تفسير سفر المزامير – مزمور ١١٢
بركات على خائفي الله
المزمور ١١٢، شأنه شأن المزمور ١١١، مزمور أكروستي، حيث يعتمد على بدء حرف أبجدي متتالٍ في كل سطر من سطوره. ويعلّق بويس (Boice) على أوجه الشبه بين المزمورين فيقول: “لهما نفس الطول، ويأتيان في مقاطع متطابقة، ويستخدمان تعابير متطابقة أو متشابهة في نفس المواضع في كلٍّ منهما. وكلاهما أكروستي بشكل دقيق، أي انهما يضمّان ٢٢ سطرًا يبدأ كل واحد منها بحرف متتالٍ من الحروف الأبجدية العبرية.”
وعلّق سبيرجن (Spurgeon) على الصلة بين المزمورين ١١١ و ١١٢ قائلًا: “صلة المزمور ١١٢ بالمزمور السابق هي نفس صلة الشمس بالقمر. فبينما يعلن المزمور ١١١ مجد الله، فإن المزمور التالي يتحدث عن انعكاس هذا السطوع الإلهي على المولودين من فوق.”
أولًا. الإنسان المبارك وعائلته
أ ) الآية (١): البركة في حياة الإنسان الذي يخاف الله.
١هَلِّلُويَا. طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلْمُتَّقِي ٱلرَّبّ، ٱلْمَسْرُورِ جِدًّا بِوَصَايَاهُ.
١. هَلِّلُويَا: يبدأ المزمور ١١٢، شأنه شأن مزامير أخرى في هذا القسم من المزامير، بكلمة ’هَلِّلُويَا‘ (سبّحوا الرب). فكان هذا تسبيحًا شخصيًّا لصاحب المزمور وحثًّا للآخرين على تسبيحه في الوقت نفسه.
· “لا يمكن أن يُنظر إلى هذا المزمور على أنه إطراء للإنسان. فهو يُستهَل بتعبير هَلِّلُويَا الذي يهدف إلى إعطاء الله كرامة نعمته الظاهرة في أبناء الله.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلْمُتَّقِي ٱلرَّبّ: ربما كُتب المزموران ١١١ و١١٢ معًا. ومن المؤكد أنهما وُضعا في نفس المجموعة عمدًا. إذ ينتهي المزمور ١١١ بفكرة أن مخافة الرب هي رأس (بداية) الحكمة، بينما يشرح صاحب المزمور البركة التي يحصل عليها الرجل ٱلْمُتَّقِي ٱلرَّبّ.
· “تُوصَف مخافة الله التي يتحدث عنها الكتاب المقدس على أفضل نحو على أنها توقير عميق، أي أننا نوقر الرب، أو أننا نقف أمامه في خشوع.” بويس (Boice)
٣. ٱلْمَسْرُورِ جِدًّا بِوَصَايَاهُ: لا يتقي هذا الرجل الرب بمعنى البؤس والالتزام المتراخي. إذ يتحدث هذا المزمور عن ذاك الذي يسَر لوصايا الله.
· “هنالك صدى متعمَّد للمزمور السابق هنا. إذ سبق أن تحدَّث في الآية ٢ عن الأشخاص المسرورين بأعمال الرب. وتخبرنا مزمور ١١٢: ١ أن شعب الله يُسر بكلام (وصايا) الرب أيضًا.” بويس (Boice)
· “كلمة الله بالنسبة لهذا الإنسان مبهرة كما أن أعمال الرب مبهرة لعالم الطبيعة. ويعني استخدام تعبير ’وصاياه‘ هنا أن اهتمامه عمليّ. فما يشدّه هو إرادة الله وإرادته.” كيدنر (Kidner)
· “من يخاف الرب بحق يتحرر من كل خوف آخر. ومن يتلذذ (يُسَر) بوصايا الله يتحرر من كل رغبة جامحة في الأمور الأرضية.” هورن (Horne)
· “لا يكفي أن تتقي الله. إذ يتوجب أن نحبه أيضًا. فالتقوى تردعنا عن الشر، بينما تقودنا المحبة إلى الطاعة.” كلارك (Clarke)
- فكِّر في البركات العظيمة التي كانت ليسوع. فلم يوقّر أحد إنسان الله كما فعل يسوع، ولم يُسَر أحد بوصايا الله كما فعل يسوع.
ب) الآيات (٢-٣): بيت الرجل المبارك.
٢نَسْلُهُ يَكُونُ قَوِيًّا فِي ٱلْأَرْضِ. جِيلُ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ يُبَارَكُ. ٣رَغْدٌ وَغِنًى فِي بَيْتِهِ، وَبِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ.
١. نَسْلُهُ يَكُونُ قَوِيًّا فِي ٱلْأَرْضِ: يبارك الله عائلة الإنسان الذي يتقيه ويُسَر بوصاياه (الآية ١)، ويعلن صاحب المزمور بركة على نسل هذا الرجل المستقيم.
