سفر ملوك الثاني – الإصحاح ١٣
موت أليشع
أولًا. حكم يوآحاز ويهوآش، ملكي إسرائيل
أ ) الآيات (١-٤): ملخص لحكم يهوآحاز ويهوآش، ملكي إسرائيل
١فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ لِيُوآشَ بْنِ أَخَزْيَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَهُوأَحَازُ بْنُ يَاهُو عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً. ٢وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَارَ وَرَاءَ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. لَمْ يَحِدْ عَنْهَا. ٣فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَدَفَعَهُمْ لِيَدِ حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ، وَلِيَدِ بَنْهَدَدَ بْنِ حَزَائِيلَ كُلَّ الأَيَّامِ. ٤وَتَضَرَّعَ يَهُوأَحَازُ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ، فَسَمِعَ لَهُ الرَّبُّ لأَنَّهُ رَأَى ضِيقَ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ مَلِكَ أَرَامَ ضَايَقَهُمْ.
١. مَلَكَ يَهُوأَحَازُ بْنُ يَاهُو عَلَى إِسْرَائِيلَ: كانت هذه بداية تحقيق الوعد الذي قطعه الله لياهو، والمدوّن في ٢ ملوك ١٠: ٣٠. فقد وعد الرب بأن يجلس نسله على عرش إسرائيل للجيل الرابع. ورغم أن هذه السلالة الحاكمة أُسِّست على إسقاط عنيف للبيت الملكي السابق، إلا أنها استمرت لأن ياهو جاء إلى العرش نتيجة لعمل مشيئة الرب.
٢. وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَسَارَ وَرَاءَ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ: واصل أبوه ياهو عبادة يربعام الوثنية (٢ ملوك ١٠: ٣١). وسار يهوآحاز على خطى يربعام وأبيه، ياهو.
٣. فَدَفَعَهُمْ لِيَدِ حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ: كان ما زال لمملكة إسرائيل الشمالية اسمها وملكها، لكنها كانت أُمّة تابعة وخاضعة لآرام.
• في التاريخ العام لهذه الحقبة، أبقت أشور آرام في حالة ضعف لتبقى عاجزة عن توسيع سيطرتها داخل إسرائيل. لكن كانت هنالك فترة دفعت فيها المشكلات الداخلية لأشور لإعادة قواتها من حدودها الإمبراطورية. فاستغل الآراميون هذا الوقت الذي التهت فيه أشور عنهم.
٤. وَتَضَرَّعَ يَهُوأَحَازُ إِلَى وَجْهِ ٱلرَّبِّ، فَسَمِعَ لَهُ ٱلرَّبُّ: كان يهوآحاز رجلًا بعيدًا عن التقوى، ولم تكن صلاته هذه علامة على انتعاش دائم أو حقيقي في حياته. غير أن الله سمع له بسبب رحمته العظيمة، وبسبب اهتمامه بإسرائيل.
