة العالَم؛ في ’الرُّبع السَّاعة الأخيرة‘ (١ يوحنَّا ١١:٢)؛ عندما كان الجميع مدفونين في الظُّلمة؛ في ذلك الحدَث المليء بالخطيَّة والموت.” ترَاب (Trapp)
ب) الآيات (٧-١١): تعليماتٌ لأكلِ الفصح.
٧وَيَأْخُذُونَ مِنَ ٱلدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى ٱلْقَائِمَتَيْنِ وَٱلْعَتَبَةِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْبُيُوتِ ٱلَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. ٨وَيَأْكُلُونَ ٱللَّحْمَ تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِٱلنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. ٩لَا تَأْكُلُوا مِنْهُ نِيئًا أَوْ طَبِيخًا مَطْبُوخًا بِٱلْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيًّا بِٱلنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. ١٠وَلَا تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى ٱلصَّبَاحِ. وَٱلْبَاقِي مِنْهُ إِلَى ٱلصَّبَاحِ، تُحْرِقُونَهُ بِٱلنَّارِ. ١١وَهَكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ.
- وَيَأْخُذُونَ مِنَ ٱلدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى ٱلْقَائِمَتَيْنِ وَٱلْعَتَبَةِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْبُيُوتِ: قبل أن يصلُحَ حمَلُ الفصح للأكلِ، ينبغي أن يُؤخذَ من دمائه ويُجعَل على القائمتَين والعتبة العُليا في البيوت التي يأكلون فيها. فالجزء الوحيد الَّذي يُقدَّم في الذَّبيحةِ لله هو الدَّم؛ أمَّا الباقي فَيُؤكَل أو يُحرَق (وَٱلْبَاقِي مِنْهُ إِلَى ٱلصَّبَاحِ، تُحْرِقُونَهُ بِٱلنَّارِ).
- وكما تحققت ذبيحة الفصح في يسوع المسيح (1 كورنثوس 5: 7)، يستطيع المؤمن اليوم أن يتأمل كيف شكّل الدَّمُ الذي كان يقطّر نزولًا على القائمتَين والعتبة العُليا صورَة مُجردة تُشبه الصَّليب.
- لقد أظهرَ الدَّمُ على عضادة الباب أنَّ ذبيحةَ الفصحِ يجب أن يتذكَّرونها في حياتهم اليوميَّة. لذا يُمكِن رؤيتَهُ عند الدُّخولِ والخروجِ من المنزِل.
- وَهَكَذَا تَأْكُلُونَهُ: ثمَّ بعد ذلك يُمكِن أن يُؤكَل الحمَل أو الشَّاة – ذلك فقط إذا شُوِيَ بالنَّار، أي بجعل الشَّاة قريبةً من النَّار وعلى أعشابٍ مُرَّة كجزءٍ من الطَّعام.
- “لَم يُقتَل حمَلُ الفصحِ للنَّظرِ إليه فقط، بل لِيُؤكَل؛ هكذا أيضًا ربُّنا يسوع المسيح الَّذي ذُبِحَ لِنَسمَعَ عنهُ ونتكلَّم عنهُ ونُفكِّر فيه فقط، بل لكي نأكُلَ ونتغذَّى عليه.” سبيرجن (Spurgeon)
- وَلَا تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى ٱلصَّبَاحِ: ينبغي على حمَلِ الفصح بأن يُؤكَلَ بالكامِل؛ يجب على العائلة بأن تُنفِق الذَّبيحة بالكامِل.
- إنَّ الفكرة وراءَ أكلِهِ هي أخذهُ كطعامٍ بالكامل وعدم تخزينِ البقايا لفترةٍ لاحِقة. إنَّه فصحٌ للآن، إن صحَّ التَّعبير، فلا يُمكِنك الرُّجوعُ والأكلُ منه متى شئتَ أو أردتَ. نحن نأخُذُ يسوع بالكامِل، وليست تلك الأجزاء منه التي نُريدها.
- أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ: يجبُ أكلُ حمَل الفصحِ بالإيمان، واثقين بأنَّ الخلاص الموعود به لإسرائيل كان موجودًا، وبأنَّهم سيمشون في دَرب الحُرِّيَّة حالًا.
- كان الإيمان ضروريًّا من أجلِ حِفظِ الفصح: “بِٱلْإِيمَانِ (موسى) صَنَعَ ٱلْفِصْحَ وَرَشَّ ٱلدَّمَ لِئَلَّا يَمَسَّهُمُ ٱلَّذِي أَهْلَكَ ٱلْأَبْكَارَ” (عبرانيِّين ٢٨:١١).
- هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ: كان الفصحُ للرَّبِّ بمعنًى ما أنَّه وفَّر:
- الخلاص، أي نجاة إسرائيل من ضربة الأبكار.
- النِّظام، أي تذكُّر نجاة الله وخلاصِهِ لإسرائيل عبرَ كُلِّ الأجيال.
