تفسير سفر المزامير – مزمور ٥٦
إيمان في وسط الخوف
عنوان هذا المزمور هو لِإِمَامِ ٱلْمُغَنِّينَ عَلَى «ٱلْحَمَامَةِ ٱلْبَكْمَاءِ بَيْنَ ٱلْغُرَبَاءِ». مُذَهَّبَةٌ لِدَاوُدَ، عِنْدَمَا أَخَذَهُ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ فِي جَتَّ. ويرجّح (لكن ليس مؤكدًا) أن “ٱلْحَمَامَةِ ٱلْبَكْمَاءِ بَيْنَ ٱلْغُرَبَاءِ (في أراضٍ بعيدة)” لحنٌ عُزِف عليه المزمور. ويربط بعضهم هذا بموضوع المزمور، حيث يعتقدون أنه يمثل حمامة في ضيقة كما كان داود في ضيقة.
يدعى هذا المزمور، شأنه شأن المزمور ١٦ والمزامير الأربعة التالية، ’مذَهَّبة لداود‘ حيث تعني كلمة (Mitcham) العبرية ’ذهبي.‘ بينما يعتقد آخرون أنها مرتبطة بكلمة تعني ’يغطي‘ ما يوحي بسرية ضرورية في أوقات الأزمة.
الوقت الذي عِنْدَمَا أَخَذَهُ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ فِي جَتَّ مسجل في سفر صموئيل الأول ١٠:٢١-١٥. وهو يتناول الفترة بين زيارة داود لخيمة الاجتماع في نوب ووصوله إلى عدلّام. كان وحيدًا، ويائسًا، وخائفًا، وغير قادر على التفكير بوضوح كبير.
أولًا. الخوف والإيمان في استجابة لخطر دائم
أ ) الآيات (١-٢): النظر إلى العليّ من أجل الرحمة.
١اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ لأَنَّ الإِنْسَانَ يَتَهَمَّمُنِي، وَالْيَوْمَ كُلَّهُ مُحَارِبًا يُضَايِقُنِي. ٢تَهَمَّمَنِي أَعْدَائِي الْيَوْمَ كُلَّهُ، لأَنَّ كَثِيرِينَ يُقَاوِمُونَنِي بِكِبْرِيَاءَ.
١. اِرْحَمْنِي يَا ٱللهُ: كان داود في خطر دائم من أعداء كثيرين – من كلٍّ من الفلسطينيين وخدام شاول. فصرخ إلى الله عارفًا أن العون الإلهي يمكن أن ينقذه من أي تهديد بشري. فاحتكم إلى الله غير معتمد على ما يستحقه أو لا يستحقه.
· “بدلًا من أن يبني صاحب المزمور شكواه بشكل تدرُّجي، سكب قلبه مرة واحدة.” فانجيميرين (VanGemeren)
· يَتَهَمَّمُنِي: “ينبغي أن تدفعنا أفواه الأعداء المحتدمين غضبًا علينا إلى أن نفتح أفواهنا في الصلاة.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. لِأَنَّ كَثِيرِينَ يُقَاوِمُونَنِي بِكِبْرِيَاءَ: كان أعداء داود يفوقونه عددًا، ولهذا نظر إلى العون من الله المتوج في العلاء. عرف داود القيمة الإستراتيجية للأرض المرتفعة في المعركة، فكان أمرًا منطقيًّا أن يتطلع إلى العون من العلاء.
· “لكي يبيّن صاحب المزمور مدى صعوبة الوضع، يكرر الإشارة إلى الأعداء بصيغة الجمع ملاحظًا أنّ كَثِيرِينَ عازمون في مرارتهم بكل ما أُوتُوا من قوة على إيذائه، وهو شخص مسكين وحيد بلا أصدقاء.” تراب (Trapp)
· فهِمَ آدم كلارك تعبير ’بِكِبْرِيَاء‘ بطريقة مختلفة: “يدل التعبير على مكان مرتفع. لِأَنَّ كَثِيرِينَ يُقَاوِمُونَنِي من مرتفع.” كلارك (Clarke)
ب) الآيات (٣-٤): بين خائف وغير خائف.
٣فِي يَوْمِ خَوْفِي، أَنَا عَلَيْكَ أَتَّكِلُ. ٤اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ؟
١. فِي يَوْمِ خَوْفِي، أَنَا عَلَيْكَ أَتَّكِلُ: لم ينكر ذلك الشاب الذي قتل الأسد والدب وجليات، والذي كان قائدًا ناجحًا في جيش إسرائيل، وجود خوف فيه. إذ كانت هنالك أوقات خاف فيها. لكنه كان يعرف ما ينبغي بهذا الخوف. وهو يعلن هنا بجسارةٍ ثقته بالرب رغم خوفه.
