تفسير سفر المزامير – مزمور ٨٢
قضاة الأرض أمام القاضي العظيم
هذا المزمور معنون مَزْمُورٌ لِآسَافَ. يرجّح أن الكاتب آساف المرنم والموسيقي العظيم عاش في عهدي داود وسليمان (١أخبار١٥: ١٧-١٩؛ ١٦: ٥-٧، ٢٥: ٦). وتضيف ١ أخبار الأيام ٢٥: ١ و ٢أخبار١:٢٥ و ٢أخبار٣٠:٢٩ أن آساف كان نبيًّا في مؤلفاته الموسيقية.
“يأخذنا هذا المزمور في كلمات قليلة وراء أخطائنا الحالية وما بعدها لكي يصوّر صلاحيات الله غير المحدودة، وتفويضه للسلطة، وتشخيصه لحالتنا، ومقاصده الجذرية.” كيدنر (Kidner)
أولًا. الله يستدعي القضاة
أ ) الآيات (١-٢): الله يحقق مع القضاة الظالمين
١ٱللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ ٱللهِ. فِي وَسْطِ ٱلْآلِهَةِ يَقْضِي: ٢«حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ ٱلْأَشْرَارِ؟ سِلَاهْ.
١. ٱللهُ قَائِمٌ (واقف) فِي مَجْمَعِ ٱللهِ (الجبابرة): يقدم آساف صورة الله في وسط الجبابرة قائمًا (واقفًا) في سلطته.
· “يقف الله كقاضٍ ليراقب عن قرب ما يقال ويُفعل هناك ويصدر حكمًا بناءً ملائمًا على ذلك. عادة ما يجلس القاضي عندما يستمع إلى القضايا، لكنه يقف عند إصدار الحُكم.” بوله (Poole)
٢. فِي وَسْطِ ٱلْآلِهَةِ يَقْضِي: يقف الله في وسط هؤلاء الجبابرة، لكي يجلب حُكمًا وقضاء بينهم. والكلمة المستخدمة هنا هي إيلوهيم (ٱلْآلِهَةِ)، وهي صيغة الجمع للإله في العبرية. وتؤدي فكرة قيام الله بالحكم على الآلهة إلى عدة اقتراحات حول هوية هؤلاء ٱلْآلِهَةِ.
· غالبًا ما تُستخدم كلمة إيلوهيم للإشارة إلى الإله الحقيقي، يهوه. وهي في صيغة الجمع لوصف جلالة شخصه، ولغرض التلميح إلى طبيعته الثالوثية لله، حيث إن الله الواحد موجود في ثلاثة أقانيم.
· غالبًا ما تُستخدم كلمة إيلوهيم (الآلهة) في صيغة الجمع للإشارة إلى الآلهة الوثنية الزائفة.
· تُستخدم كلمة إيلوهيم أحيانًا كإشارة إلى الملائكة.
· تؤخذ كلمة إيلوهيم هنا على أفضل وجه كإشارة إلى القضاة البشريين الذين يقفون مكان الله في قدرته على تقرير مصير الآخرين.
ü “يدعى القضاة المجتمعون حول الله كمجمع “آلهة” (إيلوهيم) لأنهم مفوّضون منه وينفذون إرادته. فهم عاملون تنفيذيون.” مورجان (Morgan)
ü يشبَّه القضاة والمشرِّعون بالله في هذا المزمور لأنهم يمارسون شيئًا من سلطته في الترتيب السليم للمجتمع البشري.” ميير (Meyer)
ü أوضح مارتن لوثر “أن مزمور١:٨٢و ٦ ترسّخ سلطة القضاة وتحدّها في الوقت نفسه. فهي ترسّخه لأن الله هو الذي يعيّن السلطات، وهو الذي يسمّيهم آلهة. وهو يحدّهم لأنهم تحت المساءلة أمامه، كما يبيّن المزمور.” بويس (Boice)
ü “كل المحاكم البشرية معيّنة من الله. فالمشرّعون يعملون باسمه وتفويض منه. وهو حاضر بشكل غير منظور في اجتماعاتهم، ويشرف على مرافعاتهم. وهو يتلقى استئنافات من قراراتهم الخطأ. وذات يوم، سوف يعيد النظر في جميع القضايا في محكمته، وسيعكس كل حُكم جائر أمام الجماعة العظيمة للبشر والملائكة.” هورن (Horne)
ü “تعني إشارة الرب يسوع إلى مزمور٦:٨٢ في يوحنا١٠: ٣٤–٣٨ قبول يسوع (وصاحب الإنجيل) لفكرة أن لفظة الآلهة تشير إلى القضاة البشريين.” ماكلارين (Maclaren)
٣. حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا؟ عندما استدعى الله مجمع القضاة معًا، فإنه لم يفعل ذلك لكي يمدحهم أو يكرمهم. بل فعل ذلك لكي يواجههم على حكمهم الظالم وإظهار محاباة الأشرار (تَرْفَعُونَ وُجُوهَ ٱلْأَشْرَارِ). وتبيّن هذه المواجهة أن الله نفسه هو القاضي في المحكمة العليا النهائية.