• “التعبير العبري “تضرّع” مستمد من كلمة تعني ’يمْرض،‘ ما يوحي بالضعف والاعتماد والتبعية. فقد وصل يهوآحاز إلى نقطة يأس كامل.” ديلداي (Dilday)
• “بدأ استرداد الازدهار في عهد يوآش بن يهوآحاز، وبلغ ذروته في عهد حفيده يربعام الثاني. ولذلك غالبًا ما تُستجاب الصلاة بعد موت المتضرع.” ناب (Knapp)
ب) الآيات (٥-٩): بقية حكم يهوآحاز
٥وَأَعْطَى الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصًا، فَخَرَجُوا مِنْ تَحْتِ يَدِ الأَرَامِيِّينَ. وَأَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي خِيَامِهِمْ كَأَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ. ٦وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَحِيدُوا عَنْ خَطَايَا بَيْتِ يَرُبْعَامَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، بَلْ سَارُوا بِهَا. وَوَقَفَتِ السَّارِيَةُ أَيْضًا فِي السَّامِرَةِ. ٧لأَنَّهُ لَمْ يُبْقِ لِيَهُوأَحَازَ شَعْبًا إِلاَّ خَمْسِينَ فَارِسًا وَعَشَرَ مَرْكَبَاتٍ وَعَشَرَةَ آلاَفِ رَاجِل، لأَنَّ مَلِكَ أَرَامَ أَفْنَاهُمْ وَوَضَعَهُمْ كَالتُّرَابِ لِلدَّوْسِ. ٨وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوأَحَازَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ ٩ثُمَّ اضْطَجَعَ يَهُوأَحَازُ مَعَ آبَائِهِ، فَدَفَنُوهُ فِي السَّامِرَةِ، وَمَلَكَ يُوآشُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
١. وَأَعْطَى ٱلرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصًا: يذكّرنا هذا بالنمط الذي كثيرًا ما نراه في سفر القضاة، حيث كان بنو إسرائيل ينزلقون إلى الارتداد، فكان يسمح الله لأعدائهم بأن يذلوهم، فيصرخون إلى الرب، فيرسل إليهم مخلّصًا. ولهذا وَأَعْطَى ٱلرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصًا، فَخَرَجُوا (فنجوا) مِنْ تَحْتِ يَدِ ٱلْأَرَامِيِّينَ.
• لا نعرف اسم هذا المخلّص، لكنه معروف جيدًا في السماء. ولا يحتاج المرء إلى اسم عظيم ليقوم بعمل الله.
٢. وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَحِيدُوا عَنْ خَطَايَا بَيْتِ يَرُبْعَامَ: رغم أن الله استجاب لصلواتهم، مرسلًا مخلّصًا لهم، إلا أنهم استمروا في عبادتهم الزائفة للإله الحقيقي. وغالبًا ما يَعُد الناس هذه خطية صغيرة وغير ذات بال، ويبررون عبادة الأوثان بدعوى النيّات الحسنة.
• لم تكن توبة بني إسرائيل قلبية مخْلِصة تمامًا. فقد تابوا لأنهم عانوا. وتابوا بسبب المعاناة، لا بسبب الخطية. ورجعوا إلى الخطية بعد أن تخلصوا من الحزن.” سبيرجن (Spurgeon)
٣. لَمْ يُبْقِ لِيَهُوأَحَازَ شَعْبًا إِلَّا خَمْسِينَ فَارِسًا: لقد أُنقِذت إسرائيل. كانت مرتدة وضعيفة. وكان افتقارها إلى الشركة مع الإله الحقيقي هو الذي أضعفها، أو بالأحرى، أضعفهم الله بسبب افتقارهم إلى علاقة حقيقية به.
ج) الآيات (١٠-١٣): ملخّص يهوآش على إسرائيل
١٠فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِيُوآشَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَهُوآشُ بْنُ يَهُوأَحَازَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً. ١١وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَحِدْ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، بَلْ سَارَ بِهَا. ١٢وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوآشَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ وَكَيْفَ حَارَبَ أَمَصْيَا مَلِكَ يَهُوذَا، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ ١٣ثُمَّ اضْطَجَعَ يُوآشُ مَعَ آبَائِهِ، وَجَلَسَ يَرُبْعَامُ عَلَى كُرْسِيِّهِ. وَدُفِنَ يُوآشُ فِي السَّامِرَةِ مَعَ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ.
١. مَلَكَ يَهُوآشُ بْنُ يَهُوأَحَازَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ: كان هذا حفيد الملك ياهو، مؤسس هذه السلالة الحاكمة. وقد واصل يهوآش نفس الخطايا التي ارتكبها أبوه وجده.
٢. وَجَبَرُوتُهُ وَكَيْفَ حَارَبَ أَمَصْيَا مَلِكَ يَهُوذَا: شهد عهد يهوآش حربًا أهلية بين شعب الله، حيث كانت مملكة يهوذا الجنوبية في حرب مع مملكة إسرائيل الشمالية.
