تفسير سفر المزامير – مزمور ١٤٤
حرب وسلام
عنوان هذه المزمور هو مزمور لداود. ويعتقد أنه كُتب نحو الوقت الذي تم الاعتراف بداود ملكًا على كل أسباط إسرائيل. ويعكس هذا المزمور قلب داود من أجل كل من الحرب والسلام.
“يَظهر من الآيتين ٢ و١٠ من هذا المزمور أنه كُتب بعد تتويج داود على العرش. ومن الواضح من الآية ٥ وغيرها أنه كان لديه أعداء أكثر ينبغي له أن يقهرهم، مثل الفلسطيين.” جورج هورن (George Horne)
أولًا. صلوات وعبادة حول مواسم الحرب
أ ) الآيات (١- ٢): تسبيح لله الذي بارك وساعد داود في المعركة.
١مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ صَخْرَتِي، ٱلَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ ٱلْقِتَالَ وَأَصَابِعِي ٱلْحَرْبَ. ٢رَحْمَتِي وَمَلْجَإِي، صَرْحِي وَمُنْقِذِي، مِجَنِّي وَٱلَّذِي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، ٱلْمُخْضِعُ شَعْبِي تَحْتِي.
١. مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ صَخْرَتِي، ٱلَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ ٱلْقِتَالَ وَأَصَابِعِي ٱلْحَرْبَ: كان داود محاربًا عظيمًا، ويمكن أن يوصف في مصطلحاتنا اليوم بأنه من نخبة القوات الخاصة. وقد تمكّن من قتل كثيرين في نزالات فردية، كما تصف ١ صموئيل ١٧: ٤٨-٥٠ و ١٨: ٢٦-٢٧. والتدريب جزء جوهري من نجاح الجندي. وفهِم داود أن الرب هو الذي درّب يديه على الحرب وأصابعه على المعارك.
· عندما كان داود صبيًّا، “أَلِفَتْ يداه وأصابعه عصا الراعي وعود الموسيقيّ. لم تأْلَف السيف والرمح، لكن الله أعطاها الميل والقدرة على القيام بمآثر بطولية في الحرب.” تراب (Trapp)
· ذكر آدم كلارك (Adam Clarke) الأسلحة التي اعتقد أن داود قصَدها هنا: “… أن يستخدم السيف، وبلطة الحرب، أو الرمح… أن يستخدم القوس والسهام والمقلاع.”
· يُعَلِّمُ يَدَيَّ ٱلْقِتَالَ: إذا أحس إنسان بأن الله يعلّمه ويدرّبه من أجل استخدام أسلحة روحية – مثل سيف الروح، كلمة الله – فإنه يتوجب أن يستمر التدريب دائمًا. فهو لا يقول إن الرب ’علّم يديه القتال‘ في صيغة الماضي،، لكن في صيغة المضارع، ’يُعَلِّمُ يَدَيَّ ٱلْقِتَالَ.‘
· كتب سبيرجن (Spurgeon) عن خطر استخدام بعض الأسلحة من دون تدريب كاف، وهو خطر في كل من المجالين الطبيعي والروحي. “غالبًا ما تكون القوة غير المدرّبة إصابة للشخص التي يمتلكها، بل إنها تصبح خطرًا على الذين حوله. ولهذا يبارك صاحب المزمور الرب على تعليمهم كيفية استخدام هذه القوة.”
٢. رَحْمَتِي وَمَلْجَإِي، صَرْحِي (برجي العالي) وَمُنْقِذِي، مِجَنِّي: سكب داود أسماء وألقابًا على الله يمثل كل واحد منها جانبًا من جوانب المعدن الأدبي لله أو العون الذي قدّمه له في المعركة. وقد عرف داود عون الله وحضوره بطرق كثيرة، لا بواحدة أو اثنتين.
· من بين كل الأسماء والألقاب، نلاحظ أن داود بدأ بالرحمة (بالعبرية – حِسِدْ – وهي تدل على محبة الله العهدية المخْلِصة). لقد أحب داود الله وثمّنه على كونه ملجأ وبرجًا عاليًا ومنقذًا ومِجَنًّا وحصنًا ونصرًا له. لكن هذا كله كان هبة من إله المحبة والرحمة والأمانة.