· “خاف، لكن الخوف لم يملأ كل مساحة من فكره. فهو يضيف: ’أَنَا عَلَيْكَ أَتَّكِلُ.‘ وهكذا يمكن أن يحتل الخوف والإيمان الفكر في نفس اللحظة.” سبيرجن (Spurgeon)
· هنالك كثيرون لا يخدمون الله أو ينطقون باسمه لآخرين خوفًا. وهم ينتظرون وقتًا لا يعودون فيه خائفين ليفعلوا ذلك. وينصحهم داود قائلًا: “أنا أخاف أحيانًا، لكني أثق بالله وأفعل ما هو صواب.” فلا تتنظر إلى أن يتوقف الخوف لتفعل ما هو صواب في عيني الرب.
· “إنها علامة أكيدة للنعمة عندما يستطيع إنسان أن يثق بإلهه، لأن الإنسان الطبيعي عند الخوف يتراجع عن بعض ثقته البشرية، أو يعتقد أنه سيكون قادرًا على أن يضحك في وقت الخوف.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. ٱللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلَامِهِ: في وسط إعلان داود ثقته بالله، فإنه يلفت الانتباه إلى جدارة كلمة الله بالمديح. فكانت ثقته بالله مرتبطة بشكل مباشر بكلمته. فلم تكن ثقته رجاء أعمى أو أمنية طرحها في الهواء. فهي مبنية على معدن الله الأدبي المعلن ووعوده المعلنة.
· نحن نقول إننا نثق بالله، لكن كيف يمكننا أن نعرف بثقة أي شيء عن الله؟ نحن نعرف ذلك من خلال كلمته، من خلال إعلانه الذاتي لنا.
· “ربما ينطبق هذا على داود عندما فكّر في كلمات الله التي نقلها النبي صموئيل له مؤكدًا أنه سيكون ملكًا على إسرائيل (انظز سفر صموئيل الأول ١:١٦-١٣).” بويس (Boice)
٣. عَلَى ٱللهِ تَوَكَّلْتُ فَلَا أَخَافُ: أعطت الثقة بالله داود قوة دفع ليتخذ خطوة أخرى. إذ بدأ بالثقة بالله عندما كان خائفًا. وعندما كوفئتْ ثقته، انتقل إلى خطوة أخرى مقررًا أنه لن يخاف (فَلَا أَخَافُ).
· “أولًا، يعلن المرنم أنه في ساعة خوفه يتكل على الله. ثم يقول إنه في ثقته بالله لا يخاف.” مورجان (Morgan)
٤. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي ٱلْبَشَرُ: إن ردّنا الغريزي لهذ السؤال البلاغي هو: أذى كبيرًا. فنحن نخاف باستمرار ونختبر أذى كثيرًا من البشر. لكن في سياق ثقة داود بالله العلي، فإنه يدرك أنه عندما يكون الله إلى جانبه، لا يهم إن كان بشر ضده.
ج) الآيات (٥-٧): خطر دائم.
٥الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ. ٦يَجْتَمِعُونَ، يَخْتَفُونَ، يُلاَحِظُونَ خُطُواتِي عِنْدَمَا تَرَصَّدُوا نَفْسِي. ٧عَلَى إِثْمِهِمْ جَازِهِمْ. بِغَضَبٍ أَخْضِعِالشُّعُوبَ يَا اَللهُ.
١. ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلَامِي: لم تكن الهجمات على داود عنيفة فحسب، بل كانت مخادعة أيضًا، حيث كانوا يلوون كلامه ويشوهونه ويطعنون في نيّاته. لقد تآمر كثيرون باستمرار للشر، آملين أن يكْمُنوا له (تَرَصَّدُوا نَفْسِي) ويقتلوه في هجمة مباغتة.