· “أخطأ القضاة المعنيون هنا في أنهم أظهروا احترامًا لشخص الأشرار، وبالتالي ابتعدوا عن تلك العدالة الصارمة التي تميّز معاملات الله مع كل المسؤولين.” مورجان (Morgan)
· “هل ستمثلون الله وتعبرون عنه للعالم كقاضي فاسد، ملتوي، وظلم؟” تراب (Trapp)
· “يَحْسُن بقضاة مدننا ومشرّعي بلدنا أن يتذكروا هذا. يحتاج بعضهم إلى الذهاب إلى مدرسة آساف إلى أن يتقنوا هذا المزمور. إذ تُصنع قراراتهم الفظة وأحكامهم الشاذة في حضرة ذاك الذي سيحاسبهم على كل تصرف غير لائق، لأنه لا يحابي أحدًا. وهو نصير للمساكين والمعوزين.” سبيرجن (Spurgeon)
٤. سِلَاهْ: فكرة استدعاء الله لقضاة الأرض لدينونة خاصة جديرة بالتأمل الجاد.
· سِلَاهْ: “يعطي هذا المسيئين فترة صمت للتفكير والاعتراف.” سبيرجن (Spurgeon)
ب) الآيات (٣-٤): الله يأمر القضاة الظالمين.
٣اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا ٱلْمِسْكِينَ وَٱلْبَائِسَ. ٤نَجُّوا ٱلْمِسْكِينَ وَٱلْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ ٱلْأَشْرَارِ أَنْقِذُوا.
١. اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ: كان إيعاز الله لقضاة الأرض هو أن يقوموا بواجبهم في الدفاع عن الذين غالبًا ما يعامَلون بظلم. ففي زمن آساف، غالبًا ما كان اليتامى والمساكين أهدافًا للمعاملة غير المنصفة. إذ كان واجب القضاة يتمثل في تطبيق العدالة للمبتلين والمحتاجين.
· “أنتم (أيها القضاة) حُماة طبيعيون تعملون تحت إشراف الله. هنالك أشخاص مقموعون، فعاقِبوا ظالميهم، مهما بلغ غِناهم. حرِّروهم.” كلارك (Clarke)
· “ينبغي على كل حاكم أن يرسم هذه الآيات الثلاث، بل المزمور كله على حائط حجرته، وعلى سريره، وعلى طاولته، وعلى ملابسه. إذ سيجدون هناك فضائل نبيلة سامية ملكية يمكن أن يمارسوها في مجال سلطتهم، لأن الإدارة الحكومية الزمنية، بعد وظيفة الوعظ، أسمى خدمة لله، وأعظم وظيفة على الأرض.” بويس (Boice) نقلًا عن لوثر (Luther)
٢. مِنْ يَدِ ٱلْأَشْرَارِ أَنْقِذُوا: من سمات ٱلْأَشْرَارِ أنهم يفترسون المسكين والمحتاج. كان الواجب الموجَّه من الله إلى القضاة أن يحرروا الضعفاء غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم من الذين ظلموهم.
· “كثيرًا ما يًستخدم القانون كأداة للانتقام في يد أشخاص مجردين من المبادئ والضمير، أداة مميتة كالسم أو كالخنجر. ومن واجب القاضي أن يمنع هذه الدناءة.” سبيرجن (Spurgeon)
· أعطى الملك يهوشافاط حكماً مشابهًا للقضاة في ٢أخبار١٩: ٦- ٧: “وقال للقضاة: “انظروا ما أنتم فاعلون، لأنكم لا تقضون للإنسان بل للرب. وهو معكم في أمر القضاة. والآن لتكن هيبة الرب عليكم. احذروا وافعلوا، لأنه ليس عند الرب إلهنا ظلم ولا محاباة ولا ارتشاء.”
· “يقال عن فرانسيس الأول، ملك فرنسا، إنه عندما ركعت امرأة أمامه طالبة العدل، طلب منها أن تقف، وقال لها: يا امرأة، أنا مدين لك بالعدل، وستحصلين عليه. وإذا التمستِ شيئًا مني، فستكون رحمة.” سبيرجن (Spurgeon)نقلًا عن برايس (Price)
ج) الآية (٥): الله يفضح ضعف القضاة الظالمين.
٥لَا يَعْلَمُونَ وَلَا يَفْهَمُونَ. فِي ٱلظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ ٱلْأَرْضِ.
