سفر ملوك الثاني – الإصحاح ١١
الملك الصغير يوآش
أولًا. حِفظ يوآش
أ ) الآيات (١-٣): الملكة الأم تحكم يهوذا
١فَلَمَّا رَأَتْ عَثَلْيَا أُمُّ أَخَزْيَا، أَنَّ ابْنَهَا قَدْ مَاتَ، قَامَتْ فَأَبَادَتْ جَمِيعَ النَّسْلِ الْمَلِكِيِّ. ٢فَأَخَذَتْ يَهُوشَبَعُ بِنْتُ الْمَلِكِ يُورَامَ، أُخْتُ أَخَزْيَا، يُوآشَ بْنَ أَخَزْيَا وَسَرِقَتْهُ مِنْ وَسَطِ بَنِي الْمَلِكِ الَّذِينَ قُتِلُوا، هُوَ وَمُرْضِعَتَهُ مِنْ مُخْدَعِ السَّرِيرِ، وَخَبَّأُوهُ مِنْ وَجْهِ عَثَلْيَا فَلَمْ يُقْتَلْ. ٣وَكَانَ مَعَهَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ مُخْتَبِئًا سِتَّ سِنِينَ. وَعَثَلْيَا مَالِكَةٌ عَلَى الأَرْضِ.
١. فَلَمَّا رَأَتْ عَثَلْيَا أُمُّ أَخَزْيَا، أَنَّ ٱبْنَهَا قَدْ مَاتَ: قُتل أخزيا على يد ياهو، كما هو مذكور في ٢ ملوك ٩: ٢٧-٢٩. فاستغلت عثليا موت ابنها لتأخذ السلطة لنفسها، وحكمت البلاد ست سنوات.
• نحن نتذكر أن عثليا كانت ابنة أخآب وإيزابل، وأُعطيت زوجة ليهورام، ملك يهوذا. وقد مارست تأثيرها السيئ في زوجها الملك، وفي ابنها، ملك يهوذا أيضًا.
٢. قَامَتْ فَأَبَادَتْ جَمِيعَ ٱلنَّسْلِ ٱلْمَلِكِيِّ: كانت عثليا من عائلة أخآب، وكان ياهو قد قضى على نسل أخآب في إسرائيل قضاء تامًّا. والآن، وبعد عملية الانقلاب التي قام بها ياهو، حاولت عثليا أن تنقذ شيئًا لعائلة أخآب بمحاولة القضاء على بيت داود في يهوذا.
• “ما أفظع شهوة الحكم! فهي تقضي على نزعة الخير في الحياة، وتحوّل الآباء، والأمهات، والإخوة، والأبناء إلى متوحشين شرسين للغاية!” كلارك (Clarke)
• كان يهوشافاط، ملك يهوذا، قد زوّج ابنه من ابنة أخآب وإيزابل قبل ست سنوات على أمل أن يعقد حِلفًا مع حكام إسرائيل الأشرار. “فكانت هذه ثمرة تزويج يهوشافاط لابنه من بيت أخآب الوثني الشرير، وهي استئصال كل ذريته باستثناء واحد.” بوله (Poole)
• “لا توجد شخصية في التاريخ، سواء أكانت دينية أم علمانية، تبرُز أكثر سوادًا من زوجة ابن يهوشافاط التقي.” ناب (Knapp)
٣. يَهُوشَبَعُ: كان لهذه المرأة التي لا نعرف عنها الكثير دور مهم في خطة الله للعصور. فمن خلال شجاعتها وإبداعها، حافظت على سلالة داود الملكية التي سيأتي من خلالها المسيّا. ولا بد أن يبدأ أشخاص أشرار، مثل عثليا، عملهم. لكن الله يستطيع دائمًا أن يقيم شخصًا مثل يَهُوشَبَعُ.