· “الضغط غير المنقطع هو أسوأ جزء من المحنة. وهو أول شيء أكده داود: ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ (في الآيتين ١ و ٢)، وهو الآن يذكره مرة ثالثة في ٥:٥٦.” كيدنر (Kidner)
· “كلمة ’يحرفون‘ هنا مشتقة من جذر كلمة تدل على عمل شاقٍّ مُجْهِد غير مُجْزٍ. وهم يخططون لكي يبطل ما يقوله هذا الرجل التقي وما يخطط لعمله من أمور صائبة.” فانجيميرين (VanGemeren)
· يُحَرِّفُونَ كَلَامِي: هذا وضع شائع في الحرب بين الأشرار. إنهم يعرّضون كلماتنا للتعذيب والجلد، ويبتزون معاني منها غير موجودة فيها.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. عَلَى إِثْمِهِمْ جَازِهِمْ (فهل يفلتون بإثمهم؟): احتكم داود إلى عدالة الله. فلم يكن صوابًا أن ينتصر عليه هؤلاء الأشرار. وسواء أكانوا فلسطينيين أم خدام شاول، فقد طلب داود من الله أن يطرحهم أرضًا (أَخْضِعِ ٱلشُّعُوبَ يَا ٱللهُ).
ثانيًا. رعاية الله وتعاطفه مع داود
أ ) الآيات (٨-٩): لاحظ الله تعاسة داود.
٨تَيَهَانِي رَاقَبْتَ. اجْعَلْ أَنْتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ. أَمَا هِيَ فِي سِفْرِكَ؟ ٩حِينَئِذٍ تَرْتَدُّ أَعْدَائِي إِلَى الْوَرَاءِ فِي يَوْمٍ أَدْعُوكَ فِيهِ. هذَا قَدْ عَلِمْتُهُ لأَنَّ اللهَ لِي.
١. تَيَهَانِي رَاقَبْتَ. ٱجْعَلْ أَنْتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ: في هذه الفترة من حياة داود، قبل مجيئه إلى كهف عدلّام (سفر صموئيل الأول ٢٢)، كان وحيدًا تمامًا. فجعله هذا يثمن تعاطف الله معه ورعايته له أكثر. ووجد تعزية كبيرة في أن الله لاحظ تعاسته.
· “يكمن السبب في الرجاء في عدالة الله في طبيعته الإلهية ووعده بتبرئة أبنائه والدفاع عنهم. ولهذا يضيف صاحب المزمور ملاحظة شخصية حول مدى معاناته.” فانجيميرين (VanGemeren)
· “ٱجْعَلْ أَنْتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ: ضعْها في اعتبارك. تذكَّرْها. واشفق عليها.” بوله (Poole)
· “كانت أحزانه كثيرة حتى إنه سيحتاج إلى زق خمر كبير ليسعها كلها.” سبيرجن (Spurgeon)
· دُمُوعِي فِي زِقِّكَ: “نجد هنا تلميحًا إلى عادة قديمة جدًّا شاعت بين اليونانيين والرومان، وهي سكب الدموع التي تُذرف على شخص في قارورة تدعى قارورة دمعية لتوضع على قبره. كان بعضها مصنوعًا من الزجاج، وبعضها من الفخار، وبعضها من العقيق، وبعضها من الجزع، إلخ. وتوجد واحدة صغيرة في مجموعتي مصنوعة من الطين القاسي المشوي.” كلارك (Clarke)
· أشار سبيرجن إلى هذه الممارسة ووجود تلك الزجاجات القديمة، لكنه اعتقد أن داود لم يكن يلمّح إلى تلك العادة الرومانية.
٢. هَذَا قَدْ عَلِمْتُهُ لِأَنَّ ٱللهَ لِي: كان هذا أساس ثقة داود. فلم يعنِ تيهانه ودموعه أن الله كان ضده. بل عرف أن الله له (هَذَا قَدْ عَلِمْتُهُ لِأَنَّ ٱللهَ لِي) وأن الله سيستجيب صلاته من أجل الإنقاذ.
· لِأَنَّ ٱللهَ لِي: “ماذا يمكننا أن نطلب أكثر من هذا التوكيد، أنه مهما كان أعداؤنا أقوياء، فإن هنالك شخصًا مستعدًّا دائمًا لأن يَهُبّ إلى نجدتنا ودفاعنا، شخصًا لا يستطيع مخلوق أن يقف أمام قوّته؟ استطاع داود أن يقول: ’هَذَا قَدْ عَلِمْتُهُ‘ ولدينا إيمان داود لنقول إننا ’هَذَا قَدْ عَلِمْتُهُ‘ أيضًا.” هورن (Horne)
· اللهُ لي: “ردد بولس صدى النهاية المنتصرة لهذه الآية (أو مزمور ٧:١١٨أ) ويضعها إلى جانب عبارته ’فمن علينا؟‘ (رومية ٣١:٨).” كيدنر (Kidner)
ب) الآيات (١٠-١١): الإعلان بالثقة بالله مرة أخرى.