· “تعني كلمة ’أقوياء‘ هنا ذوي مكانة أو منزلة معترف بها، لا أقوياء جسميًّا.” بويس (Boice)
· “إذا أراد أحد أن يترك وراءه ذرية مزدهرة، فلن يفكّر في تحقيق هذا الهدف في تكديس أكوام من الذهب والفضة ليتركها وراءه، بل عليه أن يعترف بالله في حياته ويوصي الله عليهم في الحماية والحراسة.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن مولروس (Mollerus)
٢. رَغْدٌ وَغِنًى فِي بَيْتِهِ: يعلن صاحب المزمور بركة أخرى على حياة من يتقي الرب، وهي بركة اقتصادية. إذ تعني حياته في طاعة الله وإكرامه له بركة على معاملاته المالية.
· “من المتوقع أن تتحقق وعود كهذه بشكل عام. ولا يشترط اتِّباع قواعد تفسير اللغة هنا أن هذا الوعد صحيح بشكل شمولي ودائم.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن بارنز (Barnes)
· “يمكن أن يكون الازدهار الموعود في هذه الآيات ماديًّا بشكل عام. لكن نظرةً عن قرب تكشف الشروط الروحية والأخلاقية التي تجعلها أداة للصلاح.” كيدنر (Kidner)
· “إذا أُخِذ هذا حرفيًّا، فإنه وعد من وعود العهد القديم، لا الجديد، لأن كثيرين من أفضل رجال الله فقراء جدًّا. غير أنه وُجِد صحيحًا أن الاستقامة هي الطريق إلى النجاح. وإذا وضعنا في اعتبارنا أنه يحدث ما هو متوقع عادة، فإن الرجل الصديق الأمين هو الرجل الصاعد.” سبيرجن (Spurgeon)
· “يُسَر الله أحيانًا أن يمنح عبيده، كما فعل في إسرائيل قديمًا، طيِّبات هذا العالم. ولهذا فإن الرجل الغني أسعد من الفقير لأنه ’مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ.‘” هورن (Horne)
٣. وَبِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ: إن أعمال هذا الرجل الصالحة وعلاقته السليمة بالله دائمة. فلن تتلاشى في هذا العالم أو في العالم الآتي.
· “لم تفسده الثروة، وهو لا ينحرف بخداع الغِنى.” تراب (Trapp)
· كانت لدى آدم كلارك (Adam Clarke) فكرة مثيرة للاهتمام. إذ يرى أن البر هنا وفي الآية ٩ يشير إلى سخاء الرجل الذي يتقي الرب. وقال أيضًا إن كلًّا من الكلمتين العبرية واليونانية الدالّتين على البر “غالبًا ما تُستخدمان لا للإشارة إلى العدالة والحق والبر فحسب، بل أيضًا إلى عمل الإحسان والصدقات. ويرجَّح أن هذا هو المقصود هنا.”
ثانيًا: المقابلة بين المستقيم والشرير
أ ) الآيات (٤-٨): المستقيم يتثبّت.
٤نُورٌ أَشْرَقَ فِي ٱلظُّلْمَةِ لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَصِدِّيقٌ. ٥سَعِيدٌ هُوَ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ. يُدَبِّرُ أُمُورَهُ بِٱلْحَقِّ. ٦لِأَنَّهُ لَا يَتَزَعْزَعُ إِلَى ٱلدَّهْرِ. ٱلصِّدِّيقُ يَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ. ٧لَا يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ. قَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلًا عَلَى ٱلرَّبِّ. ٨قَلْبُهُ مُمَكَّنٌ فَلاَ يَخَافُ حَتَّى يَرَى بِمُضَايِقِيهِ.
١. نُورٌ أَشْرَقَ فِي ٱلظُّلْمَةِ لِلْمُسْتَقِيمِينَ: أدرك صاحب المزمور الظلمة التي غالبًا ما تملأ العالم، لكن المستقيم الذي يتقي الرب سيبارَك بالنور في وسط الظلمة.
· “الله هو النور الحقيقي الذي يشرق في الظلمة للمخْلِصين في معاملاتهم معه.” بويس (Boice) نقلًا عن ديلتزتش (Delitzsch)
· “علاقة الله بالإنسان التقي مثل علاقة الشمس بالقمر. فالشمس تشع بنورها الخاص المجيد. لكن القمر لا يفعل ذلك. لكنه يشع على أية حال. والطريقة التي يشع بها هي أن يعكس النور الذي يأتي إليه من الشمس.” بويس (Boice)
· “بينما نحن على الأرض، نكون معرّضين لظلمة ثلاثية، ظلمة الخطأ، وظلمة الأسى، وظلمة الموت.” هورن (Horne)
· “يعطي المزمور صورة واقعية للحكمة كما تبرزها، لا بركات الكرامة والأبناء والغنى فحسب، بل أيضًا حقيقة المحن.” فانجيميرين (VanGemeren)
٢. هُوَ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَصِدِّيقٌ: يعكس الصدّيق النور الذي يتلقاه من الرب. فهو يعرض للآخرين النعمة والرأفة والبر والكرم والرحمة التي منحها الرب له.