١. لَا يَعْلَمُونَ وَلَا يَفْهَمُونَ: ينبغي أن يُفهم هذا على أنه إشارة إلى القضاة الظالمين أنفسهم. فرغم منصبهم الرفيع ورأيهم العالي في أنفسهم، فإنهم غالبًا جهلة ويغالون في فهمهم.
· “لا يَعْلَمُونَ، لا يَعْقِلون حقيقة القضية وصوابها ولا واجب منصبهم. وغالبًا ما يقال في كلمة الله إن أشخاصًا لا يَعْلَمُونَ ما لا يحبونه وما لا يمارسونه.” بوله (Poole)
· كان لآدم كلارك (Adam Clarke) رأي أفضل بكثير للقضاة في زمنه (١٨٢٢)، لكنه فهِم تطبيق القضاة في زمن آساف. “إنهم جهلة ولا يريدون أن يحصلوا على إيعازات أو إرشاد. وهم يرفضون أن يتعلموا ولا يستطيعون أن يعَلِّموا. يا لَسعادة إنجلترا! كم هي مختلفة عن اليهودية في زمن يهوشافاط. كل قضاتهم متعلمون وأبرار ونزيهون. لم يُكرَم رجال أعظم في مهنتهم في أي أرض أو بلد قط كما أُكرم هؤلاء.” كلارك (Clarke)
٢. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ ٱلْأَرْضِ: عندما يسلك القضاة في ظلمة كبريائهم وغطرستهم (فِي ٱلظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ)، فإن من المؤكد أن الحياة اليومية للشعب تصبح متقلقلة متزعزعة، كما لو أن الأرض تهتز تحت أقدامهم.
· ذكر بويس (Boice) ثلاثة أخطار تشكل الهلاك المقدَّر للحكومات التي تنسى الله:
ü الجهل (لَا يَعْلَمُونَ)
ü يتصرفون بشكل غير ملائم (فِي ٱلظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ)
ü مجتمع متقلقل غير ثابت (تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ ٱلْأَرْضِ)
· “لا يوجد شيء يحتاج العالم إليه اليوم أكثر من عدالة حازمة بلا محاباة.” مورجان (Morgan)
· “عندما يُجلَد الفلاحون الفقراء من مالكي المزارع كما يُجلَد الحصان، مع الإفلات من العقوبة، وعندما يُعتقد أن حياة عصفور أثمن من أرواح المساكين، فإن أساسات الأرض تغرق بالفعل مثل أكوام نتنة غير قادرة على حمل الهياكل التي بُنِيتْ عليها.” سبيرجن (Spurgeon)
· يتكون أي مجتمع، سواء أكان كنسيًّا أم مدنيًّا، من أعداد كبيرة. لكن رفاهته تعتمد على قلّة، على أولئك الذين توضع الإدارة في أيديهم.” هورن (Horne)
ثانيًا. الله يصدر حكمًا على القضاة
أ ) الآيات (٦-٧): الله يصدر حكمًا على القضاة الظالمين.
٦أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو ٱلْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. ٧لَكِنْ مِثْلَ ٱلنَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ ٱلرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.
١. إِنَّكُمْ آلِهَةٌ: وقف هؤلاء القضاة البشريون في مكان الآلهة فوق البشر الآخرين. كانت لهم الفرصة والسلطة لتغيير حياة الناس بكلمة أو أحيانًا لإنهاء حياة.
· اقتبس يسوع في يوحنا١٠: ٣٤–٣٩ الآية السادسة في جدل مع قادة الدين عندما اتهموه بالادعاء أنه الله بطريقة آثمة. فقدّم يسوع تحليلًا منطقيًّا: “إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟”
· يسمي الله القضاة آلهة في نصين آخرين، وهما خروج٦:٢١ و ٢٢: ٨–٩. فكلمة آلهة في النصين العبري هو إيلوهيم، كما هو الحال في الآية السادسة من هذا المزمور.
· “يتوجب أن تكون إدارة بين الناس. وبما أن الله لا يرسل ملائكة لتصريفها، فإنه يُسمح للبشر بأن يحكموا بشرًا، وهو يصادق على منصبهم.” سبيرجن (Spurgeon)
· “يقول رذرفورد (Ruherford) في كتابه(Rex Lex) بناءً على هذا المزمور أن القضاء ليسوا مخلوقين من الملوك لكي ينفّذوا مسرّتهم. وهم لا يستمدون سلطتهم من الملك. لكنهم مخوّلون من الله نفسه بصفته الملك. ولهذا فإنهم ملزَمون بتنفيذ العدالة سواء رغب الملك أم لا.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. وَبَنُو ٱلْعَلِيِّ كُلُّكُمْ: ما زال الله يتكلم عن قضاة إسرائيل. وهو يذكّرهم بأنهم – وهم بشر – أبناء الله العلي. وهذا صحيح بمعنى أن كل إنسان خُلِق على صورة الله، ويمكن أن يُعتقد أنه ذرّية الله (أ عمال الرسل ١٧: ٢٨–٢٩).