١٠اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. الرَّبُّ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. ١١عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الإِنْسَانُ؟
١. ٱللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلَامِهِ: يعلن داود للمرة الثانية والثالثة عظمة الله. هكذا عرف أن الله له. لم تكن أمنية أو حلمًا أو أملًا. كانت ثقته مؤسسة على أساس متين، لأن الله قال ذلك في كلمته.
٢. عَلَى ٱللهِ تَوَكَّلْتُ فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي ٱلْإِنْسَانُ: كرر داود هذه العبارة واعظًا نفسه ليبثّ مزيدًا من الثقة في نفسه. فلأن الله له (وهو أمر مؤكد في كلمته)، فلا يلزم أن يخاف مَاذَا يَصْنَعُهُ بِهِ ٱلْإِنْسَانُ.
- “عندما وصلت الأخبار إلى لوثر أن كلًّا من الإمبراطور والبابا هددا بأن يقضيا على حياته، ردّ بشجاعة: ’لا آبَهُ لأيٍّ منهما. أنا عالمٌ بمن آمنتُ.‘” تراب (Trapp)
ج) الآيات (١٢-١٣): الوفاء بالنذر.
١٢اَللَّهُمَّ، عَلَيَّ نُذُورُكَ. أُوفِي ذَبَائِحَ شُكْرٍ لَكَ. ١٣لأَنَّكَ نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ. نَعَمْ، وَرِجْلَيَّ مِنَ الزَّلَقِ، لِكَيْ أَسِيرَ قُدَّامَ اللهِ فِي نُورِ الأَحْيَاءِ.
١. اَللَّهُمَّ، عَلَيَّ نُذُورُكَ. أُوفِي ذَبَائِحَ شُكْرٍ لَكَ: أشار داود إلى الذبيحة التي سيقدمها من أجل الخلاص الذي هو متأكد من أن الله سيجلبه. كان بعيدًا عن مذبح الله، فلم يكن ممكنًا أن يقدم الذبيحة. لكن الذبيحة قُدِّمت بالفعل في قلبه، تمامًا مثل الخلاص المتوقع.
· “كان متأكدًا جدًّا من الخلاص، كما هو الحال في مزامير كثيرة مشابهة، حتى إن أفكاره انشغلت بتحضير ذبيحة شكر قبل المجيء الفعلي للرحمة التي من أجلها سيقدم الذبيحة من أجلها.” ماكلارين (Maclaren)
· ذَبَائِحَ شُكْرٍ: “يمكن أن تكون ذبائح الشكر تعبيرًا يدل على ذبائح فعلية (مثلًا سفر اللاويين ١٢:٧) ولترانيم عرفان وشكر (مثلًا مزمور ٧:٢٦).” كيدنر (Kidner)
· “أيها القارئ، ما الذي نذرته لله؟ أن تجحد إبليس وأعماله كلها، وأُبّهة العالم وغروره، ورغبات الجسد الآثمة؟ أن تحفظ كلمة الله ووصاياه، وأن تسلك أمامه كل أيام حياتك؟ لقد نذرتَ تلك النذور، وهي ما زالت عليك. فمتى ستفيها؟” كلارك (Clarke)
٢. لِأَنَّكَ نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ ٱلْمَوْتِ: في طريق داود إلى جت، وعندما كان فيها، وفي خروجه منها، كان في خطر شديد. فالله والله وحده هو الذي نجّاه من أعدائه وحفظ قدميه من السقوط (رِجْلَيَّ مِنَ ٱلزَّلَقِ).
٣. لِكَيْ أَسِيرَ قُدَّامَ ٱللهِ فِي نُورِ ٱلْأَحْيَاءِ: عرف داود لماذا نجّى الله حياته – لا لكي يحيا لنفسه ولأهدافه الخاصة، بل ليحيا قُدَّامَ ٱللهِ ياستقامة.
· “في هذا المزمور، تسلّقنا من فكّي العدو المفترستين إلى نور حضور الرب، وهو سبيل لا يسير فيه إلا الإيمان.” سبيرجن (Spurgeon)
· “تجعلنا حقيقة استخدام يسوع لآخر كلمات الآية ١٣ هذه في إنجيل يوحنا ١٢:٨ نفكر في الآية في ضوء الخلاص الذي يجلبه يسوع للذين يتكلون عليه، وفي ’الحياة‘ التي تقدَّم كهبة خلاص من الروح القدس.” بويس (Boice)