· “يتحدث داود في المزمور ١٤٤ بشكل شخصي، معترفًا بأنه اكتشف الله كما هو. فهو ’صخرتي‘ ’إله رحمتي‘ (إلهي المُحب)، و’صرحي،‘ و’منقذي‘ و’مِجَنّي.‘” بويس (Boice)
٣. ٱلْمُخْضِعُ شَعْبِي تَحْتِي: كتب داود هذا بعد أن أصبح ملكًا على أسباط إسرائيل كلها (٢ صموئيل ٥: ١-٥). وإذا جاء هذا المزمور من فترة سابقة، فربما عنى إخضاع رجاله الجبابرة تحت سلطته (كما في ١ صموئيل ٢٢: ١-٢).
· “يفترض في الأشخاص الذين يحكمون آخرين أن يشكروا الله إذا نجحوا في مهمتهم. هذه الكائنات البشرية مخلوقات غريبة حتى إذا احتُفِظ بعدد منهم في ارتباط سلمي تحت قيادة أي واحد من خدام الله، فلا بد أنه سيبارَك كل يوم من أجل هذه الحقيقة الرائعة. سبيرجن (Spurgeon)
ب) الآيات (٣-٤): محبة الله غير المتوقعة واهتمامه بالبشر.
٣يَا رَبُّ، أَيُّ شَيْءٍ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ حَتَّى تَعْرِفَهُ، أَوِ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَكِرَ بِهِ؟ ٤ٱلْإِنْسَانُ أَشْبَهَ نَفْخَةً. أَيَّامُهُ مِثْلُ ظِلٍّ عَابِرٍ.
١. يَا رَبُّ، أَيُّ شَيْءٍ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ حَتَّى تَعْرِفَهُ؟: في السطور السابقة مجّد داود قوة الله العظيمة ونصره. وفي ضوء ذلك، دُهش داود لاهتمام الرب به، أو بالبشرية عمومًا.
· يطرح مزمور ٨: ٤ نفس السؤال من منظور مختلف قليلًا. إذ ينصب التوكيد في مزمورنا هذا على الرب كمحارب لا يستطيع أحد أن يقف في وجهه. وأما في مزمور ٨: ٤، فإن التوكيد ينصب على قوة الله كخالق وحافظ للكون.
· يفكر الرب في الإنسان كثيرًا. وفي ما يتعلق بالفداء، فإنه يجعله شخصية عظيمة. وهذا أمر يمكن أن يصدَّق، لكن لا يمكن أن يُفسَّر.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. أَوِ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَكِرَ بِهِ؟: استخدم داود أسلوب التكرار من أجل توكيد محبة الله واهتمامه بالبشرية غير المتوقعين.
· “رغم أني ملك على شعبي، إلاّ أن من المؤسف أني مجرد إنسان… مخلوق وضيع وآثم وفانٍ وتعس. فإذا قورنتُ بك، فإني أقل من الصفر والبطلان.” بوله (Poole)
٣. ٱلْإِنْسَانُ أَشْبَهَ نَفْخَةً. أَيَّامُهُ مِثْلُ ظِلٍّ عَابِرٍ: لأن داود كان مسؤولًا عن موت كثيرين في المعارك، ولأنه اقترب مرات كثيرة من الموت، عرف أن حياة المرء مؤقتة. إنها عابرة كالنفَس (نفخة) أو مِثْلُ ظِلٍّ عَابِرٍ.
· “لا يقدم صاحب المزمور التماسه إلى الرب على استحياء أو تردد، بل بجسارة. فهو يعرف إلهه. فرغم النقائص البشرية، فإنه مقتنع بأن الرب يهتم به ويفكر فيه.” فانجيميرين (VanGemeren)
ج) الآيات (٥-٨): تضرُّع إلى الله من أجل الإنقاذ.
٥يَا رَبُّ، طَأْطِئْ سَمَاوَاتِكَ وَٱنْزِلِ. ٱلْمِسِ ٱلْجِبَالَ فَتُدَخِّنَ. ٦أَبْرِقْ بُرُوقًا وَبَدِّدْهُمْ. أَرْسِلْ سِهَامَكَ وَأَزْعِجْهُمْ. ٧أَرْسِلْ يَدَكَ مِنَ ٱلْعَلَاءِ. أَنْقِذْنِي وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْمِيَاهِ ٱلْكَثِيرَةِ، مِنْ أَيْدِي ٱلْغُرَبَاءِ ٨ٱلَّذِينَ تَكَلَّمَتْ أَفْوَاهُهُمْ بِٱلْبَاطِلِ، وَيَمِينُهُمْ يَمِينُ كَذِبٍ.
