خروج ٢٧
دارُ خَيمةِ الإجتماع
أولًا. مذبَح الـمُحرَقَة.
أ ) الآيات (١-٢): الشَّكل الأساسيّ لِـمُذبَحِ النُّحاس.
١ «وَتَصْنَعُ ٱلْمَذْبَحَ مِنْ خَشَبِ ٱلسَّنْطِ، طُولُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ. مُرَبَّعًا يَكُونُ ٱلْمَذْبَحُ. وَٱرْتِفَاعُهُ ثَلَاثُ أَذْرُعٍ. ٢ وَتَصْنَعُ قُرُونَهُ عَلَى زَوَايَاهُ ٱلْأَرْبَعِ. مِنْهُ تَكُونُ قُرُونُهُ، وَتُغَشِّيهِ بِنُحَاسٍ.
١. وَتَصْنَعُ ٱلْمَذْبَحَ: كانت الفكرة وراء الكلِمة العبريَّة لِـ ٱلْمَذْبَح بشكلٍ أساسيّ، ’مكان القَتل.‘ لقد كان مكانًا للقَتلِ والتَّضحية، حيث كفَّارة الخطيَّة والتَّقديس لله قد لُوحِظا.
“لقد كان هذا مذبحَ الذَّبيحة الوحيد في المسكَن الإسرائيليّ في تلك الأيَّام الأُولَى: فقد كان الدَّمُ يُلطَّخُ على ’قرونهِ‘ خلال كفَّارةٍ احتفاليَّة، وتُوضَعُ عليهِ ’الذَّبيحة‘ أو ’تقدماتُ وَقِيدٍ كاملة.‘ وتُصَبُّ الإراقة على جانبه، والدَّمُ يُسكَبُ فوقها.” كُول (Cole)
في العهد الجديد، لدينا نحن أيضًا مذبحًا: لَنَا «مَذْبَحٌ» لَا سُلْطَانَ لِلَّذِينَ يَخْدِمُونَ ٱلْمَسْكَنَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ (عبرانيِّين ١٠:١٣). إنَّ مذبحَنا – ’مكانُ القَتلِ‘ الَّذي لنا – لَهُوَ الصَّليب، حيث مات يسوع من أجل خطايانا ونحن نتبع ذاك بأن نموتَ عن أنفسنا ونعيشَ لِيَسوع.
نحن نضعُ حياتنا على نفس المذبَح: مَعَ ٱلْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لَا أَنَا، بَلِ ٱلْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ ٱلْآنَ فِي ٱلْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي ٱلْإِيمَانِ، إِيمَانِ ٱبْنِ ٱللهِ، ٱلَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِي. وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلَّا بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ ٱلْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ (غلاطية ٢٠:٢ و١٤:٦).
٢. وَتَصْنَعُ ٱلْمَذْبَحَ مِنْ خَشَبِ ٱلسَّنْطِ … وَتُغَشِّيهِ بِنُحَاسٍ: لقد كان شكلُ المذبَحِ شبيهًا بصندوقٍ، وبسببِ تغشيَتِهِ بالنُّحاس، يُمكِنُهُ احتمال حرارةٍ عالية. كان المذبَح بقياس ٧ أقدام و ٦ إنشات (٢.٥ م) طولًا وعرضًا، و ٤ أقدام و ٦ إنشات (١.٥ م) ارتفاعًا.
لسنواتٍ، كانت جوانب هذا المذبَح من البرونز أو النُّحاس النَّاعِم الـمَلمَس واللَّامِع. لكنَّ سفر العدد ١٦، يصِفُ ثورة قُورَح الَّذي تحدَّى قيادة موسى: فَٱجْتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالُوا لَهُمَا: كَفَاكُمَا! إِنَّ كُلَّ ٱلْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا مُقَدَّسَةٌ وَفِي وَسَطِهَا ٱلرَّبُّ. فَمَا بَالُكُمَا تَرْتَفِعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ ٱلرَّبِّ؟ (عدد ٣:١٦). وفي تأكيد قيادة موسى، دانَ الله قُورَح وجماعتهُ، فتسبَّبَ بشقِّ الأرض وابتلاعهم أحياء. ومن ثمَّ، أمرَ الرَّبُّ الكهنة بأن يأخذوا مجامِرَ بخُّور مذبَح النُّحاس الَّذي احتفظ به قُورَح وجماعته، ويطرقونها ويُغطُّون المذبَح بغشائها لِكي يكون ذلك تَذْكَارًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (عدد ٤٠:١٦).