· تشير الآية ٣ إلى الغنى والثروة التي تأتي إلى خائفي الرب. لاحظَ كيدنر (Kidner): “يتعامل هذا المزمور بواقعية مع التجارب التي تصاحب امتلاك المال.” وهي تشمل إساءة استخدام النفوذ، ورفض الإقراض، والخوف، والمنافسة، والبُخل.
· وَيُقْرِضُ: “عندما يجد نفسه في ظروف تمكّنه من تخصيص شيء ما من ثروته، فإنه يقرض بحكمة، حيث يكون الإقراض خدمة دائمة. جعلته الرعاية الإلهية قادرًا على الإقراض، بينما جعلته النعمة راغبًا في ذلك. وهو لا يستقرض، لأن الله رفعه فوق العوز والحاجة. وهو لا يخزّن ليحتكر، لأن طبيعته الجديدة تخلصه من هذه التجربة. لكنه يستخدم بحكمة وزناته التي أوكله الله عليها.” سبيرجن (Spurgeon)
٣. يُدَبِّرُ أُمُورَهُ بِٱلْحَقِّ (بتعقٌّل، بتمييز، برُشْد): من يتّقي الله يبارَك بحكمة (مزمور ١١١: ١٠) تتدفق من معدنه الأخلاقي التقي.
· بِٱلْحَقِّ (بتعقٌّل، بتمييز، برُشْد): “بالعبرية ’بتمييز‘ لكي تتلاءم مع ما يشترطه الرب، لا أن يدير أمواله وممتلكاته بشكل غير عادل، أو أن يتصرف بها بإسراف أو بشكل شرير، أو أن يمنعها عن أعمال البر عند الحاجة إلى ذلك.” بوله (Poole)
٤. لَا يَتَزَعْزَعُ إِلَى ٱلدَّهْرِ: بسبب المعدن الأخلاقي والحكمة اللذين يتمتع بهما من يتقي الرب، فإنه سيتثبّت ولا يَتَزَعْزَعُ، وسيَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ، ولن يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ. فعندما يثق بالرب، يتثبّت قلبه. وفي النهاية سيرى النصر على أعدائه.
· “من يبني حياته العابرة على صخر الدهور وفيه يفوز بثبات صخري… فالحياة التي تتجذّر في الله لا تُقلع أبدًا.” ماكلارين (Maclaren)
· لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ: “يستحق الأبرار التذكر. فأعمالهم هي من النوع الذي يدوِّن نفسه بنفسه. ويتولى الله نفسه مسؤولية تذكُّرهم.” سبيرجن (Spurgeon)
٥. لَا يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ: الأخبار السيئة حولنا وفي كل مكان. وهي تأتي إلينا كل يوم. قد تأتي إلينا من عائلتنا، أو من صحّتنا، أو من عملنا، أو من غير الأمناء، أو من الثقافة حولنا، أو من السياسة. غير أن متّقي الرب لا يخاف (لَا يَخْشَى).
· “لا يمكن أن تكون هنالك أخبار سيئة (شريرة) للنفس التي وثقت بالرب. فإن جاءت إليك أخبار اليوم عن مرض، أو خسارة، أو فُقدان، أو موت، فلا يمكن أن تكون سيئة (شريرة) إذا جرؤ قلبك على الحفاظ على ثقته الراسخة بالرب. فثقة كهذه تسلب الموت لسعته، والقبر نصره. لا أفهم، لكني أستطيع أن أثق به.” ميير (Meyer)
· قَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلًا عَلَى ٱلرَّبِّ: “قلبه مسنود. إنه مدعوم بقوة خالقه.” كلارك (Clarke)
· “ليس متقلّبًا أو جبانًا. عندما يكون مترددًا حول مسارٍ ما، يظل ثابتًا. قد يغيّر خطته، لكنه لا يغيّر قصد نفسه.” سبيرجن (Spurgeon)
ب) الآيات (٩-١٠): أسى الأشرار.
٩فَرَّقَ أَعْطَى ٱلْمَسَاكِينَ. بِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ. قَرْنُهُ يَنْتَصِبُ بِٱلْمَجْدِ. ١٠ٱلشِّرِّيرُ يَرَى فَيَغْضَبُ. يُحَرِّقُ أَسْنَانَهُ وَيَذُوبُ. شَهْوَةُ ٱلشِّرِّيرِ تَبِيدُ.