• “هكذا ينهار الشر دائمًا. إنه ذكي، وهو يحسب حساب المتغيرات. ويبدو أنه لا يترك مكانًا من دون حراسة. لكنه يفشل في نقطة ما في التستر على آثاره، أو في تأمين انتصاره.” مورجان (Morgan)
• تخبرنا ٢ أخبار الأيام ٢٢: ١١ أن يهوشبع كانت زوجة يهوياداع، رئيس الكهنة. “لكن من غير المحتمل أنها كانت ابنة عثليا. لكن كانت أخت أخزيا ربما من أم مختلفة.” كلارك (Clarke)
٤. وَكَانَ مَعَهَا فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ مُخْتَبِئًا سِتَّ سِنِين: رغم أن أخزيا كان ملكًا سيئًا عقد تحالفات شريرة، إلا أنه كان ما زال من نسل داود وخليفة للسلالة الملكية. وقد تذكَّر الله وعده من أجل داود، وأنقذ هذا الطفل الناجي من مذبحة عثليا. إذ كاد ينطفئ مشعل داود، ولم يستمر إلا بوجود طفل صغير، لكن الله احتفظ بتلك الشعلة المترجرجة.
• “يقول يوسيفوس (Antiquities 9.7.1) إن غرفة النوم التي خبأت فيها المربية الطفل كانت تستخدم لتخزين الأثاث والمراتب الاحتياطية.” وايزمان (Wiseman)
• نشأ يوآش في الهيكل، شأنه شأن صموئيل الطفل. ولعله وجد، مثل صموئيل، طرقًا صغيرة لمساعدة الكهنة بالقيام بأي شيء من دون لفت انتباه كبير.
ب) الآيات (٤-١١): يهوياداع يخطط للإعلان عن وريث العهد المختبئ.
٤وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ أَرْسَلَ يَهُويَادَاعُ فَأَخَذَ رُؤَسَاءَ مِئَاتِ الْجَلاَّدِينَ وَالسُّعَاةِ، وَأَدْخَلَهُمْ إِلَيْهِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَقَطَعَ مَعَهُمْ عَهْدًا وَاسْتَحْلَفَهُمْ فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَأَرَاهُمُ ابْنَ الْمَلِكِ. ٥وَأَمَرَهُمْ قَائِلاً: «هذَا مَا تَفْعَلُونَهُ: الثُّلْثُ مِنْكُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي السَّبْتِ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ بَيْتِ الْمَلِكِ، ٦وَالثُّلْثُ عَلَى بَابِ سُورٍ، وَالثُّلْثُ عَلَى الْبَابِ وَرَاءَ السُّعَاةِ. فَتَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ الْبَيْتِ لِلصَّدِّ. ٧وَالْفِرْقَتَانِ مِنْكُمْ، جَمِيعُ الْخَارِجِينَ فِي السَّبْتِ، يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ بَيْتِ الرَّبِّ حَوْلَ الْمَلِكِ. ٨وَتُحِيطُونَ بِالْمَلِكِ حَوَالَيْهِ، كُلُّ وَاحِدٍ سِلاَحُهُ بِيَدِهِ. وَمَنْ دَخَلَ الصُّفُوفَ يُقْتَلُ. وَكُونُوا مَعَ الْمَلِكِ فِي خُرُوجِهِ وَدُخُولِهِ». ٩فَفَعَلَ رُؤَسَاءُ الْمِئَاتِ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ يَهُويَادَاعُ الْكَاهِنُ، وَأَخَذُوا كُلُّ وَاحِدٍ رِجَالَهُ الدَّاخِلِينَ فِي السَّبْتِ مَعَ الْخَارِجِينَ فِي السَّبْتِ، وَجَاءُوا إِلَى يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ. ١٠فَأَعْطَى الْكَاهِنُ لِرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْحِرَابَ وَالأَتْرَاسَ الَّتِي لِلْمَلِكِ دَاوُدَ الَّتِي فِي بَيْتِ الرَّبِّ. ١١وَوَقَفَ السُّعَاةُ كُلُّ وَاحِدٍ سِلاَحُهُ بِيَدِهِ مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ إِلَى جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْسَرِ حَوْلَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ، حَوْلَ الْمَلِكِ مُسْتَدِيرِينَ.
١. أَرْسَلَ يَهُويَادَاعُ فَأَخَذَ رُؤَسَاءَ مِئَاتِ ٱلْجَلَّادِينَ وَٱلسُّعَاةِ: كان يهوياداع رجلًا تقيًّا مهتمًّا باسترداد عرش داود إلى السلالة الداودية، وانتزاعه من ابنة أخآب وإيزابل هذه.