· عندما ينكر هؤلاء القضاة الظالمون على المساكين واليتامى والمبتلين والمحتاجين الحماية والعدالة، فإنهم يعاملونهم على أنهم أقل من حقيقتهم، أي أنهم على صورة الله وذريته. وينبغي على القضاة أن يتذكروا على ذلك.
· هنالك معنى آخر بموجبه لا يمكن أن يكون كل البشر أبناء لله. فبعضهم أبناء لله، وآخرون أبناء لأبيهم إبليس (يوحنا ٤٤:٨).
٣. لكنْ مِثْلَ ٱلنَّاسِ تَمُوتُونَ: احتاج قضاة إسرائيل الظالمون إلى التذكر أن هنالك آخرين أعظم مما ظنّ القضاة، وأن القضاة أنفسهم أقل مما ظنوا في أنفسهم. كانوا آلهة بمعنى رمزي فقط. فهم سيموتون مِثْلَ ٱلنَّاسِ وسيواجهون الدينونة أمام قاضي الأرض كلها.
· مِثْلَ ٱلنَّاسِ: “مِثْلَ ٱلنَّاسِ العاديين، كما تدل كلمة ’آدم‘ العبرية أحيانًا، كما في مزمور ١٢:٤٩.” بوله (Poole)
· مِثْلَ ٱلنَّاسِ تَمُوتُونَ: “ستضعُفون مثل الآخرين، وستمرضون مثل الآخرين، وستموتون مثل الآخرين، وستُدفنون مثل الآخرين، وستُستهلكون مثل الآخرين، وستدانون مثل الآخرين، مثل المتسوّلين الذين يصرخون على أبوابكم.” سبيرجن (Spurgeon) نقلًا عن سميث (Smith)
· وَكَأَحَدِ ٱلرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ: “قيل للملك هنري الثامن وهو على فراش الموت إنه سيذهب إلى مكان الرؤساء. ولم يكن ذلك تعزية كبيرة له. فإذا كان المثل الشائع صحيحًا، فإن الجحيم مرصوف بتيجان الرؤساء وخوذات الجنود.” تراب (Trapp)
ب) الآية (٨): صلاة إلى الله ليمارس دينونته الكاملة.
٨قُمْ يَا ٱللهُ. دِنِ ٱلْأَرْضَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ كُلَّ ٱلْأُمَمِ.
١. قُمْ يَا ٱللهُ. دِنِ ٱلْأَرْضَ: اختتم آساف المزمور بتوسُّل إلى الله أن يتخذ مكانه بصفته القاضي النهائي. كان لقضاة إسرائيل الظالمين منطقتهم الخاصة للسلطة والنفوذ، لكن سلطة الله تمتد إلى ٱلْأَرْضَ كلها.
· تناشد هذه الصلاة الله أن يفعل ما لا يفعله القضاة الأرضيون – أن يدين الأرض بشكل ملائم. فقد فشل هؤلاء القضاة، ولهذا طلب آساف أن يتولى الله القضاء بنفسه.
٢. لِأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ (سترث) كُلَّ ٱلْأُمَمِ: يبيّن هذا الميراث عظمة الله كقاضٍ. إذ لدى القضاة البشريين عظمتهم الخاصة، لكنها لا شيء بالمقارنة مع عظمة القاضي العظيم. وفي نهاية الأمر، سيخص هذا الميراث يسوع المسيّا.
· “ألا تتضمن آخر آية نبوءة عن ربنا يسوع، ودعوة الأمم، وانتشار المسيحية في الأرض؟ هكذا فهم آباء عديدون هذا النص. فهل يمكن أن يرسخ حكم البر والعدالة، وأن تنتشر المسيحية بشكل شمولي، وأن يقال إن كل الأمم سترَث إلا بالمسيح؟” كلارك (Clarke)
· “ستشهد الأيام الأخيرة تتويج يسوع، وسيكسر كل الحكام الأشرار كآنية فخارية بصولجانه القدير. والمجيء الثاني هو الرجاء الأكثر سطوعًا. تعالَ سريعًا. تعالَ أيها الرب يسوع.” سبيرجن (Spurgeon)
· “إنه تشجيع عظيم في العمل الإرسالي أن كل أمّة هي ميراث لربنا بحقّ عن طريق الهبة. لقد باع كل ما له ليشتري هذا. وإن دورنا هو أن نجعل هذا حقيقة في الواقع.” ميير (Meyer)