منذ ذلك الوقت، كُلَّما جاء أحدُهُم إلى مذبَح التَّقدِمة، فقد كان يُلاحِظ البرونز المطروق الخشِن – فيتذكَّرون ثورة قُورَح ودينونة الله عليه وعلى جماعته.
٣. وَتَصْنَعُ قُرُونَهُ عَلَى زَوَايَاهُ ٱلْأَرْبَعِ: كان يتوجَّبُ وجودَ قُرونٍ على المذبَح، ذلك من أجل أن ’يمتدَّ‘ المذبَح في جميع الإتِّجاهات. كانت القُرون أيضًا تُعتقَد بأنَّها مظهرًا من مظاهِر القوَّة والشِّدَّة. ففي الذَّبيحة، كان الدَّمُ الكفَّاريّ يُمسَحُ على كُلِّ قرنٍ.
كانت القرون تُستخدَمُ أيضًا في ربط الذَّبيحة، “… أَوْثِقُوا ٱلذَّبِيحَةَ بِرُبُطٍ إِلَى قُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ (مزمور ٢٧:١١٨). وأيضًا في الإشارةِ إلى رمزيَّة قوَّة كهنوت المسيح (حبقوق ٤:٣).” ترَاب (Trapp)
ب) الآيات (٣-٨): مُستلزمات المذبَح.
٣ وَتَصْنَعُ قُدُورَهُ لِرَفْعِ رَمَادِهِ، وَرُفُوشَهُ وَمَرَاكِنَهُ وَمَنَاشِلَهُ وَمَجَامِرَهُ. جَمِيعَ آنِيَتِهِ تَصْنَعُهَا مِنْ نُحَاسٍ .٤ وَتَصْنَعُ لَهُ شُبَّاكَةً صَنْعَةَ ٱلشَّبَكَةِ مِنْ نُحَاسٍ، وَتَصْنَعُ عَلَى ٱلشَّبَكَةِ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ نُحَاسٍ عَلَى أَرْبَعَةِ أَطْرَافِهِ .٥ وَتَجْعَلُهَا تَحْتَ حَاجِبِ ٱلْمَذْبَحِ مِنْ أَسْفَلُ، وَتَكُونُ ٱلشَّبَكَةُ إِلَى نِصْفِ ٱلْمَذْبَحِ .٦ وَتَصْنَعُ عَصَوَيْنِ لِلْمَذْبَحِ، عَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ ٱلسَّنْطِ وَتُغَشِّيهِمَا بِنُحَاسٍ .٧ وَتُدْخَلُ عَصَوَاهُ فِي ٱلْحَلَقَاتِ، فَتَكُونُ ٱلْعَصَوَانِ عَلَى جَانِبَيِ ٱلْمَذْبَحِ حِينَمَا يُحْمَلُ .٨ مُجَوَّفًا تَصْنَعُهُ مِنْ أَلْوَاحٍ، كَمَا أُظْهِرَ لَكَ فِي ٱلْجَبَلِ هَكَذَا يَصْنَعُونَهُ.
١. وَتَصْنَعُ قُدُورَهُ لِرَفْعِ رَمَادِهِ، وَرُفُوشَهُ وَمَرَاكِنَهُ وَمَنَاشِلَهُ وَمَجَامِرَهُ: لقد كانت هذه الأواني أو الأوعية تُستخدَم في التَّحضير للتِّقدمات وللإهتمام بالمذبَح. كلٌّ منها قد صُنِع من أجل المسكَن (خيمة الإجتماع) من النُّحاس، وَوُضِعت جانبًا من أجل استخدامها في عمل المسكَن.