٢. فِي ٱلسَّبْتِ: اختار يهوياداع يوم السبت لتنفيذ الانقلاب، لأنه اليوم الذي كان يغيّر فيه الحراس نوبات عملهم، وبإمكانهم تجميع مجموعتين من الحراس في الهيكل معًا من دون لفت الانتباه.
٣. وَقَطَعَ مَعَهُمْ عَهْدًا وَٱسْتَحْلَفَهُمْ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ: نتعلم من هذا القسَم ومن سياقه أن عبادة الإله الحقيقي لم تمُت في يهوذا. إذ كان بمقدور هؤلاء القادة أن يتجاوبوا مع مسؤولياتهم أمام الرب.
٤. وَأَرَاهُمُ ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ: كانت هذه لحظة درامية. إذ اعتقد الجميع لستّ سنوات أنه لم يعد هنالك ورثة أحياء من سلالة داود الملكية، وأنه لم يكن هنالك حاكم شرعي ليحل محل عثليا الشريرة. وكان لا بد من تأمين السر، لأنه إذا تمّ الكشف عن وجود ابن الملك، فسيُقتل فورًا. ولا بد أن الرؤساء صُدموا لرؤية وريث العرش ذي الست سنوات.
• كان أحد الأسباب التي مكّنت عثليا من الحكم لمدة سنوات هو أن أحدًا لم يعرف بديلًا لها. ويعيش كثيرون تحت حكم إبليس لأنهم لا يعرفون حقًّا أن هنالك ملكًا شرعيًّا على استعداد لأن يتولى زمام أمور حياتهم.
٥. فَأَعْطَى ٱلْكَاهِنُ لِرُؤَسَاءِ ٱلْمِئَاتِ ٱلْحِرَابَ وَٱلْأَتْرَاسَ ٱلَّتِي لِلْمَلِكِ دَاوُدَ ٱلَّتِي فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ: كان من اللائق لهؤلاء الجنود الذين سيعيدون وريث سلالة داود الملكية إلى عرش يهوذا أن يستخدموا هذه الأسلحة التي كانت تخص داود.
ج) الآية (١٢): تتويج يوآش وقبوله ملكًا
١٢وَأَخْرَجَ ابْنَ الْمَلِكِ وَوَضَعَ عَلَيْهِ التَّاجَ وَأَعْطَاهُ الشَّهَادَةَ، فَمَلَّكُوهُ وَمَسَحُوهُ وَصَفَّقُوا وَقَالُوا: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ».
١. وَأَخْرَجَ ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ: أولًا، كان لا بد من الإعلان عن وجود ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ وإظهاره. فلم يكن ليدعمه أحد، ولم يكن ليأخذ عرشه الشرعي ما لم يُظهَر أمام الشعب.
٢. وَوَضَعَ عَلَيْهِ ٱلتَّاجَ: ثانيًا، كان لا بد من تتويج ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ. فكان هذا اعترافًا عامًّا ورسميًّا به كملك.
٣. وَأَعْطَاهُ ٱلشَّهَادَةَ: كان لا بد أن يأتي ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ مع كلمة الله. فظهر يوآش أمام الشعب حاملًا مخطوطات كلمة الله.
• تقول تثنية ١٧: ١٨ إنه ينبغي أن يكون للملك نسخة من الكتاب المقدس. “هذا هو أساس العرف المعمول به في بريطانيا بتقديم نسخة من الكتاب المقدس إلى الملك أثناء مراسم تتويجه.” وايزمان (Wiseman)
٤. فَمَلَّكُوهُ: كان لا بد من قبول ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ. فمع أنه كان لديه الحق الشرعي في فرض نفسه ملكًا، إلا أنه سمح للآخرين بأن يقبلوا حكمه.
٥. وَمَسَحُوهُ: لا يمكن لٱبْنَ ٱلْمَلِكِ أن يمارس منصبه من دون مسحة إلهية.
٦. وَصَفَّقُوا وَقَالُوا: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ»: تلقّى ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ المديح حالما اعتُرِف به ملكًا عليهم.