- موقِفًا دراماتيكيًّا هائلًا، أي تمثيل الذَّبيحة الكامِلَة والخلاص الَّذي سيُوفِّرَه يسوع لاحِقًا.
- بإرشادٍ من الرُّوح القدس، أوضَحَ الرَّسُول بولس ذلك بشكلٍ كامِلٍ: “إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ ٱلْخَمِيرَةَ ٱلْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لِأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا ٱلْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لِأَجْلِنَا” (١ كورنثوس ٧:٥). لقد رسمَ يوحنَّا المعمدان صُورةً مُشابِهَة عندما أشار إلى المسيح بقولِهِ: “هُوَذَا حَمَلُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ!” (يوحنَّا ٢٩:١). يبدو بأنَّ يسوع قد صُلِبَ بالفعلِ خلالَ الفصحِ (يوحنَّا ١٤:١٩). نحن نرى يسوع في الفصح.
- لقد عاش يسوع مع، وأصبح مُتَّحِدًا في، العائلة الإنسانيَّة قبل أن قدَّم ذاتَهُ ذبيحةً من أجلهم.
- كان على ذبيحة يسوع بأن تكونَ صالِحة لكُلِّ بيتٍ، وليس فقط من أجل أساس الأُمَّة أو المجتمَع.
- كان يسوع، حمَلُ الفصحِ، بلا عيبٍ – كاملٍ وغير مُلطَّخ بالخطيَّة أو بأيِّ عيبٍ أخلاقيّ أو روحيّ.
- لقد كان دَمُ يسوع فقط، أي دَمُ حياته المسفوك الَّذي يُكفِّر عن الخطيَّة.
- لقد تمَّ بموتِ يسوع الدُّخول إلى أتون النَّار، تلك النَّار التي تُمثِّلُ دينونةَ الله وغضبِهِ.
- لقد تجرَّع يسوع بموتهِ كأس دينونة الله الـمُرَّة.
- يجب أن يُقبَلَ عملُ يسوع بالكامِل، ولا يُترَك أيُّ شيءٍ للحفظِ.
- كان عمل الفصح ليسوع من أجلِ شعبهِ مُقدِّمةَ فجرِ حُرِّيَّتهم.
- بإرشادٍ من الرُّوح القدس، أوضَحَ الرَّسُول بولس ذلك بشكلٍ كامِلٍ: “إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ ٱلْخَمِيرَةَ ٱلْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لِأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا ٱلْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لِأَجْلِنَا” (١ كورنثوس ٧:٥). لقد رسمَ يوحنَّا المعمدان صُورةً مُشابِهَة عندما أشار إلى المسيح بقولِهِ: “هُوَذَا حَمَلُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ!” (يوحنَّا ٢٩:١). يبدو بأنَّ يسوع قد صُلِبَ بالفعلِ خلالَ الفصحِ (يوحنَّا ١٤:١٩). نحن نرى يسوع في الفصح.
ج) الآيات (١٢-١٣): حمايةُ الدَّمِ.
١٢فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هَذِهِ ٱللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَامًا بِكُلِّ آلِهَةِ ٱلْمِصْرِيِّينَ. أَنَا ٱلرَّبُّ. ١٣وَيَكُونُ لَكُمُ ٱلدَّمُ عَلَامَةً عَلَى ٱلْبُيُوتِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى ٱلدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلَا يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلَاكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ.
- فَأَرَى ٱلدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ: لكي يُمكِن لإسرائيل أن ينجوَ من الدَّينونة القادِمة على الأبكار، كان يجب عليهم رشُّ الدَّمِ تامًا كما أمرهم الله. كان دَمُ الحمَل أساسيًّا بالنِّسبة إلى طلَبِ الله.
- إذا وُجِدَ بيتٌ إسرائيليٌّ لَم يُؤمِن بقوَّة دماء الحمَل، يُمكِنهُ تقديم ذبيحة الحمَل وأكلِها، لكنَّه سيبقى عُرضةً للمرورِ بالدَّينونة.
- إذا وُجِدَ بيتٌ مصريٌّ لَم يُؤمِن بقوَّة دماء الحمَل، وقدَّم ذبيحة الحمَل بشكلٍ صحيح، فَيُمكِنهُ الخلاص من الدَّينونة.
- بالإضافة إلى ذلك، إنَّ أيَّ اتِّفاقٍ عقلانيّ مع ما قالَه الله عن الدِّماء لَن يكون كافيًا؛ ينبغي عليهم القيام بما قالَه الله وذلك بواسطة الدَّم.
- وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ: لقد كان الله يعتبِر إسرائيل بِكرَهُ، شعبَهُ الـمُفضَّل. إذا رفضت مصر إطلاق سراحِ بكرِ الله، عندها يطلُب الله بكرَ مصر كجزاءٍ ودينونة.
د ) الآيات (١٤-٢٠): اعتبارُ الفصح والفطير فرائصَ أعياد.