قُدُورَهُ: “لِحَملِ الرَّماد الغارِق بالدُّهون والشُّحوم عندما يُزَال من الـمَوقِد بواسطة الرُّفُوش.” كايزر (Kaiser)
مَرَاكِنَهُ: “لالتقاط دَمِ الحيوان المذبوح على جانب المذبَح، لكي يُرشَّ على أرضيَّة المذبَح.” كايزر (Kaiser)
مَنَاشِلَهُ: “كانت المناشل ذات التَّشعُّبات الثَّلاث لتحضير الذَّبيحة أو لاستخراج حصَّة الكاهِن (١ صموئيل ١٣:٢).” كايزر (Kaiser)
مَجَامِرَهُ: “لِحَملِ النَّار من مذبَح البخُّور داخل القدس (لاويِّين ١:١٠، ١٢:١٦؛ ١ ملوك ٥٠:٧).” كايزر (Kaiser)
٢. وَتَصْنَعُ لَهُ شُبَّاكَةً صَنْعَةَ ٱلشَّبَكَةِ مِنْ نُحَاسٍ: لقد أمَّنت الشُبَّاكَة الأرضيَّة للمذبَح فتحةً من أجل أن يقع الرَّماد وبقايا الوقيد على ٱلشَّبَكَةِ مِنْ نُحَاس. وكان على الشَّبكة أيضًا أربعُ حلقاتٍ بالإضافة إلى أطرافٍ كان المذبَح يُحمَلُ بواسطتها.
ثانيًا. الدَّار الخارجيَّة والبوَّابة.
أ ) الآيات (٩-١٥): أستارٌ لِدارِ المسكَن.
٩ «وَتَصْنَعُ دَارَ ٱلْمَسْكَنِ. إِلَى جِهَةِ ٱلْجَنُوبِ نَحْوَ ٱلتَّيْمَنِ لِلدَّارِ أَسْتَارٌ مِنْ بُوصٍ مَبْرُومٍ مِئَةُ ذِرَاعٍ طُولًا إِلَى ٱلْجِهَةِ ٱلْوَاحِدَةِ .١٠ وَأَعْمِدَتُهَا عِشْرُونَ، وَقَوَاعِدُهَا عِشْرُونَ مِنْ نُحَاسٍ. رُزَزُ ٱلْأَعْمِدَةِ وَقُضْبَانُهَا مِنْ فِضَّةٍ .١١ وَكَذَلِكَ إِلَى جِهَةِ ٱلشِّمَالِ فِي ٱلطُّولِ أَسْتَارٌ مِئَةُ ذِرَاعٍ طُولًا. وَأَعْمِدَتُهَا عِشْرُونَ، وَقَوَاعِدُهَا عِشْرُونَ مِنْ نُحَاسٍ. رُزَزُ ٱلْأَعْمِدَةِ وَقُضْبَانُهَا مِنْ فِضَّةٍ .١٢ وَفِي عَرْضِ ٱلدَّارِ إِلَى جِهَةِ ٱلْغَرْبِ أَسْتَارٌ خَمْسُونَ ذِرَاعًا. أَعْمِدَتُهَا عَشْرَةٌ، وَقَوَاعِدُهَا عَشْرٌ. ١٣ وَعَرْضُ ٱلدَّارِ إِلَى جِهَةِ ٱلشَّرْقِ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ خَمْسُونَ ذِرَاعًا .١٤ وَخَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا مِنَ ٱلْأَسْتَارِ لِلْجَانِبِ ٱلْوَاحِدِ. أَعْمِدَتُهَا ثَلَاثَةٌ وَقَوَاعِدُهَا ثَلَاثٌ. ١٥ وَلِلْجَانِبِ ٱلثَّانِي خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا مِنَ ٱلْأَسْتَارِ. أَعْمِدَتُهَا ثَلَاثَةٌ وَقَوَاعِدُهَا ثَلَاثٌ.
١. وَتَصْنَعُ دَارَ ٱلْمَسْكَنِ: تميَّز دارُ المسكَن بأستارٍ من بوصٍ مَبروم، بيضاءَ اللَّون. لقد أمَّنت مساحةً بحوالي ١٥٠ قدَمًا (٥٠ م) بالطُّول و٧٥ قدَمًا (٢٥ م) بالعرض.
“بما أنَّ الخيمةَ نفسَها قد أخذت حيِّزًا لا يتعدَّى ١/١٥ ]٧ ٪[ من مساحة الدَّار، فلقد كانت هُناك مساحةٌ وافرة.” كُول (Cole)
“كانت أهدافُهُ رُباعيَّة الطَّابَع: (١) لقد كان فاصلًا، لِمَنعِ الإقتراب غير الـمَشروع؛ (٢) لقد كان للحماية، مانِعًا دخولَ الحيوانات البرِّيَّة؛ (٣) لقد كان حدًّا فاصِلًا إيجابيًّا بين العالَم وحضورِ الله الـمُقدَّس؛ و (٤) من خلالِ بوَّابتهِ الوحيدة، فقد كان طريقًا للإقترابِ إلى الله.” كايزر (Kaiser)
٢. وَأَعْمِدَتُهَا عِشْرُونَ، وَقَوَاعِدُهَا عِشْرُونَ مِنْ نُحَاسٍ: كان السِّياجُ القماشيّ القصير الـمُحيط بالدَّار مُثبَّتًا بنظامٍ من الأعمدة النُّحاسيَّة، عشرون منها على الجانب الطَّويل وعشرةٌ على الجانب الأقصَر من الدَّار ذي الشَّكل الـمُستطيل، بالإضافةِ إلى ثلاثة أعمِدَة على جانب مدخَل خيمة الإجتماع.