• يمكننا، بل يجب علينا، أن نتبع نفس النمط في قبولنا ليسوع المسيح، ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ الحقيقي.
• “ألا تمثّل حالة الهيكل هذه أثناء السنوات المبكرة من حياة يوآش الحالة الروحية لكثيرين من أبناء الله؟ كان ابن الملك، والوريث الشرعي للتاج والمدافع عن عبادة الرب، داخل حرم الهيكل. لكن في واقع الأمر، كان التاج على رأس المغتصِبة، عثليا التي كانت تمارس استبدادًا دمويًّا قاسيًا. وكان الملك محصورًا في حجرة، ولم تسمع بوجوده أغلبية الكهنة وكل الشعب. فلا بد أن تكون هنالك مسحة، وتتويج، وإصرار على ممارسة سلطته على هيكل حياتنا بأكمله.” ماير (Meyer)
ثانيًا. موت الملكة الأم، عثليا
أ ) الآيات (١٣-١٤): إعلان الوريث الشرعي، يوآش، لعثليا
١٣لَمَّا سَمِعَتْ عَثَلْيَا صَوْتَ السُّعَاةِ وَالشَّعْبِ، دَخَلَتْ إِلَى الشَّعْبِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، ١٤وَنَظَرَتْ وَإِذَا الْمَلِكُ وَاقِفٌ عَلَى الْمِنْبَرِ حَسَبَ الْعَادَةِ، وَالرُّؤَسَاءُ وَنَافِخُو الأَبْوَاقِ بِجَانِبِ الْمَلِكِ، وَكُلُّ شَعْبِ الأَرْضِ يَفْرَحُونَ وَيَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. فَشَقَّتْ عَثَلْيَا ثِيَابَهَا وَصَرَخَتْ: «خِيَانَةٌ، خِيَانَةٌ!».
١. وَنَظَرَتْ وَإِذَا ٱلْمَلِكُ وَاقِفٌ: كان هذا بالنسبة للملكة المغتصِبة مشهدًا مرعبًا. فقد حكمت مدة ست سنوات اعتقدت فيها أنه لا يوجد مطالبون شرعيون بعرش داود. وها هي الآن ترى أن أحد أبناء أخزيا، وهو يوآش، قد أفلت من نيّتها القاتلة.
٢. وَكُلُّ شَعْبِ ٱلْأَرْضِ يَفْرَحُونَ: من الواضح أنهم سئموا حكم عثليا الشرير.
٣. «خِيَانَةٌ، خِيَانَةٌ!»: كانت التهمة بلا أساس. كانت هذه خيانة لحكومتها، لكنها كانت خيانة ذات أساس جيد وتقي ضد حاكمة مستبدة شريرة.
ب) الآيات (١٥-١٦): يهوياداع ينفّذ الإعدام في عثليا ومناصريها.
١٥فَأَمَرَ يَهُويَادَاعُ الْكَاهِنُ رُؤَسَاءَ الْمِئَاتِ، قُوَّادَ الْجَيْشِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَخْرِجُوهَا إِلَى خَارِجِ الصُّفُوفِ، وَالَّذِي يَتْبَعُهَا اقْتُلُوهُ بِالسَّيْفِ». لأَنَّ الْكَاهِنَ قَالَ: «لاَ تُقْتَلُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ». ١٦فَأَلْقَوْا عَلَيْهَا الأَيَادِيَ، وَمَضَتْ فِي طَرِيقِ مَدْخَلِ الْخَيْلِ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ، وَقُتِلَتْ هُنَاكَ.
١. أَخْرِجُوهَا إِلَى خَارِجِ ٱلصُّفُوفِ (تحت الحراسة)، وَٱلَّذِي يَتْبَعُهَا ٱقْتُلُوهُ بِٱلسَّيْفِ: كان هذا أمرًا بارًّا وحكيمًا. فقد كان حكمًا عادلًا على امرأة قتلت كثيرين، وكان لا بد من اتخاذ احتياطات حكيمة حتى لا تتمكن من تحريك حركة مقاومة.
٢. لَا تُقْتَلُ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ: كان يهوياداع، بصفته كاهنًا، مهتمًّا بقدسية الهيكل وسمعته. فلم يُرِد أن تُقتل هناك. لكنها قُتلت في المكان الذي دخلت فيه الخيول، في بَيْتِ ٱلْمَلِكِ.