١٤وَيَكُونُ لَكُمْ هَذَا ٱلْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً». ١٥سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. ٱلْيَوْمَ ٱلْأَوَّلَ تَعْزِلُونَ ٱلْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيرًا مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ تُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. ١٦وَيَكُونُ لَكُمْ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لَا يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلَّا مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ، فَذَلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ. ١٧وَتَحْفَظُونَ ٱلْفَطِيرَ لِأَنِّي فِي هَذَا ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فَتَحْفَظُونَ هَذَا ٱلْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. ١٨فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْأَوَّلِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، مَسَاءً، تَأْكُلُونَ فَطِيرًا إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ مَسَاءً. ١٩سَبْعَةَ أَيَّامٍ لَا يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِرًا تُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، ٱلْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ ٱلْأَرْضِ. ٢٠لَا تَأْكُلُوا شَيْئًا مُخْتَمِرًا. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا».
- سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا: لقد بدأ الفصحُ في اليوم العاشِر؛ وفي اليوم الرَّابِع عشر، كان الفصحُ يُؤكَل، حيث يُعتبَر اليوم الأوَّل للفطير. ومن ثمَّ، على مدى سبعةِ أيَّامٍ كانوا يأكلون فقط الفطير.
- وَتَحْفَظُونَ ٱلْفَطِيرَ لِأَنِّي فِي هَذَا ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ: بالنِسبةِ إلى الفصح الأوَّل، كان الفطيرُ ضرورةً عمليَّة – لقد تركوا مصرَ في عجَلَةٍ من أمرهم، فلَم يكُن هُناك مُتَّسعٌ من الوقت ليختمِرَ العجين. أمَّا بعدَ مرورِ الفصح الأوَّل، فسيكونُ عيدُ ٱلْفَطِيرِ شهادةً عبر الأجيال، فَتَحْفَظُونَ هَذَا ٱلْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً.
- سَبْعَةَ أَيَّامٍ لَا يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ: كانت الخميرة أيضًا صورةً عن الخطيَّةِ والفساد، ذلك لأنَّ خميرةً صغيرة يُمكِنُها أن تؤثِّرَ في كُتلَة العجين بأكمَلِها، ولأنَّها أيضًا تُؤدِّي إلى ’انتفاخِ‘ العجين – وكأنَّ الخطيَّة والكبرياءَ تُسبِّبُ ’الإنتفاخ.‘
- بشكلٍ أساسيٍّ، لقد دعاهُم الله للسُّلوك ’كَفطيرٍ‘ بعد تحريرهم الأوَّل من مصرَ. رمزيًّا، لقد دُعيَ هؤلاء إلى حياةٍ من الطَّهارة الأخلاقيَّة أمام الرَّبِّ.
- يقترِح البعضُ وجودَ جانبٍ صحِّيٍّ في التَّخلِّي عن الخمير. فَبِما أنَّهم أخذوا قطعةً من العجين من العَيِّنَة السَّابقة ليصنعوا خُبزًا في ذلك اليوم، وقاموا بذلك بشكلٍ مُتكرِّرٍ، فتلك الجراثيم الـمُضرَّة قد تُؤذي العجين كُلَّه – لذلك كان من الأفضلِ إزالَةُ الخمير والبدءِ من جديد على الأقلِّ مرَّةً في السَّنة.
ثانيًا. يقودُ موسى الشَّعبَ في حِفظِ الفصح
أ ) الآيات (٢١-٢٣): يطلُبُ موسى من الشُّيوخ بأن يقوموا بما أمر به الله.
٢١فَدَعَا مُوسَى جَمِيعَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمُ: «ٱسْحَبُوا وَخُذُوا لَكُمْ غَنَمًا بِحَسَبِ عَشَائِرِكُمْ وَٱذْبَحُوا ٱلْفِصْحَ. ٢٢وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَٱغْمِسُوهَا فِي ٱلدَّمِ ٱلَّذِي فِي ٱلطَّسْتِ وَمُسُّوا ٱلْعَتَبَةَ ٱلْعُلْيَا وَٱلْقَائِمَتَيْنِ بِٱلدَّمِ ٱلَّذِي فِي ٱلطَّسْتِ. وَأَنْتُمْ لَا يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ حَتَّى ٱلصَّبَاحِ، ٢٣فَإِنَّ ٱلرَّبَّ يَجْتَازُ لِيَضْرِبَ ٱلْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى ٱلدَّمَ عَلَى ٱلْعَتَبَةِ ٱلْعُلْيَا وَٱلْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ ٱلرَّبُّ عَنِ ٱلْبَابِ وَلَا يَدَعُ ٱلْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَ.
- فَدَعَا مُوسَى جَمِيعَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمُ: كان مُتوقَّعًا من الشُّيوخ بأن يتقدَّموا الطَّريق. لقد أرشدهم موسى في حِفظِ الفصح، عالِمًا بأنَّ باقي الأُمَّةِ ستحذو حذوَهُم.
- وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا: لقد استخدَموا الزُّوفا لِمَسِّ العتبة العُليا والقائمتَين. فَبِحسب الكُتُب، كانت الزُّوفا تُستخدَم لِرَشِّ الدَّمِ من أجل غسل الخطيَّة.
- في لاويِّين ٦:١٤، نُلاحِظ أنَّ مراسيم تطهير الأبرَص كانت تَعتمِد الزُّوفا من أجل رشِّ الدَّم. وفي عدد ٦:١٩، استُخدِمَت الزُّوفا في وسط حريق البقرة من أجلِ تطهير المياه. كذلك الأمرُ في عدد ١٨:١٩ حيث استُخدِمَت الزُّوفا لتطهير المياه.
- داود، وفي مزموره العظيم عن التَّوبة، يقول: “طَهِّرْنِي بِٱلزُّوفَا فَأَطْهُرَ. ٱغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ ٱلثَّلْجِ” (مزمور ٧:٥١). إنَّ الزُّوفا كانت دائمًا مُرتبطةً بالطَّهارة من خلالِ الذَّبيحة.
- كانت الزُّوفا أيضًا مُرتبطةً حتَّى بذبيحة يسوع العظيمة من أجل الخطيَّة. يُشيرُ يوحنَّا ٢٩:١٩ إلى تلك الحادثة عندما قُدِّم ليسوع خلًّا مُرًّا وهو على الصَّليب، حيث وُضِعَت إسفنجةٌ على باقةٍ من الزُّوفا.
- فَحِينَ يَرَى ٱلدَّمَ … يَعْبُرُ ٱلرَّبُّ: كان الرَّبُّ يبحثُ عن الدَّم. فذبيحةُ الدَّمِ هذه كانت الأساس لخلاص النَّاس من الدَّينونة.
- لَم يتمَّ الخلاصُ من ملاك الموت بواسطة الصَّلاة أو الصَّوم أو العمَل الصَّالِح؛ فقد تُمِّمَ بواسطة حياةٍ أُعطِيَت من أجلِ الآخَرين.
ب) الآيات (٢٤-٢٧أ): الفصحُ كفريضةٍ ثابِتة.
٢٤فَتَحْفَظُونَ هَذَا ٱلْأَمْرَ فَرِيضَةً لَكَ وَلِأَوْلَادِكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. ٢٥وَيَكُونُ حِينَ تَدْخُلُونَ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي يُعْطِيكُمُ ٱلرَّبُّ كَمَا تَكَلَّمَ، أَنَّكُمْ تَحْفَظُونَ هَذِهِ ٱلْخِدْمَةَ. ٢٦وَيَكُونُ حِينَ يَقُولُ لَكُمْ أَوْلَادُكُمْ: مَا هَذِهِ ٱلْخِدْمَةُ لَكُمْ؟ ٢٧أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: هِيَ ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ ٱلَّذِي عَبَرَ عَنْ بُيُوتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ لَمَّا ضَرَبَ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَخَلَّصَ بُيُوتَنَا»…
- فَتَحْفَظُونَ هَذَا ٱلْأَمْرَ فَرِيضَةً لَكَ وَلِأَوْلَادِكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ: لَم يكُن خلاصُ الفصح فقط من أجلهم، بل من أجل أولادهم أيضًا، وكُلِّ الأجيال القادِمَة. لقد كان الفصح أعظم عملٍ للفداء يُقامُ على جهَّة العهد القديم للصَّليب.
- لقد قدَّم يسوع الفصحَ الجديد بنفس الأُسلوب، وهو يقول بأنَّ عمَلَهُ على الصَّليب ليس لذلك الجيل فحسب، بل يجب أن يُذكَر ويُطبَّق في كلِّ الأجيال (لوقا ١٤:٢٢-٢٠).
- لَمَّا ضَرَبَ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَخَلَّصَ بُيُوتَنَا: لقد تُمِّمَ عملان في الفصح. أوَّلًا، لقد تمَّت هزيمةُ العدوِّ (ضَرَبَ ٱلْمِصْرِيِّينَ). ثانيًا، لقد حُرِّر شعبُ الله وأُعطوا هويَّةً جديدة مع وعودٍ جديدة وسلوكٍ جديد وحياةٍ جديدةٍ بالكامِل (وَخَلَّصَ بُيُوتَنَا).
ج) الآيات (٢٧ب-٢٨): طاعةُ الشَّعبِ.
٢٧… فَخَرَّ الشَّعْبُ وَسَجَدُوا. ٢٨وَمَضَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَفَعَلُوا كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ. هَكَذَا فَعَلُوا.
- فَخَرَّ ٱلشَّعْبُ وَسَجَدُوا: بحقٍّ، لقد كانت ردَّة فعلِ إسرائيل الفوريَّة لهذا الإعلان (قبل حدوثه بالفعل) العبادَة. فقد أكرموا الله الَّذي قال بأنَّهُ سيقوم بذلك من أجلهم.
- وَمَضَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَفَعَلُوا كَمَا أَمَرَ: كانت هذه أهمُّ كلِماتٍ في السجلِّ بأكملِهِ، وذلك بطرقٍ كثيرة. فبالرغم من عظمة خلاص الله، لَم يكُن مُمكِنًا للنَّاس أن يحصلوا عليهِ لَو أنَّهم فشلوا في القيام بما أمرهم به الله.
- نتعجَّب لَو أنَّ احدًا من الإسرائيليِّين قد وقع تحت دينونةِ الأبكار بسبب أنَّهم لَم يُؤمِنوا ويُطيعوا. ونتعجَّبُ أيضًا لو أنَّ أحدًا من المصريِّين قد جُنِّب هذه الدَّينونة بسبب أنَّهم قد آمنوا وأطاعوا.
ثالثًا. الضَّربة الأخيرة: قَتْلُ أبكارِ مصرَ
أ ) الآيات (٢٩-٣٠): يقتُلُ الله أبكارَ مصر.
٢٩فَحَدَثَ فِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ أَنَّ ٱلرَّبَّ ضَرَبَ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ ٱلْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ إِلَى بِكْرِ ٱلْأَسِيرِ ٱلَّذِي فِي ٱلسِّجْنِ، وَكُلَّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ. ٣٠فَقَامَ فِرْعَوْنُ لَيْلًا هُوَ وَكُلُّ عَبِيدِهِ وَجَمِيعُ ٱلْمِصْرِيِّينَ. وَكَانَ صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي مِصْرَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ مَيْتٌ.
- أَنَّ ٱلرَّبَّ ضَرَبَ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ: يُطلِع الله موسى على حقيقةِ أنَّ فرعون لَن يُطلِقَهُم حتَّى إجباره على ذلك من خلالِ أعمالِ الله العظيمة (خروج ١٩:٣-٢٠)، وبأنَّ هذه الأعمال سوف تطالُ بشكلٍ ما أبكارَ مصر (خروج ٢١:٤-٢٣). والآن بدأت الأحداثُ تتكشَّف تِباعًا، تمامًا كما أشار إليها الله.
- إِلَى بِكْرِ ٱلْأَسِيرِ ٱلَّذِي فِي ٱلسِّجْنِ : ٱلسِّجْنُ هو: “حرفيًّا، ’بيتُ الحفرة.‘ كانت الحُفَر سجونًا شائعة. هُنا نرى أنَّ نقيضَ فرعون ليست ’خادمةُ حجَر الرَّحى‘ (خروج ١١: ١٥)، بل سجينُ حربٍ في بيتِ الحُفرة.” كُول (Cole)
- كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ: كانت هذه الضَّربة مُوجَّهة إلى إلَهَين مصريَّيَن مُهمَّيَن. الأوَّل، أُوزيريس الَّذي كان إلهًا مصريًّا يُعتقَد بأنَّه مُعطي الحياة. والثَّاني، فرعون نفسه الَّذي كان يُعتقَدُ بأنَّه يتمتَّع بالأُلوهة، والَّذي قد تمَّ لَمسُ بيتهِ (مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ ٱلْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ).
- لقد تمَّ اكتشافُ نقشٍ في معبدٍ مُتَّصِلٍ بأبي الهَول العظيم، يُسجِّلُ وعدًا مَهيبًا من الآلهة المصريَّة، يتعهَّدُ فيه بأن يرِثَ تحتمس الرَّابِع (أو تحوتمس الرَّابِع) أبيهِ أمنحتب الثَّاني – وهو الَّذي يعتقدَهُ الكثيرون بأنَّهُ فرعون الخروج. إنَّ هذا الوعد الفريد والأكيد من الآلهة بحدوثِ أمرٍ طبيعيٍّ إلى هذا الحدِّ – بأن يأخذ الإبن البكر مكانة أبيه كفرعون – لَرُبَّما بسبب أنَّ تحتمس الرَّابِع لَم يكُن ابنًا بكرًا لأبيهِ، ذلك لأنَّ البكر قد ضُرِبَ بالموت خلال الفصح الأوَّل. لذلك، فقد اعتقدوا بأنَّ الإبن الثَّاني كان مُحتاجًا لحمايةٍ خاصَّة من الآلهة، والنَّقش قد أكَّد ذلك.
- فَقَامَ فِرْعَوْنُ لَيْلًا هُوَ وَكُلُّ عَبِيدِهِ وَجَمِيعُ ٱلْمِصْرِيِّينَ. وَكَانَ صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي مِصْرَ: في تعامُلِهِ مع فرعون، فقد أنارَ الله عقلَهُ ومن ثمَّ كسرَ إرادتَهُ. لَم تكُن مُشكِلَةُ فرعون في عدم امتلاكِهِ لدليلٍ عقليٍّ غيرُ كافٍ؛ فقد كان ينبغي أن يُكسَرَ قلبهُ ويلين في اتِّجاه الله.