١. يَا رَبُّ، طَأْطِئْ سَمَاوَاتِكَ وَٱنْزِلِ: استخدم داود عبارات وصورًا من ظهور الله على جبل سيناء (خروج ١٩: ١٦-٢٠) لكي يعطي الإحساس بالخشوع وحتى الرعب المتصل بحضوره.
· “أراد أن يكون الله حاضرًا في زمنه كما كان حاضرًا عند جبل سيناء.” بويس (Boice)
· “وبنفس الطريقة، فإن الكنيسة، جسد المسيح الروحي، تصلي بإلحاح من أجل الاكتمال النهائي لرجائها. إنها تتمنى ذلك اليوم الذي يطأطئ إلهها السموات وينزل للدينونة، ويجعل الجبال تدخن وتشتعل وتتدفق أمامه، عندما يبعثر بروقه، سهام سخطه وخدّام انتقامه، أجناد الظلمة، ويقضي على القوى المعادية للمسيحية، عندما تتحرر من كل عدو، من كل الذين يبغضوننا.” هورن (Horne)
٢. أَنْقِذْنِي وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْمِيَاهِ ٱلْكَثِيرَةِ، مِنْ أَيْدِي ٱلْغُرَبَاءِ: طلب داود من نفس الإله الجليل المهوب أن يحارب عنه مرسلًا بروقًا كسهام ضد الغرباء الذي حاربه بأكاذيب وأقوال باطلة.
· عندما كان داود طريدًا من الملك شاول، قام كثيرون بإبلاغ الملك تقارير كاذبة عن داود طمعًا في الفوز في رضاه (١ صموئيل ٢٢: ٦-١٠؛ ٢٣: ١٩-٢٠). ومن المحتمل أنه واجه همسات وأكاذيب أيضًا ضد معدنه الأخلاقي عندما كان ملكًا. فكانت تحاك أكاذيب وتُختلق تُهم ضده، كما حدث مع ابنه الأعظم.
· عندما انتقد داود هؤلاء الغرباء، لم يكن السبب جنسيتهم. إذ برهنت أعمالهم وتصرفاتهم أنهم غرباء عن شعب الله وأنهم رفضوا الرب، إله إسرائيل.
· “كان الأشخاص الذين صلى داود ضدهم خارج العهد مع الله. كانوا فلسطيين وأدوميين، أو أشخاصًا من أُمّته ذوي قلوب سود وأرواح خائنة. فكانوا غرباء حقًا مع أنهم حملوا اسم إسرئيل.” سبيرجن (Spurgeon)
ثانيًا. تسبيح وصلاة من أجل بركة السلام
أ ) الآيات (٩-١٠): حمد لله ٱلْمُنْقِذ.
٩يَا ٱللهُ، أُرَنِّمُ لَكَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. بِرَبَابٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ أُرَنِّمُ لَكَ. ١٠ٱلْمُعْطِي خَلَاصًا لِلْمُلُوكِ. ٱلْمُنْقِذُ دَاوُدَ عَبْدَهُ مِنَ ٱلسَّيْفِ ٱلسُّوءِ.
١. يَا ٱللهُ، أُرَنِّمُ لَكَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً: تطلّبت الانتصارات الجديدة والإنقاذات الجديدة ترنيمة جديدة. فكانت محبة الله وعونه لداود شيئًا نضِرًا وجديدًا دائمًا بالنسبة له. ولهذا ينبغي أن يكون تسبيحه وحمده كذلك.
· أُرَنِّمُ لَكَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً: “… عندما أتلقى رحمة جديدة، كما في اليانصيب. فمع كل جائزة أتلقّاها، أُبوِّق تسابيحي لله.” تراب (Trapp)
٢. بِرَبَابٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ أُرَنِّمُ لَكَ: كان داود موسيقيًّا ماهرًا (١ صموئيل ١٦: ١٨). وكان يعزف على رباب بعشرة أوتار في تسبيحه للرب.