يقول لنا في سفر الخروج ١٨:٢٧، بأنَّ الأعمدة كانت بارتفاع ٧،٥ أقدام (٢،٥ م). لكلِّ منها أساسٌ برونزيّ مع قطعةٍ فضِّيَّة فوقَه، وعِقافٌ فضِّي من أجلِ تعليق القماش علَيه.
ب) الآية (١٦): بوَّابةُ دارِ المسكَن.
١٦ وَلِبَابِ ٱلدَّارِ سَجْفٌ عِشْرُونَ ذِرَاعًا مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ صَنْعَةَ ٱلطَّرَّازِ. أَعْمِدَتُهُ أَرْبَعَةٌ، وَقَوَاعِدُهَا أَرْبَعٌ.
١. وَلِبَابِ ٱلدَّارِ: كانت البوَّابة إلى الجِهَّة الشَّرقيَّة، بنفس اتِّجاه بوَّابة خيمة الإجتماع. كانت مُخاطَة من أربعة ألوانٍ استُخدِمَت في خياطة الخيمة: أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ صَنْعَةَ ٱلطَّرَّازِ.
٢. سَجْفٌ عِشْرُونَ ذِرَاعًا: بالرغم من وجودِ بوَّابةٍ واحِدَة مُؤدِّية إلى الدَّار، فقد كانت كبيرة – ٣٠ قدَمًا (١٠ م) بالعرض. لقد كانت هذه الـمَدخَل الوحيد إلى خيمة الإجتماع.
ج) الآيات (١٧-١٩): تفاصيلٌ أُخرى مُتعلِّقة بالدَّار.
١٧ لِكُلِّ أَعْمِدَةِ ٱلدَّارِ حَوَالَيْهَا قُضْبَانٌ مِنْ فِضَّةٍ. رُزَزُهَا مِنْ فِضَّةٍ، وَقَوَاعِدُهَا مِنْ نُحَاسٍ .١٨ طُولُ ٱلدَّارِ مِئَةُ ذِرَاعٍ، وَعَرْضُهَا خَمْسُونَ فَخَمْسُونَ، وَٱرْتِفَاعُهَا خَمْسُ أَذْرُعٍ مِنْ بُوصٍ مَبْرُومٍ، وَقَوَاعِدُهَا مِنْ نُحَاسٍ .١٩ جَمِيعُ أَوَانِي ٱلْمَسْكَنِ فِي كُلِّ خِدْمَتِهِ وَجَمِيعُ أَوْتَادِهِ وَجَمِيعُ أَوْتَادِ ٱلدَّارِ مِنْ نُحَاسٍ.
١. لِكُلِّ أَعْمِدَةِ ٱلدَّارِ حَوَالَيْهَا قُضْبَانٌ مِنْ فِضَّةٍ: لقد كان لِكُلِّ عامود رُزَزٌ من فضَّة، الأمر الَّذي يجعلها لامعة وظاهِرة من بعيد في الصَّحراء الـمُضيئة. وكان لكلِّ عامودٍ أيضًا قَوَاعِدُ مِنْ نُحَاسٍ، أو قواعِدُ من برونز. إنَّ التَّعرُّض والتَّكرير بواسطة النَّار يُؤدِّي إلى صُنعِ البرونز.
كانت الفضَّة (معدِنًا يرمزُ إلى الفداء) أساسًا لِخيمة الإجتماع. وقد كان هذا المعدن أيضًا فوق الأعمِدة – في الأجزاء الأكثر رؤيةً – الـمُحيطة بالدَّار الخارجيَّة. لكنَّ سياجَ الدَّار كان مُعلَّقًا على أساسٍ من البرونز الـمُكرَّر، وهو معدنٌ يرتبطُ بالدَّينونة بسبب مَصُوغهِ وتعرُّضهِ للنَّار. يُمكِنُنا القَول، بأنَّ دار خيمة الإجتماع كان مُؤسَّسًا على تلك الدَّينونة التي أخذها يسوع بدلًا عنَّا.