• “يمكن الاطلاع على هذه الحرب مع أمصيا بتفصيل وافٍ في ٢ أخبار الأيام ٢٥. وقد انتهت هذه الحرب بهزيمة كاملة لأمصيا الذي أسره يوآش، وقتله في ما بعد في مؤامرة لخيش.” كلارك (Clarke)
ثانيًا. موت أليشع
أ ) الآية (١٤أ): مرض أليشع المُفْضي إلى الموت.
١٤وَمَرِضَ أَلِيشَعُ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ بِهِ.
١. وَمَرِضَ أَلِيشَعُ: حتى رجال الإيمان والمعجزات غير محصَّنين من الإصابة بالمرض والضعف. فقد مرض هذا الرجل العظيم، شأنه شأن آخرين سبق أن شفاهم كقناة لقوة الله وبركته.
٢. مَرَضَهُ ٱلَّذِي مَاتَ بِهِ: رغم أن الله استخدم أليشع مرات كثيرة في شفاء آخرين، إلا أنه عيّن هذا المرض ليكون الوسيلة التي سيأخذ بها أليشع من هذا العالم. وليس لدى الله طريقة واحدة بعينها يفعل بها هذا. ومن الخطأ الاعتقاد أن كل الأتقياء سيموتون أثناء نومهم من دون أي أثر لمرض سابق.
ب) الآيات (١٤أ-١٧): الملك يوآش وآخر لقاء مع النبي أليشع.
١٤نَزَلَ إِلَيْهِ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي، يَا أَبِي، يَا مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا». ١٥فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: «خُذْ قَوْسًا وَسِهَامًا». فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ قَوْسًا وَسِهَامًا. ١٦ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «رَكِّبْ يَدَكَ عَلَى الْقَوْسِ». فَرَكَّبَ يَدَهُ، ثُمَّ وَضَعَ أَلِيشَعُ يَدَهُ عَلَى يَدَيِ الْمَلِكِ ١٧وَقَالَ: «افْتَحِ الْكَوَّةَ لِجِهَةِ الشَّرْقِ». فَفَتَحَهَا. فَقَالَ أَلِيشَعُ: «ارْمِ». فَرَمَى. فَقَالَ: «سَهْمُ خَلاَصٍ لِلرَّبِّ وَسَهْمُ خَلاَصٍ مِنْ أَرَامَ، فَإِنَّكَ تَضْرِبُ أَرَامَ فِي أَفِيقَ إِلَى الْفَنَاءِ».
١. فَنَزَلَ إِلَيْهِ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ: قد يبدو رد فعل يوآش، ملك إسرائيل، غريبًا بعد أن قرأنا للتو وصف الخطية والشر اللذين ميّزا حُكمه. ومع ذلك، فإن من المهم أن نتذكر أن يوآش لم يكن عابدًا للآلهة الزائفة، لكن كان عابدًا للإله الحقيقي بطريقة زائفة. فكان لديه بعض الاحترام للإله الحقيقي، وبالتالي بعض الاحترام لأليشع.
• “أيها الأصدقاء، دعونا نسعَ إلى أن نحيا بطريقة بحيث يفتقدنا حتى الأشخاص الأشرار عندما نرحل.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. يَا مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا: وجّه أليشع هذه الكلمات لإيليا في نهاية أيام حياته على الأرض. فعندما قال هذا لإيليا في ٢ ملوك ٢: ١٢، أدرك قوة إسرائيل الحقيقية. فقد عرف أن قوة إسرائيل كانت تكمن في وجود نبي الله. وها هو يوآش يرى نفس القوة تتسلل من هذه الأرض، فيحزن عليها.