٣. ٱلْمُعْطِي خَلَاصًا لِلْمُلُوكِ: شعر داود مرات كثيرة عندما كان صبيًّا راعيًا وضيعًا (١ صموئيل ١٧: ٣٤-٣٦)، وكطريد محتقر (١ صموئيل ٢٣: ٢٤-٢٩) بحاجته إلى عون الله. ونحس بأنه فوجئ تقريبًا بأن الله يمكن أن يساعده كملك، منقذًا إياه من السيف المميت (ٱلْمُنْقِذُ دَاوُدَ عَبْدَهُ مِنَ ٱلسَّيْفِ ٱلسُّوءِ).
ب) الآيات (١١-١٥): الصلاة من أجل هزيمة العدو وازدهار الشعب.
١١أَنْقِذْنِي وَنَجِّنِي مِنْ أَيْدِي ٱلْغُرَبَاءِ، ٱلَّذِينَ تَكَلَّمَتْ أَفْوَاهُهُمْ بِٱلْبَاطِلِ، وَيَمِينُهُمْ يَمِينُ كَذِبٍ. ١٢لِكَيْ يَكُونَ بَنُونَا مِثْلَ ٱلْغُرُوسِ ٱلنَّامِيَةِ فِي شَبِيبَتِهَا. بَنَاتُنَا كَأَعْمِدَةِ ٱلزَّوَايَا مَنْحُوتَاتٍ حَسَبَ بِنَاءِ هَيْكَلٍ. ١٣أَهْرَاؤُنَا مَلآنَةً تَفِيضُ مِنْ صِنْفٍ فَصِنْفٍ. أَغْنَامُنَا تُنْتِجُ أُلُوفًا وَرِبْوَاتٍ فِي شَوَارِعِنَا. ١٤بَقَرُنَا مُحَمَّلَةً. لَا ٱقْتِحَامَ وَلَا هُجُومَ، وَلَا شَكْوَى فِي شَوَارِعِنَا. ١٥طُوبَى لِلشَّعْبِ ٱلَّذِي لَهُ كَهَذَا. طُوبَى لِلشَّعْبِ ٱلَّذِي ٱلرَّبُّ إِلَهُهُ.
١. أَنْقِذْنِي وَنَجِّنِي مِنْ أَيْدِي ٱلْغُرَبَاءِ: كرر داود هنا الفكرة الواردة سابقًا في الآيتين ٧-٨. إذ كان يمثّل وجود هؤلاء الغرباء الكذابين المفترين وعملهم الهدّام قلقًا عظيمًا له. فتوسّل إلى الله أن ينقذه.
٢. لِكَيْ يَكُونَ بَنُونَا مِثْلَ ٱلْغُرُوسِ ٱلنَّامِيَةِ فِي شَبِيبَتِهَا: صلى داود من أجل سلسلة من البركات التي يمكن أن تأتي بين شعب الله عندما يتعامل الله مع هؤلاء الكذابين المفترين الأشرار الموجودين في وسطهم. وتركز هذه على الاهتمامات اليومية في المجتمعات الزراعية.
· ليتباركوا ببنين وبنات، بنين متجذرين بقوة ومزدهرين (مِثْلَ ٱلْغُرُوسِ ٱلنَّامِيَةِ فِي شَبِيبَتِهَا)، وبنات مستقرّات فخورات (بَنَاتُنَا كَأَعْمِدَةِ ٱلزَّوَايَا مَنْحُوتَاتٍ حَسَبَ بِنَاءِ هَيْكل).
· ليتباركوا بعمل أيديهم، بمخازن ممتلئة (أَهْرَاؤُنَا مَلآنَةً تَفِيضُ مِنْ صِنْفٍ فَصِنْفٍ)، وبآلاف الأغنام (أَغْنَامُنَا تُنْتِجُ أُلُوفًا وَرِبْوَاتٍ فِي شَوَارِعِنَا)، ومئات من البقر (بَقَرُنَا مُحَمَّلَةً)، ومحاصيل وفيرة.
· ليتباركوا بالسلامة والسلام في المجتمع من دون عنف (لَا ٱقْتِحَامَ وَلَا هُجُومَ) أو ظُلم (وَلَا شَكْوَى فِي شَوَارِعِنَا).