٢. وَجَمِيعُ أَوْتَادِ ٱلدَّارِ: لقد ساهمت هذه في تثبيت لَوحات الخيمة وأبوابها، وقد كانت مصنوعة من النُّحاس.
٣. لِكُلِّ أَعْمِدَةِ ٱلدَّارِ حَوَالَيْهَا: لقد كان دارُ خيمة الإجتماع موضوعًا مُهمًّا في مُجمَل العهد القديم. لقد كان هذا بسببِ أنَّ الهيكل نفسَه كان مُتعذِّرًا بلوغُهُ باستثناء بعض الكهنة. فكلُّ الآخَرين في إسرائيل التقَوا بالله في الدَّار الخارجيَّة. يُمكِنُنا القَول، من خلال العمل التَّطبيقيّ، بأنَّ الله يدعونا أيضًا لكي نأتي إلى ديارهِ ونسبِّحَهُ.
طُوبَى لِلَّذِي تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ لِيَسْكُنَ فِي دِيَارِكَ. لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ، قُدْسِ هَيْكَلِكَ (مزمور ٤:٦٥).
تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ ٱلرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِٱلْإِلَهِ ٱلْحَيِّ (مزمور ٢:٨٤).
لِأَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. ٱخْتَرْتُ ٱلْوُقُوفَ عَلَى ٱلْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى ٱلسَّكَنِ فِي خِيَامِ ٱلْأَشْرَارِ (مزمور ١٠:٨٤).
مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ، فِي دِيَارِ إِلَهِنَا يُزْهِرُونَ (مزمور ١٣:٩٢).
قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدَ ٱسْمِهِ. هَاتُوا تَقْدِمَةً وَٱدْخُلُوا دِيَارَهُ (مزمور ٨:٩٦).
ٱدْخُلُوا أَبْوَابَهُ بِحَمْدٍ، دِيَارَهُ بِٱلتَّسْبِيحِ. ٱحْمَدُوهُ، بَارِكُوا ٱسْمَهُ (مزمور ٤:١٠٠).
فَلَكَ أَذْبَحُ ذَبِيحَةَ حَمْدٍ، وَبِٱسْمِ ٱلرَّبِّ أَدْعُو .أُوفِي نُذُورِي لِلرَّبِّ مُقَابِلَ شَعْبِهِ، فِي دِيَارِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، فِي وَسَطِكِ يَا أُورُشَلِيمُ. (مز ١٧:١١٦-١٩).
هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا ٱسْمَ ٱلرَّبِّ. سَبِّحُوا يَا عَبِيدَ ٱلرَّبِّ، ٢ ٱلْوَاقِفِينَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ، فِي دِيَارِ بَيْتِ إِلَهِنَا (مزمور ١:١٣٥-٢).
ü بحسبِ العهد الجديد، نحن نُقدِّر هذ الشَّوق إلى ديار بيتِ الله، لكنَّنا لا نشعرُ بأنَّنا سنتوقَّفُ هُناك. فَبِسببِ ذبيحة يسوع الكاملة وعمَلِه الـمُنجَز من أجلنا، يُمكِنُنا أن نأتي – ليس فقط إلى الدِّيار، بل أيضًا إلى محضر الله القدُّوس. نحن نشكر الله من أجل هذا الحقِّ لكي نأتي إلى ديارهِ، لكن لا يجب أن نتوقَّف هُناك.
٤. لِكُلِّ أَعْمِدَةِ ٱلدَّارِ حَوَالَيْهَا: بالــمُختصَر، في مجيئنا إلى المسكَن، أي إلى خيمة الإجتماع، لقد رأينا سياجًا من قماش بوصٍ أبيضَ اللَّونِ، معَ بِقَحٍ لامعة من الفضَّة ماسكةً السِّياج، مُحاطًا بالآلاف من الخِيَم السَّوداء، مع عمودِ السَّحاب واقِفًا فوق خيمةٍ مُتواضِعة في وسط دارٍ مُغطًى بجلودٍ مُحمَّرة.