١. فَرَّقَ: لدى هذا المزمور الكثير ليقوله حول سخاء خائف الرب. فبما أنه مبارَك من حيث الأمور المادية (الآية ٣)، فإنه أمر مهم أن يكون سخيًّا ببركاته. وهو حكيم أيضًا. إذ تعني كلمة ’فَرَّقَ‘ توزيعًا مدروسًا حكيمًا كجزء من التعقل أو التمييز الذي يُرشد أموره (الآية ٥).
· اقتبس بولس الآية ٩ في ٢ كورنثوس ٩: ٩ لتشجيع المؤمنين على العطاء السخي: “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: ’فَرَّقَ. أَعْطَى ٱلْمَسَاكِينَ. بِرُّهُ يَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ.‘”
· لا يقدَّم هذا السخاء “كيفما اتَّفق – بشكل عشوائي – ومن دون تمييز، لكنه يُفرَّق، مثل البذار الثمينة التي تُلقى على الأرض، بحكمة وتعقُّل، حسب طبيعة التربة وموسمها الملائم، لكي تنتج أكثر حصاد وفرةً.” هورن (Horne)
٢. بِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ: إن صورة هذا الإنسان التقي مذهلة. فهي انعكاس لله نفسه كما يعكس القمر ضوء الشمس. ويتحقق هذا بشكل جزئي في كل إنسان تقي، ويتحقق بشكل كامل في يسوع المسيح الإنسان.
· هو رجل خائف الله (ٱلْمُتَّقِي ٱلرَّبِّ)
· هو محب لكلمة الله (ٱلْمَسْرُورِ جِدًّا بِوَصَايَاهُ)
· هو رجل مزدهر (رَغْدٌ وَغِنًى فِي بَيْتِهِ)
· هو رجل يصنع بيتًا لعائلته (نَسْلُهُ… بَيْته)
· هو رجل محب ورؤوف (حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَصِدِّيقٌ)
· هو رجل مساعِد (يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ)
· هو رجل حكيم (يُدَبِّرُ أُمُورَهُ بِٱلْحَقِّ)
· هو رجل قوي (لَا يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ)
· هو رجل سخي (فَرَّقَ أَعْطَى ٱلْمَسَاكِينَ)
· هو رجل لا يسيء استخدام سلطته (قَرْنُهُ يَنْتَصِبُ بِٱلْمَجْدِ)
· هو رجل مكروه (ٱلشِّرِّيرُ يَرَى فَيَغْضَبُ)
ü قَائِمٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ: “تتسم حياة الحكمة بالنجاح الدائم، على خلاف محاولات بشرية كثيرة فاشلة أو قصيرة الأمد.” فانجيميرين (VanGemeren)
ü “عندما تتلاشى كل ومضات المتعة الحسية، وعندما تذبل أزهار المجد العلماني، وعندما تُدفن كل الكنوز الأرضية في الظلمة، وعندما يختفي ويغيب هذا العالم وطرقه بشكل كامل، سيظل الرجل السخي راسخًا ومزدهرًا، وسيبقى بره إلى الأبد.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن بارو (Barrow)
ü قَرْنُهُ يَنْتَصِبُ بِٱلْمَجْدِ (بكرامة وشرف): ستعظَّم سلطته وقوّته بكرامة وشرف. يرتفع رأسه بكرامة من خلال قيمته الخاصة، لا بالابتزاز أو التملق.” كلارك (Clarke)
ü “ليُقرأ هذا في صلة وثيقة بالمزمور السابق [مزمور ١١١]، وسنرى الحقيقة السامية أن هذا الرجل قد صار مثل هذا الإله الذي يتقيه ويطيعه. فنفس الأشياء التي يحتفي بها صاحب المزمور في تسبيح الرب هي التي تشكل فضائل هذا الرجل خائف الرب.” مورجان (Morgan)
٣. ٱلشِّرِّيرُ يَرَى فَيَغْضَبُ (فيحزن): بالمقابلة مع البركة الدائمة على الرجل المستقيم، فإن الرجل الشرير يَذُوب، وسيزداد بؤسًا عندما تُحبَط رغبته (شَهْوَةُ ٱلشِّرِّيرِ تَبِيدُ)، وعندما يرى البركات وهي تأتي على خائف الرب.
· ربما لا يُحَرِّقُ الشرير أَسْنَانَهُ في هذه الحياة، لكن من المؤكد أنهم سيفعلون ذلك في الدهر الآتي (لوقا ١٣: ٢٨).
· “سيصبح ذلك الطماع التعس الذي يربض على أكياس أمواله والذي خدع الكريم، هو نفسه متسوِّلًا، وهو الأمر الذي كان يخشاه دائمًا. وهو الآن يوشك أن يعض أظافره حسدًا على ازدهار الآخرين.” تراب (Trapp)