٣. خُذْ قَوْسًا وَسِهَامًا: كان يوآش قلقًا من أن قوة إسرائيل الحقيقية توشك على مغادرة هذه الأرض. ولهذا استخدم أليشع هذا التوضيح العملي لإطلاق السهم من النافذة ليبيّن أن قوة الله للخلاص (سَهْم خَلَاصٍ لِلرَّبِّ) ما زالت موجودة، وأن كل ما عليه أن يفعله هو أن يرمي السهام بالإيمان.
٤. فَإِنَّكَ تَضْرِبُ أَرَامَ فِي أَفِيقَ إِلَى ٱلْفَنَاءِ: أوضح أليشع أن هنالك علاقة بين إطلاق السهام في اتجاه الشرق وتوجيه ضربة للآراميين من شأنها أن تجلب الخلاص لإسرائيل.
• “كانت الكوّة (النافذة) مفتوحة شرقًا في اتجاه آرام، وأفيق على نحو محدد، وهي الموقع الأكثر إستراتيجية بين دمشق والسامرة. وكانت أفيق هي المدينة التي انتصر فيها أخآب على الآراميين قبل سنوات من ذلك. (١ ملوك ٢٠: ٢٦)” ديلداي (Dilday)
• “كانت هنالك عادة قديمة أن يُطلق سهم أو يُرمى رمح في اتجاه البلد الذي ينوي الجيش أن يغزوه. فكانت السهام، أو النبال، أو الرماح رمزًا لبدء الأعمال العدائية.” كلارك (Clarke)
ج) الآيات (١٨-١٩): فشل الملك يوآش في استغلال الفرصة بشكل كامل
١٨ثُمَّ قَالَ: «خُذِ السِّهَامَ». فَأَخَذَهَا. ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «اضْرِبْ عَلَى الأَرْضِ». فَضَرَبَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَوَقَفَ. ١٩فَغَضِبَ عَلَيْهِ رَجُلُ اللهِ وَقَالَ: «لَوْ ضَرَبْتَ خَمْسَ أَوْ سِتَّ مَرَّاتٍ، حِينَئِذٍ ضَرَبْتَ أَرَامَ إِلَى الْفَنَاءِ. وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكَ إِنَّمَا تَضْرِبُ أَرَامَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».
١. خُذِ ٱلسِّهَامَ: سمع يوآش للتو أليشع وهو يربط السهام المطلقة من النافذة بالنصر القادم على جيش آرام. وعرف أن هذه السهام تمثل خلاص الرب لإسرائيل من آرام.
٢. ٱضْرِبْ عَلَى ٱلْأَرْضِ: تلقَّى يوآش بخجل دعوة النبي إليه إلى إطلاق السهام بلا هدف معين ليضرب الأرض. فأطلق ثلاثة سهام وتوقف من دون أن يشعر، كما كان ينبغي، بأن هذه السهام تمثل انتصارات في المعركة على الآراميين. فكان عليه أن يتلقّى دعوة النبي بجرأة أكبر.
• يمكن أن تشير عبارة ’ٱضْرِبْ عَلَى ٱلْأَرْضِ‘ إلى سهام تضرب الأرض. لقد طلب أليشع من يوآش إطلاق سهام من خلال النافذة من دون أي هدف معين، لا أن يخبطها بالأرض.
• من الواضح أن أليشع طلب من يوآش أن يفعل شيئًا يحاكي الصلاة.
يتطلب إطلاق السهام جهدًا وتهديفًا.
يتطلب إطلاق السهام إرشادًا وعونًا من نبي الله.
كان ينبغي إطلاق السهام من خلال نافذة مفتوحة.
كان ينبغي إطلاق السهام من دون معرفة الحصيلة الدقيقة مسبقًا. فلا يُعرف الهدف إلا بالإيمان.
كان إطلاق السهام غير فعال لأنه لم يتكرر بشكل كافٍ، ما يعكس عدم الثقة بهذه العملية.
كان لإطلاق السهام لحظته الإستراتيجية، وعندما تنقضي، فإنها تختفي.