- لَم تُعطِ مصرَ ولا أعطى فرعون الله بكرَهُ – إسرائيل (خروج ٢٢:٤-٢٣)؛ لذلك أخذ الله بكرَ مصر. أخيرًا، لقد أدرك فرعون بأنَّ الرَّبَّ الإله كان أعظَم من كُلِّ الآلهة المصريَّة وأعظَمَ من فرعون نفسِهِ – الَّذي كان يُعتقَدُ بأنَّه إله.
- وَكَانَ صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي مِصْرَ: لقد صرخ إسرائيل إلى الله من أجل خلاصهم (خروج ٢٣:٢)، وصرخوا أيضًا إلى فرعون من أجل الحُرِّيَّة (خروج ١٥:٥). أمَّا الآن، فهُناك سببٌ ما يجعل المصريِّين يبكون.
ب) الآيات (٣١-٣٦): جوابُ فرعون والمصريِّين.
٣١فَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ لَيْلًا وَقَالَ: «قُومُوا ٱخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ شَعْبِي أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعًا، وَٱذْهَبُوا ٱعْبُدُوا ٱلرَّبَّ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ. ٢٣خُذُوا غَنَمَكُمْ أَيْضًا وَبَقَرَكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ وَٱذْهَبُوا. وَبَارِكُونِي أَيْضًا». ٣٣وَأَلَحَّ ٱلْمِصْرِيُّونَ عَلَى ٱلشَّعْبِ لِيُطْلِقُوهُمْ عَاجِلًا مِنَ ٱلْأَرْضِ، لِأَنَّهُمْ قَالُوا: «جَمِيعُنَا أَمْوَاتٌ». ٣٤فَحَمَلَ ٱلشَّعْبُ عَجِينَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَخْتَمِرَ، وَمَعَاجِنُهُمْ مَصْرُورَةٌ فِي ثِيَابِهِمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ. ٣٥وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ ٱلْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا. ٣٦وَأَعْطَى ٱلرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُيُونِ ٱلْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا ٱلْمِصْرِيِّينَ.
- قُومُوا ٱخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ شَعْبِي: لَم يتخلَّ فرعون عن الشَّعب بسهولة؛ فقد أمرهم الآن بالذَّهاب. لقد كان هذا بالضبط ما قالَهُ الرَّبُّ لِمُوسى بأنَّه سوف يحدُث: “ثُمَّ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ضَرْبَةً وَاحِدَةً أَيْضًا أَجْلِبُ عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى مِصْرَ. بَعْدَ ذَلِكَ يُطْلِقُكُمْ مِنْ هُنَا. وَعِنْدَمَا يُطْلِقُكُمْ يَطْرُدُكُمْ طَرْدًا مِنْ هُنَا بِٱلتَّمَامِ” (خروج ١:١١).
- وَبَارِكُونِي أَيْضًا: يُظهِرُ هذا الأمر بأنَّ فرعون قد أدرك الآن مَن هو الرَّبُّ، ذلك الإله الأعظَم من فرعون والَّذي يجب عليه أن يتوسَّل البركة منه. لقد توصَّل فرعون إلى هذه القناعة في المعرفة بعدما انكسَر.
- وَأَلَحَّ ٱلْمِصْرِيُّونَ عَلَى ٱلشَّعْبِ لِيُطْلِقُوهُمْ عَاجِلًا مِنَ ٱلْأَرْضِ … فَسَلَبُوا ٱلْمِصْرِيِّينَ: وافق الشَّعبُ المصريّ أيضًا على ضرورةِ ذهاب إسرائيل، إلى درجةِ أنَّهم عمليًّا قد دفعوا أُجرة ذهابهم. لذلك، ترك بَني إسرائيل على عجَلَة، حتَّى قبل أن يختَمِرَ عجينهم. من أجل هذا السَّببِ بالذَّات، كان عليهم أن يأكلوا الفطيرَ غير مُختمِرٍ كما أمرَهُم الرَّبّ.
- يُمكِنُنا تخيُّل كيف أنَّ البعض من الإسرائيليِّين لَم يتماشى مع إرشادِ الله بالنِّسبة إلى الفطير (خروج ١٥:١٢). ولكن الآن بسبب العجلَة، كان عليهم أن يقوموا بما أمر به الله، ذلك لأنَّ الله رتَّب الظُّروف لهم كيلا يستخدِموا الفطير.
- وبنفس الطَّريقة، يُرتِّبُ الله أحيانًا الظُّروف من أجل جَعلِ الطَّاعة، ببساطة، أمرًا ضروريًّا، حتَّى ولَو لَم نكُن لنختارَ ذلك بشكلٍ طبيعيّ. فمثلًا، يُريد الله من شخصٍ ما بأن يتخلَّى عن أصدقائهِ الَّذين يُؤثِّرون سلبًا في حياتهِ، فتراه يُعاين كيف انَّ هؤلاء الأصدقاء بدأوا بالتَّخلِّي عنه أوَّلًا.