ü “سبق أن وعد الرب بأن يبارك شعبه بشباب أقوياء، وبالإنتاجية، والذرّيّة، وبأن يحميهم من هجمات الأعداء والمذلة (انظر لاويين ٢٦: ١-١٣؛ تثنية ٢٨: ١-١٤؛ مزمور ١٣٢: ١٣-١٨).” فانجيميرين (VanGemeren)
· بَنَاتُنَا كَأَعْمِدَةِ ٱلزَّوَايَا مَنْحُوتَاتٍ حَسَبَ بِنَاءِ هَيْكَلٍ: “… البنات صورة للأناقة الشبيهة بالتماثيل والقوة. تقول ترجمة ’الكتاب المقدس الإنجليزي الجديد‘: ’بناتنا مثل أعمدة منحوتة في زوايا قصر.‘ لا يوجد أي ابتذال في تنشئتهنّ.” كيدنر (Kidner)
· “نرغب في بركة للعائلة كلها، للبنات كما للبنين. فاستبعاد البنات من دائرة البركة سيكون أمرًا تعيسًا للغاية.” سبيرجن (Spurgeon)
· لَا ٱقْتِحَامَ وَلَا هُجُومَ: “رجال الأمن في الملكوت منظَّمون حسنًا حتى إنه لا يوجد سلب، أو لصوص، أو اقتحام للبيوت، أو عصابات للغزو في الأرض، أو غارات من قبائل مجاورة حاملة معها مقتنيات أو أشخاصًا للسبي. لا يوجد اقتحام من الخارج أو من الداخل في هذه الأمة.” كلارك (Clarke)
٣. طُوبَى لِلشَّعْبِ ٱلَّذِي لَهُ كَهَذَا: صلى داود كملك حكيم مهتم بشعبه، طالبًا إلى الرب بركة على شعبه في حياتهم اليومية المشتركة.
· “أتوسل إليك أن تعطيني هذه الرحمة، لا من أجلي أنا، بل من أجل شعبك، لكي يخضع أعداؤك وأعدؤنا، ولكي يترسخ السلام في الأرض، ولكي يتمتع شعبك بهذه البركات التي وعدتهم بها.” بوله (Poole)
· “يمكن تطبيق هذه الآيات مع بعض التكييف على أية كنيسة مزدهرة، حيث ينمو المهتدون، وتتوالى رسالة الإنجيل بوفرة، ويقدِّم المؤمنون الروحيون التعزية والدعم المتواصل، ويعمل الخدام والعاملون بنشاط كامل. والشعب سعيد وموحَّد. ليت الرب يجعل الأمور هكذا في كل كنائسنا إلى الأبد.” سبيرجن (Spurgeon)
٤. طُوبَى لِلشَّعْبِ ٱلَّذِي ٱلرَّبُّ إِلَهُهُ: ومع ذلك، ما كان يمكن أن تأتي بركات كهذه إلى شعب عهد الله إلا عندما يكونون موالين له، كما وعد بأن يكون مواليًا لهم (خروج ٢٤: ٣-٨). فعندما تطلعوا إلى الرب بصفته إلههم وسيّدهم الوحيد، رافضين أوثان الشعوب كلها، فقد مُنحت البركات الموعودة لهم، وفرح الشعب.
· إنّ ما انطبق على داود وإسرائيل في العهد القديم ينطبق بقوة أكبر على المؤمن في العهد الجديد. وينبغي أن يقال عن المؤمنين: طُوبَى لِلشَّعْبِ ٱلَّذِي ٱلرَّبُّ إِلَهُهُ. هذا هو وعدنا وميراثنا كمؤمنين، كأتباع ليسوع المسيح.
· يصبح الذين يعبدون الإله السعيد شعبًا سعيدًا.” سبيرجن (Spurgeon)
· “تنتهي الصلاة عند الانسجام التي تصوَّرتْهُ. إذ في حين أنها تقدِّر الهبات، إلا أنها تحتفظ بالطوباوية النهائية للعلاقة الكامنة وراءها، وهي أن يكونوا الشعب الذين يعرفون الرب بصفتهم إلههم.” كيدنر (Kidner)