لقد كان المسكَن بِرُمَّتهِ خيمةً – هيكلًا مُتحرِّكًا. لقد أراد الله من إسرائيل بأن يعرِفَ بأنَّهُ كان معهم أينما حلُّوا. فلَم تكُن القضيَّة بأن ’نأتي نحن إليه،‘ بل كانت الفكرة: ’لقد أتيتُ أنا إليكم.‘
“لقد كان مُقدَّرٌ للعبرانيِّين بأن يشعروا بأنَّ إلَهَ آبائهم كان رفيقًا في التَّرحالِ، فكان يحلُّ أينما حلُّوا. وبأنَّ أعداءهم ومصاعبهم ورحلاتهم الطَّويلة كانت له.” ماير (Meyer)
د ) الآيات (٢٠-٢١): زيتُ المنارة.
٢٠ «وَأَنْتَ تَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيْكَ زَيْتَ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ نَقِيًّا لِلضَّوْءِ لِإِصْعَادِ ٱلسُّرُجِ دَائِمًا .٢١ فِي خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ، خَارِجَ ٱلْحِجَابِ ٱلَّذِي أَمَامَ ٱلشَّهَادَةِ، يُرَتِّبُهَا هَارُونُ وَبَنُوهُ مِنَ ٱلْمَسَاءِ إِلَى ٱلصَّبَاحِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِهِمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
١. أَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيْكَ زَيْتَ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ نَقِيًّا لِلضَّوْءِ: لقد كان زيتُ السُّرجِ على المنارة – مصدرَ الضَّوءِ الوحيد في خيمة الإجتماع – مأخوذًا من زَيْتِ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ، وليس من زيتونٍ مَضروب.
“زَيْتُ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ، هكذا تقول المشناهُ لنا، يُشيرُ إلى طريقة إنتاج أجودِ أنواع الزُّيوت.” كُول (Cole)
يستخدِم الله عُصارَة العمل في حياة شعبهِ. فنحنُ، كَبولُس، مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لَكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لَكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ (٢ كورنثوس ٨:٤) – ويستخدِم الله أوقاتنا هذه في الضُّغوطات لِمَجدهِ.
“لقد كان التَّقي روبيرت موراى متشين يقول، عندما كان يحثُّ إخوتهُ الخُدَّام في التَّحضير الجاد للصُعودِ إلى المِنبَر: ’زيتٌ مرضوضٌ من أجل المقدِس.‘ لقد حاولَ جاهِدًا ألَّا يُقدِّمُ لشَعبهِ الحقَّ الَّذي لَم يُمحَّص ويُرَضرَض بالتَّضرُّع الـمُلتزِم والدَّقيق.” ماير (Meyer)
“يُعتبَر الزَّيت بشكلٍ مُوَحَّد رمزًا لِروحِ الله القدُّوس. هُنا، بعد ذلك، تكمنُ القيمة الحقيقيَّة ومعنى هذا الزَّيت الـمُقدَّس. فحامِلُو النُّور الـمُختارون في هذا العالَم يُمكِنهم فقط تتميم واجباتهم بواسطة الرُّوح القدس.” مورجان (Morgan)
٢. يُرَتِّبُهَا هَارُونُ وَبَنُوهُ مِنَ ٱلْمَسَاءِ إِلَى ٱلصَّبَاحِ: كان على الكهَنَة ترتيبُ الأنوار، للتَّأكُّدِ من أنَّ المنارة تحتوي على زيتٍ للإحتراق وبأنَّ الفتائل مُشذَّبة، لكي لا تنطفئ أنوار السُّرجِ أبدًا – خصوصًا خلال اللَّيل.
لَم يُرِد الله بتاتًا بأن تخسر السُّرجُ أنوارها. فقط من خلالِ الزَّاد الـمُستمرِّ للزَّيت وتشذيب الفتائل، يُمكِن الحفاظ على الإشتعال. يُمكِنُنا فقط أن نستمرَّ بنارٍ مُشتعِلَة من أجل الله إذا كُنَّا دائمًا مَدعومين بزيت الرُّوح القدس، ونحن ’نُشذَّبُ‘ من الله لكي نحمِلَ نورًا إضافيًّا.
في الأيَّام الـمُظلِمَة، هُناك أكثرُ من سببٍ يدعونا لأن نمتلئَ من الرُّوح القدس و ’تُشذَّبُ فتائِلُنا‘ من أجل الرَّبِّ. لِأَنَّ ٱللهَ ٱلَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ ٱلَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ (٢ كورنثوس ٦:٤). لِأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا ٱلْآنَ فَنُورٌ فِي ٱلرَّبِّ. ٱسْلُكُوا كَأَوْلَادِ نُورٍ (أفسس ٨:٥).