• “وهكذا ماتت عثليا، ملكة يهوذا سيئة السمعة للغاية، على أيدي جلّاديها، كما حدث تقريبًا مع أمها إيزابل، ملكة إسرائيل.” باترسون (Patterson) وأوستيل (Austel)
ج) الآية (١٧): يهوياداع يثبّت عهدًا جديدًا.
١٧وَقَطَعَ يَهُويَادَاعُ عَهْدًا بَيْنَ الرَّبِّ وَبَيْنَ الْمَلِكِ وَالشَّعْبِ لِيَكُونُوا شَعْبًا لِلرَّبِّ، وَبَيْنَ الْمَلِكِ وَالشَّعْبِ
١. لِيَكُونُوا شَعْبًا لِلرَّبِّ: كان العهد هو بين الرب والملك والشعب. وأعاد الشعب تكريس أنفسهم لإكرام الرب وطاعته وخدمته.
٢. وَبَيْنَ ٱلْمَلِكِ وَٱلشَّعْبِ: يبيّن هذا أن الله قصد أن يكون للملوك والمواطنين واجبات متبادلة فيما بينهم. فلا حقوق مطلقة على أيٍّ من الطرفين أو ضده.
د ) الآيات (١٨-٢١): إصلاحات يوآش
١٨وَدَخَلَ جَمِيعُ شَعْبِ الأَرْضِ إِلَى بَيْتِ الْبَعْلِ وَهَدَمُوا مَذَابِحَهُ وَكَسَّرُوا تَمَاثِيلَهُ تَمَامًا، وَقَتَلُوا مَتَّانَ كَاهِنَ الْبَعْلِ أَمَامَ الْمَذَابحِ. وَجَعَلَ الْكَاهِنُ نُظَّارًا عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ. ١٩وَأَخَذَ رُؤَسَاءَ الْمِئَاتِ وَالْجَلاَّدِينَ وَالسُّعَاةَ وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ، فَأَنْزَلُوا الْمَلِكَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ وَأَتَوْا فِي طَرِيقِ بَابِ السُّعَاةِ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ، فَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْمُلُوكِ. ٢٠وَفَرِحَ جَمِيعُ شَعْبِ الأَرْضِ، وَاسْتَرَاحَتِ الْمَدِينَةُ. وَقَتَلُوا عَثَلْيَا بِالسَّيْفِ عِنْدَ بَيْتِ الْمَلِكِ. ٢١كَانَ يَهُوآشُ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ حِينَ مَلَكَ.
١. وَدَخَلَ جَمِيعُ شَعْبِ ٱلْأَرْضِ إِلَى بَيْتِ ٱلْبَعْلِ وَهَدَمُوا مَذَابِحَهُ: تقول ٢ ملوك ١٠ إن ياهو أشرف على هدم معبد البعل في السامرة. وهنا هُدم معبد البعل في أورشليم. وكان من الملائم أن يهدمه الشعب نفسه.
• لم يتوقفوا عند تدمير المبنى نفسه. إذ استمروا في تدمير الأشياء ‘المقدسة’ المخصصة للبعل، فقَتَلُوا مَتَّانَ كَاهِنَ ٱلْبَعْلِ أَمَامَ ٱلْمَذَابِحِ.
• إن أحد أسباب استياء الشعب من عبادة البعل في أورشليم هو أن عثليا أعطت توجيهات بنقل الأشياء المقدسة من هيكل الرب إلى معبد البعل: “لِأَنَّ بَنِي عَثَلْيَا ٱلْخَبِيثَةِ قَدْ هَدَمُوا بَيْتَ ٱللهِ، وَصَيَّرُوا كُلَّ أَقْدَاسِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ لِلْبَعْلِيمِ” (٢ أخبار الأيام ٢٤: ٧).
٢. فَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْمُلُوكِ: بعد ما يزيد عن ست سنوات مظلمة، مَلَكَ الآن ملِك يهوذا الشرعي على شعبه الشاكرين. ولا عجب أن شعب البلاد فرحوا.