من شأن عدم إطلاق السهام أن يؤذي آخرين، لا المرء وحده.
٣. فَغَضِبَ عَلَيْهِ رَجُلُ ٱللهِ: لم ينتهز الملك يوآش اللحظة الإستراتيجية، ولهذا لن تتمتع إسرائيل إلا بثلاثة انتصارات فقط على آرام، بدلًا من انتصارات كثيرة حاسمة ممكنة.
• لم يكن النبي نفسه يعرف عدد الانتصارات التي يحتاج إليها يهوآش على آرام، لكن الله أشار له أنه ينبغي له أن يتعلّم ذلك من ضربات الملك.” بوله (Poole)
• هنالك مواقف كثيرة ينبغي لنا فيها أن نواصل إطلاق السهام، لكننا نكتفي بجهد بسيط. “كان عليه أن يستمر في الضرب إلى أن يقول له النبي، ‘كفى.’” تراب (Trapp)
واصِل الإطلاق في معركتك ضد الخطية.
واصِل الإطلاق في تحصيل المعرفة المسيحية.
واصِل الإطلاق في تحقيق الإيمان.
واصِل الإطلاق من أجل عمل المزيد لملكوت الله.
واصِل الإطلاق لأن العالم، والجسد، وإبليس لن يتوقفوا عن إطلاق سهامهم.
• عندما يدعونا الله إلى أخذ شيء بالإيمان، يتوجب علينا أن نتلقّاه بجسارة، طالبين منه ذلك، عارفين أنه ملك عظيم ومعطاء يكَرَّم بطلباتنا الجريئة الموقِّرة له.
• “إن قلة إيمان يوآش التي تجلّت في ضربه غير القلبي بالسهام في الأرض ثلاث مرات فقط هو الذي منعه من القضاء على الآراميين بشكل كلي. فحُسِب له ذلك إيمانًا.” ناب (Knapp)
٤. وَأَمَّا ٱلْآنَ فَإِنَّكَ إِنَّمَا تَضْرِبُ أَرَامَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: وكما حدث، اعتمدت الحياة والموت على عدد السهام التي أطلقها يوآش في الأرض. فعندما سنحت له الفرصة لإطلاق السهام، ربما بدا له الأمر شيئًا تافهًا. ولم يكن يعلم أن خطة الله للأمة ولعمله الشخصي الصغير مرتبطان ارتباطًا حيويًّا.
• إنها لحقيقة أن الله قصد كل الأشياء، عظيمة وصغيرة معًا. ولن يحدث شيء إلا حسب قصده الأزلي وقضائه. وإنها لحقيقة مؤكدة أيضًا أن الأحداث في كثير من الأحيان تتوقف على خيار البشر. فلإرادتهم قوة فريدة.” سبيرجن (Spurgeon)
• يمكننا التفكير في كل الأعذار التي كان بإمكان يوآش أن يقدمها. وليس أيٌّ منها مشروعًا.
توقّفت عن إطلاق السهام لأني لا أريد أن أكون متجاسرًا في الافتراض فأطلب أكثر مما ينبغي.
توقّفت عن إطلاق السهام لأني لستُ راميًا بارعًا.
توقّفت عن إطلاق السهام لأن أليشع لم يقدم لي عونًا أكبر.
توقّفت عن إطلاق السهام لأني اعتقدت أن ثلاثة سهام كثيرة.
توقّفت عن إطلاق السهام لأن هذا لن يُجدي نفعًا.
توقّفت عن إطلاق السهام لأني لم أكن في حالة مزاجية للإطلاق. فلم يَرٌقْ لي ذلك.
توقّفت عن إطلاق السهام لأني لم أرغب في أن أبالغ في حماستي.