رابعًا. يتركُ إسرائيل مصر
أ ) الآيات (٣٧-٣٩): يتركُ بَني إسرائيل مصر.
٣٧فَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ، نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ ٱلرِّجَالِ عَدَا ٱلْأَوْلَادِ. ٣٨وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضًا مَعَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ، مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدًّا. ٣٩وَخَبَزُوا ٱلْعَجِينَ ٱلَّذِي أَخْرَجُوهُ مِنْ مِصْرَ خُبْزَ مَلَّةٍ فَطِيرًا، إِذْ كَانَ لَمْ يَخْتَمِرْ. لِأَنَّهُمْ طُرِدُوا مِنْ مِصْرَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَتَأَخَّرُوا، فَلَمْ يَصْنَعُوا لِأَنْفُسِهِمْ زَادًا.
- فَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ: هذه هي اللَّحظة التي كانت تتوقَّعُها كُلُّ الأصحاحات السَّابقة في سفر الخروج. أصبح إسرائيلُ حُرًّا الآن، وفرعون وجيشِهِ لَم يقفوا في طريقهم بينما ارتحلوا من عُقرِ دارِهِم في رَعَمْسِيس إِلَى سُكُّوت.
- بما أنَّ سُكُّوت تعني ملاجئ، فقد لا تُمثِّلُ مُخيَّمًا مُؤقَّتًا بدلًا من مدينةٍ مصريَّة موجودة. من السَّهل بمكانٍ ما تخيُّلُ تلك الإحتفالات (والتَّوتُّر) في سُكُّوت في تلك اللَّيلَة.
- نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ ٱلرِّجَالِ عَدَا ٱلْأَوْلَادِ: في اجتماعهم معًا في سُكُّوت، غادر حوالي ٦٠٠،٠٠٠ رَجُل (بالإضافة إلى الأولاد والنِّساء) مصر. فالعدد ٦٠٠،٠٠٠ يصيرُ حوالي مَليونَي شخص تركوا مصرَ باتِّجاهِ أرضِ الموعِد.
- يبحث كُول بضعة أفكارٍ تُقلِّلُ من هذا العدد البالِغ ٦٠٠،٠٠٠ نسَمَة. فهو يقول بأنَّ الأُلوف تُشيرُ إلى العشائر، والمئات إلى العائلات التي تركت مصر. حتَّى ولَو صحَّ هذا الأمرُ، “ففي الوقت الَّذي وصل فيه إسرائيل إلى أرضِ الموعِد، لا شكَّ أنَّهم كانوا كثيري العدد، أو حشدًا كبيرًا (بحسب تعبير الـمُؤرِّخين)، ذلك بناءً على تأثيرهم الأثريّ على الحضارة الكنعانيَّة.” كُول (Cole)
- “إنَّ كُلَّ المحاولاتِ لِشَرح كلِمة elep (’ألف‘) كَـ ’عشيرة‘ أو ’سِبط‘ في هذا السِّياق تفشَل في امتحان التَّناقُض في سياقاتٍ أُخرى.” كايزر (Kaiser)
- وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضًا: لَم يكُن كُلُّ الـ ٦٠٠،٠٠٠ إسرائيليِّين. فالكثير من المصريِّين (ولَرُبَّما غُرباءَ آخرين) ذهبوا معهم بسبب أنَّ إله إسرائيل برهن بأنَّه أقدَر وأقوى من آلهة المصريِّين.
- لَفِيفٌ كَثِيرٌ: “تقول اللُّغَّة العبريَّة الأصليَّة أنَّ كلِمة ’حَشد،‘ الـمُشتقَّة من نفس الجذر الـمُستخدَم في ٢١:٨، يصِف فيها ضربةَ الذُّبَّان.” كُول (Cole)
- إِذْ كَانَ لَمْ يَخْتَمِرْ. لِأَنَّهُمْ طُرِدُوا مِنْ مِصْرَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَتَأَخَّرُوا: مرَّةً أُخرى، جعل الله الطَّاعة أمرًا ضروريًّا في حالَة الفطير.
ب) الآيات (٤٠-٤٢): الفصح كفريضةٍ مَهيبَة
٤٠وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً. ٤١وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ، أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ ٱلرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. ٤٢هِيَ لَيْلَةٌ تُحْفَظُ لِلرَّبِّ لِإِخْرَاجِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. هَذِهِ ٱللَّيْلَةُ هِيَ لِلرَّبِّ. تُحْفَظُ مِنْ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَجْيَالِهِمْ.
- وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ: على ما يبدو، لقد بدأ الخروج من مصرَ في نفس اليوم التَّقويميّ من ذكرى الـ ٤٣٠ سنةٍ من الوقت في مصر. إنَّه لَدَليلٌ هامٌّ بأن يُتمِّم الله الوعود في الذِّكريات السنويَّة لأحداث سابقة تُنُبِّئَ عنها.
- هِيَ لَيْلَةٌ تُحْفَظُ لِلرَّبِّ لِإِخْرَاجِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ: لقد أراد الله لهذه الحادثة بأن تكون تذكارًا لعمل فدائه لإسرائيل. وفي هذا المعنى، فالخلاص من مصرَ كان شبيهَ حدَث الصَّليبِ في العهد القديم.
- خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ: إنَّ العبارة خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مُكرَّرة ٥٦ مرَّةً في الكتاب المقدَّس بعد هذه النُقطة. لقد أراد الله من شعبه أن يتذكَّر فداءَهُ لإسرائيل من مصر.
ج) الآيات (٤٣-٤٩): فرائصُ الفصح
٤٣وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «هَذِهِ فَرِيضَةُ ٱلْفِصْحِ: كُلُّ ٱبْنِ غَرِيبٍ لَا يَأْكُلُ مِنْهُ. ٤٤وَلَكِنْ كُلُّ عَبْدِ رَجُلٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهُ. ٤٥ٱلنَّزِيلُ وَٱلْأَجِيرُ لَا يَأْكُلَانِ مِنْهُ. ٤٦فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ. لَا تُخْرِجْ مِنَ ٱللَّحْمِ مِنَ ٱلْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ، وَعَظْمًا لَا تَكْسِرُوا مِنْهُ. ٤٧كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ. ٤٨وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ نَزِيلٌ وَصَنَعَ فِصْحًا لِلرَّبِّ، فَلْيُخْتَنْ مِنْهُ كُلُّ ذَكَرٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ لِيَصْنَعَهُ، فَيَكُونُ كَمَوْلُودِ ٱلْأَرْضِ. وَأَمَّا كُلُّ أَغْلَفَ فَلَا يَأْكُلُ مِنْهُ. ٤٩تَكُونُ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ لِمَوْلُودِ ٱلْأَرْضِ وَلِلنَّزِيلِ ٱلنَّازِلِ بَيْنَكُمْ».
- كُلُّ ٱبْنِ غَرِيبٍ لَا يَأْكُلُ مِنْهُ: لِلـمُشاركَة في الفصح، يجب على الغريب بأن يصير جزءًا من شعبِ إسرائيل. فَقَبُول عهدِ الختان ومُمارسَة الفصح كانا جزءًا من نفس رُزمَة الإجراءات.
- فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ: لقد تمَّ إحياءُ ذكرى الفصحِ على مُستوى العائلة. فكُلُّ عائلةٍ احتفلَت به.
- وَعَظْمًا لَا تَكْسِرُوا مِنْهُ: لا يجب كَسرُ عَظمِ حمَلِ الفصح. يُشيرُ هذا إلى يسوع، فِصحَنا الختاميّ، الَّذي لَم يُكسَر أيُّ عَظمٍ منه على الصَّليب (مزمور ١٧:٢٢ ويوحنَّا ٣١:١٩-٣٦).
- كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ: كان ينبغي على كُلِّ الَّذين كانوا جزءًا من إسرائيل بأن يتذكَّروا فداءَ الفصح. لا يُمكِنُك أن تكون جزءًا من شعبِ الله ولا تُشارِك في الفصح.
- بهذا السِّياق، إنَّ الفصح يعني كُلَّ ما سبَق، بالإضافة إلى المثير بالنِّسبة إلى المسيحيِّين: “إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ ٱلْخَمِيرَةَ ٱلْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لِأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا ٱلْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لِأَجْلِنَا .إِذًا لِنُعَيِّدْ، لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ، وَلَا بِخَمِيرَةِ ٱلشَّرِّ وَٱلْخُبْثِ، بَلْ بِفَطِيرِ ٱلْإِخْلَاصِ وَٱلْحَقِّ” (١ كورنثوس ٧:٥-٨).
د ) الآيات (٥٠-٥١): الخروج من مصر: بداية الخروج.
٥٠فَفَعَلَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ. هَكَذَا فَعَلُوا. ٥١وَكَانَ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ ٱلرَّبَّ أَخْرَجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِحَسَبِ أَجْنَادِهِمْ.
- فَفَعَلَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ: حافظ إسرائيل على وصايا الله التي أوصَلَها موسى. إنَّ إيمانهم وطاعتهم قد خلَّصا أبكارَهُم وسلبا المصريِّين وأطلقاهُم في الحُرِّيَّة من مصر.
- أَنَّ ٱلرَّبَّ أَخْرَجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ: عندما خرجَ إسرائيل من أرض مصرَ، كان أُمَّةً وُلِدَت في يومٍ واحِدٍ. بدت الـ ٤٣٠ سنة وكأنَّها مرحَلَةُ حَمْلٍ لِيَنموَ الطِّفلُ رويدًا رويدًا. لقد كانت الضَّرباتُ بمثابةِ أوجاعٍ في المخاضِ ما قبل الولادة، والآن، قد وُلِدَت أُمَّةٌ جديدة.