• “هنالك من يعتقدون أن سماع رسالة الإنجيل أمر بسيط. لكن الموت، والجحيم، وعوالم مجهولة قد تتوقف على كرازة عظة وسماعها. قد يبدو الاستماع بانتباه، وعدم الإزعاج في العظة أمرًا تافهًا جدًّا. ومع ذلك، فإن الاستجابة للرسالة قد تؤدي إلى تحقيق الإيمان أو غيابه. فالخلاص يأتي بالإيمان.” سبيرجن (Spurgeon)
د ) الآيات (٢٠-٢١): استمرار عمل الله في أليشع حتى بعد موته
٢٠ وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. ٢١وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوْا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ، فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.
١. وَمَاتَ أَلِيشَعُ: ربما توقع أليشع أن يُحمل إلى السماء على النمط الدرامي لمعلمه إيليا. لكن هذه لم تكن خطة الله له. فقد شاخ، ومرض، ومات مثل كثيرين آخرين.
٢. فَلَمَّا نَزَلَ ٱلرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ: هذه واحدة من أكثر المعجزات غرابة وفرادة في الكتاب المقدس. ولا نجد شرحًا لهذا. ويوحي صمت السجل الكتابي حول هذا الأمر بأنه لم تكن هنالك قوة متأصلة في عظام أليشع لإقامة آخرين. ويبدو أنها كانت معجزة فريدة من نوعها حدثت مرة واحدة فقط لإكرام ذكرى هذا النبي العظيم.
• “هذه هي الرواية الأولى، والأخيرة في رأيي، لمعجزة حقيقية أجرتها عِظام رجل ميت. ومع ذلك، أسست الكنيسة البابوية نظام الآثار (البقايا) المقدسة القادرة على صنع المعجزات.” كلارك (Clarke)
• يمكننا أن نعاد إلى الحياة باتصالنا بهؤلاء الأنبياء الأموات.
ثالثًا. رحمة الله لإسرائيل
أ ) الآيات (٢٢-٢٣): كرم الله ولطفه نحو إسرائيل
٢٢وَأَمَّا حَزَائِيلُ مَلِكُ أَرَامَ فَضَايَقَ إِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ يَهُوأَحَازَ، ٢٣فَحَنَّ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ وَرَحِمَهُمْ وَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ لأَجْلِ عَهْدِهِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْتَأْصِلَهُمْ، وَلَمْ يَطْرَحْهُمْ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى الآنَ.
١. وَأَمَّا حَزَائِيلُ مَلِكُ أَرَامَ فَضَايَقَ إِسْرَائِيلَ: هذا أمر سمح به الله، بل خطط له، كتأديب لهذه الأمة الضالة. وتسجل ٢ ملوك ٨: ١٢ معرفة أليشع السابقة بالكارثة التي سيجلبها حزائيل على إسرائيل.
٢. فَحَنَّ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِمْ وَرَحِمَهُمْ: استحقت إسرائيل هذا التأديب، غير أن الله أبى أن يتخلى عنهم. فقد أعطاهم بركات كثيرة، وخلّصهم من مشكلات كثيرة، ولم يشأ أن يقضي عليهم أو أن يطرحهم عن وجهه.
ب) الآيات (٢٤-٢٥): انتصارات الملك يوآش على آرام
٢٤ثُمَّ مَاتَ حَزَائِيلُ مَلِكُ أَرَامَ، وَمَلَكَ بَنْهَدَدُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. ٢٥فَعَادَ يَهُوآشُ بْنُ يَهُوأَحَازَ وَأَخَذَ الْمُدُنَ مِنْ يَدِ بَنْهَدَدَ بْنِ حَزَائِيلَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ يَدِ يَهُوأَحَازَ أَبِيهِ بِالْحَرْبِ. ضَرَبَهُ يُوآشُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَاسْتَرَدَّ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ.
١. ضَرَبَهُ يُوآشُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: وعد أليشع بهذه الانتصارات الثلاثة على آرام. ويمكننا أن نفترض أنه بعد الانتصار الثالث، تمنى يوآش لو أنه أطلق سهامًا أكثر من النافذة حسب دعوة النبي له.